📘 ❞ الفاروق القائد ❝ كتاب ــ محمود شيت خطاب اصدار 1965

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب الفاروق القائد ❝ ــ محمود شيت خطاب 📖

█ _ محمود شيت خطاب 1965 حصريا كتاب الفاروق القائد عن مطبعة العاني 2024 القائد: أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي المُلقب بالفاروق هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد وأحد أشهر الأشخاص والقادة التاريخ الإسلامي أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا أحد العشرة المبشرين بالجنة علماء الصحابة وزهّادهم تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق 23 أغسطس سنة 634م الموافق للثاني والعشرين من جمادى الآخرة 13 هـ كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس المظالم سواء كانوا مسلمين أو غير وكان ذلك أسباب تسميته لتفريقه بين الحق والباطل هو مؤسس التقويم الهجري وفي عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا وتوسع نطاق الدولة حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة وهي ثالث أقدس المدن وبهذا استوعبت أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ الامبراطورية البيزنطية تجلّت عبقرية العسكرية حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا قوة فتمكن فتح إمبراطوريتهم خلال أقل سنتين كما قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه تماسك ووحدة دولة حجمها يتنامى يومًا يوم ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها الفاروق هي كلمة لقب يُوصف بها يُميّز يطلق أهل السنة حين يعتقد الشيعة بأنّه لقبٌ مختصٌ بعلي طالب دون غيره وأن لقبه بذلك كثرت الأقوال حول فتحت فيها مصر فوردت كتب سنوات 16 20 21 22 25 عندما سمح لعمرو العاص بالتوجه إلى انتهائه الشام وذلك إلحاح طويل عمرو ودخل رأس 4,000 رجل فكان أول ما فتحه حصن الفرما حصار دام شهراً ونفس الأمر بلبيس ثم سار أم دنين أن أمده بأربعة آلاف آخرين وانتصر قربها معركة عين شمس بابليون أقوى الحصون الحدودية آنذاك وفرض عليه حصاراً نصف كاملة وأخيراً وبعد تسلق الأسوار الزبير العوام وفتح الحصن الداخل تمكن المسلمون دخوله وفُتِحَ بنى مدينة الفسطاط قربه الإسكندرية عليها ثلاثة شهور فٌتِحَت عنوة وبفتح قد تمَّ ووليها عبد الله سعد السرح بعده فتح برقة وطرابلس الغرب بعد أتمَّ إقليم الواقع اليوم شرق ليبيا وأرسل بداية عقبة نافع ليستطلع الأوضاع ويعطيه تقريراً المنطقة بسهولة وسرعة وصالح أهلها جزية يدفعونها له مقدارها 13,000 دينار ثمَّ فرَّق قواته وأرسلهم مختلفة أجزاء ومحيطها فأرسل مصراتة وعقبة زويلة (ثم عينه قائداً لحامية برقة) وبسر أرطاة ودان فنجحوا كل هذه طرابلس الغرب وحاصرها لمدة شهر أنه لم يتمكن فتحها بعض جنوده اقتحام المدينة ففرَّ الروم سفنهم للهرب جيشه وفتحها وفتحت معها المناطق المحيطة مثل غريان والزاوية وسائر جبل نفوسة سبرة ففتحها الأخرى وتم يأذن بالسير أكثر إفريقية فعاد يُعتبر عباقرة السياسة والإدارة خصوصًا والعالمي عمومًا فقد اتسعت حدود اتساعًا جعله يُقدم إنشاء تنظيم إداري فعّال لابقائها متماسكة وموحدة استتبع هذا وإنشاء عدّة مرافق مهمة تعرفها العرب قبل عرفتها ولكن نحو ضيّق بسبب طبيعة حياة داخل شبه الجزيرة الفتوح مآثر توسيعه وترميمه للمسجد الحرام مكة والمسجد النبوي المنورة لاستيعاب الأعداد المتزايدة الحجاج اعتنق الكثير رعايا والعراق وغيرها التنظيمات والإدارية اتسعت أقاليم الأولى نتيجة انتشار الأقاليم المتاخمة لشبه العربية لذلك عمد تقسيم الأمصار المفتوحة خمس مناطق كبيرة تنقسم بدورها ولايات وهي: (الأحواز الكوفة البصرة) فارس (سجستان ومكران وكرمان طبرستان خراسان) (قسم قاعدته حمص وقسم دمشق) فلسطين أيلة قادته الرملة) أفريقية (صعيد السفلى غرب وصحراء ليبيا) أما فأبقى تقسيمها فعل واستمرت تضم اثنتي عشر ولاية هي: المكرمة الطائف صنعاء حضرموت خولان زبيد مرقع الجند نجران جرش والبحرين قسّم الخليفة مقاطعات عدة دُعي منها جُندًا جند قنسرين دمشق الأردن وجند يختار لكلِّ واليًا يختارهم ممن يَتَوَسَّم فيهم الصلاح والمقْدرة إدارة شؤون الولاية والقِيام بالمهام المُلْقاة عواتقِهم يوصِي أولئك الوُلاةَ بحُسْن معامَلة الرعية والرِّفْق بهم وعدم تكْليفهم فوق طاقتهم ويحملهم مسؤولية تطْبيق شرائع وسُننه؛ فقال مُوَضِّحًا واجباتِهم: «أيُّها إنِّي والله أرسل إليكم عمَّالاً ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أعْشاركم؛ أرسلهم ليعلِّموكم دينكم وسُننكم فمَن فُعل به شيءٌ سوى فليرفعه إليَّ فوالَّذي نفس بيده لأقتصّنَّ منه» كذلك لعمر مُفوَّضون رسميُّون يسافِرُون ويراجعون أعمال الوُلاة المفتِّشين مسلمة رجلٌ حازم فائق الأمانة وحرصًا منه استقرار انشغالهم بأمْرٍ الولاية؛ أجْرى عليهم مرتباتٍ شأنِها تعينَهم التفرُّغ لعَمَلِهم المنوط ومثال ذلك: عمار والي ستمائة درهم ولكاتبه ومؤذِّنيه كلَّ وأجْرى عثمان حنيف رُبع شاة وخمسة دراهم مع عطائه خمسةَ مسعود مائة وربع يُشير المؤرخين اتبع نظام المركزية الإدارية حكمه للدولة أي حكومته القائمة كانت تقوم وحدها بالوظيفة مشاطرة الهيئات لها فقيل ظروف عهد فرضت أسلوبَ الحكم؛ بل إن سلك أسلوبًا مركزيًّا متطرِّفًا يكاد لا يوجد مثيل هيمنته العاصمة تتوقف الأمور فحسب؛ امتدَّت الشؤون المدنيَّة استئذان الخليفةَ طريقة بناء المساكن الجديدة وحرص يُحاط علمًا بأقاليم يذهب إليها ردّ باحثون آخرون الرأي بقولهم السيرة والتاريخ حفظت كتبًا يوجِّه عمَّاله وقُواده ويتابع أعمالهم آثارًا يفوِّض عمرُ الرأيَ لعمَّاله وقواده؛ لكي يتصرفوا مواجهة المواقف بما تقتضيه قوله لمحمد مسلمة: «إن أكمل الرجال رأيًا مَن إذا يكن عنده عهْد صاحبه عمل بالحزم قال به» وقوله لمعاوية سفيان بيَّن اتِّخاذه مظاهرَ الملك: «لا آمرك أنهاك» وردُّه عبيدة استشاره دخول الدروب خلف العدو بقوله: «أنت الشاهد وأنا الغائب وأنت بحضرة عدوِّك وعيونُك يأتونك بالأخبار» النصوص تدلُّ ينتهج المنهج اللامركزي الإدارة وليس معنى رفع يده كلية الولايات الأخرى؛ حقه وواجبه الإشرافَ ومراقبتها الحدود الشرعية نشأت الدواوين لاتساع واتصال الفاتحين قرب بالأنظمة والبيزنطية والتعرف حضارتها فانتقوا وجدوه ملائمًا للاقتباس أبقوا الأنظمة ثبت لهم صلاحيتها لتلك البلاد اخْتُلف تحديد نشأة الديوان؛ فيحدده الطبري بالعام الخامس للهجرة بينما يذكره الماوردي الأحكام السلطانية العام العشرين أوجدها عمر: ديوان الإنشاء الرسائل ليكون أوّل وضع الديوان أنشأ العطاء وديوان سجَّل فيه أسماء المقاتلين ووجهتهم ومقدار أعطياتهم وأرزاقهم الجباية الهادف إحصاء خراج وتنظيم الإنفاق الوجوه يجب وردت الأموال الكثيرة مركز فأشار خالد الوليد وقيل الهرمزان هشام المغيرة بإنشاء لإحصاء وطريقة توزيعها تمهيدًا لإنشاء "بيت المال" "ديوان الأموال" يمكن اعتباره بمثابة وزارة للمال اهتمَّ بالأموال الواردة حريصًا جدًّا المحافظة وإعطائها لمستحقيها يتعامل اليتيم ماله فلا يأخذ إلا أدنى وأبقى النقود الذهبية والفضية متداولة وعليها نقوش مسيحية فارسية لكنه أضاف والفارسية "جائز" ليميزها الزائفة ومع يعتبر ضرب 639م الموافقة لسنة 18 معتمدًا النقش الفارسي وأضاف "الحمد لله" بعضها "لا إله الله" وعلى جزء اسم "عمر" كان البريد موجودًا منذ تأسيس حيث النبي يبعث الرسل الملوك والأمراء ومعهم الكتب ممهورة بخاتمه رتّب ليسهل عملية الاتصال والعمال وقادة الجيش فكتب معاوية يحثه استعمال النار الإشارات لنقل والأخبار وإقامة الحرس مناظرها واتخاذ المواقد وقسّم الطرق محطات بريدية الواحدة والأخرى مسافة اثني ميلاً والزاد والماء أما الخطوة الأخيرة تنظيمات فكانت تكريس الشورى عملاً بالأمر الديني القرآن: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ و﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾ والتي دعوة صريحة لالتزام المشورة الحديث النبوي: «اسْتَشِرْ فَإِنَّ الْمُسْتَشِيرَ مُعَانٌ وَالْمُسْتَشَارَ مُؤْتَمَنٌ» و«مَا سَعِدَ أَحَدٌ بِرَأْيِهِ وَلا شَقِيَ مَعَ مَشُورَةٍ» و«مشاورة اتباعهم» تمسك بمبدأ يقول: خير أمر أُبرم شورى" واتبع القرآن والسنة النبوية جانبه المهاجرين والأنصار يستشيرهم مسألة نص حديث الأساس منع هؤلاء مغادرة بإذن وبأجل محدد ليتمكن استشارتهم ولمساندته دعم الحكم القائم أساسًا يستشير أيضًا النساء يقدم الشفاء بنت العدوية ويرضى رأيها تنظيم الجيش أدرك أهمية نشر أوجد فرقًا نظامية تُقدّر لترابط وهذا يعني جيش نظامي ثابت يُقدّر بإثني وثلاثين ألف عدا المشاة والمتطوعين مما يكفل حماية ونظّم الرتب "أمير الجيش" عشرة تزيد و"أمير الكردوس" و"القائد" مئة يُشكلون قوام اتساع رقعة انضم إليهم والروم والقبط اعتنقوا وعرف العهد استخدام أسلحة الحصار اقتبست ومنها المنجنيق وأبراج والدبابة وأكباش الدك وأصدر أمرًا بوجوب تعلّم الجنود ركوب الخيل والرماية والمشي حفاة والسباحة وأنشأ مراكزَ عسكريةٍ والكوفة والبصرة والموصل والفسطاط ودمشق والأردن وفلسطين بُنيت ثكنات مخصصة لإقامة العساكر شُيدت اصطبلات يأوي قرابة أربعة حصان لدعم عند الحاجة بالإضافة المراكز معسكرات الكبيرة والأماكن ذات الأهمية الاستراتيجية يكره البحر ونهى قادة القتال قام بعزل العلاء الحضرمي البحرين لأنه ركب ألفًا غازيًا بلاد وكفل للجنود معيشتهم ومعيشة عائلاتهم مقابل انصرافهم الجندية الشرطة والأمن يعتبر حبسًا خاصًا بالمتهمين يُعزلون المسجد وعُرف الحبس باسم "السجن" العسس للتجول والمراقبة ليلاً أجل مساعدة القاضي إثبات التهم وتنفيذ ضد المذنبين ويُعتبر النظام النواة قامت فيما "الشرطة" ويتولاها صاحب الشرطة وأول أسندت إليه المهمة فهو عسّاس و"العسس" مشتق تورده المصادر "عسَّ يَعُسُّ عَسَساً وعَسّاً أَي طاف بالليل" القضاء ولم يُهمل القضاء يتولَّى الفصل وتطبيق والأحكام ولمّا توسَّعَتِ واختلط العربُ بسكان وازدادَتِ القضايا تعذَّر النظرُ وكذلك الولاة فعمل فصل وشرع تعيين القضاة فولَّى أبا الدرداء قضاءَ وشريحًا الكندي قضاء وعثمانَ وأبا موسى الأشعري البصرة أجرى الرواتب فجعل للقاضي سليمان ربيعة خمسمائة وجعل لشريح مائةَ ومؤْنته الحنطة يحث إحقاق العدل الناس؛ دفع القضاةَ العمل تنفيذ أحكام الشريعة بحذافيرها سن لهؤلاء دستوراً يسيرون هديه لبث الدستور مرجعاً للقضاء الحسبة يرى الحِسبة نشأتْ أُسسَها واختصاصاتِها يقوم بنفسه أوكلها أطلق "المحتسب" يرى أنها نشأت والحسبة وظيفة دينية باب بالمعروف والنهي المنكر فرض بأمور يُعَيِّنُ مَنْ يراه أهلاً وكانت المحتسب تتمثل في: مراعاة الشَّرع الشعائر الدينية والمحافظة والنظر أرباب البهائم ومراقبة يتصدَّر لتفسير الكريم الآداب العامة البيوع الفاسدة السوق والموازين والمكاييل تعدت الحسبة معناها وهدفها واجبات مادِّيَّة تتَّفق المصالح العامَّة للمسلمين التقويم الهجري كان بالتأريخ قدومه يثرب حدث التأريخ الأول يُرسل الممهورة ورؤساء القبائل المختلفة وما فعله الخلاف ومما ذُكر سبب اعتماد للتاريخ يأتينا منك ليس تاريخ فجمع بعضهم: "أرخ بالمبعث" وبعضهم: بالهجرة" "الهجرة فرقت والباطل" فأرخوا بها" سبع فلما اتفقوا بعضهم ابدءوا برمضان "بل بالمحرم فإنه منصرف حجهم" فاتفقوا رواية أخرى أحدهم صكًا محله شعبان فقال: «أي الماضي نحن الآتي؟ ضعوا للناس شيئاً يعرفون حلول ديونهم» فيُقال إنه أراد يؤرخوا تؤرخ بملوكهم كلما هلك ملك أرخوا فكرهوا ومنهم قال: "أرخوا بتاريخ زمان الإسكندر" وقال قائلون: مولد رسول صلى وسلم" آخرون: "من مبعثه السلام" وأشار علي وآخرون يؤرخ هجرته لظهوره لكل أظهر المولد والمبعث فاستحسن والصحابة فأمر هجرة وأرخوا تلك محرمها التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم العلم يتناول سير الأعلام العصور دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع اهتم بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم وسلم بزمن يسير حرص العلماء وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد «جاء بشير عباس يحدث ويقول: لحديثه ينظر يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا كنا سمعنا رجلا يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر القاعدة ضرورة معرفة ناقلي حال نقلة لما ينبني المعرفة قبول والتعبد لله تعالى رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر فيؤخذ حديثهم وينظر البدع يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان الرواة وواضحة بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من منهم عنه سماعاً دلس عنه) مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل كثير الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال الحاضرين عنده؟ الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب تفرّدته الأمة باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يخلوا وصنّفت عشرات وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الفاروق القائد
كتاب

الفاروق القائد

ــ محمود شيت خطاب

صدر 1965م عن مطبعة العاني
الفاروق القائد
كتاب

الفاروق القائد

ــ محمود شيت خطاب

صدر 1965م عن مطبعة العاني
عن كتاب الفاروق القائد:
أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، المُلقب بالفاروق، هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم. تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق في 23 أغسطس سنة 634م، الموافق للثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 13 هـ. كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفريقه بين الحق والباطل.

هو مؤسس التقويم الهجري، وفي عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا، وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان، وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة وهي ثالث أقدس المدن في الإسلام، وبهذا استوعبت الدولة الإسلامية كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ أراضي الامبراطورية البيزنطية. تجلّت عبقرية عمر بن الخطاب العسكرية في حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا المسلمين قوة، فتمكن من فتح كامل إمبراطوريتهم خلال أقل من سنتين، كما تجلّت قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه على تماسك ووحدة دولة كان حجمها يتنامى يومًا بعد يوم ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها.

الفاروق هي كلمة أو لقب يُوصف بها من يُميّز بين الحق والباطل. يطلق أهل السنة لقب الفاروق على عمر ابن الخطاب، في حين يعتقد الشيعة بأنّه لقبٌ مختصٌ بعلي بن أبي طالب دون غيره، وأن الرسول لقبه بذلك.

كثرت الأقوال حول السنة التي فتحت فيها مصر، فوردت في كتب التاريخ سنوات 16 و 20 و 21 و 22 و 25 هـ، وقد كان ذلك عندما سمح عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص بالتوجه إلى مصر بعد انتهائه من فتح الشام، وذلك بعد إلحاح طويل من عمرو. ودخل عمرو مصر على رأس 4,000 رجل، فكان أول ما فتحه هو حصن الفرما بعد حصار دام شهراً، ونفس الأمر في بلبيس، ثم سار إلى أم دنين بعد أن أمده عمر بأربعة آلاف آخرين، وانتصر قربها في معركة عين شمس. ثم سار إلى حصن بابليون، أقوى الحصون الحدودية في مصر آنذاك، وفرض عليه حصاراً دام نصف سنة كاملة. وأخيراً وبعد أن تسلق الأسوار الزبير بن العوام، وفتح الحصن من الداخل تمكن المسلمون من دخوله، وفُتِحَ حصن بابليون. وبعد فتح الحصن بنى المسلمون مدينة الفسطاط قربه. ثم سار عمرو إلى الإسكندرية، وفرض عليها حصاراً دام ثلاثة شهور حتى فٌتِحَت عنوة، وبفتح الإسكندرية كان قد تمَّ فتح مصر، ووليها عمرو ثم عبد الله بن سعد بن أبي السرح من بعده.

فتح برقة وطرابلس الغرب
بعد أن أتمَّ عمرو بن العاص فتح الإسكندرية سار إلى إقليم برقة، الواقع اليوم شرق ليبيا. وأرسل بداية عقبة بن نافع ليستطلع الأوضاع ويعطيه تقريراً عن المنطقة، ثم فتح برقة بسهولة وسرعة، وصالح أهلها على جزية يدفعونها له مقدارها 13,000 دينار، وكان ذلك في سنة 22 هـ. ثمَّ فرَّق عمرو قواته وأرسلهم إلى مختلفة أجزاء برقة ومحيطها، فأرسل عبد الله بن الزبير إلى مصراتة وعقبة بن نافع إلى زويلة (ثم عينه قائداً لحامية برقة) وبسر بن أرطاة إلى ودان، فنجحوا في فتح كل هذه المدن. وأخيراً سار عمرو إلى طرابلس الغرب وحاصرها لمدة شهر، غير أنه لم يتمكن من فتحها، حتى تمكن بعض جنوده من اقتحام المدينة، ففرَّ الروم إلى سفنهم للهرب، ودخل جيشه المدينة وفتحها. وفتحت معها المناطق المحيطة بها مثل غريان والزاوية وسائر جبل نفوسة. وبعد طرابلس سار عمرو إلى سبرة، ففتحها هي الأخرى، وتم بذلك فتح ليبيا. غير أن عمر لم يأذن له بالسير أكثر حتى إفريقية، فعاد عمرو إلى مصر.


يُعتبر عمر بن الخطاب أحد عباقرة السياسة والإدارة في التاريخ الإسلامي خصوصًا والعالمي عمومًا. فقد اتسعت حدود الدولة الإسلامية خلال عهده اتساعًا عظيمًا جعله يُقدم على إنشاء تنظيم إداري فعّال لابقائها متماسكة وموحدة، وقد استتبع هذا الأمر تنظيم وإنشاء عدّة مرافق مهمة لم تعرفها العرب من قبل، أو عرفتها ولكن على نحو ضيّق بسبب طبيعة حياة الناس داخل شبه الجزيرة قبل الفتوح الإسلامية. ومن مآثر عمر بن الخطاب الأخرى توسيعه وترميمه للمسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج بعد أن اعتنق الكثير من رعايا الشام والعراق ومصر وغيرها الإسلام.

التنظيمات السياسية والإدارية
اتسعت أقاليم الدولة الإسلامية الأولى، نتيجة انتشار المسلمين في الأقاليم المتاخمة لشبه الجزيرة العربية، لذلك عمد عمر بن الخطاب إلى تقسيم الأمصار المفتوحة إلى خمس مناطق كبيرة تنقسم بدورها إلى ولايات، وهي: العراق (الأحواز، الكوفة، البصرة)، فارس (سجستان ومكران وكرمان، طبرستان، خراسان)، الشام (قسم قاعدته حمص، وقسم قاعدته دمشق)، فلسطين (قسم قاعدته أيلة وقسم قادته الرملة)، أفريقية (صعيد مصر، مصر السفلى، غرب مصر، وصحراء ليبيا). أما في شبه الجزيرة العربية فأبقى على تقسيمها كما فعل أبو بكر الصديق، واستمرت تضم اثنتي عشر ولاية، هي: مكة المكرمة، المدينة المنورة، الطائف، صنعاء، حضرموت، خولان، زبيد، مرقع، الجند، نجران، جرش، والبحرين. كما قسّم الخليفة ولايات الشام إلى مقاطعات عدة دُعي كل منها جُندًا، وهي: جند قنسرين، جند دمشق، جند حمص، جند الأردن، وجند فلسطين. وكان عمر يختار لكلِّ إقليم واليًا، وكان يختارهم ممن يَتَوَسَّم فيهم الصلاح والمقْدرة على إدارة شؤون الولاية، والقِيام بالمهام المُلْقاة على عواتقِهم. وكان عمر يوصِي أولئك الوُلاةَ بحُسْن معامَلة الرعية، والرِّفْق بهم، وعدم تكْليفهم فوق طاقتهم، ويحملهم مسؤولية تطْبيق شرائع الإسلام وسُننه؛ فقال مُوَضِّحًا واجباتِهم: «أيُّها الناس، إنِّي والله ما أرسل إليكم عمَّالاً ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أعْشاركم؛ ولكن أرسلهم ليعلِّموكم دينكم وسُننكم، فمَن فُعل به شيءٌ سوى ذلك، فليرفعه إليَّ، فوالَّذي نفس عمر بيده، لأقتصّنَّ له منه». كذلك كان لعمر مُفوَّضون رسميُّون يسافِرُون إلى الأمصار، ويراجعون أعمال الوُلاة، وكان على رأس أولئك المفتِّشين محمد بن مسلمة، وهو رجلٌ حازم فائق الأمانة. وحرصًا منه على استقرار الوُلاة، وعدم انشغالهم بأمْرٍ غير الولاية؛ فقد أجْرى عليهم مرتباتٍ من شأنِها أن تعينَهم على التفرُّغ لعَمَلِهم المنوط بهم، ومثال ذلك: أنه أجْرى على عمار - والي الكوفة - ستمائة درهم، له ولكاتبه ومؤذِّنيه كلَّ شهر، وأجْرى على عثمان بن حنيف رُبع شاة وخمسة دراهم كل يوم، مع عطائه - وكان خمسةَ آلاف درهم - وأجْرى على عبد الله بن مسعود مائة درهم في كل شهر وربع شاة كل يوم.

يُشير بعض المؤرخين إلى أن عمر بن الخطاب اتبع نظام المركزية الإدارية في حكمه للدولة الإسلامية، أي أن حكومته المركزية القائمة في المدينة المنورة كانت تقوم وحدها بالوظيفة الإدارية، دون مشاطرة الهيئات الأخرى لها في ذلك. فقيل أن ظروف الدولة الإسلامية في عهد عمر فرضت أسلوبَ المركزية في الحكم؛ بل إن عمر قد سلك أسلوبًا مركزيًّا متطرِّفًا، يكاد لا يوجد له مثيل في التاريخ. وأن هيمنته في العاصمة لم تتوقف على الأمور العسكرية فحسب؛ بل امتدَّت إلى الشؤون المدنيَّة، ومن ذلك استئذان المسلمين الخليفةَ في طريقة بناء المساكن في المدن الجديدة، وحرص الخليفة على أن يُحاط علمًا بأقاليم الدولة التي لم يذهب إليها. وقد ردّ باحثون آخرون على هذا الرأي بقولهم أن كتب السيرة والتاريخ كما حفظت كتبًا يوجِّه بها عمر عمَّاله وقُواده، ويتابع أعمالهم - فقد حفظت كذلك آثارًا يفوِّض فيها عمرُ الرأيَ لعمَّاله وقواده؛ لكي يتصرفوا في مواجهة المواقف، بما تقتضيه هذه المواقف. ومن ذلك قوله لمحمد بن مسلمة: «إن أكمل الرجال رأيًا مَن إذا لم يكن عنده عهْد من صاحبه، عمل بالحزم، أو قال به»، وقوله لمعاوية بن أبي سفيان حين بيَّن له أسباب اتِّخاذه مظاهرَ الملك: «لا آمرك ولا أنهاك»، وردُّه على أبي عبيدة حين استشاره في دخول الدروب خلف العدو بقوله: «أنت الشاهد وأنا الغائب، وأنت بحضرة عدوِّك، وعيونُك يأتونك بالأخبار»، إلى غير ذلك من النصوص التي تدلُّ على أن عمر بن الخطاب كان ينتهج المنهج اللامركزي في الإدارة، وليس معنى ذلك أنه قد رفع يده كلية عن الولايات الأخرى؛ بل إن من حقه وواجبه الإشرافَ على هذه الولايات ومراقبتها في الحدود الشرعية.


نشأت الدواوين في عهد عمر بن الخطاب نتيجة لاتساع الدولة الإسلامية، واتصال المسلمين الفاتحين عن قرب بالأنظمة الفارسية والبيزنطية في الأقاليم والتعرف على حضارتها، فانتقوا من بين ذلك ما وجدوه ملائمًا للاقتباس، كما أبقوا على الكثير من الأنظمة الإدارية التي ثبت لهم صلاحيتها لتلك البلاد. وقد اخْتُلف في تحديد نشأة الديوان؛ فيحدده الطبري بالعام الخامس عشر للهجرة، بينما يذكره الماوردي في الأحكام السلطانية في العام العشرين. ومن الدواوين التي أوجدها عمر: ديوان الإنشاء، وهو ديوان الرسائل، ليكون بذلك أوّل من وضع هذا الديوان في الإسلام، ثم أنشأ ديوان العطاء وديوان الجند الذي سجَّل فيه أسماء المقاتلين، ووجهتهم، ومقدار أعطياتهم وأرزاقهم، وديوان الجباية الهادف إلى إحصاء خراج البلاد المفتوحة، وتنظيم الإنفاق في الوجوه التي يجب الإنفاق فيها، وذلك بعد أن وردت الأموال الكثيرة إلى المدينة المنورة مركز الدولة الإسلامية بعد فتح الشام والعراق، فأشار خالد بن الوليد وقيل الهرمزان وقيل الوليد بن هشام بن المغيرة بإنشاء مثل هذه الدواوين لإحصاء الأموال وطريقة توزيعها. وكان ذلك تمهيدًا لإنشاء "بيت المال" أو "ديوان الأموال" الذي يمكن اعتباره بمثابة أول وزارة للمال في الإسلام. وقد اهتمَّ عمر بالأموال الواردة للدولة، وكان حريصًا جدًّا على المحافظة عليها، وإعطائها لمستحقيها، وقد كان يتعامل معها كما يتعامل والي اليتيم مع ماله، فلا يأخذ منه إلا كما يأخذ أدنى رجل من المسلمين. وأبقى عمر على النقود الذهبية والفضية التي كانت متداولة وعليها نقوش مسيحية أو فارسية، لكنه أضاف إلى هذه النقود البيزنطية والفارسية كلمة "جائز" ليميزها عن النقود الزائفة. ومع ذلك يعتبر عمر أول من ضرب النقود في الإسلام سنة 639م، الموافقة لسنة 18 هـ، معتمدًا النقش الفارسي وأضاف إليها "الحمد لله" وفي بعضها "لا إله إلا الله" وعلى جزء منها اسم "عمر".

كان البريد موجودًا منذ تأسيس الدولة في المدينة المنورة، حيث كان النبي محمد يبعث الرسل إلى الملوك والأمراء ومعهم الكتب ممهورة بخاتمه. وقد رتّب عمر البريد بعد أن اتسعت هذه الدولة ليسهل عملية الاتصال بين المدينة المنورة والعمال وقادة الجيش في العراق وفارس والشام ومصر، فكتب إلى معاوية بن أبي سفيان في الشام يحثه على استعمال النار في الإشارات لنقل الرسائل والأخبار وإقامة الحرس على مناظرها واتخاذ المواقد لها. وقسّم الطرق إلى محطات بريدية بين الواحدة والأخرى مسافة اثني عشر ميلاً، وفي كل منها الحرس والزاد والماء.

أما الخطوة الأخيرة في تنظيمات عمر بن الخطاب الإدارية، فكانت تكريس نظام الشورى، عملاً بالأمر الديني في القرآن: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾، و﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾، والتي كانت دعوة صريحة لالتزام المشورة. وفي الحديث النبوي: «اسْتَشِرْ، فَإِنَّ الْمُسْتَشِيرَ مُعَانٌ، وَالْمُسْتَشَارَ مُؤْتَمَنٌ»، و«مَا سَعِدَ أَحَدٌ بِرَأْيِهِ وَلا شَقِيَ مَعَ مَشُورَةٍ»، و«مشاورة أهل الرأي ثم اتباعهم». لذلك تمسك عمر بن الخطاب بمبدأ الشورى، وفي ذلك يقول: "لا خير في أمر أُبرم من غير شورى"، واتبع القرآن والسنة النبوية في ذلك، فأبقى إلى جانبه كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار يستشيرهم في كل مسألة لا يوجد فيها نص أو حديث. وعلى هذا الأساس منع هؤلاء الصحابة من مغادرة المدينة المنورة إلا بإذن وبأجل محدد، وذلك ليتمكن من استشارتهم ولمساندته في دعم نظام الحكم القائم أساسًا على الشورى. وكان عمر يستشير الرجال، وكان أيضًا يستشير النساء، حيث كان يقدم الشفاء بنت عبد الله العدوية في الرأي، ويرضى عن رأيها.

تنظيم الجيش
أدرك عمر بن الخطاب أهمية الجيش في نشر الإسلام، لذلك أوجد فرقًا نظامية تُقدّر كل منها بأربعة آلاف فارس لترابط في كل مصر من الأمصار. وهذا يعني تأسيس جيش نظامي ثابت يُقدّر بإثني وثلاثين ألف فارس عدا المشاة والمتطوعين، مما يكفل حماية الدولة، ونظّم الرتب في الجيش مثل "أمير الجيش" على عشرة آلاف أو تزيد، و"أمير الكردوس" على ألف، و"القائد" على مئة. كان العرب يُشكلون قوام الجيش في بداية عهد عمر بن الخطاب، ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية، انضم إليهم عدد من الفرس والروم والقبط الذين اعتنقوا الإسلام، وعرف الجيش الإسلامي خلال هذا العهد استخدام أسلحة الحصار التي اقتبست عن الروم، ومنها المنجنيق وأبراج الحصار والدبابة وأكباش الدك. وأصدر عمر أيضًا أمرًا بوجوب تعلّم الجنود ركوب الخيل والرماية والمشي حفاة والسباحة، وأنشأ مراكزَ عسكريةٍ في المدينة والكوفة والبصرة والموصل والفسطاط ودمشق والأردن وفلسطين، بُنيت فيها ثكنات مخصصة لإقامة العساكر، كما شُيدت اصطبلات كبيرة يأوي كل منها قرابة أربعة آلاف حصان مخصصة لدعم الجند عند الحاجة. بالإضافة إلى المراكز العسكرية، أنشأ الخليفة معسكرات في المدن الكبيرة والأماكن ذات الأهمية الاستراتيجية. وكان عمر يكره ركوب البحر ونهى قادة الجيش عن القتال فيه، وقد قام بعزل العلاء بن الحضرمي والي البحرين لأنه ركب البحر في اثني عشر ألفًا غازيًا بلاد فارس. كما أنشأ عمر ديوان الجند وكفل للجنود معيشتهم ومعيشة عائلاتهم، مقابل انصرافهم إلى أعمال الجندية

الشرطة والأمن
يعتبر عمر بن الخطاب أول من أنشأ حبسًا خاصًا بالمتهمين بعد أن كان هؤلاء يُعزلون في المسجد، وعُرف هذا الحبس باسم "السجن". كما كان أول من أدخل نظام العسس للتجول والمراقبة ليلاً من أجل مساعدة القاضي في إثبات التهم وتنفيذ الأحكام ضد المذنبين، ويُعتبر هذا النظام بمثابة النواة التي قامت عليها فيما بعد "الشرطة"، ويتولاها صاحب الشرطة. وأول من أسندت إليه هذه المهمة هو عبد الله بن مسعود، فهو أول عسّاس في الإسلام، و"العسس" اسم مشتق كما تورده بعض المصادر من "عسَّ يَعُسُّ عَسَساً وعَسّاً أَي طاف بالليل".

القضاء
ولم يُهمل عمر بن الخطاب القضاء، فكان يتولَّى الفصل بين الناس، وتطبيق الحدود والأحكام، ولمّا توسَّعَتِ الدولة واختلط العربُ بسكان البلاد المفتوحة، وازدادَتِ القضايا في هذه الأمصار - تعذَّر على الخليفة النظرُ فيها، وكذلك الولاة، فعمل عمر بن الخطاب على فصل القضاء عن الولاية، وشرع في تعيين القضاة في البلاد المفتوحة، فولَّى أبا الدرداء قضاءَ المدينة، وشريحًا الكندي قضاء الكوفة، وعثمانَ بن أبي العاص قضاء مصر، وأبا موسى الأشعري قضاء البصرة، وقد أجرى عمر عليهم الرواتب، فجعل للقاضي سليمان بن ربيعة خمسمائة درهم في كل شهر، وجعل لشريح مائةَ درهم ومؤْنته من الحنطة. وكان عمر يحث القضاة على إحقاق الحق، وإقامة العدل بين الناس؛ مما دفع القضاةَ إلى العمل على تنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية بحذافيرها. كما سن عمر لهؤلاء القضاة دستوراً يسيرون على هديه في الأحكام، وقد لبث هذا الدستور مرجعاً للقضاء

الحسبة
يرى بعض المؤرخين أن الحِسبة نشأتْ في عهد عمر بن الخطاب، حيث وضع أُسسَها واختصاصاتِها، وكان يقوم بها بنفسه، ثم أوكلها إلى رجل، أطلق عليه لقب "المحتسب". بينما يرى آخرون أنها نشأت في عهد الرسول محمد. والحسبة هي وظيفة دينية من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي هو فرض على القائم بأمور المسلمين، يُعَيِّنُ لذلك مَنْ يراه أهلاً له. وكانت مهمة المحتسب تتمثل في: مراعاة أحكام الشَّرع، وإقامة الشعائر الدينية، والمحافظة عليها، والنظر في أرباب البهائم، ومراقبة مَن يتصدَّر لتفسير القرآن الكريم، والنظر في الآداب العامة، وفي البيوع الفاسدة في السوق، والموازين والمكاييل. وبهذا فقد تعدت الحسبة معناها وهدفها الديني إلى واجبات عملية مادِّيَّة تتَّفق مع المصالح العامَّة للمسلمين.

التقويم الهجري
كان النبي محمد قد أمر بالتأريخ بعد قدومه إلى يثرب. وقد حدث هذا التأريخ منذ العام الأول للهجرة، وعلى هذا الأساس كان النبي يُرسل الكتب الممهورة بخاتمه إلى الملوك والأمراء ورؤساء القبائل المختلفة. وما فعله عمر بن الخطاب كان منع الخلاف حول التأريخ، ومما ذُكر في سبب اعتماد عمر للتاريخ أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: "أرخ بالمبعث"، وبعضهم: "أرخ بالهجرة"، فقال عمر: "الهجرة فرقت بين الحق والباطل"، فأرخوا بها"، وذلك سنة سبع عشرة، فلما اتفقوا قال بعضهم ابدءوا برمضان، فقال عمر: "بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم"، فاتفقوا عليه. وفي رواية أخرى أن أحدهم رفع صكًا لعمر محله شهر شعبان، فقال: «أي شعبان، الماضي أو الذي نحن فيه، أو الآتي؟ ضعوا للناس شيئاً يعرفون فيه حلول ديونهم»، فيُقال إنه أراد بعضهم أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم، كلما هلك ملك أرخوا من تاريخ ولاية الذي بعده، فكرهوا ذلك، ومنهم من قال: "أرخوا بتاريخ الروم من زمان الإسكندر"، فكرهوا ذلك، وقال قائلون: "أرخوا من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وقال آخرون: "من مبعثه عليه السلام"، وأشار علي بن أبي طالب وآخرون أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث. فاستحسن ذلك عمر والصحابة، فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة الرسول وأرخوا من أول تلك السنة من محرمها.
الترتيب:

#6K

0 مشاهدة هذا اليوم

#17K

31 مشاهدة هذا الشهر

#9K

20K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 191.
المتجر أماكن الشراء
محمود شيت خطاب ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
مطبعة العاني 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث