📘 ❞ قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر ❝ كتاب ــ محمود شيت خطاب اصدار 1998

التراجم والأعلام - 📖 كتاب ❞ قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر ❝ ــ محمود شيت خطاب 📖

█ _ محمود شيت خطاب 1998 حصريا كتاب ❞ قادة الفتح الإسلامي بلاد ما وراء النهر ❝ عن دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع 2024 النهر: الفَتحُ الإسلَامِيُّ لِمَا وَرَاءَ النَّهرِ أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ (بِالفارسيَّة: فَتْحِ ماوَراءَالنَّهرْ تَوَسُّطِ مُسَلْمانانْ وَرارود مُسَلْمانانْ؛ وبِالتُركيَّة: Müslümanların Maveraünnehir'i fethi) وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ اَعْرابْ) هو سلسلة من الحملات العسكريَّة التي قام بها المُسلمون لِفتح تحت راية الخلافة الأُمويَّة أولًا ثُمَّ الخِلافة العبَّاسيَّة بعد انتقال الأمر إلى بني العبَّاس وبلادُ المقصودة هي تلك البلاد والأقاليم الواقعة نهر جيحون الذي شكَّل تاريخيًّا الحد الفاصل بين الأقوام الناطقة بِالفارسيَّة والتُركيَّة أي إيران وطوران كانت بدايات الفُتُوح تهدف القضاء فُلُول الفُرس الساسانيين الذين التجأوا الإمارات التُركيَّة التابعة المُجاورة لِإمبراطوريَّتهم السابقة والحيلولة دون أن تقوم لهم قائمة ذلك كي لا يُهاجموا المُكتسبات الإسلاميَّة فارس وقد بدأت أولى خِلافة عُمر بن الخطَّاب عندما فرَّ يزدجرد الثالث شاه أمام المُسلمين والتجأ خاقان التُرك يستنصره فتعاون الرجُلان مُقاومةٍ فاشلة حيثُ جنَّدا جيشًا وهاجما خُراسان وانتهى بفض الحلف وانسحاب بلاده مُقتنعًا بما تناهى أسماعه أنَّ لن يعبروا بناءً تعليمات بعد انقضاء عهد الخُلفاء الراشدين انشغل لِفترةٍ طويلةٍ بِالفتن والاضطرابات المُتلاحقة اجتاحت النصف الشرقي الدولة لم يسمح بِالتوسُّع فُتُوحاتهم ولم يتغيَّر الوضع حتَّى تولَّى عبد الملك مروان سنة 65هـ المُوافقة لِسنة 685م ففي الخليفة المذكور تحققت الفُتُوحات بِفضل قُوَّة المُختزنة تكن كبيرة بِسبب السياسة الخارجيَّة التوسُعيَّة الجبهة الشرقيَّة آخر اهتمامات لانصرافه مُعالجة القضايا الداخليَّة فكان الجُمُود الطابع العام لِسياسة الوقت ولم تنشط فُتُوحات إلَّا مُنذُ الحجَّاج يُوسُف الثقفي ولاية مع العراق 78هـ 697م فولَّى المُهلَّب أبي صفرة غزا أبنائه خاصَّةً مدينة كش والختل وريخش وتابع أبناؤه وفاته سياسة الجهاد هذه لِهذه المنطقة تأخذ مظهرها الجدِّيّ ولَّى قُتيبة مُسلم الباهلي 86هـ 705م ولقد مرَّت خُطوات فتح مدى عشر سنوات (86 96هـ) عبر مراحل أربع حقق كُلٍ منها ناحية واسعة فتحًا نهائيًّا وثبَّت أقدام والإسلام فيها وبوفاة توقفت عند تركها عليه باقي العُمَّال تلوه قضوا عهودهم يُثبتون المناطق المفتوحة ويعملون وأد الفتن والانتفاضات القائمة تُستأنف حركة الناحية العالم انهيار وقيام أنقاضها فحمل الخُراسانيّ أطراف الصين أمرٍ جعفر المنصور لاستعادة هيبة تُركستان تراجعت بسبب انشغال هؤلاء بِالحركة والنزاع البيتين العبَّاسي والأُموي أفضى سُقُوط شكَّلت معركة طلاس والصينيين حدٍ وصلتهُ فأنهت نُفُوذ اصطبغت بِالصبغة الحين ودخلت ديار الإسلام وفي الحقيقة فإنَّ ميدان كان أشد الميادين قتالًا بِالنسبة لِلمُسلمين فلم يكن هُناك حربٍ أشدُّ آنذاك ومن الجدير بالذكر واجههم كانوا أجناسًا وكان أوَّل جنسٍ قابلوه جنس الهياطلة (الهون) ومنهم عدَّة قبائل سكنت الجنوب عُرفت بالزابليين استقروا إقليم زابلستان وأعطوه اسمهم كما هناك البختيون ويسمون غير العربيَّة «البكتريين» نسبة باخترية باكترية سكنوه وعندما دخل صراعٍ قاتلوا البختيين نفس فيه وكلا الفريقين ينتمي الأتراك الغزيَّة (الأوغوز) نتائج دخلت أغلب وأصبح بِمُرور إحدى أكبر العرقيَّات المُسلمة جانب العرب والفُرس والبربر وغيرهم أصبحت أبرز المراكز الحضاريَّة والثقافيَّة العصر وخرج مئات العُلماء والفلاسفة والأُدباء وشكَّلت العديد مُدُنها مراكز علميَّة وحضاريَّة مثل بُخارى وسمرقند ومرو وسرخس وغيرها يزخر تاريخنا بصفحات ناصعة ضرب الأولون أروع الأمثلة البطولة والفداء ظلت الصفحات مطوية تنتظر ينقض عنها الغبار ويكشف عما تحويه كنوز نفيسة والدروس المستفادة معارك الفتوح الإسلامية كثيرة ومفيدة إلا محاولات عديدة قد جرت لطمس تاريخ الفتوحات وأسماء القادة المسلمين الله أيديهم البلدان والأقطار وهم أحق بأن تعاد كتابة سيرهم وانطلاقاً إدراك اللواء الركن لأهمية تدوين العسكرية عمد وضع الكتاب يحوي زبده تجاربه سير وفيه عرض لسير قاموا بفتح النهرين وهو يعرف الأولى ببلاد حيث الموقع ويستعرض الأقاليم كما يعرض لفتح واستعادة فتحها يسجل هنا يقوي ويشتد ويعلو مده حين تشمل الوحدة ثم أتى تنتقض وتضطرب ويسودها الفوضى والفتن يختلف المسلمون وتتفرق صفوفهم ينتقل المؤلف ذكر وبعد لنسبهم وأيامهم يعتمد الأسلوب الوسط فيكتفي بنقل الحقائق مصادرها لاستنتاج سمات القائد إنساناً وقائداً ارتأى ضرورة بعث المغمورين أدوار مشرفة لإعطائهم حقهم وإخراج مبرئة كل نقص وتشويه في استعرض تعداده للبلاد والأنهار بلغ تعداد اثنا قائداً مجاهداً سيرتهم تبعت النفس الهمة والنظر جهادهم يبين لنا قدم أولائك السلف تضحيات التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم العلم يتناول حياة الأعلام الناس العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم بعلم اهتماما كبيرا العناية بهذا عندهم الرسول محمد صلى وسلم بزمن يسير حرص العلماء حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع الحديث النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: قال رسول يأذن لحديثه ولا ينظر إليه فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة معرفة الرجال ناقلي حال نقلة النبوية وذلك لما ينبني المعرفة قبول والتعبد لله تعالى رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا رجالكم فينظر أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من منهم حدث عنه سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) وما مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم منه الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل كثير الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم متعلّقة الباب تفرّدته به الأمة الأمم وعلم مصطلح العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر
كتاب

قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر

ــ محمود شيت خطاب

صدر 1998م عن دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع
قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر
كتاب

قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر

ــ محمود شيت خطاب

صدر 1998م عن دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع
مميّز
حول
محمود شيت خطاب ✍️ المؤلف
المتجر أماكن الشراء
دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع 🏛 الناشر
مناقشات ومراجعات
QR Code
عن كتاب قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر:
الفَتحُ الإسلَامِيُّ لِمَا وَرَاءَ النَّهرِ أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ لِمَا وَرَاءَ النَّهرِ (بِالفارسيَّة: فَتْحِ ماوَراءَالنَّهرْ تَوَسُّطِ مُسَلْمانانْ أو فَتْحِ وَرارود تَوَسُّطِ مُسَلْمانانْ؛ وبِالتُركيَّة: Müslümanların Maveraünnehir'i fethi)، وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ لِمَا وَرَاءَ النَّهرِ (بِالفارسيَّة: فَتْحِ ماوَراءَالنَّهرْ تَوَسُّطِ اَعْرابْ)، هو سلسلة من الحملات العسكريَّة التي قام بها المُسلمون لِفتح بلاد ما وراء النهر تحت راية الخلافة الأُمويَّة أولًا، ثُمَّ تحت راية الخِلافة العبَّاسيَّة بعد انتقال الأمر إلى بني العبَّاس. وبلادُ ما وراء النهر المقصودة هي تلك البلاد والأقاليم الواقعة وراء نهر جيحون، الذي شكَّل تاريخيًّا الحد الفاصل بين الأقوام الناطقة بِالفارسيَّة والتُركيَّة، أي إيران وطوران.

كانت بدايات تلك الفُتُوح تهدف إلى القضاء على فُلُول الفُرس الساسانيين الذين التجأوا إلى الإمارات التُركيَّة التابعة أو المُجاورة لِإمبراطوريَّتهم السابقة، والحيلولة دون أن تقوم لهم قائمة بعد ذلك كي لا يُهاجموا المُكتسبات الإسلاميَّة في فارس، وقد بدأت أولى تلك الحملات في خِلافة عُمر بن الخطَّاب عندما فرَّ يزدجرد الثالث شاه فارس من أمام المُسلمين والتجأ إلى خاقان التُرك يستنصره، فتعاون الرجُلان في مُقاومةٍ فاشلة حيثُ جنَّدا جيشًا وهاجما المُسلمين في خُراسان. وانتهى الأمر بفض هذا الحلف وانسحاب خاقان التُرك إلى بلاده مُقتنعًا بما تناهى إلى أسماعه من أنَّ المُسلمين لن يعبروا نهر جيحون، بناءً على تعليمات عُمر.

بعد انقضاء عهد الخُلفاء الراشدين، انشغل المُسلمون لِفترةٍ طويلةٍ بِالفتن والاضطرابات المُتلاحقة التي اجتاحت النصف الشرقي من الدولة الإسلاميَّة، الأمر الذي لم يسمح لهم بِالتوسُّع في فُتُوحاتهم، ولم يتغيَّر الوضع حتَّى تولَّى عبد الملك بن مروان الخِلافة سنة 65هـ المُوافقة لِسنة 685م. ففي عهد الخليفة المذكور تحققت بعض الفُتُوحات في بلاد ما وراء النهر بِفضل قُوَّة الدولة المُختزنة، على أنَّ تلك الفُتُوح لم تكن كبيرة بِسبب أنَّ السياسة الخارجيَّة التوسُعيَّة على الجبهة الشرقيَّة كانت آخر اهتمامات عبد الملك لانصرافه إلى مُعالجة القضايا الداخليَّة، فكان الجُمُود هو الطابع العام لِسياسة الفتح في ذلك الوقت.

ولم تنشط فُتُوحات ما وراء النهر إلَّا مُنذُ أن تولَّى الحجَّاج بن يُوسُف الثقفي ولاية خُراسان مع العراق في سنة 78هـ المُوافقة لِسنة 697م، فولَّى خُراسان المُهلَّب بن أبي صفرة، الذي غزا مع أبنائه بلاد ما وراء النهر خاصَّةً مدينة كش، والختل وريخش، وتابع أبناؤه بعد وفاته سياسة الجهاد هذه، إلَّا أنَّ فُتُوحات المُسلمين لِهذه المنطقة لم تأخذ مظهرها الجدِّيّ إلَّا عندما ولَّى الحجَّاج، قُتيبة بن مُسلم الباهلي ولاية خُراسان في سنة 86هـ المُوافقة لِسنة 705م. ولقد مرَّت خُطوات قُتيبة بن مُسلم في فتح بلاد ما وراء النهر - على مدى عشر سنوات (86-96هـ) - عبر مراحل أربع، حقق في كُلٍ منها فتح ناحية واسعة فتحًا نهائيًّا، وثبَّت أقدام المُسلمين والإسلام فيها.

وبوفاة قُتيبة بن مُسلم توقفت فُتُوحات المُسلمين على هذه الجبهة عند الحد الذي تركها هو عليه، ذلك أنَّ باقي العُمَّال الذين تلوه قضوا عهودهم يُثبتون أقدام المُسلمين في المناطق المفتوحة ويعملون على وأد الفتن والانتفاضات القائمة فيها. ولم تُستأنف حركة الفُتُوحات في هذه الناحية من العالم إلَّا بعد انهيار الدولة الأُمويَّة وقيام الدولة العبَّاسيَّة على أنقاضها، فحمل أبي مُسلم الخُراسانيّ على أطراف الصين بناءً على أمرٍ من الخليفة أبي جعفر المنصور لاستعادة هيبة المُسلمين في تُركستان، التي تراجعت بسبب انشغال هؤلاء بِالحركة العبَّاسيَّة والنزاع بين البيتين العبَّاسي والأُموي، الذي أفضى إلى سُقُوط الدولة الأُمويَّة. شكَّلت معركة نهر طلاس بين المُسلمين والصينيين آخر حدٍ وصلتهُ الفُتُوحات في ما وراء النهر، فأنهت نُفُوذ الصين في تلك البلاد، التي اصطبغت بِالصبغة الإسلاميَّة مُنذُ ذلك الحين، ودخلت في ديار الإسلام.

وفي الحقيقة فإنَّ ميدان ما وراء النهر كان من أشد الميادين قتالًا بِالنسبة لِلمُسلمين، فلم يكن هُناك من دار حربٍ أشدُّ من بلاد التُرك آنذاك. ومن الجدير بالذكر أن التُرك الذين واجههم المُسلمون في هذه البلاد كانوا أجناسًا، وكان أوَّل جنسٍ قابلوه هو جنس الهياطلة (الهون)، ومنهم عدَّة قبائل سكنت في الجنوب عُرفت بالزابليين، وقد استقروا في إقليم زابلستان، وأعطوه اسمهم. كما كان هناك التُرك البختيون، ويسمون في غير العربيَّة باسم «البكتريين» نسبة إلى إقليم باخترية أو باكترية الذي سكنوه.

وعندما دخل المُسلمون في صراعٍ مع التُرك قاتلوا البختيين في نفس الوقت الذي قاتلوا فيه الهياطلة، وكلا الفريقين ينتمي إلى الأتراك الغزيَّة (الأوغوز). كان من نتائج هذه الفُتُوحات أن دخلت أغلب قبائل التُرك في الإسلام، وأصبح هؤلاء - بِمُرور الوقت - إحدى أكبر العرقيَّات المُسلمة في العالم، إلى جانب العرب والفُرس والبربر وغيرهم. كما أصبحت تلك البلاد إحدى أبرز المراكز الحضاريَّة والثقافيَّة الإسلاميَّة في العصر العبَّاسي، وخرج منها مئات العُلماء والفلاسفة والأُدباء، وشكَّلت العديد من مُدُنها مراكز علميَّة وحضاريَّة، مثل بُخارى وسمرقند ومرو وسرخس وغيرها.

يزخر تاريخنا الإسلامي بصفحات ناصعة ضرب فيها الأولون أروع الأمثلة في البطولة والفداء. وقد ظلت تلك الصفحات مطوية تنتظر من ينقض عنها الغبار ويكشف عما تحويه من كنوز نفيسة والدروس المستفادة من معارك الفتوح الإسلامية كثيرة ومفيدة إلا أن محاولات عديدة قد جرت لطمس تاريخ هذه الفتوحات وأسماء القادة العرب المسلمين الذين فتح الله على أيديهم البلدان والأقطار، وهم أحق بأن تعاد كتابة سيرهم.

وانطلاقاً من إدراك اللواء الركن محمود شيت خطاب لأهمية تدوين تاريخ العسكرية الإسلامية عمد إلى وضع هذا الكتاب الذي يحوي زبده تجاربه في كتابة سير قادة الفتح الإسلامي، وفيه عرض لسير القادة الذين قاموا بفتح بلاد ما وراء النهرين، وهو يعرف في الصفحات الأولى ببلاد ما وراء النهرين من حيث الموقع-والأقاليم ويستعرض بعض تاريخ هذه الأقاليم.

كما يعرض لفتح بلاد ما وراء النهرين واستعادة فتحها وهو يسجل هنا أن الفتح واستعادة الفتح يقوي ويشتد ويعلو مده حين تشمل الوحدة الإسلامية. ثم أتى البلاد المفتوحة تنتقض وتضطرب ويسودها الفوضى والفتن حين يختلف المسلمون وتتفرق صفوفهم. ثم ينتقل المؤلف إلى ذكر قادة فتح ما وراء النهرين وبعد أن يعرض لنسبهم وأيامهم الأولى وهو في هذا يعتمد الأسلوب الوسط فيكتفي بنقل الحقائق من مصادرها لاستنتاج سمات القائد إنساناً وقائداً. كما ارتأى ضرورة بعث القادة المغمورين الذين كانت لهم أدوار مشرفة في الفتح لإعطائهم حقهم وإخراج سيرهم مبرئة من كل نقص وتشويه.

في هذا الكتاب استعرض المؤلف سير قادة الفتح في بلاد ما وراء النهر بعد تعداده للبلاد والأقاليم والأنهار في تلك البلاد ، وقد بلغ تعداد هؤلاء القادة اثنا عشر قائداً مجاهداً ، سيرتهم تبعت في النفس الهمة ، والنظر في جهادهم يبين لنا ما قدم أولائك السلف من تضحيات.
الترتيب:

#4K

0 مشاهدة هذا اليوم

#13K

30 مشاهدة هذا الشهر

#7K

25K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 524.