❞
تقرير صحفي مفصَّل حول اليوم الأول من مؤتمر الذكاء الاصطناعي في التعليم: تجربة واقعية لأفريقيا
21 فبراير 2025
انطلاق مؤتمر الذكاء الاصطناعي في التعليم – نهج عملي لأفريقيا
شهد اليوم، الموافق 21 فبراير 2025، انطلاق فعاليات مؤتمر الذكاء الاصطناعي في التعليم – نهج عملي لأفريقيا، الذي ينظِّمه مركز النهضة الشبابية الإفريقية بالتعاون مع عدد من المؤسسات والشركاء المحليين والدوليين. يهدف المؤتمر، المنعقد تحت شعار:
> "نحو تعليم أكثر ذكاءً: دمج التكنولوجيا مع الواقع الأفريقي"
إلى تسليط الضوء على أحدث الممارسات والتجارب في مجال توظيف الذكاء الاصطناعي لدعم التعليم في القارة الإفريقية، والتعرف على التحديات والفرص المتاحة في هذا السياق.
رؤية المؤتمر وأهدافه
يركِّز المؤتمر على الحلول العملية القابلة للتطبيق، التي تحدث تأثيرًا حقيقيًا على المعلمين والطلاب وصانعي السياسات، وذلك باستشراف رؤية استراتيجية إفريقية مشتركة لعام 2030، انطلاقًا من تحليل التحديات التي تواجه القارة، مثل نقص الموارد، الفجوات التكنولوجية، والقيود الاقتصادية.
المحاور الأساسية للمؤتمر:
التعلُّم من النماذج الناجحة عالميًا – ليس لنسخها، بل لتكييفها مع احتياجات أفريقيا.
وضع خارطة طريق واضحة لتبني الذكاء الاصطناعي في التعليم، مع أهداف واقعية قابلة للتنفيذ.
التركيز على تنمية المهارات وليس فقط التكنولوجيا – فالذكاء الاصطناعي لا يُستعمل لاستبدال المعلمين، بل لتمكينهم وتعزيز جودة التعليم.
سد الفجوة الرقمية عبر توفير التعليم القائم على الذكاء الاصطناعي حتى في المناطق الريفية والمحرومة.
الجلسة الافتتاحية: واقع التعليم الرقمي في إفريقيا
ركز اليوم الأول على تحليل الوضع الحالي للتعليم الرقمي في إفريقيا، من خلال تحديد التحديات الرئيسية والفرص غير المستغلة. انطلقت الفعاليات في تمام الساعة الرابعة عصرًا بتوقيت غرينتش، واستمرت حتى السابعة وأربعين دقيقة مساءً، وسط حضور واسع من خبراء التعليم والتكنولوجيا، وممثلين عن الحكومات والمؤسسات الدولية، إضافة إلى نخبة من الأكاديميين والباحثين.
الكلمات الترحيبية ومداخلات المنظِّمين
افتتح المؤتمر كل من إبراهيم باري
(غينيا بيساو)، مؤسس مركز النهضة الشبابية الإفريقية، وأمل بركات
(الجزائر)، مديرة العمليات والبرامج بالمركز. شددا في كلمتيهما على أهمية المؤتمر كمنصة لتعزيز الحوار والتعاون بين مختلف الفاعلين في مجالي التعليم والتكنولوجيا.
قال إبراهيم باري:
> "إذا لم نتحرك الآن، فإننا نخاطر بتوسيع الفجوة بين الدول الرائدة في تبني الذكاء الاصطناعي وتلك التي تُركت خلف الركب. إفريقيا يجب أن تصنع مسارها الخاص وتستغل الذكاء الاصطناعي لمواجهة تحدياتها الفريدة."
الجلسة الثانية: "هل إفريقيا جاهزة للتعليم الرقمي؟"
قدّم هذه الجلسة الباحث والمهندس داوودا سار
(السنغال)، مؤسس شركة SENVITECH الناشئة، التي تهدف إلى تطوير التعليم من خلال التكنولوجيا. تناولت الجلسة دور المنظمات غير الحكومية في سد الفجوة الرقمية، مع عرض لمشاريع تدعم التعليم الرقمي في إفريقيا.
مشاريع داوودا سار في دعم التعليم الرقمي:
SANBOX – التعلم الرقمي المتنقل بدون إنترنت، موجه للمناطق الريفية في السنغال.
CNI
(الكراسة الذكية الرقمية) – دعم التعلم من خلال التقنيات الرقمية.
بحث الدكتوراه – استخدام التكنولوجيا لضمان الاتصال الرقمي في المدارس السنغالية.
الجلسة النقاشية الختامية: "الذكاء الاصطناعي وأفريقيا: إيجاد أرضية وسط"
1. دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم
قدّمت ميشيل رواس
(المملكة المتحدة)، مديرة المشاركة لمنظمة Bissau Guinea Action، عرضًا حول استخدام الذكاء الاصطناعي في رصد مستوى تقدم الطلاب، وتحديد نقاط الضعف لديهم، واقتراح حلول تعليمية مخصصة.
استخدام واجهات المستخدم الصوتية
(VUIs) لتعزيز التعلم في المناطق الريفية حيث يعاني الطلاب من نقص المعلمين وضعف الاتصال بالإنترنت.
تناول الدكتور محمد عبد المثن
(المملكة العربية السعودية)، رئيس هيئة التدريس في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعضو المجلس الاستشاري لـ SETCA، قضية نقص الخدمات الأساسية في بعض المناطق، مؤكدًا أن أي خطة لتطوير التعليم الرقمي يجب أن تتضمن استثمارات في البنية التحتية، مع تبني حلول طاقة بديلة مثل الطاقة الشمسية.
3. أهمية الشراكات الدولية والإقليمية
أكد الدكتور محمد عبد المثن ضرورة تفعيل التعاون بين الحكومات الأفريقية، المؤسسات الدولية، والقطاع الخاص، واقترح إنشاء منصات مشتركة لتبادل الخبرات وتعميم قصص النجاح في مجال التعليم الرقمي.
أبرز النقاط التي تم طرحها في المناقشات:
1. التحديات التقنية والمالية: ضعف البنية التحتية، وارتفاع تكاليف الأجهزة والإنترنت.
2. تمكين المعلمين: الحاجة إلى دورات مكثفة في مجال استخدام التقنيات الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
3. تعزيز مهارات القرن الحادي والعشرين: كالإبداع، التفكير النقدي، والعمل الجماعي.
4. تشجيع ريادة الأعمال الشبابية: توفير حاضنات ومسرعات أعمال لتحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة.
5. حماية البيانات والخصوصية: وضع سياسات صارمة تضمن حماية خصوصية المستخدمين.
قصص نجاح من أرض الواقع
المعلمة سامية شايب
(الجزائر) قدّمت مبادرة في إحدى مدارس المناطق الريفية، حيث استخدم الطلاب هواتف أولياء أمورهم لتعلم البحث عبر الإنترنت واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مما ساهم في تحفيزهم وتعزيز تفاعلهم التعليمي.
الأصداء والتطلعات للأيام المقبلة
لاقى اليوم الأول تفاعلًا كبيرًا، وأشاد الحضور بالتنوع الغني للخبرات المعروضة، مطالبين بمواصلة النقاش حول:
توسيع نطاق المشاريع الناجحة.
وضع سياسات تعليمية موحدة للقارة.
تأهيل المعلمين لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
ختامًا
> "كللت فعاليات اليوم الأول برغبة صادقة في توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لخدمة التعليم الأفريقي، مع التشديد على أهمية مواءمة تلك التقنيات مع التحديات والظروف المحلية للقارة."
من المتوقع أن يشهد اليوم الثاني من المؤتمر نقاشات معمقة حول دمج الذكاء الاصطناعي مع أنظمة التعليم التقليدية، وتطوير المناهج الرقمية، واستراتيجيات التمويل المستدام.
الصحفية الكاتبة: بشرى دلهوم – الجزائر، البليدة ❝