❞
حوار صحفي_ جريدة قهوة الأدباء
المؤسسة: مروة جمال_ عاشقة القهموة
النائبة: روان الوكيل_ أسيرة الماضي
المحررة: ميار جمال ابو المكارم
1. عرفنا بنفسك لجمهور جريدة قهوة الأدباء
أنا جنى محمد جوهر، شاعرة وكاتبة فلسفية ووجدانية، أتنفّس الكتابة كما يتنفّس القلب لحظات حنينه. أجد في الكلمة ملاذًا يوميًّا، وطقسًا هادئًا يربطني بذاتي وبالوجود من حولي. أكتب لأضيء، لا لأظهر، ولأُربّت على الأرواح لا لأثير الضجيج.
2. إمتى بدأت رحلتك مع الكتابة أو الفن؟
بدأت رحلتي حين لم أجد لغةً تعبّر عني سوى الورقة، ووجدت أن القلم يتّسع لقلقي، وشغفي، وأحلامي. لم تكن لحظة بداية، بل نهرًا صغيرًا جرى في طفولتي وتحوّل إلى بحرٍ من التعبير.
3. إيه أول نص كتبته؟ ولسه محتفظ بيه؟
أول ما خطّه قلمي كان خاطرةً قصيرة عن الحنين، كتبتها في دفتري المدرسي، ولا زلت أحتفظ بها؛ لا لقيمتها الأدبية، بل لقيمتها الشعورية كأولى نبضات الضوء في روحي.
4. مين كان أول شخص قرألك وشجعك تكمل؟
أمي، كانت أول من قرأ كلماتي بعين قلبها، قبل أن تُمعن بعين النقد، وقالت لي: "اكتبي حتى تنفضي عنكِ غبار التعب". كلماتها كانت البذرة الأولى لكل ما جاء بعدها.
5. هل كانت موهبتك دايمًا ظاهرة؟ ولا ظهرت في وقت معين؟
كانت تشبه بذرةً خجولة، تظهر وتختفي، لكنها كانت تسكنني في العمق منذ الطفولة. ظهرت للعلن حين منحتها الوقت والثقة، وحين آمنت أن الكتابة ليست ترفًا بل احتياج.
6. شاركت قبل كده في أنشطة أو مسابقات أدبية؟
نعم، شاركت في عدة أمسيات ومبادرات أدبية شبابية، لا لغايات تنافسية، بل لأسمع صدى صوتي في عيون الآخرين، ولألتقي بأرواح تكتب من نفس الحنين.
7. إيه نوع الكتابة اللي بتحبه أكتر؟ خواطر؟ شعر؟ قصة؟ وليه؟
أميل للنثر الفلسفي والوجداني؛ لأنه يمنحني اتساعًا روحيًّا لا يُقيِّده وزنٌ أو قافية. أحب أيضًا الشعر حين يتّقد بالإحساس، لكنني أكتب ما ينساب من داخلي دون تصنيف مسبق.
8. بتكتب بإحساسك ولا بتستلهم من تجارب غيرك؟
أكتب من داخلي، من وجعي وفرحي وتساؤلي، ولكنني لا أعيش في عزلة، فكل تجربة مرّت بي أو سمعتها تُثري النص من حيث لا أدري.
9. إيه الرسالة اللي بتحاول توصلها من خلال كتاباتك؟
أن الرقة ليست ضعفًا، وأن العمق لا يحتاج إلى تعقيد. أكتب لأقول للناس إن النفس لها حقٌّ في أن تُحتضن، وإن الكلمة قادرة على ترميم ما لا يُرى.
10. هل بتعتقد إن الكاتب ليه دور مجتمعي؟ وإزاي؟
بالطبع، فالكاتب لا يعيش خارج السياق، بل يحمل مرآةً لزمنه، يضيء عتمةً داخلية أو اجتماعية، يحفّز السؤال، ويصوغ الأمل، دون أن يتكلّف دورًا خارجيًّا مسرحيًّا.
11. إيه أكتر نص كتبته وحسيت إنه لمس الناس فعلًا؟
نص بعنوان "هدوء النفس لا يُطلب، بل يُصنع"، كتبته في لحظة تصالح مع الذات، ووجدت أنه انتشر بين القرّاء كرسالة طمأنينة، فشعرت أن كلماتي وجدت قلوبًا تحتضنها.
12. شاركت في كتب مجمعة قبل كده؟ احكيلنا عنها.
نعم، شاركت في أكثر من عمل جماعي، منها كتب أدبية شبابية تجمع بين الشعر والنثر، وكانت التجربة أشبه بتآلف الأرواح التي تكتب بصدق.
13. عملت كتب فردية؟ إحكيلنا عنها كمان.
أعمل حاليًا على إصدار كتاب بعنوان قبسات للنفس، وهو مجموعة من النصائح الفصيحة العميقة، تمتزج فيها الحكمة بالبساطة، وتُكتب على هيئة ومضات تُلامس النفس مباشرة.
14. شايف الفرق إيه بين النشر الإلكتروني والنشر الورقي؟
النشر الإلكتروني أسرع انتشارًا، وأوسع جمهورًا، لكنه يفقد شيئًا من جمال الملمس والطقس الأدبي الذي يمنحه الورق. الورقي أكثر حميمية، الإلكتروني أكثر مرونة.
15. هل واجهت صعوبات في بداية مشوار النشر؟
نعم، فدائمًا ما يتردد الصدى الداخلي: هل ما أكتبه يستحق أن يُرى؟ وكان التحدي أن أكسر حاجز الخوف، وأن أقدّم كلمتي بثقة دون انتظار تصفيق.
16. إيه أصعب لحظة واجهتك في مشوارك الأدبي؟
لحظة فقد الشغف المؤقتة، حين وقفت أمام الصفحة البيضاء وشعرت أن الكلمات هجرتني. لم تكن لحظة صمت، بل ارتباك وجودي خافت، كأن المعنى نفسه توقف عن النداء. تجاوزتها بالصبر، وبالعودة إلى جذوري الأولى: لماذا أكتب؟ وماذا يعني لي الأدب؟
17. هل فكرت تبطل كتابة في وقت معين؟ وليه؟
فكرت، نعم. حين شعرت أنني أكتب ولا يصل صوتي، كأن الكلمات تتبدد في فراغ لا يسمعه أحد. لكن سرعان ما أدركت أن الكتابة ليست فقط للتلقي، بل للبقاء. للبقاء على قيد الروح.
18. بتعمل إيه لما تحس بانقطاع الإلهام؟
أنسحب في هدوء، لا أطارده، بل أستضيف الصمت وأتركه ينضج داخلي. أقرأ، أتأمل، أكتب دون انتظار الإتقان. وغالبًا، يعود الإلهام في لحظة غير متوقعة، كأنها هدية من التأمل.
19. بتحب النقد؟ وبتستفيد منه إزاي؟
أحب النقد الذي يُقرأ بروح، لا بسيف. أستفيد منه حين يأتي من قارئ يفهم النَفَس الداخلي للنص، لا حين يبحث عن الزلات. النقد المحب يُنضجني، يجعلني أراجع وأصقل دون أن أفقد ذاتي.
20. إيه طموحاتك الجاية؟ ناوي تكتب في إيه بعد كده؟
طموحي أن أكتب نصوصًا تمزج بين الفلسفة والروح، وتلامس الإنسان في ضعفه وقوّته. أعمل على مشروع جديد يتناول "العزلة بوصفها مساحة للنور"، وأسعى أن أقدّم فيه تأملات عملية بلغة عميقة وهادئة.
21. بتحب تقرأ لمين من الكتاب أو الشعراء؟
أحب قراءة محمود درويش حين أتوق إلى الشعر الذي يحتضن الوجدان، وأجد في نصوص جبران مزيجًا من الرمز والشفافية، كما أقرأ لبدر شاكر السيّاب حين أبحث عن ألم شفاف.
22. هل في كاتب أو كاتبة تعتبره قدوتك في المجال؟
قدوتي ليست شخصية واحدة، بل كل من كتب بصدق دون تكلّف، وترك بصمته بروح لا تثرثر. لكن إن أردتِ اسمًا، فأقول: "مي زيادة" بما حملته من فكر وعذوبة، وبما حافظت عليه من كيانها الإبداعي رغم كل العواصف.
23. بتشوف القراءة مهمة للكاتب؟
القراءة ليست رفاهية للكاتب، بل عماد وجوده. من يكتب دون أن يقرأ كمن يرسم بألوان لم يرَها من قبل. هي توسّع الأفق، تفتح أبواب الأسلوب، وتعلّم التواضع أمام من سبقونا.
24. ما رأيك في مؤسسة "مروة جمال عاشقة القهوة" وفريق العمل بدار قهوة الأدباء؟
هي مساحة دافئة للكتاب الشباب، أجد في فكرتها نبضًا جديدًا للأدب. فريق العمل يملك شغفًا حقيقيًا، ومن الجميل أن نجد مؤسسات تؤمن بالمواهب وتحتضنها بهذا الحنان.
25. كلمنا عن تجربتك مع دار قهوة الأدباء للنشر والتوزيع الإلكتروني؟
تجربة غنية وبسيطة، فالدعم الفني كان سريعًا، والاحترام واضح في كل خطوة. شعرت أنني لا أتعامل مع دار نشر فقط، بل مع فريق يؤمن بما أكتب، وهذا ما يصنع الفارق الحقيقي.
26. ما رأيك في منصة مكتبة الكتب؟ وهل شايف إنها دعمتك أو ساعدتك توصل لجمهورك؟
مكتبة الكتب كانت وسيلة فعّالة لوصول النصوص إلى قارئ حقيقي، بعيدًا عن ضجيج التسويق التقليدي. ساعدتني في بناء جسر تواصل صادق مع جمهور يهتم بالكلمة أكثر من الغلاف.
27. تحب تقول إيه لفريق عمل الكتاب والمحررين؟
شكرًا لأنكم تعاملتم مع النصّ ككائن حي، لا كملف رقمي. لكل محرر قرأ، دقّق، واقترح بحب: أنتم شركاء النَفَس، لا مجرد مساهمين. امتنانٌ عميق.
28. تحب تقول إيه لجمهورك اللي بيقرألك وبيتابعك؟
أنتم الضوء الذي يدلّني حين يتوه الطريق. أكتب لكم، لا لأُعلِن ذاتي، بل لأشارككم ما يمسّني، علّه يمسّكم أيضًا. لا شيء يُسعدني كرسالة تقول: "نصك شافاني".
29. نصيحة تحب توجهها للمواهب الشابة اللي لسه في بداية الطريق؟
اكتبوا بما تعرفونه، لا بما يُرضي الآخرين. لا تلاحقوا اللغة لتبهر، بل دعوها تُشبهكم. واحذروا أن تتحوّل الكتابة إلى سباق، فهي طقس داخلي، لا ماراثون خارجي.
30. لو كنت تقدر توصف رحلتك الأدبية في جملة واحدة.. هتقول إيه؟
رحلتي الأدبية كانت بحثًا دائمًا عن المعنى وسط ضجيج العالم، كتبت لأفهمني... فوجدتكم. ❝