❞ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63)
قوله تعالى : فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا لأنه قال لهم : فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي وأخبروه بما كان من أمرهم وإكرامهم إياه ، وأن شمعون مرتهن حتى يعلم صدق قولهم .
فأرسل معنا أخانا نكتل أي قالوا عند ذلك : فأرسل معنا أخانا نكتل والأصل نكتال ; فحذفت الضمة من اللام للجزم ، وحذفت الألف لالتقاء الساكنين . وقراءة أهل الحرمين وأبي عمرو وعاصم " نكتل " بالنون وقرأ سائر الكوفيين " يكتل " بالياء ; والأول اختيار أبي عبيد ، ليكونوا كلهم داخلين فيمن يكتال ; وزعم أنه إذا كان بالياء كان للأخ وحده . قال النحاس : وهذا لا يلزم ; لأنه لا يخلو الكلام من أحد جهتين ; أن يكون المعنى : فأرسل أخانا يكتل معنا ; فيكون للجميع ، أو يكون التقدير على غير التقديم والتأخير ; فيكون في الكلام دليل على الجميع ، لقوله : فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي .
وإنا له لحافظون من أن يناله سوء .. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63)
قوله تعالى : فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا لأنه قال لهم : فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي وأخبروه بما كان من أمرهم وإكرامهم إياه ، وأن شمعون مرتهن حتى يعلم صدق قولهم .
فأرسل معنا أخانا نكتل أي قالوا عند ذلك : فأرسل معنا أخانا نكتل والأصل نكتال ; فحذفت الضمة من اللام للجزم ، وحذفت الألف لالتقاء الساكنين . وقراءة أهل الحرمين وأبي عمرو وعاصم ˝ نكتل ˝ بالنون وقرأ سائر الكوفيين ˝ يكتل ˝ بالياء ; والأول اختيار أبي عبيد ، ليكونوا كلهم داخلين فيمن يكتال ; وزعم أنه إذا كان بالياء كان للأخ وحده . قال النحاس : وهذا لا يلزم ; لأنه لا يخلو الكلام من أحد جهتين ; أن يكون المعنى : فأرسل أخانا يكتل معنا ; فيكون للجميع ، أو يكون التقدير على غير التقديم والتأخير ; فيكون في الكلام دليل على الجميع ، لقوله : فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي .
وإنا له لحافظون من أن يناله سوء. ❝
❞ صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الشيباني، المروزي الأصل
2 - أبو بكر، أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى، البيهقي، الخسروجردي
3 - أبو عبد الرحمن، أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النسائي الحافظ
4 - الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني، الحافظ المشهور، صاحب كتاب "حلية الأولياء"
5 - الحافظ أبو بكر، أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي بن ثابت البغدادي، المعروف بـ "الخطيب"، صاحب "تاريخ بغداد" وغيره من المصنفات
6 - أبو عبيد، أحمد بن محمد بن محمد بن أبي عبيد العبدي المؤدب الهروي الفاشاني، صاحب كتاب "الغريبين"، هذا هو المنقول في نسبه
7 - الحافظ أبو طاهر، أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم سلفة الأصبهاني، أحد الحفاظ المكثرين
8 - أبو بكر، أزهر بن سعد السمان، الباهلي بالولاء، البصري - رحمه الله تعالى -
9 - أبو يعقوب، إسحاق بن أبي الحسن، إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله ابن مطر بن عبيد الله بن غالب بن عبد الوارث بن عبيد الله بن عطية بن كعب بن مرة بن كعب بن همام بن أسد بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرة الحنظلي المروزي المعروف بابن راهويه
10 - أبو الطاهر، بركات بن الشيخ أبي إسحاق، إبراهيم بن الشيخ أبي الفضل، طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد بن العباس بن هاشم الخشوعي الدمشقي الجبروتي الفرشي الرفاء الأنماطي
11 - أبو محمد، جعفر بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر السراج، المعروف بالقاري البغدادي
12 - أبو عبد الله، حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي الزميلي المصري، صاحب الإمام الشافعي
13 - أبو علي، الحسن بن محمد بن الصباح، الزعفراني، صاحب الإمام الشافعي - رضي الله عنهما -
14 - أبو علي، الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي البغدادي
15 - أبو محمد، حسين بن مسعود بن محمد، المعروف بالفراء، البغوي
16 - أبو عبد الله، الحسين بن الحسين بن محمد بن حليم الفقيه الشافعي، المعروف بالحليمي الجرجاني
17 - أبو علي، الحسين بن محمد بن أحمد الغساني الجياني الأندلسي، المحدث
18 - أبو سليمان، حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب، الخطابي البستي
19 - أبو القاسم، خلف بن عبد الملك بن مسعود ابن بشكوال بن يوسف، الخزرجي، الأنصاري، القرطبي
20 - أبو عمرو، خليفة بن خياط بن أبي هبيرة، خليفة بن خياط الشيباني العصفري البصري، المعروف بشباب صاحب "الطبقات"
21 - أبو سليمان، داود بن علي بن خلف الأصبهاني، الإمام المشهور المعروف بالظاهري
22 - أبو محمد، الربيع بن سليمان بن داود بن الأعرج الأزدي بالولاء، لمصري "الجيزي"
23 - أبو عبد الله الزبير بن بكار، وكنيته: أبو بكر، من آل الزبير بن العوام القرشي، الأسدي
24 - أبو محمد، زياد بن عبد الله بن طفيل بن عامر، القيسي، العامري، من بني عامر بن صعصعة، ثم من بني البكاء
25 - أم المؤيد، زينب، وتدعى: حرة أيضا، بنت أبي القاسم، عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبدوس الجرجاني الأصل، النيسابوري الدار، الصوفي، المعروف بالشعري
26 - أبو بكر، سالم بن عياش بن سالم، الخياط، الأسدي، الكوفي
27 - أبو زيد، سعيد بن أوس بن ثابت بن زيد، الأنصاري، اللغوي، البصري
28 - أبو عبد الله، سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب رافع الثوري الكوفي
29 - أبو محمد، سفيان بن عيينة" بن أبي عمران ميمون الهلالي، مولى امرأة من بني هلال بن عامر، رهط ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: مولى بني هاشم، وقيل غير ذلك
30 - أبو محمد، سليمان بن مهران مولى بني كاهل، من ولد أسد، المعروف بالأعمش الكوفي
31 - أبو داود، سليمان بن الأشعث بن إسحق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران، الأزدي السجستاني
32 - أبو القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني
33 - أبو الوليد، سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي المالكي الأندلسي الباجي
34 - فخر النساء شهدة بنت أبي نصر أحمد بن الفرج بن عمر الابري، الكاتبة الدينورية الأصل، البغدادية المولد والوفاة
35 - أبو عبد الرحمن، عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي، مولى بني حنظلة
36 - أبو محمد، عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث بن رافع، الفقيه المالكي المصري
37 - أبو محمد، عبد الله بن وهب بن مسلم، القرشي بالولاء
38 - أبو عبد الرحمن، عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، الغافقي، المصري
39 - أبو عبد الرحمن، عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي، المعروف بالقعنبي
40 - أبو محمد، عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، وقيل: المروزي، صاحب كتاب "المعارف"
41 - أبو محمد، عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان الفارسي الفسوي النحوي
42 - أبو محمد، عبد الله بن القاسم بن المظفر بن علي الشهرزوري، المنعوت بالمرتضى والد القاضي كمال الدين
43 - أبو الوليد، عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر، الأزدي الأندلسي القرطبي، المعروف بـ "ابن الفرضي"
44 - أبو محمد، عبد الله بن علي بن عبد الله بن خلف بن أحمد بن عمر اللخمي، المعروف بالرشاطي الأندلسي المري
45 - أبو محمد، عبد الله بن أبي الوحش بري بن عبد الجبار المقدسي
46 - أبو عمرو، عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي، إمام أهل الشام. ❝ ⏤صديق حسن خان القنوجي
❞ صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الشيباني، المروزي الأصل
2 - أبو بكر، أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى، البيهقي، الخسروجردي
3 - أبو عبد الرحمن، أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النسائي الحافظ
4 - الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني، الحافظ المشهور، صاحب كتاب ˝حلية الأولياء˝
5 - الحافظ أبو بكر، أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي بن ثابت البغدادي، المعروف بـ ˝الخطيب˝، صاحب ˝تاريخ بغداد˝ وغيره من المصنفات
6 - أبو عبيد، أحمد بن محمد بن محمد بن أبي عبيد العبدي المؤدب الهروي الفاشاني، صاحب كتاب ˝الغريبين˝، هذا هو المنقول في نسبه
7 - الحافظ أبو طاهر، أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم سلفة الأصبهاني، أحد الحفاظ المكثرين
8 - أبو بكر، أزهر بن سعد السمان، الباهلي بالولاء، البصري - رحمه الله تعالى -
9 - أبو يعقوب، إسحاق بن أبي الحسن، إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله ابن مطر بن عبيد الله بن غالب بن عبد الوارث بن عبيد الله بن عطية بن كعب بن مرة بن كعب بن همام بن أسد بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرة الحنظلي المروزي المعروف بابن راهويه
10 - أبو الطاهر، بركات بن الشيخ أبي إسحاق، إبراهيم بن الشيخ أبي الفضل، طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد بن العباس بن هاشم الخشوعي الدمشقي الجبروتي الفرشي الرفاء الأنماطي
11 - أبو محمد، جعفر بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر السراج، المعروف بالقاري البغدادي
12 - أبو عبد الله، حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي الزميلي المصري، صاحب الإمام الشافعي
13 - أبو علي، الحسن بن محمد بن الصباح، الزعفراني، صاحب الإمام الشافعي - رضي الله عنهما -
14 - أبو علي، الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي البغدادي
15 - أبو محمد، حسين بن مسعود بن محمد، المعروف بالفراء، البغوي
16 - أبو عبد الله، الحسين بن الحسين بن محمد بن حليم الفقيه الشافعي، المعروف بالحليمي الجرجاني
17 - أبو علي، الحسين بن محمد بن أحمد الغساني الجياني الأندلسي، المحدث
18 - أبو سليمان، حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب، الخطابي البستي
19 - أبو القاسم، خلف بن عبد الملك بن مسعود ابن بشكوال بن يوسف، الخزرجي، الأنصاري، القرطبي
20 - أبو عمرو، خليفة بن خياط بن أبي هبيرة، خليفة بن خياط الشيباني العصفري البصري، المعروف بشباب صاحب ˝الطبقات˝
21 - أبو سليمان، داود بن علي بن خلف الأصبهاني، الإمام المشهور المعروف بالظاهري
22 - أبو محمد، الربيع بن سليمان بن داود بن الأعرج الأزدي بالولاء، لمصري ˝الجيزي˝
23 - أبو عبد الله الزبير بن بكار، وكنيته: أبو بكر، من آل الزبير بن العوام القرشي، الأسدي
24 - أبو محمد، زياد بن عبد الله بن طفيل بن عامر، القيسي، العامري، من بني عامر بن صعصعة، ثم من بني البكاء
25 - أم المؤيد، زينب، وتدعى: حرة أيضا، بنت أبي القاسم، عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبدوس الجرجاني الأصل، النيسابوري الدار، الصوفي، المعروف بالشعري
26 - أبو بكر، سالم بن عياش بن سالم، الخياط، الأسدي، الكوفي
27 - أبو زيد، سعيد بن أوس بن ثابت بن زيد، الأنصاري، اللغوي، البصري
28 - أبو عبد الله، سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب رافع الثوري الكوفي
29 - أبو محمد، سفيان بن عيينة˝ بن أبي عمران ميمون الهلالي، مولى امرأة من بني هلال بن عامر، رهط ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: مولى بني هاشم، وقيل غير ذلك
30 - أبو محمد، سليمان بن مهران مولى بني كاهل، من ولد أسد، المعروف بالأعمش الكوفي
31 - أبو داود، سليمان بن الأشعث بن إسحق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران، الأزدي السجستاني
32 - أبو القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني
33 - أبو الوليد، سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي المالكي الأندلسي الباجي
34 - فخر النساء شهدة بنت أبي نصر أحمد بن الفرج بن عمر الابري، الكاتبة الدينورية الأصل، البغدادية المولد والوفاة
35 - أبو عبد الرحمن، عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي، مولى بني حنظلة
36 - أبو محمد، عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث بن رافع، الفقيه المالكي المصري
37 - أبو محمد، عبد الله بن وهب بن مسلم، القرشي بالولاء
38 - أبو عبد الرحمن، عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، الغافقي، المصري
39 - أبو عبد الرحمن، عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي، المعروف بالقعنبي
40 - أبو محمد، عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، وقيل: المروزي، صاحب كتاب ˝المعارف˝
41 - أبو محمد، عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان الفارسي الفسوي النحوي
42 - أبو محمد، عبد الله بن القاسم بن المظفر بن علي الشهرزوري، المنعوت بالمرتضى والد القاضي كمال الدين
43 - أبو الوليد، عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر، الأزدي الأندلسي القرطبي، المعروف بـ ˝ابن الفرضي˝
44 - أبو محمد، عبد الله بن علي بن عبد الله بن خلف بن أحمد بن عمر اللخمي، المعروف بالرشاطي الأندلسي المري
45 - أبو محمد، عبد الله بن أبي الوحش بري بن عبد الجبار المقدسي
46 - أبو عمرو، عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي، إمام أهل الشام. ❝
❞ الفاروق عمر
أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، المُلقب بالفاروق، هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم. تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق في 23 أغسطس سنة 634م، الموافق للثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 13 هـ. كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفريقه بين الحق والباطل.
هو مؤسس التقويم الهجري، وفي عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا، وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان، وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة وهي ثالث أقدس المدن في الإسلام، وبهذا استوعبت الدولة الإسلامية كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ أراضي الامبراطورية البيزنطية. تجلّت عبقرية عمر بن الخطاب العسكرية في حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا المسلمين قوة، فتمكن من فتح كامل إمبراطوريتهم خلال أقل من سنتين، كما تجلّت قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه على تماسك ووحدة دولة كان حجمها يتنامى يومًا بعد يوم ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها.
لقبه "الفاروق" وكنيته "أبو حفص"، أما كنيته، فقد قيل أن الرسول محمد كنّاه بذلك يوم بدر ويرجع سبب إطلاق المسلمين السنّة لقب "الفاروق" على عمر ابن الخطاب، لأنه حسب الروايات أنه أظهر الإسلام في مكة وفرّق بين الحق والباطل. وكان الناس يهابونه، فعندما آمن وجاء إلى الرسول في دار الأرقم بن أبي الارقم قال له: «ألسنا على حق؟» قال: «بلى» قال: «والذي بعثك بالحق لنخرجن». وخرج المسلمون في صفين صف يتقدمه حمزة بن عبد المطلب وصف يتقدمه عمر فيعتبرون أن فرق الله به بين الكفر والإيمان. وقيل أول من سماه بذلك النبي محمد. فقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق وأبو نعيم في حلية الأولياء عن ابن عباس أنه قال:
«سألت عمر رضي الله عنه "لأي شيء سميت الفاروق؟" قال: "أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، ثم شرح الله صدري للإسلام"، فقلت: "الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، قلت: "أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟" قالت أختي: "هو في دار الأرقم بن الأرقم عند الصفا"، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت، فضربت الباب فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: "مالكم؟" قالوا: "عمر"، قال: "فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابه ثم نثره فما تمالك أن وقع على ركبته"، فقال: "ما أنت بمنته يا عمر؟" قال: "فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". قال: "فكبّر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد"، قال: "فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟" قال: "بلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم"، قال: "فقلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن"، فاخرجناه في صفين حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد، قال: "فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول اللهصلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق. وفرق الله بين الحق والباطل."»
وروى الطبري في تاريخه، وابن أبي شيبة في تاريخ المدينة وابن سعد وابن الأثير في أسد الغابة في معرفة الصحابة عن أبي عمرو ذكوان قال:« "قلت لعائشة: "من سمى عمر الفاروق؟" قالت: النبي صلى الله عليه وسلم".» وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق والمتقي الهندي في كنز العمال عن النزال بن سبرة قال: «وافقنا من علي يومًا أطيب نفسًا ومزاجًا فقلنا يا أمير المؤمنين حدثنا عن عمر بن الخطاب قال: "ذاك امرؤ سماه الله الفاروق فرق به بين الحق والباطل".» وقيل سماه به أهل الكتاب. قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: « قال ابن شهاب: "بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق، وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم، ولم يبلغنا أن رسول الله ذكر من ذلك شيئاً ولم يبلغنا"» وقيل سماه به جبريل عليه السلام، رواه البغوي.
أمير المؤمنين
على خلاف مع الشيعة، يرى أهل السنة أن عمر بن الخطاب أول من سُمي بأمير المؤمنين، فبعد وفاة النبي محمد خلفه أبو بكر والذي كان يُلقب بخليفة رسول الله كما يروي ذلك أهل السنة. فلما توفي أبو بكر أوصى للخلافة بعده لعمر بن الخطاب، فقيل لعمر "خليفة خليفة رسول الله". فاعترض عمر على ذلك قائلاً: «فمن جاء بعد عمر قيل له خليفة خليفة خليفة رسول الله فيطول هذا ولكن أجمعوا على اسم تدعون به الخليفة يدعى به من بعده الخلفاء» فقال بعض أصحاب الرسول: «نحن المؤمنون وعمر أميرنا». فدُعي عمر أمير المؤمنين.
وروى البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم الكبير وغيرهم: أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة : لم كان أبو بكر يكتب: من أبي بكر خليفة رسول الله، ثم كان عمر يكتب بعده: من عمر بن الخطاب خليفة أبي بكر، من أول من كتب: أمير المؤمنين؟ فقال: «حدثتني جدتي الشفاء، وكانت من المهاجرات الأول، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا هو دخل السوق دخل عليها، قالت: "كتب عمر بن الخطاب إلى عامل العراقين: أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله، فبعث إليه صاحب العراقين بلبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقدما المدينة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد فوجدا عمرو بن العاص، فقالا له: يا عمرو، استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر، فوثب عمرو فدخل على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له عمر: ما بدا لك في هذا الاسم يا ابن العاص؟ لتخرجن مما قلت، قال: نعم، قدم لبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقالا لي: استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت: أنتما والله أصبتما اسمه، وإنه الأمير، ونحن المؤمنون"». فجرى الكتاب من ذلك اليوم. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام": قال الزهري: "أول من حيا عمر بأمير المؤمنين المغيرة بن شعبة".
في حين يرى الشيعة على أن علي بن أبي طالب هو أول من لقب بأمير المؤمنين. ويُروى كذلك أن عبد الله بن جحش الأسدي هو أول من سُمي بأمير المؤمنين في السرية التي بعثه فيها النبي محمد إلى نخلة حسب الأحاديث الصحيحة الواردة في كتب السنة
زوجاته وذريته
تزوج وطلق ما مجموعه سبع نساء في الجاهلية والإسلام وله ثلاثة عشر ولدًا، أما نسائه فهن:
قبل الإسلام
قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة بن مخزوم المخزومية القرشية، أخت أم سلمة، بقيت قريبة على شركها، وقد تزوجها عمر في الجاهلية، فلما أسلم عمر بقيت هي على شركها زوجة له، حتى نزلت الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾، وذلك بعد صلح الحديبية فطلّقها ثم تزوجها معاوية بن أبي سفيان وكان مشركاً، ثم طلقها. ولم يرد أنها ولدت لعمر.
أم كلثوم مليكة بنت جرول الخزاعية: تزوجها في الجاهلية ولدت له زيدًا، وعبيد الله، ثم طلقها بعد صلح الحديبية بعد نزول الآية: ﴿ولا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ﴾، فتزوجها أبو جهم بن حذيفة وهو من قومها وكان مثلها مشركًا.
زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحية القرشية: أخت عثمان بن مظعون، تزوجها بالجاهلية في مكة، ثم أسلما وهاجرا معًا إلى المدينة المنورة ومعهما ابنهما عبد الله بن عمر. وولدت له حفصة وعبد الرحمن وعبد الله.
بعد الإسلام
جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأوسية الأنصارية: وهي أخت عاصم بن ثابت كان اسمها عاصية فسماها النبي محمد جميلة، تزوجها في السنة السابعة من الهجرة ولدت له ولدًا واحدًا في العهد النبوي هو عاصم ثم طلقها عمر. فتزوجت بعده زيد بن حارثة فولد له عبد الرحمن بن زيد فهو أخو عاصم بن عمر.
عاتكة بنت زيد وهي ابنة زيد بن عمرو بن نفيل بن عدي العدوية القرشية. وأخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة، زوجة عبد الله بن أبي بكر من قبله، ولدت له ولدًا واحدًا هو عياض بن عمر. تزوجت من الزبير بن العوام بعد وفاة عمر.
أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن مخزوم المخزومية القرشية: كانت تحت عكرمة بن أبي جهل، فقتل عنها في معركة اليرموك، فخلف عليها خالد بن سعيد بن العاص، فقتل عنها يوم مرج الصفر، فتزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له فاطمة بنت عمر.
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب الهاشمية القرشية:(1). تزوجها وهي صغيرة السن، وذلك في السنة السابعة عشرة للهجرة، وبقيت عنده إلى أن قتل، وهي آخر أزواجه، ونقل الزهري وغيره: أنها ولدت لعمر زيد، ورقية.. ❝ ⏤محمد حسين هيكل
❞ الفاروق عمر
أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، المُلقب بالفاروق، هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم. تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق في 23 أغسطس سنة 634م، الموافق للثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 13 هـ. كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفريقه بين الحق والباطل.
هو مؤسس التقويم الهجري، وفي عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا، وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان، وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة وهي ثالث أقدس المدن في الإسلام، وبهذا استوعبت الدولة الإسلامية كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ أراضي الامبراطورية البيزنطية. تجلّت عبقرية عمر بن الخطاب العسكرية في حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا المسلمين قوة، فتمكن من فتح كامل إمبراطوريتهم خلال أقل من سنتين، كما تجلّت قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه على تماسك ووحدة دولة كان حجمها يتنامى يومًا بعد يوم ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها.
لقبه ˝الفاروق˝ وكنيته ˝أبو حفص˝، أما كنيته، فقد قيل أن الرسول محمد كنّاه بذلك يوم بدر ويرجع سبب إطلاق المسلمين السنّة لقب ˝الفاروق˝ على عمر ابن الخطاب، لأنه حسب الروايات أنه أظهر الإسلام في مكة وفرّق بين الحق والباطل. وكان الناس يهابونه، فعندما آمن وجاء إلى الرسول في دار الأرقم بن أبي الارقم قال له: «ألسنا على حق؟» قال: «بلى» قال: «والذي بعثك بالحق لنخرجن». وخرج المسلمون في صفين صف يتقدمه حمزة بن عبد المطلب وصف يتقدمه عمر فيعتبرون أن فرق الله به بين الكفر والإيمان. وقيل أول من سماه بذلك النبي محمد. فقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق وأبو نعيم في حلية الأولياء عن ابن عباس أنه قال:
«سألت عمر رضي الله عنه ˝لأي شيء سميت الفاروق؟˝ قال: ˝أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، ثم شرح الله صدري للإسلام˝، فقلت: ˝الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم˝، قلت: ˝أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟˝ قالت أختي: ˝هو في دار الأرقم بن الأرقم عند الصفا˝، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت، فضربت الباب فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: ˝مالكم؟˝ قالوا: ˝عمر˝، قال: ˝فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابه ثم نثره فما تمالك أن وقع على ركبته˝، فقال: ˝ما أنت بمنته يا عمر؟˝ قال: ˝فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله˝. قال: ˝فكبّر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد˝، قال: ˝فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟˝ قال: ˝بلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم˝، قال: ˝فقلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن˝، فاخرجناه في صفين حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد، قال: ˝فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول اللهصلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق. وفرق الله بين الحق والباطل.˝» وروى الطبري في تاريخه، وابن أبي شيبة في تاريخ المدينة وابن سعد وابن الأثير في أسد الغابة في معرفة الصحابة عن أبي عمرو ذكوان قال:« ˝قلت لعائشة: ˝من سمى عمر الفاروق؟˝ قالت: النبي صلى الله عليه وسلم˝.» وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق والمتقي الهندي في كنز العمال عن النزال بن سبرة قال: «وافقنا من علي يومًا أطيب نفسًا ومزاجًا فقلنا يا أمير المؤمنين حدثنا عن عمر بن الخطاب قال: ˝ذاك امرؤ سماه الله الفاروق فرق به بين الحق والباطل˝.» وقيل سماه به أهل الكتاب. قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: « قال ابن شهاب: ˝بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق، وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم، ولم يبلغنا أن رسول الله ذكر من ذلك شيئاً ولم يبلغنا˝» وقيل سماه به جبريل عليه السلام، رواه البغوي.
أمير المؤمنين
على خلاف مع الشيعة، يرى أهل السنة أن عمر بن الخطاب أول من سُمي بأمير المؤمنين، فبعد وفاة النبي محمد خلفه أبو بكر والذي كان يُلقب بخليفة رسول الله كما يروي ذلك أهل السنة. فلما توفي أبو بكر أوصى للخلافة بعده لعمر بن الخطاب، فقيل لعمر ˝خليفة خليفة رسول الله˝. فاعترض عمر على ذلك قائلاً: «فمن جاء بعد عمر قيل له خليفة خليفة خليفة رسول الله فيطول هذا ولكن أجمعوا على اسم تدعون به الخليفة يدعى به من بعده الخلفاء» فقال بعض أصحاب الرسول: «نحن المؤمنون وعمر أميرنا». فدُعي عمر أمير المؤمنين.
وروى البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم الكبير وغيرهم: أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة : لم كان أبو بكر يكتب: من أبي بكر خليفة رسول الله، ثم كان عمر يكتب بعده: من عمر بن الخطاب خليفة أبي بكر، من أول من كتب: أمير المؤمنين؟ فقال: «حدثتني جدتي الشفاء، وكانت من المهاجرات الأول، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا هو دخل السوق دخل عليها، قالت: ˝كتب عمر بن الخطاب إلى عامل العراقين: أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله، فبعث إليه صاحب العراقين بلبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقدما المدينة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد فوجدا عمرو بن العاص، فقالا له: يا عمرو، استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر، فوثب عمرو فدخل على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له عمر: ما بدا لك في هذا الاسم يا ابن العاص؟ لتخرجن مما قلت، قال: نعم، قدم لبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقالا لي: استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت: أنتما والله أصبتما اسمه، وإنه الأمير، ونحن المؤمنون˝». فجرى الكتاب من ذلك اليوم. وقال الذهبي في ˝تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام˝: قال الزهري: ˝أول من حيا عمر بأمير المؤمنين المغيرة بن شعبة˝.
في حين يرى الشيعة على أن علي بن أبي طالب هو أول من لقب بأمير المؤمنين. ويُروى كذلك أن عبد الله بن جحش الأسدي هو أول من سُمي بأمير المؤمنين في السرية التي بعثه فيها النبي محمد إلى نخلة حسب الأحاديث الصحيحة الواردة في كتب السنة
زوجاته وذريته
تزوج وطلق ما مجموعه سبع نساء في الجاهلية والإسلام وله ثلاثة عشر ولدًا، أما نسائه فهن:
قبل الإسلام
قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة بن مخزوم المخزومية القرشية، أخت أم سلمة، بقيت قريبة على شركها، وقد تزوجها عمر في الجاهلية، فلما أسلم عمر بقيت هي على شركها زوجة له، حتى نزلت الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾، وذلك بعد صلح الحديبية فطلّقها ثم تزوجها معاوية بن أبي سفيان وكان مشركاً، ثم طلقها. ولم يرد أنها ولدت لعمر.
أم كلثوم مليكة بنت جرول الخزاعية: تزوجها في الجاهلية ولدت له زيدًا، وعبيد الله، ثم طلقها بعد صلح الحديبية بعد نزول الآية: ﴿ولا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ﴾، فتزوجها أبو جهم بن حذيفة وهو من قومها وكان مثلها مشركًا.
زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحية القرشية: أخت عثمان بن مظعون، تزوجها بالجاهلية في مكة، ثم أسلما وهاجرا معًا إلى المدينة المنورة ومعهما ابنهما عبد الله بن عمر. وولدت له حفصة وعبد الرحمن وعبد الله.
بعد الإسلام
جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأوسية الأنصارية: وهي أخت عاصم بن ثابت كان اسمها عاصية فسماها النبي محمد جميلة، تزوجها في السنة السابعة من الهجرة ولدت له ولدًا واحدًا في العهد النبوي هو عاصم ثم طلقها عمر. فتزوجت بعده زيد بن حارثة فولد له عبد الرحمن بن زيد فهو أخو عاصم بن عمر.
عاتكة بنت زيد وهي ابنة زيد بن عمرو بن نفيل بن عدي العدوية القرشية. وأخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة، زوجة عبد الله بن أبي بكر من قبله، ولدت له ولدًا واحدًا هو عياض بن عمر. تزوجت من الزبير بن العوام بعد وفاة عمر.
أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن مخزوم المخزومية القرشية: كانت تحت عكرمة بن أبي جهل، فقتل عنها في معركة اليرموك، فخلف عليها خالد بن سعيد بن العاص، فقتل عنها يوم مرج الصفر، فتزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له فاطمة بنت عمر.
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب الهاشمية القرشية:(1). تزوجها وهي صغيرة السن، وذلك في السنة السابعة عشرة للهجرة، وبقيت عنده إلى أن قتل، وهي آخر أزواجه، ونقل الزهري وغيره: أنها ولدت لعمر زيد، ورقية. ❝
❞ تكملة هديه ﷺ في الحج
ثم رجع ﷺ إلى مِنى ، فخطب الناسَ خُطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وتحريمه ، وفضله عند الله ، وحُرمة مكةَ عَلى جميع البلاد ، وأمرهم بالسَّمْع والطَّاعَةِ لِمَن قَادَهُم بِكِتَابِ الله ، وأمَرَ النَّاسَ بِأَخْذِ مَنَاسِكِهِمْ عَنه ، وقال ( لعَلِّي لا أَحُجُ بَعْدَ عَامِي هذا ) ، وعلمهم مناسكهم ، وأنزل المهاجرين والأنصار منازلهم ، وأمر الناسَ أَن لا يَرْجِعُوا بَعْدَهُ كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ ، وَأَمَرَ بِالتَّبْلِيغِ عَنْهُ ، وأَخْبَرَ أَنَّهُ رَبَّ مُبَلِّغ أَوْعَى مِنْ سَامِع ، وقال في خطبته ( لا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا على نَفْسِه ) ، وأنزل المهاجرين عن يمين القبلة ، والأنصار عن يسارها ، والناس حولهم ، وفتح الله له أسماع الناس حتى سمعها أهلُ مِنى في منازلهم ، وقال في خطبته تلك ( اعْبُدُوا رَبَّكم، وصَلُّوا خَمْسَكُم، وَصُومُوا شَهْرَكُم ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُم ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُم ) ، وودع حينئذ الناس ، فقالوا : حجة الوداع ، وهناك سُئل عمن حلق قبل أن يرمي ، وعمن ذبح قبل أن يرمي ، فقا ( لا حَرَجَ ) قال عبد الله بن عمرو : ما رأيته ﷺ سئل يومئذ عن شيء إلا قال ( افْعَلُوا وَلَا حَرَجَ ) قال ابن عباس: إنه قيل له ﷺ في الذبح ، والحلق ، والرمي ، والتقديم ، والتأخير ، فقال ( لا
حَرَجَ ) ، ثم انصرف ﷺ إلى المَنْحَرِ بِمنى ، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده ، وكان ينحرها قائمة ، معقولة يدها اليسرى ، وكان عدد هذا الذي نحره عدد سني عمره ﷺ ثم أمسك وأمر علياً أن يَنْحَر ما غَبَر من المئة ، ثم أمر علياً رضي الله عنه ، أن يتصدق بجلالها ولحومها وجلودها في المساكين ، وأمره أن لا يُعطِي الجَزار في جِزَارتها شيئاً منها ، وقال ( نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِنْدِنَا ، وَقَالَ : مَنْ شاءَ اقْتَطَعَ ) ونحر رسول الله ﷺ بِمَنْحَرِهِ بِمنى ، وأعلمهم ( أن مِنِى كُلَّها مَنْحَرٌ ، وأَنَّ فِجَاجَ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ ) وفي هذا دليل على أن النحر لا يختص بمنى ، بل حيث نحر من فجاج مكة أجزاه ، كما أنه لما وقف بعرفة قال ( وَقَفْتُ هَا هُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ) ووقف بمزدلفة ، وقال ( وَقَفْتُ هاهنا وَمُزْدَلِفَةٌ كُلُّها موقف ) ، وسُئل ﷺ أن يُبنى له بِمَنى بِنَاءٌ يُظْلَّه مِنَ الحَرِّ ، فقال ( لَا ، مِنَى مُنَاخٌ لِمَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ ) ، وفي هذا دليل على اشتراك المسلمين فيها ، وأن من سبق إلى مكان منها ، فهو أحق به حتى يرتحل عنه ، ولا يَمْلِكُه بذلك. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ تكملة هديه ﷺ في الحج
ثم رجع ﷺ إلى مِنى ، فخطب الناسَ خُطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وتحريمه ، وفضله عند الله ، وحُرمة مكةَ عَلى جميع البلاد ، وأمرهم بالسَّمْع والطَّاعَةِ لِمَن قَادَهُم بِكِتَابِ الله ، وأمَرَ النَّاسَ بِأَخْذِ مَنَاسِكِهِمْ عَنه ، وقال ( لعَلِّي لا أَحُجُ بَعْدَ عَامِي هذا ) ، وعلمهم مناسكهم ، وأنزل المهاجرين والأنصار منازلهم ، وأمر الناسَ أَن لا يَرْجِعُوا بَعْدَهُ كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ ، وَأَمَرَ بِالتَّبْلِيغِ عَنْهُ ، وأَخْبَرَ أَنَّهُ رَبَّ مُبَلِّغ أَوْعَى مِنْ سَامِع ، وقال في خطبته ( لا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا على نَفْسِه ) ، وأنزل المهاجرين عن يمين القبلة ، والأنصار عن يسارها ، والناس حولهم ، وفتح الله له أسماع الناس حتى سمعها أهلُ مِنى في منازلهم ، وقال في خطبته تلك ( اعْبُدُوا رَبَّكم، وصَلُّوا خَمْسَكُم، وَصُومُوا شَهْرَكُم ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُم ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُم ) ، وودع حينئذ الناس ، فقالوا : حجة الوداع ، وهناك سُئل عمن حلق قبل أن يرمي ، وعمن ذبح قبل أن يرمي ، فقا ( لا حَرَجَ ) قال عبد الله بن عمرو : ما رأيته ﷺ سئل يومئذ عن شيء إلا قال ( افْعَلُوا وَلَا حَرَجَ ) قال ابن عباس: إنه قيل له ﷺ في الذبح ، والحلق ، والرمي ، والتقديم ، والتأخير ، فقال ( لا
حَرَجَ ) ، ثم انصرف ﷺ إلى المَنْحَرِ بِمنى ، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده ، وكان ينحرها قائمة ، معقولة يدها اليسرى ، وكان عدد هذا الذي نحره عدد سني عمره ﷺ ثم أمسك وأمر علياً أن يَنْحَر ما غَبَر من المئة ، ثم أمر علياً رضي الله عنه ، أن يتصدق بجلالها ولحومها وجلودها في المساكين ، وأمره أن لا يُعطِي الجَزار في جِزَارتها شيئاً منها ، وقال ( نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِنْدِنَا ، وَقَالَ : مَنْ شاءَ اقْتَطَعَ ) ونحر رسول الله ﷺ بِمَنْحَرِهِ بِمنى ، وأعلمهم ( أن مِنِى كُلَّها مَنْحَرٌ ، وأَنَّ فِجَاجَ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ ) وفي هذا دليل على أن النحر لا يختص بمنى ، بل حيث نحر من فجاج مكة أجزاه ، كما أنه لما وقف بعرفة قال ( وَقَفْتُ هَا هُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ) ووقف بمزدلفة ، وقال ( وَقَفْتُ هاهنا وَمُزْدَلِفَةٌ كُلُّها موقف ) ، وسُئل ﷺ أن يُبنى له بِمَنى بِنَاءٌ يُظْلَّه مِنَ الحَرِّ ، فقال ( لَا ، مِنَى مُنَاخٌ لِمَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ ) ، وفي هذا دليل على اشتراك المسلمين فيها ، وأن من سبق إلى مكان منها ، فهو أحق به حتى يرتحل عنه ، ولا يَمْلِكُه بذلك. ❝