❞ تكملة هديه ﷺ في الحج
ثم رجع ﷺ إلى مِنى ، فخطب الناسَ خُطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وتحريمه ، وفضله عند الله ، وحُرمة مكةَ عَلى جميع البلاد ، وأمرهم بالسَّمْع والطَّاعَةِ لِمَن قَادَهُم بِكِتَابِ الله ، وأمَرَ النَّاسَ بِأَخْذِ مَنَاسِكِهِمْ عَنه ، وقال ( لعَلِّي لا أَحُجُ بَعْدَ عَامِي هذا ) ، وعلمهم مناسكهم ، وأنزل المهاجرين والأنصار منازلهم ، وأمر الناسَ أَن لا يَرْجِعُوا بَعْدَهُ كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ ، وَأَمَرَ بِالتَّبْلِيغِ عَنْهُ ، وأَخْبَرَ أَنَّهُ رَبَّ مُبَلِّغ أَوْعَى مِنْ سَامِع ، وقال في خطبته ( لا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا على نَفْسِه ) ، وأنزل المهاجرين عن يمين القبلة ، والأنصار عن يسارها ، والناس حولهم ، وفتح الله له أسماع الناس حتى سمعها أهلُ مِنى في منازلهم ، وقال في خطبته تلك ( اعْبُدُوا رَبَّكم، وصَلُّوا خَمْسَكُم، وَصُومُوا شَهْرَكُم ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُم ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُم ) ، وودع حينئذ الناس ، فقالوا : حجة الوداع ، وهناك سُئل عمن حلق قبل أن يرمي ، وعمن ذبح قبل أن يرمي ، فقا ( لا حَرَجَ ) قال عبد الله بن عمرو : ما رأيته ﷺ سئل يومئذ عن شيء إلا قال ( افْعَلُوا وَلَا حَرَجَ ) قال ابن عباس: إنه قيل له ﷺ في الذبح ، والحلق ، والرمي ، والتقديم ، والتأخير ، فقال ( لا
حَرَجَ ) ، ثم انصرف ﷺ إلى المَنْحَرِ بِمنى ، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده ، وكان ينحرها قائمة ، معقولة يدها اليسرى ، وكان عدد هذا الذي نحره عدد سني عمره ﷺ ثم أمسك وأمر علياً أن يَنْحَر ما غَبَر من المئة ، ثم أمر علياً رضي الله عنه ، أن يتصدق بجلالها ولحومها وجلودها في المساكين ، وأمره أن لا يُعطِي الجَزار في جِزَارتها شيئاً منها ، وقال ( نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِنْدِنَا ، وَقَالَ : مَنْ شاءَ اقْتَطَعَ ) ونحر رسول الله ﷺ بِمَنْحَرِهِ بِمنى ، وأعلمهم ( أن مِنِى كُلَّها مَنْحَرٌ ، وأَنَّ فِجَاجَ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ ) وفي هذا دليل على أن النحر لا يختص بمنى ، بل حيث نحر من فجاج مكة أجزاه ، كما أنه لما وقف بعرفة قال ( وَقَفْتُ هَا هُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ) ووقف بمزدلفة ، وقال ( وَقَفْتُ هاهنا وَمُزْدَلِفَةٌ كُلُّها موقف ) ، وسُئل ﷺ أن يُبنى له بِمَنى بِنَاءٌ يُظْلَّه مِنَ الحَرِّ ، فقال ( لَا ، مِنَى مُنَاخٌ لِمَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ ) ، وفي هذا دليل على اشتراك المسلمين فيها ، وأن من سبق إلى مكان منها ، فهو أحق به حتى يرتحل عنه ، ولا يَمْلِكُه بذلك. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ تكملة هديه ﷺ في الحج
ثم رجع ﷺ إلى مِنى ، فخطب الناسَ خُطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وتحريمه ، وفضله عند الله ، وحُرمة مكةَ عَلى جميع البلاد ، وأمرهم بالسَّمْع والطَّاعَةِ لِمَن قَادَهُم بِكِتَابِ الله ، وأمَرَ النَّاسَ بِأَخْذِ مَنَاسِكِهِمْ عَنه ، وقال ( لعَلِّي لا أَحُجُ بَعْدَ عَامِي هذا ) ، وعلمهم مناسكهم ، وأنزل المهاجرين والأنصار منازلهم ، وأمر الناسَ أَن لا يَرْجِعُوا بَعْدَهُ كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ ، وَأَمَرَ بِالتَّبْلِيغِ عَنْهُ ، وأَخْبَرَ أَنَّهُ رَبَّ مُبَلِّغ أَوْعَى مِنْ سَامِع ، وقال في خطبته ( لا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا على نَفْسِه ) ، وأنزل المهاجرين عن يمين القبلة ، والأنصار عن يسارها ، والناس حولهم ، وفتح الله له أسماع الناس حتى سمعها أهلُ مِنى في منازلهم ، وقال في خطبته تلك ( اعْبُدُوا رَبَّكم، وصَلُّوا خَمْسَكُم، وَصُومُوا شَهْرَكُم ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُم ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُم ) ، وودع حينئذ الناس ، فقالوا : حجة الوداع ، وهناك سُئل عمن حلق قبل أن يرمي ، وعمن ذبح قبل أن يرمي ، فقا ( لا حَرَجَ ) قال عبد الله بن عمرو : ما رأيته ﷺ سئل يومئذ عن شيء إلا قال ( افْعَلُوا وَلَا حَرَجَ ) قال ابن عباس: إنه قيل له ﷺ في الذبح ، والحلق ، والرمي ، والتقديم ، والتأخير ، فقال ( لا
حَرَجَ ) ، ثم انصرف ﷺ إلى المَنْحَرِ بِمنى ، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده ، وكان ينحرها قائمة ، معقولة يدها اليسرى ، وكان عدد هذا الذي نحره عدد سني عمره ﷺ ثم أمسك وأمر علياً أن يَنْحَر ما غَبَر من المئة ، ثم أمر علياً رضي الله عنه ، أن يتصدق بجلالها ولحومها وجلودها في المساكين ، وأمره أن لا يُعطِي الجَزار في جِزَارتها شيئاً منها ، وقال ( نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِنْدِنَا ، وَقَالَ : مَنْ شاءَ اقْتَطَعَ ) ونحر رسول الله ﷺ بِمَنْحَرِهِ بِمنى ، وأعلمهم ( أن مِنِى كُلَّها مَنْحَرٌ ، وأَنَّ فِجَاجَ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ ) وفي هذا دليل على أن النحر لا يختص بمنى ، بل حيث نحر من فجاج مكة أجزاه ، كما أنه لما وقف بعرفة قال ( وَقَفْتُ هَا هُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ) ووقف بمزدلفة ، وقال ( وَقَفْتُ هاهنا وَمُزْدَلِفَةٌ كُلُّها موقف ) ، وسُئل ﷺ أن يُبنى له بِمَنى بِنَاءٌ يُظْلَّه مِنَ الحَرِّ ، فقال ( لَا ، مِنَى مُنَاخٌ لِمَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ ) ، وفي هذا دليل على اشتراك المسلمين فيها ، وأن من سبق إلى مكان منها ، فهو أحق به حتى يرتحل عنه ، ولا يَمْلِكُه بذلك. ❝
❞ \"إذا لم تحاول التقدّم للأمام، ستبقى دائمًا في نفس المكان، جرب أشياء جديدة، عادات جديدة، مهارات جديدة وستشعر بالمزيد من السعادة والرضا على ذاتك، إياك أن تستسلم للكسل والخمول، فالنجاح بحاجة لشجاعة وحركة وإقدام.\"
وقد استشعرنا النجاح في شخصية اليوم وقمنا بمحاورته(ـا) ببعض أسئلتنا لننقل لكم بعض تجاربه(ـا) في الوصول للنجاح.
وبدون أن نطيل عليكم دعونا نبدأ في حوار جديد بجريدة \"تغاريد نسر \".
- عرفنا بنفسك؟
= دعاء يحيى فراج
- عرفنا بمواهبك؟
= كتابه الشعر والخواطر والقصص القصيرة وإنشاد وإلقاء شعر
هل سبق وقد فقدت الشغف؟ وماذا فعلت كي تعود لك روح الإبداع؟
=نعم جاءت فتره علي وفقدت الشغف فكانت فتره عصيبه علي.. !!!
ولكني جاهدت نفسي للرجوع إلي هوايتي وبدأت من جديد لأكون أنا كما في السابق وبالعكس أصبحت أكتب أكثر وأكثر وأقرأ أكثر لأنمي تلك الموهبه لدي، فا أهم شيء الثقه بالنفس، تلك الداعم الأول في حياتي
هل سبق وأن أنجزت شيئًا كان بالنسبة لك أكبر إنجاز في حياتك؟ وماهو ذلك الإنجاز؟
=كان إنجار لمسابقه قصيده شعريه فوزت بها لكنها كانت بجريده الكترونيه ومن ثم قصه بعنوان ذات مساء ولكن بكتاب إلكتروني أيضاً
أما الانجاز الاهم كتاب ورقي مجمع من الخواطر بمشاركة بعض الأصدقاء
لدى كل منّا مشاكله، فهل سمحت يومًا لمشكلة ما بأن تُحبط عزيمتك وتستسلم؟
=المشاكل تؤثر بشكل سئ فينا، ولكن تحفزنا لان نكتب أكثر، وكلما حزنت ودمعت عيناي، قلمي يكتب ليفرغ طاقه الحزن بداخلي، ولا أستسلم للحزن أبدا....!!
- لدى كل منّا داعم فمن داعمك وشريك نجاحك؟
= لدي أختي و صديقتي وغاليتي هي من تدعمني وترشدني دائما بعد والدتي رحمة الله عليها...!!
- نصيحة تود تقديمها لكل شخص يحاول الوصول إلى حلمه وهدفه ويجد صعوبة في ذلك.
= تقدم ولاتتكاسل النجاح لن يأتي وحده دون كفاح، لابد من المثابره والعمل والجهد ، تقدم بنفسك ولا تنتظر أحداً أن يقف جانبك، ولاتعتمد على أحد أبدا سوي الله عز وجل...
وهنا نصل وإياكم لنهاية لقائنا ونشكر جزيل الشكر موهبة اليوم على هذه الإجابات اللطيفة ونتمنى من الله أن نكون قد قدمنا لكم دفعة للتقدم.
المحررة/ نسرين عطيه
\"المؤسسين /
نسرين عطيه-شهد علي. ❝ ⏤دار تغاريد نسر
❞ ˝إذا لم تحاول التقدّم للأمام، ستبقى دائمًا في نفس المكان، جرب أشياء جديدة، عادات جديدة، مهارات جديدة وستشعر بالمزيد من السعادة والرضا على ذاتك، إياك أن تستسلم للكسل والخمول، فالنجاح بحاجة لشجاعة وحركة وإقدام.˝
وقد استشعرنا النجاح في شخصية اليوم وقمنا بمحاورته(ـا) ببعض أسئلتنا لننقل لكم بعض تجاربه(ـا) في الوصول للنجاح.
وبدون أن نطيل عليكم دعونا نبدأ في حوار جديد بجريدة ˝تغاريد نسر ˝.
- عرفنا بنفسك؟
= دعاء يحيى فراج
- عرفنا بمواهبك؟
= كتابه الشعر والخواطر والقصص القصيرة وإنشاد وإلقاء شعر
هل سبق وقد فقدت الشغف؟ وماذا فعلت كي تعود لك روح الإبداع؟
=نعم جاءت فتره علي وفقدت الشغف فكانت فتره عصيبه علي. !!!
ولكني جاهدت نفسي للرجوع إلي هوايتي وبدأت من جديد لأكون أنا كما في السابق وبالعكس أصبحت أكتب أكثر وأكثر وأقرأ أكثر لأنمي تلك الموهبه لدي، فا أهم شيء الثقه بالنفس، تلك الداعم الأول في حياتي
هل سبق وأن أنجزت شيئًا كان بالنسبة لك أكبر إنجاز في حياتك؟ وماهو ذلك الإنجاز؟
=كان إنجار لمسابقه قصيده شعريه فوزت بها لكنها كانت بجريده الكترونيه ومن ثم قصه بعنوان ذات مساء ولكن بكتاب إلكتروني أيضاً
أما الانجاز الاهم كتاب ورقي مجمع من الخواطر بمشاركة بعض الأصدقاء
لدى كل منّا مشاكله، فهل سمحت يومًا لمشكلة ما بأن تُحبط عزيمتك وتستسلم؟
=المشاكل تؤثر بشكل سئ فينا، ولكن تحفزنا لان نكتب أكثر، وكلما حزنت ودمعت عيناي، قلمي يكتب ليفرغ طاقه الحزن بداخلي، ولا أستسلم للحزن أبدا..!!
- لدى كل منّا داعم فمن داعمك وشريك نجاحك؟
= لدي أختي و صديقتي وغاليتي هي من تدعمني وترشدني دائما بعد والدتي رحمة الله عليها..!!
- نصيحة تود تقديمها لكل شخص يحاول الوصول إلى حلمه وهدفه ويجد صعوبة في ذلك.
= تقدم ولاتتكاسل النجاح لن يأتي وحده دون كفاح، لابد من المثابره والعمل والجهد ، تقدم بنفسك ولا تنتظر أحداً أن يقف جانبك، ولاتعتمد على أحد أبدا سوي الله عز وجل..
وهنا نصل وإياكم لنهاية لقائنا ونشكر جزيل الشكر موهبة اليوم على هذه الإجابات اللطيفة ونتمنى من الله أن نكون قد قدمنا لكم دفعة للتقدم.
❞ مبررات إنسانية
إجتمع إخوة سيدنا يوسف عليه السلام حين تآمروا على قتل أخيهم الغلام، ودون الدخول في التفسير الدينى كانت آلية التبرير الإنساني حاضرة بتلك القصة، فلابد عليهم من البحث عن مبرر يجمل قبح جريمتهم فى أنفسهم، ويكون عونا لهم حتى لا يترددوا بتنفيذها، حين إعتقدوا أنهم بقتله سيتقربون أكثر من أبيهم ويكونوا من بعده فى مأمن ورضا، فأوجدوا المبرر فى قوله تعالى
(8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)
، وهذا السبب لم يكن كافيا ليحقق لهم الإستقرار النفسى، ويخلصهم من وطأة الذنب، فشرعت الفطرة الإنسانية لآخوة سيدنا يوسف عليه السلام فى البحث عن مبرر آخر إنساني لا أخلاقى يخدعون به أنفسهم ليسكتوا صوت الفطرة الذى يغص مضاجعهم فكان المبرر وجوابهم بعد سنين طويلة قال تعالى
\" إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ \" قولهم هذا ليكون دافع أقوى، فهناك دافع أعمق من مجرد الهروب من العقاب، وهو الهروب من الإنسانية نفسها، فالتبرير هنا \" لوم الظروف \" أو \" لوم الطبيعة البشرية \" مما يعتبر هروب إنساني لا أخلاقى يتعدى كل حدود الآدمية،
إن التبرير إعطاء مبررات للدوافع والسلوكيات فى محاولة التخلص من الأفكار المزعجة أو المشاعر المؤلمة، فالتبرير سلوك وأسلوب دفاعى يستخدمه الإنسان لتقليل الإحساس بالذنب والتوتر الناشئ عن الأخلاق فى الوصول إلى الهدف، وتنشأ تلك الحالة من السلوك نتيجة عدم قدرة الفرد فى مواجهة نفسه أو أمام الآخرين بفشله فى الوصول إلى غايته، فضلا عن أن الموقف الذى لم ينجح فيه الفرد في الوصول إلى توقعاته قد يؤدي به إلى الإحباط، وذلك أمر غير مرغوب فيه من أجل الصحة النفسية للإنسان، حيث بواسطته يقوم الفرد هنا بتحليل معتقداته أو أفعالة بإبداء أسباب غير تلك التي سببتها أو أثارتها، وعن طريق خلق المبررات الإنسانية، وبالتالي يكون قادرا على تقديم التعللات المسببة لإخفاقه ومن ثم يحافظ على دفاعية الأنا، فالتبرير عند الإنسان كغيره من العديد من ميكانزمات التوافق قد يبالغ في إستخدامه ؛
كما أنه أيضا يجب أن نعلم أن التبرير سلوك متعدد الألوان والأشكال، فتوجد مبررات كاذبة بلا إنسانية، وهناك أيضا مبررات تقتصد إلى حد ما الحقيقة، وفي هذه الحالة يكون الفرد غير راضي عما تحصل عليه، ولكنه يظهر ويصر على أن كل شيء على مايرام، فمثلا تعمل في مكان أو شئ غير مريح وأنت غير راضي عنه ولكنك بالفعل تعمل وتصرح أنك تحب عملك، أو قد تشتري شئ لايعجبك ولكنك بالفعل أشتريته .. ❝ ⏤معتز متولي
❞ مبررات إنسانية
إجتمع إخوة سيدنا يوسف عليه السلام حين تآمروا على قتل أخيهم الغلام، ودون الدخول في التفسير الدينى كانت آلية التبرير الإنساني حاضرة بتلك القصة، فلابد عليهم من البحث عن مبرر يجمل قبح جريمتهم فى أنفسهم، ويكون عونا لهم حتى لا يترددوا بتنفيذها، حين إعتقدوا أنهم بقتله سيتقربون أكثر من أبيهم ويكونوا من بعده فى مأمن ورضا، فأوجدوا المبرر فى قوله تعالى
(8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)
، وهذا السبب لم يكن كافيا ليحقق لهم الإستقرار النفسى، ويخلصهم من وطأة الذنب، فشرعت الفطرة الإنسانية لآخوة سيدنا يوسف عليه السلام فى البحث عن مبرر آخر إنساني لا أخلاقى يخدعون به أنفسهم ليسكتوا صوت الفطرة الذى يغص مضاجعهم فكان المبرر وجوابهم بعد سنين طويلة قال تعالى
˝ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ ˝ قولهم هذا ليكون دافع أقوى، فهناك دافع أعمق من مجرد الهروب من العقاب، وهو الهروب من الإنسانية نفسها، فالتبرير هنا ˝ لوم الظروف ˝ أو ˝ لوم الطبيعة البشرية ˝ مما يعتبر هروب إنساني لا أخلاقى يتعدى كل حدود الآدمية،
إن التبرير إعطاء مبررات للدوافع والسلوكيات فى محاولة التخلص من الأفكار المزعجة أو المشاعر المؤلمة، فالتبرير سلوك وأسلوب دفاعى يستخدمه الإنسان لتقليل الإحساس بالذنب والتوتر الناشئ عن الأخلاق فى الوصول إلى الهدف، وتنشأ تلك الحالة من السلوك نتيجة عدم قدرة الفرد فى مواجهة نفسه أو أمام الآخرين بفشله فى الوصول إلى غايته، فضلا عن أن الموقف الذى لم ينجح فيه الفرد في الوصول إلى توقعاته قد يؤدي به إلى الإحباط، وذلك أمر غير مرغوب فيه من أجل الصحة النفسية للإنسان، حيث بواسطته يقوم الفرد هنا بتحليل معتقداته أو أفعالة بإبداء أسباب غير تلك التي سببتها أو أثارتها، وعن طريق خلق المبررات الإنسانية، وبالتالي يكون قادرا على تقديم التعللات المسببة لإخفاقه ومن ثم يحافظ على دفاعية الأنا، فالتبرير عند الإنسان كغيره من العديد من ميكانزمات التوافق قد يبالغ في إستخدامه ؛
كما أنه أيضا يجب أن نعلم أن التبرير سلوك متعدد الألوان والأشكال، فتوجد مبررات كاذبة بلا إنسانية، وهناك أيضا مبررات تقتصد إلى حد ما الحقيقة، وفي هذه الحالة يكون الفرد غير راضي عما تحصل عليه، ولكنه يظهر ويصر على أن كل شيء على مايرام، فمثلا تعمل في مكان أو شئ غير مريح وأنت غير راضي عنه ولكنك بالفعل تعمل وتصرح أنك تحب عملك، أو قد تشتري شئ لايعجبك ولكنك بالفعل أشتريته. ❝
❞ اقتباس من كتاب
وصف الذات الإلهية وفق رؤية الكتاب المقدس وبعض الفرق الضالة من المسلمين
بقلم د محمد عمر
محي الدين ابن عربي وحسين بن منصورالحلاج
هما واضعي اصول وحدة الوجود والحلول والاتحاد
بين فرق المسلمين الضالة عن عقيدة التوحيد
اعلموا ان الحلاج وابن عربي من أشد الناس إضلالا فقد نقلوا بين المسلمين عقيدة التعطيل للذات الالهية وفق ما بدله احبار النصاري الكتابيين في كتابهم المقدس .
حيث أضافا لأتباعهم هاتين العقيدتين الفاسدتين ليبررا للناس قداسة أولياءهم المقبورين وليبرروا للناس دعاء هؤلاء الأولياء في قبورهم والاستغاثة بهم والاستعانة بهم والنذر لهم والذبح عند قبورهم وتقديم القرابين وقد استغلوا عقيدة التعطيل للتبرير لهذه العقائد الفاسدة
أما عن العقيدة الأولي فهي عقيدة الحلول والاتحاد
التي وضعها حسين بن منصور الحلاج والتي شابهوا فيها عقيدة النصاري في حلول رب العزة تبارك وتعالى في جسد المسيح
تلك العقيدة التي عطلوا بها صفات الذات الإلهية التي تثبت أن لله ذات لا تشبه الخلق لا تدركها الأبصار ليس كمثله شئ وهو علي عرشه مستوي فوق السموات العلي لكن الحلاج أوحي إلي أتباعه أن الله عز وجل مثل الروح التي تسير وتحل في جسد أولياءهم الصالحين
تلك العقيدة التي بمقتضاها صار الولي يرتقي في الطاعات حتي تحل فيه روح الله عز وجل كما زعم النصاري أن روح الله حل في جسد المسيح فصار المسيح جسد بشري يحوي روح الله تبارك وتعالى وهكذا صار الأولياء عند الحلاج إنما هم أجساد بشرية حلت فيها روح الله تبارك وتعالى فأخذوا من صفات الخالق فلا عجب أن تري الولي يطير في الهواء ليس كونه بشر إنما كونه إله ولا عجب أن تري الولي يعلم الغيب ويأمر الحيتان في البحار فتستجيب لأمره ولا حرج في أن يطلب الناس من وليهم الجنة وأن يصرف عنهم النار ليس كونه بشر إنما صار إله يعبد بعد أن حلت فيه روح الله تبارك وتعالى وكما ظهرت عقيدة الأقطاب السبعة والأوتاد الأربعة الذين يتحكمون في الأرض ويملكون حياة البشر ويرزقون ويمنعون وينفعون ويضرون هذه هي العقيدة التي أدخلها الحلاج إلي عقائد الناس تحت ذريعة الولاية والصلاح الذي صير الأولياء أصحاب معجزات لا تحدث حتي مع الأنبياء والمرسلين وصار الأولياء عندهم أعظم منزلة من الأنبياء والرسل لأنهم حلت فيهم روح الله التي لم تحل في جسد الأنبياء
وهكذا جاء الحلاج بما لم يأت به قوم نوح الذين جعلوا ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا الذين كانوا وسطاء بينهم وبين الله لا لشئ إلا للإعتقاد في طهارتهم وإيمانهم لكنهم أشركوهم مع الله فاستحقوا عذاب الاستئصال بالطوفان الذي أهلكهم عن آخرهم ونجي الله عز وجل أهل الإيمان منهم ولعذاب الآخرة أشد وأبقي.
فما بالكم في من اعتقد بالحلول والاتحاد وجعل الأولياء بمثابة أجساد بشرية حلت فيها روح الإله فهل ترون فارق بينهم وبين من زعم أن عيسي بن مريم جسد بشري حلت فيه روح الإله بل حلت روخ الاله في عدد كبير من الناس وفق ما جاء في الكتاب المقدس عند النصاري ومن اراد ان يتعرف عليها فليقرا قسة شمشون في سفر القضاة وكيف تحول الي اسطورة تاتي بالخوارق وذلك بسبب حلول روخ الرب عليه وهذا من هرطقات احبار الكتابيين
ثم جاء محي الدين ابن عربي بالأصل الثاني للانحراف عند القبوريبن وهو وحدة الوجود
حيث جعل الحلاج الإله روح هلامية حلت في جسد الأولياء وحدهم أم ابن عربي فقد قال بالتعطيل لجميع صفات الله حتي جعل الإله مثل الروح التي حلت في الكون كله فلم يعد هناك خالق ولا مخلوق فالكون كله واحد وكأنه أصل الكون كله هو صورة الإله فلما تري فرعون وموسي ولما تري هامان وهارون ولما تري يوشع وقارون فلا فارق بينهم فكلهم صورة من صور الإله بل لما رأي بني إسرائيل العجل فعبدوه فهم لم يخطئوا حسب رؤية ابن عربي فإن العجل عندهم هو صورة من صور الإله حتي الجنة والنار ليست دار نعيم وعذاب إنما هما سواء لأنهما حلت فيهم الذات الإلهية
ولذلك تجد أصحاب عقيدة وحدة الوجود تجدهم يفتخرون بدين الحب الذي جعل عندهم المغضوب عليهم والضالين لا فارق بينهم وبين الموحدين فمن قال لا إله إلا الله لا فارق بينهم وبين من قال الله والد أو مولود أو الله فقير أو جاهل أو عاجز بل لا فارق بين الكتابيين والمجوس الذين عبدوا الحجر والشجر والنار والشمس والقمر لإنه وفق عقيدة وحدة الوجود لابن عربي فالكل سواء لأنهم صور من صور الإله وهكذا أضاع ابن عربي عقيدة التوحيد والثواب والعقاب والجنة والنار فجعل الكل الله الذي حل في مخلوقاته ثم تجد أتباعه يتفاخرون بدين الحب فأي حب هذا الذي يعنون إنما هو حب الكفر علي أنه الإيمان وحب الشرك علي أنه التوحيد وحب النار علي أنها والجنة سواء فالكل حلت فيه روح الإله
فهل تجدون ضلال أشد من هذا الضلال
ألا فتوبوا إلي الله من هذا الفكر الذي ما تجد له أصل إلا في تحريف الشيطان أعاذنا الله وإياكم من الشيطان الرجيم انتهي........................ ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ اقتباس من كتاب
وصف الذات الإلهية وفق رؤية الكتاب المقدس وبعض الفرق الضالة من المسلمين
بقلم د محمد عمر
محي الدين ابن عربي وحسين بن منصورالحلاج
هما واضعي اصول وحدة الوجود والحلول والاتحاد
بين فرق المسلمين الضالة عن عقيدة التوحيد
اعلموا ان الحلاج وابن عربي من أشد الناس إضلالا فقد نقلوا بين المسلمين عقيدة التعطيل للذات الالهية وفق ما بدله احبار النصاري الكتابيين في كتابهم المقدس .
حيث أضافا لأتباعهم هاتين العقيدتين الفاسدتين ليبررا للناس قداسة أولياءهم المقبورين وليبرروا للناس دعاء هؤلاء الأولياء في قبورهم والاستغاثة بهم والاستعانة بهم والنذر لهم والذبح عند قبورهم وتقديم القرابين وقد استغلوا عقيدة التعطيل للتبرير لهذه العقائد الفاسدة
أما عن العقيدة الأولي فهي عقيدة الحلول والاتحاد
التي وضعها حسين بن منصور الحلاج والتي شابهوا فيها عقيدة النصاري في حلول رب العزة تبارك وتعالى في جسد المسيح
تلك العقيدة التي عطلوا بها صفات الذات الإلهية التي تثبت أن لله ذات لا تشبه الخلق لا تدركها الأبصار ليس كمثله شئ وهو علي عرشه مستوي فوق السموات العلي لكن الحلاج أوحي إلي أتباعه أن الله عز وجل مثل الروح التي تسير وتحل في جسد أولياءهم الصالحين
تلك العقيدة التي بمقتضاها صار الولي يرتقي في الطاعات حتي تحل فيه روح الله عز وجل كما زعم النصاري أن روح الله حل في جسد المسيح فصار المسيح جسد بشري يحوي روح الله تبارك وتعالى وهكذا صار الأولياء عند الحلاج إنما هم أجساد بشرية حلت فيها روح الله تبارك وتعالى فأخذوا من صفات الخالق فلا عجب أن تري الولي يطير في الهواء ليس كونه بشر إنما كونه إله ولا عجب أن تري الولي يعلم الغيب ويأمر الحيتان في البحار فتستجيب لأمره ولا حرج في أن يطلب الناس من وليهم الجنة وأن يصرف عنهم النار ليس كونه بشر إنما صار إله يعبد بعد أن حلت فيه روح الله تبارك وتعالى وكما ظهرت عقيدة الأقطاب السبعة والأوتاد الأربعة الذين يتحكمون في الأرض ويملكون حياة البشر ويرزقون ويمنعون وينفعون ويضرون هذه هي العقيدة التي أدخلها الحلاج إلي عقائد الناس تحت ذريعة الولاية والصلاح الذي صير الأولياء أصحاب معجزات لا تحدث حتي مع الأنبياء والمرسلين وصار الأولياء عندهم أعظم منزلة من الأنبياء والرسل لأنهم حلت فيهم روح الله التي لم تحل في جسد الأنبياء
وهكذا جاء الحلاج بما لم يأت به قوم نوح الذين جعلوا ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا الذين كانوا وسطاء بينهم وبين الله لا لشئ إلا للإعتقاد في طهارتهم وإيمانهم لكنهم أشركوهم مع الله فاستحقوا عذاب الاستئصال بالطوفان الذي أهلكهم عن آخرهم ونجي الله عز وجل أهل الإيمان منهم ولعذاب الآخرة أشد وأبقي.
فما بالكم في من اعتقد بالحلول والاتحاد وجعل الأولياء بمثابة أجساد بشرية حلت فيها روح الإله فهل ترون فارق بينهم وبين من زعم أن عيسي بن مريم جسد بشري حلت فيه روح الإله بل حلت روخ الاله في عدد كبير من الناس وفق ما جاء في الكتاب المقدس عند النصاري ومن اراد ان يتعرف عليها فليقرا قسة شمشون في سفر القضاة وكيف تحول الي اسطورة تاتي بالخوارق وذلك بسبب حلول روخ الرب عليه وهذا من هرطقات احبار الكتابيين
ثم جاء محي الدين ابن عربي بالأصل الثاني للانحراف عند القبوريبن وهو وحدة الوجود
حيث جعل الحلاج الإله روح هلامية حلت في جسد الأولياء وحدهم أم ابن عربي فقد قال بالتعطيل لجميع صفات الله حتي جعل الإله مثل الروح التي حلت في الكون كله فلم يعد هناك خالق ولا مخلوق فالكون كله واحد وكأنه أصل الكون كله هو صورة الإله فلما تري فرعون وموسي ولما تري هامان وهارون ولما تري يوشع وقارون فلا فارق بينهم فكلهم صورة من صور الإله بل لما رأي بني إسرائيل العجل فعبدوه فهم لم يخطئوا حسب رؤية ابن عربي فإن العجل عندهم هو صورة من صور الإله حتي الجنة والنار ليست دار نعيم وعذاب إنما هما سواء لأنهما حلت فيهم الذات الإلهية
ولذلك تجد أصحاب عقيدة وحدة الوجود تجدهم يفتخرون بدين الحب الذي جعل عندهم المغضوب عليهم والضالين لا فارق بينهم وبين الموحدين فمن قال لا إله إلا الله لا فارق بينهم وبين من قال الله والد أو مولود أو الله فقير أو جاهل أو عاجز بل لا فارق بين الكتابيين والمجوس الذين عبدوا الحجر والشجر والنار والشمس والقمر لإنه وفق عقيدة وحدة الوجود لابن عربي فالكل سواء لأنهم صور من صور الإله وهكذا أضاع ابن عربي عقيدة التوحيد والثواب والعقاب والجنة والنار فجعل الكل الله الذي حل في مخلوقاته ثم تجد أتباعه يتفاخرون بدين الحب فأي حب هذا الذي يعنون إنما هو حب الكفر علي أنه الإيمان وحب الشرك علي أنه التوحيد وحب النار علي أنها والجنة سواء فالكل حلت فيه روح الإله
فهل تجدون ضلال أشد من هذا الضلال
ألا فتوبوا إلي الله من هذا الفكر الذي ما تجد له أصل إلا في تحريف الشيطان أعاذنا الله وإياكم من الشيطان الرجيم انتهي. ❝
❞ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)
قوله تعالى : آتوني زبر الحديد أي أعطوني زبر الحديد وناولونيها أمرهم بنقل الآلة ، وهذا كله إنما هو استدعاء العطية التي بغير معنى الهبة ، وإنما هو استدعاء للمناولة ، لأنه قد ارتبط من قوله : إنه لا يأخذ منهم الخرج فلم يبق إلا استدعاء المناولة ، وأعمال الأبدان . و زبر الحديد قطع الحديد . وأصل الكلمة الاجتماع ، ومنه زبرة الأسد لما اجتمع من الشعر على كاهله . وزبرت الكتاب أي كتبته وجمعت حروفه . وقرأ أبو بكر والمفضل " ردما ايتوني " من الإتيان الذي هو المجيء ; أي جيئوني بزبر الحديد ، فلما سقط الخافض انتصب بالفعل على نحو قول الشاعر :
أمرتك الخير . . .
حذف الجار فنصب الفعل وقرأ الجمهور زبر بفتح الباء وقرأ الحسن بضمها ; وكل ذلك جمع زبرة وهي القطعة العظيمة منه .
قوله تعالى : حتى إذا ساوى يعني البناء فحذف لقوة الكلام عليه .
بين الصدفين قال أبو عبيدة : هما جانبا الجبل ، وسميا بذلك لتصادفهما أي لتلاقيهما . وقاله الزهري وابن عباس ; ( كأنه يعرض عن الآخر ) من الصدوف ; قال الشاعر :
كلا الصدفين ينفذه سناها توقد مثل مصباح الظلام
ويقال للبناء المرتفع صدف تشبيه بجانب الجبل . وفي الحديث : كان إذا مر بصدف مائل أسرع المشي . قال أبو عبيد : الصدف والهدف كل بناء عظيم مرتفع . ابن عطية : الصدفان الجبلان المتناوحان ولا يقال للواحد صدف ، وإنما يقال صدفان للاثنين ; لأن أحدهما يصادف الآخر . وقرأ نافع وحمزة والكسائي الصدفين بفتح الصاد وشدها وفتح الدال ، وهي قراءة عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - وعمر بن عبد العزيز ، وهي اختيار أبي عبيدة لأنها أشهر اللغات . وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو " الصدفين " بضم الصاد والدال وقرأ عاصم في رواية أبي بكر " الصدفين " بضم الصاد وسكون الدال ، نحو الجرف والجرف فهو تخفيف . وقرأ ابن الماجشون بفتح الصاد وضم الدال . وقرأ قتادة " بين الصدفين " بفتح الصاد وسكون الدال ، وكل ذلك بمعنى واحد وهما الجبلان المتناوحان .
قوله تعالى : قال انفخوا إلى آخر الآية أي على زبر الحديد بالأكيار ، وذلك أنه كان يأمر بوضع طاقة من الزبر والحجارة ، ثم يوقد عليها الحطب والفحم بالمنافخ حتى تحمى ، والحديد إذا أوقد عليه صار كالنار ، فذلك قوله - تعالى - : حتى إذا جعله نارا ثم يؤتى بالنحاس المذاب أو بالرصاص أو بالحديد بحسب الخلاف في القطر ، فيفرغه على تلك الطاقة المنضدة ، فإذا التأم واشتد ولصق البعض بالبعض استأنف وضع طاقة أخرى ، إلى أن استوى العمل فصار جبلا صلدا . قال قتادة : هو كالبرد المحبر ، طريقة سوداء ، وطريقة حمراء . ويروى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : جاءه رجل فقال : يا رسول الله إني رأيت سد يأجوج ومأجوج ، قال : كيف رأيته قال : رأيته كالبرد المحبر ، طريقة صفراء ، وطريقة حمراء ، وطريقة سوداء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد رأيته . ومعنى حتى إذا جعله نارا أي كالنار .
ومعنى آتوني أفرغ عليه قطرا أي أعطوني قطرا أفرغ عليه ، على التقديم والتأخير . ومن قرأ " ائتوني " فالمعنى عنده تعالوا أفرغ عليه نحاسا . والقطر عند أكثر المفسرين النحاس المذاب ، وأصله من القطر ; لأنه إذا أذيب قطر كما يقطر الماء وقالت فرقة : القطر الحديد المذاب . وقالت فرقة منهم ابن الأنباري : الرصاص المذاب . وهو مشتق من قطر يقطر قطرا . ومنه وأسلنا له عين القطر .. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)
قوله تعالى : آتوني زبر الحديد أي أعطوني زبر الحديد وناولونيها أمرهم بنقل الآلة ، وهذا كله إنما هو استدعاء العطية التي بغير معنى الهبة ، وإنما هو استدعاء للمناولة ، لأنه قد ارتبط من قوله : إنه لا يأخذ منهم الخرج فلم يبق إلا استدعاء المناولة ، وأعمال الأبدان . و زبر الحديد قطع الحديد . وأصل الكلمة الاجتماع ، ومنه زبرة الأسد لما اجتمع من الشعر على كاهله . وزبرت الكتاب أي كتبته وجمعت حروفه . وقرأ أبو بكر والمفضل " ردما ايتوني " من الإتيان الذي هو المجيء ; أي جيئوني بزبر الحديد ، فلما سقط الخافض انتصب بالفعل على نحو قول الشاعر :
أمرتك الخير . . .
حذف الجار فنصب الفعل وقرأ الجمهور زبر بفتح الباء وقرأ الحسن بضمها ; وكل ذلك جمع زبرة وهي القطعة العظيمة منه .
قوله تعالى : حتى إذا ساوى يعني البناء فحذف لقوة الكلام عليه .
بين الصدفين قال أبو عبيدة : هما جانبا الجبل ، وسميا بذلك لتصادفهما أي لتلاقيهما . وقاله الزهري وابن عباس ; ( كأنه يعرض عن الآخر ) من الصدوف ; قال الشاعر :
كلا الصدفين ينفذه سناها توقد مثل مصباح الظلام
ويقال للبناء المرتفع صدف تشبيه بجانب الجبل . وفي الحديث : كان إذا مر بصدف مائل أسرع المشي . قال أبو عبيد : الصدف والهدف كل بناء عظيم مرتفع . ابن عطية : الصدفان الجبلان المتناوحان ولا يقال للواحد صدف ، وإنما يقال صدفان للاثنين ; لأن أحدهما يصادف الآخر . وقرأ نافع وحمزة والكسائي الصدفين بفتح الصاد وشدها وفتح الدال ، وهي قراءة عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - وعمر بن عبد العزيز ، وهي اختيار أبي عبيدة لأنها أشهر اللغات . وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو " الصدفين " بضم الصاد والدال وقرأ عاصم في رواية أبي بكر " الصدفين " بضم الصاد وسكون الدال ، نحو الجرف والجرف فهو تخفيف . وقرأ ابن الماجشون بفتح الصاد وضم الدال . وقرأ قتادة " بين الصدفين " بفتح الصاد وسكون الدال ، وكل ذلك بمعنى واحد وهما الجبلان المتناوحان .
قوله تعالى : قال انفخوا إلى آخر الآية أي على زبر الحديد بالأكيار ، وذلك أنه كان يأمر بوضع طاقة من الزبر والحجارة ، ثم يوقد عليها الحطب والفحم بالمنافخ حتى تحمى ، والحديد إذا أوقد عليه صار كالنار ، فذلك قوله - تعالى - : حتى إذا جعله نارا ثم يؤتى بالنحاس المذاب أو بالرصاص أو بالحديد بحسب الخلاف في القطر ، فيفرغه على تلك الطاقة المنضدة ، فإذا التأم واشتد ولصق البعض بالبعض استأنف وضع طاقة أخرى ، إلى أن استوى العمل فصار جبلا صلدا . قال قتادة : هو كالبرد المحبر ، طريقة سوداء ، وطريقة حمراء . ويروى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : جاءه رجل فقال : يا رسول الله إني رأيت سد يأجوج ومأجوج ، قال : كيف رأيته قال : رأيته كالبرد المحبر ، طريقة صفراء ، وطريقة حمراء ، وطريقة سوداء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد رأيته . ومعنى حتى إذا جعله نارا أي كالنار .
ومعنى آتوني أفرغ عليه قطرا أي أعطوني قطرا أفرغ عليه ، على التقديم والتأخير . ومن قرأ " ائتوني " فالمعنى عنده تعالوا أفرغ عليه نحاسا . والقطر عند أكثر المفسرين النحاس المذاب ، وأصله من القطر ; لأنه إذا أذيب قطر كما يقطر الماء وقالت فرقة : القطر الحديد المذاب . وقالت فرقة منهم ابن الأنباري : الرصاص المذاب . وهو مشتق من قطر يقطر قطرا . ومنه وأسلنا له عين القطر. ❝