█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ تكملة هديه ﷺ في الحج
ثم رجع ﷺ إلى مِنى ، فخطب الناسَ خُطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وتحريمه ، وفضله عند الله ، وحُرمة مكةَ عَلى جميع البلاد ، وأمرهم بالسَّمْع والطَّاعَةِ لِمَن قَادَهُم بِكِتَابِ الله ، وأمَرَ النَّاسَ بِأَخْذِ مَنَاسِكِهِمْ عَنه ، وقال ( لعَلِّي لا أَحُجُ بَعْدَ عَامِي هذا ) ، وعلمهم مناسكهم ، وأنزل المهاجرين والأنصار منازلهم ، وأمر الناسَ أَن لا يَرْجِعُوا بَعْدَهُ كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ ، وَأَمَرَ بِالتَّبْلِيغِ عَنْهُ ، وأَخْبَرَ أَنَّهُ رَبَّ مُبَلِّغ أَوْعَى مِنْ سَامِع ، وقال في خطبته ( لا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا على نَفْسِه ) ، وأنزل المهاجرين عن يمين القبلة ، والأنصار عن يسارها ، والناس حولهم ، وفتح الله له أسماع الناس حتى سمعها أهلُ مِنى في منازلهم ، وقال في خطبته تلك ( اعْبُدُوا رَبَّكم، وصَلُّوا خَمْسَكُم، وَصُومُوا شَهْرَكُم ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُم ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُم ) ، وودع حينئذ الناس ، فقالوا : حجة الوداع ، وهناك سُئل عمن حلق قبل أن يرمي ، وعمن ذبح قبل أن يرمي ، فقا ( لا حَرَجَ ) قال عبد الله بن عمرو : ما رأيته ﷺ سئل يومئذ عن شيء إلا قال ( افْعَلُوا وَلَا حَرَجَ ) قال ابن عباس: إنه قيل له ﷺ في الذبح ، والحلق ، والرمي ، والتقديم ، والتأخير ، فقال ( لا
حَرَجَ ) ، ثم انصرف ﷺ إلى المَنْحَرِ بِمنى ، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده ، وكان ينحرها قائمة ، معقولة يدها اليسرى ، وكان عدد هذا الذي نحره عدد سني عمره ﷺ ثم أمسك وأمر علياً أن يَنْحَر ما غَبَر من المئة ، ثم أمر علياً رضي الله عنه ، أن يتصدق بجلالها ولحومها وجلودها في المساكين ، وأمره أن لا يُعطِي الجَزار في جِزَارتها شيئاً منها ، وقال ( نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِنْدِنَا ، وَقَالَ : مَنْ شاءَ اقْتَطَعَ ) ونحر رسول الله ﷺ بِمَنْحَرِهِ بِمنى ، وأعلمهم ( أن مِنِى كُلَّها مَنْحَرٌ ، وأَنَّ فِجَاجَ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ ) وفي هذا دليل على أن النحر لا يختص بمنى ، بل حيث نحر من فجاج مكة أجزاه ، كما أنه لما وقف بعرفة قال ( وَقَفْتُ هَا هُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ) ووقف بمزدلفة ، وقال ( وَقَفْتُ هاهنا وَمُزْدَلِفَةٌ كُلُّها موقف ) ، وسُئل ﷺ أن يُبنى له بِمَنى بِنَاءٌ يُظْلَّه مِنَ الحَرِّ ، فقال ( لَا ، مِنَى مُنَاخٌ لِمَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ ) ، وفي هذا دليل على اشتراك المسلمين فيها ، وأن من سبق إلى مكان منها ، فهو أحق به حتى يرتحل عنه ، ولا يَمْلِكُه بذلك . ❝
❞ ˝الحلم المتجدد ˝
سلمي: يا ماما انا خايفة اوي بيقولوا بعد قليل هيعلنوا النتيجة.
ام سلمي: خير يا حبيبتي كل اللي ربنا يعمله خير ان شاءلله.
سلمي: يارب يا ماما.
وبعد فترة من الوقت ظهرت النتيجة...
سلمي: ماما النتيجة ظهرت بس الموقع تقيل اوي انا هكلم بابا يشوفهالي هو.
واخذت الهاتف لتتحدث مع والدها..
سلمي: الو اي يابابا النتيجة ظهرت بس الموقع تقيل ممكن تشوفهالي انت كمان.
الاب: حاضر يا حبيبتي متقلقيش ان شاءلله دكتورة.
سلمي: يارب يا بابا.
وبعد فترة من الوقت هاتفها اعلن المتصل والدها.
سلمي: هااا عملت اي يا بابا.
الاب بحزن: الحمد لله يا حبيبتي انتي نجحتي.
سلمي: يابابا مالك متقلقنيش جابت كام انا.
الاب: جابتي 65٪
سلمي: ايييييي ازاي ده والله مقفلة المواد وبدات في البكاء بشدة.
الام اخذت الهاتف منها...
الام: متزعلش يا ابو سلمي ده خير ربنا.
الاب: انا مش زعلان هي صعبانة عليا بس.
الام: الحمد لله انا هروح اشوفها.
واغلقت الهاتف مع والد سلمي.
الام: متعيطيش يا حبيبتي والله ده خير كدة.
سلمي: يا ماما ازاي بس انا تعبت السنة دي جامد اوي والله زاكرت كتير وحليت كويس.
الام بدموع: وده اللي ربنا اختاره لينا نعترض بقاا.
سلمي: مش هعترض وراضية بقضاءه بس بجد تعبت اوي.... وظلت تبكي بشدة وبعد فترة من الوقت الام ظلت تتحدث معها... وهدات سلمي.
سلمي: انا هقوم اصلي ركعتين شكر لله.
الام: جدعة يلا ربنا يتقبل منك يا حبيبتي.
واادت سلمي صلاتها واثناء الصلاة ظلت تبكي وتتحدث مع الله كثيرا...
وبعد تلات اسابيع... كانت سلمي تكتب الرغبات المتاحة لها.
سلمي: يا الله يعني مافيش متاح غير كلية اداب وحقوق ومعاهد بس اي مافيش اي كلية تنفعني طيب.
الام: يا حبيبتي انتي شاطورة وربنا هيكرمك في اي كلية اختاري وتوكلي علي الله.
الاب: اختاري اداب في الاول كلية كويسة جدا وواثق انك هتبقي حاجة فيها.
سلمي: حاضر..
وكتبت سلمي ارغبات المتاحة... وبعد فترة من الوقت ظهرت نتيجة التنسيق للدخول للكلية.
سلمي: بابا اصحا اصحا النتيجة ظهرت.
الاب: اي جالك اي.
سلمي: جالي اداب وان شاءلله هختار جغرافيا وابقا مهندسة مساحة.
الاب: ان شاءلله يا حبيبتي الف مبروك.
الام: الف مبروك يا حبيبت قلبي.
وبعد فترة من الوقت قامت سلمي بتجهيز الاوراق وذهبت الي الجامعة وقامت بتقديم اوراقها وبالفعل قدمت....
سلمي: طب حضرتك انا عاوزة اختار قسم جغرافيا.
المسئول: حضرتك متاح ليكي الاقسام دي بس (لغة عربية-تاريخ-علم نفس-فلسفة)
سلمي: يا الله بجد تعبت، خلاص مش فارقة هختار علم نفس.
وعادت سلمي الي البيت.
الام: عملتي اي طمينيني.
سلمي ب حزن: اختارت علم نفس.
الام: الحمد لله يا حبيبتي احمدي ربك.
سلمي: الحمد لله على كل شيء.
وبعد فترة من الوقت كانت سلمي تذهب للجامعة بدون اي شغف وكانت تري ان المواد صعبة جدا عليها وفي يوم...قابلت احد الدكاترة في القسم وتحدثت معه.
الدكتور: مالك يا سلمي.
سلمي: مش حابة الكلية ولا القسم يا دكتور كان نفسي ابقا دكتورة.
الدكتور: طب مانتي ممكن تكوني دكتورة من القسم ده اشتغلي علي نفسك واعملي دراسات عليا وظبطي دنيتك وانتي تبقي دكتورة نفسانية.
سلمي: بجد طب اعمل.
الدكتور: هقولك كل حاجه.........................
سلمي: شكرا جدا لحضرتك انا هعمل كل اللي قولتلي عليه.
وبعد فترة كبيرة انتهت سلمي من فترة دراستها وبالفعل كانت بتحصل علي تقديرات عليا وقامت بعمل الدراسات العليا وربنا كرمها وبقت دكتورة رسمي...
سلمي: بابا بنتك بقت دكتورة رسمي نظمي.
الاب والام: مش قولنالك ربنا مبيعملش حاجة وحشة ابدا واختارلك الخير يا اجمل دكتورة في دنيتنا..
سلمي: الحمد لله رضيت بقضاءه ف ارضاني......
وهانحن ايها القاريء ارضي بقضاء الله وسوف يرضيك ويرضي قلبك.... ♥️
گ/ولاء وسام . ❝
❞ الْحَمد لله يَا مُعَاوِيَة الَّذِي خلق الْإِنْسَان وَجعل لَهُ اللِّسَان الَّذِي جعل فِيهِ الْبَيَان فَدلَّ بِهِ على النعم واجرى بِهِ الْقَلَم فِيمَا ابرم وحتم وبرأ وذرأ وَذكر وَقضى وَصرف الكلأم باللغات الْمُخْتَلفَة على المعإني المتفرقة الفها بالتقديم والتاخير والإشباه والتعارف والتناكر والموافقة والتزايد فادته إلاذان إِلَى الْقُلُوب بالأفهأم وادته الْقُلُوب إِلَى إلالسن بِالْبَيَانِ واستدلت بِهِ على الْعُلُوم وَعبد بِهِ الرب وابرم بِهِ إلامر وَعرفت بِهِ إلاقدار وتمت بِهِ النعم . ❝
❞ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)
ولقد همت به وهم بها الآية ، قال أبو عبيدة : هذا على التقديم والتأخير ; كأنه أراد ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها . وقال أحمد بن يحيى : أي همت زليخاء بالمعصية وكانت مصرة ، وهم يوسف ولم يواقع ما هم به ; فبين الهمتين فرق ، ذكر هذين القولين الهروي في كتابه . قال جميل :
هممت بهم من بثينة لو بدا شفيت غليلات الهوى من فؤاديا
آخر :
هممت ولم أفعل وكدت وليتني تركت على عثمان تبكي حلائله
فهذا كله حديث نفس من غير عزم . وقيل : هم بها تمنى زوجيتها . وقيل : هم بها أي بضربها ودفعها عن نفسه ، والبرهان كفه عن الضرب ; إذ لو ضربها لأوهم أنه قصدها بالحرام فامتنعت فضربها . وقيل : إن هم يوسف كان معصية ، وأنه جلس منها مجلس الرجل من امرأته ، وإلى هذا القول ذهب معظم المفسرين وعامتهم ، فيما ذكر القشيري أبو نصر ، وابن الأنباري والنحاس والماوردي وغيرهم . قال ابن عباس : حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن ، وعنه : استلقت على قفاها وقعد بين رجليها ينزع ثيابه . وقال سعيد بن جبير : أطلق تكة سراويله . وقال مجاهد : حل السراويل حتى بلغ الأليتين ، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته . قال ابن عباس : ولما قال : ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب قال له جبريل : ولا حين هممت بها يا يوسف ؟ ! فقال عند ذلك : وما أبرئ نفسي . قالوا : والانكفاف في مثل هذه الحالة دال على الإخلاص ، وأعظم للثواب .
قلت : وهذا كان سبب ثناء الله تعالى على ذي الكفل حسب ما يأتي بيانه في [ ص ] إن شاء الله تعالى . وجواب لولا على هذا محذوف ; أي لولا أن رأى برهان ربه لأمضى ما هم به ; ومثله كلا لو تعلمون علم اليقين وجوابه لم تتنافسوا ; قال ابن عطية : روي هذا القول عن ابن عباس وجماعة من السلف ، وقالوا : الحكمة في ذلك أن يكون مثلا للمذنبين ليروا أن توبتهم ترجع إلى عفو الله تعالى كما رجعت ممن هو خير منهم ولم يوبقه القرب من الذنب ، وهذا كله على أن هم يوسف بلغ فيما روت هذه الفرقة إلى أن جلس بين رجلي زليخاء وأخذ في حل ثيابه وتكته ونحو ذلك ، وهي قد استلقت له ; حكاه الطبري . وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : وابن عباس ومن دونه لا يختلفون في أنه هم بها ، وهم أعلم بالله وبتأويل كتابه ، وأشد تعظيما للأنبياء من أن يتكلموا فيهم بغير علم . وقال الحسن : إن الله - عز وجل - لم يذكر معاصي الأنبياء ليعيرهم بها ; ولكنه ذكرها لكيلا تيأسوا من التوبة . قال الغزنوي : مع أن لزلة الأنبياء حكما : زيادة الوجل ، وشدة الحياء بالخجل ، والتخلي عن عجب العمل ، والتلذذ بنعمة العفو بعد الأمل ، وكونهم أئمة رجاء أهل الزلل . قال القشيري أبو نصر : وقال قوم جرى من يوسف هم ، وكان ذلك الهم حركة طبع من غير تصميم للعقد على الفعل ; وما كان من هذا القبيل لا يؤخذ به العبد ، وقد يخطر بقلب المرء وهو صائم شرب الماء البارد ; وتناول الطعام اللذيذ ; فإذا لم يأكل ولم يشرب ، ولم يصمم عزمه على الأكل والشرب لا يؤاخذ بما هجس في النفس ; والبرهان صرفه عن هذا الهم حتى لم يصر عزما مصمما .
قلت : هذا قول حسن ; وممن قال به الحسن . قال ابن عطية : الذي أقول به في هذه الآية إن كون يوسف نبيا في وقت هذه النازلة لم يصح ، ولا تظاهرت به رواية ; وإذا كان كذلك فهو مؤمن قد أوتي حكما وعلما ، ويجوز عليه الهم الذي هو إرادة الشيء دون مواقعته وأن يستصحب الخاطر الرديء على ما في ذلك من الخطيئة ; وإن فرضناه نبيا في ذلك الوقت فلا يجوز عليه عندي إلا الهم الذي هو خاطر ، ولا يصح عليه شيء مما ذكر من حل تكته ونحوه ; لأن العصمة مع النبوة . وما روي من أنه قيل له : تكون في ديوان الأنبياء وتفعل فعل السفهاء . فإنما معناه العدة بالنبوة فيما بعد .
قلت : ما ذكره من هذا التفصيل صحيح ; لكن قوله تعالى : وأوحينا إليه يدل على أنه كان نبيا على ما ذكرناه ، وهو قول جماعة من العلماء ; وإذا كان نبيا فلم يبق إلا أن يكون الهم الذي هم به ما يخطر في النفس ولا يثبت في الصدر ; وهو الذي رفع الله فيه المؤاخذة عن الخلق ، إذ لا قدرة للمكلف على دفعه ; ويكون قوله : وما أبرئ نفسي - إن كان من قول يوسف - أي من هذا الهم ، أو يكون ذلك منه على طريق التواضع والاعتراف ، لمخالفة النفس لما زكي به قبل وبرئ ; وقد أخبر الله تعالى عن حال يوسف من حين بلوغه فقال : ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما على ما تقدم بيانه ; وخبر الله تعالى صدق ، ووصفه صحيح ، وكلامه حق ; فقد عمل يوسف بما علمه الله من تحريم الزنا ومقدماته ; وخيانة السيد والجار والأجنبي في أهله ; فما تعرض لامرأة العزيز ، ولا أجاب إلى المراودة ، بل أدبر عنها وفر منها ; حكمة خص بها ، وعملا بمقتضى ما علمه الله . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قالت الملائكة رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به فقال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي . وقال - عليه السلام - مخبرا عن ربه : إذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها كتبت حسنة . فإن كان ما يهم به العبد من السيئة يكتب له بتركها حسنة فلا ذنب ; وفي الصحيح : إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به وقد تقدم . قال ابن العربي : كان بمدينة السلام إمام من أئمة الصوفية - وأي إمام - يعرف بابن عطاء ! تكلم يوما على يوسف وأخباره حتى ذكر تبرئته مما نسب إليه من مكروه ; فقام رجل من آخر مجلسه وهو مشحون بالخليقة من كل طائفة فقال : يا شيخ ! يا سيدنا ! فإذا يوسف هم وما تم ؟ قال : نعم ! لأن العناية من ثم . فانظر إلى حلاوة العالم والمتعلم ، وانظر إلى فطنة العامي في سؤاله ، وجواب العالم في اختصاره واستيفائه ; ولذلك قال علماء الصوفية : إن فائدة قوله : ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما إنما أعطاه ذلك إبان غلبة الشهوة لتكون له سببا للعصمة .
قلت : وإذا تقررت عصمته وبراءته بثناء الله تعالى عليه فلا يصح ما قال مصعب بن عثمان : إن سليمان بن يسار كان من أحسن الناس وجها ، فاشتاقته امرأة فسامته نفسها فامتنع عليها وذكرها ، فقالت : إن لم تفعل لأشهرنك ; فخرج وتركها ، فرأى في منامه يوسف الصديق - عليه السلام - جالسا فقال : أنت يوسف ؟ فقال : أنا يوسف الذي هممت ، وأنت سليمان الذي لم تهم ؟ ! فإن هذا يقتضي أن تكون درجة الولاية أرفع من درجة النبوة وهو محال ; ولو قدرنا يوسف غير نبي فدرجته الولاية ، فيكون محفوظا كهو ; ولو غلقت على سليمان الأبواب ، وروجع في المقال والخطاب ، والكلام والجواب مع طول الصحبة لخيف عليه الفتنة ، وعظيم المحنة ، والله أعلم .
قوله تعالى : لولا أن رأى برهان ربه " أن " في موضع رفع أي لولا رؤية برهان ربه والجواب محذوف . لعلم السامع ; أي لكان ما كان . وهذا البرهان غير مذكور في القرآن ; فروي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن زليخاء قامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في زاوية البيت فسترته بثوب ، فقال : ما تصنعين ؟ قالت : أستحي من إلهي هذا أن يراني في هذه الصورة ; فقال يوسف : أنا أولى أن أستحي من الله ; وهذا أحسن ما قيل فيه ، لأن فيه إقامة الدليل . وقيل : رأى مكتوبا في سقف البيتولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا . وقال ابن عباس : بدت كف مكتوب عليها وإن عليكم لحافظين وقال قوم : تذكر عهد الله وميثاقه . وقيل : نودي يا يوسف ! أنت مكتوب في ديوان الأنبياء وتعمل عمل السفهاء ؟ ! وقيل : رأى صورة يعقوب على الجدران عاضا على أنملته يتوعده فسكن ، وخرجت شهوته من أنامله ; قاله قتادة ومجاهد والحسن والضحاك . وأبو صالح وسعيد بن جبير . وروى الأعمش عن مجاهد قال : حل سراويله فتمثل له يعقوب ، وقال له : يا يوسف ! فولى هاربا . وروى سفيان عن أبي حصين عن سعيد بن جبير قال : مثل له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله ، قال مجاهد : فولد لكل واحد من أولاد يعقوب اثنا عشر ذكرا إلا يوسف لم يولد له إلا غلامان ، ونقص بتلك الشهوة ولده ; وقيل غير هذا . وبالجملة : فذلك البرهان آية من آيات الله أراها الله يوسف حتى قوي إيمانه ، وامتنع عن المعصية .
قوله تعالى : كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء الكاف من كذلك يجوز أن تكون رفعا ، بأن يكون خبر ابتداء محذوف ، التقدير : البراهين كذلك ، ويكون نعتا لمصدر محذوف ; أي أريناه البراهين رؤية كذلك . والسوء الشهوة ، والفحشاء المباشرة . وقيل : السوء الثناء القبيح ، والفحشاء الزنا . وقيل : السوء خيانة صاحبه ، والفحشاء ركوب الفاحشة . وقيل : السوء عقوبة الملك العزيز .
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر " المخلصين " بكسر اللام ; وتأويلها الذين أخلصوا طاعة الله . وقرأ الباقون بفتح اللام ، وتأويلها : الذين أخلصهم الله لرسالته ; وقد كان يوسف - صلى الله عليه وسلم - بهاتين الصفتين ; لأنه كان مخلصا في طاعة الله تعالى ، مستخلصا لرسالة الله تعالى . ❝
❞ «الحارس الصغير»
كان هناك صاحب مزرعة تضم الكثير من حيوانات والطيور الأليفة، حيث جاءهم في أحد الأيام وقام بالنداء عليهم وجمعهم وقال بأنه يحمل إليهم ضيف جديد سينضم إليهم، فبدأوا في النظر والانتباه إليه لرؤية هذا الضيف فلاحظوا أنه يقف إلى جواره كلب صغير ويبدو من هيئته وشكله بأنه ليس فقط صغير وإنما ضعيف أيضًا حتى صوته منخفض وضعيف جدًا.
هنا بدأ الكلب الكبير الموجود بالمزرعة في سؤال صاحب المزرعة عن الكلب الجديد أين سينام وماذا سيأكل؟، وهنا اجابه صاحب المزرعة وهو يخبره بأن هذا الكلب الصغير مثله في كل ما يحتاج سواء من أكل أو شرب وأنه سيشاركه المكان الذي ينام به، وسيأتي يومًا ويكبر هذا الصغير ويصبح قويًا مثله فلا يبقى الحال على ما هو عليه.
لم يحب الكلب الكبير فكرة وجود كلب آخر في المزرعة فقام بجمع حيوانات المزرعة والتفوا حول الكلب الصغير وبدءوا بالضحك عليه، وفي تحديه بأن يقوم بإخراج صوته الذي خرج وكان ضعيفًا فزادوا في سخريتهم منه وهم يخبرونه عن مدى ضعف صوته وأنه لا يشبه صوت نباح الكلاب في شئ وإنما هو اقرب ما يكون إلى صوصوة الكتاكيت الصغيرة مما احزنه كثيرًا.
تركهم الكلب الصغير وغادر وكان يشعر بالجوع فأقدم على شرب اللبن إلا أن الكلب الكبير تجبر أكثر عليه فمنعه من تناول اللبن، فما كان منه إلا أن استمع إليه وترك اللبن وتوجه للنوم وهو جائع فمنعه أيضًا و طرده وأخبره أن يخرج للنوم بالخارج وأنه لا يستطيع النوم هنا إلا عندما يكبر ويستطيع النباح كالكلاب بشكل جيد فحاول معه ان يبقيه بالداخل فهو جائع والجو بارد فلم يقبل، فانصاع الكلب الصغير لأوامر الكلب الكبير وخرج للنوم خارج المزرعة وهو جائع جدًا، ومع الجو البارد بشدة بدأ يبحث لنفسه على مكان يستطيع النوم فيه والحصول على الدفئ في تلك الاجواء الباردة.
بحث وبحث وفي النهاية وجد برميلًا من الخشب فدخل إليه مباشرة لينام وبذلك حصل على مكان ينام فيه يقيه الجو البارد ويساعده على الحصول على بعض الدفئ، وهنا بدأ يستمع إلى اصوات خطوات تقترب والتي لم تكن إلا أصوات خطوات الذئب والثعلب، وحينما اقتربا من المزرعة سمعهم الكلب الصغير وهما يتحدثان حيث يقول الذئب لرفيقه هيا لندخل ولك انت البطة والدجاجة ولي أنا البقرة والخروف، وهنا بدأ الكلب الصغير في التفكير هل انقذهم ام اتركهم بعدما اهانوني وسخروا مني بسبب صغري وضعفي، كلا هذا ليس أنا فلا استطيع ان اتركهم ليأكلهم الثعلب والذئب فلست أنا من يرد الإساءة بالإساءة، فبدأ ينبح بأكثر ما يملك من قوة وقد ساعده وجوده داخل البرميل وسكون الليل في أن يظهر صوته قويًا مدويًا فسمعه الجميع في المزرعة وبدأ سكان المزرعة من طيور وحيوانات في الاستيقاظ فرأوا الثعلب والذئب وهما يحاولان الهروب من المزرعة بعد سماع النباح واستيقاظ سكان المزرعة.
لاحظ حيوانات وطيور المزرعة أن الكلب الكبير كان داخل منزله نائم ويغلق بابه عليه وأن من كان ينبح وأنقذهم من هجوم الثعلب والذئب هو الكلب الصغير الذي تعرض لسخريتهم مما أحبطهم وافقدهم الثقة في الكلب الكبير الذي خذلهم ولم يقم بمهمته في الحماية وحراسة المزرعة أثناء الليل كما هو مطلوب منه، فاعتذر جميع سكان المزرعة من حيوانات وطيور من الكلب الصغير، وقاموا بتقديم اللبن له حتى يأكل بعد أن كان جائعًا، وكذلك الصوف حتى يتدفأ به في هذه الليلة الباردة بشدة.
#العبرة#
أداء المهام أن تكون مفيدًا لنفسك ولمن حولك لا يعتمد على صغرك أو كبرك وإنما يعتمد على التزامك بعملك ودورك المطلوب القيام به.
لـ/وفاء ابو خطيب . ❝