❞ في هذا العالم لا يوجد خير مطلق ولا شر مطلق ، الخير والشر ليسا كيانات ثابتة مستقرة ولكنهما يتداولان باستمرار في أماكن يمكن أن يتحول الخير إلى شر في الثانية التالية والعكس صحيح. ❝ ⏤هاروكي موراكامي
❞ في هذا العالم لا يوجد خير مطلق ولا شر مطلق ، الخير والشر ليسا كيانات ثابتة مستقرة ولكنهما يتداولان باستمرار في أماكن يمكن أن يتحول الخير إلى شر في الثانية التالية والعكس صحيح. ❝
❞ هدية إلى الأحباب
في تفسير أم الكتاب
ويليه
متن طالب التفسير
تأليف
أبي الحسن هشام
المحجوبي وأبي مريم
عبدالكريم صكاري
طبعة منقحة ومخرجة الأحاديث
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين\" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ\" \"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا\" \"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)\"
وبعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أجارنا الله جميعا من النار.
إن الله تعالى خلق الجن والإنس وأمرهم بعبادته فقال عزَّ من قائل \" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)\" وبين سبحانه وتعالى كيفية عبادته في الكتب التي أنزل على أنبيائه وآخرها وأفضلها وناسخها القرآن الكريم قال تعالى: \" وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ ومُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ \" ولايمكن أن يصل الإنسان إلى العبادة الصحيحة التي ترضي الله تعالى إلا من طريق علم التفسير الذي هو: علم يبحث في الكشف عن معاني القرآن على مراد الله وبمنهاج رسول الله وأصحابه، لذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحفظون عشرة آيات من القرآن فلا يتعدونها حتى يعلموا معناه ويعملوا بما فيها، عن ابن مسعود، قال: كانَ الرجل مِنَّا إذا تعلَّم عَشْر آياتٍ لم يجاوزهُنّ حتى يعرف معانيهُنَّ، \"
فعلم التفسير يوصل إلى الفهم الصحيح للقرآن والفهم الصحيح يوصل إلى العمل الصحيح والعمل الصحيح يوصل إلى رضوان الله ورضوان الله يوصل إلى الجنة، لذا يعد علم التفسير سيد العلوم وأشرفها وسبيل النجاة من الضلالات والانحرافات والخرافات.
وجميع العلوم الشرعية خادمة له فلا يمكن أن يفسر عالم القرآن حتى يكون ملما باللغة العربية التي هي لغة القرآن وعلم العقيدة وعلم أصول الفقه والفقه وعلم مصطلح الحديث وعلم السير والمغازي، ومن بركات هذا العلم الكريم أن فاهم القرآن يتخشع في صلاته ويتدبر معانيه ويتلذذ بقراءته ما يدفعه إلى حفظ القرآن والإكثار من قراءته والتهجد والتنفل به قال تعالى: \" قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ\" وقال أبو جعفر ابن جرير الطبري: \" إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله، كيف يلتذ بقراءته \" .
وقد ورد في فضل طالب العلم الجليل أن رحمة الله تغشاه وتنزل عليه الملائكة والسكينة ويذكره الله في الملإ الأعلى، ففي الحديث الذي رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تَعَالَى، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ»
و أفضل سور القرآن الفاتحة، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: \" هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ \" وعَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي المَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: \" أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]. ثُمَّ قَالَ لِي: «لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي القُرْآنِ، قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ» . ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، قُلْتُ لَهُ: «أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ»، قَالَ: {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] «هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ»
و سميت بالفاتحة لأن المصحف يفتح بها وتفتح بها الصلاة، فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قال، قال النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»
ومن أسمائها: أم الكتاب وأم القرآن، قَال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ» أي المشتملة على أصول معاني القرآن اللذان هما توحيد الله واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالأصل الأول مضمن من أولها إلى قوله تعالى: \" إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ \" والأصل الثاني مضمن من قوله تعالى \" اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ\" إلى آخرها ـ ومن أسمائها السبع المثاني والقرآن العظيم أي آياتها السبع التي استثنيت بها أمة النبي صلى الله عليه وسلم بالتفضيل على باقي الأمم قال تعالى: \" وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ\" و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمُّ القُرْآنِ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالقُرْآنُ العَظِيمُ» و من أسمائها الراقية لأنه صلى الله عليه وسلم كان يرقي بها من الأمراض فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لاَ يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلاَءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ، فَأَتَوْهُمْ، فَقَالُوا: يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ، وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لاَ يَنْفَعُهُ، فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ شَيْءٍ ؟فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْقِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنَ الغَنَمِ، فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عَلَيْهِ، وَيَقْرَأُ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَمَابِهِ قَلَبَةٌ، قَالَ: فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا، فَقَالَ الَّذِي رَقَى: لاَ تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ، فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ، فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ»، ثُمَّ قَالَ: «قَدْ أَصَبْتُمْ، اقْسِمُوا، وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا »فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا\" ومن أسمائها الشافية أي يشفي الله بها عباده من الأمراض المعنوية كالضلال والأمراض الحسية، قال صلى الله عليه وسلم: \" فاتحة الكتاب شفاء من كل سم \"ومن أسمائها الحمد لأنها تبتدئ به قال تعالى: \"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ \"
و من أسمائها الصلاة أي روحها الصلاة وقيل لا تصح الصلاة إلا بها فعن أبي هريرة قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: \" قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي – وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي – فَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ \"
وقد سماها بعض العلماء بالكنز والأساس والكافية والواقية وغير ذلك.
فهي سورة مكية أي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة وقيل مدنية وقيل نزل نصفها في مكة ونصفها في المدينة، وقيل نزلت مرتين في مكة وفي المدينة، والصحيح المشهور بين المفسرين القول الأول.
ولأن المؤمن يقرأ هذه السورة على الأقل سبع عشرة مرة في اليوم في صلواته المفروضة، أقبلنا على تفسير هذه السورة العظيمة بأسلوب ميسر ومفصل وجامع لأجود ما ذكره سادتنا المفسرون في تفاسيرهم راجين من الله تعالى القبول والثواب وأن يجمعنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ومع خدمة كتابه الكريم في جنات النعيم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تفسير الاستعاذة:
اتَّفق المفسِّرون أن(الاستعاذة)ليست من القرآن، وأشهر صِيغها الواردة في السُّنة: \"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم\"، \"أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم\"، وزِيد عليهما في بعض الروايات \"من همزه ونفثه ونفخه\" ، وقد اشتق البعض من القرآن: \"أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ\" و \"أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ \" و\"أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ \"و \"أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ\"
ويَجوز فيها السر والجهر على المشهور، وقد اختلف العلماء في موضع قراءتها على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنها قبل القراءة؛ لأن العِلة منها طرد وساوس الشيطان عند القراءة، وقدَّروا فِعل: فإذا أردت أن تقرأ القرآن، \"فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ\".
القول الثاني: يُحكى عن أبي هريرة وبعض العلماء أنها تكون بعد القراءة لطرد عُجب النفس والسُّمعة وعمَلاً بظاهر الآية: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ النحل: 98.
القول الثالث: ذهب بعض المفسِّرين إلى مشروعيتها قبل القراءة وبعدها عملاً بالوجهين، والمشهور القول الأول، وقد اختلفوا في حُكمها، فذهبت طائفة من أهل العلم إلى وجوبها؛ لأن الأمر يفيد الوجوب ما لم تصرفه القرينة، والصحيح - والله تعالى أعلم - أن الأمر مصروف إلى الاستحباب لقرينة أنه صلى الله عليه وسلم استدل ببعض الآيات من غير أن يستعيذ، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الجَدَلَ»، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ أي: ألتجئ وأعتصم وأتحَصَّن بالله من أذى الشيطان الرجيم، و\"أعوذ\" فعل مضارع يُفيد الاستمرار عكس الفعل الماضي الذي يفيد الانقطاع،
والمعنى كأن الله تعالى يأمرنا بالمداومة على الاستعاذة؛ لأن الشيطان عَدُوٌّ مبين لا يَملُّ ولا يَكلُّ مِن سعْيه لإضلال الإنسان؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 168، وقال على لسانه: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ الأعراف: 16، 17، وفي الحديث: ((إن الشيطان يبعث في الصباح سراياه فيقول من يُضلُّ اليوم مُسلمًا أُلبسه التاجَ))
وقد بُدئ الفعل المضارع بهمزة المضارعة لفائدتين - والله تعالى أعلم:
الفائدة الأولى: استدعاء حضور القلب عند القراءة؛ لأن الهمزة تُفيد الحضور.
الفائدة الثانية: استِشعار التواضع والتبرُّؤ من الكِبْر الذي أضل الشيطان، لأن الهمزة تُفيد الإفراد، ولو كانت بدَلها النون لأفادت الإحساس بالتعظيم.
الله: أصل الأسماء الحسنى وأعظمها، وهو المعبود الذي يتقرَّب إليه العباد بشتى الطاعات حبًّا وتعظيمًا، مشتق من ألَه يأْله إلهة؛ أي: عَبَد يعبد عبادة؛ ففي قراءة ابن عباس: ﴿ وَيَذَرَكَ وَإلَهَتَكَ ﴾، وقيل: الذي حيَّر العقول، مشتقٌّ من الولَه؛ أي: الحيرة وهو بعيد، وقيل: غير مشتق، والصحيح المشهور: القول الأول.
وأما الشيطان فهو الجِنِّي أو الإنسيُّ الكافر المُحارِب للإسلام، مشتقٌّ من شَطَن أي: بعُد عن رحمة الله، وقيل: الشِّياط، والمقصود في هذا السياق شيطان الجنِّ.
الرجيم: وصف له، وهو مفعول في معناه على وزن فعيل، قيل: سُمِّي بالرجيم لأنه أتى إبراهيم عليه السلام وهاجر وإسماعيل في منى، فاستعطف إبراهيمَ حتى لا يذبح ولده، فقال: أعوذ بالله منك فرجمه، ثم استعطف هاجر على ولدها فقالت: أعوذ بالله منك فرجمته، ثم استعطف إسماعيل عليه السلام على نفسه، فقال: أعوذ بالله منك فرجمه\"، فصار الرجم من مناسك الحج إلى يوم القيامة،
وقيل: سُمِّي بالرجيم؛ لأنه يسترق السمع في السماء فترجُمُه الملائكة؛ قال سبحانه: ﴿ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ﴾ [الحجر: 18]، وقيل: وُصف بذلك لأن أتباعه يرجمونه في النار.
السميع: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه الذي لا يَخفى عليه صوت مهما خَفُت، وينقسم إلى سمع عام وهو الذي عرفناه، وسمع خاص ومعناه: الذي يستجيب دعاء عباده.
وأما العليم: فهو من أسماء الله الحسنى، ومن أسمائه أيضًا: العالم والعلّام والأعلم والخبير، ومعناه: صاحب العلم الواسع المطلق؛ بحيث لا يَخفى عليه شيء.
وأما الهمز والنفث والنفخ، فالهمز: جنس من الجنون يُقال له: الموتة، والنفث: الشِّعر القبيح، والنفْخ: الكِبر، فعن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه، أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة، قال عمرو: لا أدرى أي صلاة هي، فقال: ((الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، والحمد لله كثيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً)) ثلاثًا، ((أعوذ بالله من الشيطان من نفخه، ونفثه، وهمزه)) ، قال: نفثه: الشِّعر، ونفخه: الكبر، وهمزه: الموتة.
تفسير البسملة
فالبسملة اختصار لـ \"بسم الله الرحمن الرحيم\" كالحمدلة والصلصلة والحوقلة، جاء في فضلها حديث موقوف حُكمه الرفع، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: \"مَنْ أَرَادَ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنَ الزَّبَانِيَةِ التِّسْعَةَ عَشَرَ فَلْيَقْرَأْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فيجعل اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا جُنَّةً مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ \" .
ومعناها الإجمالي: طلب العون والبركة من الله وأسمائه الحسنى صاحِبِ الرحمة الشاملة والخاصة قبل الشروع في القول أو الفعل.
فالباء للاستعانة والتبرُّك، و\"اسم\" مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، ومعناه اللفظ الذي وُضع للشيء لِرِفعة شأنه وتمييزه عن غيره، مشتق من السُّموِّ، وقيل: من السِّمة، والمعنى هنا: أستعين وأتبرك بجميع أسماء الله الحسنى؛ لأن المفرد المضاف يفيد العموم، كقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]؛ أي: جميع نعم الله؛ لأن ﴿ نِعْمَةَ ﴾ مفرد مضاف إلى اسم الجلالة.
الله: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، وهو أعظم اسم من أسماء الله الحسنى؛ لذلك جاء مُبَيَّنًا بعد العموم؛ لأن الخاص بعد العام يفيد الأهمية والشرف، ومعناه المعبود الذي يَتقرب إليه العباد حبًّا وتعظيمًا بشتى الطاعات، مشتق من ألَه يأْله إلاهة؛ أي: عَبَد يعبد عبادة، قال سبحانه: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُو ﴾ [الحشر: 22]، وقد استنبط المحققون من أهل العلم من هذا الاسم العظيم أن المخلوقات في الأصل لا أول لها؛ لأنه سبحانه وتعالى الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده شيء في ذاته وأسمائه وصفاته، ويلزم من هذا الاسم وجود العباد له، فالمخلوقات في جنسها وأفرادها لها أوَّل كما لها آخر، أما في أصل الخَلق فلا أول له؛ لأن من أسمائه اللهَ والخالق والرب وغيرها، والله تعالى أعلم.
الرحمن الرحيم: اسمان عظيمان من أسماء الله الحسنى، قال تعالى: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]، وهما بدل من الله تابعان له في جره، وقيل: نعت.
الرحمن: على وزن فعلان، وهذا الوزن يفيد السَّعَة والامتلاء؛ أي: صاحب الرحمة الشاملة التي تشمل جميع الخَلق، فلولاها لما رُزق الكافر قطرة ماء، قال سبحانه: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، فعرشه سبحانه يتوسط الكون ويعلوه، وهو سبحانه وتعالى فوق عرشه يُغدق رحمته على جميع خلقه.
الرحيم: على وزن فعيل؛ أي: صاحب الرحمة الخاصة بالمؤمنين، فبها وُفِّقوا إلى طاعته وأُدخِلوا الجنة، قال تعالى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43]، وفي الحديث الصحيح: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، فالجزء الأول يرجع إلى اسم الرحمن، والتسعة والتسعون جزءًا يرجعون إلى اسم الرحيم.
وقيل: الرحمن الذي إذا سُئل أعطى، والرحيم إذا لم يُسأل يغضب، وهما مشتقان من الرحم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: \"قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي فَمَنْ وصلها وصلته ومن قطعها بتته\" .
والجار والمجرور متعلق بفعل تقديره: \"أبدأ\"، ويجوز أن يُقدَّر اسمًا \"ابتدائي\" على أنه مبتدأ، والمشهور أن يُقدَّر فعلاً لبلاغته، ويجوز أن يُقدَّر خاصًّا: أقرأ أو أتلو، والأفضل - والله أعلم - أن يُقدر عامًّا \"أبدأ\"؛ لأنه يشمل جميع العبادات والأفعال، فمثلاً تلاوة القرآن فيها القراءة والتدبر والنظر إلى المصحف.
والأصل أن يُقدَّر في أول الكلمة: \"أبدأ بسم الله الرحمن الرحيم\"، لكن الأفضل أن يُقدر في آخرها: \"بسم الله الرحمن الرحيم أبدأ\"؛ لأن تأخير ما حقُّه التقديم يفيد الحصر والقصر والاختصاص، فيكون المعنى: أي لا أطلب العون والبركة إلا من الله، وفي هذا إدخال للتوحيد في البسملة، الذي هو إفراد الله بالعبادة.
وقد ذهب أكثر العلماء إلى استحبابها قبل الأقوال والأفعال؛ فبِها بدأ الله كلامه، وكان يبدأ بها النبي صلى الله عليه وسلم قبل أكله وشربه وجِماعه ودخوله إلى الخلاء ودخوله إلى البيت وخروجه منه، وغير ذلك.
واتفق العلماء أنها جزء آية من سورة النمل: ﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [النمل: 29، 30]، وأنها ليست في أول سورة التوبة التي فُضح فيها المنافقون ووُعدوا فيها بأشد العذاب، فلا يليق أن تُبدأ برحمة الله،
واختلفوا هل هي جزء آية من أول كل سورة، أو آية، أو ليست بآية أصلاً، أو آية من سورة الفاتحة؟ والصحيح - والله تعالى أعلم - الذي ترجح لنا أنها آية منفردة في المصحف ليست من السور، أُنزلت للفصل بينها، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الفصل ما بين السورة والسورة، حتى ينزل عليه جبريل بـ\"بسم الله الرحمن الرحيم\".
ويجوز الإسرار بها والجهر في الصلاة وغيرها؛ جمعًا بين الروايات.
وقد بيَّن القُرَّاء أوجه قراءتها، فأباحوا جميع الأوجه، ومنعوا واحدًا:
الأوجه الجائزة:
أولاً: الفصل بينها وبين آخر السورة وأول السورة التي تليها.
ثانيًا: الجمع بينها وبين آخر السورة وأول السورة التي تليها.
ثالثًا: الفصل بينها وبين آخر السورة وجمعها بأول السورة التي تليها.
رابعًا: حذفها بالكلية.
أما الوجه الممنوع؛ فهو جمعها بآخر السورة وفصلها عن أول السورة التي تليها؛ مخافة أن يُظنَّ أنها من آخر السورة، وفيه تعطيل لمعناها المتعلق بالبدء لا بالانتهاء.
فهذا تفسير البسملة الذي ينبغي لكل طالب علم أن يَعْلَمه ويُتقنه؛ لوجودها في أول كلام الله وأوائل المتون والكتب العلمية، ولكل مسلم؛ حتى يحضر قلبه ويخشى ربه ويتذوق حلاوة البَدء بها.
{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (1)}:
إعراب الآية:
الحمد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
لله: ل: حرف جر، الله: اسم جلالة مجرور اختياري وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، وشبه جملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر مبتدأ.
رب: بدل من الله تابع له في جره وقيل نعت تابع له في جره وهو مضاف.
العالمين: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء.
وجه المناسبة بين البسملة وهذه الآية والله تعالى أعلم أن الله تعالى يعد قارئ القرآن ومفسره والعامل به بالرحمة الواسعة في الدنيا والآخرة
و المعنى الإجمالي للآية أي جميع الثناء والشكر والمدح مستحق لله تعالى خالق ومالك ومدبر جميع شؤون خلقه \"فالحمد\" هو الثناء على شيء بحب وتقدير وهو قريب من الشكر والمدح، فالفرق بينه وبين الشكر من وجهين.
فالحمد أعم من الشكر من جهة السبب فهو يكون مقابل الإحسان وفي غيره، نقول: \" فلان يحمد على حسن خلقته \" كما يقال: \" يحمد على حسن ضيافته \" فأما الشكر فلا يكون إلا مقابل الإحسان فهو أعم من الحمد من جهة الآلة فهو يكون باللسان والجوارح وأما الحمد فيكون باللسان قال تعالى: \"اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ \"سورة سبأ – الآية: 12، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟قَالَ: «أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا»
و أما الفرق بين الحمد والمدح:
-فالحمد يكون بحب وأما المدح فيكون بحب وبغير حب.
- والحمد يكون للعاقل والمدح يكون للعاقل وغير العاقل نقول مدح شاعر الحمراء مراكش،
- والحمد يكون موجزا وأما المدح فيكون في الأغلب أوسع من الحمد، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الحمد أفضل ذكر بعد القرآن الكريم لأن الله تعالى بدأ به كتابه الكريم وأثنى به على نفسه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ به خطبه، إذ ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يبدأ به خطبه فيقول:
«إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ» و هو ذكر أهل الجنة يلهمونه كما يلهمون النفس فهو في الدنيا تكليف وفي الآخرة تشريف، قال تعالى: \" إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) \". سورة يونس الآيات: 9- 10
و هو ذكر الحافين بالعرش قال تعالى: \"وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ \" سورة الزمر - الآية: 75
و لازِمه جميع معاني الأذكار فما استَحق الثناءَ سبحانه وتعالى إلا وهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له المنزه عن النقص والرذائل الأكبر من كل شيء، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: \" أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ \" : فيحمل على من أفضل، ومثال ذلك عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: \" أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ \"، قَالَ: فَأَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: \" الْإِيمَانُ \"، قَالَ: وَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: \" تُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ \"، قَالَ: فَأَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: \" الْهِجْرَةُ \"، قَالَ: فَمَا الْهِجْرَةُ؟ قَالَ: \" تَهْجُرُ السُّوءَ \"، قَالَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: \" الْجِهَادُ \"، قَالَ: وَمَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: \" أَنْ تُقَاتِلَ الْكُفَّارَ إِذَا لَقِيتَهُمْ \"، قَالَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: \" مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ \"، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: \" ثُمَّ عَمَلَانِ هُمَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِمِثْلِهِمَا: حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ أَوْ عُمْرَةٌ \"
\" رَبِّ الْعَالَمِينَ \"
\"رَبِّ \": الرب لغة: السيد أو المالك نقول رب الأسرة، وقال سيدنا يوسف على العزيز \" إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ \"سورة يوسف – الآية: 23
و شرعا: هو الخالق المالك المدبر، من أسماء الله الحسنى المتضمنة لصفات أصلية لازمها باقي صفات الكمال فهو سبحانه ما كان خالقا ومالكا ومدبرا حتى كان عليما خبيرا غنيا حكيما رزاقا.
\"الْعَالَمِينَ\": جمع عالم قيل هو كل جنس مخلوق عاقل كعالم الملائكة وعالم الإنس وعالم الجن، وقيل كل جنس مخلوق فيه روح، وقيل كل جنس مخلوق على الإطلاق وهو الصحيح المشهور.
فهذه الآية الكريمة اشتملت على أصل الإسلام العظيم الذي هو التوحيد فتوحيد الألوهية مضمن في قوله تعالى \": الحمد لله \" وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات مضمن في قوله تعالى: \"رَبِّ الْعَالَمِينَ \"، وهنا لنا وقفة لبيان التوحيد.
إنّ توحيد الله لا يتحقق إلا إذا قام على التصديق بأن الله هو الربّ والإله الذي لا شريك له ولا مثيل.
لقد أكد كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - على حقيقة التوحيد في صيغ متعددة. فمن ذلك قوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1- 4]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾سورة البقرة – الآية: 163، وقوله: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ المائدة - الآية: 73
وفي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: \"لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: \"إِنَّكَ تَقْدُمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيه أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى...\"
وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنه عَن النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: \"بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ \"
إنه ولِما لتوحيد الله من أهمية بالغة فقد حرص علماء الإسلام على تبيان الأصول التي يقوم عليها وما يقتضيه الإيمان بكل واحد منها.
توحيد الله وأصوله: يقوم توحيد الله تعالى على ثلاثة أصول هي:
1- توحيد الربوبية.
2- توحيد الألوهية.
3- توحيد أسماء الله وصفاته.
هذه الأصول هي حسبما اهتدى إليه العلماء متضمَّنة في الآية: ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65]، فتوحيد الربوبية متضمَّن في شق الآية: ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾، أما توحيد الألوهية فمتضمَّن في: ﴿ فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ﴾، وأما توحيد أسماء الله وصفاته فمُتضمن في: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ أي هل تعلم له شبيها ومثيلا في أسمائه وصفاته.
1- توحيد الربوبية:
يعني توحيد الله في الربوبية إفراده سبحانه بالخلق والملك والتدبير، أي الاعتقاد الجازم بأن لا خالق ولا مالك ولا مُدبر في الكون إلا اللهُ سبحانه وتعالى.
لقد نص القرآن الكريم على ربوبية الله فذَكر تفرده سبحانه بالخلق على غيره، قال تعالى: ﴿ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ﴾سورة فاطر- الآية: 3، كما أفرد الله نفسه بالملك فقال: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ [الملك: 1]، أما الدليل على إفراد الله ذاته بالتدبير فنجده في قوله تعالى: ﴿ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ﴾سورة الأعراف – الآية: 54، والمراد بالأمر هنا التدبير.
2- توحيد الألوهية:
يعني توحيد الألوهية إفرادَ العبد ربَّه بالعبادة. والعبادة كما عرَّفها ابن تيمية هي: \"اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة\" ، قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 3
إن الإنسان لا يصير مُوحِّدًا حتى تكون عبادته كلها موجهة لله دون غيره، بحيث لا يدعو إلا الله ولا يتوكل إلا عليه ولا يستعين إلا به ولا يحب شيئا مثل حبه ولا يخاف من شيء مثل خوفه ولا يرضى بالتحاكم بغير شرعه سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]، فتوحيد الألوهية هو حقّ الله على العباد، لأنه خلقهم ورزقهم فاستحق بذلك عبادتهم، وقد وعد سبحانه وتعالى من أفرده بالعبادة بالجنة والنجاة من النار، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل: \" يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ قال: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فقال - صلى الله عليه وسلم -: \"يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: أَتَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ \"، فقال معاذ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: \"يُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ\"
لقد كان غالبية المشركين في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - يُقِرُّون بتوحيد الربوبية، وهو ما أكده القرآن في حديثه عنهم، حيث قال تعالى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [الزخرف: 88]، لكنهم كانوا يرفضون الإقرار بتوحيد الألوهية فمنعهم ذلك من الدخول في الإسلام، لأن الدخول فيه لا يتم إلا إذا رافق توحيد الربوبية توحيد الألوهية.
3- توحيد أسماء الله تعالى وصفاته:
يعني توحيدُ أسماء الله تعالى وصفاتِه، إفرادَ الله تعالى بأسمائه التي سمّى بها نفسه وصفاته التي وصف بها ذاته في كتابه والتي أخبر بها رسوله - صلى الله عليه وسلم.
إن هذا الأصل في التوحيد لَيُبيّن للعبد سبيل التعرف على ربه والتأدب معه في الحدود التي ارتضاها سبحانه لمقامه. ويقتضي الإيمان به مراعاة القواعد التسع التالية:
أولها: لا تُستمد أسماء الله تعالى وصفاته إلا من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - لأنها غيب والغيب لا يُعلم إلاَّ من الوحي. قال الله تعالى: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى ﴾ النجم: 1، 4.
ثانيها: التسليم بأن جميع أسماء الله تعالى حسنى في منتهى الحسن، وبأن صفاته كاملة في منتهى الكمال. قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 181]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: \"إن الله جميل يحب الجمال \"
ثالثها: يجب إثبات أسماء الله تعالى وصفاته كما جاءت في كتاب الله وسنة رسوله دون تحريف ولا تشبيه ولا نفي مع تفويض كيفيتها إلى الله. إن تفسير غنى الله سبحانه وتعالى في الآية: ﴿ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 41]، بالقدرة هو تأويل لا يجوز، أما القول بأن غناه - سبحانه وتعالى - مثل غنى أغنى الناس، فهو تشبيه لا يجوز، وأما الزعم بأن الله غني من غير غنى فهو نفي وتعطيل لا يجوز.
إن هذه التأويل يعارض قول الله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، ففي قوله: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ نفي الشبيه عن الله، وفي قوله: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ إثبات لأسماء الله تعالى وصفاته.
إن الفهم الصحيح للآية: ﴿ وَاللهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾سورة التغابن – الآية: 6، يقتضى التسليمَ بأن الله غني غنى مطلقًا ليس كغنى خلقه الذي يتسم بالمحدودية والحاجة له - سبحانه.
رابعها: لا يجوز اشتقاق أسماء الله تعالى من صفاته، بينما يجوز اشتقاق صفاته تعالى من أسمائه. قال تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾سورة طه – الآية: 5، لا يجوز لنا هنا أن نشتق من صفة \"الاستواء\" اسم \"المستوي\". أما في قول الله تعالى: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾، فيجوز لنا إضفاء صفة الغنى على الله؛ لأنها جاءت متضمّنة في اسم الغني ولأن أسماءه سبحانه وتعالى أتت دالة على كماله.
خامسها: لا يجوز حصر أسماء الله عز وجل في تسعةٍ وتسعين اسمًا لوجود دليل من السنة نَصَّ على أن هناك أسماء أخرى استأثر الله تعالى بعلمها وحده دون غيره.
لقد دأب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على القول في دعائه: \"أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ...\"
إن هذا الدعاء ليشير إلى وجود أسماء استأثر الله بعلمها وحده، ولهذا يُحمل الحديث النبوي: \"لله تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة\"
على أن عدد هذه الأسماء جاء على سبيل الذكر لا الحصر.
سادسها: إن للهِ تعالى صفات ذاتية وأخرى فعلية. أما صفات الله الذاتية فهي الصفات اللازمة لذاته كصفة البركة والحياة والعلم واليد والوجه.
وأما صفات الله الفعلية فهي صفات تابعة لمشيئته كصفة الاستواء على العرش وصفة الرضى وصفة الغضب، فهو يفعلها متى شاء ويدعها متى شاء.
سابعها: لا يجوز أن يُفرَد الله تعالى بصفات كالمكر والاستهزاء والخداع لما فيها من تنقيص منه سبحانه بل يعمد إلى مقابلتها بأفعال المخلوقين. إنها لا تطلق على الله إلا فيما سيقت فيه من الآيات كقوله تعالى: ﴿ وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾. سورة آل عمران – الآية: 54، وقوله: ﴿ وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [البقرة: 14، 15]، وقوله: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾ [النساء: 142].
ثامنها: لا يجوز التفصيل في الصفات التي نفاها الله عن ذاته لما يحمله ذلك من قلة أدب في حق الله عز وجل، ويُسمى كل ما نفاه الله عن ذاته صفاتًا سلبية لما فيها من نقص كنفي الولد والنوم؛ قال تعالى: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾، وقال - سبحانه -: ﴿ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ﴾، فمثلاً إذا قال إنسان لملِك أنت لست فقيرًا ولا ضعيفًا ولا ذليلًا ولو كنت كذلك لما صرت ملكًا، فلا شك أن مثل هذه الأوصاف لا تُلاقى بالتَّرحاب.
تاسعها: إذا أطلقنا على الله اسم \"الصانع\" و\"المقصود\"، فإن ذلك يعد حقًّا في ذاته - سبحانه - لأنه في حقيقة الأمر صانع للكون، ومقصود بالعبادة والرجاء، ولو لم يرد دليل مباشر في الكتاب والسنة على ذلك؛ لذا فقد سمى العلماء ما كان حقًّا في ذات الله، ولم يرد به نصٌّ إِخبارًا.
إن لتوحيد سبعة شروط تسمى عند العلماء بأركان وشروط لا إله إله إلا الله و لا يصير المرء موحدا حتى يحققها، فالركنان هما: الكفر بالطاغوت والإيمان بالله: قال تعالى: \" فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ \" سورة البقرة - الآية: 256
وقال أيضا: \" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ\"سورة الزخرف - الآيات: 26-27 فالكفر بالطاغوت متجلي في قوله عليه السلام: \" إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ \"و الإيمان بالله متجلي في قوله: \" إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي \"
فالكفر بالطاغوت هو نفي استحقاق العبادة عن غير الله ويدخل فيه بغض كل مدع للألوهية وجهاده إن توفرت الشروط الشرعية المبينة في كتب العقيدة والفقه.
والطاغوت لغة: هو المتجاوز لحده،
وشرعا هو كل مجاوز حده من معبود أو متبوع أو مطاع برضاه، وقد يعرف بكل مشارك لله في حقه على الناس الذي هو العبادة، ورؤوس الطواغيت خمسة:
الرأس الأول: الشيطان، قال تعالى: \" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ \"سورة النحل – الآيات: 36
الرأس الثاني: كل من دعى الناس لعبادة نفسه، كفرعون قال تعالى: \" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ \" سورة الفجر، الآيات: 6-12
الرأس الثالث: كل من عبد من غير الله ورضي وسكت.
الرأس الرابع: كل من ادعى علم الغيب وتعامل مع الشياطين لإذاية الناس كالسحرة والعرافين، قال تعالى: \" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ \" سورة النساء – الآية: 51
الرأس الخامس: الحاكم الذي يستحل الحكم بغير ما أنزل الله، قال تعالى: \" يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا \"سورة النساء – الآية: 60 وأما إن كان يعتقد أن شرع الله هو الحق وحكم بغيره بسبب هوى في نفسه أو حرص على مصلحة دنيوية فهو واقع في الشرك الأصغر الذي لا يخرج من الملة ولا يدخل في الطواغيت.
و أما الإيمان بالله فهو التصديق بوجوده وإفراده بما يختص به على الوجه الذي بيناه في معنى التوحيد، وهو يتضمن الإيمان بجميع ما أخبر الله به عن نفسه، وأخبرت به عنه رسله من صفات كماله ونعوت جلاله على وجه الإجمال والتفصيل، وتنزيهه عن التمثيل والتعطيل وعن جميع صفات النقص.
و أما شروط التوحيد التي تسمى عند العلماء بشروط لا إله إلاّ الله فهي سبعة: العلم واليقين والصدق والإخلاص والمحبة والقبول والانقياد.
الشرط الأول: العلم معنى التوحيد وهو إدراك معنى التوحيد بدليله. فالإنسان لا يمكن أن يعمل بشيء ويُطَبّقه في حياته حتى يعلمه. فالعلم لازم للعمل، قال الله تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ ﴾. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"من مات وهو يعلم لا إله إلاّ الله دخل الجنة\"
الشرط الثاني: اليقين وهو اعتقاد التوحيد من غير شك. قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾سورة الحجرات – الآية: 15. وقال تعالى في سورة إبراهيم عليه السلام: ﴿ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾سورة إبراهيم – الآية: 10
الشرط الثالث: الصدق وهو استقامة الظاهر والباطن على توحيد الله سبحانه وتعالى وطاعته. قال سبحانه وتعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وكُونُوا مَعَ الصّادِقينَ ﴾ سورة التوبة – الآية: 119. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ [ص: 38] مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» . وضد الصدق النفاق، فهو من أشرَّ الكفر بالله ويعني إبطان الكفر وإظهار الإسلام. قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾سورة النساء – الآية: 145
الشرط الرابع: الإخلاص، وهو الابتغاء بالتوحيد والعمل به وجَه الله تعالى وثوابه دون رياء ولا سمعة. قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ سورة البينة – الآية: 5. وقال سبحانه وتعالى أيضا: ﴿ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي ﴾سورة الزمر – الآية: 14. وقال - صلى الله عليه وسلم -: \"أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ نَفْسِهِ \" وللإخلاص قوادح تفسده، يجب معرفتها واجتنابها.
القادح الأول: الرياء، وهو فعل العبادة أمام الناس ابتغاء ثنائهم وإعجابهم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، فَقَالَ: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ، لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ»
القادح الثاني: السمعة، وهي ذكر العبادة والعمل الصالح للناس ابتغاء ثنائهم وإعجابهم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ»
أي من سمَّع في الدنيا أسمع الله النّاسَ عيوبه يوم القيامة. والسمعة أخطر من الرياء، لأن الإنسان قد يفعل عبادة ويُخلِص فيها ثم يفسدها بالسمعة بعد سنين.
الشرط الخامس: المحبة، وتعني حبَّ الله تعالى وحبّ ما يحبّ وكراهية ما يكره؛ لقد نعت الله عباده المؤمنين بأنهم أشد الناس حبا له، فهم لا يتخذون من دونه أنداداً كما يفعل غيرهم، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ﴾سورة البقرة-الآية: 165 وعلامة حب العبد ربَّهُ تقديم كل ما يُحب الله على ما يحبه هو وتميل إليه نفسه، وبغض جميع ما يُبغِض ربُّه وإن مالت إليه نفسه.
الشرط السادس: القَبول، ويعني أن نقبل بالتوحيد كما هو دون أدنى تردّد أو تمنُّع. لقد حدثنا الله تعالى في كتابه عن حال الأمم التي استكبرت ورَدّت كلمة التوحيد متَّهِمَةً من دَعاها إليها بالجنون فقال: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ﴾. سورة الصافات – الآيات: 35-36. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناصحا: \"قل آمنت بالله ثم استقم\"
الشرط السابع: الانقياد، وهو الإذعان لأمر الله تعالى بالرضى المستحق. قال تعالى: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ﴾، وقال أيضا: ﴿ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾سورة لقمان – الآية: 22 ومعنى ﴿ يُسْلِمْ وَجْهَهُ ﴾ أي يذعن، ﴿ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾أي موحد، والعروة الوثقى فسّرها علماء الإسلام بـ\"لا إله إلاّ الله\"
و لا يقبل الله تعالى توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات من العبد إلا من طريق توحيد الاتباع بعد بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو إفراد النبي صلى الله علي وسلم بالمتابعة في الدين فقد أجمع العلماء أن من وصلته رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه فهو كافر قال تعالى: \" فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا \"سورة النساء – الآية: 65وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ»
وقال أيضا: \" لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، مَا حَلَّ لَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي \" .
و لا يحقق العبد توحيد الاتباع إلا بالشروط السبعة التالية:
الشرط الأول: العلم بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم.
إن اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يتم إلا بمعرفة سنته - صلى الله عليه وسلم -. قال - صلى الله عليه وسلم -: \"عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ\" وقال أيضا: \"طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ\" ومِن أَوْجَبِ العلمِ تَعلُّمُ سنته - صلى الله عليه وسلم.
الشرط الثاني: محبته - صلى الله عليه وسلم.
وتعني أن يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحبَّ للمسلم من نفسه وولده، فعن أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»
و قال - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب: \" لاَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ\" فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: \"الآنَ يَا عُمَرُ\"
الشرط الثالث: التصديق بما أخبر به - صلى الله عليه وسلم.
إنَّ كل ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعدّ وحيا من الله، لذا وجب تصديقه سواء كان خبراً ماضيا كقَصص الأنبياء والصالحين، أو خبراً حاضراً كأحوال الملائكة والجن، أو خبراً مستقبَلا كعلامات الساعة وأحوال أهل الجنة والنار. قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ ﴾سورة الحديد – الآية: 28.أي صدِّقوه فيما قال.
الشرط الرابع: طاعته - صلى الله عليه وسلم-.
أمر الله المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ سورة الأنفال – الآية: 20. أما الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد قال: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى»
ومن طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ترك ما نهى عنه - صلى الله عليه وسلم -؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ﴾[31]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: \"مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَخُذُوهُ، وَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا\"
الشرط الخامس: تحقيق عبادة الله على منهاجه - صلى الله عليه وسلم.
إن الله سبحانه وتعالى لا يقبل عبادةً حتى تكون على سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. قال الله تعالى: ﴿ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾سورة الأعراف – الآية: 158. أي تَأسَّوْا به في عبادتكم لربكم.
الشرط السادس: الإيمان بأفضليته - صلى الله عليه وسلم.
إن رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - هو أفضل الرسل دون تنقيص من رسول أو تحقير. قال - صلى الله عليه وسلم -: \" أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ...\"
الشرط السابع: الإيمان بخاتَمِيَّته - صلى الله عليه وسلم.
ويعني الاعتقاد الجازم بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو آخر الأنبياء والمرسلين؛ قال الله تعالى: ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾.سورة الأحزاب – الآية: 40، فلا يقبل مسلم بِمُدَّعٍ لنُبُوَّة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهما كانت مكانته. قال - صلى الله عليه وسلم -: \"لا نبيّ بعدي\" . أي لَا لِأحد أن يدَّعي النبوة بعدي.
الفوائد المستخلصة من الآية:
- أن الحمد خير ذكر بعد القرآن، لذا بدأ به سبحانه قرآنه.
- جميع المحاميد مستحقة له سبحانه لكمال ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
- من أسمائه سبحانه وتعالى \" الله \" وهو: المعبود الذي يتقرب إليه العباد بشتى الطاعات حبا وتعظيما.
- أن من أسمائه سبحانه \"الرب\" وهو الخالق المالك المدبر.
- اشتملت الآية على أقسام التوحيد الثلاثة وهي: توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
\"الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ\"
إعراب الآية:
الرحمان: بدل من الله تابع له في جره وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، وقيل نعت تابع لمنعوته في جره.
الرحيم: لها نفس إعراب الرحمان
مر تفسيرها معنا في البسملة ووجه المناسبة والله أعلم بينها وبين الآية التي قبلها أن الله تعالى يعد موحده وحامده بالرحمة الواسعة في الدنيا والآخرة فهي قبله في البسملة وبعده في هذه الآية قال تعالى: \" وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا \" سورة الأحزاب - الآيات: 43-44
الفوائد المستخلصة من الآية:
- أن من أسمائه سبحانه: \"الرحمان\" وهو صاحب الرحمة الواسعة التي تشمل جميع الخلق.
- أن من أسمائه سبحانه وتعالى: \"الرحيم \" وهو صاحب الرحمة الخاصة بعباده المؤمنين.
- يستحب أن يقرن الرحمان بالرحيم في الدعاء وغيره لورود الآية بذلك وبيان فضل الله تعالى على عباده المؤمنين الذين خصهم بالرحمة الأخروية من دون سائر الناس.
\" مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ \":
إعراب لآية:
مالك: بدل من الله تابع له في جره وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره وقيل نعت تابع لمنعوته في جره وهو مضاف.
يوم: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
الشرح:
\" مَالِكِ \": أي المتصرف في يوم القيامة وقرئت أيضا ب \" مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ \" أي الحاكم المتصرف وهو أبلغ من مالك مشتق من الملك أما الأول فإنه مشتق من المِلك فكل ملك مالِك وليس كل مالِك ملك وجميع آيات القرآن تأتي بضم الميم كقوله تعالى: \"لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ \"سورة المائدة – الآية: 120 وقوله تعالى: \" لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ\"سورة غافر - الآية: 16
وقوله تعالى: \" لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ \" سورة البقرة - الآيات: 106و من أسمائه سبحانه \" مالك وملك ومليك \" قال تعالى: \" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) \" سورة القمر - الآيات: 54-55
و معناه صاحب الملك الواسع.
\" يَوْمِ الدِّينِ \": هو يوم الجزاء لأن الله تعالى يبعث فيه الناس ليجزيهم على أعمالهم فمن كان مسلما وغلبت حسناته سيئاته دخل الجنة، وإن غلبت سيئاته حسناته دخل النار حتى يطهر من الذنوب فيدخل الجنة إلا إذا غفر الله له أو أدركته شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد المؤمنين فإنه يدخل الجنة من أول مرة،
و أما الكافر فمآله النار خالدين فيها أبدا وبئس المصير قال تعالى: \" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) \" سورة البينة - الآيات: 6-8
وقيل سمي بيوم الدين: لأنه اليوم الذي ينصر فيه الإسلام ويظهر للجميع أنه الحق.
و من أسمائه \" يوم القيامة \": أي اليوم الذي يقوم فيه الخلق من قبورهم للحساب والجزاء قال تعالى: \" لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ \" سورة القيامة – الآية: 1
و من أسمائه: \" يوم الفصل \": قال تعالى: \" إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ \"سورة الدخان - الآيات: 40 أي اليوم الذي يفصل فيه الله بين الكفر والإيمان والحق والباطل والظالم والمظلوم،
و سمي أيضا \" بيوم التغابن \": أي اليوم الذي يَغبُنُ فيه أهل الجنة أهل النار قال تعالى: \" ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ \" سورة التغابن – الآية: 9
و سمي \" بيوم الجمع \" لأنه تعالى يجمع فيه جميع الخلق فلا يفلت منهم أحد، قال تعالى: \" يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ\"سورة التغابن – الآية: 9
وسمي \" بالغاشية \": لأنه يُطبق على الناس ويغشاهم بحيث لا يجدون منه مفرا قال تعالى: \" هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ\" سورة الغاشية – الآية: 1
و سمي \"بالقارعة \" لأنه يقرع القلوب بأهواله، قال تعالى: \" الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11) \" سورة القارعة
و سمي بيوم الحشر: لأن الناس يحشرون فيه، قال تعالى: \" وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا \" سورة يونس – الآية: 28
و سمي بالواقعة: أي يقع على الناس فجأة، قال تعالى: \"إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ \" سورة الواقعة – الآيات: 1-2
و سمي: \"بالحاقة \": أي يحق فيه ما أنكر من البعث والحساب والجزاء والقرآن، قال تعالى: \" الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3)\"سورة الحاقة – الآيات: 1-3
و سمي بيوم البعث: لأن الناس يبعثون فيه من قبورهم، قال تعالى: \" قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ \". سورة يس– الآية: 51
و سمي بيوم الحساب: لأن الناس يحاسبون فيه على أعمالهم، قال تعالى: \" فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا \" سورة الانشقاق – الآيات: 7-8
و سمي\" بالساعة\": لأنه هو وقت تحول الناس من الدنيا إلى الآخرة، قال تعالى: \"قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ \" سورة الأنعام – الآية: 30
و سمي بالصاخة: قال تعالى: \" فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ \" سورة عبس- الآية: 33قال البغوي رحمه الله: \" الصاخة \" يعني صيحة يوم القيامة، سميت بذلك لأنها تصخ الأسماع، أي تبالغ في إسماعها حتى تكاد تصمها.
و سمي بالطامة الكبرى: قال تعالى: \" فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى \"سورة النازعات – الآية: 34 قال البغوي في تفسيره: وسميت القيامة \" طامة \" لأنها تطم على كل هائلة من الأمور، فتعلوا فوقها وتغمر ما سواها والطامة عند العرب الداهية التي لا تستطاع .
و سمي بالمعاد: قال تعالى: \" إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ\"سورة القصص – الآية: 85
و سمي بيوم التلاقي: لأن العبد يلتقي فيه بربه، قال تعالى: \"رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ \"سورة غافر – الآية: 15
و سمي بيوم الوعيد: قال تعالى: \"وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ \"سورة ق – الآية: 20 أي اليوم الذي يتوعد فيه الله تعالى الظالمين بأشد العذاب.
و هو تعالى مَلك ومالك ليوم القيامة وغيره، وإنما خص يوم القيامة بالمُلك في هذا السياق والله تعالى أعلم لبيان عظمت ذلك اليوم الذي ينتهي فيه ملك كل أحد ويبقى ملك الواحد الأحد سبحانه قال الله تعالى: \"لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ \"سورة غافر – الآية: 16، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: \" يَطْوِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ. ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ \"
و فسرت هذه الآية بالقادر على إقامة يوم الدين وهو ضعيف من جهة اللغة والشرع فالمُلك منفصل عن القدرة ومن أسمائه تعالى الملك والمالك والقادر والقدير فيبعد تفسير المُلك بالقدرة.
ووجه المناسبة والله تعالى أعلم بين هاته الآية والآيتين السابقتين أنه تعالى سيرحم أهل القرآن والتوحيد والحمد يوم القيامة ويرون ذلك بأعينهم قال تعالى: \" يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ \"سورة الحديد – الآية: 12
الفوائد المستخلصة من الآية:
- أن من أسمائه تعالى: \"المالك\" وهو المتصرف.
- أن من أسماه تعالى: \"الملك\" وهو الحاكم المتصرف.
- أن يوم القيامة لا ريب فيه.
- أن من أصول الإيمان الإيمان بيوم القيامة التي يقوم فيها الناس ليحاسبوا ويجزوا على أعمالهم، لذا ذكره سبحانه وتعالى في أعظم سورة في القرآن الكريم.
- أن من أسماء يوم القيامة: \" يوم الدين \" أي يوم الجزاء.
\"إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ\":
إعراب الآية:
إيا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
الكاف: حرف خطاب مبني على الفتح.
نعبد: فعل مضارع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.
الواو: واو العطف.
إياك نستعين: جملة فعلية معطوفة على الآية التي قبلها.
الشرح:
العبادة لغة: مأخوذة من قول العرب الطريق معبد أي ممهد للسير.
و شرعا: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: \" هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة \"
أي كل قول أو فعل دل دليل على أن الله يحب أن يتقرب له به فهو داخل في مسمى العبادة، كالدعاء والركوع والسجود والذبح والصوم والحكم وغير ذلك، ولكل عبادة منها ركنان وشرطان لا تصح العبادة إلا بهما.
الركنان هما: تمام الحب وتمام الذل له سبحانه، قال تعالى: \" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ\" وقال أيضا: \" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ \"سورة المائدة – الآية: 54 وقال أيضا في سورة المؤمنين: \" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ \" وقال أيضا في سورة البقرة: \" وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ \"
قال ابن القيم رحمه الله في نونيته:
وعبادة الرحمن غاية حبه... مع ذل عابده هما قطبان
وعليهما فلك العبادة دائر... ما دار حتى قامت القطبان
وأما الشرطان فهما الإخلاص لله والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى \" فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا \" أي من كان يريد حسن اللقاء مع ربه يوم القيامة فليصلح عمله باتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم فلا يرد به غير وجه ربه الأعلى، وقال أيضا: \" وما كان لمومن ولامومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا \"
فالإخلاص لغة هو الصفاء نقول: \" خالص ماء الورد \"
و شرعا هو: الابتغاء بالعبادة رضوان الله وتوابه دون رياء ولا سمعة ولا مصلحة دنيوية، قال تعالى: \" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء...\" وقال أيضا: \" قل الله أعبد مخلصا له ديني \"
و له ثلاثة قوادح تفسده وبالتالي تفسد العبادة على صاحبها.
القادح الأول: الرياء وهو: إظهار العبادة لناس ابتغاء إعجابهم، قال صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: \" أنا أغنى الشركاء عن الشرك من أشرك بي شيئا تركته وشركه\" وقال عليه الصلاة والسلام: \" أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي، قيل ما الشرك الخفي يا رسول الله، قال: الرياء \" وفي رواية: \" يزين الرجل صلاته ليراها الرجل \"
القادح الثاني: السمعة وهي: تحديث الناس بالعبادة ابتغاء إعجابهم، قال صلى الله عليه وسلم: \" من رأى راء الله به ومن سمع سمع الله به \" أي من سمع في الدنيا أسمع الله عيوبه الناس يوم القيامة.
القادح الثالث: فعل العبادة ابتغاء مصلحة دنيوية: كالذي يدعي التدين ليتزوج من امرأة تقية، أو الذي يطلب العلم ليشتهر به ويحصل المال والجاه: قال تعالى: \" إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم \"، فعن عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»
أما الاتباع لغة: تقفي الأثر.
و شرعا: موافقة العبادة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الأصل والتفاصيل والسبب والعدد والصفة والزمان والمكان والقدر والجنس.
المقصود بالأصل: أن يكون لها دليل من سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
و التفاصيل: أي توافق سنة النبي صلى الله عليه في الجزئيات المضمنة في الأصل.
و السبب: مثل دعاء دخول المسجد فسببه هو دخول المسجد.
و العدد: مثل عدد ركعات الصلاة.
و الصفة: كموافقة هيئة النبي صلى الله عليه والسلام في الصلاة أو في الحج.
و الزمان: كأداء الصلاة في وقتها الذي بينه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
و المكان: كأداء ركعتي تحية المسجد في المسجد.
و القدر: كإخراج زكاة المال من القدر الذي بينه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
و الجنس: كالتضحية في العيد بجنس الأنعام.
و أما الاستعانة فهي طلب العون من الله، فهي عبادة قلبية لها علاقة بالدعاء، قال تعالى: \" وعلى الله فليتوكل المومنون \" وقال أيضا: \" فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين \" وقال صلى الله عليه وسلم: \"فإذا استعنت فاستعن بالله \"
و لا يجوز أن تطلب في الأصل من غير الله إلا بشروط.
الشرط الأول: أن يعتقد المستعين أن المستعان به أعانه بقدر الله وتوفيقه.
الشرط الثاني أن يكون المستعان به حيا.
الشرط الثالث: أن يكون المستعان به حاضرا.
الشرط الرابع: أن يكون المستعان به قادرا على الإعانة. والدليل على هذه الشروط، قوله تعالى: \"فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ \" سورة القصص – الآية: 15
و المعنى الإجمالي للآية \" إياك نعبد وإياك نستعين\" ألا نتقرب بالعبادة ولا نطلب العون على ذلك وغيره إلا منك سبحانك.
ف\"إِيَّا \": ضمير منفصل مبني في محل نصب مفعول به مقدم والأصل في المفعول به أن يؤخر عن الفعل، وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والقصر والاختصاص، أي لا نعبد غيرك ولا نستعين بغيرك، والكاف حرف خطاب يفيد وجوب حضور القلب في الصلاة لأن انتقال الخطاب من الغائب إلى الحاضر يستدعي الانتباه وحضور القلب، ويفيد أيضا قرب الله تعالى من عبده خاصة في الصلاة فمن أسمائه تعالى \"القريب\" قال تعالى: \" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) \" سورة البقرة – الآية: 186وقال عليه الصلاة والسلام: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ»
و من معاني هذه الآية الكريمة: أنه تعالى يعظم عباده الموحدين لأن نون الجمع في فعل المضارع \" نَعْبُدُ وَنَسْتَعِينُ \" تفيد التعظيم إذا أطلقت على الفرد قال تعالى: \" إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) \" وفيها إشارة إلى أن المؤمنين أمة واحدة متماسكة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا لدلالة النون على الجماعة، قال تعالى: \" إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ \"سورة الأنبياء – الآية: 92 وقال أيضا: \" الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ \"سورة الأنعام - الآية: 159 وقال صلى الله عليه وسلم: \" مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى \" وعَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»
و فيها إشارة إلى أن الأصل في صلاة الرجل الجماعة لدلالة النون عليها قال سبحانه وتعالى: \" وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ \" وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «صَلاَةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الفَذِّ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» وفي رواية: «تَفْضُلُهَا بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً»
و قد اختلف العلماء في حكمها بين القول أنها شرط صحة في الصلاة وأنها واجبة وأنها سنة مؤكدة والمشهور من مذهب الإمام مالك أنها سنة مؤكدة والله تعالى أعلم.
و من معانيها أيضا أنه تعالى يحب أن يستمر عباده على الطاعة لأن الفعل المضارع يفيد الاستمرار عكس الفعل الماضي الذي يفيد الانقطاع، قال تعالى: \" يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ \"سورة إبراهيم – الآية: 27 وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا، وَإِنْ قَلَّ»
و ينبغي الإشارة إلى تنبيه قارئ هذه الآية من خطإ شائع يحرف معناها ويبطل الصلاة إن كان بتقصير وهو نطق الياء مخففة من غير شدة \"إيَاك\" ف \"الإيَا \" هو ضوء الشمس فيصير المعنى ضوء شمسك نعبد ونستعين.
و وجه المناسبة بين هذه الآية والآيات التي قبلها والله تعالى أعلم أن الله تعالى يحاسب الناس يوم القيامة على العبادة لا على الخِلقة والأرزاق والآجال.
الفوائد المستخلصة من الآية:
-أن أعظم أصل في الدين هو التوحيد.
-أن الله تعالى يعظم عباده الموحدين.
- أنه تعالى يحب أن يكون عباده جسدا واحدا كالبنيان المرصوص.
- أن صلاة الرجل مع الجماعة سنة مؤكدة.
- أنه ينبغي للعبد أن يطلب العون من الله على العبادة وغيرها.
- أن الخشوع من واجبات الصلاة.
- أن الله تعالى قريب من عباده المؤمنين.
- أنه تعالى يحب أن يستمر عباده على الطاعة.
\"اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ\"
اعراب الآية:
اهدنا: فعل أمر بمعنى الدعاء مبني على حذف الياء والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، نا: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول.
الصراط: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
المستقيم: نعت تابع لصراط في نصبه وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
شرح الآية:
أي وفقنا وأرشدنا برحمتك ومنك وكرمك إلى طريق الجنة الذي لا اعوجاج فيه وهو الإسلام.
اهْدِنَا: دعاء، ويكون الدعاء بصيغة الأمر ممن هو أسفل إلى من هو أعلى،
والهداية تنقسم إلى قسمين هداية توفيق وهداية دعوة وإرشاد.
فهداية التوفيق لا يملكها إلا الله سبحانه وهي في قوله تعالى: \" إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ \" وفي قوله تعالى: \" لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ \" وفي قوله تعالى: \" وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ \"
و أما هداية الدعوة والإرشاد فهي: إرشاد الناس إلى الحق والخير وتحذيرهم من الضلال والشر، وقد جعلها سبحانه وتعالى بيد أنبيائه ودعاته، وهي في قوله تعالى: \" وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ \" وفي قوله تعالى: \" أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ \"
و في هذه الآية الكريمة \" اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ \" استحباب أن يكثر المؤمن من الدعاء لنفسه ولأخوانه المسلمين، قال سبحانه: \" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ \" وقال أيضا: \" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ \" وقال تعالى: \" وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ \" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: \" إن الله يحب العبد الملحاح \" أي كثير الدعاء وقال أيضا: \" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير \"
و قد عبر سبحانه وتعالى في هذه الآية على الإسلام بالصراط المستقيم لأنه منهاج حياة متكامل وقويم يدفع الإنسان إلى الخير ويبعده عن الشر ويوصله إلى رضوان ربه وجنته، قال تعالى: \" قد جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ \" وقال تعالى: \" إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (10) \"
الإسلام في اللغة هو الاستسلام.
وفي الشرع هو الانقياد لأمر الله سبحانه وتعالى بالإخلاص والرضى المستحق له سبحانه. فهو مبنيّ على الاستجابة للأمر الإلهي من غير اعتراض ولا تمَنّع. وينقسم إلى قسمين: إسلام عامّ وإسلام خاص. الإسلام العام هو الاستجابة والانقياد لأمر الله تعالى في كل زمان، فهو دين جميع الأنبياء عليهم السلام وأتباعهم. والدليل قوله تعالى على لسان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾. وقال تعالى على لسان يوسف عليه السلام: ﴿ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾.
وأما الإسلام الخاص فهو اتّباع شرع محمد - صلى الله عليه وسلم -. فالله عز وجل لا يقبل شرعا ولا دينا بعد بعثته - صلى الله عليه وسلم - إلا دينه - عليه الصلاة والسلام -. قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾. وفي الحديث الصحيحالذي رواه الامام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَلَا يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، وَمَاتَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ». وقال - صلى الله عليه وسلم -: \"لو كان أخي موسى حيّا ما وسعه إلا أن يتّبعني\".
وضد الإسلام الكفر، ويعني في اللغة: التغطية، تُسمّي العرب الزُّرّاع بالكفار لأنهم يغطون الزرع. قال الله تعالى: ﴿ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ﴾، أي الزّراع. وفي الشرع هو رفض الإسلام وله سبعة أصول تَرجع إليها جميع شعب الكفر وصوره.
الأصل الأول: كُفر الشرك، وهو عبادة غير الله معه كدعاء الأموات والذبح لهم وحب شيء مثل حب الله والخوف من شيء مثل خوف الله والرضى بالتحاكم لغير شرع الله إلخ. قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾. وقال سبحانه وتعالى في شرك المحبة: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ﴾
وينقسم الشرك إلى شرك أكبر وشرك أصغر. الشرك الأكبر سُمّي بالأكبر لأنه يُخرج من الإسلام، وهو الذي عرّفناه. وأما الشرك الأصغر فهو الذنب الذي سُمّي بالشّرك في الشرع ولا يُخرج من الإسلام، لذا سُمّي بالأصغر، إلا أنه أقبح من كبائر الذنوب، ونذكر بعض أنواعه:
النوع الأول: الحَلِفُ بغير الله، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"من حلَف بغير الله فقد أشرك\"
النوع الثاني: الشرك اللفظي، وهو الشرك في اللّفظ دون القصد، كقول الرجل لولا الله والكلب لسُرق البيت، والصحيح أن يقول لولا الله ثم الكلب، لأن الواو تفيد المعية والتسوية وأما ثُمّ فتفيد التراخي، أي الكلب بعد الله. قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: \"لو شاء الله وشئت، فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: أجعلتني لله نِدّا، قل ما شاء الله وحده\" وفي رواية: \"قل لو شاء الله ثم محمد\". وفي حديث آخر: \"رأى رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه يمشي في طريق من طرق المدينة، فالتقى بنفر من اليهود قال نِعم القوم أنتم اليهود، لولا أنكم تقولون عُزير ابن الله، فقالت اليهود نِعم القوم أنتم المسلمون لولا أنكم تقولون لو شاء الله ومحمد، ثم التقى بنفر من النصارى فقال لهم نِعم القوم أنتم النصارى لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله، فقالت النصارى نِعم القوم أنتم المسلمون لولا أنكم تقولون لو شاء الله ومحمد، فلما أصبح الرجل ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال - صلى الله عليه وسلم - اجمَعُوا الناس ثم صعد المنبر وقال يأيها الناس لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ فُلَانٌ، وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ \"
النوع الثالث: الرياء، وهو إظهار العبادة للناس ابتغاء ثنائهم وإعجابهم. قال - صلى الله عليه وسلم -: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، فَقَالَ: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ، لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ»
النوع الرابع: السمعة، وهي إخبار الناس بالعبادة ابتغاء ثنائهم وإعجابهم، وهي داخلة في الشرك الخفي.
النوع الخامس: التّطيّر، وهو التشاؤم بأشياء معينة كالرجل الأسود أو الهِرّ الأسود. وسُمّي بالتطير لأن العرب في الجاهلية كانوا إذا همّوا بالخروج إلى سفر أطلقوا طائرا، فإن طار يمينا تفاءلوا وسافروا وإن طار شمالا تشاءموا ورجعوا. قال - صلى الله عليه وسلم -: \"الطِّيَرة شرك\". وأما التفاؤل بالخير فلا بأس به، كالتفاؤل بالأذان أو سماع القرآن أو رؤية رجل صالح، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُعجبه الفأل الحسن.
الأصل الثاني: كُفر الجحود والعناد، وهو التكذيب بالإسلام رُغم العلم بصِدقه ككفر آل فرعون، قال سبحانه وتعالى في حقهم: ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ﴾، أي كفروا بلا إله إلاّ الله رُغم علمهم بصدقها.
الأصل الثالث: كفر التكذيب، وهو الكفر بالإسلام جهلا بصِدقه، قال سبحانه وتعالى: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾
الأصل الرابع: كفر الإيباء والاستكبار، وهو الكفر بالإسلام بسبب احتقار أهله ككفر إبليس، قال سبحانه: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ ﴾
الأصل الخامس: كفر الشك، وهو التردد في صدق الإسلام، قال سبحانه: ﴿ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾
الأصل السادس: كفر الإعراض، وهو إهمال الإسلام وترك تعلّمه والعمل به، قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ﴾. وقال تعالى أيضا: ﴿ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً ﴾
الأصل السابع: كفر النفاق، وهو إبطان الكفر وإظهار الإسلام، قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾. وقال تعالى أيضا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ﴾
وينقسم الكفر إلى كفر أكبر وكفر أصغر، الكفر الأكبر هو الذي بيّنّا أصوله وأما الكفر الأصغر فهو الذنب الذي سُمّي في الشرع بالكفر ولا يُخرج من الإسلام، لذلك سُمّي بالأصغر كقتال المؤمن، قال - صلى الله عليه وسلم -: \"سِباب المؤمن فسوق وقتاله كفر\" والدليل الذي صَرَف الكفر في الحديث من الكفر الأكبر إلى الكفر الأصغر قوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾. قال الحافظ بن كثير فقد أثبت سبحانه وتعالى الإيمان لِكلا الطائفتين رُغم اقتتالهم.
وموانع اتباع الكفار للإسلام ستة:
المانع الأول: التعصب لما كان عليه الآباء والأجداد، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ﴾سورة البقرة – الآية: 170
المانع الثاني: اتباع الهوى، وهو شهوة النفس، قال سبحانه: ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾سورة ص – الآية: 26
المانع الثالث: الكِبْر، وهو احتقار الناس والتعالي عليهم، فهو السبب الذي منع إبليس من الإسلام. قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾.سورة البقرة – الآية: 35
المانع الرابع: الخوف من زوال مصلحة دُنيوية كالملك أو المال أو الجاه، قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَة ﴾سورة التغابن الآية: 15.وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ المَرْءِ عَلَى المَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ» أي الحرص على المال والجاه يُفسد الدِّين كما يفسد الذنبان الجائعان الغنم. وقد كان الحرص على المُلك سببا في ارتداد هِرقل ملك الروم بعدما آمن.
المانع الخامس: الحسد، وهو تمنِّي زوال النعمة عن الغير، فهو من أسباب كُفر اليهود لأنهم حسدوا العرب على (النبي صلى الله عليه وسلم) وعلى القرآن. قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ سورة البقرة – الآية: 109.
المانع السادس: الجهل، وهو هنا عدم معرفة الإسلام، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ ﴾. سورة التوبة – الآية: 6
و وجه المناسبة والله تعالى أعلم بين هذه الآية والآية التي قبلها أنه تعالى:
- لا يقبل عبادة من أحد حتى يكون مسلما، قال تعالى: \"وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) \" سورة آل عمران – الآية: 85
- أن من آداب الدعاء أن يبدأ بالثناء على الله لأن الآيات التي قبل هذه الآية ثناء عليه سبحانه.
الفوائد المستخلصة من الآية:
- أن التوفيق إلى الحق بيد الله سبحانه وتعالى.
-استحباب أن يدعو المؤمن لنفسه وإخوانه.
- أن الله تعالى لا يقبل دينا غير الإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
- أن الإسلام هو منهاج الحياة القويم والمتكامل الذي يدفع البشرية إلى السعادة ويبعدها عن الشقاوة في الدنيا والآخرة.
\"صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ\"
إعراب الآية:
صراط: بدل تابع للمبدل منه في نصبه وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
أنعمت: فعل ماض مبني على السكون والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
عليهم: على: حرف جر، هم: ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر اسم مجرور، وجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
شرح الآية:
أي دين ومنهاج الذين أنعم الله عليهم بالمنهاج القويم والدين الحق والسعادة الدنيوية والجنة والنظر إلى وجه الله في الآخرة من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
قال تعالى: \"وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)\"سورة النساء – الآيات: 69-70
والنبي هو الرجل الإنسي العاقل المعصوم من الكفر والكبائر والرذائل والمكلف بتبليغ رسالة ربه،فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول والفرق بينهما على أرجح أقوال أهل العلم،
الرسول هو: الذي أوحي إليه بشرع جديد غالبا ويبعث إلى قوم مشركين،وقلنا غالبا ليخرج من القاعدة سيدنا إسماعيل عليه السلام فهو رسول نبي أبقاه الله على شرع أبيه ابراهيم عليه السلام،وأما النبي فهو: الذي أوحي إليه بإحياء شرع من قبله غالبا ويبعث إلى قوم مؤمنين وقلنا غالبا لأنه يستثنى من القاعدة آدم عليه السلام فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه نبي ولا شك أن لا شرع قبله لكونه أبو البشر وقد أخطأ من عرف النبي بالذي أوحي إليه بالرسالة ولم يؤمر بالتبليغ والرسول أمر بالتبليغ لأن هذا يتنافى مع الحكمة الإلهية المطلقة ويتعارض مع قوله تعالى : \" وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ \"سورة آل عمران – الآية: 187
فأما الصديق فهو المبالغ في الإخلاص لربه والصدق في دينه كسيدنا أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه قال تعالى: \" وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ \" سورة الحديد – الآية: 19
و أما الشهيد فهو الذي قتل في جهاد مشروع لتكون كلمة الله هي العليا، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» (لو يشار لمن له حكم الشهيد كقوله صلى الله عليه وسلم قال: «المبطون شهيد، والمطعون شهيد» صحيح البخاري (7/ 131))
و أما الصالح هو الذي يصلح حياته وآخرته بامتثال أوامر ربه واجتناب نواهيه قال تعالى: \" وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ \" سورة الأعراف – الآية: 170
و وجه المناسبة بين هاته الآية والله تعالى أعلم والآية التي قبلها، أن الإسلام هو الدين الحق والمنهاج القويم الذي ينعم أتباعه بالسعادة الدنيوية والأخروية، قال تعالى: \" أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ\". سورة القلم – الآيات: 35-36
الفوائد المستخلصة من الآية:
- أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء والصالحين في كل مكان وزمان.
- أن الإسلام هو أقوم منهاج حياة يكفل للإنسان السعادة الدنيوية والأخروية.
- أن أعظم نعمة هي الهداية إلى العمل بالإسلام لأن الإنسان يعيش بها كريما سعيدا وينال بها السعادة الأبدية وهي الجنة،
- أن من صفاته سبحانه وتعالى \" الإنعام\" وليس من أسمائه المنعم، لأن اسم الله يشتق من الاسم لا الفعل قال تعالى: \" وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ \" سورة النحل – الآية: 53
\"غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ \"
إعراب الآية:
غير: بدل تابع للمبدل منه في جره المضمر في عليهم وقيل المضمر في الذين أو نعت تابع له في جره وهو مضاف.
المغضوب: مضاف إليه
عليهم: جار ومجرور متعلق بالمغضوب
و: الواو للعطف
لا: زائدة لتأكيد والتنبيه.
وقد قرئت الراء بالفتح \" غَيْرَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ \" (وهي قراءة شاذة): أي لا تجعلنا على دين ومنهاج الذين غضب الله عليهم بسبب تركهم العمل بالعلم كإبليس واليهود ومن كان على شاكلتهم ولا الذين انحرفوا عن الصراط المستقيم بسبب جهلهم بالدين كرهبان النصارى وغلاة الخوارج والتصوف ومن كان على شاكلتهم، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمُ الْيَهُودُ، وإنَّ الضَّالِّينَ النَّصَارَى»
و ينقسم العمل بالعلم إلى كفر ومعصية ومكروه ومباح.
فالكفر: كترك اعتقاد أصول الإيمان والعمل بالتوحيد
و أما المعصية كشرب الخمر مع العلم أنها حرام
و أما المكروه: كترك المستحبات.
و أماالمباح: كترك العمل بسنن العادات مثل طريقة مشيته صلى الله عليه وسلم وما يحبه من المأكولات.
و الكفر والمعصية يوجبان غضبه سبحانه قال تعالى: \"وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ \"سورة البقرة الآية: 61
وقال أيضا: \" بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ \"سورة البقرة – الآية: 90
و ينقسم الضلال إلى كفر وبدعة:
فالكفر هو الذي دل الدليل على أنه يخرج من الإسلام كاعتقاد إيمان وصلاح إبليس قال تعالى: \" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ \"سورة آل عمران – الآية: 90
و أما البدعة في هذا السياق: فهي التقرب بعبادة إلى الله لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كالذكر بالشطحات والرقصات الطرقية، قال تعالى: \" وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا \"سورة النساء – الآية: 115 وقد دلت هذه الآية \"غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ \" على صفة فعلية من صفاته تعالى وهي الغضب، فهو تعالى يغضب غضبا يليق به لا كغضب الخلق،
والصفات الفعلية تابعة لمشيئته سبحانه وتعالى فهو يغضب متى شاء على من شاء بعدل مطلق وحكمة بالغة وإرادة نافذة.
و وجه المناسبة والله تعالى أعلم بين هاته الآية والآية التي قبلها:
أصل الولاء والبراء، فالولاء حب الله تعالى وحب جميع محبوباته وهو مضمن في قوله تعالى: \"اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ \"
و البراء هو بغض جميع مبغوضاته تعالى وهو مضمن في قوله تعالى: \"غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ \"
قال تعالى: \" قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ \"سورة الممتحنة – الآية: 4و قال أيضا: \"و إذ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) \" سورة الزخرف - الآيات: 26-27
الفوائد المستخلصة من الآية:
-أن من صفاته تعالى الفعلية الغضب.
- أن الله تعالى يغضب على من ترك العمل مع علمه به.
- لزوم وصف الضلال لكل جاهل بالإسلام.
- أن المغضوب عليهم والضالين في النار عكس المنعم عليهم.
- أن العالم التارك للعمل أشر من الجاهل لأنه تعالى قدم المغضوب عليهم على الضالين.
- أن من أراد أن يرض ربه عنه ويكون على صراطه المستقيم فعليه الجمع بين العلم والعمل.
آمين:
اتفق المفسرون أنها ليست من الفاتحة إنما هي جواب على الدعاء المضمن في الفاتحة ومعناها: \" اللهم استجب \"
و حكمها: تجب على المأموم إن أمن الإمام لقول النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: \" إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ، فَأَمِّنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ \"
و أما إذا لم يؤمن الإمام فلا يجوز للمأموم أن يؤمن فعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: \" إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَلاَ تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، \"
و وقت تأمين المأموم بعيدة تأمين الإمام والدليل أنه صلى الله عليه وسلم قال: \" إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ، فَأَمِّنُوا \"
و محل الشاهد أن أمن فعل ماض يفيد الانقطاع وقيل يؤمن مع الامام والراجح القول الأول.
و يستحب التأمين للمنفرد والامام، وفي الصلاة السرية للمأموم، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يؤمن في هذه الحالات، ويجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: تَرَكَ النَّاسُ التَّأْمِينَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ: \" {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، قَالَ: «آمِينَ» حَتَّى يَسْمَعَهَا أَهْلُ الصَّفِّ الْأَوَّلِ، فَيَرْتَجُّ بِهَا الْمَسْجِدُ \"
و يستحب أيضا أن يُمد بها الصوت فعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فَقَالَ: \" آمِينَ \" يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ\"
و نقول في النهاية أن سورة الفاتحة بحر شاسع من العلم والحكم والمواعظ البليغة مهما درسنا وتحرينا وجمعنا وكتبنا فلن نصل إلى ساحله وأملنا في الله أن يتقبل منا ما كتبناه ويحفظه بما حفظ الذكر الحكيم ويكتب له الانتشار والقبول بين الناس ويجعله هاديا إلى الصراط المستقيم والمنهاج السليم ورضوان الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تم بحمد الله يوم الأحد 18رمضان 1436 بمدينة مراكش الحمراء. على الساعة السابعة مساء
و الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.
مَتْنُ طَاِلبِ التَّفْسِيرِ
تأليف
أبي الحسن هشام المحجوبي
و
أبي مريم عبد الكريم صكاري
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحمدُ لِلهِ مُبَيِّنِ القرآنِ بسنة خيرِ الآنامِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ وعلى آل بيتهِ وصحابتهِ الكرامِ.
عِلْم أُصولِ التفسيرِ
اِعلمْ وفقكَ اللهُ أنَّ أُصولَ التَّفسيرِ عِلمٌ يبحثُ في الأصولِ والقواعدِ والمناهجِ الشرعيةِ التي توصلُ المفسِّرَ إلى المعنى الصحيحِ لكتابِ اللهِ، وأولُ من ألفَ فيهِ الإمامُ أبو جعفرَ مُحمدٌ اِبنُ جريرٍ الطبريُّ في مقدمةِ تفسيرهِ \"جَامِعُ البَيَانِ فِي تَفْسِيرِ القُرْآنِ \" وحُكمهُ فرضُ كِفايةٍ، وأمَّا ثَمرتُهُ فهي صَوْنُ الفهمِ عنِ الخَطإِ في تأويلِ كتابِ اللهِ.
وَ يشتمِلُ هذا العلمُ على عدَّةِ مباحثَ.
المبحثُ الأولُ: معرفةُ المنهجيةِ الصَّحيحةِ للتفسيرِ.
فالتفسيرُ هو: الكَشفُ عن معاني القرآنِ.
و منهجيَّتُهُ الصَّحِيحةُ هي: تَفسيرُ القرآنِ بالقرآنِ وتفسيرُ القرآنِ بالسنَّةِ النَّبَوِيَّةِ وتفسيرُ القرآنِ بأقوالِ الصَّحابةِ وتفسيرُ القرآنِ بأقوالِ التابعينَ وتفسيرُ القرآنِ باللغةِ العربيةِ.
المبحثُ الثَّانِي: مَعرفةُ الدَّلاَلاَتِ اللغويةِ الَّتِي يحتاجُ إِليهَا المُفسرُ.
كالخبرِ والإنشاءِ والمشتركِ المعنوي والمترادفِ.
فالخبرُ: هوَ كلُّ قولٍ يحتملُ الصِّدقَ والكذبَ ؛ كقولِكَ: \"خليلٌ يقرأُ القرآنَ\".و أمَّا الإنشاءُ فهوَ مَا لاَ يحتمِلُ الصدقَو لا الكذِبَ ويتضمَّنُ كلاً منَ الأمرِ والنَّهيِ والدُّعاءِ والإلْتِمَاسِ والإستفهامِ والتمنِّي و الرجاءِ والعرْضِ والتَّحْضِيضِ والقسمِ والذَّمِّ والمدحِ وصيغِ البيعِ.فالأمرُ: هو طلبُ الفعلِ مِمَّنْ هوَ أَعلى إلى مَنْ هوَ أَدْنى على سبيلِ الوجوبِ حتَّى تصرفَهُ قرينَةٌ إلى النَّدبِ أو الإباحَةِ، ويكونُ بصيغةِ إفعلْ أو مُضَمَّنا في الخبرِ.و أمَّا النَّهْيُ: فهو طلبُ تركِ الفعلِ مِمَّنْ هو أعلى لِمَنْ هوَ أدْنَى على سبيلِ المنْعِحتَّى تَصْرِفَهُ قرينَةٌ إلى الكَراهةِ، ويكونُ على صِيغَةِ لا تفعلْ أو مضمنا في الخبر.
و أما الدُّعاءُ: فهو طلبٌ مِمَّنْ هو أدْنَى إلى مَنْ هو أَعْلى.و أمَّا الإلْتِمَاسُ: فَهُوَ طلبٌ مِنْ مُساوٍ.و أَمَّا الإسْتِفْهامُ: فهوَ تَوْجيهُ السُّؤالِ.و أمَّا التَّمَنِّي: فهو الرَّغْبَةُ في شَيْءٍ بعيدِ المنالِ.
و أمَّا الرَّجَاءُ: فهوَ الرغبة في شيء قريبِ المنالِ.و أما العرْضُ: فهو طَلَبُ الشَّيْءِ برفْقٍ ولِينٍ.و أما التَّحْضيضُ: فهو طلب الشيء بشدةٍ.و أما القَسَمُ: فهو الحلفُ.و أما الذَّمُّ: فهو ذِكْرُ المَعَايِبِ .و أما المدحُ: فهو ذكر المحاسنِ.و أما صِيَغُ البيعِ: كقولك بِعتُكَ كذا بكذا.
النوع السادس: إطلاقُ الكُلِّ على الجُزءِ ؛
كقَول الله تَعَالَى في الحديثِ القدسي: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ \"
النوع السابع: إطلاق المُسَبَّبِ على السَّبَبِ ؛ كقوله تعالى: \"وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا \"
النوع الثامن: إطلاق السبب على المسبب ؛ كقوله تعالى: \"أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا \"
و أما المُشْتَرَكُ: فهو اللَّفْظُ الواحدُ الَّذي يتضمَّنُ عِدَّةَ مَعَانِيَ مُخْتَلِفَةً مثل كلمةِ \"اشْتَرَى \"
وينقسمُ إلى مشتركٍ حرفيٍ ومشتركٍ اسميٍ ومشتركٍ فِعليٍ.
و أما المُترادِفُ فهو اللألْفَاظ المُخْتلِفةُ في البناءِ والمُتَّفِقةِ في المعنى كالعلْمِ والمعْرِفةِ.
المبحث الثالث: معرفةُ دَلَالَاتِ التفسيرِ
تنقسمُ دلالاتُ التَّفْسيرِ إلى دلالاتٍ يُحتَجُّ بها وإلى دلالات لا يُحتَجُّبها.
الدلالات التي يحتج بها هي: المُحْكَمُ، والظَّاهِرُ، والمُبَيَّنُ، والمَنْطوقُ، ومَفْهومُ المُوافقةِ، ومفهومُ المخالفةِ، ودلالةُ السِّيَّاقِ، ودلالةُ الإشارةِ، ودلالةُ الاِقْتِضاءِ، ودلالةُ الإيماءِ.
فالمُحْكَمُ هُوَ: النَّصُّ الواضحُ، بحيثُ لا يَحتاجُ إلى نصٍ آخرَ لِبيانِ معناهُ وأما الظَّاهر فهو: الدَّلالةُ الشَّرْعِيَّةُ المُتَضَمِّنَةُ لِمعنى راجحٍ.
وأما المُبَيَّنُ فهو: الدَّلَالَةُ الشَّرْعيةُ المُفَسِّرَةُ لِلْمُتَشَابِهِ.
و أما المَنْطُوقُ فهو: دَلَالَةُ الَّلفْظِ الظَّاهِرَةِ. وأما مفهوم المُوَافَقَةِ فهو: المعنى المَسْكُوتُ عَنْهُ المُوَافِقِ لِلْمَنْطُوقِ.
و أما مفهوم المُخَالَفَةِ فهو: المعنى المَسْكُوتُ عنه المُخَالِفِ لِلْمَنْطُوقِ.و أما دَلَالَةُ السِّيَّاقِ فهي: المعنى الذي قَبْلَ الكَلَامِ وبَعْدَهُ، ويسمى الذي قَبْلَ الْكَلَامِ بالسِّبَاقِ والَّذي بعدهُ بالِّلحاقِ.
و أما دلالة الإشارةِ فهي: المعنى التَّابِعُ لِلْمَقْصُودِ مِنَ النَّصِّ.
و أما دلالة الاقْتِضَاءِ فهيَ: الَّلفْظُ المُقَدَّرُ الَّذِي لَوْلَاهُ لَمَا اسْتَقَامَ معنى النَّصِّ.و أما دلالة الايماءِ فهي: الوَصْفُ الذي لولاه لَمَا كان للدليل معنى.
و أما الدلالات التي لا يُحْتَجُّ بها فهي: المُتَشَابِهُ، والمُؤَوَّلُ.
فالمُتَشَابِهُ هُوَ: النَّصُّ الَّذِي خَفِيَ مَعْنَاهُ بِحَيْثُ يَحْتَاجُ إلى نَصٍّ آخَرَ لِبَيَانِهِ أو يَحْتَمِلُ عِدَّةَ أَوْجُهٍ، ومَنْهَجُ أَهْلِ الحَقِّ تَفْسِيرُهُ بِالمُحْكَمِ.
و أما المُؤَوَّلُ فهو: الدَّلَالَةُ الشَّرْعِيَّةُ الَّتِي تَحْتَمِلُ مَعْنًى مَرْجُوحاً.
المبحث الرابع: مَعْرِفَةُ الإِسْرائيلِياتُ في التَّفْسِيرِ.
فالإسرائيلياتُ هي: قَصَصُ بَنِي إسرائيلَ وتنقسم إلى ثلاثة أنواعٍ.
النوع الأول: إسرائيلياتٌ جاءَ بها القرآنُ والسنَّةُ فهذه حجةٌ في التفسيرِ.
النوع الثاني: إسرائيليات جاءتْ في كتب بني إسرائيلَ ووَافَقَتْ شرعنا فهذه لا تُصدَّقُ ولا تُكذَّبُ، ويُستأنسُ بها في التفسيرِ.
النوع الثالث: إسرائيليات جاءت في كتب بني إسرائيل وخالفت شرعنا، فهذه تُرد باتِّفاقِ المُفَسِّرِينَ
المبحث الخامس: معرفة العَامِّ والخاصِّ، والمُطْلَقِ والمُقَيَّدِ
فالعامُّ هو: اللفظ المُسْتَغْرِقُ الشَّامِلُ كقوله تعالى: \" كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ \" و صيغُ العمومِ في اللغة كثيرة كلفظ \" كلٍّ\"، و\"ال\" للجنس والاستغراقِ، و\"النَّكِرةُ\" في سياق النفيِ أوِ النهيِ أو الشرطِ أو الاستفهامِ، و\"متى\" في عموم الزمان، و\"أينما\" في عموم المكان،و \"مَنْ\" للعاقل و، \"ما\" لغير العاقل، والمفرد المضاف.و أما الخَاصُّ فهو: اللفظُ المُسْتَثْنِي لبعض أفرادِ العمومِ كقوله تعالى: \" قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ \" .
و ينقسم التَّخْصِيصُ إلى تخْصيصٍ بالعقل، وتخصيصٍ بالحسِّ، و تخصيصٍ بالعرف وتخصيصٍ بالوصف، وتخصيصٍ بالنَّصِّ
و أما المُطْلَقُ فهو: ما دَلَّ على ذاتٍ غيرَ مُقَيَّدَةٍ بوصف، كقوله تعالى في كفارة اليمين: \" أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ\"
و أما المُقَيَّدُ فهو: الوصف الذي يُقَيِّدُ مُطْلَقَ الذَّاتِ كقوله تعالى في كفارة القتل الخطإ: \" وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ\" .و يُحمل المُطْلَقُ على المُقَيَّدِ إن اتفقا في السببِ والحُكْمِ أو اتفقا في الحُكْمِ واختلفا في السبب.
المبحثُ السادسِ: مَعْرِفَةُ النَّاسِخِ وَالمَنْسُوخُ.
النَّسْخُ هو: تَعْويضُ لَفْظٍ أو حُكْمٍ شَرْعِيٍ سَابِقٍ بدليلٍ شرعيٍ لاحقٍ،و ينقسم إلى أربعة أقسام: نسخُ القرآنِ للقرآنِ، ونسخُ السنةِ للقرآنِ،و نسخُ القرآنِ للسنةِ، ونسخُ السنةِ للسنةِ.
وينقسم النسخ في القرآن إلى ثلاثة أقسامٍ:
القسم الأول: ما نُسِخَ رَسْمُهُ وحُكْمُهُ.
القسم الثاني: ما نُسِخَ حُكْمُهُ وبَقِيَ رَسْمُهُ.
القسم الثالثِ: ما نُسِخَ رَسْمُهُ وبَقِيَ حُكْمُهُ.
المبحث السابع: مَعْرِفَةُ القُرْآنِ المَكِيِّ والمَدَنِيِّ.
فالقرآنُ المكيُّ هو: الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرةِ ويعرفُ بإخبارِ الصَّحابي ونبذِ الشِّرْكِ، وتأصيلِ العقيدةِ، وبلفظ \"يَا أَيُّهَا النَّاس\"، وذكر قَصَصِ الأمم السَّابِقَة وقوَّة الخطابِ.و أما القرآنُ المَدَنِيُّ فهو: الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهِجرةِ ويعرف بإخبار الصحابي، وبذكر الأحكام الفقهية، وبفضح المنافقينَ، وذكر بعض الغزوات، وانتقال الخطاب إلى أهل الكتاب، ولفظ \" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا \".و الفائدة من معرفة المكيِّ والمدنيِّ هي: تعميقُ الفهمِ لكتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ ومعرفةِ الناسخِ والمنسوخِ
المبحث الثامن: مَعْرِفَةُ أَسْبَابِ النُّزولِ.
فأسباب النزولِ هي: الأسئلةُ والحوادثُ التي كانت سبَباً في نزول القرآن زمن النبوَّةِ .
فقد يتعدَّدُ النَّازِلُ والسَّبَبُ واحدٌ، وقد تتعدد الأسباب والنازل واحد.و فائدة معرفتِها الوصول إلى المعنى الصحيح للقرآن الكريم، والسَّعة في الإطلاع على معانيه.
المبحث التاسع: مَعْرِفَةُ اخْتِلافِ التَّنَوُّعِ واختلافِ التَّضَادِ.
فاختلاف التَّنَوُّعِ هو: اتفاق المفسرينَ على معنى الآية مع اختلافِهم في التعبيرِ، أو تفسيرِهم للآية بمعاني مختلفة يسوغ الجمع بينهما.
و أما اختلافُ التَّضادِ فهو: تفسير الآيةِ بمعنيين أحدُهما راجحٌ والآخر مرجوحٌ.
المبحث العاشر: معرفة شروطِ المفسرِ.
شروطِ المفسرِ ثمانيةٌ:
الشرطُ الأولُ: التَّقْوَى والسَّمْتُ الحسن عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ»
الشرط الثاني: سلامة العقل والنَّفس من الأمراض.
الشرط الثالث: أن يكون مُلِمًّا بعلوم الآلة كاللغة وأصول الفقه ومصطلح الحديث.
الشرط الرابع: أن يكون مُلِمًّا بأصول العقيدة الصحيحة.
الشرط الخامس: أن يكون مُطَّلِعاً على كتب الحديث كالصحيحين، والسنن الأربعة، وموطأ الإمام مالك، ومسند الإمام أحمد.
الشرط السادس: أن يكون له علم بفقه المذاهب الأربعة
الشرط السابع: أن يكون له علم بالتاريخ والسِّيَّر والمغازي.
الشرط الثامن: أن يكون له اطلاع واسع على تفاسير المتقدمين والمتأخرين.
تم بحمد الله
قائمة المصادر والمراجع
- كتاب رب العالمين: القرآن الكريم
- الكتاب: تفسير القرآن العظيم (ابن كثير)
المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)
المحقق: محمد حسين شمس الدين
الناشر: دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون - بيروت
الطبعة: الأولى - 1419 هـ
- الكتاب: تفسير الجلالين
المؤلف: جلال الدين محمد بن أحمد المحلي (المتوفى: 864هـ) وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (المتوفى: 911هـ)
الناشر: دار الحديث - القاهرة
الطبعة: الأولى
عدد الأجزاء: 1
- الكتاب: فتح القدير
المؤلف: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ)
الناشر: دار ابن كثير، دار الكلم الطيب - دمشق، بيروت
الطبعة: الأولى - 1414 هـ
- الكتاب: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى: 1376هـ)
المحقق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق
الناشر: مؤسسة الرسالة
الطبعة: الأولى 1420هـ -2000 م
عدد الأجزاء: 1
- الكتاب: التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد»
المؤلف: محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى: 1393هـ)
الناشر: الدار التونسية للنشر - تونس
سنة النشر: 1984 هـ
عدد الأجزاء: 30 (والجزء رقم 8 في قسمين)
- الكتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
المؤلف: جابر بن موسى بن عبدالقادر بن جابر أبوبكرالجزائري
الناشر: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية
الطبعة: الخامسة، 1424هـ/2003م
عدد الأجزاء: 5
- الكتاب: التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف: دوهبة بن مصطفى الزحيلي
الناشر: دار الفكر المعاصر - دمشق
الطبعة: الثانية، 1418 هـ
عدد الأجزاء: 30
- الكتاب: جامع البيان في تأويل القرآن
المؤلف: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبوجعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)
المحقق: أحمد محمد شاكر
الناشر: مؤسسة الرسالة
الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 2000 م
عدد الأجزاء: 24
- الكتاب: التيسير في القراءات السبع
المؤلف: عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر أبوعمر والداني (المتوفى: 444هـ ) المحقق: اوتوتريزل
الناشر: دارالكتاب العربي - بيروت
الطبعة: الثانية، 1404هـ/ 1984م
عدد الأجزاء: 1
- الكتاب: أسباب نزول القرآن
المؤلف: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468هـ)
المحقق: عصام بن عبدالمحسن الحميدان
قال المحقق: قمت بتوفيق الله وحده بتخريج أحاديث الكتاب تخريجا مستوفى على ما ذكر العلماء أو ما توصلت إليه من خلال نقد تلك الأسانيد
الناشر: دار الإصلاح - الدمام
الطبعة: الثانية، 1412 هـ - 1992 م
- الكتاب: متن الشاطبية = حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع
المؤلف: القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الرعيني، أبو محمد الشاطبي (المتوفى: 590هـ)
المحقق: محمد تميم الزعبي
الناشر: مكتبة دار الهدى ودار الغوثاني للدراسات القرآنية
الطبعة: الرابعة، 1426 هـ - 2005 م
عددالأجزاء: 1
- الكتاب: مناهل العرفان في علوم القرآن
المؤلف: محمد عبدالعظيم الزُّرْقاني (المتوفى: 1367هـ)
الناشر: مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه
الطبعة: الطبعة الثالثة
عدد الأجزاء: 2
- الكتاب: الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير
المؤلف: محمد بن محمد بن سويلم أبوشُهبة المتوفى: 1403هـ))
الناشر: مكتبة السنة
الطبعة: الرابعة
عدد الأجزاء: 1
- الكتاب: أصول في التفسير
المؤلف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين(المتوفى: 1421هـ)
أشرف على تحقيقه: قسم التحقيق بالمكتبة الإسلامية
الناشر: المكتبة الإسلامية
الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م
عدد الأجزاء: 1
- الكتاب: القاضي عياض ومفهومه للإعجاز القرآني
المؤلف: أحمد جمال العمري
الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الطبعة: السنة العاشرة – العدد الثاني - 1397هـ - 1977 م
عدد الأجزاء: 1
- الكتاب: الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري
المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي
المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر
الناشر: دار طوق النجاة
الطبعة: الأولى، 1422هـ
عدد الأجزاء: 9
الكتاب: المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
المؤلف: مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى: 261هـ)
المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي
الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت
عدد الأجزاء: 5
- الكتاب: سنن أبي داود
المؤلف: أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجِسْتاني (المتوفى: 275هـ)
المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد
الناشر: المكتبة العصرية، صيدا - بيروت
عدد الأجزاء: 4
- الكتاب: سنن الترمذي
المؤلف: محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى (المتوفى: 279هـ)
تحقيق وتعليق:
أحمد محمد شاكر (جـ 1، 2)
ومحمد فؤاد عبد الباقي (جـ 3)
وإبراهيم عطوة عوض المدرس في الأزهر الشريف (جـ 4، 5)
الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي - مصر
الطبعة: الثانية، 1395 هـ - 1975 م
عدد الأجزاء: 5 أجزاء
- الكتاب: المجتبى من السنن = السنن الصغرى للنسائي
المؤلف: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، النسائي (المتوفى: 303هـ)
تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة
الناشر: مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب
الطبعة: الثانية، 1406 - 1986
عدد الأجزاء: 8
- الكتاب: سنن ابن ماجه
المؤلف: ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، وماجة اسم أبيه يزيد (المتوفى: 273هـ)
تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي
الناشر: دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي
عدد الأجزاء: 2
- الكتاب: الموطأ
المؤلف: مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني (المتوفى: 179هـ)
المحقق: محمد مصطفى الأعظمي
الناشر: مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية - أبو ظبي - الإمارات
الطبعة: الأولى، 1425 هـ - 2004 م
عدد الأجزاء: 8 (منهم مجلد للمقدمة، و3 للفهارس)
- الكتاب: مسند ابن أبي شيبة
المؤلف: أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي (المتوفى: 235هـ)
المحقق: عادل بن يوسف العزازي وأحمد بن فريد المزيدي
الناشر: دار الوطن - الرياض
الطبعة: الأولى، 1997م
عدد الأجزاء: 2
- الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي
الناشر: مؤسسة الرسالة
الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م
- الكتاب: صحيحُ ابن خُزَيمة
المؤلف: أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري (المتوفى: 311هـ)
حَققهُ وعَلّق عَلَيه وَخَرّجَ أحَاديثه وَقدَّم له: الدكتور محمد مصطفى الأعظمي
الناشر: المكتب الإسلامي
الطبعة: الثالثة، 1424 هـ - 2003 م
عدد الأجزاء: 2
- الكتاب: المعجم الكبير
المؤلف: سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني (المتوفى: 360هـ)
المحقق: حمدي بن عبد المجيد السلفي
دار النشر: مكتبة ابن تيمية - القاهرة
الطبعة: الثانية
عدد الأجزاء: 25
- الكتاب: صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان
المؤلف: محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ)
المحقق: شعيب الأرنؤوط
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت
الطبعة: الثانية، 1414 - 1993
عدد الأجزاء: 18 (17 جزء ومجلد فهارس)
- الكتاب: المستدرك على الصحيحين
المؤلف: أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبيالطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى: 405هـ)
تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى، 1411 - 1990
عدد الأجزاء: 4
- الكتاب: العبودية
المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى: 728هـ)
المحقق: محمد زهير الشاويش
الناشر: المكتب الإسلامي - بيروت
الطبعة: الطبعة السابعة المجددة 1426هـ - 2005م
(هذه الرسالة مطبوعة أيضًا ضمن \"مجموع الفتاوى\" 10/149، وفي \"الفتاوى الكبرى\" 5/155)
- الكتاب: متن القصيدة النونية
المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)
الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة
الطبعة: الثانية، 1417هـ
عدد الأجزاء: 1
الفهرس
المقدمة 3
تفسير الاستعاذة: 7
تفسير البسملة 10
مَتْنُ طَاِلبِ التَّفْسِيرِ 47
قائمة المصادر والمراجع 54
الفهرس 63. ❝ ⏤بستان علم النبوءة
❞ هدية إلى الأحباب
في تفسير أم الكتاب
ويليه
متن طالب التفسير
تأليف
أبي الحسن هشام
المحجوبي وأبي مريم
عبدالكريم صكاري
طبعة منقحة ومخرجة الأحاديث
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين˝ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ˝ ˝يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا˝ ˝يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)˝
وبعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أجارنا الله جميعا من النار.
إن الله تعالى خلق الجن والإنس وأمرهم بعبادته فقال عزَّ من قائل ˝ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)˝ وبين سبحانه وتعالى كيفية عبادته في الكتب التي أنزل على أنبيائه وآخرها وأفضلها وناسخها القرآن الكريم قال تعالى: ˝ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ ومُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ˝ ولايمكن أن يصل الإنسان إلى العبادة الصحيحة التي ترضي الله تعالى إلا من طريق علم التفسير الذي هو: علم يبحث في الكشف عن معاني القرآن على مراد الله وبمنهاج رسول الله وأصحابه، لذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحفظون عشرة آيات من القرآن فلا يتعدونها حتى يعلموا معناه ويعملوا بما فيها، عن ابن مسعود، قال: كانَ الرجل مِنَّا إذا تعلَّم عَشْر آياتٍ لم يجاوزهُنّ حتى يعرف معانيهُنَّ، ˝
فعلم التفسير يوصل إلى الفهم الصحيح للقرآن والفهم الصحيح يوصل إلى العمل الصحيح والعمل الصحيح يوصل إلى رضوان الله ورضوان الله يوصل إلى الجنة، لذا يعد علم التفسير سيد العلوم وأشرفها وسبيل النجاة من الضلالات والانحرافات والخرافات.
وجميع العلوم الشرعية خادمة له فلا يمكن أن يفسر عالم القرآن حتى يكون ملما باللغة العربية التي هي لغة القرآن وعلم العقيدة وعلم أصول الفقه والفقه وعلم مصطلح الحديث وعلم السير والمغازي، ومن بركات هذا العلم الكريم أن فاهم القرآن يتخشع في صلاته ويتدبر معانيه ويتلذذ بقراءته ما يدفعه إلى حفظ القرآن والإكثار من قراءته والتهجد والتنفل به قال تعالى: ˝ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ˝ وقال أبو جعفر ابن جرير الطبري: ˝ إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله، كيف يلتذ بقراءته ˝ .
وقد ورد في فضل طالب العلم الجليل أن رحمة الله تغشاه وتنزل عليه الملائكة والسكينة ويذكره الله في الملإ الأعلى، ففي الحديث الذي رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تَعَالَى، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» و أفضل سور القرآن الفاتحة، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: ˝ هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ ˝ وعَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي المَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: ˝ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال: 24]. ثُمَّ قَالَ لِي: «لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي القُرْآنِ، قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ» . ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، قُلْتُ لَهُ: «أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ»، قَالَ: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2] «هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ» و سميت بالفاتحة لأن المصحف يفتح بها وتفتح بها الصلاة، فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قال، قال النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» ومن أسمائها: أم الكتاب وأم القرآن، قَال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ» أي المشتملة على أصول معاني القرآن اللذان هما توحيد الله واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالأصل الأول مضمن من أولها إلى قوله تعالى: ˝ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ˝ والأصل الثاني مضمن من قوله تعالى ˝ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ˝ إلى آخرها ـ ومن أسمائها السبع المثاني والقرآن العظيم أي آياتها السبع التي استثنيت بها أمة النبي صلى الله عليه وسلم بالتفضيل على باقي الأمم قال تعالى: ˝ وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ˝ و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمُّ القُرْآنِ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالقُرْآنُ العَظِيمُ» و من أسمائها الراقية لأنه صلى الله عليه وسلم كان يرقي بها من الأمراض فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لاَ يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلاَءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ، فَأَتَوْهُمْ، فَقَالُوا: يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ، وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لاَ يَنْفَعُهُ، فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ شَيْءٍ ؟فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْقِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنَ الغَنَمِ، فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عَلَيْهِ، وَيَقْرَأُ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَمَابِهِ قَلَبَةٌ، قَالَ: فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا، فَقَالَ الَّذِي رَقَى: لاَ تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ، فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ، فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ»، ثُمَّ قَالَ: «قَدْ أَصَبْتُمْ، اقْسِمُوا، وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا »فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا˝ ومن أسمائها الشافية أي يشفي الله بها عباده من الأمراض المعنوية كالضلال والأمراض الحسية، قال صلى الله عليه وسلم: ˝ فاتحة الكتاب شفاء من كل سم ˝ومن أسمائها الحمد لأنها تبتدئ به قال تعالى: ˝الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ˝
و من أسمائها الصلاة أي روحها الصلاة وقيل لا تصح الصلاة إلا بها فعن أبي هريرة قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ˝ قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإِذَا قَالَ: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي – وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي – فَإِذَا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: 7] قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ˝
وقد سماها بعض العلماء بالكنز والأساس والكافية والواقية وغير ذلك.
فهي سورة مكية أي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة وقيل مدنية وقيل نزل نصفها في مكة ونصفها في المدينة، وقيل نزلت مرتين في مكة وفي المدينة، والصحيح المشهور بين المفسرين القول الأول.
ولأن المؤمن يقرأ هذه السورة على الأقل سبع عشرة مرة في اليوم في صلواته المفروضة، أقبلنا على تفسير هذه السورة العظيمة بأسلوب ميسر ومفصل وجامع لأجود ما ذكره سادتنا المفسرون في تفاسيرهم راجين من الله تعالى القبول والثواب وأن يجمعنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ومع خدمة كتابه الكريم في جنات النعيم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تفسير الاستعاذة:
اتَّفق المفسِّرون أن(الاستعاذة)ليست من القرآن، وأشهر صِيغها الواردة في السُّنة: ˝أعوذ بالله من الشيطان الرجيم˝، ˝أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم˝، وزِيد عليهما في بعض الروايات ˝من همزه ونفثه ونفخه˝ ، وقد اشتق البعض من القرآن: ˝أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ˝ و ˝أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ˝ و˝أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ˝و ˝أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ˝
ويَجوز فيها السر والجهر على المشهور، وقد اختلف العلماء في موضع قراءتها على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنها قبل القراءة؛ لأن العِلة منها طرد وساوس الشيطان عند القراءة، وقدَّروا فِعل: فإذا أردت أن تقرأ القرآن، ˝فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ˝.
القول الثاني: يُحكى عن أبي هريرة وبعض العلماء أنها تكون بعد القراءة لطرد عُجب النفس والسُّمعة وعمَلاً بظاهر الآية: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ النحل: 98.
القول الثالث: ذهب بعض المفسِّرين إلى مشروعيتها قبل القراءة وبعدها عملاً بالوجهين، والمشهور القول الأول، وقد اختلفوا في حُكمها، فذهبت طائفة من أهل العلم إلى وجوبها؛ لأن الأمر يفيد الوجوب ما لم تصرفه القرينة، والصحيح - والله تعالى أعلم - أن الأمر مصروف إلى الاستحباب لقرينة أنه صلى الله عليه وسلم استدل ببعض الآيات من غير أن يستعيذ، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الجَدَلَ»، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ [الزخرف: 58]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ أي: ألتجئ وأعتصم وأتحَصَّن بالله من أذى الشيطان الرجيم، و˝أعوذ˝ فعل مضارع يُفيد الاستمرار عكس الفعل الماضي الذي يفيد الانقطاع،
والمعنى كأن الله تعالى يأمرنا بالمداومة على الاستعاذة؛ لأن الشيطان عَدُوٌّ مبين لا يَملُّ ولا يَكلُّ مِن سعْيه لإضلال الإنسان؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 168، وقال على لسانه: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ الأعراف: 16، 17، وفي الحديث: ((إن الشيطان يبعث في الصباح سراياه فيقول من يُضلُّ اليوم مُسلمًا أُلبسه التاجَ))
وقد بُدئ الفعل المضارع بهمزة المضارعة لفائدتين - والله تعالى أعلم:
الفائدة الأولى: استدعاء حضور القلب عند القراءة؛ لأن الهمزة تُفيد الحضور.
الفائدة الثانية: استِشعار التواضع والتبرُّؤ من الكِبْر الذي أضل الشيطان، لأن الهمزة تُفيد الإفراد، ولو كانت بدَلها النون لأفادت الإحساس بالتعظيم.
الله: أصل الأسماء الحسنى وأعظمها، وهو المعبود الذي يتقرَّب إليه العباد بشتى الطاعات حبًّا وتعظيمًا، مشتق من ألَه يأْله إلهة؛ أي: عَبَد يعبد عبادة؛ ففي قراءة ابن عباس: ﴿ وَيَذَرَكَ وَإلَهَتَكَ ﴾، وقيل: الذي حيَّر العقول، مشتقٌّ من الولَه؛ أي: الحيرة وهو بعيد، وقيل: غير مشتق، والصحيح المشهور: القول الأول.
وأما الشيطان فهو الجِنِّي أو الإنسيُّ الكافر المُحارِب للإسلام، مشتقٌّ من شَطَن أي: بعُد عن رحمة الله، وقيل: الشِّياط، والمقصود في هذا السياق شيطان الجنِّ.
الرجيم: وصف له، وهو مفعول في معناه على وزن فعيل، قيل: سُمِّي بالرجيم لأنه أتى إبراهيم عليه السلام وهاجر وإسماعيل في منى، فاستعطف إبراهيمَ حتى لا يذبح ولده، فقال: أعوذ بالله منك فرجمه، ثم استعطف هاجر على ولدها فقالت: أعوذ بالله منك فرجمته، ثم استعطف إسماعيل عليه السلام على نفسه، فقال: أعوذ بالله منك فرجمه˝، فصار الرجم من مناسك الحج إلى يوم القيامة،
وقيل: سُمِّي بالرجيم؛ لأنه يسترق السمع في السماء فترجُمُه الملائكة؛ قال سبحانه: ﴿ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ﴾ [الحجر: 18]، وقيل: وُصف بذلك لأن أتباعه يرجمونه في النار.
السميع: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه الذي لا يَخفى عليه صوت مهما خَفُت، وينقسم إلى سمع عام وهو الذي عرفناه، وسمع خاص ومعناه: الذي يستجيب دعاء عباده.
وأما العليم: فهو من أسماء الله الحسنى، ومن أسمائه أيضًا: العالم والعلّام والأعلم والخبير، ومعناه: صاحب العلم الواسع المطلق؛ بحيث لا يَخفى عليه شيء.
وأما الهمز والنفث والنفخ، فالهمز: جنس من الجنون يُقال له: الموتة، والنفث: الشِّعر القبيح، والنفْخ: الكِبر، فعن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه، أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة، قال عمرو: لا أدرى أي صلاة هي، فقال: ((الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، والحمد لله كثيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً)) ثلاثًا، ((أعوذ بالله من الشيطان من نفخه، ونفثه، وهمزه)) ، قال: نفثه: الشِّعر، ونفخه: الكبر، وهمزه: الموتة.
تفسير البسملة
فالبسملة اختصار لـ ˝بسم الله الرحمن الرحيم˝ كالحمدلة والصلصلة والحوقلة، جاء في فضلها حديث موقوف حُكمه الرفع، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ˝مَنْ أَرَادَ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنَ الزَّبَانِيَةِ التِّسْعَةَ عَشَرَ فَلْيَقْرَأْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فيجعل اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا جُنَّةً مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ ˝ .
ومعناها الإجمالي: طلب العون والبركة من الله وأسمائه الحسنى صاحِبِ الرحمة الشاملة والخاصة قبل الشروع في القول أو الفعل.
فالباء للاستعانة والتبرُّك، و˝اسم˝ مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، ومعناه اللفظ الذي وُضع للشيء لِرِفعة شأنه وتمييزه عن غيره، مشتق من السُّموِّ، وقيل: من السِّمة، والمعنى هنا: أستعين وأتبرك بجميع أسماء الله الحسنى؛ لأن المفرد المضاف يفيد العموم، كقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]؛ أي: جميع نعم الله؛ لأن ﴿ نِعْمَةَ ﴾ مفرد مضاف إلى اسم الجلالة.
الله: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، وهو أعظم اسم من أسماء الله الحسنى؛ لذلك جاء مُبَيَّنًا بعد العموم؛ لأن الخاص بعد العام يفيد الأهمية والشرف، ومعناه المعبود الذي يَتقرب إليه العباد حبًّا وتعظيمًا بشتى الطاعات، مشتق من ألَه يأْله إلاهة؛ أي: عَبَد يعبد عبادة، قال سبحانه: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُو ﴾ [الحشر: 22]، وقد استنبط المحققون من أهل العلم من هذا الاسم العظيم أن المخلوقات في الأصل لا أول لها؛ لأنه سبحانه وتعالى الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده شيء في ذاته وأسمائه وصفاته، ويلزم من هذا الاسم وجود العباد له، فالمخلوقات في جنسها وأفرادها لها أوَّل كما لها آخر، أما في أصل الخَلق فلا أول له؛ لأن من أسمائه اللهَ والخالق والرب وغيرها، والله تعالى أعلم.
الرحمن الرحيم: اسمان عظيمان من أسماء الله الحسنى، قال تعالى: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]، وهما بدل من الله تابعان له في جره، وقيل: نعت.
الرحمن: على وزن فعلان، وهذا الوزن يفيد السَّعَة والامتلاء؛ أي: صاحب الرحمة الشاملة التي تشمل جميع الخَلق، فلولاها لما رُزق الكافر قطرة ماء، قال سبحانه: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، فعرشه سبحانه يتوسط الكون ويعلوه، وهو سبحانه وتعالى فوق عرشه يُغدق رحمته على جميع خلقه.
الرحيم: على وزن فعيل؛ أي: صاحب الرحمة الخاصة بالمؤمنين، فبها وُفِّقوا إلى طاعته وأُدخِلوا الجنة، قال تعالى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43]، وفي الحديث الصحيح: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، فالجزء الأول يرجع إلى اسم الرحمن، والتسعة والتسعون جزءًا يرجعون إلى اسم الرحيم.
وقيل: الرحمن الذي إذا سُئل أعطى، والرحيم إذا لم يُسأل يغضب، وهما مشتقان من الرحم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ˝قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي فَمَنْ وصلها وصلته ومن قطعها بتته˝ .
والجار والمجرور متعلق بفعل تقديره: ˝أبدأ˝، ويجوز أن يُقدَّر اسمًا ˝ابتدائي˝ على أنه مبتدأ، والمشهور أن يُقدَّر فعلاً لبلاغته، ويجوز أن يُقدَّر خاصًّا: أقرأ أو أتلو، والأفضل - والله أعلم - أن يُقدر عامًّا ˝أبدأ˝؛ لأنه يشمل جميع العبادات والأفعال، فمثلاً تلاوة القرآن فيها القراءة والتدبر والنظر إلى المصحف.
والأصل أن يُقدَّر في أول الكلمة: ˝أبدأ بسم الله الرحمن الرحيم˝، لكن الأفضل أن يُقدر في آخرها: ˝بسم الله الرحمن الرحيم أبدأ˝؛ لأن تأخير ما حقُّه التقديم يفيد الحصر والقصر والاختصاص، فيكون المعنى: أي لا أطلب العون والبركة إلا من الله، وفي هذا إدخال للتوحيد في البسملة، الذي هو إفراد الله بالعبادة.
وقد ذهب أكثر العلماء إلى استحبابها قبل الأقوال والأفعال؛ فبِها بدأ الله كلامه، وكان يبدأ بها النبي صلى الله عليه وسلم قبل أكله وشربه وجِماعه ودخوله إلى الخلاء ودخوله إلى البيت وخروجه منه، وغير ذلك.
واتفق العلماء أنها جزء آية من سورة النمل: ﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [النمل: 29، 30]، وأنها ليست في أول سورة التوبة التي فُضح فيها المنافقون ووُعدوا فيها بأشد العذاب، فلا يليق أن تُبدأ برحمة الله،
واختلفوا هل هي جزء آية من أول كل سورة، أو آية، أو ليست بآية أصلاً، أو آية من سورة الفاتحة؟ والصحيح - والله تعالى أعلم - الذي ترجح لنا أنها آية منفردة في المصحف ليست من السور، أُنزلت للفصل بينها، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الفصل ما بين السورة والسورة، حتى ينزل عليه جبريل بـ˝بسم الله الرحمن الرحيم˝.
ويجوز الإسرار بها والجهر في الصلاة وغيرها؛ جمعًا بين الروايات.
وقد بيَّن القُرَّاء أوجه قراءتها، فأباحوا جميع الأوجه، ومنعوا واحدًا:
الأوجه الجائزة:
أولاً: الفصل بينها وبين آخر السورة وأول السورة التي تليها.
ثانيًا: الجمع بينها وبين آخر السورة وأول السورة التي تليها.
ثالثًا: الفصل بينها وبين آخر السورة وجمعها بأول السورة التي تليها.
رابعًا: حذفها بالكلية.
أما الوجه الممنوع؛ فهو جمعها بآخر السورة وفصلها عن أول السورة التي تليها؛ مخافة أن يُظنَّ أنها من آخر السورة، وفيه تعطيل لمعناها المتعلق بالبدء لا بالانتهاء.
فهذا تفسير البسملة الذي ينبغي لكل طالب علم أن يَعْلَمه ويُتقنه؛ لوجودها في أول كلام الله وأوائل المتون والكتب العلمية، ولكل مسلم؛ حتى يحضر قلبه ويخشى ربه ويتذوق حلاوة البَدء بها.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (1)﴾:
إعراب الآية:
الحمد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
لله: ل: حرف جر، الله: اسم جلالة مجرور اختياري وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، وشبه جملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر مبتدأ.
رب: بدل من الله تابع له في جره وقيل نعت تابع له في جره وهو مضاف.
العالمين: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء.
وجه المناسبة بين البسملة وهذه الآية والله تعالى أعلم أن الله تعالى يعد قارئ القرآن ومفسره والعامل به بالرحمة الواسعة في الدنيا والآخرة
و المعنى الإجمالي للآية أي جميع الثناء والشكر والمدح مستحق لله تعالى خالق ومالك ومدبر جميع شؤون خلقه ˝فالحمد˝ هو الثناء على شيء بحب وتقدير وهو قريب من الشكر والمدح، فالفرق بينه وبين الشكر من وجهين.
فالحمد أعم من الشكر من جهة السبب فهو يكون مقابل الإحسان وفي غيره، نقول: ˝ فلان يحمد على حسن خلقته ˝ كما يقال: ˝ يحمد على حسن ضيافته ˝ فأما الشكر فلا يكون إلا مقابل الإحسان فهو أعم من الحمد من جهة الآلة فهو يكون باللسان والجوارح وأما الحمد فيكون باللسان قال تعالى: ˝اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ˝سورة سبأ – الآية: 12، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟قَالَ: «أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا» و أما الفرق بين الحمد والمدح:
- فالحمد يكون بحب وأما المدح فيكون بحب وبغير حب.
- والحمد يكون للعاقل والمدح يكون للعاقل وغير العاقل نقول مدح شاعر الحمراء مراكش،
- والحمد يكون موجزا وأما المدح فيكون في الأغلب أوسع من الحمد، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الحمد أفضل ذكر بعد القرآن الكريم لأن الله تعالى بدأ به كتابه الكريم وأثنى به على نفسه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ به خطبه، إذ ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يبدأ به خطبه فيقول:
«إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ» و هو ذكر أهل الجنة يلهمونه كما يلهمون النفس فهو في الدنيا تكليف وفي الآخرة تشريف، قال تعالى: ˝ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) ˝. سورة يونس الآيات: 9- 10
و هو ذكر الحافين بالعرش قال تعالى: ˝وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ˝ سورة الزمر - الآية: 75
و لازِمه جميع معاني الأذكار فما استَحق الثناءَ سبحانه وتعالى إلا وهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له المنزه عن النقص والرذائل الأكبر من كل شيء، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ˝ أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ˝ : فيحمل على من أفضل، ومثال ذلك عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: ˝ أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ ˝، قَالَ: فَأَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ˝ الْإِيمَانُ ˝، قَالَ: وَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: ˝ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ˝، قَالَ: فَأَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ˝ الْهِجْرَةُ ˝، قَالَ: فَمَا الْهِجْرَةُ؟ قَالَ: ˝ تَهْجُرُ السُّوءَ ˝، قَالَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ˝ الْجِهَادُ ˝، قَالَ: وَمَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: ˝ أَنْ تُقَاتِلَ الْكُفَّارَ إِذَا لَقِيتَهُمْ ˝، قَالَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ˝ مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ ˝، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ˝ ثُمَّ عَمَلَانِ هُمَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِمِثْلِهِمَا: حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ أَوْ عُمْرَةٌ ˝
˝ رَبِّ الْعَالَمِينَ ˝
˝رَبِّ ˝: الرب لغة: السيد أو المالك نقول رب الأسرة، وقال سيدنا يوسف على العزيز ˝ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ˝سورة يوسف – الآية: 23
و شرعا: هو الخالق المالك المدبر، من أسماء الله الحسنى المتضمنة لصفات أصلية لازمها باقي صفات الكمال فهو سبحانه ما كان خالقا ومالكا ومدبرا حتى كان عليما خبيرا غنيا حكيما رزاقا.
˝الْعَالَمِينَ˝: جمع عالم قيل هو كل جنس مخلوق عاقل كعالم الملائكة وعالم الإنس وعالم الجن، وقيل كل جنس مخلوق فيه روح، وقيل كل جنس مخلوق على الإطلاق وهو الصحيح المشهور.
فهذه الآية الكريمة اشتملت على أصل الإسلام العظيم الذي هو التوحيد فتوحيد الألوهية مضمن في قوله تعالى ˝: الحمد لله ˝ وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات مضمن في قوله تعالى: ˝رَبِّ الْعَالَمِينَ ˝، وهنا لنا وقفة لبيان التوحيد.
إنّ توحيد الله لا يتحقق إلا إذا قام على التصديق بأن الله هو الربّ والإله الذي لا شريك له ولا مثيل.
لقد أكد كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - على حقيقة التوحيد في صيغ متعددة. فمن ذلك قوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1- 4]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾سورة البقرة – الآية: 163، وقوله: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ المائدة - الآية: 73
وفي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ˝لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: ˝إِنَّكَ تَقْدُمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيه أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى..˝
وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنه عَن النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ˝بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ ˝
إنه ولِما لتوحيد الله من أهمية بالغة فقد حرص علماء الإسلام على تبيان الأصول التي يقوم عليها وما يقتضيه الإيمان بكل واحد منها.
توحيد الله وأصوله: يقوم توحيد الله تعالى على ثلاثة أصول هي:
1- توحيد الربوبية.
2- توحيد الألوهية.
3- توحيد أسماء الله وصفاته.
هذه الأصول هي حسبما اهتدى إليه العلماء متضمَّنة في الآية: ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65]، فتوحيد الربوبية متضمَّن في شق الآية: ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾، أما توحيد الألوهية فمتضمَّن في: ﴿ فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ﴾، وأما توحيد أسماء الله وصفاته فمُتضمن في: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ أي هل تعلم له شبيها ومثيلا في أسمائه وصفاته.
1- توحيد الربوبية:
يعني توحيد الله في الربوبية إفراده سبحانه بالخلق والملك والتدبير، أي الاعتقاد الجازم بأن لا خالق ولا مالك ولا مُدبر في الكون إلا اللهُ سبحانه وتعالى.
لقد نص القرآن الكريم على ربوبية الله فذَكر تفرده سبحانه بالخلق على غيره، قال تعالى: ﴿ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ﴾سورة فاطر- الآية: 3، كما أفرد الله نفسه بالملك فقال: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ [الملك: 1]، أما الدليل على إفراد الله ذاته بالتدبير فنجده في قوله تعالى: ﴿ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ﴾سورة الأعراف – الآية: 54، والمراد بالأمر هنا التدبير.
2- توحيد الألوهية:
يعني توحيد الألوهية إفرادَ العبد ربَّه بالعبادة. والعبادة كما عرَّفها ابن تيمية هي: ˝اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة˝ ، قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 3
إن الإنسان لا يصير مُوحِّدًا حتى تكون عبادته كلها موجهة لله دون غيره، بحيث لا يدعو إلا الله ولا يتوكل إلا عليه ولا يستعين إلا به ولا يحب شيئا مثل حبه ولا يخاف من شيء مثل خوفه ولا يرضى بالتحاكم بغير شرعه سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]، فتوحيد الألوهية هو حقّ الله على العباد، لأنه خلقهم ورزقهم فاستحق بذلك عبادتهم، وقد وعد سبحانه وتعالى من أفرده بالعبادة بالجنة والنجاة من النار، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل: ˝ يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ قال: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فقال - صلى الله عليه وسلم -: ˝يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: أَتَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ ˝، فقال معاذ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ˝يُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ˝
لقد كان غالبية المشركين في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - يُقِرُّون بتوحيد الربوبية، وهو ما أكده القرآن في حديثه عنهم، حيث قال تعالى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [الزخرف: 88]، لكنهم كانوا يرفضون الإقرار بتوحيد الألوهية فمنعهم ذلك من الدخول في الإسلام، لأن الدخول فيه لا يتم إلا إذا رافق توحيد الربوبية توحيد الألوهية.
3- توحيد أسماء الله تعالى وصفاته:
يعني توحيدُ أسماء الله تعالى وصفاتِه، إفرادَ الله تعالى بأسمائه التي سمّى بها نفسه وصفاته التي وصف بها ذاته في كتابه والتي أخبر بها رسوله - صلى الله عليه وسلم.
إن هذا الأصل في التوحيد لَيُبيّن للعبد سبيل التعرف على ربه والتأدب معه في الحدود التي ارتضاها سبحانه لمقامه. ويقتضي الإيمان به مراعاة القواعد التسع التالية:
أولها: لا تُستمد أسماء الله تعالى وصفاته إلا من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - لأنها غيب والغيب لا يُعلم إلاَّ من الوحي. قال الله تعالى: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى ﴾ النجم: 1، 4.
ثانيها: التسليم بأن جميع أسماء الله تعالى حسنى في منتهى الحسن، وبأن صفاته كاملة في منتهى الكمال. قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 181]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ˝إن الله جميل يحب الجمال ˝
ثالثها: يجب إثبات أسماء الله تعالى وصفاته كما جاءت في كتاب الله وسنة رسوله دون تحريف ولا تشبيه ولا نفي مع تفويض كيفيتها إلى الله. إن تفسير غنى الله سبحانه وتعالى في الآية: ﴿ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 41]، بالقدرة هو تأويل لا يجوز، أما القول بأن غناه - سبحانه وتعالى - مثل غنى أغنى الناس، فهو تشبيه لا يجوز، وأما الزعم بأن الله غني من غير غنى فهو نفي وتعطيل لا يجوز.
إن هذه التأويل يعارض قول الله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، ففي قوله: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ نفي الشبيه عن الله، وفي قوله: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ إثبات لأسماء الله تعالى وصفاته.
إن الفهم الصحيح للآية: ﴿ وَاللهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾سورة التغابن – الآية: 6، يقتضى التسليمَ بأن الله غني غنى مطلقًا ليس كغنى خلقه الذي يتسم بالمحدودية والحاجة له - سبحانه.
رابعها: لا يجوز اشتقاق أسماء الله تعالى من صفاته، بينما يجوز اشتقاق صفاته تعالى من أسمائه. قال تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾سورة طه – الآية: 5، لا يجوز لنا هنا أن نشتق من صفة ˝الاستواء˝ اسم ˝المستوي˝. أما في قول الله تعالى: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾، فيجوز لنا إضفاء صفة الغنى على الله؛ لأنها جاءت متضمّنة في اسم الغني ولأن أسماءه سبحانه وتعالى أتت دالة على كماله.
خامسها: لا يجوز حصر أسماء الله عز وجل في تسعةٍ وتسعين اسمًا لوجود دليل من السنة نَصَّ على أن هناك أسماء أخرى استأثر الله تعالى بعلمها وحده دون غيره.
لقد دأب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على القول في دعائه: ˝أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ..˝
إن هذا الدعاء ليشير إلى وجود أسماء استأثر الله بعلمها وحده، ولهذا يُحمل الحديث النبوي: ˝لله تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة˝
على أن عدد هذه الأسماء جاء على سبيل الذكر لا الحصر.
سادسها: إن للهِ تعالى صفات ذاتية وأخرى فعلية. أما صفات الله الذاتية فهي الصفات اللازمة لذاته كصفة البركة والحياة والعلم واليد والوجه.
وأما صفات الله الفعلية فهي صفات تابعة لمشيئته كصفة الاستواء على العرش وصفة الرضى وصفة الغضب، فهو يفعلها متى شاء ويدعها متى شاء.
سابعها: لا يجوز أن يُفرَد الله تعالى بصفات كالمكر والاستهزاء والخداع لما فيها من تنقيص منه سبحانه بل يعمد إلى مقابلتها بأفعال المخلوقين. إنها لا تطلق على الله إلا فيما سيقت فيه من الآيات كقوله تعالى: ﴿ وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾. سورة آل عمران – الآية: 54، وقوله: ﴿ وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [البقرة: 14، 15]، وقوله: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾ [النساء: 142].
ثامنها: لا يجوز التفصيل في الصفات التي نفاها الله عن ذاته لما يحمله ذلك من قلة أدب في حق الله عز وجل، ويُسمى كل ما نفاه الله عن ذاته صفاتًا سلبية لما فيها من نقص كنفي الولد والنوم؛ قال تعالى: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾، وقال - سبحانه -: ﴿ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ﴾، فمثلاً إذا قال إنسان لملِك أنت لست فقيرًا ولا ضعيفًا ولا ذليلًا ولو كنت كذلك لما صرت ملكًا، فلا شك أن مثل هذه الأوصاف لا تُلاقى بالتَّرحاب.
تاسعها: إذا أطلقنا على الله اسم ˝الصانع˝ و˝المقصود˝، فإن ذلك يعد حقًّا في ذاته - سبحانه - لأنه في حقيقة الأمر صانع للكون، ومقصود بالعبادة والرجاء، ولو لم يرد دليل مباشر في الكتاب والسنة على ذلك؛ لذا فقد سمى العلماء ما كان حقًّا في ذات الله، ولم يرد به نصٌّ إِخبارًا.
إن لتوحيد سبعة شروط تسمى عند العلماء بأركان وشروط لا إله إله إلا الله و لا يصير المرء موحدا حتى يحققها، فالركنان هما: الكفر بالطاغوت والإيمان بالله: قال تعالى: ˝ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ˝ سورة البقرة - الآية: 256
وقال أيضا: ˝ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ˝سورة الزخرف - الآيات: 26-27 فالكفر بالطاغوت متجلي في قوله عليه السلام: ˝ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ˝و الإيمان بالله متجلي في قوله: ˝ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي ˝
فالكفر بالطاغوت هو نفي استحقاق العبادة عن غير الله ويدخل فيه بغض كل مدع للألوهية وجهاده إن توفرت الشروط الشرعية المبينة في كتب العقيدة والفقه.
والطاغوت لغة: هو المتجاوز لحده،
وشرعا هو كل مجاوز حده من معبود أو متبوع أو مطاع برضاه، وقد يعرف بكل مشارك لله في حقه على الناس الذي هو العبادة، ورؤوس الطواغيت خمسة:
الرأس الأول: الشيطان، قال تعالى: ˝ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ˝سورة النحل – الآيات: 36
الرأس الثاني: كل من دعى الناس لعبادة نفسه، كفرعون قال تعالى: ˝ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ˝ سورة الفجر، الآيات: 6-12
الرأس الثالث: كل من عبد من غير الله ورضي وسكت.
الرأس الرابع: كل من ادعى علم الغيب وتعامل مع الشياطين لإذاية الناس كالسحرة والعرافين، قال تعالى: ˝ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ˝ سورة النساء – الآية: 51
الرأس الخامس: الحاكم الذي يستحل الحكم بغير ما أنزل الله، قال تعالى: ˝ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ˝سورة النساء – الآية: 60 وأما إن كان يعتقد أن شرع الله هو الحق وحكم بغيره بسبب هوى في نفسه أو حرص على مصلحة دنيوية فهو واقع في الشرك الأصغر الذي لا يخرج من الملة ولا يدخل في الطواغيت.
و أما الإيمان بالله فهو التصديق بوجوده وإفراده بما يختص به على الوجه الذي بيناه في معنى التوحيد، وهو يتضمن الإيمان بجميع ما أخبر الله به عن نفسه، وأخبرت به عنه رسله من صفات كماله ونعوت جلاله على وجه الإجمال والتفصيل، وتنزيهه عن التمثيل والتعطيل وعن جميع صفات النقص.
و أما شروط التوحيد التي تسمى عند العلماء بشروط لا إله إلاّ الله فهي سبعة: العلم واليقين والصدق والإخلاص والمحبة والقبول والانقياد.
الشرط الأول: العلم معنى التوحيد وهو إدراك معنى التوحيد بدليله. فالإنسان لا يمكن أن يعمل بشيء ويُطَبّقه في حياته حتى يعلمه. فالعلم لازم للعمل، قال الله تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ ﴾. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ˝من مات وهو يعلم لا إله إلاّ الله دخل الجنة˝
الشرط الثاني: اليقين وهو اعتقاد التوحيد من غير شك. قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾سورة الحجرات – الآية: 15. وقال تعالى في سورة إبراهيم عليه السلام: ﴿ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾سورة إبراهيم – الآية: 10
الشرط الثالث: الصدق وهو استقامة الظاهر والباطن على توحيد الله سبحانه وتعالى وطاعته. قال سبحانه وتعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وكُونُوا مَعَ الصّادِقينَ ﴾ سورة التوبة – الآية: 119. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ [ص: 38] مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» . وضد الصدق النفاق، فهو من أشرَّ الكفر بالله ويعني إبطان الكفر وإظهار الإسلام. قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾سورة النساء – الآية: 145
الشرط الرابع: الإخلاص، وهو الابتغاء بالتوحيد والعمل به وجَه الله تعالى وثوابه دون رياء ولا سمعة. قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ سورة البينة – الآية: 5. وقال سبحانه وتعالى أيضا: { قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي ﴾سورة الزمر – الآية: 14. وقال - صلى الله عليه وسلم -: ˝أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ نَفْسِهِ ˝ وللإخلاص قوادح تفسده، يجب معرفتها واجتنابها.
القادح الأول: الرياء، وهو فعل العبادة أمام الناس ابتغاء ثنائهم وإعجابهم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، فَقَالَ: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ، لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ» القادح الثاني: السمعة، وهي ذكر العبادة والعمل الصالح للناس ابتغاء ثنائهم وإعجابهم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ» أي من سمَّع في الدنيا أسمع الله النّاسَ عيوبه يوم القيامة. والسمعة أخطر من الرياء، لأن الإنسان قد يفعل عبادة ويُخلِص فيها ثم يفسدها بالسمعة بعد سنين.
الشرط الخامس: المحبة، وتعني حبَّ الله تعالى وحبّ ما يحبّ وكراهية ما يكره؛ لقد نعت الله عباده المؤمنين بأنهم أشد الناس حبا له، فهم لا يتخذون من دونه أنداداً كما يفعل غيرهم، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ﴾سورة البقرة-الآية: 165 وعلامة حب العبد ربَّهُ تقديم كل ما يُحب الله على ما يحبه هو وتميل إليه نفسه، وبغض جميع ما يُبغِض ربُّه وإن مالت إليه نفسه.
الشرط السادس: القَبول، ويعني أن نقبل بالتوحيد كما هو دون أدنى تردّد أو تمنُّع. لقد حدثنا الله تعالى في كتابه عن حال الأمم التي استكبرت ورَدّت كلمة التوحيد متَّهِمَةً من دَعاها إليها بالجنون فقال: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ﴾. سورة الصافات – الآيات: 35-36. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناصحا: ˝قل آمنت بالله ثم استقم˝
الشرط السابع: الانقياد، وهو الإذعان لأمر الله تعالى بالرضى المستحق. قال تعالى: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ﴾، وقال أيضا: ﴿ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾سورة لقمان – الآية: 22 ومعنى ﴿ يُسْلِمْ وَجْهَهُ ﴾ أي يذعن، ﴿ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾أي موحد، والعروة الوثقى فسّرها علماء الإسلام بـ˝لا إله إلاّ الله˝
و لا يقبل الله تعالى توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات من العبد إلا من طريق توحيد الاتباع بعد بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو إفراد النبي صلى الله علي وسلم بالمتابعة في الدين فقد أجمع العلماء أن من وصلته رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه فهو كافر قال تعالى: ˝ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ˝سورة النساء – الآية: 65وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» وقال أيضا: ˝ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، مَا حَلَّ لَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي ˝ .
و لا يحقق العبد توحيد الاتباع إلا بالشروط السبعة التالية:
الشرط الأول: العلم بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم.
إن اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يتم إلا بمعرفة سنته - صلى الله عليه وسلم -. قال - صلى الله عليه وسلم -: ˝عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ˝ وقال أيضا: ˝طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ˝ ومِن أَوْجَبِ العلمِ تَعلُّمُ سنته - صلى الله عليه وسلم.
الشرط الثاني: محبته - صلى الله عليه وسلم.
وتعني أن يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحبَّ للمسلم من نفسه وولده، فعن أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» و قال - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب: ˝ لاَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ˝ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ˝الآنَ يَا عُمَرُ˝
الشرط الثالث: التصديق بما أخبر به - صلى الله عليه وسلم.
إنَّ كل ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعدّ وحيا من الله، لذا وجب تصديقه سواء كان خبراً ماضيا كقَصص الأنبياء والصالحين، أو خبراً حاضراً كأحوال الملائكة والجن، أو خبراً مستقبَلا كعلامات الساعة وأحوال أهل الجنة والنار. قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ ﴾سورة الحديد – الآية: 28.أي صدِّقوه فيما قال.
الشرط الرابع: طاعته - صلى الله عليه وسلم-.
أمر الله المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله فقال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ سورة الأنفال – الآية: 20. أما الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد قال: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى» ومن طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ترك ما نهى عنه - صلى الله عليه وسلم -؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ﴾[31]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: ˝مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَخُذُوهُ، وَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا˝
الشرط الخامس: تحقيق عبادة الله على منهاجه - صلى الله عليه وسلم.
إن الله سبحانه وتعالى لا يقبل عبادةً حتى تكون على سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. قال الله تعالى: ﴿ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾سورة الأعراف – الآية: 158. أي تَأسَّوْا به في عبادتكم لربكم.
الشرط السادس: الإيمان بأفضليته - صلى الله عليه وسلم.
إن رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - هو أفضل الرسل دون تنقيص من رسول أو تحقير. قال - صلى الله عليه وسلم -: ˝ أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ..˝
الشرط السابع: الإيمان بخاتَمِيَّته - صلى الله عليه وسلم.
ويعني الاعتقاد الجازم بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو آخر الأنبياء والمرسلين؛ قال الله تعالى: ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾.سورة الأحزاب – الآية: 40، فلا يقبل مسلم بِمُدَّعٍ لنُبُوَّة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهما كانت مكانته. قال - صلى الله عليه وسلم -: ˝لا نبيّ بعدي˝ . أي لَا لِأحد أن يدَّعي النبوة بعدي.
الفوائد المستخلصة من الآية:
- أن الحمد خير ذكر بعد القرآن، لذا بدأ به سبحانه قرآنه.
- جميع المحاميد مستحقة له سبحانه لكمال ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
- من أسمائه سبحانه وتعالى ˝ الله ˝ وهو: المعبود الذي يتقرب إليه العباد بشتى الطاعات حبا وتعظيما.
- أن من أسمائه سبحانه ˝الرب˝ وهو الخالق المالك المدبر.
- اشتملت الآية على أقسام التوحيد الثلاثة وهي: توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
˝الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ˝
إعراب الآية:
الرحمان: بدل من الله تابع له في جره وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، وقيل نعت تابع لمنعوته في جره.
الرحيم: لها نفس إعراب الرحمان
مر تفسيرها معنا في البسملة ووجه المناسبة والله أعلم بينها وبين الآية التي قبلها أن الله تعالى يعد موحده وحامده بالرحمة الواسعة في الدنيا والآخرة فهي قبله في البسملة وبعده في هذه الآية قال تعالى: ˝ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ˝ سورة الأحزاب - الآيات: 43-44
الفوائد المستخلصة من الآية:
- أن من أسمائه سبحانه: ˝الرحمان˝ وهو صاحب الرحمة الواسعة التي تشمل جميع الخلق.
- أن من أسمائه سبحانه وتعالى: ˝الرحيم ˝ وهو صاحب الرحمة الخاصة بعباده المؤمنين.
- يستحب أن يقرن الرحمان بالرحيم في الدعاء وغيره لورود الآية بذلك وبيان فضل الله تعالى على عباده المؤمنين الذين خصهم بالرحمة الأخروية من دون سائر الناس.
˝ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ˝:
إعراب لآية:
مالك: بدل من الله تابع له في جره وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره وقيل نعت تابع لمنعوته في جره وهو مضاف.
يوم: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
الشرح:
˝ مَالِكِ ˝: أي المتصرف في يوم القيامة وقرئت أيضا ب ˝ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ˝ أي الحاكم المتصرف وهو أبلغ من مالك مشتق من الملك أما الأول فإنه مشتق من المِلك فكل ملك مالِك وليس كل مالِك ملك وجميع آيات القرآن تأتي بضم الميم كقوله تعالى: ˝لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ˝سورة المائدة – الآية: 120 وقوله تعالى: ˝ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ˝سورة غافر - الآية: 16
وقوله تعالى: ˝ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ˝ سورة البقرة - الآيات: 106و من أسمائه سبحانه ˝ مالك وملك ومليك ˝ قال تعالى: ˝ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) ˝ سورة القمر - الآيات: 54-55
و معناه صاحب الملك الواسع.
˝ يَوْمِ الدِّينِ ˝: هو يوم الجزاء لأن الله تعالى يبعث فيه الناس ليجزيهم على أعمالهم فمن كان مسلما وغلبت حسناته سيئاته دخل الجنة، وإن غلبت سيئاته حسناته دخل النار حتى يطهر من الذنوب فيدخل الجنة إلا إذا غفر الله له أو أدركته شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد المؤمنين فإنه يدخل الجنة من أول مرة،
و أما الكافر فمآله النار خالدين فيها أبدا وبئس المصير قال تعالى: ˝ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) ˝ سورة البينة - الآيات: 6-8
وقيل سمي بيوم الدين: لأنه اليوم الذي ينصر فيه الإسلام ويظهر للجميع أنه الحق.
و من أسمائه ˝ يوم القيامة ˝: أي اليوم الذي يقوم فيه الخلق من قبورهم للحساب والجزاء قال تعالى: ˝ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ˝ سورة القيامة – الآية: 1
و من أسمائه: ˝ يوم الفصل ˝: قال تعالى: ˝ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ ˝سورة الدخان - الآيات: 40 أي اليوم الذي يفصل فيه الله بين الكفر والإيمان والحق والباطل والظالم والمظلوم،
و سمي أيضا ˝ بيوم التغابن ˝: أي اليوم الذي يَغبُنُ فيه أهل الجنة أهل النار قال تعالى: ˝ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ˝ سورة التغابن – الآية: 9
و سمي ˝ بيوم الجمع ˝ لأنه تعالى يجمع فيه جميع الخلق فلا يفلت منهم أحد، قال تعالى: ˝ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ˝سورة التغابن – الآية: 9
وسمي ˝ بالغاشية ˝: لأنه يُطبق على الناس ويغشاهم بحيث لا يجدون منه مفرا قال تعالى: ˝ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ˝ سورة الغاشية – الآية: 1
و سمي ˝بالقارعة ˝ لأنه يقرع القلوب بأهواله، قال تعالى: ˝ الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11) ˝ سورة القارعة
و سمي بيوم الحشر: لأن الناس يحشرون فيه، قال تعالى: ˝ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ˝ سورة يونس – الآية: 28
و سمي بالواقعة: أي يقع على الناس فجأة، قال تعالى: ˝إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ˝ سورة الواقعة – الآيات: 1-2
و سمي: ˝بالحاقة ˝: أي يحق فيه ما أنكر من البعث والحساب والجزاء والقرآن، قال تعالى: ˝ الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3)˝سورة الحاقة – الآيات: 1-3
و سمي بيوم البعث: لأن الناس يبعثون فيه من قبورهم، قال تعالى: ˝ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ˝. سورة يس– الآية: 51
و سمي بيوم الحساب: لأن الناس يحاسبون فيه على أعمالهم، قال تعالى: ˝ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ˝ سورة الانشقاق – الآيات: 7-8
و سمي˝ بالساعة˝: لأنه هو وقت تحول الناس من الدنيا إلى الآخرة، قال تعالى: ˝قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ˝ سورة الأنعام – الآية: 30
و سمي بالصاخة: قال تعالى: ˝ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ˝ سورة عبس- الآية: 33قال البغوي رحمه الله: ˝ الصاخة ˝ يعني صيحة يوم القيامة، سميت بذلك لأنها تصخ الأسماع، أي تبالغ في إسماعها حتى تكاد تصمها.
و سمي بالطامة الكبرى: قال تعالى: ˝ فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ˝سورة النازعات – الآية: 34 قال البغوي في تفسيره: وسميت القيامة ˝ طامة ˝ لأنها تطم على كل هائلة من الأمور، فتعلوا فوقها وتغمر ما سواها والطامة عند العرب الداهية التي لا تستطاع .
و سمي بالمعاد: قال تعالى: ˝ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ˝سورة القصص – الآية: 85
و سمي بيوم التلاقي: لأن العبد يلتقي فيه بربه، قال تعالى: ˝رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ˝سورة غافر – الآية: 15
و سمي بيوم الوعيد: قال تعالى: ˝وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ˝سورة ق – الآية: 20 أي اليوم الذي يتوعد فيه الله تعالى الظالمين بأشد العذاب.
و هو تعالى مَلك ومالك ليوم القيامة وغيره، وإنما خص يوم القيامة بالمُلك في هذا السياق والله تعالى أعلم لبيان عظمت ذلك اليوم الذي ينتهي فيه ملك كل أحد ويبقى ملك الواحد الأحد سبحانه قال الله تعالى: ˝لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ˝سورة غافر – الآية: 16، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ˝ يَطْوِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ. ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ ˝
و فسرت هذه الآية بالقادر على إقامة يوم الدين وهو ضعيف من جهة اللغة والشرع فالمُلك منفصل عن القدرة ومن أسمائه تعالى الملك والمالك والقادر والقدير فيبعد تفسير المُلك بالقدرة.
ووجه المناسبة والله تعالى أعلم بين هاته الآية والآيتين السابقتين أنه تعالى سيرحم أهل القرآن والتوحيد والحمد يوم القيامة ويرون ذلك بأعينهم قال تعالى: ˝ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ˝سورة الحديد – الآية: 12
الفوائد المستخلصة من الآية:
- أن من أسمائه تعالى: ˝المالك˝ وهو المتصرف.
- أن من أسماه تعالى: ˝الملك˝ وهو الحاكم المتصرف.
- أن يوم القيامة لا ريب فيه.
- أن من أصول الإيمان الإيمان بيوم القيامة التي يقوم فيها الناس ليحاسبوا ويجزوا على أعمالهم، لذا ذكره سبحانه وتعالى في أعظم سورة في القرآن الكريم.
- أن من أسماء يوم القيامة: ˝ يوم الدين ˝ أي يوم الجزاء.
˝إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ˝:
إعراب الآية:
إيا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
الكاف: حرف خطاب مبني على الفتح.
نعبد: فعل مضارع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.
الواو: واو العطف.
إياك نستعين: جملة فعلية معطوفة على الآية التي قبلها.
الشرح:
العبادة لغة: مأخوذة من قول العرب الطريق معبد أي ممهد للسير.
و شرعا: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ˝ هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ˝
أي كل قول أو فعل دل دليل على أن الله يحب أن يتقرب له به فهو داخل في مسمى العبادة، كالدعاء والركوع والسجود والذبح والصوم والحكم وغير ذلك، ولكل عبادة منها ركنان وشرطان لا تصح العبادة إلا بهما.
الركنان هما: تمام الحب وتمام الذل له سبحانه، قال تعالى: ˝ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ˝ وقال أيضا: ˝ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ˝سورة المائدة – الآية: 54 وقال أيضا في سورة المؤمنين: ˝ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ˝ وقال أيضا في سورة البقرة: ˝ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ˝
قال ابن القيم رحمه الله في نونيته:
وعبادة الرحمن غاية حبه.. مع ذل عابده هما قطبان
وعليهما فلك العبادة دائر.. ما دار حتى قامت القطبان
وأما الشرطان فهما الإخلاص لله والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى ˝ فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ˝ أي من كان يريد حسن اللقاء مع ربه يوم القيامة فليصلح عمله باتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم فلا يرد به غير وجه ربه الأعلى، وقال أيضا: ˝ وما كان لمومن ولامومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ˝
فالإخلاص لغة هو الصفاء نقول: ˝ خالص ماء الورد ˝
و شرعا هو: الابتغاء بالعبادة رضوان الله وتوابه دون رياء ولا سمعة ولا مصلحة دنيوية، قال تعالى: ˝ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء..˝ وقال أيضا: ˝ قل الله أعبد مخلصا له ديني ˝
و له ثلاثة قوادح تفسده وبالتالي تفسد العبادة على صاحبها.
القادح الأول: الرياء وهو: إظهار العبادة لناس ابتغاء إعجابهم، قال صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ˝ أنا أغنى الشركاء عن الشرك من أشرك بي شيئا تركته وشركه˝ وقال عليه الصلاة والسلام: ˝ أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي، قيل ما الشرك الخفي يا رسول الله، قال: الرياء ˝ وفي رواية: ˝ يزين الرجل صلاته ليراها الرجل ˝
القادح الثاني: السمعة وهي: تحديث الناس بالعبادة ابتغاء إعجابهم، قال صلى الله عليه وسلم: ˝ من رأى راء الله به ومن سمع سمع الله به ˝ أي من سمع في الدنيا أسمع الله عيوبه الناس يوم القيامة.
القادح الثالث: فعل العبادة ابتغاء مصلحة دنيوية: كالذي يدعي التدين ليتزوج من امرأة تقية، أو الذي يطلب العلم ليشتهر به ويحصل المال والجاه: قال تعالى: ˝ إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ˝، فعن عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» أما الاتباع لغة: تقفي الأثر.
و شرعا: موافقة العبادة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الأصل والتفاصيل والسبب والعدد والصفة والزمان والمكان والقدر والجنس.
المقصود بالأصل: أن يكون لها دليل من سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
و التفاصيل: أي توافق سنة النبي صلى الله عليه في الجزئيات المضمنة في الأصل.
و السبب: مثل دعاء دخول المسجد فسببه هو دخول المسجد.
و العدد: مثل عدد ركعات الصلاة.
و الصفة: كموافقة هيئة النبي صلى الله عليه والسلام في الصلاة أو في الحج.
و الزمان: كأداء الصلاة في وقتها الذي بينه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
و المكان: كأداء ركعتي تحية المسجد في المسجد.
و القدر: كإخراج زكاة المال من القدر الذي بينه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
و الجنس: كالتضحية في العيد بجنس الأنعام.
و أما الاستعانة فهي طلب العون من الله، فهي عبادة قلبية لها علاقة بالدعاء، قال تعالى: ˝ وعلى الله فليتوكل المومنون ˝ وقال أيضا: ˝ فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ˝ وقال صلى الله عليه وسلم: ˝فإذا استعنت فاستعن بالله ˝
و لا يجوز أن تطلب في الأصل من غير الله إلا بشروط.
الشرط الأول: أن يعتقد المستعين أن المستعان به أعانه بقدر الله وتوفيقه.
الشرط الثاني أن يكون المستعان به حيا.
الشرط الثالث: أن يكون المستعان به حاضرا.
الشرط الرابع: أن يكون المستعان به قادرا على الإعانة. والدليل على هذه الشروط، قوله تعالى: ˝فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ ˝ سورة القصص – الآية: 15
و المعنى الإجمالي للآية ˝ إياك نعبد وإياك نستعين˝ ألا نتقرب بالعبادة ولا نطلب العون على ذلك وغيره إلا منك سبحانك.
ف˝إِيَّا ˝: ضمير منفصل مبني في محل نصب مفعول به مقدم والأصل في المفعول به أن يؤخر عن الفعل، وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والقصر والاختصاص، أي لا نعبد غيرك ولا نستعين بغيرك، والكاف حرف خطاب يفيد وجوب حضور القلب في الصلاة لأن انتقال الخطاب من الغائب إلى الحاضر يستدعي الانتباه وحضور القلب، ويفيد أيضا قرب الله تعالى من عبده خاصة في الصلاة فمن أسمائه تعالى ˝القريب˝ قال تعالى: ˝ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) ˝ سورة البقرة – الآية: 186وقال عليه الصلاة والسلام: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ» و من معاني هذه الآية الكريمة: أنه تعالى يعظم عباده الموحدين لأن نون الجمع في فعل المضارع ˝ نَعْبُدُ وَنَسْتَعِينُ ˝ تفيد التعظيم إذا أطلقت على الفرد قال تعالى: ˝ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) ˝ وفيها إشارة إلى أن المؤمنين أمة واحدة متماسكة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا لدلالة النون على الجماعة، قال تعالى: ˝ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ˝سورة الأنبياء – الآية: 92 وقال أيضا: ˝ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ˝سورة الأنعام - الآية: 159 وقال صلى الله عليه وسلم: ˝ مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ˝ وعَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» و فيها إشارة إلى أن الأصل في صلاة الرجل الجماعة لدلالة النون عليها قال سبحانه وتعالى: ˝ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ˝ وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «صَلاَةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الفَذِّ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» وفي رواية: «تَفْضُلُهَا بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» و قد اختلف العلماء في حكمها بين القول أنها شرط صحة في الصلاة وأنها واجبة وأنها سنة مؤكدة والمشهور من مذهب الإمام مالك أنها سنة مؤكدة والله تعالى أعلم.
و من معانيها أيضا أنه تعالى يحب أن يستمر عباده على الطاعة لأن الفعل المضارع يفيد الاستمرار عكس الفعل الماضي الذي يفيد الانقطاع، قال تعالى: ˝ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ ˝سورة إبراهيم – الآية: 27 وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا، وَإِنْ قَلَّ» و ينبغي الإشارة إلى تنبيه قارئ هذه الآية من خطإ شائع يحرف معناها ويبطل الصلاة إن كان بتقصير وهو نطق الياء مخففة من غير شدة ˝إيَاك˝ ف ˝الإيَا ˝ هو ضوء الشمس فيصير المعنى ضوء شمسك نعبد ونستعين.
و وجه المناسبة بين هذه الآية والآيات التي قبلها والله تعالى أعلم أن الله تعالى يحاسب الناس يوم القيامة على العبادة لا على الخِلقة والأرزاق والآجال.
الفوائد المستخلصة من الآية:
- أن أعظم أصل في الدين هو التوحيد.
- أن الله تعالى يعظم عباده الموحدين.
- أنه تعالى يحب أن يكون عباده جسدا واحدا كالبنيان المرصوص.
- أن صلاة الرجل مع الجماعة سنة مؤكدة.
- أنه ينبغي للعبد أن يطلب العون من الله على العبادة وغيرها.
- أن الخشوع من واجبات الصلاة.
- أن الله تعالى قريب من عباده المؤمنين.
- أنه تعالى يحب أن يستمر عباده على الطاعة.
˝اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ˝
اعراب الآية:
اهدنا: فعل أمر بمعنى الدعاء مبني على حذف الياء والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، نا: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول.
الصراط: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
المستقيم: نعت تابع لصراط في نصبه وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
شرح الآية:
أي وفقنا وأرشدنا برحمتك ومنك وكرمك إلى طريق الجنة الذي لا اعوجاج فيه وهو الإسلام.
اهْدِنَا: دعاء، ويكون الدعاء بصيغة الأمر ممن هو أسفل إلى من هو أعلى،
والهداية تنقسم إلى قسمين هداية توفيق وهداية دعوة وإرشاد.
فهداية التوفيق لا يملكها إلا الله سبحانه وهي في قوله تعالى: ˝ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ˝ وفي قوله تعالى: ˝ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ˝ وفي قوله تعالى: ˝ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ˝
و أما هداية الدعوة والإرشاد فهي: إرشاد الناس إلى الحق والخير وتحذيرهم من الضلال والشر، وقد جعلها سبحانه وتعالى بيد أنبيائه ودعاته، وهي في قوله تعالى: ˝ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ˝ وفي قوله تعالى: ˝ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ ˝
و في هذه الآية الكريمة ˝ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ˝ استحباب أن يكثر المؤمن من الدعاء لنفسه ولأخوانه المسلمين، قال سبحانه: ˝ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ˝ وقال أيضا: ˝ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ˝ وقال تعالى: ˝ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ˝ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ˝ إن الله يحب العبد الملحاح ˝ أي كثير الدعاء وقال أيضا: ˝ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير ˝
و قد عبر سبحانه وتعالى في هذه الآية على الإسلام بالصراط المستقيم لأنه منهاج حياة متكامل وقويم يدفع الإنسان إلى الخير ويبعده عن الشر ويوصله إلى رضوان ربه وجنته، قال تعالى: ˝ قد جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ˝ وقال تعالى: ˝ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (10) ˝
الإسلام في اللغة هو الاستسلام.
وفي الشرع هو الانقياد لأمر الله سبحانه وتعالى بالإخلاص والرضى المستحق له سبحانه. فهو مبنيّ على الاستجابة للأمر الإلهي من غير اعتراض ولا تمَنّع. وينقسم إلى قسمين: إسلام عامّ وإسلام خاص. الإسلام العام هو الاستجابة والانقياد لأمر الله تعالى في كل زمان، فهو دين جميع الأنبياء عليهم السلام وأتباعهم. والدليل قوله تعالى على لسان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾. وقال تعالى على لسان يوسف عليه السلام: ﴿ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾.
وأما الإسلام الخاص فهو اتّباع شرع محمد - صلى الله عليه وسلم -. فالله عز وجل لا يقبل شرعا ولا دينا بعد بعثته - صلى الله عليه وسلم - إلا دينه - عليه الصلاة والسلام -. قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾. وفي الحديث الصحيحالذي رواه الامام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَلَا يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، وَمَاتَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ». وقال - صلى الله عليه وسلم -: ˝لو كان أخي موسى حيّا ما وسعه إلا أن يتّبعني˝.
وضد الإسلام الكفر، ويعني في اللغة: التغطية، تُسمّي العرب الزُّرّاع بالكفار لأنهم يغطون الزرع. قال الله تعالى: ﴿ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ﴾، أي الزّراع. وفي الشرع هو رفض الإسلام وله سبعة أصول تَرجع إليها جميع شعب الكفر وصوره.
الأصل الأول: كُفر الشرك، وهو عبادة غير الله معه كدعاء الأموات والذبح لهم وحب شيء مثل حب الله والخوف من شيء مثل خوف الله والرضى بالتحاكم لغير شرع الله إلخ. قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾. وقال سبحانه وتعالى في شرك المحبة: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ﴾ وينقسم الشرك إلى شرك أكبر وشرك أصغر. الشرك الأكبر سُمّي بالأكبر لأنه يُخرج من الإسلام، وهو الذي عرّفناه. وأما الشرك الأصغر فهو الذنب الذي سُمّي بالشّرك في الشرع ولا يُخرج من الإسلام، لذا سُمّي بالأصغر، إلا أنه أقبح من كبائر الذنوب، ونذكر بعض أنواعه:
النوع الأول: الحَلِفُ بغير الله، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ˝من حلَف بغير الله فقد أشرك˝
النوع الثاني: الشرك اللفظي، وهو الشرك في اللّفظ دون القصد، كقول الرجل لولا الله والكلب لسُرق البيت، والصحيح أن يقول لولا الله ثم الكلب، لأن الواو تفيد المعية والتسوية وأما ثُمّ فتفيد التراخي، أي الكلب بعد الله. قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ˝لو شاء الله وشئت، فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: أجعلتني لله نِدّا، قل ما شاء الله وحده˝ وفي رواية: ˝قل لو شاء الله ثم محمد˝. وفي حديث آخر: ˝رأى رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه يمشي في طريق من طرق المدينة، فالتقى بنفر من اليهود قال نِعم القوم أنتم اليهود، لولا أنكم تقولون عُزير ابن الله، فقالت اليهود نِعم القوم أنتم المسلمون لولا أنكم تقولون لو شاء الله ومحمد، ثم التقى بنفر من النصارى فقال لهم نِعم القوم أنتم النصارى لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله، فقالت النصارى نِعم القوم أنتم المسلمون لولا أنكم تقولون لو شاء الله ومحمد، فلما أصبح الرجل ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال - صلى الله عليه وسلم - اجمَعُوا الناس ثم صعد المنبر وقال يأيها الناس لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ فُلَانٌ، وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ ˝
النوع الثالث: الرياء، وهو إظهار العبادة للناس ابتغاء ثنائهم وإعجابهم. قال - صلى الله عليه وسلم -: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، فَقَالَ: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ، لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ» النوع الرابع: السمعة، وهي إخبار الناس بالعبادة ابتغاء ثنائهم وإعجابهم، وهي داخلة في الشرك الخفي.
النوع الخامس: التّطيّر، وهو التشاؤم بأشياء معينة كالرجل الأسود أو الهِرّ الأسود. وسُمّي بالتطير لأن العرب في الجاهلية كانوا إذا همّوا بالخروج إلى سفر أطلقوا طائرا، فإن طار يمينا تفاءلوا وسافروا وإن طار شمالا تشاءموا ورجعوا. قال - صلى الله عليه وسلم -: ˝الطِّيَرة شرك˝. وأما التفاؤل بالخير فلا بأس به، كالتفاؤل بالأذان أو سماع القرآن أو رؤية رجل صالح، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُعجبه الفأل الحسن.
الأصل الثاني: كُفر الجحود والعناد، وهو التكذيب بالإسلام رُغم العلم بصِدقه ككفر آل فرعون، قال سبحانه وتعالى في حقهم: ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ﴾، أي كفروا بلا إله إلاّ الله رُغم علمهم بصدقها.
الأصل الثالث: كفر التكذيب، وهو الكفر بالإسلام جهلا بصِدقه، قال سبحانه وتعالى: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾ الأصل الرابع: كفر الإيباء والاستكبار، وهو الكفر بالإسلام بسبب احتقار أهله ككفر إبليس، قال سبحانه: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ ﴾ الأصل الخامس: كفر الشك، وهو التردد في صدق الإسلام، قال سبحانه: ﴿ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ الأصل السادس: كفر الإعراض، وهو إهمال الإسلام وترك تعلّمه والعمل به، قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ﴾. وقال تعالى أيضا: ﴿ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً ﴾ الأصل السابع: كفر النفاق، وهو إبطان الكفر وإظهار الإسلام، قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾. وقال تعالى أيضا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ﴾ وينقسم الكفر إلى كفر أكبر وكفر أصغر، الكفر الأكبر هو الذي بيّنّا أصوله وأما الكفر الأصغر فهو الذنب الذي سُمّي في الشرع بالكفر ولا يُخرج من الإسلام، لذلك سُمّي بالأصغر كقتال المؤمن، قال - صلى الله عليه وسلم -: ˝سِباب المؤمن فسوق وقتاله كفر˝ والدليل الذي صَرَف الكفر في الحديث من الكفر الأكبر إلى الكفر الأصغر قوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾. قال الحافظ بن كثير فقد أثبت سبحانه وتعالى الإيمان لِكلا الطائفتين رُغم اقتتالهم.
وموانع اتباع الكفار للإسلام ستة:
المانع الأول: التعصب لما كان عليه الآباء والأجداد، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ﴾سورة البقرة – الآية: 170
المانع الثاني: اتباع الهوى، وهو شهوة النفس، قال سبحانه: ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾سورة ص – الآية: 26
المانع الثالث: الكِبْر، وهو احتقار الناس والتعالي عليهم، فهو السبب الذي منع إبليس من الإسلام. قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾.سورة البقرة – الآية: 35
المانع الرابع: الخوف من زوال مصلحة دُنيوية كالملك أو المال أو الجاه، قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَة ﴾سورة التغابن الآية: 15.وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ المَرْءِ عَلَى المَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ» أي الحرص على المال والجاه يُفسد الدِّين كما يفسد الذنبان الجائعان الغنم. وقد كان الحرص على المُلك سببا في ارتداد هِرقل ملك الروم بعدما آمن.
المانع الخامس: الحسد، وهو تمنِّي زوال النعمة عن الغير، فهو من أسباب كُفر اليهود لأنهم حسدوا العرب على (النبي صلى الله عليه وسلم) وعلى القرآن. قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ سورة البقرة – الآية: 109.
المانع السادس: الجهل، وهو هنا عدم معرفة الإسلام، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ ﴾. سورة التوبة – الآية: 6
و وجه المناسبة والله تعالى أعلم بين هذه الآية والآية التي قبلها أنه تعالى:
- لا يقبل عبادة من أحد حتى يكون مسلما، قال تعالى: ˝وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) ˝ سورة آل عمران – الآية: 85
- أن من آداب الدعاء أن يبدأ بالثناء على الله لأن الآيات التي قبل هذه الآية ثناء عليه سبحانه.
الفوائد المستخلصة من الآية:
- أن التوفيق إلى الحق بيد الله سبحانه وتعالى.
- استحباب أن يدعو المؤمن لنفسه وإخوانه.
- أن الله تعالى لا يقبل دينا غير الإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
- أن الإسلام هو منهاج الحياة القويم والمتكامل الذي يدفع البشرية إلى السعادة ويبعدها عن الشقاوة في الدنيا والآخرة.
˝صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ˝
إعراب الآية:
صراط: بدل تابع للمبدل منه في نصبه وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
أنعمت: فعل ماض مبني على السكون والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
عليهم: على: حرف جر، هم: ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر اسم مجرور، وجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
شرح الآية:
أي دين ومنهاج الذين أنعم الله عليهم بالمنهاج القويم والدين الحق والسعادة الدنيوية والجنة والنظر إلى وجه الله في الآخرة من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
قال تعالى: ˝وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)˝سورة النساء – الآيات: 69-70
والنبي هو الرجل الإنسي العاقل المعصوم من الكفر والكبائر والرذائل والمكلف بتبليغ رسالة ربه،فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول والفرق بينهما على أرجح أقوال أهل العلم،
الرسول هو: الذي أوحي إليه بشرع جديد غالبا ويبعث إلى قوم مشركين،وقلنا غالبا ليخرج من القاعدة سيدنا إسماعيل عليه السلام فهو رسول نبي أبقاه الله على شرع أبيه ابراهيم عليه السلام،وأما النبي فهو: الذي أوحي إليه بإحياء شرع من قبله غالبا ويبعث إلى قوم مؤمنين وقلنا غالبا لأنه يستثنى من القاعدة آدم عليه السلام فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه نبي ولا شك أن لا شرع قبله لكونه أبو البشر وقد أخطأ من عرف النبي بالذي أوحي إليه بالرسالة ولم يؤمر بالتبليغ والرسول أمر بالتبليغ لأن هذا يتنافى مع الحكمة الإلهية المطلقة ويتعارض مع قوله تعالى : ˝ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ˝سورة آل عمران – الآية: 187
فأما الصديق فهو المبالغ في الإخلاص لربه والصدق في دينه كسيدنا أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه قال تعالى: ˝ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ˝ سورة الحديد – الآية: 19
و أما الشهيد فهو الذي قتل في جهاد مشروع لتكون كلمة الله هي العليا، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» (لو يشار لمن له حكم الشهيد كقوله صلى الله عليه وسلم قال: «المبطون شهيد، والمطعون شهيد» صحيح البخاري (7/ 131))
و أما الصالح هو الذي يصلح حياته وآخرته بامتثال أوامر ربه واجتناب نواهيه قال تعالى: ˝ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ˝ سورة الأعراف – الآية: 170
و وجه المناسبة بين هاته الآية والله تعالى أعلم والآية التي قبلها، أن الإسلام هو الدين الحق والمنهاج القويم الذي ينعم أتباعه بالسعادة الدنيوية والأخروية، قال تعالى: ˝ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ˝. سورة القلم – الآيات: 35-36
الفوائد المستخلصة من الآية:
- أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء والصالحين في كل مكان وزمان.
- أن الإسلام هو أقوم منهاج حياة يكفل للإنسان السعادة الدنيوية والأخروية.
- أن أعظم نعمة هي الهداية إلى العمل بالإسلام لأن الإنسان يعيش بها كريما سعيدا وينال بها السعادة الأبدية وهي الجنة،
- أن من صفاته سبحانه وتعالى ˝ الإنعام˝ وليس من أسمائه المنعم، لأن اسم الله يشتق من الاسم لا الفعل قال تعالى: ˝ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ˝ سورة النحل – الآية: 53
˝غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ˝
إعراب الآية:
غير: بدل تابع للمبدل منه في جره المضمر في عليهم وقيل المضمر في الذين أو نعت تابع له في جره وهو مضاف.
المغضوب: مضاف إليه
عليهم: جار ومجرور متعلق بالمغضوب
و: الواو للعطف
لا: زائدة لتأكيد والتنبيه.
وقد قرئت الراء بالفتح ˝ غَيْرَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ˝ (وهي قراءة شاذة): أي لا تجعلنا على دين ومنهاج الذين غضب الله عليهم بسبب تركهم العمل بالعلم كإبليس واليهود ومن كان على شاكلتهم ولا الذين انحرفوا عن الصراط المستقيم بسبب جهلهم بالدين كرهبان النصارى وغلاة الخوارج والتصوف ومن كان على شاكلتهم، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمُ الْيَهُودُ، وإنَّ الضَّالِّينَ النَّصَارَى» و ينقسم العمل بالعلم إلى كفر ومعصية ومكروه ومباح.
فالكفر: كترك اعتقاد أصول الإيمان والعمل بالتوحيد
و أما المعصية كشرب الخمر مع العلم أنها حرام
و أما المكروه: كترك المستحبات.
و أماالمباح: كترك العمل بسنن العادات مثل طريقة مشيته صلى الله عليه وسلم وما يحبه من المأكولات.
و الكفر والمعصية يوجبان غضبه سبحانه قال تعالى: ˝وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ˝سورة البقرة الآية: 61
وقال أيضا: ˝ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ˝سورة البقرة – الآية: 90
و ينقسم الضلال إلى كفر وبدعة:
فالكفر هو الذي دل الدليل على أنه يخرج من الإسلام كاعتقاد إيمان وصلاح إبليس قال تعالى: ˝ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ˝سورة آل عمران – الآية: 90
و أما البدعة في هذا السياق: فهي التقرب بعبادة إلى الله لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كالذكر بالشطحات والرقصات الطرقية، قال تعالى: ˝ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ˝سورة النساء – الآية: 115 وقد دلت هذه الآية ˝غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ˝ على صفة فعلية من صفاته تعالى وهي الغضب، فهو تعالى يغضب غضبا يليق به لا كغضب الخلق،
والصفات الفعلية تابعة لمشيئته سبحانه وتعالى فهو يغضب متى شاء على من شاء بعدل مطلق وحكمة بالغة وإرادة نافذة.
و وجه المناسبة والله تعالى أعلم بين هاته الآية والآية التي قبلها:
أصل الولاء والبراء، فالولاء حب الله تعالى وحب جميع محبوباته وهو مضمن في قوله تعالى: ˝اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ˝
و البراء هو بغض جميع مبغوضاته تعالى وهو مضمن في قوله تعالى: ˝غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ˝
قال تعالى: ˝ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ˝سورة الممتحنة – الآية: 4و قال أيضا: ˝و إذ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) ˝ سورة الزخرف - الآيات: 26-27
الفوائد المستخلصة من الآية:
- أن من صفاته تعالى الفعلية الغضب.
- أن الله تعالى يغضب على من ترك العمل مع علمه به.
- لزوم وصف الضلال لكل جاهل بالإسلام.
- أن المغضوب عليهم والضالين في النار عكس المنعم عليهم.
- أن العالم التارك للعمل أشر من الجاهل لأنه تعالى قدم المغضوب عليهم على الضالين.
- أن من أراد أن يرض ربه عنه ويكون على صراطه المستقيم فعليه الجمع بين العلم والعمل.
آمين:
اتفق المفسرون أنها ليست من الفاتحة إنما هي جواب على الدعاء المضمن في الفاتحة ومعناها: ˝ اللهم استجب ˝
و حكمها: تجب على المأموم إن أمن الإمام لقول النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ˝ إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ، فَأَمِّنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ˝
و أما إذا لم يؤمن الإمام فلا يجوز للمأموم أن يؤمن فعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ˝ إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَلاَ تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، ˝
و وقت تأمين المأموم بعيدة تأمين الإمام والدليل أنه صلى الله عليه وسلم قال: ˝ إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ، فَأَمِّنُوا ˝
و محل الشاهد أن أمن فعل ماض يفيد الانقطاع وقيل يؤمن مع الامام والراجح القول الأول.
و يستحب التأمين للمنفرد والامام، وفي الصلاة السرية للمأموم، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يؤمن في هذه الحالات، ويجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: تَرَكَ النَّاسُ التَّأْمِينَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ: ˝ ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: 7]، قَالَ: «آمِينَ» حَتَّى يَسْمَعَهَا أَهْلُ الصَّفِّ الْأَوَّلِ، فَيَرْتَجُّ بِهَا الْمَسْجِدُ ˝
و يستحب أيضا أن يُمد بها الصوت فعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: 7] فَقَالَ: ˝ آمِينَ ˝ يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ˝
و نقول في النهاية أن سورة الفاتحة بحر شاسع من العلم والحكم والمواعظ البليغة مهما درسنا وتحرينا وجمعنا وكتبنا فلن نصل إلى ساحله وأملنا في الله أن يتقبل منا ما كتبناه ويحفظه بما حفظ الذكر الحكيم ويكتب له الانتشار والقبول بين الناس ويجعله هاديا إلى الصراط المستقيم والمنهاج السليم ورضوان الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تم بحمد الله يوم الأحد 18رمضان 1436 بمدينة مراكش الحمراء. على الساعة السابعة مساء
و الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.
مَتْنُ طَاِلبِ التَّفْسِيرِ
تأليف
أبي الحسن هشام المحجوبي
و
أبي مريم عبد الكريم صكاري
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحمدُ لِلهِ مُبَيِّنِ القرآنِ بسنة خيرِ الآنامِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ وعلى آل بيتهِ وصحابتهِ الكرامِ.
عِلْم أُصولِ التفسيرِ
اِعلمْ وفقكَ اللهُ أنَّ أُصولَ التَّفسيرِ عِلمٌ يبحثُ في الأصولِ والقواعدِ والمناهجِ الشرعيةِ التي توصلُ المفسِّرَ إلى المعنى الصحيحِ لكتابِ اللهِ، وأولُ من ألفَ فيهِ الإمامُ أبو جعفرَ مُحمدٌ اِبنُ جريرٍ الطبريُّ في مقدمةِ تفسيرهِ ˝جَامِعُ البَيَانِ فِي تَفْسِيرِ القُرْآنِ ˝ وحُكمهُ فرضُ كِفايةٍ، وأمَّا ثَمرتُهُ فهي صَوْنُ الفهمِ عنِ الخَطإِ في تأويلِ كتابِ اللهِ.
وَ يشتمِلُ هذا العلمُ على عدَّةِ مباحثَ.
المبحثُ الأولُ: معرفةُ المنهجيةِ الصَّحيحةِ للتفسيرِ.
فالتفسيرُ هو: الكَشفُ عن معاني القرآنِ.
و منهجيَّتُهُ الصَّحِيحةُ هي: تَفسيرُ القرآنِ بالقرآنِ وتفسيرُ القرآنِ بالسنَّةِ النَّبَوِيَّةِ وتفسيرُ القرآنِ بأقوالِ الصَّحابةِ وتفسيرُ القرآنِ بأقوالِ التابعينَ وتفسيرُ القرآنِ باللغةِ العربيةِ.
المبحثُ الثَّانِي: مَعرفةُ الدَّلاَلاَتِ اللغويةِ الَّتِي يحتاجُ إِليهَا المُفسرُ.
كالخبرِ والإنشاءِ والمشتركِ المعنوي والمترادفِ.
فالخبرُ: هوَ كلُّ قولٍ يحتملُ الصِّدقَ والكذبَ ؛ كقولِكَ: ˝خليلٌ يقرأُ القرآنَ˝.و أمَّا الإنشاءُ فهوَ مَا لاَ يحتمِلُ الصدقَو لا الكذِبَ ويتضمَّنُ كلاً منَ الأمرِ والنَّهيِ والدُّعاءِ والإلْتِمَاسِ والإستفهامِ والتمنِّي و الرجاءِ والعرْضِ والتَّحْضِيضِ والقسمِ والذَّمِّ والمدحِ وصيغِ البيعِ.فالأمرُ: هو طلبُ الفعلِ مِمَّنْ هوَ أَعلى إلى مَنْ هوَ أَدْنى على سبيلِ الوجوبِ حتَّى تصرفَهُ قرينَةٌ إلى النَّدبِ أو الإباحَةِ، ويكونُ بصيغةِ إفعلْ أو مُضَمَّنا في الخبرِ.و أمَّا النَّهْيُ: فهو طلبُ تركِ الفعلِ مِمَّنْ هو أعلى لِمَنْ هوَ أدْنَى على سبيلِ المنْعِحتَّى تَصْرِفَهُ قرينَةٌ إلى الكَراهةِ، ويكونُ على صِيغَةِ لا تفعلْ أو مضمنا في الخبر.
و أما الدُّعاءُ: فهو طلبٌ مِمَّنْ هو أدْنَى إلى مَنْ هو أَعْلى.و أمَّا الإلْتِمَاسُ: فَهُوَ طلبٌ مِنْ مُساوٍ.و أَمَّا الإسْتِفْهامُ: فهوَ تَوْجيهُ السُّؤالِ.و أمَّا التَّمَنِّي: فهو الرَّغْبَةُ في شَيْءٍ بعيدِ المنالِ.
و أمَّا الرَّجَاءُ: فهوَ الرغبة في شيء قريبِ المنالِ.و أما العرْضُ: فهو طَلَبُ الشَّيْءِ برفْقٍ ولِينٍ.و أما التَّحْضيضُ: فهو طلب الشيء بشدةٍ.و أما القَسَمُ: فهو الحلفُ.و أما الذَّمُّ: فهو ذِكْرُ المَعَايِبِ .و أما المدحُ: فهو ذكر المحاسنِ.و أما صِيَغُ البيعِ: كقولك بِعتُكَ كذا بكذا.
النوع السادس: إطلاقُ الكُلِّ على الجُزءِ ؛
كقَول الله تَعَالَى في الحديثِ القدسي: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ ˝
النوع السابع: إطلاق المُسَبَّبِ على السَّبَبِ ؛ كقوله تعالى: ˝وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ˝
النوع الثامن: إطلاق السبب على المسبب ؛ كقوله تعالى: ˝أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا ˝
و أما المُشْتَرَكُ: فهو اللَّفْظُ الواحدُ الَّذي يتضمَّنُ عِدَّةَ مَعَانِيَ مُخْتَلِفَةً مثل كلمةِ ˝اشْتَرَى ˝
وينقسمُ إلى مشتركٍ حرفيٍ ومشتركٍ اسميٍ ومشتركٍ فِعليٍ.
و أما المُترادِفُ فهو اللألْفَاظ المُخْتلِفةُ في البناءِ والمُتَّفِقةِ في المعنى كالعلْمِ والمعْرِفةِ.
المبحث الثالث: معرفةُ دَلَالَاتِ التفسيرِ
تنقسمُ دلالاتُ التَّفْسيرِ إلى دلالاتٍ يُحتَجُّ بها وإلى دلالات لا يُحتَجُّبها.
الدلالات التي يحتج بها هي: المُحْكَمُ، والظَّاهِرُ، والمُبَيَّنُ، والمَنْطوقُ، ومَفْهومُ المُوافقةِ، ومفهومُ المخالفةِ، ودلالةُ السِّيَّاقِ، ودلالةُ الإشارةِ، ودلالةُ الاِقْتِضاءِ، ودلالةُ الإيماءِ.
فالمُحْكَمُ هُوَ: النَّصُّ الواضحُ، بحيثُ لا يَحتاجُ إلى نصٍ آخرَ لِبيانِ معناهُ وأما الظَّاهر فهو: الدَّلالةُ الشَّرْعِيَّةُ المُتَضَمِّنَةُ لِمعنى راجحٍ.
وأما المُبَيَّنُ فهو: الدَّلَالَةُ الشَّرْعيةُ المُفَسِّرَةُ لِلْمُتَشَابِهِ.
و أما المَنْطُوقُ فهو: دَلَالَةُ الَّلفْظِ الظَّاهِرَةِ. وأما مفهوم المُوَافَقَةِ فهو: المعنى المَسْكُوتُ عَنْهُ المُوَافِقِ لِلْمَنْطُوقِ.
و أما مفهوم المُخَالَفَةِ فهو: المعنى المَسْكُوتُ عنه المُخَالِفِ لِلْمَنْطُوقِ.و أما دَلَالَةُ السِّيَّاقِ فهي: المعنى الذي قَبْلَ الكَلَامِ وبَعْدَهُ، ويسمى الذي قَبْلَ الْكَلَامِ بالسِّبَاقِ والَّذي بعدهُ بالِّلحاقِ.
و أما دلالة الإشارةِ فهي: المعنى التَّابِعُ لِلْمَقْصُودِ مِنَ النَّصِّ.
و أما دلالة الاقْتِضَاءِ فهيَ: الَّلفْظُ المُقَدَّرُ الَّذِي لَوْلَاهُ لَمَا اسْتَقَامَ معنى النَّصِّ.و أما دلالة الايماءِ فهي: الوَصْفُ الذي لولاه لَمَا كان للدليل معنى.
و أما الدلالات التي لا يُحْتَجُّ بها فهي: المُتَشَابِهُ، والمُؤَوَّلُ.
فالمُتَشَابِهُ هُوَ: النَّصُّ الَّذِي خَفِيَ مَعْنَاهُ بِحَيْثُ يَحْتَاجُ إلى نَصٍّ آخَرَ لِبَيَانِهِ أو يَحْتَمِلُ عِدَّةَ أَوْجُهٍ، ومَنْهَجُ أَهْلِ الحَقِّ تَفْسِيرُهُ بِالمُحْكَمِ.
و أما المُؤَوَّلُ فهو: الدَّلَالَةُ الشَّرْعِيَّةُ الَّتِي تَحْتَمِلُ مَعْنًى مَرْجُوحاً.
المبحث الرابع: مَعْرِفَةُ الإِسْرائيلِياتُ في التَّفْسِيرِ.
فالإسرائيلياتُ هي: قَصَصُ بَنِي إسرائيلَ وتنقسم إلى ثلاثة أنواعٍ.
النوع الأول: إسرائيلياتٌ جاءَ بها القرآنُ والسنَّةُ فهذه حجةٌ في التفسيرِ.
النوع الثاني: إسرائيليات جاءتْ في كتب بني إسرائيلَ ووَافَقَتْ شرعنا فهذه لا تُصدَّقُ ولا تُكذَّبُ، ويُستأنسُ بها في التفسيرِ.
النوع الثالث: إسرائيليات جاءت في كتب بني إسرائيل وخالفت شرعنا، فهذه تُرد باتِّفاقِ المُفَسِّرِينَ
المبحث الخامس: معرفة العَامِّ والخاصِّ، والمُطْلَقِ والمُقَيَّدِ
فالعامُّ هو: اللفظ المُسْتَغْرِقُ الشَّامِلُ كقوله تعالى: ˝ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ˝ و صيغُ العمومِ في اللغة كثيرة كلفظ ˝ كلٍّ˝، و˝ال˝ للجنس والاستغراقِ، و˝النَّكِرةُ˝ في سياق النفيِ أوِ النهيِ أو الشرطِ أو الاستفهامِ، و˝متى˝ في عموم الزمان، و˝أينما˝ في عموم المكان،و ˝مَنْ˝ للعاقل و، ˝ما˝ لغير العاقل، والمفرد المضاف.و أما الخَاصُّ فهو: اللفظُ المُسْتَثْنِي لبعض أفرادِ العمومِ كقوله تعالى: ˝ قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ ˝ .
و ينقسم التَّخْصِيصُ إلى تخْصيصٍ بالعقل، وتخصيصٍ بالحسِّ، و تخصيصٍ بالعرف وتخصيصٍ بالوصف، وتخصيصٍ بالنَّصِّ
و أما المُطْلَقُ فهو: ما دَلَّ على ذاتٍ غيرَ مُقَيَّدَةٍ بوصف، كقوله تعالى في كفارة اليمين: ˝ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ˝
و أما المُقَيَّدُ فهو: الوصف الذي يُقَيِّدُ مُطْلَقَ الذَّاتِ كقوله تعالى في كفارة القتل الخطإ: ˝ وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ˝ .و يُحمل المُطْلَقُ على المُقَيَّدِ إن اتفقا في السببِ والحُكْمِ أو اتفقا في الحُكْمِ واختلفا في السبب.
المبحثُ السادسِ: مَعْرِفَةُ النَّاسِخِ وَالمَنْسُوخُ.
النَّسْخُ هو: تَعْويضُ لَفْظٍ أو حُكْمٍ شَرْعِيٍ سَابِقٍ بدليلٍ شرعيٍ لاحقٍ،و ينقسم إلى أربعة أقسام: نسخُ القرآنِ للقرآنِ، ونسخُ السنةِ للقرآنِ،و نسخُ القرآنِ للسنةِ، ونسخُ السنةِ للسنةِ.
وينقسم النسخ في القرآن إلى ثلاثة أقسامٍ:
القسم الأول: ما نُسِخَ رَسْمُهُ وحُكْمُهُ.
القسم الثاني: ما نُسِخَ حُكْمُهُ وبَقِيَ رَسْمُهُ.
القسم الثالثِ: ما نُسِخَ رَسْمُهُ وبَقِيَ حُكْمُهُ.
المبحث السابع: مَعْرِفَةُ القُرْآنِ المَكِيِّ والمَدَنِيِّ.
فالقرآنُ المكيُّ هو: الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرةِ ويعرفُ بإخبارِ الصَّحابي ونبذِ الشِّرْكِ، وتأصيلِ العقيدةِ، وبلفظ ˝يَا أَيُّهَا النَّاس˝، وذكر قَصَصِ الأمم السَّابِقَة وقوَّة الخطابِ.و أما القرآنُ المَدَنِيُّ فهو: الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهِجرةِ ويعرف بإخبار الصحابي، وبذكر الأحكام الفقهية، وبفضح المنافقينَ، وذكر بعض الغزوات، وانتقال الخطاب إلى أهل الكتاب، ولفظ ˝ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ˝.و الفائدة من معرفة المكيِّ والمدنيِّ هي: تعميقُ الفهمِ لكتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ ومعرفةِ الناسخِ والمنسوخِ
المبحث الثامن: مَعْرِفَةُ أَسْبَابِ النُّزولِ.
فأسباب النزولِ هي: الأسئلةُ والحوادثُ التي كانت سبَباً في نزول القرآن زمن النبوَّةِ .
فقد يتعدَّدُ النَّازِلُ والسَّبَبُ واحدٌ، وقد تتعدد الأسباب والنازل واحد.و فائدة معرفتِها الوصول إلى المعنى الصحيح للقرآن الكريم، والسَّعة في الإطلاع على معانيه.
المبحث التاسع: مَعْرِفَةُ اخْتِلافِ التَّنَوُّعِ واختلافِ التَّضَادِ.
فاختلاف التَّنَوُّعِ هو: اتفاق المفسرينَ على معنى الآية مع اختلافِهم في التعبيرِ، أو تفسيرِهم للآية بمعاني مختلفة يسوغ الجمع بينهما.
و أما اختلافُ التَّضادِ فهو: تفسير الآيةِ بمعنيين أحدُهما راجحٌ والآخر مرجوحٌ.
المبحث العاشر: معرفة شروطِ المفسرِ.
شروطِ المفسرِ ثمانيةٌ:
الشرطُ الأولُ: التَّقْوَى والسَّمْتُ الحسن عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ» الشرط الثاني: سلامة العقل والنَّفس من الأمراض.
الشرط الثالث: أن يكون مُلِمًّا بعلوم الآلة كاللغة وأصول الفقه ومصطلح الحديث.
الشرط الرابع: أن يكون مُلِمًّا بأصول العقيدة الصحيحة.
الشرط الخامس: أن يكون مُطَّلِعاً على كتب الحديث كالصحيحين، والسنن الأربعة، وموطأ الإمام مالك، ومسند الإمام أحمد.
الشرط السادس: أن يكون له علم بفقه المذاهب الأربعة
الشرط السابع: أن يكون له علم بالتاريخ والسِّيَّر والمغازي.
الشرط الثامن: أن يكون له اطلاع واسع على تفاسير المتقدمين والمتأخرين.
تم بحمد الله
قائمة المصادر والمراجع
- كتاب رب العالمين: القرآن الكريم
- الكتاب: تفسير القرآن العظيم (ابن كثير)
المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)
المحقق: محمد حسين شمس الدين
الناشر: دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون - بيروت
الطبعة: الأولى - 1419 هـ
- الكتاب: تفسير الجلالين
المؤلف: جلال الدين محمد بن أحمد المحلي (المتوفى: 864هـ) وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (المتوفى: 911هـ)
الناشر: دار الحديث - القاهرة
الطبعة: الأولى
عدد الأجزاء: 1
- الكتاب: فتح القدير
المؤلف: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ)
الناشر: دار ابن كثير، دار الكلم الطيب - دمشق، بيروت
الطبعة: الأولى - 1414 هـ
- الكتاب: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى: 1376هـ)
المحقق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق
الناشر: مؤسسة الرسالة
الطبعة: الأولى 1420هـ -2000 م
عدد الأجزاء: 1
- الكتاب: التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد»
المؤلف: محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى: 1393هـ)
الناشر: الدار التونسية للنشر - تونس
سنة النشر: 1984 هـ
عدد الأجزاء: 30 (والجزء رقم 8 في قسمين)
- الكتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
المؤلف: جابر بن موسى بن عبدالقادر بن جابر أبوبكرالجزائري
الناشر: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية
الطبعة: الخامسة، 1424هـ/2003م
عدد الأجزاء: 5
- الكتاب: التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف: دوهبة بن مصطفى الزحيلي
الناشر: دار الفكر المعاصر - دمشق
الطبعة: الثانية، 1418 هـ
عدد الأجزاء: 30
- الكتاب: جامع البيان في تأويل القرآن
المؤلف: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبوجعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)
المحقق: أحمد محمد شاكر
الناشر: مؤسسة الرسالة
الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 2000 م
عدد الأجزاء: 24
- الكتاب: التيسير في القراءات السبع
المؤلف: عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر أبوعمر والداني (المتوفى: 444هـ ) المحقق: اوتوتريزل
الناشر: دارالكتاب العربي - بيروت
الطبعة: الثانية، 1404هـ/ 1984م
عدد الأجزاء: 1
- الكتاب: أسباب نزول القرآن
المؤلف: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468هـ)
المحقق: عصام بن عبدالمحسن الحميدان
قال المحقق: قمت بتوفيق الله وحده بتخريج أحاديث الكتاب تخريجا مستوفى على ما ذكر العلماء أو ما توصلت إليه من خلال نقد تلك الأسانيد
الناشر: دار الإصلاح - الدمام
الطبعة: الثانية، 1412 هـ - 1992 م
المؤلف: القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الرعيني، أبو محمد الشاطبي (المتوفى: 590هـ)
المحقق: محمد تميم الزعبي
الناشر: مكتبة دار الهدى ودار الغوثاني للدراسات القرآنية
الطبعة: الرابعة، 1426 هـ - 2005 م
عددالأجزاء: 1
- الكتاب: مناهل العرفان في علوم القرآن
المؤلف: محمد عبدالعظيم الزُّرْقاني (المتوفى: 1367هـ)
الناشر: مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه
الطبعة: الطبعة الثالثة
عدد الأجزاء: 2
- الكتاب: الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير
المؤلف: محمد بن محمد بن سويلم أبوشُهبة المتوفى: 1403هـ))
الناشر: مكتبة السنة
الطبعة: الرابعة
عدد الأجزاء: 1
- الكتاب: أصول في التفسير
المؤلف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين(المتوفى: 1421هـ)
أشرف على تحقيقه: قسم التحقيق بالمكتبة الإسلامية
الناشر: المكتبة الإسلامية
الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م
عدد الأجزاء: 1
- الكتاب: القاضي عياض ومفهومه للإعجاز القرآني
المؤلف: أحمد جمال العمري
الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الطبعة: السنة العاشرة – العدد الثاني - 1397هـ - 1977 م
عدد الأجزاء: 1
- الكتاب: الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري
المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي
المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر
الناشر: دار طوق النجاة
الطبعة: الأولى، 1422هـ
عدد الأجزاء: 9
الكتاب: المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
المؤلف: مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى: 261هـ)
المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي
الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت
عدد الأجزاء: 5
- الكتاب: سنن أبي داود
المؤلف: أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجِسْتاني (المتوفى: 275هـ)
المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد
الناشر: المكتبة العصرية، صيدا - بيروت
عدد الأجزاء: 4
- الكتاب: سنن الترمذي
المؤلف: محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى (المتوفى: 279هـ)
تحقيق وتعليق:
أحمد محمد شاكر (جـ 1، 2)
ومحمد فؤاد عبد الباقي (جـ 3)
وإبراهيم عطوة عوض المدرس في الأزهر الشريف (جـ 4، 5)
الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي - مصر
الطبعة: الثانية، 1395 هـ - 1975 م
عدد الأجزاء: 5 أجزاء
- الكتاب: المجتبى من السنن = السنن الصغرى للنسائي
المؤلف: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، النسائي (المتوفى: 303هـ)
تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة
الناشر: مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب
الطبعة: الثانية، 1406 - 1986
عدد الأجزاء: 8
- الكتاب: سنن ابن ماجه
المؤلف: ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، وماجة اسم أبيه يزيد (المتوفى: 273هـ)
تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي
الناشر: دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي
عدد الأجزاء: 2
- الكتاب: الموطأ
المؤلف: مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني (المتوفى: 179هـ)
المحقق: محمد مصطفى الأعظمي
الناشر: مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية - أبو ظبي - الإمارات
الطبعة: الأولى، 1425 هـ - 2004 م
عدد الأجزاء: 8 (منهم مجلد للمقدمة، و3 للفهارس)
- الكتاب: مسند ابن أبي شيبة
المؤلف: أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي (المتوفى: 235هـ)
المحقق: عادل بن يوسف العزازي وأحمد بن فريد المزيدي
الناشر: دار الوطن - الرياض
الطبعة: الأولى، 1997م
عدد الأجزاء: 2
- الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي
الناشر: مؤسسة الرسالة
الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م
- الكتاب: صحيحُ ابن خُزَيمة
المؤلف: أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري (المتوفى: 311هـ)
حَققهُ وعَلّق عَلَيه وَخَرّجَ أحَاديثه وَقدَّم له: الدكتور محمد مصطفى الأعظمي
الناشر: المكتب الإسلامي
الطبعة: الثالثة، 1424 هـ - 2003 م
عدد الأجزاء: 2
- الكتاب: المعجم الكبير
المؤلف: سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني (المتوفى: 360هـ)
المحقق: حمدي بن عبد المجيد السلفي
دار النشر: مكتبة ابن تيمية - القاهرة
الطبعة: الثانية
عدد الأجزاء: 25
- الكتاب: صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان
المؤلف: محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ)
المحقق: شعيب الأرنؤوط
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت
الطبعة: الثانية، 1414 - 1993
عدد الأجزاء: 18 (17 جزء ومجلد فهارس)
- الكتاب: المستدرك على الصحيحين
المؤلف: أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبيالطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى: 405هـ)
تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى، 1411 - 1990
عدد الأجزاء: 4
- الكتاب: العبودية
المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى: 728هـ)
المحقق: محمد زهير الشاويش
الناشر: المكتب الإسلامي - بيروت
الطبعة: الطبعة السابعة المجددة 1426هـ - 2005م
(هذه الرسالة مطبوعة أيضًا ضمن ˝مجموع الفتاوى˝ 10/149، وفي ˝الفتاوى الكبرى˝ 5/155)
- الكتاب: متن القصيدة النونية
المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)
الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة
الطبعة: الثانية، 1417هـ
عدد الأجزاء: 1
الفهرس
المقدمة 3
تفسير الاستعاذة: 7
تفسير البسملة 10
مَتْنُ طَاِلبِ التَّفْسِيرِ 47
قائمة المصادر والمراجع 54
الفهرس 63. ❝
❞ تَاج العَرُوس من جَوَاهِر القَامُوس أو تَاج العَرُوس معجم عربي - عربي، ألفه العلامة مرتضى الزبيدي، شرحا لمعجم القاموس المحيط الذي كتبه الفيروزآبادي، وتصفه مكتبة الوراق على شبكة الإنترنيت عند تقديمها له بأنه \"أضخم معاجم اللغة العربية، قديمها وحديثها، ولقد شُرع في طباعته عام 1965م، وطبع المجلد منه في سنة 1984م، وفي مقدمتهِ تعريف بما هو تحت الطبع منه، وجميعه (35) مجلداً، وحقق مصطفى حجازي ثلاثة مجلدات منه وشارك في ستة، وقد أصدرت دار إحياء التراث العربي ببيروت نشرة منه، وعلى كل مجلداته خطأ مطبعي مطرد، وهو أن الكتاب (تحقيق إبراهيم الترزي) وليس بصحيح، وإنما هو محقق الجزء العاشر منهُ فقط، وهناك طبعة أخرى منه بتحقيق مصطفى جواد وهي طبعة نادرة نشرتها دار الفكر في بيروت سنة 1944. ❝ ⏤محمد بن محمد الزبيدي
❞ تَاج العَرُوس من جَوَاهِر القَامُوس أو تَاج العَرُوس معجم عربي - عربي، ألفه العلامة مرتضى الزبيدي، شرحا لمعجم القاموس المحيط الذي كتبه الفيروزآبادي، وتصفه مكتبة الوراق على شبكة الإنترنيت عند تقديمها له بأنه ˝أضخم معاجم اللغة العربية، قديمها وحديثها، ولقد شُرع في طباعته عام 1965م، وطبع المجلد منه في سنة 1984م، وفي مقدمتهِ تعريف بما هو تحت الطبع منه، وجميعه (35) مجلداً، وحقق مصطفى حجازي ثلاثة مجلدات منه وشارك في ستة، وقد أصدرت دار إحياء التراث العربي ببيروت نشرة منه، وعلى كل مجلداته خطأ مطبعي مطرد، وهو أن الكتاب (تحقيق إبراهيم الترزي) وليس بصحيح، وإنما هو محقق الجزء العاشر منهُ فقط، وهناك طبعة أخرى منه بتحقيق مصطفى جواد وهي طبعة نادرة نشرتها دار الفكر في بيروت سنة 1944. ❝
❞ الهيئات المكلفة بحماية البيئة
إن نجاح سياسة إدارة عقلانية للبيئة يتوقف أولاً على القدرات المؤسساتية، ذلك أن النصوص القانونية وحدها غير كافية على تنظيم أي مجال من مجالات الحياة العامة للأفراد، ما لم يتم تعزيزها بأجهزة ذات فعالية تتحكم في القضايا البيئية عن طريق ما يمنحه لها المشرع من أساليب في هذا الإطار، وفيما يخص الهيئات المكلفة بحماية البيئة يجب التنويه أن هناك العديد منها سواء على المستوى المركزي أو تلك المتواجدة على المستوى المحلي، كما لابد الإشارة إلى الدور الهام التي تلعبه الجمعيات باعتبارها وسيلة لإرساء الثقافة البيئية في المجتمع.
المطلب الأول: الهيئات المركزية
تميزت الهيئات المركزية المتعلقة بالبيئة في الجزائر بمسار فريد من نوعه منذ إنشاء أول هيئة عنيت بمسألة البيئة والمتمثلة في المجلس الوطني للبيئة سنة 1974 إلى غاية إحداث المديرية العامة للبيئة في 1994 وإقامة كتابة الدولة الكلفة بالبيئة في 1996.
فمنذ حل المجلس الوطني للبيئة سنة 1977 جالت البيئة عبر عدة قطاعات، حيث تم ضم الإختصاصات البيئية بوزارات أخرى كالغابات سنة1981، وزارة الري سنة 1984، وزارة الداخلية سنة 1988، وزارة البحث والتكنولوجيا سنة 1990، ثم وزارة التربية سنة 1992، إلى أن تم إنشاء كتابة الدولة المكلفة بالبيئة سنة 1996.
ومنذ 2001 نجد على رأس الهيكل الإداري المنظم للبيئة وزارة تهيئة الإقليم والبيئة، التي تعتبر السلطة الوصية على القطاع عن طريق تسييره بالرقابة السلمية التي تفرضها على مختلف المديريات الولائية للبيئة وذلك لضمان تطبيق الأهداف المتوخاة من التشريع البيئي ولتحقيق التوازن بين الخصوصيات الجغرافية والبيئية لكل منطقة والقضايا البيئية ذات البعد الوطني.
ويوجد على رأس الوزارة، وزير تهيئة الإقليم و البيئة، الذي يكلف أساساً في ميدان البيئة بما يأتي:
- المبادرة بالقواعد والتدابير الخاصة بالحماية والوقاية من كل أشكال التلوث وتدهور البيئة والإضرار بالصحة العمومية وبإطار المعيشة، وإتخاذ التدابير التحفظية الملائمة.
- المبادرة بقواعد وتدابير حماية الموارد الطبيعية والبيولوجية والأنظمة البيئية وتنميتها والحفاظ عليها.. ❝ ⏤وزارة العدل _ المملكة العربية السعودية
❞ الهيئات المكلفة بحماية البيئة
إن نجاح سياسة إدارة عقلانية للبيئة يتوقف أولاً على القدرات المؤسساتية، ذلك أن النصوص القانونية وحدها غير كافية على تنظيم أي مجال من مجالات الحياة العامة للأفراد، ما لم يتم تعزيزها بأجهزة ذات فعالية تتحكم في القضايا البيئية عن طريق ما يمنحه لها المشرع من أساليب في هذا الإطار، وفيما يخص الهيئات المكلفة بحماية البيئة يجب التنويه أن هناك العديد منها سواء على المستوى المركزي أو تلك المتواجدة على المستوى المحلي، كما لابد الإشارة إلى الدور الهام التي تلعبه الجمعيات باعتبارها وسيلة لإرساء الثقافة البيئية في المجتمع.
المطلب الأول: الهيئات المركزية
تميزت الهيئات المركزية المتعلقة بالبيئة في الجزائر بمسار فريد من نوعه منذ إنشاء أول هيئة عنيت بمسألة البيئة والمتمثلة في المجلس الوطني للبيئة سنة 1974 إلى غاية إحداث المديرية العامة للبيئة في 1994 وإقامة كتابة الدولة الكلفة بالبيئة في 1996.
فمنذ حل المجلس الوطني للبيئة سنة 1977 جالت البيئة عبر عدة قطاعات، حيث تم ضم الإختصاصات البيئية بوزارات أخرى كالغابات سنة1981، وزارة الري سنة 1984، وزارة الداخلية سنة 1988، وزارة البحث والتكنولوجيا سنة 1990، ثم وزارة التربية سنة 1992، إلى أن تم إنشاء كتابة الدولة المكلفة بالبيئة سنة 1996.
ومنذ 2001 نجد على رأس الهيكل الإداري المنظم للبيئة وزارة تهيئة الإقليم والبيئة، التي تعتبر السلطة الوصية على القطاع عن طريق تسييره بالرقابة السلمية التي تفرضها على مختلف المديريات الولائية للبيئة وذلك لضمان تطبيق الأهداف المتوخاة من التشريع البيئي ولتحقيق التوازن بين الخصوصيات الجغرافية والبيئية لكل منطقة والقضايا البيئية ذات البعد الوطني.
ويوجد على رأس الوزارة، وزير تهيئة الإقليم و البيئة، الذي يكلف أساساً في ميدان البيئة بما يأتي:
- المبادرة بالقواعد والتدابير الخاصة بالحماية والوقاية من كل أشكال التلوث وتدهور البيئة والإضرار بالصحة العمومية وبإطار المعيشة، وإتخاذ التدابير التحفظية الملائمة.
- المبادرة بقواعد وتدابير حماية الموارد الطبيعية والبيولوجية والأنظمة البيئية وتنميتها والحفاظ عليها
❞ Rêyên zanyarî ji tekoşîndariya
nijadperestî, koçberîbûn û totelîteriyê re
Rêber Hebûn
ji pirtûka Evîn hebûn e û hebûn zanîn e
1- xuristiya sîstemên rojhilatnavînî
Rojhilata navîn di seranserê neqşeya xwe de ricîmên mîna mafiyayê têde berz dibin, rewa ne di warê navdewletî de, terorê li pêş çavê cîhana sivîl pêktîne, guhertina wê bi destê destwerdana derveyî ve ye, ne li ser xwestek û vîna cemaweran e, li gel wê ew dewletan tundiya kor pêktînin ji bo serkotkirina çi tevgereke gelerî armanca xwe guhertin e, li pêş newêrekiya van desthilatan û sertiya wan ji kolekirina cemaweran û dûrxistina wan ji şêweyên têgihiştina jiyanê, dema jehrên xwe yên netewî û ragehî ji gelên xwe re dihêlin bi rêya wê ve fermandariya xwe ji civakê re berdewam dikin carne bi xapandinê ve û carne din bi hêzê ve,li gel wê em dikarin bibêjin ku vexwenderê guhertinê ( dijberiyên çekdar) ne rastbûn bi vexwendina xwe ji guhertinê re, ew têgeha guhertinê tênegihîştin ji bilî guhertina kesayetan û danîna kesayetên din dewsa yên berê, xemên ên nû tenê berdewamkirina rêbaza pêşiyên xwe yên zorkar (Hilbûna Sûrî) (Îraq piştî ketina Seddam Husên.)
Herwisa ev beza dijwar bê dunde û armanc dibe, li rex gêjbûna mêjî û koçberiya wî, taku ji encama vê yekê ve bibe êzingekî ji cengên navxweyî re
ew ceng tiştekî li pêş xwe nahêlin, mirov û keviran jinavdibin,ji ber vê yekê pêdivîbû zanbûna guhertinê, wate û çawaniya wê, ma ew ji bo nûjenkirina jiyanê û demukratîbûna wê ye an ew derbirîneke li ser sernigûnbûn û lotikînê li paş ve?
Ji ber vê li hember zordariya desthilatê bi hovîtiyeke berdêl têkirin, ne kêm pepûkî ye ji aliyê zorkar ve, ji ber ku cengên çekdar ji berjewendiyên dewletên herêmî û navdewletî ve ye, bingehekî ji kontirolkirina rêyên wê re çêkiribûn.
Ew cengeke bi hevgariyê ve bindest e, van ricîman dibin têde husteya pêkanîna cûreyên komkûjiyan (Komkûjiya Helebçe 1) ( Komkûjiya Hema2) û çêkirina aloziyan û belavkirina hingemeyê ( Serbestberdana ricîma Sûrî ji girtiyên Islamî re dema vêketina bayê gelerî li Sûrî 2011) li gel wê tundî û dijtundiyê ( Ricîm û dijberiyê) dihêle xelk di nav deryayeke xwînî de melevaniyê bikin, gunehên yên berve saman, desthilatî û gendeliyê de diçin aşkere dikin bi rêya çûna berdewam û rabûna li ser xwestekên xelkê û mafên wan (hevdûgirtina Sûrî 3.)
--------------
1- Komkûjiya Helebçe: hêzên ricîma Îraqê li hember Kurdan li bajarê Helebçe ya Kurdistanî li başûrê Kurdistanê 1988 pêkanîbûn.
2- Komkûjiya Hema: komkûjiyeke di Sibata 1982 de çêbû dema hêzên bejî a Erebî Sûrî û bêlûkên Piştevaniyê bajarê Hemayê dorpêçkirin li gor fermanên serokê welêt Hafiz Elesed 27 roj ew dorpêçkirin berdewam kir ji bo qirkirina raperîna Elixwan Elmuslimîn li hember dewletê.
3- Hevdûgirtina Sûrî ji hêzên şoreş û dijberiya Sûrî ew hemahengiyeke ji komên dijberiya Sûrî pêkhatibû.
Û di bin siha windabûna dîtina cûda de kom bê rêber diçin û ji hevdû ve mîna libên tizbiyê belavbûyî belav dibin,li benda kî wê bi rêve bibe, bê ku alavên rêveberkirinê binasin, di bin siha nediyariya guhertinê lê pala xwe dide li ser ramanê û çalakirina ji rêveberkirina wê ve bi rengekî kirdeyî ve bi rêya gotûbêja bi mêjiyan re û şiyarkirina wan ve bi rêya têgihiştina wê ji sirûştiya rewşa wê ve, li gel wê civak derbirîneke ji rengê sîstema desthilatî re ye dema di dîmenê wê de rewşekî diyar dibe têde maf û erkên takekesan tête daqurtandin, ji sedema bikaranîna tirsê mîna alavekî ji derbirînê li ser sertiyê ve, wê çawa mêjî rabibe û zo mezin bibe bin siha kêmanî û pêdiviyê, lê bê guman ku qonaxên mirov a yekem ta radeyekî mezin kesayeta wî ava dikin, ji ber ku fişara civakî û hestbûna bi sêwîbûnê ve û kêmaniya mezin ji nermiyê re dikare kesayeteke bê par têkçûyî ava bike , derdê êş û pêrewiya mezin berve tundiyê bikşîne û ev yeka dihêle hestekî ji tolhildanê ve diyar bibe û gera li ser mafa a windayî bi rêya xwestineke dijwar ve ji xwestina wê re bi rengekî nankor û çavbirçî ve.
Ew yeka dihêle kiryarê gunehbariyê carcaran durist bibe, û xwedîkirin dibe amana bingehîn e ji pêşwazîkirina hemî reftar û kiryarên yên zarok wêna dimêtê ji destpêka çêbûna wî ve, tewrîvanên çepgir dibêjin ku sermedarî ew tekbare yê divê li hemberê wê şer bête lidarxistin bê ku bibêjin ku totelîteriya navendî ew kargeh û bingeha sîstema hebûna wê ye û divê pêşî bête jinavbirin û guhertin, ji ber ku navendiya totelîter ew naveroka sermedarî a bingehîn e ji çi hilweşandineke civakî a hatî re .
2- hewildanekî ji têgihiştina koçberîbûnê
Seyrbûna mirov ji tiştekî re ji derveyî tiştê ku di destê wî de ew dihêle ku zêde biêşe, ev yeka me dihêle em vegerin felsefa Hindî a banga têgeha ne girêdanê kiribû, dema gotibû ku derd çêdibe dema mirov bi tiştekî ne a xwe ve tê girêdan, em dikarin wisa rêwîtiya mirov di nav koman de bi derbasbûna xwe ve li qonaxên çêbûna wî vegerînin ,ku ew serpêhatiya girêdanê ye, û têkreçûna têgihiştina wî ku ewê din bi me ve ne girêdayî ye ew tiştekî ne diyar e ji derveyî refê takekes ve û çûna wî ya xweserî û xwesteka wî ji girêdan û pêketinê re, ji bo nîgarkirina rewşa têkiliyeke jiyankirinê armanc dike, ji ber ku di bin siha wê civakê de ,em azadiya biryarê dibînin ku ne diyar e ji henas re di bin siha ricîmeke nêrîtiyê de, xuristiya ramana a jiyanbûyî ew ê qelşanê kûr kiribû bi sedema harbûna hêmanên tirs û pêdiviya dijwar ve di navbera tofên civakî de, ji ber peywendiyên mirovî bi têkreçûn û qutbûnê ve bindest in,tirs ji şadiyê ve û dûrketin ji gera li wê , ev yeka wateya wê ketina di lawazî û hingemeya henas de ye, li gel wê zoreng natebite, û di vir de kêşeya azadiyê aşkere dibe,li gel wê yaseyên sert ên mêjiyên takekesan dişon û wan dihêlin bê can û mirî bin an mêrên rîbût bin, nikarin çi guhertinê pêkbînin,tenê têkreçûn û awanteya a ku hişên yên li ser her tiştî serdest aşkere û nehêne dike, li gel wê ramanvanê Rosî Nîqolay Eliksenderûftş Birdayif dibêje : ( Çi tiştê ku ji civakê ve dertê nêzî koletiyê dibe, lê çi tiştê ku ji giyan ve dertê banga azadî û derperînê dike.) û bi vî rengî ve em gotinê wî dibînin berztir dibe di rewşa vê civaka dorpêçûyî de bi bend û baskên xizanî û milhûriyê ve.
Bê guman ku wêjeya zîndanan (Şeytanok- Mistefa Xelîfe) nûnertiya diyarkirinekî ji rewşa zîndanî a deronî re dike, li pêş lêdan, işkence û kişkişandinê yê ku ew wan jiyan dikin û ew fêrîkirineke ji aliyê deroniya wî re ye, herwiha hestbûna xwestina mirinê bi sedema azarbûnê ve ye, an çi tiştê ku êş û bindestî û tirsa heyî radiwestîne, berhinde ji êş re qonax û çaxên berve bedkariyê li kirêtirînê radibin ta tiştê herî bi saw û bi dînbûn ve, li gel wê azarbûna pîroz heye a ku di deqên olî de diyar dibin bi rêya gotûbêja soz û gefdanê ve , li gel wê tiştekî ji hestbûna bi azadiya xwedayî bi saw ve nîne ji ber ku tê pesindan bi rengekî bi bandor ve dikeve di hest û hizrê kesê pêşwazker yê bawermend de ta li wî pêdivî bike ku bitirse ji bêzariya a di jiyanê û piştî mirinê de. (Azariya gorê û Dojehê.)
3-Bandora cîgeha nû li ser niştecî
Em peywendiya niştecî bi cîgeha nû re dibînin ku bi temamî ve cûda ye ligel cîgeha a ku lê nû penageh dibe, bi sedema bêhoşiya wî û xastina wî ji mîl û helwestên demborînê ve, ji ber ku guhertina têgeh û reftaran pêdiviya xwe bi demê ve heye,ev ji bo kesên bilyan in ên ezmûnên bi êş ve berî penaberiyê jiyabûn, lê ew nikarin bibin beşekî xuristî ji civaka nû di derbarê têkelbûnê de, eger em wan bi zarokan ve daneberhev bikin, zarok zo têkel dibin bi awayekî rehet û hêsan ve.
Reweşt fermandariyê dikin li ser wan kesên ên zehmetiyên têkelbûnê li cîgeha nû dikşînin, ev yeka ne bi pêwîstî ve mirov bighîne encamekê bi çêbûna qayimbûnekê ji yekgirtinê ve bi xuristiya welat yê lê ew kes têde niştecî dibe, têgihiştina mirov bi palpiştbûn li sirûştiya vegûhêztinên wî ve û şîrovekirina guhertinan li gor rewşên bandorbûn û bandorkirinê ê jîndarê mirovî wana pêşwaz dike bi sûd in ji bo diyarkirina peywendiyê di navbera mirov û erdnîgariyê de bi rêya pevxurîna wî bi kesayet û alavan ve û wergirtina wî ji serpêhatiyên sûdmend re û beşdariya di avakirina kesayeta takekes de û avakirina zanîn û berketiyên wî bi rêya peywendiyê bi derdorê re,lê ev yeka ne hêsan e ji xwedî serpêhatiyên hevgarî ên serkotkirineke desthilatî û civakî di eynî demê de jiyabûn, ev yeka rolên têkelbûna wan di cîgeha nû de asteng kiribû, li gel wê komên serpêhatiyan ên takekesên penaber werdigrin sînora pêkanîna wan ji şopandina mercên guhertinê re ligel rewşê sînordar dike, li gel wê serguhabûna ramanî , wijdanî û viyanî di bin siha derdora nû de bi rengekî xwebexş pêknaye, li gel miqatebûna bi takekes ve û şîrovekirina paldarî û kiryarên wî ji ber ku gelek girîng e ev yeka ji bo naskirina aliyê nehêne ji kesayeta wî ve, ya armanca jiyaneke baştir dike, lê rikeberiyên rewşê û bendên jiyanê û fişarên wê ,herwiha çendayîyên ên rolekê ji nîgarkirina nîşanên jiyana mirov dilîzin mirov birêve dibin ji gîhandina rastiya a dibêje ku mirov lawê wan xêzên bêçare ne û ew li ser rehniya xuristiya rewşan mirovekî ne azad e û azadî dimîne nîgaşek, hizr mijol dike û pir caran ne xuya ye, wateya wê çi ye?
Çawa mirov pê şad dibe bi awayekî giyanî an daringî ve!?
Ev pirsînên yên di hizrê takekes de dilivin di dema gera wî ji bo penageyeke aram ta têde bijî, cîgeheke ku têde bê tirs û metirsî tevbigere, lê metirsiya mirov timî di hizr de dimîne , dema hebûn tune dibe û mirov dîlgirtiyê demborînê dimîne bi helwest, bûyer û bîrovebûnên wêna li ser henas ta demekî dirêj ve .
Takekes timî di bîranîna demborînê de ji reftarên xwe ve qutnabe, bi taybetî ve eger ew demborîn têde saw û têkreçûn hebe, ji ber ku lêdanên yên derbasî takekes dibin bi demê re neman nabin, lê di ne hestbûnê de cîgir dibin û tevlî koma sêwirên takekesî dibin,di hundir de dimînin, di nav xwe de dijîheviyan hembêz dikin, dema takekes bîra erdê dike, hewayên hêdî ne rêncbûyî dibin pêşkerekî ji jiyaneke baş re, têde geşbûn û ferehî gelek peyda dibe, bi vî rengî em dikarin takekesê penaber têbighin dema xwe li dor zincîrekê ji helwestan dipêçîne wî hîşt tebitî be û li dor demsalên demborînê û peywendiyên wê pê re bizîvire, bi awayekî dudil ve, ew metirsî parçeyekî naye veqetandin ji henas ve, dihêle hensa fêrî sêwirên xwe bibe, vekişîna berve ez û dûrketina ji nakokiyên din ve bi wê re, tenahî hîşt bibe nanê jiyanê a bingehîn, ji bo em henasê binasin divê em têgeha piran di navbera din de saz bikin, ji ber ku reqbûna a ku penaber bi ê din re dijî wî dihêle tam ji aramiyê qut bibe, û jêre xuyakirin dide ku jiyan tenê şeytanokeke li ser xwe ve dizîvire , rastî çi ye?, bi rêya tiştê ku mirov ji jiyana xwe dixwaze tê berketin,ango tiştê wî dihêle geş bimîne û wateyên ferehiya cûrbecûr bijî.
Serpêhatiyên mirovan encameke girîng in ji takekes re ji bo bikaribe henasa xwe geş bike bi rêya guhertinên girîng di derbarê pêşveçûna kirdeyî de, têgihiştina vê yekê alîkariyê dike ji bo têgihiştina zikmaka rastiyê bi palpiştbûna li ser seyarana girtinheviyê ji bo baştirînê.
4-Nasnameya serketî di rû nasnameyên barketî de
Cengên nasnameyan bê guman di her cihî de û ji derveyî sînoran ve diqewime, lihevketin di kokên xwe de kêşeyekê radike naveroka wê hewildana desthilatên netewî a navendî ji binyadkirina girtinheviyên navxweyî ên gerentiya hebûn û serdestiyên wê di dewlet û civakên xwe yên resen de didin, li gel wê em Tirkên alîgir ji rêbaza Islama siyasî re a ku ( Erdoxan 1 nûnertiya wê dike) dibînin tevî ku gelek ji alîgirên wî li Elmanyayê jidayikbûn e di nav derdoreke demukratîk de ku bi maf û erkan ve bawer dibe,lê ew tevî vê yekê şêwaz û nerînên netewî ên teng a li hember her tiştekî demukratîk derdikeve weşan dikin.
Ew nakokiya a cîgir di nav vê tofê de ,şopîner li matmayîbûnê dehf dide, ta bipirse li ser dûsereyîya ramandinê, eger tu bi milhûrekî desthilatdar ve bawer dibî û li pey wî diçî, çima venagerî û li welatê ku ew têde serok e najî!?, dewsa tu bi binemayên yeksanî û demukratiyê ve li van welatan şad dibî?!!.
Welatê ku ew têde mezin bûn e û bi civakên wê re têkelbûn e, çawa em dikarin vê şîrove bikin û vê cihêbûna ramanî têbighin dema tu piştgiriyê milhûrî û navendiya dewletê dikî di eynî dema tu li welatekî li ser bîngeha sazî , ricîma yekbûyî a ne navendî û yaseyê avabûye de dijî!
Ev yeka me dihêle em agehdar bibin sengerkirina parastvanê nijadperestiyê bi ramaneke li hember jiyanê û hevjiyana hevbeş napejirîne û li hember nerînên cûda tekoşînê dike ji berjewendiya yekalîbûna nerîn,raman û gelemperatiya wî.
Em cengên nasnameyê dibînin mîna bersiveke ji suriştiya girtinheviya mirovî dema bi rêve diçe ji bo parastina taybetmendiyê bi rêya jêbirina taybetmendiya ê beranber ve an pişaftina wî di nav xwe de, li gel wê zorenga nijadan li ser nankoriya malgirtinê derbirîn dike,dagirkirina erdnîgariyê, hatinên xwarinê, gaz û avê .
----------------------
1- Receb Teyib Erdoxan 26.02.1954 hatibû dinê, siyasetvanekî Tirkî ye û serokê duwanizdemîn e û niha ye ji Tirkî re ji sala 2014 ve.
Ev rê dide aliyê serkeftî ku destê xwe deyne li ser samanê, wê hilîne û anîber bike li ser hesabê stûxwariya nasnameyên biçûk ê helistên bergiriyê li cem nîne taku bikaribe li berxwe bide, ji ber ku navçe bi girtinheviyan ve cîteng bûye, û li ser nanê diljêçûnê jiyan dike, berdêla vê yekê pêkanîna pirojeyên têkoşîndar û jînî û vexwendina li civakeke zanyar ,xwesteka karê sazmanî dike mîna destikeke rizgarbûnê ji cenga nasnameyan a vala, eger agirên cengên gewdehî û devên agir û gullebaranê rawestin, lê wê bi hêsanî şopên agirên gûrbûyî newe jinavbirin, ên bi xwe re heznekirî û kînê tînin, û li ser tê avakirin ji aliyê ew ricîma a ku bi movikên dewleta Tirk ve ji damezrandina wê ve girtî ye, li ser bingehên nijadperst û totelîter çi nirxî ji netewên ên pê re dijîn nade, serweriya nijada Tirkî û binyadkirina wê mîna çandeke bingehîn li dibistan, peymangeh û zanîngehan û kûrkirina daberizka ez û bişanhildana diljêçûnê bi rêya vê yekê, kûrkirina girsbûnê di ez de li cem nijada tirkî bi fermaneke desthilatî ve nûbûyî bi rêya hatina ricîmên faşî, ew xatirkariyeke ji tewriya hêz re ye, û kolekirina pêkhateyên lawaz, rûtkirina wan ji rabûnên hebûna xwe re,ji erd, nasname,ziman û şopên şaristanî ve, pişaftina rêzimanî ê ricîmên Tirkî pêkanîbûn gerentî dabû ji pişaftina gelê Kurd di nav zimanê Tirkî de, gelek hatibûn e pişaftin, nikarin dûbere li zimanê xwe miqate bin, an nirxekî baş û
rastîn bidne zimanê xwe, bi bihaneya ku dem dereng ket û êdî nema ev yek çareser dibe, an bi rêya bihaneyên ne girêdayî bi pêwendiya ziman bi hatinrêzê ve, û wisa em dibînin ku rewşa xemsariyê hatibû dîtin mîna hewildanekê ji bo hembêzkirina pişaftinê an pejirandina û rewakirina wê, ev yeka dibû ji alavên serkeftina qirkirina rewşenbîrî, li rex hewildanên dewleta Tirk ji roxandina kevineşopên dîrokî û konewarên şaristanî li bakûrê Kurdistanê (Hesekêf) wek nimûne û kevineşopên li Amedê ya kevin (Diyar Bekir- Taxa Sûr) û wêrankirina kevineşopên (Eyin Dare) li Efrînê, ji derveyî paşguhkirina wêzimkarî li navçeyên Kurdistanî û belavkirina Islama kevinşopî têde, binyadkirina rewşa çetîtiyê a bi saloxgeriyê û artêşa Tirkî re hevkar e ,herdû gelek kiryarên wêranker li hemî deverên Kurdistanê pêkanîbûn, ji bo bazdana xwedî war û valakirina navçeyan ji xelkên wê ve û koçkirina wê ya berdewam bi aliyê bajarên Tirkî a mezin ve û hîştina Kurdistanê paşgukirî wek kavilên bêkesmayî, ji ber vê yekê armanca tewriya hêzê ew guhertina kiryarê di derbarê takekes û koman de û ger bi cengên derveyî ve û qirkirinên gewdehî ve dewlet avabûn wê pişt re bête veguhêztin li qonaxa miqatebûna ji bermayên van cengan ve di civakê de, bi çandina tovên têgeha serweriyê ve li ser jîndarên lawaztir, gotinekî oveye bicî dibe naveroka wê ku( hêza wan pêkhateyên lawaz û bindest xurtir bû wê rikberiyeke metirsîdar li ser dewleta netewperest a bi hêz ve bikin), ma çawa dewleta Tirk hebûna xwe mîna neqşeyeke siyasî parast!?, bi rêya kirîna kesan bi pereyan ve , ji nêzikirina hinek rêvebirên êlên Kurdî ve (Hawarxwastina Eteturk ji axeyên êlên Kurdî ve di dema cenga serxwebûna Tirkî de) an bi rêya kuştin û serkotkirina şoreşan ve (raperîna Şêx Seîd Bîran sala 1925 pişt re serhildana Seyid Rîza 1937-1939), bi rêya ajotina êlên alîgir ji dewletê re li hember van şoreşan û ev kiryar tê nûjenkirin ji aliyê neviyên Toranî ve ta roja me ya îro ( çeteyên parastvanên gundan li hember partiya karkerên Kurdistanê.)
Ji ber vê em tekoşîndariya nijadperestiyê mîna kedekî zehmet dibînin dema dewlet mîna alavekî parastî jêre be, wî ji hewildanên gewirîn û serkêşiya cemawerî diparêze, ta bibe destûr û rêyeke jiyanê, bobelat û cengên navxweyî ta dema dûr bi dû xwe ve tîne tevî ku cîhan bûye gundeke gerdûnî biçûk ji pêşketina destikên xweşî û peywendiyan ve, lêbelê ramanên netewperest têkneçûn, lê têne çalakirin û xwarinkirin berdewam in (Rasta Millî li Ewrûpayê) û dehfandina cemaweran ji lêketinên vala ve bi dawiyê ve hatin û xêrên wê neman dibe, ji ber vê yekê kedên dikin di rû bivveya derbasbûna tewriya netewî û kirina wê mîna sedema parçekirinê hîn têr nake bi taybetî ve ku desthilatên xwedî moreke totelîter li hember çi hewildaneke demukratîbûnê li hundirê wêlêt an ji derveyî sînoran ve radiweste, mînaka vê yekê tiştê ku Îran û Tirkî dike ji guhertina rê û aliyê van şoreşên rojhilatnavînî ve û xwarkirina wê berve xefka Islama siyasî bi herdû şaxên wê yên Sinnî û Şêî ve, lê hewildana zorkariya fermî ji dewleta serkotker re ji bo bicîkirina xwesteka cûdaxwazî an serxwebûnê diyar e bi rêya pêngavên tunekirin û paşgukirina gellan yên dijberiyên siyasî ji van ricîman re eynî rêbaza desthilatê bikaranîn li hember pêkhateya Kurdî bi rêya berdana roparta serketinê, tiştê hîşt xwesteka cûdaxwazî an serxwebûnê xwestekeke lezlêkirî û serkeftî be dema ku bi xwestekên navdewletî re lihevhatî be, ji ber ku rastiya dîtina civakeke demukrat pêknaye di bin siha hebûna zorkariya fermî ên van dewletan pê êrîş dikin û di navbera hevdû de timî li ser piştrast û erê dikin tevî çiqas nakokî û rewşên aloz, ev yeka jî derî vekir ji destwerdanên navdewletî û zorengên herêmî re ê bêhtir gelê Kurdistanê buhaya wê ya giran dida.
5- Tekoşîndariya nijadperestiyê û berzbûna civaka zanyar
pîşesaziya azadiyê bi rengekî kirdeyî ve bi şoreşa mêr û jinê ve girêdayî ye di eynî demê de, û rêbaza zanyariya rastîn ew ji bo jêbirina kêmaniyê û hestbûna bi jêrîtiyê ve li pêş yê serkeftî an serçûyiya hilgir ji reftarên desthilatê ve yê pê hatinrêzên xelkê dixe di bin gefê de, divê ew şoreş bê têgihiştin pêşî ji pêdiviyeke bê sînor ve ji ezgerkirina mirov ve ta dûrî kêşeyê girêdayî bi bîrdozkirina wî ve be li gor rêbaza desthilatê.
Berketina me ji kêşeyên kûr ya civakê ve û baweriya me bi sûdê guhertina wê û rakirina jêrîtiyê ji ser jina rojhilatnavînî ve dibe sedemekê ji zayîna ramanan re û avabûna kesayeta ne pêrew , ji ber ku takekes pêşî li dayika xwe dinêre, mîna mînakekê di destpêka çêbûna xwe de, û li alava desthilatdar a sert dibîne çawa ku dixebite ji bo perwerdekirina mirovan li ser rageha şiyarbûn û tirsê , bi mebest ve hizr mijol dike bi rêya bêkarî, xizanî û paşgukirina wêzimkariyan û belavkirina gendeliyê mîna rêyekê ji belavbûna hingemeya civakî ve, ji ber vê yekê em zanyarên mêr li rex zanyarên jin dibînin parçebûyî , ji hevdû cuda ji bo çarenivîsê xwe dixebitin, çi sazî wana nacivîne û derdê parçebûnê dikşînin, ev yeka jîniya netewê lawaz dike, wê dihêle di nav dabeşbûn û parçebûna xwe yê siyasî de be, yên ricîmên totelîter li wan bi rêya tirs û kirîna kesan ve sepa kiribûn.
Zanyarê azad bi kirdeya mehnedanînê û vexwendina ji tekoşîndariyê ve bawer dibe mîna rêyekê ji şiyarbûna tirsokan ve, û sazîkirina naverokekê ji pirojeyên yên dikarin ji takekesan re bosteke fereh çêkin ji bo rabûnê.
Rizgarkirina ji hestê kêmaniyê li cem jin û mêr ve bi rabûna zanyarên jin ve destpê dike ên dikarin erkên çarenivîsî bi zanyarên mêr re parve bikin ji rêvebirina civakê ve û perwerdekirina nifş li ser rageha azadîbûna takekesî ji desthilata bîrdoziya partîtiyê an desthilatiyê ve di qata bilind de bi rêya pesindana zanyarê azad û beskirina bişanhildana tek serokî ji bo berhemdana serokên ên wêzimkariyê dikin û bêdeng dixebitin.
Malgirtina bîrdozî ew hewildana darjêdankirina dilniyabûnê û ciwanîkirina wê bi raçête û dagihêjîtinan ve pêrewîkaran hewil didan cilê rastiya a gumanî pê nabe lêbikin, di dema ku zanyarên jin û mêr li hember van hewildanan ji kevin ve radiwestin, gelek ji wan jiyana xwe jidestdabûn li pêş dadweriyên soraxvanîkirinê ên bi husteyî ve wana azar kiribûn û berhemên wana sotandibûn, eger çendîn şîrovekar xwestin desthilatiyê ciwan bikin û cilê çaksaz û feylesofan li wana bikin lê ew bi serneketin.
Mildana cemaweran bi koratî ve ji pirûpogandeyê serokê birêz û pendiyar re binyadkirineke ji gendeliya giyanî ye û reşepêşkirina ramanî re ye bi rêya rewakirina mildanê û kirina wî mîna erkeke niştîmanî, herwisa zanyar di metirsiyeka mezin de dimînin, tên e dabeş û parçekirin û zehmet dibe anîna wan li ser peyv û nerînekê, beşekî ji wan dibin pirojeyên pêrew tenê gotinên xweş dibêjin û dibin layîngiriya desthilatê tevî (diljêçûna wanî veşartî jêre), beşekî din bi giştî ve dûrî dîmenê vedikşin bi rêya koçkirina ji welêt ve an bêdengiyê an carne serserîtiyê dikin bê hemahengî an pêkanînên ku karibin guhertinê pêkbînin, kesê çevsênîbûyî bîra xwe bi xwe re radike eger berî xwe bide ku derê, bîr dibe amaneke hemî dîmen û bûyerên mirov kurtas dike di hundirê welatê xwe de bi taybetî ve qonaxên çêbûna wî ya a yekem, ji ber vê yekê yek dibêje ku cîhan tevî ku di warê erdnîgariyê de bête dabeşkirin di navbera rojhilateke giyanî û rojavayekî hişmend de lêbelê hatina koman û tevderbasbûna wan bi hevdû ve wê erdnîgariyê tebitî nehêle û ne jî çavkaniyên zanînê lê wê her tiştî bimîne di nav têkelbûnê de , ji ber vê yekê em guhertinên deronî dibînin ku berve vebûnê di navbera çandan de çalak dibin, ta erdnîgarî bimîne bin siha şoreşên pêwendiya civakî (Fêsbûk,Tiwîtter,Instagram , Youtûbe û Whatappê ) li pêş hemî hatinrêzên nû wê vekirî bin , wê ropartên nijadperst nikaribin têkelbûn û hevdîtinê sînordar bikin.
Desthilatbûna a li ser civakê pêkhatî, tenê jehrên xwe di hizrên takekesan de berdide ta wan bike qurbaniyên lîstoka rev û bazdanê ji rewşa lêketinê ve.
Nijadperestiyê mîna şepêleke ji aliyê hevjiyana hevbeş ve nevêtî dibe .
Ew ji bermayên ceng û girtinheviyên navxweyî ne ên di navbera pirkes û kêmkesan de çêdibin, şopên xwe yên deronî di hundirê xelkê de dihêle ,ên rastî serkotkirinê tên, dibe ku koçberiyên ên ji zorkariya siyasî ve encam didin bi rastiya rabûna nijadperestiyê ve peywendîdar be, mîna binemayeke jiyanê partî an dewletên ên li berbijariyên mezintir û destketiyan digerin lê xwedî derdikevin, di baweriya xwe de ku ew xwedî bişanhildana dîrokî ne û timî ji serdariyê re di her çax û qonaxekî de şiyandar in ,ew komelbûyîn mîna hewayeke lihevhatî saz dike ji bo rabûna nijadperestiyê û hestbûna bi cûdabûnê ve ji rengên civakî yên heyî re, herwiha dibe metirsî li ser çand,desthilat û navendîbûna fermandariyê.
Tirsa Tirkan ji kurdan ve ji baweriyekê ve pêktê ku Kurd metirsî ne li ser welatê Tirkiya yê ê ku beşekî mezin ji erda wanî dîrokî ve li gel dewletên cîran hembêz dike , ji ber ku sabara Kurdistanî mîna şevpestek e li hember wê û divê pîlanên berdewam bêne amadekirin li hember hewildanên wê ya berdewam, ji ber vê yekê nijadperstiya rojhilatnavînî dijminê demukratîbûnê ye û piştgirê dewleta netewperest a saloxgêrîtî ye , ê timî ol bi awayê xwe yê ragehî ve bi xwe re têkel dike mîna destikekê ji fermandariyê re û gerentîbûna pêrewiya bêhişan bi rêya dergeha Islama siyasî ve.
Nijadperestiya Ewrûpî bersivek bû li hember penaberên ên di welatên wan de niştecî dibin, mebesta min ew nijadperestiya nûjen ê her û her hêdî hêdî bi derbasbûna demê ve bilind dibe, bê guman cenga navxweyî li Sûrî, girtinheviyan ji derveyî sînorên wê ve şiyar kirin, ger li Tirkî an Îran an li cîhana Erebî û welatên Islamî bi giştî ve ên derdê xizanî,gendelî û bêkariyê dikşînin.
Ew dibûn naverokeke dewlemend ji rabûna komên Islamî re yên sînoran derbas kirin .
Çûna bi aliyê tekoşîndariya nijadperestiyê ve di zanîna zimanan de û peywendiyê ye bi gellan re ye, li gel wê ramana parçekirina xelkê di navbera tofên bilind û nizm de xwestekeke rêbazbûyî ye ji bo rêvekirina li pêş girtinheviyê û bergekirina wê bi awayekî bîrdozî ve, ta bibe rêyekê ji dagirkerî û serdestbûnê re bi rengekî hêsan ve, ji ber ku çi bihaneyeke hişmendî ji gotinê wî Elmanî re nîne dema Êmanoêl Kent 1 1724-1804 dibêje (wekî zêdekirina li ser tewriya wî ya zanyarî ve bi dabeşkirina zayendên mirovî li gor reng), gotibû ku zayendên bêhtir jîr û pêşveçûyîn û beşdarbûn ji avakirina şaristaniyan re ew zayendên sipî ne, pişt re zayendên zer tên ,dûrre reş lêbelê zayendên sor û hindiyên sor û gelên parzemîna hindî mîna bedtirîn zayend tên ji aliyê jîrbûnê ve û kêm pêşdikevin li gorî derbirîna wî!.
Feylesofên pêrew ji kar û barên desthilatên xwe re timî bihane didabûn e wan ji bo xwe berfereh bikin û serweriya xwe berdewam bikin.
Em yê Engilîzî Dêvid Heyom 2 1711- 1776 dibînin dema dibêje bi dûrxistina nijadên ne Ewrûpî ve û wisa diaxive :
( Ez qet guman nabim ku reşik û hemî çûreyên mirovan ew di xuristiya xwe de ji mirovê sipî ve jêrtir in.)
Yojîn Fîşer 1874-1967 banga paqijkirina mirovan û kuştina dilovan ji seqetan re û qirkirina Cuhûyan kir, van helwestên tarî ji binî naghe rastiya mirovê zanyar, lê bervajî gemiya mirovahiyê û aştiya afrênerî diçe, ê mebesta min bi wê avakirina stûnên huner ,pêşesazî û afrêneriyan ji bo jiyana mirovî a yeksan û pêkanîna geşepêdanê ji bo xêra hemî qat û bijardeyan û parastina destketiyên mirovê hişmend li hemî deverên hebûna lihevhatî.
----------------
1- Êmanoêl Kent: Ew fêlesofekî Elman e ji çerxê hejdemenîn e 1724-1804 , jiyana xwe hemî li bajarê Kunisgbêrg li şanişîna Birosiyayê bihûrand, ew dawî fêlesofên bi bandorbûn li ser çanda Ewrûpî a nûjen.
2- Dêvid Heyom: di 26 Nîsanê sal 1711 de jidayikbû û di 25 Tebaxê sal 1776 de koçkiribû, fêlesof,dîroknas, û aborînasekî Iskutlendî bû û kesayeteke girîng bû di felsefa rojavayî û dîroka ronakbîriya Iskutlendî de.
Ewrûpa ramana ne jinxwaziyê bi gellên din re derbas kiribû, bervajî gotina ewê Ferensî Arthir Gûbîno 1 1816- 1882 ê guman dikir ku tekelbûna nijadan û jinxwaziya wan ew sedemek e ji têkçûna şaristaniyan ve dema dibêje : ( Arîbûn têkdiçe bi rêya têkelbûna bi hunerên reşikan ve.)
Em îro têkelbûn û pirbûna çand û şaristaniyan dibînin ku hinira raberî,raman û berzbûnê li cîhana bê bend û sînor berdide , li gel wê zanyarê Birîtanî Tişarliz Darwin 2 1809- 1882 di pirtûka xwe de (zikmakê çûreyan) dema tewriya xwe pêşdebiribû û nexwest xelkê di navbera tofên bilind û jêrîn dabeş bike, ji ber vê zanyarên ên berketin û raberiyên xwe ji bo civakek e zanyar bikaranîn ewê yên di xwe de taybetmendiyên ku wana dihêlin hebin û serbikevin bi wê xweşrewş dibin, lê ew tofên ku bi jehrên tundirewiya olî û netewî ve têkçûyî timî bi tembelî û jêrîbûnê ve bindest dimînin, ji ber dibin barekî zêde li ser heyînê, dema li ser diljêçûn û nijadperestiyê û xewinên serketina diravî a nijadî dijîn, ew rêberên dirindîtî ,kuştarên giştî û koçkirina bi zorê ne, nikarin têkelbûnê bi giyaneke nûjen ve têbighin, ji ber ew ji zanyariya a ku bi rewişt ve yekbûyî ye dûrketibûn.
Hebûn tenê ji zanyarên jin û mêr re ye ên li pêş rêya xwe astengiyan radikin û bi binema yekîtiyê di navbera jin û mêr de bawer dibin, bê pêrewî û kêmîtî, ji ber ku hebûn para afrêner e û ev yeka rizgariya hebûnê ye û dawiya desthilatî û pilana li ser mêjî ji dergeha sazkirina tirsê ve.
Netewhezên rojhilatnavînî ji Ereb,Faris û Tirk û jibilî wan gelên ne li gor xwe mîna çeteyên girêdayî bi derve ve dîtibûn û divê bêne hilkirin, serkotkirin an pişaftin li gor berketiyên xwe.
Va zanyar Curc Terabîşî 3 dibêje : ( Pir tewrîvanên netewperest gîhan astekê ji mendalekirina kêmnetewan ku wana danasîn kirin ku ew kêmnetew ji çêkirina mêtingeriyê ne, ji ber ku kêmnetewan hebûnek wanî bi xwe nîne, lê ew di rewşên herî baştir ve tenê derzên dîrokî ne, lê entîke ne divê carek din têkevin di yaseya helandin, parçekirin û piştre têkelbûnê, ew tu carî bi çi rewşî ve nabin nîşana cûrebûn û çavkaniya dewlemendiyeke şaristanî.)
------------
1- Cûzêf Arther Gûbîno: 14 Hizêranê 1816- 13 Çirya pêşin 1882 xanedanekî Ferensî ye, pêşdebirê tewriya serkeftina nijada Arî ye.
2- Tişarliz Robert Darwîn: zanistvanê dîroka xuristî û ciyolocîk e, li Engêltrayê 12 Sibatê 1809 jidayik bû, 19.Nîsanê 1882 koça xwe kir.
3- Curc Terabîşî: 1939- 16 Avdarê 2016 , ramanyar,nivîskar, rexnegirekî Sûrî ye.
Wisa civak hatibû parçekirin û bizdan di jiyana xelkê de weşandin, zorkarî mîna bergekî giştî diyar bû, desthilata netewî wê mîna rûpêçekî li xwe kiribû.
Zanyarên Ewrûpî berî xwe dabûn e penda cûrebûnê, hevdîtina mirovî û pêguhertina rewşenbîrî di navbera netwan de, ji nirxê mirovê hişmend li hebûnê bi serketibûn, va em zanyarê Ferensî Kilûd Straws 1 1908- 2009 dibînin tewriya nijadê bi rengekî dij saz dike û dibîne :
( Cûrebûna çandên mirovî divê bi awayekî bêcan ve newe berketin, ji ber ku civakên mirovî ne bi tenê ne, dema di asta herî dûr de ji pileyên cihêbûnê ve dimînin dîsa jî pergalên parçeyan an koman distînin.)
Berhinde ev piştrastkirineke li ser serkeftina nirxên ronakbîriyê beranberî lawazbûn û pûçbûna gumanên nijadperestan û tengiya asoyê wan.
6- Dîtinekê ji awayên sazbûna sitemkariya siyasî ve
Têkiliyên mirovî hatin guhertin taku di navbera alîgirtinan de bêne dabeşkirin, û nirxê xuristî ji peywendiya xuristî ve li pêş hezkirina desthilatî û têkalîna peyrewan li dor hevdû kêm dibe.
Ev guhertin û dabezîna di rewşê de amadebûna dirindî li cem mirovê pêşbaz ji bo limêjkeriya hêrsê piştgîr kir, peywendiyên qezencî dewsa peywendiyên xuristî cihê xwe girtin û dêmên mirovê diravî pir bûn û ji dema hêsanbûna jiyana wî ya destpêkê ve zehmetir bibûn, êdî li pey rewşeke li ser sertiyê ve cîgir e dikeve û wê bişanhildan dike, ta bibe mîna eynikekê jêre an pîvanekê ji têgihiştina başbûnê ve û çûna bi dû wê ve.
Dirinde li vir serwer e û li ser vînan serdest e, ew wan bi dîmenên hêz û şehnaziyê ve dinixûmîne, taku bedewbûn, xweşikbûn û ciwanî bibe dîmeneke nerm ji dirindiya jiyana nûjen re ê gelek mirov xwe pê girêdidin bi bihaneya nûjenkirina jiyan û nirxan ve.
Ev yeka berzbûnekê saz kiribû bi aliyê harbûnê ve ji pêşbirk û zorengê de û herwiha ji malgirtinê re, berhinde komkirina girtiyan di zîndanê de û pêşwazîkirina wan bi rêya afirandina cûreyekê ji azarkirinê ve bi sernavê ahenga pêşwazîkirinê (girtîgeha Tedmur1) dibe yek ji ferehkirina pêşesazîkirina dirindî ve.
-----------
1- Zîndana Tedmur: zîndaneke leşgerî bû nêzî bajarê Tedmurê a çolî dikeve li rex kavilên wêna yên navdar piştî 200 Kîlometran bakûrê rojhilata paytexta sûrî Şam, di sala 1966 de hatibû vekirin, di bîngeha xwe de ji bo leşgeran hatibû çêkirin di bin rêveberiya asaîşa leşgerî de ye, navê zîndanê bi navnokitinê ve girêdayî ye, di sala 2001 rêxistina lêborîna navdewletî raporekê belav kiribû wê zîndanê pesindan kir ku (hatiye çêkirin ji bo mezintirîn zorbazî, tirs û derd di dermafê girtiyan de pêkwere.)
Guhertina mirov ta bibe jîndarekî tevlîhev di kar û kiryarê xwe de, şîn û işk hildikşîne, dibe wêranker, bi rêya azarkirina wî ji rêya dergeha zorbazî û tolhildanê re, ji ber diyardeya girtiyê siyasî di xuristiya xwe de derbirîneke li ser pêşesazîkirina dirindiyê, girskirina bizdanê di jiyana takekesan de wana berve dawiya wan dibir.
Azarkirin hat e bikaranîn bi gumana gera li rastiyê û naskirina gunehkar di kevin de, li Yonanistanê û di dema Islamê de û berî wêna, herwiha di serdemên navîn de, mîna destikekê ji parastina keşeya katolîkî ve hatibû bikaranîn, li gel wê di salên şêstan de ji çerxa buhirtî ve zanistvanê deronî Stanlî Mîlgram 1 ezmûnekê li zangoya Yayil pêkanîbû ji bo têgihiştina pêvajoyên Holûkustê ên leşgerên Nazî li cenga cîhanî a duyem pêkanîbûn û zanistê deronî a Emrêkî Filîb Zimbardo 2 ezmûnekê di zîndana Stanfordê pêkanîbû û gîhabû encamekê ku kesên azariyê pêktînin divê pabendî fermanan bibin ji ber ew baş bawer in bi ricîmekî bîrdozî cihekî xwe yê civakî û sazmanî girtî ye û mirov di sirûştiya xwe de bi awayekî suriştî ve fêrî derdora civakî a ku têde dijî dibe û armanca ricîma Baes a serkotker ew sînordarkirina afrêner û ramanyaran û radestbûna wan bi sedema azarkirin û sixêfan ve yê rastî wana dihatin, ji ber vê yekê terora dewletî li ser çi teroreke dijî wê zêdetir dibe û bi kirêtî cihê xwe di dîmenê dîrokê de distîne, ji bo ku desthilat xwe ji roxandinê ve rizgar bike sertiya bê sînor pêktîne, pêşesazîkirina terora dewlet, partî, komên biçûk,Komelêyên nepenî, Mafiya û malbatê ew li ser xwe parve dikin, li gel wê teror ji ramanekê ve ku di henas de bi lez ve tê mezinkirin destpê dike, ta bibe binemayek an zagonekî.
Rastiya ev yekîtiya dîrokî di navbera mêrê ol û desthilatê de gelek derdên dirindî bi xwe re derxistin, tirsê piştrast kiribû wekî dibistan û zanistê çêkirina mirov bi herdû şaxên wî ve a oldar û pir tirsok ji fermandar ve, ev yeka rê dûz kiribû li pêş berzbûna ricîmên bi hêz û serkêş gelek pispor in ji eyarkirina kelejana cemaweran ve, stonên çandeke gelemper û olî binyad kiribû taybetmendiyên xwe ji efsanîbûn û rewrewkan ve distîne, ên bibûn rêbaza jiyana rahênanî a li ser şagirtan ji zaroktiya wana ve hatibûye sepandin, ev bijardeyên xort dehfdabû ta bi çi tiştê vala biramin ji bilî mijarên guhertin û demukratîkbûna naverokî .
-----------
1. Stanlî Mîlgram: (15.08.1933-20.12.1984) zanistvanekî deronî civakî Emrêkî ye, gotar û xwendinên cûrbecûr pêşkêş kirin.
2. Filîb Zimbardo: rojbûn 23.03.1933 li Niyûyûrkê Emerêka, zanistvanekî deronî ye û mamoste ye li zanîngeha Stanfordê, di sala 1971 de navdar bû bi rêya pêşkêşkirina wî ji ezmûna zîndana Stanfordê a navdar , gelek pirtûk û gotar di warê zanista deronî nivîsandibû.
Bê guman ku avakirina nimûneya zanyarî li cem takekes di bin siha vê rewşê de pêdiviya xwe bi berzbûna navendên ronakbîrî mezin heye bi cemaweran re têkeve dan û standinê bi rêya wêje, raman û hunerê ve, pêdiviya vê yekê bi saziyên xurt ve heye gotûbêjên xwe ligel desthilata siyasî kûritr bike û ji bo pêşesazîkirina biryar û çêja giştî beşdar bibe, bê vê yekê şoreşa zanyarî pêknaye, ew şoreş aştyane ye ne sert e û di sirûştiya xwe de gendeliyê napejirîne.
Desthilata siyasî rewşeke qayim e di xuristiya xwe de, lê hişmendiya desthilatî mirov dikare kêmtir bike bi rengekî ramanî ve bi rêya vekirina derfetan ve ji hemî zanyaran re ji bo têkel bibin di bîngeha wî de ji jor ve ta binî.
Ev yeka dibe kelem li pêş diyarbûna dirindîbûnê , em wêna bi berdêla bi sûd ve binav dikin, berhinde hişmendiya gelemper naye şikestin tenê hêdî hêdî û bi rêya ramandina bi geşepêdana hişmendiya afrênerî ve li cem takekes kêmtir dibe , taku bi rê û hunerên rêvebirinê ji zaroktiyê ve huste bin, ramandin ji derveyî bişanhildan û guhdana desthilatiyê bûye tiştekî zehmet, berhinde hişmendiya afrênerî li cem zanyarê jin û mêr mijol e bi rêyên rizgarkirinê ve ji kulbûnên desthilatî û derzên wêna li ser hizr ve, jihevekirineke diyar ji aloziya ramandina toj ve nîne, ê ku mirovê bi tenê wêna jiyan dike di dan û standinê bi pirsên xwe re û sînorkirina derbasbûna wê di hundir de ta nebe pişt re sedemekî xuristî ji rikberî û raperînê re, berhinde reşbînî û dilzariyê nûnertiya riwê giştî ji jiyanê re dikin, di çarçoveya wê de windabûna mirovê rojhilatnavînî di nava windabûnê de encam dide û radestbûna wî pişt re ji qamebûneke ramanî re pasfinde ji tembelbûneke giyanî û hizrî tê nayê derbaskirin tenê bi zehmetiyekê ve, bê guman ku wêje û huner bi pêvajoya lihevketina desthilatî ve bandor dibe, li vir em dikarin bibêjin ku zanyar dûrî destwerdanên desthilatan û fişarên wana radiwestin û ji dîmenê ve bi giştî ve dûrnakevin, tenê bi awayekî ve dîtinên wanî bê alî xira nake bi aliyê geşepêdana ramanên nû ve ger bi desthilatê ve civiya an li hember wê sekinî.
Ma gelo em dikarin têgehên desthilatê ji nehestbûna komî ve jêbibin?!
Tenê bi derketina rêveberiyeke nû ve?!, ma derketina tewrîkirineke bîrdozî kêşeyê çareser dike ta bibe berdêrekê ji desthilatiya berê re!? ,an ew desthilatiya nû divê hinek reftarên wê desthilatiya berê bihêle ji ber ku henas fêrî cûreyekî ji fermandariyê bû ye, nikare bi hêsanî jê veqete, tenê piştî salên ji perwerdekirin û rahênanê?!
Xalek din heye diyar e û girêdayî ye bi rêyên naskirina pêşerojê ve ji bo derketina dirindîbûnê ( Şoreş) , ji ber ku Foltêr 1 berî mirina xwe 1787 behsa şoreşekê dikir dema got:
(Xort wê rewşa wan şadtir be ji ber wê tiştên ciwan bibînin, Ferensî timî dereng tên, lê ew di dawiyê de tên.)
li gel wê di reweşta desthilatê de hinek zanyarî hene rê jêre vedikin ji bo zêde serdestbûnê li ser xelkê pêkbînin û li rexê din zanyarî hene xelkê bêhtir şiyardikin bi girsbûna bobelat û felaketên ku li ser wan dimeşin pişt re tevdigerin taku hewil bidin mafên xwe bistînin, berhinde em paşketina ragihandinê dibînin ta pileyekê qedexebûna Setelaytê li Sûrî di dema serokê berê Hafiz Elesed de ta sala 1995 û li hin deveran de mîna Koriyaya bakûr û Îranê ta dema niha, herwiha destikên peywendiya civakî mîna Fecebook û Youtubê li Sûrî berî 2011 hîn qedexebûn, tevî ku niha bê bend e lê di bin çavdêriyeke dijwar de ye herwiha li Tirkî hinek dewletên Islamî, li gel wê jiyana takekes li ser Intirnêtê rikberiyeke ji desthilatiya totelîter re a netewî û olî.
Cenga desthilatan li hember rewaniyîbûna gellan û hewildanên wana ê têkçûyî di avakirina tiştê ku tê hilweşandin, hemî stonên cîgirbûn û ewlehiyê têkbiribû, tofên berketî ji dijwariya rewşê ve ,ew ku hîştibûn berve bijareyên bê dunde û westiyayê biçin, an berxwedanî an bazdan ango derketina bi zorê ve, bi vî rengî ve valahî di nav cemaweran û ricîma siyasî de kurtir dibe a bi awayê xwe ve destê xwe li ser meydanên jiyanê datîne û rêbaza hingeme û bizdanê di navbera tofên portbûyî bi ewlehî û tebata wê ya deronî ve, ji ber ku cîhana qamebûyî ew armanceke ji ramana serkotbûna berpêşbûyî ve, afirandina jiyaneke nivyayî bê can ji armancên hişmendiya totelîter e, berhinde helweşîna naverokên xelkê a hatinrêzî nûnertiya alava berdewamiya desthilatê dike û gerentiyê dide cîgirbûna wê, dewleta Baes gewdehên xwe yên bi jehr di nav civakê de çandibû, rêbazên xwe di hişmendiya zarokan de çandibû, bi vî rengî ên bi salan ve li ser pirupûgendeya Baes û ramanê wê ya bêgur xwedî bûn e wê nikaribin şoreşekê li hember wê birêve bibin, (Riyad Hicab 1) (Rifet Elesed 2) (Ebdulhelîm Xeddam 3) (Esed Elzûbî 4) û ji bilî wan wek nimûne.
----------------
1. Riyad Ferîd Hijab: rojbûn Dêrezzor 1966, endezyar û siyasetvanekî Sûrî ye,serokê wezîran bû li Sûrî, herwiha wezîrê çandiniyê bû.
2. Rifet Elî Silêman Elesed: rojbûn 22.08.1937, cîgirê serokê komara Sûrî a berê bû, birayê serokê Sûrî bû.
3. Ebdulhelîm Xeddam: 15.09.1932- 31.03.2020 yek ji navdartirîn hevalên serokê Sûrî a berê bû.
4. Esed Ezzûbî: rojbûn 1956, ragir û firokvan bû tevlî Ekadîmiya hêzên ezmanî bû di sala 1974 de li Sûrî û di sala 1977 de jê derket.
Lê berî vê yekê divê pêşî ji bêguriya netewî rizgar bibin û nirxên sivîlbûna nûjen vexwin, ev yeka li ser wan pêdivî dike ku hewayên xweşî û pirjimariya nijadî û olî biafirînin, ev yeka nema şiyan e di bin siha vê awanteyê de a her tiştî tarûmar kiribû û cîgeheke xuristî ji çete û teroristan re afirandibû ,ên ji her alî ve kom bibûn taku ramanên Islama siyasî a pûç belav bikin (hevgirtina Sûrî û baskên wêna yê leşgerî) dewsa desthilata Baesa fermandar, ji ber desthilatiya Baesî hemî jêhatiyên azarkirinê wergirtibûn ji têkbirina şoreşa girtiyê siyasî ve û hewildanên wê ji guhertinê re , hemî van destikan ji wê xêza dîrokî ji serkotkirina ricîmên siyasî ji cemaweran re wergirtibû, û serdestkirina li ser coş û sewdaya wê, nêzikbûna desthilata milhûr ji mirandina jiyanê ve di çêja cemaweran de li ser dostaniya xwe bi dîroka dirindî re derbirîn dike ta astekî pir metirsîdar, dema aliyekî girêdayî bi dîroka kevin ve vejîn dike , ji xwedawendîkirina serok û avakirina peykeran jêre li kolan û holên giştî, hijmara wêne û gotinên ku li ser dîwaran nivîsandî wê serok neke nîşaneke ronakbîrî lê lekeyeke reş di dîroka mirovahiyê de, li gel wê ew milhûriya hizrî a ku rojane tê pêkanîn dihêle bawerî di navbera bîrawerî û hişmendiyan zehmet be bi sedema tirsê ve, ji ber ti pêwîstî nîne ku takekes bi amadebûna serok birame ji ber ku serok nûner e li ser huner, raman û bedewbûnê.
Perwerdekirina şerûdiyên dijminane û xwarinkirina wan bi ufkufî û diljêçûnê ve ji kiryarê desthilatên totelîter in, dema ramandina rexnî dibirrin ji berjewendiya radestbûnê ve ji resenî û bilindbûna serokê xêvzana re, taku çi şitilekî şîn hişk bike, ji ber ku zorbazî timî tevgerê lixwedike û beranberî wî jî zorbaziyeke dij derikeve,tundî bi her tiştî ve girêdayî dibe, yek ji balatirîn rengên wê ew yaseya tivîkirî, berhinde yase bi sertiya xwe ve tête naskirin û bi pêdivîbûna hêzekê wê sepa bike û kesên ku wêna binpê dikin jî siza dibin, saw bi xuristiya peywendiyê ve di navbera takekesan û ricîma a ku saziyan birêve dibe de tevderbas dibe li kêlek jihevketina cemaweran a giyanî yê koman dehfdabû berve hingemeyê.
Berhinde rewşa Kurdistanî di bin siha ricîmên ên Kurdistanê dagir dikin de cihê matmayîbûn û serybûnê ye, li gel wê serkotkirin rêxistinên dijber birêvebiribû taku ji xewina avakirina sabarekî azad û serbixwe dakevin ta xwesteka erêkirina axaftinê bi zimanê dayikê ve an sivikbûna tenahiya xwediyên nerînê, ev hemî bi encamê kevirbûna wê desthilatiya rêxistinî ve û pêrewiya wê ji ricîmên herêmî re, ji ber li ku derê bêhiş hebin kedxwar hene.
Rewşa Kurdewarî tê berketin gelek caran ku ew ji encama ew hevpeymana hevbeş ve ye di navbera desthilata fermandar û rêxistina dijber de , ango mînaheviya alavan û şêweyên pêşinyarê em wê dibînin bêhtir nêzî pişaftina xwebexş bi Tirkbûn, Erebûn û Farisbûnê ve ye û çûna bê ageh ji qalibûna totelîter di talîzoka perestbûna takekes de û ev yeka ji nîşanên nezanîkirin û gunûkirina cemaweran ve ye, ev yeka taybetiyên ku bi hilketin ve di herdû saziyên olî û partîtiya totelîter de çêbûne têknade , ev dimîn e bersiveke sade ji rewşên windabûn û koletiya çêbûyî ve bi dijwarî ve, dema hatibûn e damezrandin li gorî pêwîstiyên qonaxê, wekî çaxên destpêkên çerxa bîstan di parzemînên cîhana kevin de.
Em dibînin ramana netewperst û Islama siyasî a comî ên têkdayî bîçimên jiyana demukrat li cem gelên rojhilata navîn têkbiribûn, ji ber vê yekê pêdivîbû nêzikbûn ji pirsgirêkan mîna rastî, rêje û aşkerekirinî re .
Ev yeka sûdtir e ji bo bidestxistina baweriya cemaweran bi rêveberî û rêxistinên wêna ve, berhinde vejînkirina roparta salên heştiyan a şoreşgerî û hewildana nûkirina wê mîna hewildana saxkirina laşekî gendbûyî, ji ber cemawerên arandî bi bandora roparta desthilata netewî ve bi baweriya ku serok xweda an pêxemberekî hatibûye şandin ew bervajî gotina feylesofê Ingilîzî ye Cun Lûk 1 ê gotibû : ( Serok rêncbereke li cem gel û mafê cemaweran e wî paş ve bidin eger desthilatiyên xwe derbas kiribe.)
Tiştekî vîna komî û takekesî têknabe ji bilî du tişt : gendelî û reqbûn, li gel wê em di vê derbarê de dibînin ku tekoşîndariya ramanî ji neyînî û kiryarên cemaweran ve baştir e ji ketina di xefkê rikberî û girtinheviya zîzbûyî de, bin siha gengeşekirinê , ji ber hebûna reftarên desthilatî mîna ricîma seroktker a dewletî ye, takekesan girêdide û li ser dûrxistina afrêneran dixebite, çênabe gengeşkirin bi mêrê olî re a rojhilatnavînî an bi partîvanekî totelîter re, ji bîrdoziya partiya xwe ve dûrtir nabîne, ew herdû li ser yek xêzî dimeşin parastina sofîbûnê, li gel wê mêrê ol û partiyê totelîter jiyana xwe terxan kirin ji bo parastina giyanê bavaniya malbatî û bi çêja civakan û gunokirina wan ve bi derbasbûna dîrokî ve lîstibûn, li gelek cihan de cemaweran kiribûn mîna çepikvan bi bandora tirs an reweştê ve.
Huner ji derveyê wê ve stona hebûna mirov di zelalî û ramanbûnê de saz dike û di hundirê xwe de rikberiyekê nîşan dide li hember rewrewka tirsê a ku desthilatiya totelîter li ser hişmendiya hundirîn a cemawerana sepa kiribû, berhinde zimanê babetî timî berve dan û standina bi nêran re ji bilî mêyan diçû, pêdivî bû timî piştrastkirina li ser ku ew yekîtiya zanyarî saz nabe an bi sernakeve bê yekbûna zîrekbûna ramanî a bingeh in wêna jin li rex mêr radike, bê tenêbûna bi roparta nêrîtiyê a bi şêwazên zimên ve berz dibe, û alavên wê a hevdûdanî ,yê berî xwe dide mêr ji berku ew serdestê lemlateyî ye.
---------
1- Cun Lûk : feylesûfekî, siyasetvan û ramanyarekî Ingilîzî ye 1632-1704.
A girîngtir di vê derbarê de ku em bi cîbecîkirina destketiyên mirovê hişmend li her meydanî bibînin wê berî vê an piştî wê hewildanên rahênana ramanî ji tofên sert re bê , ên kiryarên zordar an gunehkar kiribûn bi rêya ol an netewê hatibûn xapandin, mebesta min bi vê herdû zayendan in, cîhana jin û mêr, li gel wê vekişîna rêxistina dewleta Islamî mîna mînakeke nêzik bi dû xwe ve hezarên dîl (kampa Hûl) hîştibû, bi taybetî ve jinên ên dibûn e navenda bi kêşe ve a ku dikarin tundirewiyê bi dilsozî ji zarokan re veguhêzînin, ji ber vê pêwîst e ew jin bêne perwerdekirin bi derbasbûna wan li gelek qonaxan ta qonaxa rehetbûnê, ji ber vê yekê dirindîtiya desthilatî û dirindîtiya malbatî di naveroka xwe de yek in, û çi rûbirûbûn li gel desthilatê pêknaye bi rêya takekesan ve an bi biryarên yekalî sînordar ve, lê bi rêya kanîna mirov ku van lêdanan derbas bike û li gel rewşê jiyan bike.
Ramandina bi tekoşîndariya vê zorkariyê ve û damezrandina tovên lihevhatineke rastîn û germ takekesên ronakbîr dehf dide ji bo bi azadbûn birêkevin û bi rengekî bi rêk û pêk ve, ji ber ku nêrîtî pêdiviya xwe bi girêdana nîşanî heye bi têgeha başiyê ve, bêhtir bi girêdana wê bi têgeha sêgariyê ve, li gel wê nêrîtiya a zanyarî wateya wê nazikbûn û tenikbûn e û bi dan û standina herî xweş re bi zayendê din re ye , û mêyatiya zanyarî ew bersivdana aşkere ye ji nîşanên evîn re .
Û vexwendinên wê ji hevpariyeke rastîn re a bi rêya wê tovên ricîma desthilata totelîter têkdide û bermayên wê yên neyînî jêdibe a ku di komek reftar û reweştên girêdayî bi Islama siyasî ve bi rengekî rasterast ve berzbûyî dibe.
Beşdariya zanyarî li gorî ( Evîn hebûn e û hebûn zanîn e) li dij bijara tevgera Femînî radiweste , lê timî hewil dide tovên xurt weşan bike ji bo berhemkirina rabûnekê bi yekîtiya herdû zayendan ve pêktê, ji ber ku bi têgihiştina me ji bijardeyên zanyarî a bi hêz ve di desthilatê de, em dikarin bibêjin bi pêdivîbûna bicîkirina nîşanên sîstemek e azad ku bi tundî ricîmên fermandariya comî xwedî rengeke netewî têkdibe bi rêya vejînbûna civaka zanyar ,ew dikar e ji dezgehên rêvebirinê ve dûrnekeve lê pê re bimîne û kêmaniyên wê sererast bike , berhinde lobiyên civakî dibin rengekî berdarkirî ji rêveberiyên navendê û pêkhateke pêwîst ji pêşveçûna wêna re li gorî pêdiviyên berjewendiyên cemaweran û sûdên wan sererast dikin, hinek zanyarên jin û mêr demeke xwe li gel ol an partiyekê ve derbas dikin û bi hinek rastî û binemayên mehnegirtinî ve derdikevin ji bo bibin berdêleke bi sûd ji têgihiştina jiyanê ve ji derveyî şirikên têgeha (ku tu ne ligel min bî tu li dijî min î, an tu çeteyekî pilanbazî bi heman rewşê ve), bê guman zanyar hewil dide ku her tiştî têbighe a xuya û a nepenî di eynî demê de, berhinde sîstem tên e guhertin û aborî têne roxandin bi sedema nakokiyên qezencî ve ne zêdetir, li gel wê teror tê bikaranîn ta bibe
destikekê ji bicîbecîkirina desthilatiya diravî re bi rêya cîgirbûna desthilatê ve di cî xwe de û çalakirina rêxistinên wêna a rewşenbîrî di hundirê bijardeyên afrênerî de ji nivîskarên desthilatdar ve û hunermendên pêrew ên girêdana xwe pêşkêş dikin beranberî berbijariyên demkî a ku desthilat dide wan, li gel wê desthilat pêkhatiyên afirandinê têkdibe û hinirên dilsoz talan dike ta bibe xwelî û tovên mezinayî û desthilatî li cem rewşenbîrên desthilatê diafirîne, ên dev ji afiradinê berdabûn û palnerên malgirtina diravî li cem xwe xurt kiribûn û li peyketina bi dû tiştê ku desthilatê ji wan re çedike ji sextebûnên xapînok a girêdayî bi navdarî û rehnîkirinan ve.
Çima zanyar nişteciyê tenahiyê dibe bê ku derbasî hundirê tevgerê bibe û bi erkên xwe di tekoşîndariya qalib û bedkariyên ramandinê ê ji peywendiya desthilata serkotker bi civakê re dibişkive?!
Ev pirs xwe pesindan dike di çarçoveya lêgerîna me ji kêşeya dirindîtiyê re a belavbûyî bin bandorê fişara dezgehên ewlehiyê li ser civakê bi giştî ve.
Ew tenahiya civakî têgehên têkçûyî derxistibû ,takekesan bi rêya reftar û rewştên xwe ve ew wê vexwaribûn, de em bi gotinê nivîskarê Kurdistanî Yehya Silo 1 ve mijol bibin di pirtûka xwe de bi ser navê : zimanê çiyê R18 :
(Takekesê ê ku pêkanînên xwe yên xweyî û afrênerî bikarneyne bi demê re dibe tenê alavek pêkanînê, takekes tê perwerde û hînkirin di van hel û mercên ku têde hestên wî yên mirovî vedikşin û suriştî wîna kuntirol dike , bi awayekî ji awayan ve ew ji hest, wijdan , hêza mêjî û ramandinê ve xizan dibe.)
Desthilata milhûr kanîbûnên xweser li cem mirov asteng kiribû, şerê zanyarên jin û mêr bi hemî rêyên nerm û sert ve kiribû, şopandina takekesan û kar û barên wanî rojan e ji bo bîrkirina wan bi rastiyeke reş ve ku ew di zîndanê de ne, zîndanekî mezin navê wî welat e, welatekî takekesên wêna tiştê ku desthilat weşandibû ji jiyaneke bê bawer ve dûbere dikin.
Dijminatiya mêrên desthilatê bi ronakbîran re dîrokî ye û bi xwe cîgir e , mîna rastiyeke aşkere , gumanî pê nabe, û pêşvexistina dûrkarî û serkotkirinê ji karê wêna ye a ku afirandin û sazkirinê celew dike, yek ji armancên wê ew serkotkirina dirindî ye mîna sîstemeke jiyanî, li vir em dikarin tekoşînên zanyaran têbighin ku ew berdêleke şaristanî û parastî û heyî ye li rex sertiya terora dewletî û partîtî û çêkirina wan ji dû desthilatan re mezintirîn û biçûktirîn bi hevdû re dixebitin li hember xwestinên takekes ji pêşveçûnê re, berdewamkirina ji kiryarê rêbaza serkêşî û berxwedaniyê ve pir caran sîstema
-----------
1- Şêwekar, romanivîs û Karîketêrîstekî Kurd e
desthilata biçûktirîn bi awayekî kirêt bersivên wê dabû ( Partiya dijber) ji armancên girêdayî bi cûdakirina desthilatî û xwestina bi berzbûna qezencî ya ezez ve li ser hesabê binema û berjewendiyên gelerî .
Zanyarê Ispanî helbestvan Lorka 1 ê di destpêkên şerê navxweyî de sala 1936 hatibû sêdarkirin, herwiha Bîkaso 2 ê dijwariya cengê berz kiribû, tabloyên wî li ser berxwedaniya zanyaran ji desthilatiyên milhûr re derbirîn kiribûn, di vir de Dêvid Heyûm dibêje:
( Felek tenê cîgirbûn dide mafê fermandaran, bi rêya fêrkirina hêdîka ji hizrên mirovan re ta wan bi çi desthilatê ve nêzik bikin, piştî ku bihêle ew xuya bike mîna desthilateke dadmend û hişmend.) lêbelê Dîyonîsûs 3 dibîne ku ( hêza siyasî li ser bîreke têkçûyî hatibûye damezrandin, û jibîrkirin ew dermanê bi hêz e ê ku rê dide şaristaniyan ku bi awayekî çalak ve bixebitin.)
Ev hemî me dihêle ku em bawer bibin ku vîna cemawerê bîrawer a ku bi vînên takekesên afrêner û çalakvan ve girêdayî dihêlin kovan bi demê re bêne jinavbirin û rê vedikin li pêş nifşên ronakbîr taku hevgarî û felaket bi demê re
jinav bibin, azadî tenê dirindeyeke desthilata serkotker ji henasên girtî û cemawerên xwe yên hêrsdar ve derxistibû, berhinde henasê hêrsdar azdiyeke dirindî di xwe de hîştibû taku derbixîne û ji hinavên xwe agirên sor berde ,hemî tiştî disotîne, li gel wê Hîgil 1 di pirtûka xwe de ( Finomînûlociyaya giyanê) gotibû:
( Nediyarbûna cûdabûnê bi hêza mirinê a wêranker ve girêdayî ye an bi tiştê ku nav lê dibe terora mirinê ve.)
Desthilatiya Esed a bav û Kur karîbûn herdû ev nimûne bi demê re biafirînin , desthilatiya Baes a Sûrî mîna a Îraqî li ser mirovan siwar dibûn bi cûdabûnên netew,alî û hatinrêzên wan û civakê parç kirin û li hember hevdû ve bikaranîn, ew tiştê ku navê wî welat kiribûn girtîgeheke mezin tirs têde cîteng bibû ta ku bi dawî ve herdû welat bûn e gerava hingemeyeke bê dawî, di qonaxa buhara xwînî de, ew dirindîtiya a ku desthilata comî lê miqate dibû di hundirê girtîgehên xwe de di dîrokê de diyardeyeke ne nû ye,
---------------
1- Fîdrîko Garsiya Lorka: helbestvanekî Ispanî ye û nivîskarekî şanogir e herwiha şîwekar û awazvanê Piyano ye, danerekî awazjen bû di 05.06.1898 de hatibû dinê.
2- Pablo Ruyz Bîkaso: 25.10.1881- 08.04.1973 şêwekar, nîgarvan û hunermendekî Ispanî ye.
3- Dîyonîsûs: Papayê Iskenderiya ye û betiryarkê Kerazeya Merqisî ye 248-265.
1- Hîgil: Cûrc Filîhilm Firîdriş Hîgil : 27.08.1770- 14.11.1831 feylesofekî Elmanî ye li Şitûdgart jidayik bû, yek ji girîngtirîn feylesfon Elmanan e , yek ji girîngtirîn dameznerê nimûneyîya Elmanî ye di felsefeyê de.
lêbelê tête pêşvexistin bi demê re bi rêya afirandina şêweyên azarkirinê ve ji bo çinîkirina bersivekê di çarçoveya perwazeke rêbazbûyî de dikeve di wêzimkariya desthilatê de ji bo rûbirûbûna berkepên wêna yên dijwar, berhinde berdana Islamiyan ji zîndan û girtîgehan ve ( Zîndana Sêdnaya) 2 .
Ew raperîna gelerî ji destpêkên wêna ve têkbiribû, bi rêya slogana (xweda mezintir e) û rabûna komên serhildayî ji mizgeftan ve di her Înê de , ev yeka ne rasthatinek bû lê pilanekî hatibû amadekirin ji bo binaxkirina tevgerê û gunûkirina wê, mînakên zorkariyê ji pirtûkên pîroz ve hatibûn e wergirtin, rodanên girêdayî bi qonaxên çêbûna ol pesindan dikin ta bi rengekî siyasî hatibûn e bicîkirin û rewşên ên hîştin cihê xwe di jiyanê de bigrin , berhinde hişmendiya takekes bi alavên teqandinê ve dagirtî ye di derbarê malbatî û hînkerî de, herwiha dan û standina wê bi ên din re, tiştekî xuristî ye ku desthilatiya siyasî vê yekê qezenc bike û sertiyê bikarbîne bi rêya xistina wê di rêbaza perwerdeya hînbûnê de ,a şagirtin wêna radikin ji dema çûna wan li dibistanan û tevlîbûna wan ji perwerde û hînkirinê ve.
Ricîma Baes xwe parastibû dema Islamiyan ji girtîgehên xwe derxisitibû taku bi rêya wan şoreş bête têkbirin bi rêya jinavbirina xwedî hişmendî ta kolan û nerîna giştî nexin tevgerê û sûd bi awayekî ji awayan dîtibû ji rabûna Islama siyasî ve li Tirkî a ku bi rengê xwe ve Islamiyan bikaranî ji bo armancên xwe bidestxîne.
Li Sûrî , Misr, Lîbiya û deverên din bi rêya bikaranîna komên Islamî ve
mîna destikekê ji serweriyê re herwiha Îran wisa kir bi rêya artêşkirina komên Şêeî, herwiha dirindîtî bergekî Islamî comî li xwe kiribû bi bandorên kîn û
diljêçûnê ve têrbûyî ve , bi navê roxandina ricîmê ve gel hatibûn roxandin û malên wan hatibûn e hilweşandin û serên xelkê hatibû birrîn bin nav û bihaneyên gelek, ev yeka bi awayên kuştina dîrokî ve hatibû xwarindin, ligel şêwazên nûjen ji terorê ve, ev yeka dihêle serweriya yekalî li ser cîhanê berdewam bibe, berhinde teror bi rewişt û yaseyê re nakok dibe,bi azadî û demukratîbûnê re jî cûda dibe, gendelî biserdikeve ji ber ku ew ji encamên parîparîkirina giyanî ye ji civakê re, wisa xweda hatibû têkbirin bi navê belavkirina ayîndeya Islamî bi hêzê ve, herwiha yase hatibû jinavbirin di bin navê vexwendina roxandina ricîma siyasî de, şoreş naye kurtaskirin bi bersiva kirdeyî ve beranberî kiryarên desthilatekî bi xwe ve lê ew komek vîn û raman in hewil didin derbasî civaka serkotbûyî bibin taku bibin e naverokekê ji guhertinê re ne tenê têkbirinên desthilatî ne di navbera aliyekê hewil dide serweriyê bike ta ku bibe desthilatdar , desthilatekê ne cûda ye ji a din ve.
--------------
1- Zîndana Sêdnaya: zîndanekî leşgerî ye nêzî paytexta Sûrî ye li Şamê, zîndan hatibû bikaranîn ji bo destbiserkirina hezarên zîndaniyên siyasî, ji wan endamên komela Ixwan Elmuslimîn û siyasiyên Islamiyên din.
Kurtaskirina şoreşê bi guhertina bilindiya desthilatê bi hinek din ve ew têkbirineke zorbed e ji rastiya civakî re û hewildaneke bilh e ji cemkirina li ser xewinên xelkê ji dadmendiya civakî û guhertina demukratîk re.
Ev mirindina ji bo gîhiştina desthilatê bê guhertina naveroka wê, gendeliya civakî hişt ku mezin bibe li ser hesabê bijardeya bîrawer a ku li rêyekê ji guhertina naverokî re digere û dîtina pirojeyên geşepêdanî dikarin rewşê biguherînin bi afirandina rewşekî baştir , lê ew têkçûna li her derê belav bû û paşveçûna aborî û wêrankirina naveroka binî bibû asteng li pêş gîhandina aramncê.
7- Dîtinekê li girtina siyasî
Aramancên girtina siyasî ew ji bona celewkirina hişmendiyê ye taku nerame, ev yeka wê ji desthilatiya comî re hebûnek dirêjdem di fermandariyê de misoger bike, taku civak bibe du par alîgir û dijber jêre, herdû êzing in desthilatiya gelemperatî xwe bi wan germ dike dema pêwîstiyê, ji ber ku milhûrî civakeke mîna xwe çêdike,ta ku li hember tofê beranber derkeve.
Bivveyên herî zehmet ji aliyê jinavbirina wê dema ku milhûrî bibe baweriyeke civakî, ji ber bi navê parastina welêt ji pîlanên derveyî ve civakê alîgir ji desthilatê re li paş roparta desthilata gelemperatî disekine li hember tofê dijber ê ku li bin konê niştecîbûn û penaberiyê de dijî, ew parçekirin çi kedên takekesî tune dike ji bo tekoşîndariya sîstema siyasî, berhinde zorenga civakî di navbera tof û bijardeyan de ji bo berjewendî û hebûna wan ji sedemên ne zindî ne ji girsbûna desthilatê û berdewambûna wê ji dûrkariyê re û cenga wê li hember demukratiyê, li gel wê em rêbaza siyasî têdighin ji ber ew xwe mirineke ji malgirtina aboriyê û bişanhildana gendeliyê mîna xwedawendekî dîrokî , bê guman milhûrî ji xwe re bihaneyan dibîne taku bimîne wek xwe bin gelek nav û bîrdoziyên çirûsîn, rewşa wê mîna rewşa darê şîn e ê bê ber ( Milhûriya Birûlîtariya) 1.
Bê guman ku Baes li pey xwe ve cewrik kedî kirin ku li gor wê tevdigerin û li ser bumbekirina cemaweran bi rêya sloganan dixebitin û li ser werîsê bêhtirî meymûnan dilîze, li gel wê cotbûna sertî û stûxwarî hevcêwiya desthilata Baesî û civaka pepûk e, ji ber zordariya şoreşgerî bi lez dibe zorkariyeke desthilatî û dibe destikek wêrankirin ji civakê re, û binpêkirina berketî û raberiyên takekes dema hewila jiyaneke baştir dike, lê dema hinek xelk hene ji bo rêberê rêzdar dimrin wateyê vê yekê hebûna terora dewletî mîna ricîmeke serkotkirinê wek rastiyeke aşkere, ji ber vê yekê teror bi wan kesên ên xwe ji serok re kirin qurban re girêdayî ye ,ên laşên xwe kirin mertalekê ji bo parastina sîstema nêrîtî a petoyî.
Ev ricîm armancên xwe yên hundirî pêkanî, ji afirandina civakeke desthilatî li ser xwe parçe dike û derdê jevbûnê dikşîne bi rêya ramanên ên nimûnebûneke dûrî jiyanê armanc dike, ji ber ku xewinên yekbûna Erebî civakan hîştibûn ta demekê bawer bibin ku Baes ew bîngeh e ji rabûna civaka Erebî re, mîna ku hinekan bawer kiribû ku komînist rizgarîbûn e, an Nazî ew rêyeke ji nijadekî zelal re û bi hêz ve , ji ber vê yekê avakirina dînbûna komî binyadkirineke ji terorê re bi derbasbûna dîrokê ve û hêzên milhûr zincîrên karbonî ne ji tek armancê xwe dûrnaçin û ewa qutkirina takekes ji rewşa xwe ve taku bibe mirovekî ji xwe dûrketî .
Sîstemên milhûr di jihevxistina perwerdeyê de heta radeyekî mezin biserketibû û tiştê ku em îro li Sûrî , Îraq û deverên rojhilata navîn dibînin ji komên tundirew dijberên ricîmê û hin din jêre alîgir û şerê wê ya dirindî li hember hevdû , em baş têdighin kiryarên desthilatê ji wêrankirina pêvajoya perwerdehî û bumbekirina wê ji kokên wê ve beranberî derketina sertiya dijwar .
Zarok hatibûn e xwedîkirin ta bibin şêrzadên Seddam Husên li Îraqê û şêrzadên Esed li Sûrî herwiha şêrzadên ji şêrê Sunne re Erdoxan, ew di rastiyê de qurban in ji hebûna sitemkariyê re û hebûna serdestên bi mirov û mêjiyan ve, welat bi dû hevdû ve hatin roxandin û sitmekarî kole û beniyan zêde kirin, bûn e kargeh ji berhemdana wêraniyê re û şuştina mêjiyan û berdana gendeliyê.
Saziyên Islama siyasî çalak bûn ji berhemdana zaroktiyeke pepûk re bi diljêçûn û hingemeyê ve kelepçekirî , mîna dirêjiyekê ji saziyên netewî a Etetûrkî û Baesî re di gunokirina mêjiyan de û wêrankirina raberiyên afrênerî bi rêya weşandina zorbazî , kedxwarî û stûxwariyê ve û encam ji vê yekê cengên navxweyî bê rawestan û bazarên qezencî ji firotina çekan ve û terorek e parzemînan derbas dike çi kes jê bi ewle nabe.
Zanyar li deverên rojhilata navîn lêgerîn dikin ji bo pêşesazîkirina şoreşa zanyarî a bi raman û şaristanî û reseniyê ve girêdayî, pişta wan ji vê yekê re mihrivaniya gellan e û berketina wan ji bîraweriyên takekesên wêna ên afrêner ve ên nayên pişaftin an çewisandin, ji ber ku çendîn dem derbas bibe çendîn erkên li ser milên xwediyên raberî zêdetir dibin, taku bibin xetîreyên rizgariyê ji civakên xwe re li hember hêzên faşîzmê ên dixebitin ji bo kuştina wê giyanê , li gel wê zorenga hêzên zanîn û ronakbîriyê li hember hêzên nezanîkirin û diljêçûnê di cenga Tirkî de li hember hewildanên rizgariya Kurdistanî berz dibe, piştgiriya gellan wekî takekes bê ew desthilatî nîşanek e li ser jîniya hişmendî û wijdana mirovî ye ji zarzariya wê re ji bo pêşesazîkirina biryara civakî.
Piraniya tevgerên şoreşgerî ên pişt re bûn e desthilatî, em wan dibînin ku sloganên rakirina kedxwariyan li ser netewê radikin ji bo rizgarkirina wê ji lepên mêtingeriyê ve, di eynî demê de ew dikevin di xefkê reweştên desteserkirina civakê de taku dirêjtirîn dem bimînin, û bi qasî ku tê desthilatiya diravî û aborî pêkbînin, ji bo bikeve di berjewendiya tofê fermandar de, berhinde dewletên netewî ji bo pişaftina pêkhateyên nijadî di xwe de bisernakevin, herwiha dirêj nakin, ji ber teqandina rehperestiyên xwecehî û hevçûyînên ragehî û berjewendiyên kesên di fermandariyê de nakok dibin û ew hevpeymana berjewendî belav dibe bi hebûna lobî û dezgehên ku di nav hevdû de şer dikin, ji ber cûdabûna heyî di karê wan de û parvekirina samanên welêt, ew rewş di hundirê desthilatê de pêşî diteqe û bijardeyên civakê di vê pêvajoya lêdanî de têne bikaranîn, ji bo tov şerê hevdû bikin bin gelek navan, yek jê rabûna nirx û belavbûna gendeliyê û vexwendina ji bo guhertina ricîmê ta roxandina wê, berhinde hemî têgehên desthilatî ên milhûriyê dikin bîngehekî ji bo hebûna dewletê bi vî awayî saz dikin û civakeke zorbaz ava dikin, û ew nikare li hember wê zorbaziya rojan e çi tevgerê bimeşîne.
Ev yeka bervajî gotina zanistê lawiran Torlîf Şildirb a Nerwêcî ye dema dibêje : ( Milhûrî ew binema bîngehîn e ji bo civîna mirovî , lawirî, sebinzeyî û bêcanî ye , ew ramana bîngehîn e ji cîhanê re.)
Şoreş mîna pesindaneke zordar wateya wê cengeke navxweyî ye bi awayekî ji awayan ve, cenga xwediyên vînên nû li hember xwediyên vînên heyî, vîna civakî li gor vê yekê vînek e pêrewî ye li gor xêzên artêşkirina tofî,netewî û ragehî tevdigere, xweradestî fişarên derveyî dike û kar û barên wê a ku hewila guhertina ricîman dike an ji bo fişara aborî li ser wêna, di vir de cemaweran dibin e êzing ji guhertinên dewletan re û ji wan destwerdanên derveyî re li ser wêna ji bo guhertina wê bi demê re an roxandina wêna bi rêya bijarên xwepêşandinên aştyane ve û piştî wê cenga navxweyî tê, bi vî rengî rojhilata navîn binav dike di çirava windabûnê de, ji Îraqê ta Yemenê , Sûrî û Libnanê û bi dawî ve Îran û Tirkî , gel di xwîna xwe de digevize, û dirinde bumbebaranê dikin , dikujin û wêran dikin ji bo armancên xwe di heyînê de misoger bikin, nakokiya berjewendiyên navdewletî bîngehekî ji awanteyê re diafirînin, dibin carne paş rabûna ricîman li ser hesabê ketina ricîmên din, ew berjewendî şerpîna xwînê û dijwariya wêraniyê jêre nabin xem, lê ew diridî gurtir dikin li gorî geregiya xwe bi dewletê ve, ji ber ku wêraniya wê a aborî dihêle jihevbikeve û bi demê re parçe bibe, hebûna pirsgirêka Kurdî bê çareserî rê bêhtir vedike ji tevderbasbûnên berjewendiyan û dûbare amadekirina navçeyê li gor xwestekên dewletên mezin ji bo desteserkirina li ser hatinan.
Mebesta me bi rabûna gelerî a desteberkirî ve ewê hatibû çêkirin li gorî hevpeymana Saykis Bîko li ser kavilên desthilata Osmanî, ji ber ji van welatan re çi sabarên rastîn nebûn ji dema ku ew erd desthilatên diravbûyîyan di navbera xwe de dabeş kiribûn li Şamê û Misrê herwiha Mexol li Îraqa niha de, lê Kurdistan di navbera Osmanî û Sefewiyan de hatibû parçekirin, ew parçekirin civakeke xurist û lihevhatî durist ne kiribû, lê ew ricîmên fermandar ji wan deveran re kêşeyên civakî afirindibûn herwiha kêşeyên ragehî , mîna şerên navxweyî li Lubnanê û lêdanên leşgerî li Sûrî, Tirkî , Îraq û Îranê, serdestbûna partiya Baes li ser desthilatê li herdû welatan Sûrî û Îraqê û şerê desthilata Esed bi Biraderên Misliman re û herwiha dagirkirina Esed ji Libnanê re û dagirkirina Seddam Husên ji Kiwêtê re û mijolbûna wê bi şerê bi Îranê re ,alozî di van deveran de qet nesekinî, ji ber ku sabarên rojhilata navîn mîna hevdû ne herwiha ricîm û hişmendiya gellên wê û hîn mane mîna parêzgeheke navnetewî.
Metirisya bîrdoziya netewî xwedî rengê nijadî a bêgur bi bergê ragehîbûnê ve diyar dibe, ew sabara destkarîbûyî kir mîna mayîneke mezin hindik maye biteqe di kîjan kêlîkê de bi sedema kiryarê derveyî an fişarê aborî ve , ji ber milyonên xelkê bê kar in û li ser xêza xizaniyê de dijîn, bêkarî şaxdayî dibe û berdewam girstir dibe, li rex ku gendelî bi herdû simên xwe ve hemî saziyên ewlehî digere herwiha a karguzarî jî.
Ev yeka hemî di çarçoveya wê sabara hejiyayî, rewşeke xirab e bi dijwarî li hemî meydan û derbarên jiyanê, wisa bi derketina lawazî û binkeftinê, bi nediyarbûna têgeha yekîtiyê û têkçûna wê ji berjewendiya berzbûna komên tariyê ê sûdgir ji têkçûna giyanî û civakî ve.
Ola siyasî ew cûreyeke ji cûreyên terora rasterast ê tê naskirin bi sertiya xwe yê ku pala xwe dide li ser deqên ku mirovan dehf dide ji sertiyê re, jinê mîna destikekê ji kêf û lîskê re dibîne, hizran vedigerîna li qamçîbazîkirin û birrîna dest û xwestina bacê bi zorê an bê wê şer e, ma gelo di vir de çi felsefe di ol de heye û çi wate jêre heye ji derveyî terorkirin û beherandinê ve?! ,wekî ku Enton Seade 1 di pirtûka xwe de çêbûna netewan de guman dike: R 69 ( Ol ji aliyê hişmendî ve cûreyekî ji cûreyên felsefeyê ye di şîrovekirina diyardeyên gerdûnê û encamkirina dawiya wê û çarenivîsa henasa mirovî.)
bîrdoziyên netewî hewildabûn çîrok û efsanên dîrokî bibêjin ên ku biserketina nijadî aşkere dibin, ji bo bibin çekekî dirêjkirî li hember netewê cîran, dîrokê bikaranîbûn mîna alaveke gurbûyî û helankirî ji bo şer û tevlîheviyê ligel netewên din, wisa dikarîbûn bi hêsanî ve desthilatiyê bi dest xwe xin, bi rêya qestkirina xewinên cemaweran û gurkirina agirên balabûn û biserketina netewî ve, ji ber vê yekê ricîmên netewî bibûn çekekî dirêjkirî li ser ew gellên ên xwe bala dibînin bi xwe jî, bibûn bihaneyekî ji van sîsteman re ku bimînin bi hebûna desthilat û milhûriya wê, herwiha bicîkirina ragehiyê li paş bergê netewbûn û şerê mêtingeriyê, Impiryalizmê û Cihotiya navnetewî , û tiştên mîna van gotinan ji sloganên ku kolana Erebî bi rêya wan hatibû xapandin û ew hîştibû mîna koran biçe berve koçka gurandin û binkeftiya moralî, li gel wê di hundirê wê erdnîgariya şaxdayî kêşeyên gelek mezin bûn, di nav xwe de pir pêkhateyên zimanî nijadî helandibûn di nav tek zimanî de, jibilî paşketina wê roparta a bi Islama Siyasî ve hatibû deqdan, ji ber vê teqadina gelerî nêzik dibe û girtinheviya qezencî dibe pêdiviyekê û têkdana rewanî û jihevketina civakî dibe rewşeke misoger, bi derketina cengên navxweyî şaxdayî li deverekê bi xwe de çêdibe ta bighe deverên din û ferehtir bibe .
-----------------
1-Enton Seade: 01.03.1904- 08.06.1949 , dameznerê partiya Sûrî netewî civakî.
Dûmahî
Zanyar tekoşînê dikin ji bo nirxên rewiştî bi derbasbûna dîrokê ve biparêzin bi rêya pêgirtina wan bi erka mirovî ve tevî kelemên gelek ên li pêşiya wan derdikevin.
Û bi vegera me ji pirtûka (Terora pîroz a Tîrî Êgiltûn) 1 em dikarin rexên diyardeya pîrozbûnê û kokên wê yên dîrokî bêhtir bişopînin, tayhevbûyiya babetî li pêş vê yekê ew berzbûna mirovê zanyar e bi hestekî bilind ji berpirsyarî û rûbirûbûnê ve li hember hewildanên kesên xwe kirin e xwedawend ji bo binpêkirina nîşanên şaristaniya mirovî .
Bi rêya vexwendinê ji damezrandina civaka zanînê re ê ku rê vedike li pêş derdana hebûna aram, serkeftina zanyar Nêlsun Mandêla di jiyan , xebat û helwestên xwe yên zelal de û pabendîbûna bi nirxên zanînê û netivîkirina zordarî û nijadperestiyê mînakek baş e li ser bezbûna zanebûyînê, ji ber ew helwest bingehên rabûnê binyad dikin pêşî ji yekbûna çarenivîsan û bawerî bi aştiya cîhanî ve, bi palpiştîbûna li ser kurteencama serpêhatiyên mirovî yên li dora wê destûr û yaseyên rewiştî û yasegeriyên civakî civiyabûn, ji bo rêgirtina li pêş têkbirinê û gîhiştina jiyana balatir a stûna wê têgihiştin, bîrawerî û baweriyê ye.
Li gel wê ku tevgera rewşê ji pevxurîna mirov bi alavên hebûna xwe ve dertê û civandina wî bi kesên din re yên bi wî re pêdivî,nirx û hestên bilind parve dikin, pêdivîbûn bi hebûna nirx û mînakên rewiştî taku bibin rêgir û mertalekî li pêş hewildanên dirindîbûna mirovahiyê, berhinde em gelek mirov dibînin bi derbasbûna dîroka kevin ve li ser dû beşan ve têne dabeşkirin: zanyarên xwedî hişmendî û hostetî ên kedê didin ji bo wêzimkariya jiyan û mirovan li pêş ezezan ên li dor gendelî, bedkarî, hingeme û malgirtinê bi hemî dûrî û destikên wê yên bed ve civiyan, lê zorengekî berdewam û qayim di navbera herdû tofan de heye , ew zorenga heyî li ser westandina berdewam.
Felsefa Evîn hebûn e û hebûn zanîn e encameke dibişkive ji rastiya nirxên xuristî ve mîna vexwendineke ji mirovê nû re taku ji çi tiştê ku peywendiya wî bi a din û cîhanê ve têkdibe rizgar bibe ji bo pêkanîna xweşiya hertimî .
--------
1- Tîrî Êgiltûn: rexnegirekî Birîtanî ye,di 22.02.1943 de jidayik bûye.
2-Nêlsûn Mandêla: 18.07.1918- 05.12.2013 siyasetmedarekî li hember sîstema nijadperestiyê li başûrê Efrîqiyayê rawestiya, di sala 1994-1999 de dibû serokê başûrê Efrîqiyayê.
3- Can Cak Roso : li Cinêfê, 28.06.1712 jidayikbû û di 02.07.1778 koça xwe kiribû, nivîskar û feylesofekî ferensî ye.
Ramanyarê zanyar Can Cak Roso pêşenga nimûnebûnê bû û pirtûka wî (Hevpeymana civakî) dibû Incîlekî ji şoreşa Ferensî re , ew piştrast kir ku çi şoreşekî radibe bêhtir berz dibe dema naveroka xwe ji nirxên sirûştî digre, ji ber ku çûna çi tevgerekî rabûnyî lêvegera xwe yê bingehîn nirx in.
nimûnebûn nakeve, pêdiviya xwe bi sêwirekî ve heye ji bo avakirina kirdeyekî an sazîkirina xêzên raman û nerînan û ji ber ku mirov bi mirin, rewrewk û tirsê ve bindest e, nimûneyîbûna giyanî bibû berdêlekî suriştî ji têkçûn û êşê re.. ❝ ⏤Rêber Hebûn ريبر هبون
❞ Rêyên zanyarî ji tekoşîndariya
nijadperestî, koçberîbûn û totelîteriyê re
Rêber Hebûn
ji pirtûka Evîn hebûn e û hebûn zanîn e
1- xuristiya sîstemên rojhilatnavînî
Rojhilata navîn di seranserê neqşeya xwe de ricîmên mîna mafiyayê têde berz dibin, rewa ne di warê navdewletî de, terorê li pêş çavê cîhana sivîl pêktîne, guhertina wê bi destê destwerdana derveyî ve ye, ne li ser xwestek û vîna cemaweran e, li gel wê ew dewletan tundiya kor pêktînin ji bo serkotkirina çi tevgereke gelerî armanca xwe guhertin e, li pêş newêrekiya van desthilatan û sertiya wan ji kolekirina cemaweran û dûrxistina wan ji şêweyên têgihiştina jiyanê, dema jehrên xwe yên netewî û ragehî ji gelên xwe re dihêlin bi rêya wê ve fermandariya xwe ji civakê re berdewam dikin carne bi xapandinê ve û carne din bi hêzê ve,li gel wê em dikarin bibêjin ku vexwenderê guhertinê ( dijberiyên çekdar) ne rastbûn bi vexwendina xwe ji guhertinê re, ew têgeha guhertinê tênegihîştin ji bilî guhertina kesayetan û danîna kesayetên din dewsa yên berê, xemên ên nû tenê berdewamkirina rêbaza pêşiyên xwe yên zorkar (Hilbûna Sûrî) (Îraq piştî ketina Seddam Husên.)
Herwisa ev beza dijwar bê dunde û armanc dibe, li rex gêjbûna mêjî û koçberiya wî, taku ji encama vê yekê ve bibe êzingekî ji cengên navxweyî re
ew ceng tiştekî li pêş xwe nahêlin, mirov û keviran jinavdibin,ji ber vê yekê pêdivîbû zanbûna guhertinê, wate û çawaniya wê, ma ew ji bo nûjenkirina jiyanê û demukratîbûna wê ye an ew derbirîneke li ser sernigûnbûn û lotikînê li paş ve?
Ji ber vê li hember zordariya desthilatê bi hovîtiyeke berdêl têkirin, ne kêm pepûkî ye ji aliyê zorkar ve, ji ber ku cengên çekdar ji berjewendiyên dewletên herêmî û navdewletî ve ye, bingehekî ji kontirolkirina rêyên wê re çêkiribûn.
Ew cengeke bi hevgariyê ve bindest e, van ricîman dibin têde husteya pêkanîna cûreyên komkûjiyan (Komkûjiya Helebçe 1) ( Komkûjiya Hema2) û çêkirina aloziyan û belavkirina hingemeyê ( Serbestberdana ricîma Sûrî ji girtiyên Islamî re dema vêketina bayê gelerî li Sûrî 2011) li gel wê tundî û dijtundiyê ( Ricîm û dijberiyê) dihêle xelk di nav deryayeke xwînî de melevaniyê bikin, gunehên yên berve saman, desthilatî û gendeliyê de diçin aşkere dikin bi rêya çûna berdewam û rabûna li ser xwestekên xelkê û mafên wan (hevdûgirtina Sûrî 3.)
-
1- Komkûjiya Helebçe: hêzên ricîma Îraqê li hember Kurdan li bajarê Helebçe ya Kurdistanî li başûrê Kurdistanê 1988 pêkanîbûn.
2- Komkûjiya Hema: komkûjiyeke di Sibata 1982 de çêbû dema hêzên bejî a Erebî Sûrî û bêlûkên Piştevaniyê bajarê Hemayê dorpêçkirin li gor fermanên serokê welêt Hafiz Elesed 27 roj ew dorpêçkirin berdewam kir ji bo qirkirina raperîna Elixwan Elmuslimîn li hember dewletê.
3- Hevdûgirtina Sûrî ji hêzên şoreş û dijberiya Sûrî ew hemahengiyeke ji komên dijberiya Sûrî pêkhatibû.
Û di bin siha windabûna dîtina cûda de kom bê rêber diçin û ji hevdû ve mîna libên tizbiyê belavbûyî belav dibin,li benda kî wê bi rêve bibe, bê ku alavên rêveberkirinê binasin, di bin siha nediyariya guhertinê lê pala xwe dide li ser ramanê û çalakirina ji rêveberkirina wê ve bi rengekî kirdeyî ve bi rêya gotûbêja bi mêjiyan re û şiyarkirina wan ve bi rêya têgihiştina wê ji sirûştiya rewşa wê ve, li gel wê civak derbirîneke ji rengê sîstema desthilatî re ye dema di dîmenê wê de rewşekî diyar dibe têde maf û erkên takekesan tête daqurtandin, ji sedema bikaranîna tirsê mîna alavekî ji derbirînê li ser sertiyê ve, wê çawa mêjî rabibe û zo mezin bibe bin siha kêmanî û pêdiviyê, lê bê guman ku qonaxên mirov a yekem ta radeyekî mezin kesayeta wî ava dikin, ji ber ku fişara civakî û hestbûna bi sêwîbûnê ve û kêmaniya mezin ji nermiyê re dikare kesayeteke bê par têkçûyî ava bike , derdê êş û pêrewiya mezin berve tundiyê bikşîne û ev yeka dihêle hestekî ji tolhildanê ve diyar bibe û gera li ser mafa a windayî bi rêya xwestineke dijwar ve ji xwestina wê re bi rengekî nankor û çavbirçî ve.
Ew yeka dihêle kiryarê gunehbariyê carcaran durist bibe, û xwedîkirin dibe amana bingehîn e ji pêşwazîkirina hemî reftar û kiryarên yên zarok wêna dimêtê ji destpêka çêbûna wî ve, tewrîvanên çepgir dibêjin ku sermedarî ew tekbare yê divê li hemberê wê şer bête lidarxistin bê ku bibêjin ku totelîteriya navendî ew kargeh û bingeha sîstema hebûna wê ye û divê pêşî bête jinavbirin û guhertin, ji ber ku navendiya totelîter ew naveroka sermedarî a bingehîn e ji çi hilweşandineke civakî a hatî re .
2- hewildanekî ji têgihiştina koçberîbûnê
Seyrbûna mirov ji tiştekî re ji derveyî tiştê ku di destê wî de ew dihêle ku zêde biêşe, ev yeka me dihêle em vegerin felsefa Hindî a banga têgeha ne girêdanê kiribû, dema gotibû ku derd çêdibe dema mirov bi tiştekî ne a xwe ve tê girêdan, em dikarin wisa rêwîtiya mirov di nav koman de bi derbasbûna xwe ve li qonaxên çêbûna wî vegerînin ,ku ew serpêhatiya girêdanê ye, û têkreçûna têgihiştina wî ku ewê din bi me ve ne girêdayî ye ew tiştekî ne diyar e ji derveyî refê takekes ve û çûna wî ya xweserî û xwesteka wî ji girêdan û pêketinê re, ji bo nîgarkirina rewşa têkiliyeke jiyankirinê armanc dike, ji ber ku di bin siha wê civakê de ,em azadiya biryarê dibînin ku ne diyar e ji henas re di bin siha ricîmeke nêrîtiyê de, xuristiya ramana a jiyanbûyî ew ê qelşanê kûr kiribû bi sedema harbûna hêmanên tirs û pêdiviya dijwar ve di navbera tofên civakî de, ji ber peywendiyên mirovî bi têkreçûn û qutbûnê ve bindest in,tirs ji şadiyê ve û dûrketin ji gera li wê , ev yeka wateya wê ketina di lawazî û hingemeya henas de ye, li gel wê zoreng natebite, û di vir de kêşeya azadiyê aşkere dibe,li gel wê yaseyên sert ên mêjiyên takekesan dişon û wan dihêlin bê can û mirî bin an mêrên rîbût bin, nikarin çi guhertinê pêkbînin,tenê têkreçûn û awanteya a ku hişên yên li ser her tiştî serdest aşkere û nehêne dike, li gel wê ramanvanê Rosî Nîqolay Eliksenderûftş Birdayif dibêje : ( Çi tiştê ku ji civakê ve dertê nêzî koletiyê dibe, lê çi tiştê ku ji giyan ve dertê banga azadî û derperînê dike.) û bi vî rengî ve em gotinê wî dibînin berztir dibe di rewşa vê civaka dorpêçûyî de bi bend û baskên xizanî û milhûriyê ve.
Bê guman ku wêjeya zîndanan (Şeytanok- Mistefa Xelîfe) nûnertiya diyarkirinekî ji rewşa zîndanî a deronî re dike, li pêş lêdan, işkence û kişkişandinê yê ku ew wan jiyan dikin û ew fêrîkirineke ji aliyê deroniya wî re ye, herwiha hestbûna xwestina mirinê bi sedema azarbûnê ve ye, an çi tiştê ku êş û bindestî û tirsa heyî radiwestîne, berhinde ji êş re qonax û çaxên berve bedkariyê li kirêtirînê radibin ta tiştê herî bi saw û bi dînbûn ve, li gel wê azarbûna pîroz heye a ku di deqên olî de diyar dibin bi rêya gotûbêja soz û gefdanê ve , li gel wê tiştekî ji hestbûna bi azadiya xwedayî bi saw ve nîne ji ber ku tê pesindan bi rengekî bi bandor ve dikeve di hest û hizrê kesê pêşwazker yê bawermend de ta li wî pêdivî bike ku bitirse ji bêzariya a di jiyanê û piştî mirinê de. (Azariya gorê û Dojehê.)
3-Bandora cîgeha nû li ser niştecî
Em peywendiya niştecî bi cîgeha nû re dibînin ku bi temamî ve cûda ye ligel cîgeha a ku lê nû penageh dibe, bi sedema bêhoşiya wî û xastina wî ji mîl û helwestên demborînê ve, ji ber ku guhertina têgeh û reftaran pêdiviya xwe bi demê ve heye,ev ji bo kesên bilyan in ên ezmûnên bi êş ve berî penaberiyê jiyabûn, lê ew nikarin bibin beşekî xuristî ji civaka nû di derbarê têkelbûnê de, eger em wan bi zarokan ve daneberhev bikin, zarok zo têkel dibin bi awayekî rehet û hêsan ve.
Reweşt fermandariyê dikin li ser wan kesên ên zehmetiyên têkelbûnê li cîgeha nû dikşînin, ev yeka ne bi pêwîstî ve mirov bighîne encamekê bi çêbûna qayimbûnekê ji yekgirtinê ve bi xuristiya welat yê lê ew kes têde niştecî dibe, têgihiştina mirov bi palpiştbûn li sirûştiya vegûhêztinên wî ve û şîrovekirina guhertinan li gor rewşên bandorbûn û bandorkirinê ê jîndarê mirovî wana pêşwaz dike bi sûd in ji bo diyarkirina peywendiyê di navbera mirov û erdnîgariyê de bi rêya pevxurîna wî bi kesayet û alavan ve û wergirtina wî ji serpêhatiyên sûdmend re û beşdariya di avakirina kesayeta takekes de û avakirina zanîn û berketiyên wî bi rêya peywendiyê bi derdorê re,lê ev yeka ne hêsan e ji xwedî serpêhatiyên hevgarî ên serkotkirineke desthilatî û civakî di eynî demê de jiyabûn, ev yeka rolên têkelbûna wan di cîgeha nû de asteng kiribû, li gel wê komên serpêhatiyan ên takekesên penaber werdigrin sînora pêkanîna wan ji şopandina mercên guhertinê re ligel rewşê sînordar dike, li gel wê serguhabûna ramanî , wijdanî û viyanî di bin siha derdora nû de bi rengekî xwebexş pêknaye, li gel miqatebûna bi takekes ve û şîrovekirina paldarî û kiryarên wî ji ber ku gelek girîng e ev yeka ji bo naskirina aliyê nehêne ji kesayeta wî ve, ya armanca jiyaneke baştir dike, lê rikeberiyên rewşê û bendên jiyanê û fişarên wê ,herwiha çendayîyên ên rolekê ji nîgarkirina nîşanên jiyana mirov dilîzin mirov birêve dibin ji gîhandina rastiya a dibêje ku mirov lawê wan xêzên bêçare ne û ew li ser rehniya xuristiya rewşan mirovekî ne azad e û azadî dimîne nîgaşek, hizr mijol dike û pir caran ne xuya ye, wateya wê çi ye?
Çawa mirov pê şad dibe bi awayekî giyanî an daringî ve!?
Ev pirsînên yên di hizrê takekes de dilivin di dema gera wî ji bo penageyeke aram ta têde bijî, cîgeheke ku têde bê tirs û metirsî tevbigere, lê metirsiya mirov timî di hizr de dimîne , dema hebûn tune dibe û mirov dîlgirtiyê demborînê dimîne bi helwest, bûyer û bîrovebûnên wêna li ser henas ta demekî dirêj ve .
Takekes timî di bîranîna demborînê de ji reftarên xwe ve qutnabe, bi taybetî ve eger ew demborîn têde saw û têkreçûn hebe, ji ber ku lêdanên yên derbasî takekes dibin bi demê re neman nabin, lê di ne hestbûnê de cîgir dibin û tevlî koma sêwirên takekesî dibin,di hundir de dimînin, di nav xwe de dijîheviyan hembêz dikin, dema takekes bîra erdê dike, hewayên hêdî ne rêncbûyî dibin pêşkerekî ji jiyaneke baş re, têde geşbûn û ferehî gelek peyda dibe, bi vî rengî em dikarin takekesê penaber têbighin dema xwe li dor zincîrekê ji helwestan dipêçîne wî hîşt tebitî be û li dor demsalên demborînê û peywendiyên wê pê re bizîvire, bi awayekî dudil ve, ew metirsî parçeyekî naye veqetandin ji henas ve, dihêle hensa fêrî sêwirên xwe bibe, vekişîna berve ez û dûrketina ji nakokiyên din ve bi wê re, tenahî hîşt bibe nanê jiyanê a bingehîn, ji bo em henasê binasin divê em têgeha piran di navbera din de saz bikin, ji ber ku reqbûna a ku penaber bi ê din re dijî wî dihêle tam ji aramiyê qut bibe, û jêre xuyakirin dide ku jiyan tenê şeytanokeke li ser xwe ve dizîvire , rastî çi ye?, bi rêya tiştê ku mirov ji jiyana xwe dixwaze tê berketin,ango tiştê wî dihêle geş bimîne û wateyên ferehiya cûrbecûr bijî.
Serpêhatiyên mirovan encameke girîng in ji takekes re ji bo bikaribe henasa xwe geş bike bi rêya guhertinên girîng di derbarê pêşveçûna kirdeyî de, têgihiştina vê yekê alîkariyê dike ji bo têgihiştina zikmaka rastiyê bi palpiştbûna li ser seyarana girtinheviyê ji bo baştirînê.
4-Nasnameya serketî di rû nasnameyên barketî de
Cengên nasnameyan bê guman di her cihî de û ji derveyî sînoran ve diqewime, lihevketin di kokên xwe de kêşeyekê radike naveroka wê hewildana desthilatên netewî a navendî ji binyadkirina girtinheviyên navxweyî ên gerentiya hebûn û serdestiyên wê di dewlet û civakên xwe yên resen de didin, li gel wê em Tirkên alîgir ji rêbaza Islama siyasî re a ku ( Erdoxan 1 nûnertiya wê dike) dibînin tevî ku gelek ji alîgirên wî li Elmanyayê jidayikbûn e di nav derdoreke demukratîk de ku bi maf û erkan ve bawer dibe,lê ew tevî vê yekê şêwaz û nerînên netewî ên teng a li hember her tiştekî demukratîk derdikeve weşan dikin.
Ew nakokiya a cîgir di nav vê tofê de ,şopîner li matmayîbûnê dehf dide, ta bipirse li ser dûsereyîya ramandinê, eger tu bi milhûrekî desthilatdar ve bawer dibî û li pey wî diçî, çima venagerî û li welatê ku ew têde serok e najî!?, dewsa tu bi binemayên yeksanî û demukratiyê ve li van welatan şad dibî?!!.
Welatê ku ew têde mezin bûn e û bi civakên wê re têkelbûn e, çawa em dikarin vê şîrove bikin û vê cihêbûna ramanî têbighin dema tu piştgiriyê milhûrî û navendiya dewletê dikî di eynî dema tu li welatekî li ser bîngeha sazî , ricîma yekbûyî a ne navendî û yaseyê avabûye de dijî!
Ev yeka me dihêle em agehdar bibin sengerkirina parastvanê nijadperestiyê bi ramaneke li hember jiyanê û hevjiyana hevbeş napejirîne û li hember nerînên cûda tekoşînê dike ji berjewendiya yekalîbûna nerîn,raman û gelemperatiya wî.
Em cengên nasnameyê dibînin mîna bersiveke ji suriştiya girtinheviya mirovî dema bi rêve diçe ji bo parastina taybetmendiyê bi rêya jêbirina taybetmendiya ê beranber ve an pişaftina wî di nav xwe de, li gel wê zorenga nijadan li ser nankoriya malgirtinê derbirîn dike,dagirkirina erdnîgariyê, hatinên xwarinê, gaz û avê .
-
1- Receb Teyib Erdoxan 26.02.1954 hatibû dinê, siyasetvanekî Tirkî ye û serokê duwanizdemîn e û niha ye ji Tirkî re ji sala 2014 ve.
Ev rê dide aliyê serkeftî ku destê xwe deyne li ser samanê, wê hilîne û anîber bike li ser hesabê stûxwariya nasnameyên biçûk ê helistên bergiriyê li cem nîne taku bikaribe li berxwe bide, ji ber ku navçe bi girtinheviyan ve cîteng bûye, û li ser nanê diljêçûnê jiyan dike, berdêla vê yekê pêkanîna pirojeyên têkoşîndar û jînî û vexwendina li civakeke zanyar ,xwesteka karê sazmanî dike mîna destikeke rizgarbûnê ji cenga nasnameyan a vala, eger agirên cengên gewdehî û devên agir û gullebaranê rawestin, lê wê bi hêsanî şopên agirên gûrbûyî newe jinavbirin, ên bi xwe re heznekirî û kînê tînin, û li ser tê avakirin ji aliyê ew ricîma a ku bi movikên dewleta Tirk ve ji damezrandina wê ve girtî ye, li ser bingehên nijadperst û totelîter çi nirxî ji netewên ên pê re dijîn nade, serweriya nijada Tirkî û binyadkirina wê mîna çandeke bingehîn li dibistan, peymangeh û zanîngehan û kûrkirina daberizka ez û bişanhildana diljêçûnê bi rêya vê yekê, kûrkirina girsbûnê di ez de li cem nijada tirkî bi fermaneke desthilatî ve nûbûyî bi rêya hatina ricîmên faşî, ew xatirkariyeke ji tewriya hêz re ye, û kolekirina pêkhateyên lawaz, rûtkirina wan ji rabûnên hebûna xwe re,ji erd, nasname,ziman û şopên şaristanî ve, pişaftina rêzimanî ê ricîmên Tirkî pêkanîbûn gerentî dabû ji pişaftina gelê Kurd di nav zimanê Tirkî de, gelek hatibûn e pişaftin, nikarin dûbere li zimanê xwe miqate bin, an nirxekî baş û
rastîn bidne zimanê xwe, bi bihaneya ku dem dereng ket û êdî nema ev yek çareser dibe, an bi rêya bihaneyên ne girêdayî bi pêwendiya ziman bi hatinrêzê ve, û wisa em dibînin ku rewşa xemsariyê hatibû dîtin mîna hewildanekê ji bo hembêzkirina pişaftinê an pejirandina û rewakirina wê, ev yeka dibû ji alavên serkeftina qirkirina rewşenbîrî, li rex hewildanên dewleta Tirk ji roxandina kevineşopên dîrokî û konewarên şaristanî li bakûrê Kurdistanê (Hesekêf) wek nimûne û kevineşopên li Amedê ya kevin (Diyar Bekir- Taxa Sûr) û wêrankirina kevineşopên (Eyin Dare) li Efrînê, ji derveyî paşguhkirina wêzimkarî li navçeyên Kurdistanî û belavkirina Islama kevinşopî têde, binyadkirina rewşa çetîtiyê a bi saloxgeriyê û artêşa Tirkî re hevkar e ,herdû gelek kiryarên wêranker li hemî deverên Kurdistanê pêkanîbûn, ji bo bazdana xwedî war û valakirina navçeyan ji xelkên wê ve û koçkirina wê ya berdewam bi aliyê bajarên Tirkî a mezin ve û hîştina Kurdistanê paşgukirî wek kavilên bêkesmayî, ji ber vê yekê armanca tewriya hêzê ew guhertina kiryarê di derbarê takekes û koman de û ger bi cengên derveyî ve û qirkirinên gewdehî ve dewlet avabûn wê pişt re bête veguhêztin li qonaxa miqatebûna ji bermayên van cengan ve di civakê de, bi çandina tovên têgeha serweriyê ve li ser jîndarên lawaztir, gotinekî oveye bicî dibe naveroka wê ku( hêza wan pêkhateyên lawaz û bindest xurtir bû wê rikberiyeke metirsîdar li ser dewleta netewperest a bi hêz ve bikin), ma çawa dewleta Tirk hebûna xwe mîna neqşeyeke siyasî parast!?, bi rêya kirîna kesan bi pereyan ve , ji nêzikirina hinek rêvebirên êlên Kurdî ve (Hawarxwastina Eteturk ji axeyên êlên Kurdî ve di dema cenga serxwebûna Tirkî de) an bi rêya kuştin û serkotkirina şoreşan ve (raperîna Şêx Seîd Bîran sala 1925 pişt re serhildana Seyid Rîza 1937-1939), bi rêya ajotina êlên alîgir ji dewletê re li hember van şoreşan û ev kiryar tê nûjenkirin ji aliyê neviyên Toranî ve ta roja me ya îro ( çeteyên parastvanên gundan li hember partiya karkerên Kurdistanê.)
Ji ber vê em tekoşîndariya nijadperestiyê mîna kedekî zehmet dibînin dema dewlet mîna alavekî parastî jêre be, wî ji hewildanên gewirîn û serkêşiya cemawerî diparêze, ta bibe destûr û rêyeke jiyanê, bobelat û cengên navxweyî ta dema dûr bi dû xwe ve tîne tevî ku cîhan bûye gundeke gerdûnî biçûk ji pêşketina destikên xweşî û peywendiyan ve, lêbelê ramanên netewperest têkneçûn, lê têne çalakirin û xwarinkirin berdewam in (Rasta Millî li Ewrûpayê) û dehfandina cemaweran ji lêketinên vala ve bi dawiyê ve hatin û xêrên wê neman dibe, ji ber vê yekê kedên dikin di rû bivveya derbasbûna tewriya netewî û kirina wê mîna sedema parçekirinê hîn têr nake bi taybetî ve ku desthilatên xwedî moreke totelîter li hember çi hewildaneke demukratîbûnê li hundirê wêlêt an ji derveyî sînoran ve radiweste, mînaka vê yekê tiştê ku Îran û Tirkî dike ji guhertina rê û aliyê van şoreşên rojhilatnavînî ve û xwarkirina wê berve xefka Islama siyasî bi herdû şaxên wê yên Sinnî û Şêî ve, lê hewildana zorkariya fermî ji dewleta serkotker re ji bo bicîkirina xwesteka cûdaxwazî an serxwebûnê diyar e bi rêya pêngavên tunekirin û paşgukirina gellan yên dijberiyên siyasî ji van ricîman re eynî rêbaza desthilatê bikaranîn li hember pêkhateya Kurdî bi rêya berdana roparta serketinê, tiştê hîşt xwesteka cûdaxwazî an serxwebûnê xwestekeke lezlêkirî û serkeftî be dema ku bi xwestekên navdewletî re lihevhatî be, ji ber ku rastiya dîtina civakeke demukrat pêknaye di bin siha hebûna zorkariya fermî ên van dewletan pê êrîş dikin û di navbera hevdû de timî li ser piştrast û erê dikin tevî çiqas nakokî û rewşên aloz, ev yeka jî derî vekir ji destwerdanên navdewletî û zorengên herêmî re ê bêhtir gelê Kurdistanê buhaya wê ya giran dida.
5- Tekoşîndariya nijadperestiyê û berzbûna civaka zanyar
pîşesaziya azadiyê bi rengekî kirdeyî ve bi şoreşa mêr û jinê ve girêdayî ye di eynî demê de, û rêbaza zanyariya rastîn ew ji bo jêbirina kêmaniyê û hestbûna bi jêrîtiyê ve li pêş yê serkeftî an serçûyiya hilgir ji reftarên desthilatê ve yê pê hatinrêzên xelkê dixe di bin gefê de, divê ew şoreş bê têgihiştin pêşî ji pêdiviyeke bê sînor ve ji ezgerkirina mirov ve ta dûrî kêşeyê girêdayî bi bîrdozkirina wî ve be li gor rêbaza desthilatê.
Berketina me ji kêşeyên kûr ya civakê ve û baweriya me bi sûdê guhertina wê û rakirina jêrîtiyê ji ser jina rojhilatnavînî ve dibe sedemekê ji zayîna ramanan re û avabûna kesayeta ne pêrew , ji ber ku takekes pêşî li dayika xwe dinêre, mîna mînakekê di destpêka çêbûna xwe de, û li alava desthilatdar a sert dibîne çawa ku dixebite ji bo perwerdekirina mirovan li ser rageha şiyarbûn û tirsê , bi mebest ve hizr mijol dike bi rêya bêkarî, xizanî û paşgukirina wêzimkariyan û belavkirina gendeliyê mîna rêyekê ji belavbûna hingemeya civakî ve, ji ber vê yekê em zanyarên mêr li rex zanyarên jin dibînin parçebûyî , ji hevdû cuda ji bo çarenivîsê xwe dixebitin, çi sazî wana nacivîne û derdê parçebûnê dikşînin, ev yeka jîniya netewê lawaz dike, wê dihêle di nav dabeşbûn û parçebûna xwe yê siyasî de be, yên ricîmên totelîter li wan bi rêya tirs û kirîna kesan ve sepa kiribûn.
Zanyarê azad bi kirdeya mehnedanînê û vexwendina ji tekoşîndariyê ve bawer dibe mîna rêyekê ji şiyarbûna tirsokan ve, û sazîkirina naverokekê ji pirojeyên yên dikarin ji takekesan re bosteke fereh çêkin ji bo rabûnê.
Rizgarkirina ji hestê kêmaniyê li cem jin û mêr ve bi rabûna zanyarên jin ve destpê dike ên dikarin erkên çarenivîsî bi zanyarên mêr re parve bikin ji rêvebirina civakê ve û perwerdekirina nifş li ser rageha azadîbûna takekesî ji desthilata bîrdoziya partîtiyê an desthilatiyê ve di qata bilind de bi rêya pesindana zanyarê azad û beskirina bişanhildana tek serokî ji bo berhemdana serokên ên wêzimkariyê dikin û bêdeng dixebitin.
Malgirtina bîrdozî ew hewildana darjêdankirina dilniyabûnê û ciwanîkirina wê bi raçête û dagihêjîtinan ve pêrewîkaran hewil didan cilê rastiya a gumanî pê nabe lêbikin, di dema ku zanyarên jin û mêr li hember van hewildanan ji kevin ve radiwestin, gelek ji wan jiyana xwe jidestdabûn li pêş dadweriyên soraxvanîkirinê ên bi husteyî ve wana azar kiribûn û berhemên wana sotandibûn, eger çendîn şîrovekar xwestin desthilatiyê ciwan bikin û cilê çaksaz û feylesofan li wana bikin lê ew bi serneketin.
Mildana cemaweran bi koratî ve ji pirûpogandeyê serokê birêz û pendiyar re binyadkirineke ji gendeliya giyanî ye û reşepêşkirina ramanî re ye bi rêya rewakirina mildanê û kirina wî mîna erkeke niştîmanî, herwisa zanyar di metirsiyeka mezin de dimînin, tên e dabeş û parçekirin û zehmet dibe anîna wan li ser peyv û nerînekê, beşekî ji wan dibin pirojeyên pêrew tenê gotinên xweş dibêjin û dibin layîngiriya desthilatê tevî (diljêçûna wanî veşartî jêre), beşekî din bi giştî ve dûrî dîmenê vedikşin bi rêya koçkirina ji welêt ve an bêdengiyê an carne serserîtiyê dikin bê hemahengî an pêkanînên ku karibin guhertinê pêkbînin, kesê çevsênîbûyî bîra xwe bi xwe re radike eger berî xwe bide ku derê, bîr dibe amaneke hemî dîmen û bûyerên mirov kurtas dike di hundirê welatê xwe de bi taybetî ve qonaxên çêbûna wî ya a yekem, ji ber vê yekê yek dibêje ku cîhan tevî ku di warê erdnîgariyê de bête dabeşkirin di navbera rojhilateke giyanî û rojavayekî hişmend de lêbelê hatina koman û tevderbasbûna wan bi hevdû ve wê erdnîgariyê tebitî nehêle û ne jî çavkaniyên zanînê lê wê her tiştî bimîne di nav têkelbûnê de , ji ber vê yekê em guhertinên deronî dibînin ku berve vebûnê di navbera çandan de çalak dibin, ta erdnîgarî bimîne bin siha şoreşên pêwendiya civakî (Fêsbûk,Tiwîtter,Instagram , Youtûbe û Whatappê ) li pêş hemî hatinrêzên nû wê vekirî bin , wê ropartên nijadperst nikaribin têkelbûn û hevdîtinê sînordar bikin.
Desthilatbûna a li ser civakê pêkhatî, tenê jehrên xwe di hizrên takekesan de berdide ta wan bike qurbaniyên lîstoka rev û bazdanê ji rewşa lêketinê ve.
Nijadperestiyê mîna şepêleke ji aliyê hevjiyana hevbeş ve nevêtî dibe .
Ew ji bermayên ceng û girtinheviyên navxweyî ne ên di navbera pirkes û kêmkesan de çêdibin, şopên xwe yên deronî di hundirê xelkê de dihêle ,ên rastî serkotkirinê tên, dibe ku koçberiyên ên ji zorkariya siyasî ve encam didin bi rastiya rabûna nijadperestiyê ve peywendîdar be, mîna binemayeke jiyanê partî an dewletên ên li berbijariyên mezintir û destketiyan digerin lê xwedî derdikevin, di baweriya xwe de ku ew xwedî bişanhildana dîrokî ne û timî ji serdariyê re di her çax û qonaxekî de şiyandar in ,ew komelbûyîn mîna hewayeke lihevhatî saz dike ji bo rabûna nijadperestiyê û hestbûna bi cûdabûnê ve ji rengên civakî yên heyî re, herwiha dibe metirsî li ser çand,desthilat û navendîbûna fermandariyê.
Tirsa Tirkan ji kurdan ve ji baweriyekê ve pêktê ku Kurd metirsî ne li ser welatê Tirkiya yê ê ku beşekî mezin ji erda wanî dîrokî ve li gel dewletên cîran hembêz dike , ji ber ku sabara Kurdistanî mîna şevpestek e li hember wê û divê pîlanên berdewam bêne amadekirin li hember hewildanên wê ya berdewam, ji ber vê yekê nijadperstiya rojhilatnavînî dijminê demukratîbûnê ye û piştgirê dewleta netewperest a saloxgêrîtî ye , ê timî ol bi awayê xwe yê ragehî ve bi xwe re têkel dike mîna destikekê ji fermandariyê re û gerentîbûna pêrewiya bêhişan bi rêya dergeha Islama siyasî ve.
Nijadperestiya Ewrûpî bersivek bû li hember penaberên ên di welatên wan de niştecî dibin, mebesta min ew nijadperestiya nûjen ê her û her hêdî hêdî bi derbasbûna demê ve bilind dibe, bê guman cenga navxweyî li Sûrî, girtinheviyan ji derveyî sînorên wê ve şiyar kirin, ger li Tirkî an Îran an li cîhana Erebî û welatên Islamî bi giştî ve ên derdê xizanî,gendelî û bêkariyê dikşînin.
Ew dibûn naverokeke dewlemend ji rabûna komên Islamî re yên sînoran derbas kirin .
Çûna bi aliyê tekoşîndariya nijadperestiyê ve di zanîna zimanan de û peywendiyê ye bi gellan re ye, li gel wê ramana parçekirina xelkê di navbera tofên bilind û nizm de xwestekeke rêbazbûyî ye ji bo rêvekirina li pêş girtinheviyê û bergekirina wê bi awayekî bîrdozî ve, ta bibe rêyekê ji dagirkerî û serdestbûnê re bi rengekî hêsan ve, ji ber ku çi bihaneyeke hişmendî ji gotinê wî Elmanî re nîne dema Êmanoêl Kent 1 1724-1804 dibêje (wekî zêdekirina li ser tewriya wî ya zanyarî ve bi dabeşkirina zayendên mirovî li gor reng), gotibû ku zayendên bêhtir jîr û pêşveçûyîn û beşdarbûn ji avakirina şaristaniyan re ew zayendên sipî ne, pişt re zayendên zer tên ,dûrre reş lêbelê zayendên sor û hindiyên sor û gelên parzemîna hindî mîna bedtirîn zayend tên ji aliyê jîrbûnê ve û kêm pêşdikevin li gorî derbirîna wî!.
Feylesofên pêrew ji kar û barên desthilatên xwe re timî bihane didabûn e wan ji bo xwe berfereh bikin û serweriya xwe berdewam bikin.
Em yê Engilîzî Dêvid Heyom 2 1711- 1776 dibînin dema dibêje bi dûrxistina nijadên ne Ewrûpî ve û wisa diaxive :
( Ez qet guman nabim ku reşik û hemî çûreyên mirovan ew di xuristiya xwe de ji mirovê sipî ve jêrtir in.)
Yojîn Fîşer 1874-1967 banga paqijkirina mirovan û kuştina dilovan ji seqetan re û qirkirina Cuhûyan kir, van helwestên tarî ji binî naghe rastiya mirovê zanyar, lê bervajî gemiya mirovahiyê û aştiya afrênerî diçe, ê mebesta min bi wê avakirina stûnên huner ,pêşesazî û afrêneriyan ji bo jiyana mirovî a yeksan û pêkanîna geşepêdanê ji bo xêra hemî qat û bijardeyan û parastina destketiyên mirovê hişmend li hemî deverên hebûna lihevhatî.
-
1- Êmanoêl Kent: Ew fêlesofekî Elman e ji çerxê hejdemenîn e 1724-1804 , jiyana xwe hemî li bajarê Kunisgbêrg li şanişîna Birosiyayê bihûrand, ew dawî fêlesofên bi bandorbûn li ser çanda Ewrûpî a nûjen.
2- Dêvid Heyom: di 26 Nîsanê sal 1711 de jidayikbû û di 25 Tebaxê sal 1776 de koçkiribû, fêlesof,dîroknas, û aborînasekî Iskutlendî bû û kesayeteke girîng bû di felsefa rojavayî û dîroka ronakbîriya Iskutlendî de.
Ewrûpa ramana ne jinxwaziyê bi gellên din re derbas kiribû, bervajî gotina ewê Ferensî Arthir Gûbîno 1 1816- 1882 ê guman dikir ku tekelbûna nijadan û jinxwaziya wan ew sedemek e ji têkçûna şaristaniyan ve dema dibêje : ( Arîbûn têkdiçe bi rêya têkelbûna bi hunerên reşikan ve.)
Em îro têkelbûn û pirbûna çand û şaristaniyan dibînin ku hinira raberî,raman û berzbûnê li cîhana bê bend û sînor berdide , li gel wê zanyarê Birîtanî Tişarliz Darwin 2 1809- 1882 di pirtûka xwe de (zikmakê çûreyan) dema tewriya xwe pêşdebiribû û nexwest xelkê di navbera tofên bilind û jêrîn dabeş bike, ji ber vê zanyarên ên berketin û raberiyên xwe ji bo civakek e zanyar bikaranîn ewê yên di xwe de taybetmendiyên ku wana dihêlin hebin û serbikevin bi wê xweşrewş dibin, lê ew tofên ku bi jehrên tundirewiya olî û netewî ve têkçûyî timî bi tembelî û jêrîbûnê ve bindest dimînin, ji ber dibin barekî zêde li ser heyînê, dema li ser diljêçûn û nijadperestiyê û xewinên serketina diravî a nijadî dijîn, ew rêberên dirindîtî ,kuştarên giştî û koçkirina bi zorê ne, nikarin têkelbûnê bi giyaneke nûjen ve têbighin, ji ber ew ji zanyariya a ku bi rewişt ve yekbûyî ye dûrketibûn.
Hebûn tenê ji zanyarên jin û mêr re ye ên li pêş rêya xwe astengiyan radikin û bi binema yekîtiyê di navbera jin û mêr de bawer dibin, bê pêrewî û kêmîtî, ji ber ku hebûn para afrêner e û ev yeka rizgariya hebûnê ye û dawiya desthilatî û pilana li ser mêjî ji dergeha sazkirina tirsê ve.
Netewhezên rojhilatnavînî ji Ereb,Faris û Tirk û jibilî wan gelên ne li gor xwe mîna çeteyên girêdayî bi derve ve dîtibûn û divê bêne hilkirin, serkotkirin an pişaftin li gor berketiyên xwe.
Va zanyar Curc Terabîşî 3 dibêje : ( Pir tewrîvanên netewperest gîhan astekê ji mendalekirina kêmnetewan ku wana danasîn kirin ku ew kêmnetew ji çêkirina mêtingeriyê ne, ji ber ku kêmnetewan hebûnek wanî bi xwe nîne, lê ew di rewşên herî baştir ve tenê derzên dîrokî ne, lê entîke ne divê carek din têkevin di yaseya helandin, parçekirin û piştre têkelbûnê, ew tu carî bi çi rewşî ve nabin nîşana cûrebûn û çavkaniya dewlemendiyeke şaristanî.)
-
1- Cûzêf Arther Gûbîno: 14 Hizêranê 1816- 13 Çirya pêşin 1882 xanedanekî Ferensî ye, pêşdebirê tewriya serkeftina nijada Arî ye.
2- Tişarliz Robert Darwîn: zanistvanê dîroka xuristî û ciyolocîk e, li Engêltrayê 12 Sibatê 1809 jidayik bû, 19.Nîsanê 1882 koça xwe kir.
3- Curc Terabîşî: 1939- 16 Avdarê 2016 , ramanyar,nivîskar, rexnegirekî Sûrî ye.
Wisa civak hatibû parçekirin û bizdan di jiyana xelkê de weşandin, zorkarî mîna bergekî giştî diyar bû, desthilata netewî wê mîna rûpêçekî li xwe kiribû.
Zanyarên Ewrûpî berî xwe dabûn e penda cûrebûnê, hevdîtina mirovî û pêguhertina rewşenbîrî di navbera netwan de, ji nirxê mirovê hişmend li hebûnê bi serketibûn, va em zanyarê Ferensî Kilûd Straws 1 1908- 2009 dibînin tewriya nijadê bi rengekî dij saz dike û dibîne :
( Cûrebûna çandên mirovî divê bi awayekî bêcan ve newe berketin, ji ber ku civakên mirovî ne bi tenê ne, dema di asta herî dûr de ji pileyên cihêbûnê ve dimînin dîsa jî pergalên parçeyan an koman distînin.)
Berhinde ev piştrastkirineke li ser serkeftina nirxên ronakbîriyê beranberî lawazbûn û pûçbûna gumanên nijadperestan û tengiya asoyê wan.
6- Dîtinekê ji awayên sazbûna sitemkariya siyasî ve
Têkiliyên mirovî hatin guhertin taku di navbera alîgirtinan de bêne dabeşkirin, û nirxê xuristî ji peywendiya xuristî ve li pêş hezkirina desthilatî û têkalîna peyrewan li dor hevdû kêm dibe.
Ev guhertin û dabezîna di rewşê de amadebûna dirindî li cem mirovê pêşbaz ji bo limêjkeriya hêrsê piştgîr kir, peywendiyên qezencî dewsa peywendiyên xuristî cihê xwe girtin û dêmên mirovê diravî pir bûn û ji dema hêsanbûna jiyana wî ya destpêkê ve zehmetir bibûn, êdî li pey rewşeke li ser sertiyê ve cîgir e dikeve û wê bişanhildan dike, ta bibe mîna eynikekê jêre an pîvanekê ji têgihiştina başbûnê ve û çûna bi dû wê ve.
Dirinde li vir serwer e û li ser vînan serdest e, ew wan bi dîmenên hêz û şehnaziyê ve dinixûmîne, taku bedewbûn, xweşikbûn û ciwanî bibe dîmeneke nerm ji dirindiya jiyana nûjen re ê gelek mirov xwe pê girêdidin bi bihaneya nûjenkirina jiyan û nirxan ve.
Ev yeka berzbûnekê saz kiribû bi aliyê harbûnê ve ji pêşbirk û zorengê de û herwiha ji malgirtinê re, berhinde komkirina girtiyan di zîndanê de û pêşwazîkirina wan bi rêya afirandina cûreyekê ji azarkirinê ve bi sernavê ahenga pêşwazîkirinê (girtîgeha Tedmur1) dibe yek ji ferehkirina pêşesazîkirina dirindî ve.
-
1- Zîndana Tedmur: zîndaneke leşgerî bû nêzî bajarê Tedmurê a çolî dikeve li rex kavilên wêna yên navdar piştî 200 Kîlometran bakûrê rojhilata paytexta sûrî Şam, di sala 1966 de hatibû vekirin, di bîngeha xwe de ji bo leşgeran hatibû çêkirin di bin rêveberiya asaîşa leşgerî de ye, navê zîndanê bi navnokitinê ve girêdayî ye, di sala 2001 rêxistina lêborîna navdewletî raporekê belav kiribû wê zîndanê pesindan kir ku (hatiye çêkirin ji bo mezintirîn zorbazî, tirs û derd di dermafê girtiyan de pêkwere.)
Guhertina mirov ta bibe jîndarekî tevlîhev di kar û kiryarê xwe de, şîn û işk hildikşîne, dibe wêranker, bi rêya azarkirina wî ji rêya dergeha zorbazî û tolhildanê re, ji ber diyardeya girtiyê siyasî di xuristiya xwe de derbirîneke li ser pêşesazîkirina dirindiyê, girskirina bizdanê di jiyana takekesan de wana berve dawiya wan dibir.
Azarkirin hat e bikaranîn bi gumana gera li rastiyê û naskirina gunehkar di kevin de, li Yonanistanê û di dema Islamê de û berî wêna, herwiha di serdemên navîn de, mîna destikekê ji parastina keşeya katolîkî ve hatibû bikaranîn, li gel wê di salên şêstan de ji çerxa buhirtî ve zanistvanê deronî Stanlî Mîlgram 1 ezmûnekê li zangoya Yayil pêkanîbû ji bo têgihiştina pêvajoyên Holûkustê ên leşgerên Nazî li cenga cîhanî a duyem pêkanîbûn û zanistê deronî a Emrêkî Filîb Zimbardo 2 ezmûnekê di zîndana Stanfordê pêkanîbû û gîhabû encamekê ku kesên azariyê pêktînin divê pabendî fermanan bibin ji ber ew baş bawer in bi ricîmekî bîrdozî cihekî xwe yê civakî û sazmanî girtî ye û mirov di sirûştiya xwe de bi awayekî suriştî ve fêrî derdora civakî a ku têde dijî dibe û armanca ricîma Baes a serkotker ew sînordarkirina afrêner û ramanyaran û radestbûna wan bi sedema azarkirin û sixêfan ve yê rastî wana dihatin, ji ber vê yekê terora dewletî li ser çi teroreke dijî wê zêdetir dibe û bi kirêtî cihê xwe di dîmenê dîrokê de distîne, ji bo ku desthilat xwe ji roxandinê ve rizgar bike sertiya bê sînor pêktîne, pêşesazîkirina terora dewlet, partî, komên biçûk,Komelêyên nepenî, Mafiya û malbatê ew li ser xwe parve dikin, li gel wê teror ji ramanekê ve ku di henas de bi lez ve tê mezinkirin destpê dike, ta bibe binemayek an zagonekî.
Rastiya ev yekîtiya dîrokî di navbera mêrê ol û desthilatê de gelek derdên dirindî bi xwe re derxistin, tirsê piştrast kiribû wekî dibistan û zanistê çêkirina mirov bi herdû şaxên wî ve a oldar û pir tirsok ji fermandar ve, ev yeka rê dûz kiribû li pêş berzbûna ricîmên bi hêz û serkêş gelek pispor in ji eyarkirina kelejana cemaweran ve, stonên çandeke gelemper û olî binyad kiribû taybetmendiyên xwe ji efsanîbûn û rewrewkan ve distîne, ên bibûn rêbaza jiyana rahênanî a li ser şagirtan ji zaroktiya wana ve hatibûye sepandin, ev bijardeyên xort dehfdabû ta bi çi tiştê vala biramin ji bilî mijarên guhertin û demukratîkbûna naverokî .
-
1. Stanlî Mîlgram: (15.08.1933-20.12.1984) zanistvanekî deronî civakî Emrêkî ye, gotar û xwendinên cûrbecûr pêşkêş kirin.
2. Filîb Zimbardo: rojbûn 23.03.1933 li Niyûyûrkê Emerêka, zanistvanekî deronî ye û mamoste ye li zanîngeha Stanfordê, di sala 1971 de navdar bû bi rêya pêşkêşkirina wî ji ezmûna zîndana Stanfordê a navdar , gelek pirtûk û gotar di warê zanista deronî nivîsandibû.
Bê guman ku avakirina nimûneya zanyarî li cem takekes di bin siha vê rewşê de pêdiviya xwe bi berzbûna navendên ronakbîrî mezin heye bi cemaweran re têkeve dan û standinê bi rêya wêje, raman û hunerê ve, pêdiviya vê yekê bi saziyên xurt ve heye gotûbêjên xwe ligel desthilata siyasî kûritr bike û ji bo pêşesazîkirina biryar û çêja giştî beşdar bibe, bê vê yekê şoreşa zanyarî pêknaye, ew şoreş aştyane ye ne sert e û di sirûştiya xwe de gendeliyê napejirîne.
Desthilata siyasî rewşeke qayim e di xuristiya xwe de, lê hişmendiya desthilatî mirov dikare kêmtir bike bi rengekî ramanî ve bi rêya vekirina derfetan ve ji hemî zanyaran re ji bo têkel bibin di bîngeha wî de ji jor ve ta binî.
Ev yeka dibe kelem li pêş diyarbûna dirindîbûnê , em wêna bi berdêla bi sûd ve binav dikin, berhinde hişmendiya gelemper naye şikestin tenê hêdî hêdî û bi rêya ramandina bi geşepêdana hişmendiya afrênerî ve li cem takekes kêmtir dibe , taku bi rê û hunerên rêvebirinê ji zaroktiyê ve huste bin, ramandin ji derveyî bişanhildan û guhdana desthilatiyê bûye tiştekî zehmet, berhinde hişmendiya afrênerî li cem zanyarê jin û mêr mijol e bi rêyên rizgarkirinê ve ji kulbûnên desthilatî û derzên wêna li ser hizr ve, jihevekirineke diyar ji aloziya ramandina toj ve nîne, ê ku mirovê bi tenê wêna jiyan dike di dan û standinê bi pirsên xwe re û sînorkirina derbasbûna wê di hundir de ta nebe pişt re sedemekî xuristî ji rikberî û raperînê re, berhinde reşbînî û dilzariyê nûnertiya riwê giştî ji jiyanê re dikin, di çarçoveya wê de windabûna mirovê rojhilatnavînî di nava windabûnê de encam dide û radestbûna wî pişt re ji qamebûneke ramanî re pasfinde ji tembelbûneke giyanî û hizrî tê nayê derbaskirin tenê bi zehmetiyekê ve, bê guman ku wêje û huner bi pêvajoya lihevketina desthilatî ve bandor dibe, li vir em dikarin bibêjin ku zanyar dûrî destwerdanên desthilatan û fişarên wana radiwestin û ji dîmenê ve bi giştî ve dûrnakevin, tenê bi awayekî ve dîtinên wanî bê alî xira nake bi aliyê geşepêdana ramanên nû ve ger bi desthilatê ve civiya an li hember wê sekinî.
Ma gelo em dikarin têgehên desthilatê ji nehestbûna komî ve jêbibin?!
Tenê bi derketina rêveberiyeke nû ve?!, ma derketina tewrîkirineke bîrdozî kêşeyê çareser dike ta bibe berdêrekê ji desthilatiya berê re!? ,an ew desthilatiya nû divê hinek reftarên wê desthilatiya berê bihêle ji ber ku henas fêrî cûreyekî ji fermandariyê bû ye, nikare bi hêsanî jê veqete, tenê piştî salên ji perwerdekirin û rahênanê?!
Xalek din heye diyar e û girêdayî ye bi rêyên naskirina pêşerojê ve ji bo derketina dirindîbûnê ( Şoreş) , ji ber ku Foltêr 1 berî mirina xwe 1787 behsa şoreşekê dikir dema got:
(Xort wê rewşa wan şadtir be ji ber wê tiştên ciwan bibînin, Ferensî timî dereng tên, lê ew di dawiyê de tên.)
li gel wê di reweşta desthilatê de hinek zanyarî hene rê jêre vedikin ji bo zêde serdestbûnê li ser xelkê pêkbînin û li rexê din zanyarî hene xelkê bêhtir şiyardikin bi girsbûna bobelat û felaketên ku li ser wan dimeşin pişt re tevdigerin taku hewil bidin mafên xwe bistînin, berhinde em paşketina ragihandinê dibînin ta pileyekê qedexebûna Setelaytê li Sûrî di dema serokê berê Hafiz Elesed de ta sala 1995 û li hin deveran de mîna Koriyaya bakûr û Îranê ta dema niha, herwiha destikên peywendiya civakî mîna Fecebook û Youtubê li Sûrî berî 2011 hîn qedexebûn, tevî ku niha bê bend e lê di bin çavdêriyeke dijwar de ye herwiha li Tirkî hinek dewletên Islamî, li gel wê jiyana takekes li ser Intirnêtê rikberiyeke ji desthilatiya totelîter re a netewî û olî.
Cenga desthilatan li hember rewaniyîbûna gellan û hewildanên wana ê têkçûyî di avakirina tiştê ku tê hilweşandin, hemî stonên cîgirbûn û ewlehiyê têkbiribû, tofên berketî ji dijwariya rewşê ve ,ew ku hîştibûn berve bijareyên bê dunde û westiyayê biçin, an berxwedanî an bazdan ango derketina bi zorê ve, bi vî rengî ve valahî di nav cemaweran û ricîma siyasî de kurtir dibe a bi awayê xwe ve destê xwe li ser meydanên jiyanê datîne û rêbaza hingeme û bizdanê di navbera tofên portbûyî bi ewlehî û tebata wê ya deronî ve, ji ber ku cîhana qamebûyî ew armanceke ji ramana serkotbûna berpêşbûyî ve, afirandina jiyaneke nivyayî bê can ji armancên hişmendiya totelîter e, berhinde helweşîna naverokên xelkê a hatinrêzî nûnertiya alava berdewamiya desthilatê dike û gerentiyê dide cîgirbûna wê, dewleta Baes gewdehên xwe yên bi jehr di nav civakê de çandibû, rêbazên xwe di hişmendiya zarokan de çandibû, bi vî rengî ên bi salan ve li ser pirupûgendeya Baes û ramanê wê ya bêgur xwedî bûn e wê nikaribin şoreşekê li hember wê birêve bibin, (Riyad Hicab 1) (Rifet Elesed 2) (Ebdulhelîm Xeddam 3) (Esed Elzûbî 4) û ji bilî wan wek nimûne.
-
1. Riyad Ferîd Hijab: rojbûn Dêrezzor 1966, endezyar û siyasetvanekî Sûrî ye,serokê wezîran bû li Sûrî, herwiha wezîrê çandiniyê bû.
2. Rifet Elî Silêman Elesed: rojbûn 22.08.1937, cîgirê serokê komara Sûrî a berê bû, birayê serokê Sûrî bû.
3. Ebdulhelîm Xeddam: 15.09.1932- 31.03.2020 yek ji navdartirîn hevalên serokê Sûrî a berê bû.
4. Esed Ezzûbî: rojbûn 1956, ragir û firokvan bû tevlî Ekadîmiya hêzên ezmanî bû di sala 1974 de li Sûrî û di sala 1977 de jê derket.
Lê berî vê yekê divê pêşî ji bêguriya netewî rizgar bibin û nirxên sivîlbûna nûjen vexwin, ev yeka li ser wan pêdivî dike ku hewayên xweşî û pirjimariya nijadî û olî biafirînin, ev yeka nema şiyan e di bin siha vê awanteyê de a her tiştî tarûmar kiribû û cîgeheke xuristî ji çete û teroristan re afirandibû ,ên ji her alî ve kom bibûn taku ramanên Islama siyasî a pûç belav bikin (hevgirtina Sûrî û baskên wêna yê leşgerî) dewsa desthilata Baesa fermandar, ji ber desthilatiya Baesî hemî jêhatiyên azarkirinê wergirtibûn ji têkbirina şoreşa girtiyê siyasî ve û hewildanên wê ji guhertinê re , hemî van destikan ji wê xêza dîrokî ji serkotkirina ricîmên siyasî ji cemaweran re wergirtibû, û serdestkirina li ser coş û sewdaya wê, nêzikbûna desthilata milhûr ji mirandina jiyanê ve di çêja cemaweran de li ser dostaniya xwe bi dîroka dirindî re derbirîn dike ta astekî pir metirsîdar, dema aliyekî girêdayî bi dîroka kevin ve vejîn dike , ji xwedawendîkirina serok û avakirina peykeran jêre li kolan û holên giştî, hijmara wêne û gotinên ku li ser dîwaran nivîsandî wê serok neke nîşaneke ronakbîrî lê lekeyeke reş di dîroka mirovahiyê de, li gel wê ew milhûriya hizrî a ku rojane tê pêkanîn dihêle bawerî di navbera bîrawerî û hişmendiyan zehmet be bi sedema tirsê ve, ji ber ti pêwîstî nîne ku takekes bi amadebûna serok birame ji ber ku serok nûner e li ser huner, raman û bedewbûnê.
Perwerdekirina şerûdiyên dijminane û xwarinkirina wan bi ufkufî û diljêçûnê ve ji kiryarê desthilatên totelîter in, dema ramandina rexnî dibirrin ji berjewendiya radestbûnê ve ji resenî û bilindbûna serokê xêvzana re, taku çi şitilekî şîn hişk bike, ji ber ku zorbazî timî tevgerê lixwedike û beranberî wî jî zorbaziyeke dij derikeve,tundî bi her tiştî ve girêdayî dibe, yek ji balatirîn rengên wê ew yaseya tivîkirî, berhinde yase bi sertiya xwe ve tête naskirin û bi pêdivîbûna hêzekê wê sepa bike û kesên ku wêna binpê dikin jî siza dibin, saw bi xuristiya peywendiyê ve di navbera takekesan û ricîma a ku saziyan birêve dibe de tevderbas dibe li kêlek jihevketina cemaweran a giyanî yê koman dehfdabû berve hingemeyê.
Berhinde rewşa Kurdistanî di bin siha ricîmên ên Kurdistanê dagir dikin de cihê matmayîbûn û serybûnê ye, li gel wê serkotkirin rêxistinên dijber birêvebiribû taku ji xewina avakirina sabarekî azad û serbixwe dakevin ta xwesteka erêkirina axaftinê bi zimanê dayikê ve an sivikbûna tenahiya xwediyên nerînê, ev hemî bi encamê kevirbûna wê desthilatiya rêxistinî ve û pêrewiya wê ji ricîmên herêmî re, ji ber li ku derê bêhiş hebin kedxwar hene.
Rewşa Kurdewarî tê berketin gelek caran ku ew ji encama ew hevpeymana hevbeş ve ye di navbera desthilata fermandar û rêxistina dijber de , ango mînaheviya alavan û şêweyên pêşinyarê em wê dibînin bêhtir nêzî pişaftina xwebexş bi Tirkbûn, Erebûn û Farisbûnê ve ye û çûna bê ageh ji qalibûna totelîter di talîzoka perestbûna takekes de û ev yeka ji nîşanên nezanîkirin û gunûkirina cemaweran ve ye, ev yeka taybetiyên ku bi hilketin ve di herdû saziyên olî û partîtiya totelîter de çêbûne têknade , ev dimîn e bersiveke sade ji rewşên windabûn û koletiya çêbûyî ve bi dijwarî ve, dema hatibûn e damezrandin li gorî pêwîstiyên qonaxê, wekî çaxên destpêkên çerxa bîstan di parzemînên cîhana kevin de.
Em dibînin ramana netewperst û Islama siyasî a comî ên têkdayî bîçimên jiyana demukrat li cem gelên rojhilata navîn têkbiribûn, ji ber vê yekê pêdivîbû nêzikbûn ji pirsgirêkan mîna rastî, rêje û aşkerekirinî re .
Ev yeka sûdtir e ji bo bidestxistina baweriya cemaweran bi rêveberî û rêxistinên wêna ve, berhinde vejînkirina roparta salên heştiyan a şoreşgerî û hewildana nûkirina wê mîna hewildana saxkirina laşekî gendbûyî, ji ber cemawerên arandî bi bandora roparta desthilata netewî ve bi baweriya ku serok xweda an pêxemberekî hatibûye şandin ew bervajî gotina feylesofê Ingilîzî ye Cun Lûk 1 ê gotibû : ( Serok rêncbereke li cem gel û mafê cemaweran e wî paş ve bidin eger desthilatiyên xwe derbas kiribe.)
Tiştekî vîna komî û takekesî têknabe ji bilî du tişt : gendelî û reqbûn, li gel wê em di vê derbarê de dibînin ku tekoşîndariya ramanî ji neyînî û kiryarên cemaweran ve baştir e ji ketina di xefkê rikberî û girtinheviya zîzbûyî de, bin siha gengeşekirinê , ji ber hebûna reftarên desthilatî mîna ricîma seroktker a dewletî ye, takekesan girêdide û li ser dûrxistina afrêneran dixebite, çênabe gengeşkirin bi mêrê olî re a rojhilatnavînî an bi partîvanekî totelîter re, ji bîrdoziya partiya xwe ve dûrtir nabîne, ew herdû li ser yek xêzî dimeşin parastina sofîbûnê, li gel wê mêrê ol û partiyê totelîter jiyana xwe terxan kirin ji bo parastina giyanê bavaniya malbatî û bi çêja civakan û gunokirina wan ve bi derbasbûna dîrokî ve lîstibûn, li gelek cihan de cemaweran kiribûn mîna çepikvan bi bandora tirs an reweştê ve.
Huner ji derveyê wê ve stona hebûna mirov di zelalî û ramanbûnê de saz dike û di hundirê xwe de rikberiyekê nîşan dide li hember rewrewka tirsê a ku desthilatiya totelîter li ser hişmendiya hundirîn a cemawerana sepa kiribû, berhinde zimanê babetî timî berve dan û standina bi nêran re ji bilî mêyan diçû, pêdivî bû timî piştrastkirina li ser ku ew yekîtiya zanyarî saz nabe an bi sernakeve bê yekbûna zîrekbûna ramanî a bingeh in wêna jin li rex mêr radike, bê tenêbûna bi roparta nêrîtiyê a bi şêwazên zimên ve berz dibe, û alavên wê a hevdûdanî ,yê berî xwe dide mêr ji berku ew serdestê lemlateyî ye.
-
1- Cun Lûk : feylesûfekî, siyasetvan û ramanyarekî Ingilîzî ye 1632-1704.
A girîngtir di vê derbarê de ku em bi cîbecîkirina destketiyên mirovê hişmend li her meydanî bibînin wê berî vê an piştî wê hewildanên rahênana ramanî ji tofên sert re bê , ên kiryarên zordar an gunehkar kiribûn bi rêya ol an netewê hatibûn xapandin, mebesta min bi vê herdû zayendan in, cîhana jin û mêr, li gel wê vekişîna rêxistina dewleta Islamî mîna mînakeke nêzik bi dû xwe ve hezarên dîl (kampa Hûl) hîştibû, bi taybetî ve jinên ên dibûn e navenda bi kêşe ve a ku dikarin tundirewiyê bi dilsozî ji zarokan re veguhêzînin, ji ber vê pêwîst e ew jin bêne perwerdekirin bi derbasbûna wan li gelek qonaxan ta qonaxa rehetbûnê, ji ber vê yekê dirindîtiya desthilatî û dirindîtiya malbatî di naveroka xwe de yek in, û çi rûbirûbûn li gel desthilatê pêknaye bi rêya takekesan ve an bi biryarên yekalî sînordar ve, lê bi rêya kanîna mirov ku van lêdanan derbas bike û li gel rewşê jiyan bike.
Ramandina bi tekoşîndariya vê zorkariyê ve û damezrandina tovên lihevhatineke rastîn û germ takekesên ronakbîr dehf dide ji bo bi azadbûn birêkevin û bi rengekî bi rêk û pêk ve, ji ber ku nêrîtî pêdiviya xwe bi girêdana nîşanî heye bi têgeha başiyê ve, bêhtir bi girêdana wê bi têgeha sêgariyê ve, li gel wê nêrîtiya a zanyarî wateya wê nazikbûn û tenikbûn e û bi dan û standina herî xweş re bi zayendê din re ye , û mêyatiya zanyarî ew bersivdana aşkere ye ji nîşanên evîn re .
Û vexwendinên wê ji hevpariyeke rastîn re a bi rêya wê tovên ricîma desthilata totelîter têkdide û bermayên wê yên neyînî jêdibe a ku di komek reftar û reweştên girêdayî bi Islama siyasî ve bi rengekî rasterast ve berzbûyî dibe.
Beşdariya zanyarî li gorî ( Evîn hebûn e û hebûn zanîn e) li dij bijara tevgera Femînî radiweste , lê timî hewil dide tovên xurt weşan bike ji bo berhemkirina rabûnekê bi yekîtiya herdû zayendan ve pêktê, ji ber ku bi têgihiştina me ji bijardeyên zanyarî a bi hêz ve di desthilatê de, em dikarin bibêjin bi pêdivîbûna bicîkirina nîşanên sîstemek e azad ku bi tundî ricîmên fermandariya comî xwedî rengeke netewî têkdibe bi rêya vejînbûna civaka zanyar ,ew dikar e ji dezgehên rêvebirinê ve dûrnekeve lê pê re bimîne û kêmaniyên wê sererast bike , berhinde lobiyên civakî dibin rengekî berdarkirî ji rêveberiyên navendê û pêkhateke pêwîst ji pêşveçûna wêna re li gorî pêdiviyên berjewendiyên cemaweran û sûdên wan sererast dikin, hinek zanyarên jin û mêr demeke xwe li gel ol an partiyekê ve derbas dikin û bi hinek rastî û binemayên mehnegirtinî ve derdikevin ji bo bibin berdêleke bi sûd ji têgihiştina jiyanê ve ji derveyî şirikên têgeha (ku tu ne ligel min bî tu li dijî min î, an tu çeteyekî pilanbazî bi heman rewşê ve), bê guman zanyar hewil dide ku her tiştî têbighe a xuya û a nepenî di eynî demê de, berhinde sîstem tên e guhertin û aborî têne roxandin bi sedema nakokiyên qezencî ve ne zêdetir, li gel wê teror tê bikaranîn ta bibe
destikekê ji bicîbecîkirina desthilatiya diravî re bi rêya cîgirbûna desthilatê ve di cî xwe de û çalakirina rêxistinên wêna a rewşenbîrî di hundirê bijardeyên afrênerî de ji nivîskarên desthilatdar ve û hunermendên pêrew ên girêdana xwe pêşkêş dikin beranberî berbijariyên demkî a ku desthilat dide wan, li gel wê desthilat pêkhatiyên afirandinê têkdibe û hinirên dilsoz talan dike ta bibe xwelî û tovên mezinayî û desthilatî li cem rewşenbîrên desthilatê diafirîne, ên dev ji afiradinê berdabûn û palnerên malgirtina diravî li cem xwe xurt kiribûn û li peyketina bi dû tiştê ku desthilatê ji wan re çedike ji sextebûnên xapînok a girêdayî bi navdarî û rehnîkirinan ve.
Çima zanyar nişteciyê tenahiyê dibe bê ku derbasî hundirê tevgerê bibe û bi erkên xwe di tekoşîndariya qalib û bedkariyên ramandinê ê ji peywendiya desthilata serkotker bi civakê re dibişkive?!
Ev pirs xwe pesindan dike di çarçoveya lêgerîna me ji kêşeya dirindîtiyê re a belavbûyî bin bandorê fişara dezgehên ewlehiyê li ser civakê bi giştî ve.
Ew tenahiya civakî têgehên têkçûyî derxistibû ,takekesan bi rêya reftar û rewştên xwe ve ew wê vexwaribûn, de em bi gotinê nivîskarê Kurdistanî Yehya Silo 1 ve mijol bibin di pirtûka xwe de bi ser navê : zimanê çiyê R18 :
(Takekesê ê ku pêkanînên xwe yên xweyî û afrênerî bikarneyne bi demê re dibe tenê alavek pêkanînê, takekes tê perwerde û hînkirin di van hel û mercên ku têde hestên wî yên mirovî vedikşin û suriştî wîna kuntirol dike , bi awayekî ji awayan ve ew ji hest, wijdan , hêza mêjî û ramandinê ve xizan dibe.)
Desthilata milhûr kanîbûnên xweser li cem mirov asteng kiribû, şerê zanyarên jin û mêr bi hemî rêyên nerm û sert ve kiribû, şopandina takekesan û kar û barên wanî rojan e ji bo bîrkirina wan bi rastiyeke reş ve ku ew di zîndanê de ne, zîndanekî mezin navê wî welat e, welatekî takekesên wêna tiştê ku desthilat weşandibû ji jiyaneke bê bawer ve dûbere dikin.
Dijminatiya mêrên desthilatê bi ronakbîran re dîrokî ye û bi xwe cîgir e , mîna rastiyeke aşkere , gumanî pê nabe, û pêşvexistina dûrkarî û serkotkirinê ji karê wêna ye a ku afirandin û sazkirinê celew dike, yek ji armancên wê ew serkotkirina dirindî ye mîna sîstemeke jiyanî, li vir em dikarin tekoşînên zanyaran têbighin ku ew berdêleke şaristanî û parastî û heyî ye li rex sertiya terora dewletî û partîtî û çêkirina wan ji dû desthilatan re mezintirîn û biçûktirîn bi hevdû re dixebitin li hember xwestinên takekes ji pêşveçûnê re, berdewamkirina ji kiryarê rêbaza serkêşî û berxwedaniyê ve pir caran sîstema
-
1- Şêwekar, romanivîs û Karîketêrîstekî Kurd e
desthilata biçûktirîn bi awayekî kirêt bersivên wê dabû ( Partiya dijber) ji armancên girêdayî bi cûdakirina desthilatî û xwestina bi berzbûna qezencî ya ezez ve li ser hesabê binema û berjewendiyên gelerî .
Zanyarê Ispanî helbestvan Lorka 1 ê di destpêkên şerê navxweyî de sala 1936 hatibû sêdarkirin, herwiha Bîkaso 2 ê dijwariya cengê berz kiribû, tabloyên wî li ser berxwedaniya zanyaran ji desthilatiyên milhûr re derbirîn kiribûn, di vir de Dêvid Heyûm dibêje:
( Felek tenê cîgirbûn dide mafê fermandaran, bi rêya fêrkirina hêdîka ji hizrên mirovan re ta wan bi çi desthilatê ve nêzik bikin, piştî ku bihêle ew xuya bike mîna desthilateke dadmend û hişmend.) lêbelê Dîyonîsûs 3 dibîne ku ( hêza siyasî li ser bîreke têkçûyî hatibûye damezrandin, û jibîrkirin ew dermanê bi hêz e ê ku rê dide şaristaniyan ku bi awayekî çalak ve bixebitin.)
Ev hemî me dihêle ku em bawer bibin ku vîna cemawerê bîrawer a ku bi vînên takekesên afrêner û çalakvan ve girêdayî dihêlin kovan bi demê re bêne jinavbirin û rê vedikin li pêş nifşên ronakbîr taku hevgarî û felaket bi demê re
jinav bibin, azadî tenê dirindeyeke desthilata serkotker ji henasên girtî û cemawerên xwe yên hêrsdar ve derxistibû, berhinde henasê hêrsdar azdiyeke dirindî di xwe de hîştibû taku derbixîne û ji hinavên xwe agirên sor berde ,hemî tiştî disotîne, li gel wê Hîgil 1 di pirtûka xwe de ( Finomînûlociyaya giyanê) gotibû:
( Nediyarbûna cûdabûnê bi hêza mirinê a wêranker ve girêdayî ye an bi tiştê ku nav lê dibe terora mirinê ve.)
Desthilatiya Esed a bav û Kur karîbûn herdû ev nimûne bi demê re biafirînin , desthilatiya Baes a Sûrî mîna a Îraqî li ser mirovan siwar dibûn bi cûdabûnên netew,alî û hatinrêzên wan û civakê parç kirin û li hember hevdû ve bikaranîn, ew tiştê ku navê wî welat kiribûn girtîgeheke mezin tirs têde cîteng bibû ta ku bi dawî ve herdû welat bûn e gerava hingemeyeke bê dawî, di qonaxa buhara xwînî de, ew dirindîtiya a ku desthilata comî lê miqate dibû di hundirê girtîgehên xwe de di dîrokê de diyardeyeke ne nû ye,
-
1- Fîdrîko Garsiya Lorka: helbestvanekî Ispanî ye û nivîskarekî şanogir e herwiha şîwekar û awazvanê Piyano ye, danerekî awazjen bû di 05.06.1898 de hatibû dinê.
2- Pablo Ruyz Bîkaso: 25.10.1881- 08.04.1973 şêwekar, nîgarvan û hunermendekî Ispanî ye.
3- Dîyonîsûs: Papayê Iskenderiya ye û betiryarkê Kerazeya Merqisî ye 248-265.
1- Hîgil: Cûrc Filîhilm Firîdriş Hîgil : 27.08.1770- 14.11.1831 feylesofekî Elmanî ye li Şitûdgart jidayik bû, yek ji girîngtirîn feylesfon Elmanan e , yek ji girîngtirîn dameznerê nimûneyîya Elmanî ye di felsefeyê de.
lêbelê tête pêşvexistin bi demê re bi rêya afirandina şêweyên azarkirinê ve ji bo çinîkirina bersivekê di çarçoveya perwazeke rêbazbûyî de dikeve di wêzimkariya desthilatê de ji bo rûbirûbûna berkepên wêna yên dijwar, berhinde berdana Islamiyan ji zîndan û girtîgehan ve ( Zîndana Sêdnaya) 2 .
Ew raperîna gelerî ji destpêkên wêna ve têkbiribû, bi rêya slogana (xweda mezintir e) û rabûna komên serhildayî ji mizgeftan ve di her Înê de , ev yeka ne rasthatinek bû lê pilanekî hatibû amadekirin ji bo binaxkirina tevgerê û gunûkirina wê, mînakên zorkariyê ji pirtûkên pîroz ve hatibûn e wergirtin, rodanên girêdayî bi qonaxên çêbûna ol pesindan dikin ta bi rengekî siyasî hatibûn e bicîkirin û rewşên ên hîştin cihê xwe di jiyanê de bigrin , berhinde hişmendiya takekes bi alavên teqandinê ve dagirtî ye di derbarê malbatî û hînkerî de, herwiha dan û standina wê bi ên din re, tiştekî xuristî ye ku desthilatiya siyasî vê yekê qezenc bike û sertiyê bikarbîne bi rêya xistina wê di rêbaza perwerdeya hînbûnê de ,a şagirtin wêna radikin ji dema çûna wan li dibistanan û tevlîbûna wan ji perwerde û hînkirinê ve.
Ricîma Baes xwe parastibû dema Islamiyan ji girtîgehên xwe derxisitibû taku bi rêya wan şoreş bête têkbirin bi rêya jinavbirina xwedî hişmendî ta kolan û nerîna giştî nexin tevgerê û sûd bi awayekî ji awayan dîtibû ji rabûna Islama siyasî ve li Tirkî a ku bi rengê xwe ve Islamiyan bikaranî ji bo armancên xwe bidestxîne.
Li Sûrî , Misr, Lîbiya û deverên din bi rêya bikaranîna komên Islamî ve
mîna destikekê ji serweriyê re herwiha Îran wisa kir bi rêya artêşkirina komên Şêeî, herwiha dirindîtî bergekî Islamî comî li xwe kiribû bi bandorên kîn û
diljêçûnê ve têrbûyî ve , bi navê roxandina ricîmê ve gel hatibûn roxandin û malên wan hatibûn e hilweşandin û serên xelkê hatibû birrîn bin nav û bihaneyên gelek, ev yeka bi awayên kuştina dîrokî ve hatibû xwarindin, ligel şêwazên nûjen ji terorê ve, ev yeka dihêle serweriya yekalî li ser cîhanê berdewam bibe, berhinde teror bi rewişt û yaseyê re nakok dibe,bi azadî û demukratîbûnê re jî cûda dibe, gendelî biserdikeve ji ber ku ew ji encamên parîparîkirina giyanî ye ji civakê re, wisa xweda hatibû têkbirin bi navê belavkirina ayîndeya Islamî bi hêzê ve, herwiha yase hatibû jinavbirin di bin navê vexwendina roxandina ricîma siyasî de, şoreş naye kurtaskirin bi bersiva kirdeyî ve beranberî kiryarên desthilatekî bi xwe ve lê ew komek vîn û raman in hewil didin derbasî civaka serkotbûyî bibin taku bibin e naverokekê ji guhertinê re ne tenê têkbirinên desthilatî ne di navbera aliyekê hewil dide serweriyê bike ta ku bibe desthilatdar , desthilatekê ne cûda ye ji a din ve.
-
1- Zîndana Sêdnaya: zîndanekî leşgerî ye nêzî paytexta Sûrî ye li Şamê, zîndan hatibû bikaranîn ji bo destbiserkirina hezarên zîndaniyên siyasî, ji wan endamên komela Ixwan Elmuslimîn û siyasiyên Islamiyên din.
Kurtaskirina şoreşê bi guhertina bilindiya desthilatê bi hinek din ve ew têkbirineke zorbed e ji rastiya civakî re û hewildaneke bilh e ji cemkirina li ser xewinên xelkê ji dadmendiya civakî û guhertina demukratîk re.
Ev mirindina ji bo gîhiştina desthilatê bê guhertina naveroka wê, gendeliya civakî hişt ku mezin bibe li ser hesabê bijardeya bîrawer a ku li rêyekê ji guhertina naverokî re digere û dîtina pirojeyên geşepêdanî dikarin rewşê biguherînin bi afirandina rewşekî baştir , lê ew têkçûna li her derê belav bû û paşveçûna aborî û wêrankirina naveroka binî bibû asteng li pêş gîhandina aramncê.
7- Dîtinekê li girtina siyasî
Aramancên girtina siyasî ew ji bona celewkirina hişmendiyê ye taku nerame, ev yeka wê ji desthilatiya comî re hebûnek dirêjdem di fermandariyê de misoger bike, taku civak bibe du par alîgir û dijber jêre, herdû êzing in desthilatiya gelemperatî xwe bi wan germ dike dema pêwîstiyê, ji ber ku milhûrî civakeke mîna xwe çêdike,ta ku li hember tofê beranber derkeve.
Bivveyên herî zehmet ji aliyê jinavbirina wê dema ku milhûrî bibe baweriyeke civakî, ji ber bi navê parastina welêt ji pîlanên derveyî ve civakê alîgir ji desthilatê re li paş roparta desthilata gelemperatî disekine li hember tofê dijber ê ku li bin konê niştecîbûn û penaberiyê de dijî, ew parçekirin çi kedên takekesî tune dike ji bo tekoşîndariya sîstema siyasî, berhinde zorenga civakî di navbera tof û bijardeyan de ji bo berjewendî û hebûna wan ji sedemên ne zindî ne ji girsbûna desthilatê û berdewambûna wê ji dûrkariyê re û cenga wê li hember demukratiyê, li gel wê em rêbaza siyasî têdighin ji ber ew xwe mirineke ji malgirtina aboriyê û bişanhildana gendeliyê mîna xwedawendekî dîrokî , bê guman milhûrî ji xwe re bihaneyan dibîne taku bimîne wek xwe bin gelek nav û bîrdoziyên çirûsîn, rewşa wê mîna rewşa darê şîn e ê bê ber ( Milhûriya Birûlîtariya) 1.
Bê guman ku Baes li pey xwe ve cewrik kedî kirin ku li gor wê tevdigerin û li ser bumbekirina cemaweran bi rêya sloganan dixebitin û li ser werîsê bêhtirî meymûnan dilîze, li gel wê cotbûna sertî û stûxwarî hevcêwiya desthilata Baesî û civaka pepûk e, ji ber zordariya şoreşgerî bi lez dibe zorkariyeke desthilatî û dibe destikek wêrankirin ji civakê re, û binpêkirina berketî û raberiyên takekes dema hewila jiyaneke baştir dike, lê dema hinek xelk hene ji bo rêberê rêzdar dimrin wateyê vê yekê hebûna terora dewletî mîna ricîmeke serkotkirinê wek rastiyeke aşkere, ji ber vê yekê teror bi wan kesên ên xwe ji serok re kirin qurban re girêdayî ye ,ên laşên xwe kirin mertalekê ji bo parastina sîstema nêrîtî a petoyî.
Ev ricîm armancên xwe yên hundirî pêkanî, ji afirandina civakeke desthilatî li ser xwe parçe dike û derdê jevbûnê dikşîne bi rêya ramanên ên nimûnebûneke dûrî jiyanê armanc dike, ji ber ku xewinên yekbûna Erebî civakan hîştibûn ta demekê bawer bibin ku Baes ew bîngeh e ji rabûna civaka Erebî re, mîna ku hinekan bawer kiribû ku komînist rizgarîbûn e, an Nazî ew rêyeke ji nijadekî zelal re û bi hêz ve , ji ber vê yekê avakirina dînbûna komî binyadkirineke ji terorê re bi derbasbûna dîrokê ve û hêzên milhûr zincîrên karbonî ne ji tek armancê xwe dûrnaçin û ewa qutkirina takekes ji rewşa xwe ve taku bibe mirovekî ji xwe dûrketî .
Sîstemên milhûr di jihevxistina perwerdeyê de heta radeyekî mezin biserketibû û tiştê ku em îro li Sûrî , Îraq û deverên rojhilata navîn dibînin ji komên tundirew dijberên ricîmê û hin din jêre alîgir û şerê wê ya dirindî li hember hevdû , em baş têdighin kiryarên desthilatê ji wêrankirina pêvajoya perwerdehî û bumbekirina wê ji kokên wê ve beranberî derketina sertiya dijwar .
Zarok hatibûn e xwedîkirin ta bibin şêrzadên Seddam Husên li Îraqê û şêrzadên Esed li Sûrî herwiha şêrzadên ji şêrê Sunne re Erdoxan, ew di rastiyê de qurban in ji hebûna sitemkariyê re û hebûna serdestên bi mirov û mêjiyan ve, welat bi dû hevdû ve hatin roxandin û sitmekarî kole û beniyan zêde kirin, bûn e kargeh ji berhemdana wêraniyê re û şuştina mêjiyan û berdana gendeliyê.
Saziyên Islama siyasî çalak bûn ji berhemdana zaroktiyeke pepûk re bi diljêçûn û hingemeyê ve kelepçekirî , mîna dirêjiyekê ji saziyên netewî a Etetûrkî û Baesî re di gunokirina mêjiyan de û wêrankirina raberiyên afrênerî bi rêya weşandina zorbazî , kedxwarî û stûxwariyê ve û encam ji vê yekê cengên navxweyî bê rawestan û bazarên qezencî ji firotina çekan ve û terorek e parzemînan derbas dike çi kes jê bi ewle nabe.
Zanyar li deverên rojhilata navîn lêgerîn dikin ji bo pêşesazîkirina şoreşa zanyarî a bi raman û şaristanî û reseniyê ve girêdayî, pişta wan ji vê yekê re mihrivaniya gellan e û berketina wan ji bîraweriyên takekesên wêna ên afrêner ve ên nayên pişaftin an çewisandin, ji ber ku çendîn dem derbas bibe çendîn erkên li ser milên xwediyên raberî zêdetir dibin, taku bibin xetîreyên rizgariyê ji civakên xwe re li hember hêzên faşîzmê ên dixebitin ji bo kuştina wê giyanê , li gel wê zorenga hêzên zanîn û ronakbîriyê li hember hêzên nezanîkirin û diljêçûnê di cenga Tirkî de li hember hewildanên rizgariya Kurdistanî berz dibe, piştgiriya gellan wekî takekes bê ew desthilatî nîşanek e li ser jîniya hişmendî û wijdana mirovî ye ji zarzariya wê re ji bo pêşesazîkirina biryara civakî.
Piraniya tevgerên şoreşgerî ên pişt re bûn e desthilatî, em wan dibînin ku sloganên rakirina kedxwariyan li ser netewê radikin ji bo rizgarkirina wê ji lepên mêtingeriyê ve, di eynî demê de ew dikevin di xefkê reweştên desteserkirina civakê de taku dirêjtirîn dem bimînin, û bi qasî ku tê desthilatiya diravî û aborî pêkbînin, ji bo bikeve di berjewendiya tofê fermandar de, berhinde dewletên netewî ji bo pişaftina pêkhateyên nijadî di xwe de bisernakevin, herwiha dirêj nakin, ji ber teqandina rehperestiyên xwecehî û hevçûyînên ragehî û berjewendiyên kesên di fermandariyê de nakok dibin û ew hevpeymana berjewendî belav dibe bi hebûna lobî û dezgehên ku di nav hevdû de şer dikin, ji ber cûdabûna heyî di karê wan de û parvekirina samanên welêt, ew rewş di hundirê desthilatê de pêşî diteqe û bijardeyên civakê di vê pêvajoya lêdanî de têne bikaranîn, ji bo tov şerê hevdû bikin bin gelek navan, yek jê rabûna nirx û belavbûna gendeliyê û vexwendina ji bo guhertina ricîmê ta roxandina wê, berhinde hemî têgehên desthilatî ên milhûriyê dikin bîngehekî ji bo hebûna dewletê bi vî awayî saz dikin û civakeke zorbaz ava dikin, û ew nikare li hember wê zorbaziya rojan e çi tevgerê bimeşîne.
Ev yeka bervajî gotina zanistê lawiran Torlîf Şildirb a Nerwêcî ye dema dibêje : ( Milhûrî ew binema bîngehîn e ji bo civîna mirovî , lawirî, sebinzeyî û bêcanî ye , ew ramana bîngehîn e ji cîhanê re.)
Şoreş mîna pesindaneke zordar wateya wê cengeke navxweyî ye bi awayekî ji awayan ve, cenga xwediyên vînên nû li hember xwediyên vînên heyî, vîna civakî li gor vê yekê vînek e pêrewî ye li gor xêzên artêşkirina tofî,netewî û ragehî tevdigere, xweradestî fişarên derveyî dike û kar û barên wê a ku hewila guhertina ricîman dike an ji bo fişara aborî li ser wêna, di vir de cemaweran dibin e êzing ji guhertinên dewletan re û ji wan destwerdanên derveyî re li ser wêna ji bo guhertina wê bi demê re an roxandina wêna bi rêya bijarên xwepêşandinên aştyane ve û piştî wê cenga navxweyî tê, bi vî rengî rojhilata navîn binav dike di çirava windabûnê de, ji Îraqê ta Yemenê , Sûrî û Libnanê û bi dawî ve Îran û Tirkî , gel di xwîna xwe de digevize, û dirinde bumbebaranê dikin , dikujin û wêran dikin ji bo armancên xwe di heyînê de misoger bikin, nakokiya berjewendiyên navdewletî bîngehekî ji awanteyê re diafirînin, dibin carne paş rabûna ricîman li ser hesabê ketina ricîmên din, ew berjewendî şerpîna xwînê û dijwariya wêraniyê jêre nabin xem, lê ew diridî gurtir dikin li gorî geregiya xwe bi dewletê ve, ji ber ku wêraniya wê a aborî dihêle jihevbikeve û bi demê re parçe bibe, hebûna pirsgirêka Kurdî bê çareserî rê bêhtir vedike ji tevderbasbûnên berjewendiyan û dûbare amadekirina navçeyê li gor xwestekên dewletên mezin ji bo desteserkirina li ser hatinan.
Mebesta me bi rabûna gelerî a desteberkirî ve ewê hatibû çêkirin li gorî hevpeymana Saykis Bîko li ser kavilên desthilata Osmanî, ji ber ji van welatan re çi sabarên rastîn nebûn ji dema ku ew erd desthilatên diravbûyîyan di navbera xwe de dabeş kiribûn li Şamê û Misrê herwiha Mexol li Îraqa niha de, lê Kurdistan di navbera Osmanî û Sefewiyan de hatibû parçekirin, ew parçekirin civakeke xurist û lihevhatî durist ne kiribû, lê ew ricîmên fermandar ji wan deveran re kêşeyên civakî afirindibûn herwiha kêşeyên ragehî , mîna şerên navxweyî li Lubnanê û lêdanên leşgerî li Sûrî, Tirkî , Îraq û Îranê, serdestbûna partiya Baes li ser desthilatê li herdû welatan Sûrî û Îraqê û şerê desthilata Esed bi Biraderên Misliman re û herwiha dagirkirina Esed ji Libnanê re û dagirkirina Seddam Husên ji Kiwêtê re û mijolbûna wê bi şerê bi Îranê re ,alozî di van deveran de qet nesekinî, ji ber ku sabarên rojhilata navîn mîna hevdû ne herwiha ricîm û hişmendiya gellên wê û hîn mane mîna parêzgeheke navnetewî.
Metirisya bîrdoziya netewî xwedî rengê nijadî a bêgur bi bergê ragehîbûnê ve diyar dibe, ew sabara destkarîbûyî kir mîna mayîneke mezin hindik maye biteqe di kîjan kêlîkê de bi sedema kiryarê derveyî an fişarê aborî ve , ji ber milyonên xelkê bê kar in û li ser xêza xizaniyê de dijîn, bêkarî şaxdayî dibe û berdewam girstir dibe, li rex ku gendelî bi herdû simên xwe ve hemî saziyên ewlehî digere herwiha a karguzarî jî.
Ev yeka hemî di çarçoveya wê sabara hejiyayî, rewşeke xirab e bi dijwarî li hemî meydan û derbarên jiyanê, wisa bi derketina lawazî û binkeftinê, bi nediyarbûna têgeha yekîtiyê û têkçûna wê ji berjewendiya berzbûna komên tariyê ê sûdgir ji têkçûna giyanî û civakî ve.
Ola siyasî ew cûreyeke ji cûreyên terora rasterast ê tê naskirin bi sertiya xwe yê ku pala xwe dide li ser deqên ku mirovan dehf dide ji sertiyê re, jinê mîna destikekê ji kêf û lîskê re dibîne, hizran vedigerîna li qamçîbazîkirin û birrîna dest û xwestina bacê bi zorê an bê wê şer e, ma gelo di vir de çi felsefe di ol de heye û çi wate jêre heye ji derveyî terorkirin û beherandinê ve?! ,wekî ku Enton Seade 1 di pirtûka xwe de çêbûna netewan de guman dike: R 69 ( Ol ji aliyê hişmendî ve cûreyekî ji cûreyên felsefeyê ye di şîrovekirina diyardeyên gerdûnê û encamkirina dawiya wê û çarenivîsa henasa mirovî.)
bîrdoziyên netewî hewildabûn çîrok û efsanên dîrokî bibêjin ên ku biserketina nijadî aşkere dibin, ji bo bibin çekekî dirêjkirî li hember netewê cîran, dîrokê bikaranîbûn mîna alaveke gurbûyî û helankirî ji bo şer û tevlîheviyê ligel netewên din, wisa dikarîbûn bi hêsanî ve desthilatiyê bi dest xwe xin, bi rêya qestkirina xewinên cemaweran û gurkirina agirên balabûn û biserketina netewî ve, ji ber vê yekê ricîmên netewî bibûn çekekî dirêjkirî li ser ew gellên ên xwe bala dibînin bi xwe jî, bibûn bihaneyekî ji van sîsteman re ku bimînin bi hebûna desthilat û milhûriya wê, herwiha bicîkirina ragehiyê li paş bergê netewbûn û şerê mêtingeriyê, Impiryalizmê û Cihotiya navnetewî , û tiştên mîna van gotinan ji sloganên ku kolana Erebî bi rêya wan hatibû xapandin û ew hîştibû mîna koran biçe berve koçka gurandin û binkeftiya moralî, li gel wê di hundirê wê erdnîgariya şaxdayî kêşeyên gelek mezin bûn, di nav xwe de pir pêkhateyên zimanî nijadî helandibûn di nav tek zimanî de, jibilî paşketina wê roparta a bi Islama Siyasî ve hatibû deqdan, ji ber vê teqadina gelerî nêzik dibe û girtinheviya qezencî dibe pêdiviyekê û têkdana rewanî û jihevketina civakî dibe rewşeke misoger, bi derketina cengên navxweyî şaxdayî li deverekê bi xwe de çêdibe ta bighe deverên din û ferehtir bibe .
-
1-Enton Seade: 01.03.1904- 08.06.1949 , dameznerê partiya Sûrî netewî civakî.
Dûmahî
Zanyar tekoşînê dikin ji bo nirxên rewiştî bi derbasbûna dîrokê ve biparêzin bi rêya pêgirtina wan bi erka mirovî ve tevî kelemên gelek ên li pêşiya wan derdikevin.
Û bi vegera me ji pirtûka (Terora pîroz a Tîrî Êgiltûn) 1 em dikarin rexên diyardeya pîrozbûnê û kokên wê yên dîrokî bêhtir bişopînin, tayhevbûyiya babetî li pêş vê yekê ew berzbûna mirovê zanyar e bi hestekî bilind ji berpirsyarî û rûbirûbûnê ve li hember hewildanên kesên xwe kirin e xwedawend ji bo binpêkirina nîşanên şaristaniya mirovî .
Bi rêya vexwendinê ji damezrandina civaka zanînê re ê ku rê vedike li pêş derdana hebûna aram, serkeftina zanyar Nêlsun Mandêla di jiyan , xebat û helwestên xwe yên zelal de û pabendîbûna bi nirxên zanînê û netivîkirina zordarî û nijadperestiyê mînakek baş e li ser bezbûna zanebûyînê, ji ber ew helwest bingehên rabûnê binyad dikin pêşî ji yekbûna çarenivîsan û bawerî bi aştiya cîhanî ve, bi palpiştîbûna li ser kurteencama serpêhatiyên mirovî yên li dora wê destûr û yaseyên rewiştî û yasegeriyên civakî civiyabûn, ji bo rêgirtina li pêş têkbirinê û gîhiştina jiyana balatir a stûna wê têgihiştin, bîrawerî û baweriyê ye.
Li gel wê ku tevgera rewşê ji pevxurîna mirov bi alavên hebûna xwe ve dertê û civandina wî bi kesên din re yên bi wî re pêdivî,nirx û hestên bilind parve dikin, pêdivîbûn bi hebûna nirx û mînakên rewiştî taku bibin rêgir û mertalekî li pêş hewildanên dirindîbûna mirovahiyê, berhinde em gelek mirov dibînin bi derbasbûna dîroka kevin ve li ser dû beşan ve têne dabeşkirin: zanyarên xwedî hişmendî û hostetî ên kedê didin ji bo wêzimkariya jiyan û mirovan li pêş ezezan ên li dor gendelî, bedkarî, hingeme û malgirtinê bi hemî dûrî û destikên wê yên bed ve civiyan, lê zorengekî berdewam û qayim di navbera herdû tofan de heye , ew zorenga heyî li ser westandina berdewam.
Felsefa Evîn hebûn e û hebûn zanîn e encameke dibişkive ji rastiya nirxên xuristî ve mîna vexwendineke ji mirovê nû re taku ji çi tiştê ku peywendiya wî bi a din û cîhanê ve têkdibe rizgar bibe ji bo pêkanîna xweşiya hertimî .
-
1- Tîrî Êgiltûn: rexnegirekî Birîtanî ye,di 22.02.1943 de jidayik bûye.
2-Nêlsûn Mandêla: 18.07.1918- 05.12.2013 siyasetmedarekî li hember sîstema nijadperestiyê li başûrê Efrîqiyayê rawestiya, di sala 1994-1999 de dibû serokê başûrê Efrîqiyayê.
3- Can Cak Roso : li Cinêfê, 28.06.1712 jidayikbû û di 02.07.1778 koça xwe kiribû, nivîskar û feylesofekî ferensî ye.
Ramanyarê zanyar Can Cak Roso pêşenga nimûnebûnê bû û pirtûka wî (Hevpeymana civakî) dibû Incîlekî ji şoreşa Ferensî re , ew piştrast kir ku çi şoreşekî radibe bêhtir berz dibe dema naveroka xwe ji nirxên sirûştî digre, ji ber ku çûna çi tevgerekî rabûnyî lêvegera xwe yê bingehîn nirx in.
nimûnebûn nakeve, pêdiviya xwe bi sêwirekî ve heye ji bo avakirina kirdeyekî an sazîkirina xêzên raman û nerînan û ji ber ku mirov bi mirin, rewrewk û tirsê ve bindest e, nimûneyîbûna giyanî bibû berdêlekî suriştî ji têkçûn û êşê re. ❝