[اقتباسات] 📘 ❞ أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم (نسخة مصورة) ❝ كتاب ــ د. مساعد بن سليمان الطيار

كتب علوم القرآن - 📖 اقتباسات كتاب ❞ أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم (نسخة مصورة) ❝ ــ د. مساعد بن سليمان الطيار 📖

█ _ د مساعد بن سليمان الطيار 0 حصريا كتاب ❞ أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم (نسخة مصورة) ❝ 2024 مصورة): مقدمة البحث لقد تنافسَ العلماءُ التَّصنيفِ فيما يتعلَّقُ بكتابِ اللهِ فخرجَ بذلك كتبٌ كثيرةٌ تخدمُ من يريدُ تفسيرَ كتابِ ويستعينُ بها فهمه وهذه الكتبُ لا حصرَ لأفرادِها لكثرتها لكن كان الممكنِ حصرُ موضوعاتِها التي تطرَّقت إليها غريبٍ ومُشكلٍ ومبهَمٍ وحُكْمٍ وغيرِها وهذا الكتاب بأنواعِ الكتبِ صُنِّفت أجلِ خدمةِ تفسيرِ وقد كانت فكرةُ تدوينِ هذا البحثِ إثرَ محاضراتٍ ألقيتُها تحت عنوان «مقدِّماتٌ علم التفسير» وكان الموضوعُ أحد الموضوعات طرحتُها فلاقى استحسانًا الحضورِ فبدا لي أن أزيد فيه وأضعه مؤلَّفٍ يحويه فكانَ الكتابُ ولقد حَرَصتُ بيانِ أنواعِ يُستفادُ منها كلامِ كما أشرتُ ـ الغالبِ إلى المعلوماتِ أُدخِلتْ التَّفسيرِ هذه ذكرتُ كلِّ نوعٍ عنوانَ الذي اشتهرت به وحرَّرتُ معناه وبيَّنتُ ما وقع تطوُّرٍ إن وُجدَ وذكرتُ بدايات العلم وبداياتِ التَّأليفِ وطريقةَ ترتيبِ المصنَّفةِ وقد أذكرُ نماذجَ قد أُشِيرُ مدى إفادتِها للمفسِّرِ وما يحتاجهُ كلُّ ذلك قدر الجهدِ والطَّاقةِ ولمْ أَسِرْ نظامٍ مُجَدْوَلٍ تصنيفٍ بل كنت أكتبُ يمليه الخاطرُ ساعتَها؛ لذا لم يكن للمعلوماتِ ترتيبٌ معيَّنٌ كما ألتزم قراءة كتبِ العلومِ دوَّنتُ كنتُ جمعتُه فوائدَ أثناء قراءاتٍ سابقةٍ مبدإ مدخلاً بتصنيفِ يشملُها علمُ «علومِ القرآنِ» ذكرتُها لأجل يُعرفَ الفرقُ بين التَّفسيرِ» القرآن» واستطردتُ ذكرِ قضيَّةِ تداخلِ موضوعاتِ «علوم وهي قضيَّةٌ مهمَّةٌ تحتاجُ نظرٍ ودراسةٍ؛ لأنَّه يمكنُ تُدرسَ جملةٌ علومِه تحتَ مسمًّى واحدٍ تترابطُ مسائلُ العلمِ؛ ويبنى عليها بعدها المسائلِ كانَ يكفي يعرفَ الدَّارسُ ترابُطَ بعضِ وتداخُلَها تُذكرُ مفرَّقةً القرآنِ غير أنه الموضوعاتِ يكونُ هو أكثرُ ذلكَ وهو تأخيرُ دراسةِ موضوعٍ يمرُّ ذِكرهُ موضوعاتٍ متقدِّمةٍ ولا فهمُ يطرحُ فيها بدونِ شرحِه وتفصيلِه ومن الأمثلةِ ذلك: أنَّك تجدُ أنَّ موضوعِ «جمعِ إشارةً «الأحرفِ السَّبعةِ» جمعِ أبي بكرٍ وجمعِ عُثمانَ والدَّارسُ يعرفُ المرادَ بالأحرفِ السَّبعةِ فتَراكَ مضطرًّا لشرحِ بإيجازٍ شديدٍ جدًّا يتناسبُ مع وقتِ إلقاءِ معلوماتِ وكذا الحالُ عند الحديث عن القراءات وكيفَ اختلفتْ القراءاتُ؟ عَلاقتُها السَّبعةِ؟ فإنَّك تكن درَّستَ الأحرفَ السَّبعةَ ستضطرُّ بيانِها هنا أنَّها جُزئيَّةٌ استطراديَّةٌ يُغني لو رُتِّبت علومُ وجُعِلَ مثلُ الموضوعِ أوَّلِ يدرسُه الدارسُ ثمَّ يُحالُ عليه عندما يأتي موضوعٌ له علاقةٌ وسيكونُ علومِ ابتعادٌ المشكلةِ مما يلاحظهُ يُدرِّسُ العلمَ أودُّ أطرحَ جانبًا أراهُ مُغْفَلاً جعلَ العِلْمَ علمًا يطربُ دارسُه يُحسُّ بثرائه وكثرة مادَّتِهِ ولذا يندرُ تجدَ يُدرَّسُ خارجَ قاعاتِ الدِّراسةِ النِّظاميَّةِ علمِ العقيدة أو الفقه الحديثِ وبعضُ الباحثينَ يحسبُ قوالبُ مصبوبةٌ انتهى البحثُ واحترقتْ مادَّتُه فلا جِدَّةَ مسائله ثَمرة بعد ذكره الأقدمونَ ممن كتبوا وهذا ظنٌّ زائفٌ وفي ظنِّي أنشأ التَّفكيرَ إغفالُ الجانبِ التَّطبيقيِّ لهذا العلمِ بالباحثِ يقرأ أمثلةٌ تخالفُ نُظِّرَ دراستِه لعلومِ لكنَّها تسترعي انتباهَه يَطلبُ لها حلًّا وكأنَّه حكمَ بزَيْفِها؛ لأنَّها خالفت قُرِّرَ يُتعبُ نفسَه بتثويرِ مرَّةً أخرى عَلَّهُ يجدُ يصحِّحُ درسَه يؤيِّدُه إنَّ كتبَ تفسير ميدانٌ رحبٌ لتطبيقاتِ مسائلِ فلو اتَّجه مدرِّسو وطبَّقوا درسوه فإن الأمرَ يخلو ثلاثةِ أحوالٍ نافعةٍ تنشيط وفي إشباعهِ بالتَّطبيقاتِ والأمثلةِ: الحالُ الأولى: تعزيزُ الأفكارِ العلميَّةِ المطروحةِ وذلك بتكثيرِ توافقُ الفكرةَ العلميَّةَ المطروحةَ الحالُ الثَّانيةُ: يوجدَ تقرَّرَ الفكرةِ فتدرسُ الأمثلةُ تكونُ نتيجةُ ضَعْفَ وعدَم صحَّتِها تدلُّ تلكَ = مدخولةٌ وغيرُ صحيحةٍ فتحتاجُ إعادةِ تنظيرٍ الثَّالثةُ: أفكارٌ جديدةٌ تضافُ يُطبَّقُ خلالِ الطَّريقة إثارةٌ وتحفيزٌ للدَّارسِ وتحريكٌ وتنشيطٌ متابعةِ الدَّرسِ تثبيتِ وليس المقصودُ الحديثَ القضيَّةِ وإنما أردتُ أُذكِّرَ لمَّا مرَّ يتعلَّق المدخلِ وأسألُ الله ييسِّرَ بسطَ مكانٍ آخرَ وبعد أرجو يكونَ المؤلَّفُ نافعًا وأن خالصًا لله الكريمِ غيرَه التَّآليفِ إنه سميعٌ مجيبٌ مدخلٌ الموضوعِ علمُ جزءٌ والأصلُ مُبينًا للقرآنِ خارجًا حَدِّ كلامِه سبحانَهُ فإنَّه ليسَ صُلبِ وغالبًا الخارجُ حدِّ البيانِ علومٍ تعلَّقتْ بعلمِ وكثيرٌ تطرَّقَ المفسِّرُونَ معدودٌ علوم نشأ ذِكْرِهم لهذه تفاسيرهم خطأٌ بعضَ مَنْ جعلَها كلَّها يحتاج المفسِّرُ ويَلزَمُه معرفتُها نظرٌ والموضوعاتُ المعدودةُ بحاجةٍ تحريرٍ لكثرةِ التَّشقيقِ إذ مجموعةً تدخلَ ولكنَّ المؤلِّفينَ يجعلونَها عدَّةَ حتى لقد ادَّعى بعضهم علومَ تُحصى عددًا قال ابن العربيِّ (ت: ٥٤٣): «وقد ركَّبَ كلامًا فقالوا: إنَّ خمسونَ وأربعمائة علمٍ وسبعةُ آلاف وسبعونَ ألفَ عدد كَلِمِ مضروبةً أربعةٍ لكلِّ كلمةٍ ظهرٌ وبطنٌ وحدٌّ ومطلعٌ مطلقٌ دون اعتبارِ تركيبه ونَضْدِ بعضِه بعضٍ بينها روابطَ الاستيفاءِ كلِّه يحصى يعلمُه إلاَّ اللهُ» وهذا التَّكثُّرِ عدِّ داعيَ دليلَ يدلُّ وقد أجريتُ محاولةً جملةِ يذكرها المصنِّفون ودمج تفرَّق وإرجاعِ بعضها وقبلَ أنْ أذكرَ لك المحاولةَ أُشيرُ الملحوظاتِ حولَ سأكتبه العلومِ: ١ سأذكرُه المصطلحاتِ إنما الاصطلاحِ السَّائدِ ٢ يوجدُ ترابطٌ وثيقٌ بعضُها منبثقًا آخر علومِه؛ يوضعَ علمٌ موضعينِ؛ لارتباطِه بهذا وبذاك التَّداخلُ الانفكاك منه وليسَ عيبًا والله الموفِّقُ كتب مجاناً PDF اونلاين لعلوم فوائد عظيمة وآثار إيجابية الفرد والمجتمع معاً فبفضل العلوم مثلا يستطيع المسلم تدبر وفهم آياته واستنباط غاياته ومقاصده وأحكامه وبدون الاطلاع يصعب تكوين فهم كامل وشامل لكتاب تعالى لأننا حينها نعرف أسباب النزول أحكام النسخ مكامن الإعجاز كذلك التسلح بمعرفتها يساعد محاججة المسلمين ومجادلتهم بالتي هي أحسن والدفاع ضد الشبهات تثار حوله ومن أيضا أنها بتنوعها وغناها وبما تشتمل المعارف والفنون اللغوية والكلامية تساهم تطوير ثقافة فتسمو بروحه وتغذي عقله وتهذب ذوقه وترقى سماء وفضاء المعرفة فالقرآن خير الكون والاطلاع علومه بطريقة بأخرى واجب كل مسلم ومسلمة لذلك القسم يحتوى ومباحث قرآنية عامة متنوعة تتحدث ( الكريم) وتدابيره , اسألة واجوبة وتأملات دراسات تهدف الدراسات القرآنية وخدمة الباحثين

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم (نسخة مصورة)
كتاب

أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم (نسخة مصورة)

ــ د. مساعد بن سليمان الطيار

أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم (نسخة مصورة)
كتاب

أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم (نسخة مصورة)

ــ د. مساعد بن سليمان الطيار

عن كتاب أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم (نسخة مصورة):
مقدمة البحث


لقد تنافسَ العلماءُ في التَّصنيفِ فيما يتعلَّقُ بكتابِ اللهِ، فخرجَ بذلك كتبٌ كثيرةٌ تخدمُ من يريدُ تفسيرَ كتابِ اللهِ، ويستعينُ بها على فهمه.
وهذه الكتبُ لا حصرَ لأفرادِها لكثرتها. لكن كان من الممكنِ حصرُ موضوعاتِها التي تطرَّقت إليها، من غريبٍ ومُشكلٍ ومبهَمٍ وحُكْمٍ، وغيرِها.
وهذا الكتاب يتعلَّقُ بأنواعِ الكتبِ التي صُنِّفت من أجلِ خدمةِ تفسيرِ كتابِ اللهِ.

وقد كانت فكرةُ تدوينِ هذا البحثِ إثرَ محاضراتٍ ألقيتُها تحت عنوان «مقدِّماتٌ في علم التفسير»، وكان هذا الموضوعُ أحد الموضوعات التي طرحتُها، فلاقى استحسانًا من الحضورِ، فبدا لي أن أزيد فيه، وأضعه في مؤلَّفٍ يحويه، فكانَ هذا الكتابُ.

ولقد حَرَصتُ فيه على بيانِ أنواعِ الكتبِ التي يُستفادُ منها في تفسيرِ كلامِ اللهِ، كما أشرتُ ـ في الغالبِ ـ إلى المعلوماتِ التي أُدخِلتْ على التَّفسيرِ في هذه الكتبِ.

وقد ذكرتُ في كلِّ نوعٍ من أنواعِ التَّصنيفِ عنوانَ الكتبِ الذي اشتهرت به، وحرَّرتُ معناه، وبيَّنتُ ما وقع فيه من تطوُّرٍ إن وُجدَ، وذكرتُ بدايات هذا العلم، وبداياتِ التَّأليفِ فيه، وطريقةَ ترتيبِ هذه الكتبِ المصنَّفةِ، وقد أذكرُ نماذجَ منها، كما قد أُشِيرُ إلى مدى إفادتِها للمفسِّرِ وما يحتاجهُ منها، كلُّ ذلك قدر الجهدِ والطَّاقةِ.

ولمْ أَسِرْ على نظامٍ مُجَدْوَلٍ في كلِّ تصنيفٍ، بل كنت أكتبُ ما يمليه الخاطرُ ساعتَها؛ لذا لم يكن للمعلوماتِ ترتيبٌ معيَّنٌ.

كما لم ألتزم قراءة كلِّ كتبِ هذه العلومِ، بل دوَّنتُ ما كنتُ جمعتُه من فوائدَ في هذه الكتبِ في أثناء قراءاتٍ سابقةٍ.

وقد ذكرتُ في مبدإ هذا البحثِ مدخلاً يتعلَّقُ بتصنيفِ العلومِ التي يشملُها علمُ «علومِ القرآنِ» وقد ذكرتُها لأجل أن يُعرفَ الفرقُ بين «علومِ التَّفسيرِ» و «علومِ القرآن»، واستطردتُ في ذكرِ قضيَّةِ تداخلِ موضوعاتِ «علوم القرآنِ»، وهي قضيَّةٌ مهمَّةٌ تحتاجُ إلى نظرٍ ودراسةٍ؛ لأنَّه قد يمكنُ أن تُدرسَ جملةٌ من علومِه تحتَ مسمًّى واحدٍ تترابطُ فيه مسائلُ هذا العلمِ؛ ويبنى عليها ما بعدها من المسائلِ.

ولقد كانَ يكفي أن يعرفَ الدَّارسُ ترابُطَ بعضِ العلومِ وتداخُلَها التي تُذكرُ مفرَّقةً في كتبِ القرآنِ، غير أنه في بعضِ الموضوعاتِ يكونُ ما هو أكثرُ من ذلكَ، وهو تأخيرُ دراسةِ موضوعٍ يمرُّ ذِكرهُ في موضوعاتٍ متقدِّمةٍ، ولا يمكنُ فهمُ ما يطرحُ فيها بدونِ شرحِه وتفصيلِه.

ومن الأمثلةِ على ذلك: أنَّك تجدُ أنَّ في موضوعِ «جمعِ القرآنِ» إشارةً إلى «الأحرفِ السَّبعةِ» في جمعِ أبي بكرٍ وجمعِ عُثمانَ، والدَّارسُ لا يعرفُ المرادَ بالأحرفِ السَّبعةِ، فتَراكَ مضطرًّا لشرحِ موضوعِ «الأحرفِ السَّبعةِ» بإيجازٍ شديدٍ جدًّا يتناسبُ مع وقتِ إلقاءِ معلوماتِ «جمعِ القرآنِ».

وكذا الحالُ عند الحديث عن القراءات، وكيفَ اختلفتْ هذه القراءاتُ؟ وما عَلاقتُها بالأحرفِ السَّبعةِ؟

فإنَّك إن لم تكن قد درَّستَ الأحرفَ السَّبعةَ، ستضطرُّ إلى بيانِها هنا على أنَّها جُزئيَّةٌ استطراديَّةٌ. وقد كان يُغني عن ذلك ما لو رُتِّبت علومُ القرآنِ، وجُعِلَ مثلُ هذا الموضوعِ من أوَّلِ ما يدرسُه الدارسُ، ثمَّ يُحالُ عليه عندما يأتي موضوعٌ له علاقةٌ به.

وسيكونُ في ترتيبِ العلومِ في كتبِ علومِ القرآنِ ابتعادٌ عن هذه المشكلةِ وغيرِها مما يلاحظهُ الذي يُدرِّسُ هذا العلمَ.

وقد كنتُ أودُّ أن أطرحَ جانبًا أراهُ مُغْفَلاً في علومِ القرآنِ، مما جعلَ هذا العِلْمَ علمًا لا يطربُ له دارسُه، ولا يُحسُّ بثرائه وكثرة مادَّتِهِ، ولذا يندرُ أن تجدَ هذا العلمَ يُدرَّسُ خارجَ قاعاتِ الدِّراسةِ النِّظاميَّةِ، كما هو الحالُ في علمِ العقيدة أو علم الفقه أو علمِ الحديثِ.

وبعضُ الباحثينَ يحسبُ أنَّ هذا العلمَ قوالبُ مصبوبةٌ قد انتهى البحثُ فيه، واحترقتْ مادَّتُه، فلا جِدَّةَ في مسائله، ولا ثَمرة بعد ما ذكره الأقدمونَ ممن كتبوا في هذا العلمِ؛ وهذا ظنٌّ زائفٌ.

وفي ظنِّي أن الذي أنشأ هذا التَّفكيرَ عن علومِ القرآنِ هو إغفالُ الجانبِ التَّطبيقيِّ لهذا العلمِ، لذا قد يمرُّ بالباحثِ وهو يقرأ في التَّفسيرِ أمثلةٌ تخالفُ ما نُظِّرَ له في دراستِه لعلومِ القرآنِ، لكنَّها لا تسترعي انتباهَه، ولا يَطلبُ لها حلًّا، وكأنَّه قد حكمَ بزَيْفِها؛ لأنَّها خالفت ما قُرِّرَ له، فلا يُتعبُ نفسَه بتثويرِ الموضوعِ مرَّةً أخرى، عَلَّهُ يجدُ ما يصحِّحُ ما درسَه أو يؤيِّدُه.

إنَّ كتبَ تفسير القرآنِ ميدانٌ رحبٌ لتطبيقاتِ مسائلِ علومِ القرآنِ، فلو اتَّجه مدرِّسو علومِ القرآنِ إلى هذه الكتبِ وطبَّقوا عليها ما درسوه في كتبِ علومِ القرآنِ، فإن الأمرَ لا يخلو من ثلاثةِ أحوالٍ نافعةٍ في تنشيط هذا العلمِ، وفي إشباعهِ بالتَّطبيقاتِ والأمثلةِ:

الحالُ الأولى: تعزيزُ الأفكارِ العلميَّةِ المطروحةِ في كتبِ علومِ القرآنِ، وذلك بتكثيرِ الأمثلةِ التي توافقُ الفكرةَ العلميَّةَ المطروحةَ.

الحالُ الثَّانيةُ: أن يوجدَ أمثلةٌ تخالفُ ما تقرَّرَ في الفكرةِ العلميَّةِ المطروحةِ، فتدرسُ هذه الأمثلةُ، وقد تكونُ نتيجةُ هذه الدِّراسةِ ضَعْفَ هذه الأمثلةِ وعدَم صحَّتِها، أو أنَّها تدلُّ على أنَّ تلكَ الفكرةَ العلميَّةَ المطروحةَ في كتبِ علومِ القرآنِ = مدخولةٌ وغيرُ صحيحةٍ، فتحتاجُ إلى إعادةِ تنظيرٍ.

الحالُ الثَّالثةُ: أن يوجدَ في الأمثلةِ أفكارٌ جديدةٌ تضافُ إلى مسائلِ العلمِ الذي يُطبَّقُ عليه من خلالِ التَّفسيرِ.

وفي هذه الطَّريقة إثارةٌ وتحفيزٌ للدَّارسِ، وتحريكٌ وتنشيطٌ له في متابعةِ الدَّرسِ، وفي تثبيتِ المعلوماتِ.

وليس المقصودُ هنا الحديثَ عن هذه القضيَّةِ، وإنما أردتُ أن أُذكِّرَ به لمَّا مرَّ ما يتعلَّق به في هذا المدخلِ، وأسألُ الله أن ييسِّرَ بسطَ هذه الموضوعِ في مكانٍ آخرَ.

وبعد، أرجو أن يكونَ هذا المؤلَّفُ نافعًا، وأن يكونَ خالصًا لله الكريمِ، وأن ييسِّرَ لي غيرَه من التَّآليفِ، إنه سميعٌ مجيبٌ.

مدخلٌ إلى الموضوعِ

علمُ التَّفسيرِ جزءٌ من علومِ القرآنِ.

والأصلُ أن يكونَ ما في علمِ التَّفسيرِ مُبينًا للقرآنِ، وما كانَ خارجًا عن حَدِّ بيانِ كلامِه سبحانَهُ، فإنَّه ليسَ من صُلبِ التَّفسيرِ.

وغالبًا ما يكونُ ذلكَ الخارجُ عن حدِّ البيانِ من علومٍ تعلَّقتْ بعلمِ التَّفسيرِ، وكثيرٌ من هذه العلومِ التي تطرَّقَ إليها المفسِّرُونَ معدودٌ في علوم القرآنِ.

وقد نشأ عن ذِكْرِهم لهذه العلومِ في تفاسيرهم خطأٌ، ذلك أنَّ بعضَ مَنْ كتبَ في علمِ التَّفسيرِ جعلَها كلَّها من العلومِ التي يحتاج إليها المفسِّرُ، ويَلزَمُه معرفتُها، وفي ذلكَ نظرٌ.

والموضوعاتُ المعدودةُ في علومِ القرآنِ بحاجةٍ إلى تحريرٍ، لكثرةِ التَّشقيقِ فيها، إذ تجدُ مجموعةً من هذه العلومِ يمكنُ أن تدخلَ في مسمًّى واحدٍ، ولكنَّ بعضَ المؤلِّفينَ في علومِ القرآنِ يجعلونَها عدَّةَ علومٍ، حتى لقد ادَّعى بعضهم أنَّ علومَ القرآنِ لا تُحصى عددًا، قال ابن العربيِّ (ت: ٥٤٣): «وقد ركَّبَ العلماءُ على هذا كلامًا، فقالوا: إنَّ علومَ القرآنِ خمسونَ علمًا، وأربعمائة علمٍ، وسبعةُ آلاف وسبعونَ ألفَ علمٍ، على عدد كَلِمِ القرآن مضروبةً في أربعةٍ، إذ لكلِّ كلمةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ وحدٌّ ومطلعٌ. هذا مطلقٌ دون اعتبارِ تركيبه، ونَضْدِ بعضِه إلى بعضٍ، وما بينها من روابطَ على الاستيفاءِ في ذلك كلِّه، وهذا مما لا يحصى، ولا يعلمُه إلاَّ اللهُ» .

وهذا من التَّكثُّرِ في عدِّ العلومِ الذي لا داعيَ له، ولا دليلَ يدلُّ عليه.
وقد أجريتُ محاولةً في ترتيبِ جملةِ هذه العلومِ التي يذكرها المصنِّفون في علومِ القرآنِ، ودمج ما تفرَّق منها، وإرجاعِ بعضها إلى بعضٍ.

وقبلَ أنْ أذكرَ لك هذه المحاولةَ، أُشيرُ إلى بعضِ الملحوظاتِ حولَ ما سأكتبه في هذه العلومِ:

١ - أنَّ ما سأذكرُه من المصطلحاتِ، إنما هو على الاصطلاحِ السَّائدِ في كتبِ علومِ القرآنِ.

٢ - أنه يوجدُ ترابطٌ وثيقٌ بين علومِ القرآنِ، بل قد يكونُ بعضُها منبثقًا من علمٍ آخر من علومِه؛ لذا يمكنُ أن يوضعَ علمٌ منها في موضعينِ؛ لارتباطِه بهذا وبذاك، وهذا التَّداخلُ لا يمكنُ الانفكاك منه، وليسَ ذلك عيبًا، والله الموفِّقُ.
الترتيب:

#5K

0 مشاهدة هذا اليوم

#18K

8 مشاهدة هذا الشهر

#34K

7K إجمالي المشاهدات
المتجر أماكن الشراء
د. مساعد بن سليمان الطيار ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية