ومُدوَّناتُ التَّفسيرِ الكبيرةُ خرجت بعلمِ... 💬 أقوال د. مساعد بن سليمان الطيار 📖 كتاب أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم (نسخة مصورة)

- 📖 من ❞ كتاب أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم (نسخة مصورة) ❝ د. مساعد بن سليمان الطيار 📖

█ ومُدوَّناتُ التَّفسيرِ الكبيرةُ خرجت بعلمِ إلى مسائلَ لا علاقةَ لها به وإنما جرَّها إليه بُرُوعُ المؤلِّفِ فنٍّ من الفنونِ وقد كان لذلكَ أثرٌ تسميةِ بعضِ كتبِ فالقرطبيُّ (ت: ٦٧١) سَمَّى تفسيرَه (الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه السُّنَّة وآي الفرقان) (١) وهو تفسيرٌ شاملٌ وليس خاصًّا بأحكامِ القرآنِ وقد قال بيان ذلك: «فلما كتابُ الله هو الكفيلَ بجميع علومِ الشرعِ الذي استقلَّ بالسُّنَّة والفرض ونزل أمين السماء الأرضِ؛ رأيتُ أنْ أشتغلَ مدى عمري وأستفرغَ فيه مُنَّتِي (٢)؛ بأن أكتبَ تعليقًا وجيزًا يتضمَّنُ نُكَتًا واللُّغاتِ والإعرابِ والقراءاتِ والرَّدِّ أهل الزيغ والضلالاتِ وأحاديث كثيرة شاهدة نذكره الأحكام ونزول الآيات جامعًا بين معانيهما ومبينًا ما أشكلَ منهما بأقاويلِ السَّلفِ ومَن تبعهم مِن الخَلَفِ » كتاب أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير الكريم (نسخة مصورة) مجاناً PDF اونلاين 2024 مقدمة البحث لقد تنافسَ العلماءُ التَّصنيفِ فيما يتعلَّقُ بكتابِ اللهِ فخرجَ بذلك كتبٌ كثيرةٌ تخدمُ يريدُ تفسيرَ كتابِ ويستعينُ بها فهمه وهذه الكتبُ حصرَ لأفرادِها لكثرتها لكن الممكنِ حصرُ موضوعاتِها التي تطرَّقت إليها غريبٍ ومُشكلٍ ومبهَمٍ وحُكْمٍ وغيرِها وهذا الكتاب بأنواعِ الكتبِ صُنِّفت أجلِ خدمةِ تفسيرِ وقد كانت فكرةُ تدوينِ هذا البحثِ إثرَ محاضراتٍ ألقيتُها تحت عنوان «مقدِّماتٌ علم التفسير» وكان الموضوعُ أحد الموضوعات طرحتُها فلاقى استحسانًا الحضورِ فبدا لي أن أزيد وأضعه مؤلَّفٍ يحويه فكانَ الكتابُ ولقد حَرَصتُ بيانِ أنواعِ يُستفادُ منها كلامِ كما أشرتُ ـ الغالبِ المعلوماتِ أُدخِلتْ هذه ذكرتُ كلِّ نوعٍ عنوانَ اشتهرت وحرَّرتُ معناه وبيَّنتُ وقع تطوُّرٍ إن وُجدَ وذكرتُ بدايات العلم وبداياتِ التَّأليفِ وطريقةَ ترتيبِ المصنَّفةِ أذكرُ نماذجَ قد أُشِيرُ إفادتِها للمفسِّرِ وما يحتاجهُ كلُّ ذلك قدر الجهدِ والطَّاقةِ ولمْ أَسِرْ نظامٍ مُجَدْوَلٍ تصنيفٍ بل كنت أكتبُ يمليه الخاطرُ ساعتَها؛ لذا لم يكن للمعلوماتِ ترتيبٌ معيَّنٌ كما ألتزم قراءة العلومِ دوَّنتُ كنتُ جمعتُه فوائدَ أثناء قراءاتٍ سابقةٍ مبدإ مدخلاً بتصنيفِ يشملُها علمُ «علومِ القرآنِ» ذكرتُها لأجل يُعرفَ الفرقُ التَّفسيرِ» القرآن» واستطردتُ ذكرِ قضيَّةِ تداخلِ موضوعاتِ «علوم وهي قضيَّةٌ مهمَّةٌ تحتاجُ نظرٍ ودراسةٍ؛ لأنَّه يمكنُ تُدرسَ جملةٌ علومِه تحتَ مسمًّى واحدٍ تترابطُ مسائلُ العلمِ؛ ويبنى عليها بعدها المسائلِ كانَ يكفي يعرفَ الدَّارسُ ترابُطَ وتداخُلَها تُذكرُ مفرَّقةً غير أنه الموضوعاتِ يكونُ أكثرُ ذلكَ تأخيرُ دراسةِ موضوعٍ يمرُّ ذِكرهُ موضوعاتٍ متقدِّمةٍ ولا فهمُ يطرحُ فيها بدونِ شرحِه وتفصيلِه ومن الأمثلةِ أنَّك تجدُ أنَّ موضوعِ «جمعِ إشارةً «الأحرفِ السَّبعةِ» جمعِ أبي بكرٍ وجمعِ عُثمانَ والدَّارسُ يعرفُ المرادَ بالأحرفِ السَّبعةِ فتَراكَ مضطرًّا لشرحِ بإيجازٍ شديدٍ جدًّا يتناسبُ مع وقتِ إلقاءِ معلوماتِ وكذا الحالُ عند الحديث عن القراءات وكيفَ اختلفتْ القراءاتُ؟ عَلاقتُها السَّبعةِ؟ فإنَّك تكن درَّستَ الأحرفَ السَّبعةَ ستضطرُّ بيانِها هنا أنَّها جُزئيَّةٌ استطراديَّةٌ يُغني لو رُتِّبت علومُ وجُعِلَ مثلُ الموضوعِ أوَّلِ يدرسُه الدارسُ ثمَّ يُحالُ عليه عندما يأتي موضوعٌ له علاقةٌ وسيكونُ ابتعادٌ المشكلةِ مما يلاحظهُ يُدرِّسُ العلمَ أودُّ أطرحَ جانبًا أراهُ مُغْفَلاً جعلَ العِلْمَ علمًا يطربُ دارسُه يُحسُّ بثرائه وكثرة مادَّتِهِ ولذا يندرُ تجدَ يُدرَّسُ خارجَ قاعاتِ الدِّراسةِ النِّظاميَّةِ علمِ العقيدة أو الفقه الحديثِ وبعضُ الباحثينَ يحسبُ قوالبُ مصبوبةٌ انتهى البحثُ واحترقتْ مادَّتُه فلا جِدَّةَ مسائله ثَمرة بعد ذكره الأقدمونَ ممن كتبوا وهذا ظنٌّ زائفٌ وفي ظنِّي أنشأ التَّفكيرَ إغفالُ الجانبِ التَّطبيقيِّ لهذا العلمِ بالباحثِ يقرأ أمثلةٌ تخالفُ نُظِّرَ دراستِه لعلومِ لكنَّها تسترعي انتباهَه يَطلبُ حلًّا وكأنَّه حكمَ بزَيْفِها؛ لأنَّها خالفت قُرِّرَ يُتعبُ نفسَه بتثويرِ مرَّةً أخرى عَلَّهُ يجدُ يصحِّحُ درسَه يؤيِّدُه إنَّ كتبَ تفسير ميدانٌ رحبٌ لتطبيقاتِ مسائلِ فلو اتَّجه مدرِّسو وطبَّقوا درسوه فإن الأمرَ يخلو ثلاثةِ أحوالٍ نافعةٍ تنشيط وفي إشباعهِ بالتَّطبيقاتِ والأمثلةِ: الحالُ الأولى: تعزيزُ الأفكارِ العلميَّةِ المطروحةِ وذلك بتكثيرِ توافقُ الفكرةَ العلميَّةَ المطروحةَ الحالُ الثَّانيةُ: يوجدَ تقرَّرَ الفكرةِ فتدرسُ الأمثلةُ تكونُ نتيجةُ ضَعْفَ وعدَم صحَّتِها تدلُّ تلكَ = مدخولةٌ وغيرُ صحيحةٍ فتحتاجُ إعادةِ تنظيرٍ الثَّالثةُ: أفكارٌ جديدةٌ تضافُ يُطبَّقُ خلالِ الطَّريقة إثارةٌ وتحفيزٌ للدَّارسِ وتحريكٌ وتنشيطٌ متابعةِ الدَّرسِ تثبيتِ وليس المقصودُ الحديثَ القضيَّةِ أردتُ أُذكِّرَ لمَّا مرَّ يتعلَّق المدخلِ وأسألُ ييسِّرَ بسطَ مكانٍ آخرَ وبعد أرجو يكونَ المؤلَّفُ نافعًا وأن خالصًا لله الكريمِ غيرَه التَّآليفِ إنه سميعٌ مجيبٌ مدخلٌ الموضوعِ علمُ جزءٌ والأصلُ مُبينًا للقرآنِ خارجًا حَدِّ كلامِه سبحانَهُ فإنَّه ليسَ صُلبِ وغالبًا الخارجُ حدِّ البيانِ علومٍ تعلَّقتْ وكثيرٌ تطرَّقَ المفسِّرُونَ معدودٌ علوم نشأ ذِكْرِهم لهذه تفاسيرهم خطأٌ بعضَ مَنْ جعلَها كلَّها يحتاج المفسِّرُ ويَلزَمُه معرفتُها نظرٌ والموضوعاتُ المعدودةُ بحاجةٍ تحريرٍ لكثرةِ التَّشقيقِ إذ مجموعةً تدخلَ ولكنَّ المؤلِّفينَ يجعلونَها عدَّةَ حتى لقد ادَّعى بعضهم علومَ تُحصى عددًا ابن العربيِّ ٥٤٣): «وقد ركَّبَ كلامًا فقالوا: إنَّ خمسونَ وأربعمائة علمٍ وسبعةُ آلاف وسبعونَ ألفَ عدد كَلِمِ مضروبةً أربعةٍ لكلِّ كلمةٍ ظهرٌ وبطنٌ وحدٌّ ومطلعٌ مطلقٌ دون اعتبارِ تركيبه ونَضْدِ بعضِه بعضٍ بينها روابطَ الاستيفاءِ كلِّه يحصى يعلمُه إلاَّ اللهُ» وهذا التَّكثُّرِ عدِّ داعيَ دليلَ يدلُّ أجريتُ محاولةً جملةِ يذكرها المصنِّفون ودمج تفرَّق وإرجاعِ بعضها وقبلَ أذكرَ لك المحاولةَ أُشيرُ الملحوظاتِ حولَ سأكتبه العلومِ: ١ سأذكرُه المصطلحاتِ إنما الاصطلاحِ السَّائدِ ٢ يوجدُ ترابطٌ وثيقٌ بعضُها منبثقًا آخر علومِه؛ يوضعَ علمٌ موضعينِ؛ لارتباطِه بهذا وبذاك التَّداخلُ الانفكاك منه وليسَ عيبًا والله الموفِّقُ

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ ومُدوَّناتُ التَّفسيرِ الكبيرةُ خرجت بعلمِ التَّفسيرِ إلى مسائلَ لا علاقةَ لها به , وإنما جرَّها إليه بُرُوعُ المؤلِّفِ في فنٍّ من الفنونِ.

وقد كان لذلكَ أثرٌ في تسميةِ بعضِ كتبِ التَّفسيرِ , فالقرطبيُّ (ت: ٦٧١) سَمَّى تفسيرَه (الجامع لأحكام القرآن , والمبين لما تضمنه من السُّنَّة وآي الفرقان) (١) , وهو تفسيرٌ شاملٌ وليس خاصًّا بأحكامِ القرآنِ , وقد قال في بيان ذلك: «فلما كان كتابُ الله هو الكفيلَ بجميع علومِ الشرعِ , الذي استقلَّ بالسُّنَّة والفرض , ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرضِ؛ رأيتُ أنْ أشتغلَ به مدى عمري , وأستفرغَ فيه مُنَّتِي (٢)؛ بأن أكتبَ فيه تعليقًا وجيزًا , يتضمَّنُ نُكَتًا من التَّفسيرِ واللُّغاتِ , والإعرابِ والقراءاتِ , والرَّدِّ على أهل الزيغ والضلالاتِ , وأحاديث كثيرة شاهدة لما نذكره من الأحكام ونزول الآيات , جامعًا بين معانيهما , ومبينًا ما أشكلَ منهما بأقاويلِ السَّلفِ ومَن تبعهم مِن الخَلَفِ...». ❝
3
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث