حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ - المكتبة - ❞حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ❝
دليل الكتب والمؤلفين ودور النشر والفعاليات الثقافيّة ، اقتباسات و مقتطفات من الكتب ، أقوال المؤلفين ، اقتباسات ومقاطع من الكتب مصنّفة حسب التخصص ، نصيّة وصور من الكتب ، وملخصات للكتب فيديو ومراجعات وتقييمات 2025
من خلال الورشة، يتم تنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التي تعزز حب القراءة لدى المشاركين وتعمل على نشر الوعي الثقافي.
يتضمن برنامج الورشة جلسات قراءة مشتركة، مناقشات حول الكتب والمؤلفين المفضلين، وورش عمل تحفز المشاركين على الكتابة والتعبير الإبداعي.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تنظيم ندوات ومحاضرات لضيوف متخصصين في المجال الأدبي، حيث يتاح للمشاركين فرصة التواصل المباشر مع الكتّاب والمفكرين المحترمين.
تعتبر هذه الفعاليات فرصة هامة للتعلم وتبادل الأفكار والتجارب.
ورشة عمل "عشاق الرسالة" تهدف أيضًا إلى العمل الاجتماعي والخيري في مجال القراءة.
ويمكن للفريق المشارك في الورشة تنظيم حملات تبرع بالكتب، إقامة مكتبة متنقلة للأطفال أو حتى تقديم جلسات قراءة للمجتمعات التي تفتقر إلى الوصول إلى الموارد الثقافية.
❞ ملخص كتاب " كيف يعمل الخوف؟ "
ثقافة الخوف في القرن الحادي والعشرين
1- كيف تعامل الإنسان مع الخوف؟
:
الخوف شعور إنساني أصيل تطور عبر العصور بتأثير الثقافات المختلفة. في فترات الحروب، مثل ما بين الحربين العالميتين، تم التعامل معه عبر تمجيد الشجاعة العسكرية وقيم التضحية. أما الفلسفة والدين، فقد واجها الخوف من الموت بطرق مختلفة؛ الأولى بالتقليل من شأنه والتركيز على الشجاعة، والثاني بإعطائه معنى روحانيًا يرتكز على الإيمان بالجزاء الأخروي. في العصر الحديث، تغير مفهوم الخوف ليصبح قلقًا نفسيًا منفصلًا عن القيم، حيث بات الإنسان يخاف من الخوف ذاته في ظل تسارع التغيرات وضعف اليقين، ما حوله إلى مشكلة نفسية تسعى المجتمعات لعلاجها، رغم بقائه شعورًا غامضًا يعكس هشاشة الإنسان أمام المجهول.. ❝ ⏤فرانك فوريدى
ملخص كتاب " كيف يعمل الخوف؟ "
ثقافة الخوف في القرن الحادي والعشرين
الخوف شعور إنساني أصيل تطور عبر العصور بتأثير الثقافات المختلفة. في فترات الحروب، مثل ما بين الحربين العالميتين، تم التعامل معه عبر تمجيد الشجاعة العسكرية وقيم التضحية. أما الفلسفة والدين، فقد واجها الخوف من الموت بطرق مختلفة؛ الأولى بالتقليل من شأنه والتركيز على الشجاعة، والثاني بإعطائه معنى روحانيًا يرتكز على الإيمان بالجزاء الأخروي. في العصر الحديث، تغير مفهوم الخوف ليصبح قلقًا نفسيًا منفصلًا عن القيم، حيث بات الإنسان يخاف من الخوف ذاته في ظل تسارع التغيرات وضعف اليقين، ما حوله إلى مشكلة نفسية تسعى المجتمعات لعلاجها، رغم بقائه شعورًا غامضًا يعكس هشاشة الإنسان أمام المجهول.
برتراند راسل ربط الخوف بالمجهول واللايقين، مؤمنًا أن المعرفة قادرة على مواجهته، لكن الواقع أثبت عجز المعرفة عن هزيمة الخوف وتحول تركيزها إلى مجرد إدارته. في القرن الحادي والعشرين، بات المستقبل يشبه قنبلة موقوتة، معتمدًا على نبوءات كارثية حول تغيرات بيئية وأمراض قديمة.
هذا الخوف من المستقبل يعكس عجزنا أمام ثلاثة أسئلة رئيسية: هل يشبه المستقبل الحاضر؟ الواقع يشير إلى تغير سريع يعجز العقل عن استيعابه. هل يمكن فهم المستقبل؟ الفشل التعليمي وضعف التفسير يجعل المستقبل غامضًا. وأخيرًا، هل يمكننا التأثير فيه؟ التغيير أصبح قوة مستقلة، تُشعر البشر بالعجز، مما يفاقم شعورهم بالخوف والتشاؤم أمام المجهول.
الخوف والأخلاق مرتبطان بشكل وثيق، إذ اعتُبر الخوف استجابة نفسية محكومة بالأخلاق التي كانت في الماضي متجذرة في الدين، لكن مع تآكل النسخة الدينية للأخلاق في القرن الواحد والعشرين، ظهرت محاولات لصنع نسخة علمانية تستجيب للمخاطر الجديدة.
هذه النسخة تحاول بناء نظام أخلاقي حديث قادر على تنظيم الخوف الذي طغى على الحياة اليومية. تحوّلت سردية الخوف من الذعر الأخلاقي الديني إلى خطاب الصحة، حيث أصبحت العادات اليومية مثل تناول الطعام أو ممارسة الرياضة موضوعًا أخلاقيًا. هذا التحول يُلقي باللوم على الأفراد، رابطًا صحتهم بسلوكياتهم، مما خلق حالة من الذنب الأخلاقي تجاه كل قرار يومي، حيث أصبح الفعل الأخلاقي معاصرًا لا دينيا بل صحيًا، يعيد تعريف الخير والشر عبر معايير الصحة العامة.
في عصرنا الحالي، أصبح الخوف إطارًا مهيمنًا لفهم الأحداث والتنبؤ بالمستقبل، حيث تحوّلت الحياة الطبيعية إلى سلسلة من المخاطر المحتملة التي تؤثر على السلوكيات والعادات. لم يعد الخوف مجرد شعور عابر، بل غدا قوة محورية تحرك الأفراد والمجتمعات، وركيزة أساسية للنظام الاجتماعي الحديث بعد تآكل القيم التقليدية.
هذه الهيمنة أنتجت هوسًا بالمخاطر، مهما كانت بسيطة، وحولت الخوف إلى أداة للاستغلال السياسي، حيث يتم ترويجه لخدمة أجندات سياسية مختلفة. المستقبل السياسي يبدو ملبدًا بسيناريوهات سوداوية، تُبرز أسوأ ما في البشر وتزيد من التوتر في العلاقات الإنسانية، مع تصاعد الجرائم وشيوع خطاب التشاؤم الذي يعمق تأثير الخوف على مختلف جوانب الحياة.
عملية التنشئة الاجتماعية الحديثة أسهمت في بناء ذات خائفة تسيطر عليها الاحترازات الثقافية، حيث يُزرع الخوف في الأفراد منذ الطفولة، سواء من الانتقادات أو المشكلات الحقيقية التي يتم تجنبها بدل مواجهتها. الثقافة التربوية الحديثة تعزل الأطفال عن التحديات بزعم حمايتهم،مما أدى إلى تصاعد السلوك الطفولي وزيادة الاعتماد على مساحات آمنة تخلو من أي انزعاج. مع تراجع قيم التربية التقليدية وصعود علم النفس كمرجع أساسي، أصبحت مفاهيم مثل التنمر فضفاضة، مما عزز حساسية مفرطة لدى الأطفال، وجعل الخوف حالة عامة تسيطر على حياتهم. حتى التفاصيل البسيطة كالقلم الأحمر باتت مثار قلق، مما يعكس تأثير الخوف العميق والمستمر على التنشئة الاجتماعية.
الخائف يحتاج إلى الأمان بشدة، لدرجة أنه على استعداد لدفع أثمان باهظة، من حريته وخصوصيته، مقابل شعور بالسلامة. أصبح الأمان مطلبًا فرديًا لا جماعيًا، مما يعزز العزلة والخوف من المخاطرة. ومع استغلال وسائل الإعلام والتجارة بهلع الناس، تفشت ثقافة الهروب إلى مناطق الراحة، وتضخم هوس السلامة حتى اختزلته المؤسسات إلى خطوات منهجية في بيئات عمل أشبه باليوتوبيا. ورغم تحقيق مستويات أمان غير مسبوقة، يستمر الشعور بانعدام الأمن، مما يدفع الأفراد للمطالبة بمزيد من المساحات الآمنة، حتى لو جاء ذلك على حساب الحرية.
❞ ملخص كتاب " الهشاشة النفسية "
لماذا أصبحنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟ تحدّث الكاتب عن ظاهرة الهشاشة النفسية وهي التي عرّفها بقوله: عملية تسمى في علم النفس ب( Pain catastrophizing) هذه العملية هي عبارة عن حالة شعورية تعتريك عند وقوعك في مشكلة ما، تجعلك تؤمن أن مشكلتك أكبر من قدرتك على التحمل، فتشعر بالعجز والانهيار عند وقوع المشكلة وتظل تصفها بألفاظ سلبية مبالغ فيها لا تساوي حجمها في الحقيقة، وإنما هي أوصاف زائدة لا وجود لها إلا في مخيلتك، فيزيد ألمك وتتعاظم معاناتك، ثم ماذا؟! .. ثم تغرق في الشعور بالتحطم الروحي والإنهاك النفسي الكامل، وتحس بالضياع وفقدان القدرة على المقاومة تمامًا، وتستسلم لألمك وتنهار حياتك كلها بسبب هذه المشكلة.
1- الجيل الرخو
:
يرى الكاتب أن جيل الشباب الحالي مقارنةً بما سبقه من أجيال يتصف بضعف لا يؤهله لمواجهة أبسط مشكلات الحياة الشخصية، فضلًا عن تحمل مسؤولية فكرة أو قضية كبرى، تلك المشكلات كان الجيل السابق في نفس السن يستطيع مواجهة أصعب منها وفي ظروف أشد، وقد يصل الشاب إلى سن الخامسة والعشرين وهو لا يزال في تفكيره وتصرُّفه ابن الخامسة عشرة كأنه لم يتجاوز المراهقة ولم يدخل سن النضج، ويميل أكثرهم إلى تضخيم مشكلاتهم، ويملؤهم شعور بأنهم يستحقون كل شيء دون بذل الجهد المطلوب، وإلا فالاكتئاب وكره الحياة هو البديل.. ❝ ⏤إسماعيل عرفة
ملخص كتاب " الهشاشة النفسية "
لماذا أصبحنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟
تحدّث الكاتب عن ظاهرة الهشاشة النفسية وهي التي عرّفها بقوله: عملية تسمى في علم النفس ب( Pain catastrophizing) هذه العملية هي عبارة عن حالة شعورية تعتريك عند وقوعك في مشكلة ما، تجعلك تؤمن أن مشكلتك أكبر من قدرتك على التحمل، فتشعر بالعجز والانهيار عند وقوع المشكلة وتظل تصفها بألفاظ سلبية مبالغ فيها لا تساوي حجمها في الحقيقة، وإنما هي أوصاف زائدة لا وجود لها إلا في مخيلتك، فيزيد ألمك وتتعاظم معاناتك، ثم ماذا؟! .. ثم تغرق في الشعور بالتحطم الروحي والإنهاك النفسي الكامل، وتحس بالضياع وفقدان القدرة على المقاومة تمامًا، وتستسلم لألمك وتنهار حياتك كلها بسبب هذه المشكلة.
يرى الكاتب أن جيل الشباب الحالي مقارنةً بما سبقه من أجيال يتصف بضعف لا يؤهله لمواجهة أبسط مشكلات الحياة الشخصية، فضلًا عن تحمل مسؤولية فكرة أو قضية كبرى، تلك المشكلات كان الجيل السابق في نفس السن يستطيع مواجهة أصعب منها وفي ظروف أشد، وقد يصل الشاب إلى سن الخامسة والعشرين وهو لا يزال في تفكيره وتصرُّفه ابن الخامسة عشرة كأنه لم يتجاوز المراهقة ولم يدخل سن النضج، ويميل أكثرهم إلى تضخيم مشكلاتهم، ويملؤهم شعور بأنهم يستحقون كل شيء دون بذل الجهد المطلوب، وإلا فالاكتئاب وكره الحياة هو البديل.
ثَمَّ صعود سريع لموضة الطب النفسي بجعله الخيار الوحيد لأية مشكلة تواجه الإنسان، يدفع هذا إلى التساؤل عن طبيعة دور الطب النفسي ومتى يجب اللجوء إليه. يختلف الأطباء وواضعو الدليل التشخيصي لأمراض النفسية حول تعريف أبسط الأمراض المستخدمة وكيفية تشخيصها، فاضطراب الصدمة مثلًا لم يكن يُستَعمَلُ إلا لتوصيف الصدمة الجسدية لكنه صار يُطلَق مؤخرًا على أي أذًى نفسي يتعرَّض له الإنسان، يضاف إلى ذلك غياب الموضوعية في الحكم، فلا يوجد أي دليل علمي موضوعي على الأعراض التي يتم من خلالها تشخيص الاكتئاب الحاد مثلًا، إنما هو اتفاق واضعي الدليل التشخيصي، ويتقاطع ذلك مع كون مصدر التشخيص هو (المريض) نفسه الذي قد يميل إلى تضخيم المشكلة.
احتياج الإنسان إلى الحب والعاطفة احتياج فطري، ونظرًا إلى تأخُّر سن الزواج في المجتمعات العربية وعدم تفهُّم الأهل طبيعة مشاعر أبنائهم وعدم توفِّر الحواضن التي تضمن لهم النمو النفسي والعاطفي السليم، هذا السعي من أجل شغل الفراغ القلبي يوقع كثيرًا من الشباب في فخِّ المشكلات النفسية الناتجة عن العلاقات العاطفية التي تبدأ بشكل خاطئ وتنتهي بشكل خاطئ.
لذا يجب أن تتفهم الأسرة حاجات أبنائها وبناتها واحتوائهم بشكل صحي وسليم، وأن يأخذ الشباب بأسباب الوقاية من الانجرار إلى وهم الحب غير الناضج.
تسبَّبت وسائل التواصل في ترسيخ العديد من الصفات عند شباب هذا الجيل مثل تعزيز النرجسية، فهي قائمة على التفاعل والمزيد منه، حتى إن المستخدم لها قد يحسب قيمته بما يجنيه من تفاعلات ومشاركات، وهذا النظام البائس رسَّخ حالة غير مسبوقة من إحساس الفرد الزائف بذاته، وجعله يسعى بشكل مستمر إلى الوجود على الفضاء الإلكتروني، وقد يسعى إلى إثارة الجدل فقط من أجل الحفاظ التفاعل والأضواء.
ومن تلك الصفات التغيير من أجل التغيير، فأطول فترة لأي موضوع يتم مناقشته على وسائل التواصل لا تتجاوز الأسبوع في أفضل الأحوال، أدى ذلك بالشباب إلى تقديس التغيير المستمر والإصابة بالملل السريع، وتلاشت قدرتهم على التركيز واتباع روتين ثابت، وهذا التسابق المحموم يتعارض مع قوانين الحياة التي تقرِّر ألا نجاح يأتي إلا بعد صبر طويل وعمل دؤوب دون توقُّف، وعندما لا يرى المتسرع نتائج فورية يصاب بالإحباط واليأس.
هل سمعت عن بيع الهواء في قوارير من قبل؟ هذا حرفيًّا ما يفعله المتحدثون التحفيزيون وخبراء النجاح، هؤلاء الذين يكسبون رزقهم من تغذية الشباب بقصص الناجحين الذين تركوا حياتهم الجامعية ولهثوا وراء أحلامهم ثم وصلوا إلى قمة الشهرة والغنى مثل بيل جيتس وغيره، ويدعونهم إلى الجري وراء ما يحبون من أجل تحقيق أحلامهم وإخراج المارد الذي يختبئ داخلهم، وإلا فهم فشلة ويستحقون ما هم فيه من فقر.
المشكلة في هذا الخطاب أنه يتم شحن طاقة الشباب للتغيير والمغامرة، دون دراسة جيدة لإمكاناتهم ومع تجاهل متعمد لكمِّ المصاعب التي تلزم مواجهتها لإنجاح أي عمل، وأيضًا لا يلزم بالضرورة العمل في شيء تحبه أو يرضي هواك، فكل عمل مهما كان الإنسان شغوفًا به لا بدَّ أن يعتريه خلاله الملل ويتطلَّب الصبر على الإنجاز، وإذا لم يمتلك الشاب تلك الصفات فلن يسعفه شغفه إنما سوف يصاب بالإحباط.
❞ ملخص كتاب " الإنطباعات الأولى "
ما لا تعرفه عن الطريقة التي يراك بها الآخرون
1- كيفية تكوين الإنطباع الأول
:
عند لقاء شخص لأول مرة، فإن الانطباع الأول يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل نظرتهم إليك، إذ يميل الناس إلى الحكم بناءً على التفاصيل الصغيرة دون السعي لتغيير تلك الانطباعات لاحقًا. لذلك، من الضروري أن تُبرز صفاتك الجاذبة بدايةً وتتحكم في الرسائل التي تعكسها. كما أن ترك انطباع أولي إيجابي يعتمد بشكل كبير على المشاعر المتبادلة؛ عليك الانتباه إلى مشاعرك تجاه نفسك، ومشاعرك تجاه الآخر، ومشاعره تجاهك، وكذلك مشاعره تجاه نفسه.
لجعل الآخر يشعر بالراحة والانجذاب إليك، ركّز على تلبية أربعة احتياجات رئيسية: التقدير من خلال إظهار الاحترام والثناء على صفاته الإيجابية، الترابط عبر إيجاد نقاط مشتركة، رفع معنوياته بابتسامتك وتشجيعه، وأخيرًا التنوير بمشاركة معلومات أو أفكار مفيدة. استخدام هذه الاستراتيجيات سيجعلك تترك انطباعًا قويًا ويعزز مكانتك الاجتماعية.
. ❝ ⏤د. آن ديماري
ملخص كتاب " الإنطباعات الأولى "
ما لا تعرفه عن الطريقة التي يراك بها الآخرون
عند لقاء شخص لأول مرة، فإن الانطباع الأول يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل نظرتهم إليك، إذ يميل الناس إلى الحكم بناءً على التفاصيل الصغيرة دون السعي لتغيير تلك الانطباعات لاحقًا. لذلك، من الضروري أن تُبرز صفاتك الجاذبة بدايةً وتتحكم في الرسائل التي تعكسها. كما أن ترك انطباع أولي إيجابي يعتمد بشكل كبير على المشاعر المتبادلة؛ عليك الانتباه إلى مشاعرك تجاه نفسك، ومشاعرك تجاه الآخر، ومشاعره تجاهك، وكذلك مشاعره تجاه نفسه.
لجعل الآخر يشعر بالراحة والانجذاب إليك، ركّز على تلبية أربعة احتياجات رئيسية: التقدير من خلال إظهار الاحترام والثناء على صفاته الإيجابية، الترابط عبر إيجاد نقاط مشتركة، رفع معنوياته بابتسامتك وتشجيعه، وأخيرًا التنوير بمشاركة معلومات أو أفكار مفيدة. استخدام هذه الاستراتيجيات سيجعلك تترك انطباعًا قويًا ويعزز مكانتك الاجتماعية.
عند تحليل الانطباع الأول، نجد أنه يتكون من سبعة عناصر رئيسية تساهم في تكوين صورة شاملة عنك لدى الآخرين: الانفتاح على الآخرين، إظهار الاهتمام بهم، الكشف عن الذات عاطفيًا وفكريًا، حيوية المحادثة، منظور رؤية العالم، والجاذبية.
الانفتاح على الآخرين هو الخطوة الأولى والأساسية، حيث يدرك الآخرون استعدادك للتواصل معهم من خلال حركاتك، لغة جسدك، ومظهرك العام. الابتسامة، التواصل البصري، ارتخاء الجسد، والاهتمام بالمظهر الذي يعبر عن شخصيتك تشجع على بدء الحديث. المبادرة بتقديم نفسك بطريقة إيجابية مع الحفاظ على حالة مزاجية جيدة يعزز رغبتهم في التفاعل معك. بعد ذلك، يمكنك بدء الحديث بموضوعات خفيفة مثل الموقف الحالي، مع الحرص على إبقاء الحديث إيجابيًا.
إظهار الاهتمام بالآخرين يتم من خلال التركيز الجسدي عليهم عند التحدث، مثل التواصل البصري والإصغاء الجيد، إلى جانب الطرق اللفظية كمناداتهم بأسمائهم وطرح أسئلة مفتوحة تمنحهم فرصة التعبير عن أنفسهم. الإصغاء الفعّال، التقدير، والمديح عند اللزوم يعزز شعورهم بالأمان والاحترام. بهذه الطريقة، تضع أسسًا قوية ....... [المزيد]
العنصر الثالث في الانطباع الأول، وهو موضوعات المحادثة وتقديم الذات فكريًا، يعتمد على ثلاثة محاور رئيسية: ترتيب الموضوعات، أسلوب مناقشتها، ومحتواها. في ترتيب الموضوعات، يبدأ الحوار عادةً بمواضيع تمهيدية مثل الطقس أو البيئة المحيطة، قبل الانتقال تدريجيًا إلى مواضيع أكثر تشويقًا حيث يعبّر كل شخص عن آرائه. من المهم أن تكون مشاركتك موجزة ومثرية لتجنب الملل، وألا تحاول تغيير الحديث إذا لم تكن لديك معرفة بالموضوع، بل أبدِ اهتمامك واستمع بإنصات.
أما أساليب المناقشة، فتشمل: أسلوب المشاركة، وهو الأمثل، حيث يخلق تبادلًا متكافئًا بين الطرفين. في المقابل، أساليب مثل إلقاء المحاضرات، سرد الحكايات الطويلة، أو الوعظ قد تعطي انطباعًا سلبيًا عنك، كأنك متباهٍ أو غير مهتم بآراء الآخرين. لذا، الحوار المتوازن الذي يشرك الطرف الآخر هو الخيار الأفضل.
فيما يتعلق بالمحتوى، يمكنك التحدث عن أي موضوع مشترك مع مراعاة تجنب المواضيع الحساسة كالدين والسياسة، وأيضًا المواضيع التافهة التي لا تضيف قيمة للطرف الآخر. الأهم هو أن تبني حديثك حول الاهتمام المشترك وتتنقل ....... [المزيد]
العنصر الرابع، الكشف عن الذات، يلعب دورًا محوريًا في بناء العلاقات وتعزيز الراحة بين الأطراف. التعبير عن الذات يتم عبر مشاركة معلومات شخصية تدريجيًا، بدءًا بالأساسيات مثل الاسم والعمل، ثم الانتقال إلى أحلامك وطموحاتك بما يخلق توازنًا في المشاركة. أساليب الكشف تتنوع بين إتاحة الفرصة للآخر ليطرح الأسئلة، أو التفاخر الذي يُفضل تجنبه لأنه قد يعطي انطباعًا سلبيًا، واستخدام الدعابة عند ذكر المواقف الشخصية لإبقاء الأجواء خفيفة. محتوى الحديث يجب أن يتجنب المشكلات الشخصية أو الشكوى، والتركيز بدلاً من ذلك على اهتماماتك وهواياتك لجذب الآخر دون إثقاله.
أما العنصر الخامس، حيوية المحادثة، فيتعلق بالطاقة التي تضخها في الحوار. تحقيق التوازن بين الحديث والاستماع يجعل الطرف الآخر يشعر بالتقدير، كما أن مواكبة سرعة حديث الآخر وتعديل مستوى صوتك لتناسب راحته يُظهر وعيك واهتمامك. هذه التفاصيل الصغيرة تؤثر بشكل كبير على الانسجام في المحادثة وتترك انطباعًا أوليًا إيجابيًا يعزز فرص التواصل المستمر.
تحليل أسلوبك الشخصي وتطويره في سياق الانطباع الأول خطوة مهمة لتحسين تفاعلاتك الاجتماعية وبناء علاقات ناجحة. يبدأ الأمر بتحديد الهبات الاجتماعية التي تقدمها، مثل التقدير والاحترام، ثم تقييم نقاط قوتك وضعفك بصدق. يمكنك تعديل أسلوبك عبر مراجعة السلوكيات التي قد تزعج الآخرين وتحديد الصورة المثالية التي تطمح إليها، مع مواجهة التحديات التي تعيق تحقيقها. التغيير يبدأ عقليًا عبر التركيز على سلوك واحد وتحليله، ثم عمليًا من خلال تطبيق خطوات صغيرة وتجربة أسلوبك الجديد.
في حال تركت انطباعًا سيئًا، تدارك الأمر إما بالاعتذار وطلب فرصة أخرى أو بإظهار مميزاتك تدريجيًا. تذكر أن الانطباعات الأولى قد لا تكون دقيقة دائمًا، لذا امنح نفسك والآخرين فرصة لفهم أعمق. اتباع هذه الخطوات، مع مرونة في التفكير وتقبل التغيير، سيجعلك قادرًا على التأثير إيجابيًا وترك انطباع يدوم.
❞ ملخص كتاب " من القهوة إلى جوجل "
10 أشياء ليتني عرفتها قبل العشرين قبل أن أشجعك على قراءة هذا الكتاب، اعلم أن صاحبه كان مثلك مترددا في كتابته، وبالتحديد في كتابة ورقات عن بداياته، ولكل حالم بداياته، تلك البدايات المحرقة التي لا تنقضي إلا بانقضاء شطر من العمر، يخرج منها المغامر وقد تبدل جلده، وشاب شعره، ونحف جسمه... لقد تشجع صاحبانا ليكون راوي قصته وبطلها، لأنه تيقن أنها ليست قصته وحده، بل هي قصة جيل بأكمله، جيل يحارب من أجل تحديد بوصلته، في تيه رأسمالي غربي يحاول أن يسلبه ثقافته وفكره، ويصيره ربوتا تابعا له.
من اضطراب الحركة وتشتت الانتباه، إلى الملاذ الآمن: تبدأ حياة أغلب هذا الجيل في المدرسة، وتكون هذه المرحلة كفيلة برسم طريق المستقبل، ويرتبط نجاح المستقبل بالنجاح فيها، وهو ارتباط وهمي فقط، فالتفوق رهين بالجد والعمل الدؤوب مع الإيمان والشغف بما تفعل، وعبد الرحمن كان تلميذا مثل أغلب التلاميذ، قد يحصل على رتب عالية في مادة دون اخرى، كما أنه كان يعاني من فرط الحركة وتشتت الانتباه، كل هذا وغيره لم يمنعه من المضي إلى الأمام، والعبور إلى منطقة الأمان، والجمع بين الدراسة والعمل، فعمل بائعا لأعلام الدول، والبنادق الهوائية، ومنسق بيع الجرائد، وغيرها الكثير من الوظائف التي قد لا يقبل البعض بالعمل فيها، كما أن والده كان ضابطا في الجيش السعودي، ومع ذلك لم يتكاسل وينتظر بقشيشا من والده، كما يفعل أغلب شبابنا اليوم، ويتحججون بالدراسة.
. ❝ ⏤عبد الرحمن حمد الحازمي
ملخص كتاب " من القهوة إلى جوجل "
10 أشياء ليتني عرفتها قبل العشرين
قبل أن أشجعك على قراءة هذا الكتاب، اعلم أن صاحبه كان مثلك مترددا في كتابته، وبالتحديد في كتابة ورقات عن بداياته، ولكل حالم بداياته، تلك البدايات المحرقة التي لا تنقضي إلا بانقضاء شطر من العمر، يخرج منها المغامر وقد تبدل جلده، وشاب شعره، ونحف جسمه... لقد تشجع صاحبانا ليكون راوي قصته وبطلها، لأنه تيقن أنها ليست قصته وحده، بل هي قصة جيل بأكمله، جيل يحارب من أجل تحديد بوصلته، في تيه رأسمالي غربي يحاول أن يسلبه ثقافته وفكره، ويصيره ربوتا تابعا له.
تبدأ حياة أغلب هذا الجيل في المدرسة، وتكون هذه المرحلة كفيلة برسم طريق المستقبل، ويرتبط نجاح المستقبل بالنجاح فيها، وهو ارتباط وهمي فقط، فالتفوق رهين بالجد والعمل الدؤوب مع الإيمان والشغف بما تفعل، وعبد الرحمن كان تلميذا مثل أغلب التلاميذ، قد يحصل على رتب عالية في مادة دون اخرى، كما أنه كان يعاني من فرط الحركة وتشتت الانتباه، كل هذا وغيره لم يمنعه من المضي إلى الأمام، والعبور إلى منطقة الأمان، والجمع بين الدراسة والعمل، فعمل بائعا لأعلام الدول، والبنادق الهوائية، ومنسق بيع الجرائد، وغيرها الكثير من الوظائف التي قد لا يقبل البعض بالعمل فيها، كما أن والده كان ضابطا في الجيش السعودي، ومع ذلك لم يتكاسل وينتظر بقشيشا من والده، كما يفعل أغلب شبابنا اليوم، ويتحججون بالدراسة.
إن العبور إلى المنطقة الأفضل -كما يحب الكاتب تسميتها-، لا يتأتى للكل، كما أنها لا يؤمن جانبها، فكم من منطقة تنزل بها ظنا منك انها الأفضل، قد تصدمك بواقعها، وقد مر عبد الرحمن بمناطق علمته الكثير، فمن كلية الزراعة، إلى مقدم قهوة، إلى مانشستر بالمملكة المتحدة، ودراسة الإعلام، والعمل في المطاعم، والإنتاج التلفزيوني، وتوزيع المشروبات على المشجعين في المدرجات، والدراسة بالجامعة، مع شظف العيش، وقلة الزاد، وحرقة الغربة، وتعب وجهد جهيد، ودائما الدراسة والعمل، خطان متساويان لا تستقيم حياة عبد الرحمن الا بهما.
وفي كل مرة كانت كل منطقة ترمي بعد الرحمن لمنطقة أخرى، كما أنه لم يعلق قلبه بواحدة منها، يحركه حافز داخلي يمنعه من التوقف والاقرار بالهزيمة، وهذا ما سيجعل عبد الرحمن يقرر العودة إلى أرضه ومسقط رأسه.
عاد عبد الرحمن إلى وطنه متأبطا سنوات من الدراسة والتجارب الكثيرة، ظنا منه أنه سيفتح له أبوابه ويقول له ادخل من أيها شئت، إلا أن الأمور لا تجري كما نراها في الأحلام، ولكل بيئة طرقها الخاصة في تبني الطاقات الواعدة، والعقول المبدعة، وقد بدأ عمله في شركة اعلامية ثم في شركة الاتصال السعودية، وأثناء تنقله بين هذه الوظائف تلقى صدمات ثقافية، جعلته يقرر الهروب إلى الأمام، الهروب من البيئة الفاشلة، ليحرم نفسه مرة أخرة من منطقة الراحة، ويبدأ من جديد بمشروع خاص مع شريكين، رعان ما يفشل وينسحب من شركته الفتية، ليضيع بعدها بوصلته أو كادت تضيع بين أفكار كثيرة ورحلات مكوكية إلى دبي، ومنها إلى أوكلاند، وإلى دبي، حتى يستقر به الحال في فرع شركة قوقل بدبي.
عشرة كاملة
هي عشر نصائح قد تراها كثيرة في زمن اعتاد على الاختصار، ويراها آخر مقلة، ويجب إضافة غيرها، ولكل مجتهد نصيب، واجتهاد صاحب كتاب: "من القهوة إلى قوقل" انه جمع لك زبدة حياته وعصارة تجاربه فجعلها بعدد أصابع اليدين ليسهل عليك فهمها وتطبيقها، لعلك تستفيد منها وتفيد، وسنحاول هنا تقريبك منها علنا نحرك الفضول فيك لتقرأها من مصدرها.
بدأ هذه النصائح، بمحاولة ارشادك لطريقة معرفة نفسك أولا، أن تسأل نفسك من أنت، لتعرف نقاط ضعفك وقوتك، ومميزاتك، ثم من ترافق وتعامل؟ وهل لك شبكة علاقات؟ أم تظن أنك ستغير العالم وحدك؟
ثم حدثك عن اتقان العمل والإحسان فيه، كيف ما كان هذا العمل صغيرا أو كبيرا، ولا تسمع لمن يحاول تكسير مجادفك، والتقليل من قيمة ما تقدم، وتواصل بطريقة جيدة مع كل الناس، وطور قدرتك التخاطبية بمهارة وحب، دون محاباة أو تزييف، ودافع عن حقك و اطلب ما تستحق بناء على ما اتفقت عليه مع الطرف الآخر.
ثم لا تنس أن تروج لذاتك وتلفت الانتباه لما تقدمه من أعمال وإنجازات، ولا تحقرن من عملك شيء، فلك عمل فنانونه، وأن ما تقدم من خدمات هو وجهك، فحافظ على سمعتك ....... [المزيد]