█ _ مصطفى صادق الرافعي 2002 حصريا كتاب وحي القلم مجلد 1 عن المكتبة العصرية 2023 1: كتاب عمل أدبي لمصطفى ويعتبر من أجمل ما كتبه يتكون الكتاب ثلاثة أجزاء هي عبارة مجموعة مقالاته النقدية والإنشائية المستوحاة الحياة الاجتماعية المعاصرة والقصص والتاريخ الإسلامي المتناثرة العديد الصحف والمجلات المصرية المشهورة مطلع القرن الماضي مثل: الرسالة وجريدة المؤيد والبلاغ والمقتطف والسياسة وغيرها يجمع كل خصائص الأدبية متميزة بوضوح أسلوبه, كذلك خصائصه العقلية والنفسية موضوعه, ففيه خلقه ودينه, وفيه شبابه وعاطفته, تزمته ووقاره, فكاهته ومرحه, غضبه وسخطه, فمن شاء أن يعرف عرفان الرأي والفكرة والمعاشرة فليعرفه هذا بدأ كتابة هذه المقالات عام 1934 أسبوع بصيغة مقالة أو قصة ليتم نشرها أسبوعياً مجلة تناول مواضيع اجتماعية وأخرى الوصف والحب كما فيه توضح التبس حقائق الإسلام وآدابه وخلفياته وبعض جماليات القرآن ينتزع الدنيا حقائقها ويرسلها ضمن نصوص صيغت القصة التي تنزع إلى لفت نظر القارئ المغزى كتب الأدب مجاناً PDF اونلاين عَرَف مصطلح خلافًا طويلًا بين الأدباء فعند العرب حمل العصر الأموي والعباسي معنيين: معنى أخلاقيًّا وآخرَ تعليميًّا إلا أنه القرنين الثاني والثالث بدأ يُستخدم للدلالة القواعد الخاصة يجب مراعاتها عند الكتابة ومنذ بداية الحديث أخذ يطلق بعمومية العالم وعند خاصة أنتجه العقل البشري واستخدم اللغة مهما كان موضوعه وأسلوبه العلم والفلسفة والأدب حتى قيل: "أدبيات كذا " ولكنه بصورة عرف بأنه التعبير اللغوي بالأشكال كافة: شعرا ونثرا اختلاف العصور هو جميل ومؤثر العواطف ونابع عاطفة صادقة تخييلية واشترك جوهره مع مختلف الفنون التشكيليَّة والغنائيَّة والتمثيليَّة الشفوية المكتوبة وهذه المقالة ستتناول وأشهر العربي خلالها
❞ إن الفكر في تخفيف العبء الذي تحمله يجعله أثقل عليك مما هو، إذ يضيف إليه الهم، والهم أثقل ما حملت نفس فما دمت في العمل فلا تتوهمن الراحة، فإن هذا يوهن القوة، ويخذل النشاط، ويجلب السأم وإنما روح العمل الصبر، وإنما روح الصبر العزم. . ❝
❞ في جمالِ النفسِ يكونُ كلُّ شيءٍ جميلاً ، إذْ تُلقي النفسُ عليهِ من ألوانِها ، فتنقلِبُ الدارُ الصغيرةُ قصراً لأَنَّها في سَعَةِ النفسِ لا في مساحتِها هي . ❝
❞ ان فى عينيها بكاء لا تستطيع ان تذيله مع الدمع وسيقتلها هذا البكاء الذى لا يبكى وقد اتخذت لها فى دارها خلوة سمتها محراب الدمع قالت لانها تبكى فيها بكاء صلاة وحب لا بكاء حب فقط . ❝
❞ إن من الناس من يختارهم الله؛ فيكونون قمح هذه الإنسانيّة: ينبتون ويحصدون، يعجنون ويخبزون، ليكونوا غذاء الإنسانيّة في بعض فضائلها . ❝
❞ إذا لم يكن الإيمان بالله اطمئنانا في النفس على زلازلها وكوارثها لم يكن إيمانا،
بل هو دعوى بالفكر أو اللسان لا يعدوهما،
كدعوى الجبان أنه بطل،
حتى إذا فجأه الرَّوْعُ أحدث في ثيابه من الخوف
ومن ثَمَّ كان قتل المؤمن نفسه لبلاء أو مرض أو غيرهما كفراً بالله وتكذيبا لإيمانه،
وكان عمله هذا صورة أخرى من طيش الجبان الذي أحدث في ثيابه . ❝
❞ وكأنّما هربت ثم أدركها...وكأنّما فرّت ثم أمسكها، وبين القبلة والقبلة هجران وصلح...وبين اللّفتة واللّفتة غضب ورضى.
وهذا ضرب من الحبّ يكون في بعض الطّبائع الشّاذة المسرفة...التي أفرطت عليها الحياة إفراطها فيلفّ الحيوانية بالإنسانية، ويجعل الرجل والمرأة كبعض الأحماض الكيماوية مع بعضها، لا تلتقي إلاّ لتتمازج، ولا تتمازج إلا لتتّحد ولا تتّحد إلاّ ليبتلع وجود هذا وجود ذاك. . ❝
❞ أشد سجون الحياة فكرة خائبة يسجن الحي فيها، لا هو مستطيع أن يدعها، ولا هو قادر أن يحققها؛ فهذا يمتد شقاؤه ما يمتد ولا يزال كأنه على أوله لا يتقدم إلى نهاية؛ ويتألم ما يتألم ولا تزال تشعره الحياة أن كل ما فات من العذاب إنما هو بَدْء العذاب. . ❝
❞ الإيمان وحده هو أكبر علوم الحياة، يُبصِّرك إن عميتَ في الحادثة، ويهديك إن ضللت عن السكينة، ويجعلك صديق نفسِك تكونُ وإياها على المصيبة، لا عدُوَّها تكونُ المصيبةُ وإياها عليك، وإذا أخرجَتِ الليالي من الأحزان والهموم عسكر ظلامها لقتال نفس أو محاصرتها، فما يدفعُ المالُ ولا ترد القوة ولا يمنع السلطان، ولا يكون شيء حينئذ أضعف من قوة القويّ، ولا أضيعَ من حيلة المحتال، ولا أفقرَ من غِنى الغني، ولا أجهل من علم العالم، ويبقى الجهدُ والحيلة والقوة والعلم والغنى والسلطان_ للإيمان وحده؛ فهو يكسر الحادث ويقلل من شأنه، ويؤيد النفسَ ويضاعفَ من قوّتها، ويَرُدُّ قَدرَ الله إلى حكمة الله؛ فلا يلبثُ ما جاء أن يرجع، وتعود النفسَ من الرضا بالقدر والإيمان به، كأنما تشهد ما يقع أمامها لا ما يقعُ فيها . ❝
❞ ومتى كان الدين بين كل زوج وزوجته،
فمهما اختلفا وتدابرا وتعقدت نفساهما، فإن كل عقدة لا تجيء إلا ومعها طريقة حلها،
ولن يُشادَّ الدين أحد إلا غلبه،
وهو اليسر والمساهلة،
والرحمة والمغفرة،
ولين القلب وخشية الله؛
وهو العهد والوفاء،
والكرم والمؤاخاة والإنسانية؛
وهو اتساع الذات وارتفاعها فوق كل ما تكون به منحطة أو ضيقة . ❝
❞ هذا كتاب آخر كتاب أنشأه الرافعي، ففيه النفحة الأخيرة من أنفاسه، والنبضة الأخيرة من قلبه، والومضة الأخيرة من وجدانه. ألا وإنه إلى ذلك أول كتاب أنشأه على أسلوبه، وطريقته، على أن هذا الكتاب يجمع كل خصائص الرافعي الأدبية متميزة بوضوح، فمن شاء فليقرأه دون سائر كتبه، فسينكشف له الرافعي في سائر كتبه، والأديب الحق تستعلن نفسه بطريقتها الخاصة في كل زمان ومكان على اختلاف أحواله، وما يحيط به.
والرافعي عند طائفة من قراء العربية أديب عسر الهضم، وهو عند كبير من هذه الطائفة متكلف لا يصدر عن طبع، وعند بعضهم غامض معمى لا تخلص إليه النفس، ولكنه عند الكثرة من أهل الأدب، وذوي الذوق البياني الخالص أديب الأمة العربية المسلمة، يعبر بلسانها، وينطق عن ذات نفسها، فما يعيب عليه عائب إلا من نقص في وسائله، أو كدرة في طبعه، أو لأن بينه وبين طبيعة النفس العربية المسلمة -التي ينطق الرافعي بلسانها- حجاباً يباعد بينه وبين ما يقرأ روحاً، ومعنى!
فمن شاء أن يقرأ ما كتب الرافعي ليتذوق أدبه، فيأخذ عنه، أو يحكم عليه، فليستوثق من نفسه قبل، ويستكمل وسائله، فإن اجتمعت له أداته من اللغة، والذوق البياني، وأحس إحساس النفس العربية المسلمة فيما تحب، وما تكره، وما يخطر في أمانيها، فذوقه ذوق، وحكمه حكم، وإلا فليسقط الرافعي من عداد من يقرأ لهم، أو فليسقط نفسه من عداد هذه الأمة!
ذلك مجمل الرأي في أسلوب هذا الكتاب، على أن قارئه قد يقف منه عند مواضع، فيسأل نفسه: كيف تأتى للرافعي أن يعالج موضوعه على هذا الوجه؟ وكيف تهيأ له ذلك المعنى؟ وأين، ومتى جتمعت له هذه الخواطر؟ وفي أي أحواله كان يكتب؟ وعلى أي نسق كان يؤلف موضوعه، ويجمع أشتاته، ويحشد خواطره، ويصنف عبارته؟
والكتاب كما قد يشعر به عنوانه، وهو مجموعة فصول، وقمالات، وقصص من وحي القلم، وفيض الخاطر في ظروف متباينة، وأكثره مما كتبه لمجلة الرسالة بين سنتي 1934 و1937، ولكل فصلة أو مقالة، أو قصة من هذه المجموعة سبب أوحى إليه موضوعها، وأملى عليه القول فيها، ولقد كنت على أن أثبت عند رأس كل موضوع منها باعثه، وحادثته، لعل من ذلك نوراً يكشف عن معنى مغلق، أو يوضح فكرة يكتنفها بعض الغموض، ولكن بعض الضرورات قد ألزمتني أن أقصد في البيان هنا اكتفاء بما بينته في موضعه، وأشرت إليه في هامش موضوعه.
ولقد يقرأ القارئ بعض القصص في هذا الكتاب، فيسأل عند بعضها: أهذا حق يرويه، أم باطل يدعيه؟ ويسأل عند بعضها: أهذا مما ينقل من مأثورات الأدب، والتاريخ القديم، أم إنشاء مما يبدعه الخيال، وتوشيه الصنعة؟ ثم يقرأ رأي الرافعي في القصة، وكتاب القصة فيقول: أين رأيه من حقيقته؟ وأين عمله من دعواه؟ ولهذه القصص حديث يطولن ولكن حسبنا أن نقول: إن الرافعي وإن هجر القصة، ولم يحفل بها زماناً، فقد كانت القصة في أدبه، وفي طبعه.
هذا كتاب مهم من كتب الرافعي على فضلها وأهميتها، ففيه بيان سامق، وروح تحتفل بالكلمة المعبرة عن مختلف المواقف والآراء، بدقة متناية وعمق أصيل. فالكتاب يجمع خصائص الرافعي الأدبية بوضوح في أسلوبه، ففيه خلقه، ودينه، وشبابه، وعاطفته، وفكاهته، ووقاره، فمن شاء أن يعرف الرافعي فليعرفه في هذا الكتاب بموضوعات المختلفة، وكتابته التي كلما يجود الزمان بمثلها. . ❝