❞ ‏" جريمة الحُب "
‏
‏المشاعر الصادقة تدوم طويلاً عند الأشخاص ذوي القلوب الطيبة ، الذين لا يخونون عهداً ولا يتركون أحد منتصف الطريق والحب حين يُزرع داخل شخصٍ كالجذور لايُقتلع بسهولةٍ.
‏
‏أمواج
‏
‏²⁰- ⁶ -²⁰²⁵ :
‏تَمرُ الأيام بتباطىءٍ وكأننا مغرمان ببعضنا منذ سنين ، وأصبحتُ أود اللقاء بشدةٍ ؛ لإنني أتمنى أن تُلامس يداي وجههُ وأن أعانقهُ ولو لمرةٍ واحدةٍ ، كُنت أود أن ألـتقي بهِ وأتحدث معهُ على الواقع ؛ لأنني سئمتُ المواقع رغم أنها الحل الوحيد كي نكون على تواصلٍ .
‏
‏أتصل بي نافع في تمام الساعة السابعة مساءً وصعدتُ إلى الشُرفة كي نتحدث وحدث مالم يَكُن في الحسبان!
‏
‏نافع : أمواج !... ما هذا المنشور الذي نشرته على حسابك ؟!
‏أمواج : هل تقصد الأغنية الحزينة ؟!
‏نافع : هل وجودي يُحزنكِ ؟
‏فردت قائلة : ليس كذلك ولكنني أحب هذه الأغنية!
‏نافع : تحبينها أم أنكِ تفتقديه؟
‏تبدلَ وجه أمواج مما قاله لها وهي متفاجئة فقالت : مابك؟ أخبرتك أنني نسيته مذ عرفتك وأنت تعلم ذلك وبما يخص المنشور فقد نشرته منذ أسبوعان ولم تقل شيئاً لماذا الآن تقول هكذا ؟
‏أنهى نافع الاتصال ، وارسلت أمواج رسالة كتبت فيها :
‏إذا كان أمر الأغنية يزعجك فسأقوم بحذف المنشور ولكنني متأكدة مئة في المئة أن سبب انزعاجك ليس ذلك .
‏وبعد ساعات قرأ الرسالة ولم يعرها أي اهتمام
‏
‏اليوم الثاني استيقظت أمواج على صداع في رأسها من كثرة التفكير طوال الليل حول ما حدث بينهما وكانت الليلة الأولى التي تنام دون التحدث معه كالعادة ، فتحت هاتفها وتفاجئت بأنهُ لم يرسل اي شيء ، فأرسلت له :
‏صباح الخير عزيزي نافع ... كيف حالك ؟ .. ألا زلتَ غاضباً مني ؟.. لقد قُمت بحذف المنشور ، فأنا لا أريد أن يُهدم ما بنيناه بسبب منشور لا معنى لهُ .
‏
‏جلست أمام المرأة كي تسرح شعرها ، وبعد دقائق وصلتها رسالة منها كَتبَ فيها :
‏
‏لقد أنتهى كُل شيء.
‏
‏
‏فقالت في نفسها : بالتأكيد هو يمزح !
‏
‏بدأت تتصل به كي تفهم لماذا فعل ذلك وعيناها مغمورتات بالدموع .!
‏فأرسلت لهُ رسالة نصية كتبت فيها :
‏
‏أحببتكَ كثيراً ، هل جزاء الحب إلا الفراق ؟
‏
‏ أيفين ـ الموت البطيء
‏
‏³⁰- ⁷
‏اُدعى أيڤين رفيقة أمواج المقربة ، اتصل بي نافع حبيب أمواج كي يطمئن عليها لكن فات الآوان.
‏ـ كيف حالك أيڤين .
‏ـ ماذا تُريد ؟هل تود قتل أحدٍ أخر؟
‏ـ ماذا حدث ؟ لماذا تحدثيني هكذا ؟
‏ـ أنت تعلم والآن لا تتصل بي وسأقوم بحضرك الآن!
‏ـ أنهت أيڤين الأتصال وأرسل لها :
‏أنا اسف جداً عما حدث مع أمواج بسببي أعلم بأنها تتوجع ألماً وشوقاً وحتى أنا أيضاً ولكن مابيدي حيلة فقد أبتعدتُ عنها مرغماً
‏قرأت ايڤين الرسالة وقالت في نفسها يالك من غبي ؟!
‏ثم كتبت رسالة وقالت: أليس يبدو أنك لا تعلم ماذا حدث ؟ حسنا ساخبرك ولكن أهدأ قليلاً !
‏ـ حسناً
‏ـ عندما تركت أمواج بدأ العذاب يتسرب لإنحاء جسدها، في الليل تصرخ وفي النهار تصمت من الصدمة وكانت تبحث عن سبب مُقنع لفراقكما ، وفي اليوم الأول ولم تستطع المشي أو الوقوف لأنها لم تضع لقمة طعامٍ في فمها وقد تدهورت صحتها كثيراً ، واليوم الثاني أخذتها عائلتها إلى المشفى وقال الطبيب بأنها متعبة جسدياً ونفسياً وعند خروج عائلتها من غرفتها أخبرتُ الطبيب بما حدثَ بينكما وقال لي علي أن أخبرك بأن تأتي لأجلها وحاولت الوصول إليك ولكن لم أجد أي عنوان يأخذني إليك ، واليوم الثالث استيقظ الجميع عدا أمواج.... فقد.... أنتقلت إلى رحمة الله تعالى ، البقاء لك .!
‏ـ ماذا تقولين ، لا تتفوهي بمثل هذه الكلمات ، أنا عُدت لأجلها !
‏ـ ولكن فات الأوان.... اليوم تم تشييع جنازتها .!
‏
‏بعد ساعة رد نافع لأيڤين :
‏سضلُ هذا الذتب يرافقني طوال عمري ولن اسامح نفسي على ذلك .

الكاتبة:نسيم العساف ❝