❞
في كل مكان هناك نجمة لامعة مضيئة في سماء اللغة، ومن هنا نقدم صاحبة الكلمة الصادقة والرؤية المتفرّدة، نستضيف الكاتبة ريماس محمد، لنتوقف معها عند محطات التجربة، ونتلمّس خيوط الإلهام التي تنسجها في كتاباتها
*بدايةً عرفينا عن نفسك بسطورٍ أدبية؟*
ذاتِ السبعةَ عشر خريفًا، ابنة الأحلام وحفيدةَ اليقظة، ذاتِ الأملِ المتناثر والحُبِ المُتكاثر.
من أنا!
أنا ريماس كاتبة تبعثُ الأمل في نصوصِها عَبر هواءٍ طلق.
من أنا!
أنا فتاة من كوكب زمردة وكوكب الأرض لا يُليق بي.
من أنا!
أنا هي أنا كما هيا قبل سبعة عشر عامًا، لم يتغير مني شيء سوى إنني أصبحتُ أكثر وعيًا وأدبًا، وأعلى رُقيًا وازدهارًا.
*-غالبًا ما نواجهه صعوبات في بداية الطريق، قد تدفعنا للأمام بقوة، وقد تثبط عزيمتنا ونستسلم، ماهي المعوقات التي واجهتكِ، وكيف تغلبتِ عليها؟*
إنني لم أستطع المضيء قُدماً بأريحية وفي وقتٍ أبكر؛ خشية إنني لم أكن مستعدة لم أكن أعرف من أنا وما هي الكتابة.
الجدار الذي كان عائق بيني وبين الإزدهار هو الخوف لا سواه. الخوف هو العائق الأكبر أمام أي حلمٌ لدى الإنسان.
*شاركينا بعض كتاباتك المُقربة لقلبك:*
"كطبيعة أراد الأعمى رؤيتها"
"أنا لا أخشى السعي، أنا أخشى إن اشيخُ وأنا أسعى"
"أحياناً الهروبِ مِن الأمانُ؛ أمانٍ"
"حوارٌ رائع، عنوانه أنت"
"عندما يُصاب قلب الإنسان بداء الدُنيا يكون قد خسر الآخرةَ بلا محالة"
"لا تعتبر الصدقة إنجازًا للمرء ليتحدث عنها أمام العامية"
*من أيِّ وهَجٍ ترتشف نجمتُنا منه هذا الإبداع؟*
مِن وهج حياتي عامة، من تفكيري المُفرط وتدقيقي المِثالي.
عظيم جدًا 🥹
*جميعُنا نمُر أحيانًا بأوقات اِنطفاء نفقدُ فيها شغف الكِتابة، كيف تتغلبين عليها وتُعيدين لحرفكِ ألقهُ؟*
لا أستطيع التغلب على الانطفاء، ليس لأنني لا أملك القوة الكافية للتخلص منه بل لأنني أريد أن أعيش جميع الهرمونات التي أتلقاها كُل واحدةً على حدة، أريد أن أتعلم حتى من جُل إنطفائي، ولأن من الشيء الطبيعي أن يمر الإنسان بالإنطفاء فمن الطبيعي أيضاً أن يختار المرء إن كان يُريد الحُلم والتعلم منه خطوة وراء الأخرى أو إن يُريد الهدف دون أي فائدة تسكن دماغة. الحلم طريق، والطريق الذي يسلكه الساعي مليء بالخيارين إنطفاء واشتعال، ويجب على جميع الساعين عَيشّ الخيارين دون مللٍ أو كدر.
*ماهو الموقف الذي صنع منكِ كاتبة؟*
دَعينا نكون حريين أكثر ولا نحتصر على مواقف فقط.
الكتمان هو الشيء الوحيد الذي جعلني أزرع القنفذية واحصد الكتابة، ببداية السير نحو الحُلم كان الأمر أشبه بالسخيف إن يزهر المرء مِن نفس المكان الذي يشتعل مِنه، لكنني أحب المُستحيل لاجعله مُمكن. مِن جُل كِتماني وصمتي أنطلقت أحرفي نيابةً عني، أنطلقت تُلقي ما بداخلي بأسطرٌ أدبية ينجذِبُ القارئ إليها.
صنعتُ من اللاشيء شيءٌ ثمين ويُقدر بالنسبة لي الان.
*حدثينا عن إنجازاتك في الحياة عامةً، وفي الكتابة خاصة، ومن الداعم لكِ في هذه الإنجازات؟*
أعظم إنجازٌ قد يشعر بِهُ الإنسان هو إن يظل يسعى نحو الأشياء التي يُميل قلبه لها وأنا لازلت أسعى لتحظى نفسي بلذةِ الوصول.
أما مِن الناحية الأدبية فقد شاركت في عدة كُتب الإلكترونية وكتابٌ ورقي " ضماد القلوب "، حصلت على عدة شهائد الإلكترونية، وشهادة ودرعٌ أحتفظت بهن مِن ضمن الأشياء الأحب والأجمل بالنسبة لي.
الداعمين لي في هذه الإنجازات فهم عائلتي ولن أنسى أختي شخصياً فهي التي شجعتني على المشاركة في الكتاب الورقي " ضماد القلوب ".
*كيف تصفين حروفكِ، وما نوع الأدب الذي تمارسين؟*
إنها لُغتي الصامتة المنبعثة مِن داخلي، إنها حمامُ الزاجل التي تُرسل كُل ما أريده للعالم نيابةً عني.
أمارس أدب النثر.
*وراء كُل كاتب مبدع كلماتٌ حنونة اِحتضتنه، فمن هم داعميكِ وماذا تقولين لهم؟*
أول الداعمين لي هي أنا شخصياً، ثم عائلتي وأصدقائي، وبعضاً من الناس.
أود إن أقول لنفسي إنك حقاً قوية في إجتياز المستحيل في الوصول وفي التحقيق أيضاً، أنا أستحق إن أُكرم نفسي وذلك لا يُعتبر من صفات النرجسية لكن نفسي تُعتَبر شخصاً مهماً ساعدني في الوصول.
إما عائلتي والأصدقاء والعامة؛
فأود إن أشكر كل منكم شكراً منبعث من طيات قلبي، شكراً لكل تلك الكلمات التشجيعية تلك الكلمات التي تُعيد الروح إلى مسكنها. إن وصولي اليوم إلى هذا المكان هو من وقوفكم معي في إرسال لي كل ما يُلزم روحي لِتحيأ.
أتمنى للجميع أيضاً التوفيق وتيسير الطُرق الصعبة عليهم.
*هل لديكِ قدوة في عالم الأدب والبلاغة؟*
ليس لدي شخصاً وأحد أميزه دائماً وأقتدي به؛ لكنني أيضاً أحب ما تكتبه الكاتبة " مي "، وأحب ما يُفكر به الكاتب " أدهم شرقاوى "، أحب أيضاً ما يقول " محمود درويش "، إنني أجاهد إن أقتدي بِهَؤلاء الأبطال.
*ماذا تعني لكِ الكتابة؟*
هي كُل الأشياء التي تجعلني أُحِبُ الحياة، هي ملاذٌ، عالم، حياة، هي أملي الوحيد في الإزدهار.
*ماهي رسالتكِ التي تحمليها على عاتقكِ وتريدين إيصالها للعالم من خلال كتاباتكِ؟*
جميع الحالمين في اليمن لا يخشون السعي، إنهم يخشون إن يُهدر زمانهم باللأشيء. هُنا باليمن أو كما تُدعى " اليمن السعيد " والعكس صحيح تعتبر بطلًا إن كنت تسعى حتى وإن كان سعيك مُجر ركض فقط، لأنك الآن أنت تبحث عن أحلامك وأهدافك في المكان الخاطئ.
يقف المرء الذي يحمل شهادة الدكتوراة بعد جهدٍ وتعب دام لمدة أربعة أعوام على الأقل مكتوف اليدين لأن ما سيحدث الان سَيُخيب أحلامه وأن كانت جبالًا… لن يعثر على وظيفة في أحدى المستشفيات الخصوصية، ولا يملك المال الكافي لفتح عيادة خاصة له، لأنه قد صَرف المال لأجل دراسته، هو الآن مُجبر على عمل أي عملًا قد يوفر لهُ لقمة العيش ليذهب بكامل قواه العقلية في عمل إحدى المحلات التجارية لبيع الأقمشة أو رُبما عاملًا في مطعمٍ ما مغلوبٍ على أمره…
أما بالنسبة لشهادته فقد يُحنطها للزمن لأنها لم تعد تجدي نفعًا.
وأرى أن كل الدول العربية والإسلامية لا تُقدر المرء في بلده؛ وتعد اليمن الدولة المدمرة للأحلام بعد إن كانت هيا أحدى أكثر الدول تطورًا في العالم.
*بما أنكِ فرد من عائلة " منصة وِئــام الأدبية "، ما رأيكِ بالمنصة وهل ساهمت في تطوير موهبتك؟*
لقد ساهمت " منصة وِئام الأدبية " في تطوير مواهبنا وساعدت أيضاً في تنمية أفكارنا بشكلٍ أرقى وأوسع وبكل سخاء، حيث أنها فعلت شيءً لا يُقدر بثمن لعملها هذه المنصة في بلدٍ هالك بدأ في الانقراض العلمي، عملكم هذا وجهدكم المُعطي لن ننساه، لأننا كدنا أن نُحلق والسبب الأكبر بعد الله هم أنتم. نأمل أيضاً أن تتحقق أهدافكم ونصل إلى ما هو أوسع منها، ونقدم لكم جزيل الشكر والتقدير على أفكاركم الصائبة وقوانينكم المُتزنة.
نعم لقد ساهمتم وبكل تأكيد.
*كلمة أخيرة توجهيها من هنا ولمن؟*
لقد بذلنا قُصارى جهدنا في أن نكون نحن المتميزين دائماً، وكل هذا لأجلكم أنتم؛ لأجل الأجيال الصاعدة. الطريق نحو الأدب لا يتطلب مِنك سوى أن تكون مليء بالحُبِ تجاه أصلك العريق، مليء بالأمل والشغف مليء بالحياة التي لا تموت.
لكل من بذل في تنمية هذه المنصة سيكون سبباً في وصولك نحو المُبتغى لذلك جازيهم بالنجاح على أن تكون أنت بطلُ الأدب بالغد.
وأوصل كلمتي هذه إلى الأجيال التي ستأتي من بعدنا إلى من يحملون فخر الأدب في يومهم ذلك ليكونو أبطالًا دون أي إخفاقًا.
وبين سطور الحديث مع الكاتبة ريماس محمد، اكتشفنا عالماً من الحروف المضيئة بالتجربة، والنبض الإنساني.
نغادر هذا اللقاء، لكن أثر الكلمات يبقى، نراكم مرةً أخرى عزيزاتي في لقاءٍ آخر مع كاتبةٍ أخرى، وقلمٌ آخر ينبض بحروف الشعور والقلب🫂 ❝