█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال المؤلِّفة ❞ أناييس نن ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2024 ❰ لها مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها اليوميات ( مختارات ) بيت المحرمات الناشرين : دار أزمنة ، عمان الأردن ❱
أناييز نين (بالفرنسية: Anaïs Nin) ( النطق الإسباني: [anaˈiz ˈnin] ; ولدت في 21 فبراير , 1903 – 14 يناير,1977) مؤلفة أمريكية من أصل إسباني-كوبي وفرنسي بحيث تربت هناك. وقد قضت بعضًا من عمرها في إسبانيا وكوبا ولكنها عاشت معظم حياتها في الولايات المتحدة حيث أصبحت هناك مؤلفة معترف بها. ولقد ألفت يوميات استمرت لاكثر من ستين عامًا، بدءً من أن كان عمرها أحد عشر عامًا، وانتهاءً بمرحلة ما قبل مماتها بفترة وجيزة. وقد نشرت أيضا روايات و دراسات نقدية ومقالات وقصص قصيرة وأدب إباحي. وأيضا نُشر الكثير من أعمالها بعد مماتها ومن ضمنها: مثلث الزهرة وطيور صغيرة.
لقد ولدت أناييز نين في مدينة نويي سور سين الواقعة في فرنسا لوالدين موهوبين. يدعى والدها بجاكوين نين. كان يعمل كعازف بيانو وملحن عندما التقى بوالدتها روزا كلميل، التي تدربت كمغنية محترفة في كوبا وهي من أصل فرنسي ودنماركي. لقد فر جد والدها من فرنسا أثناء الثورة متجها في البداية إلى ساينت-دومينيج ومن ثم إلى نيوأورلينز وأخيرًا إلى كوبا حيث ساهم في بناء أول سكة حديدية لكوبا
لقد تربت نين كرومانية كاثولكية وأمضت طفولتها وحياتها المبكرة في أوروبا. وبعد انفصال والديها، رحلت والدتها مصطحبة اناييز وأخوتها، ثورفالد نين و جاكوين نين كلميل إلى برشلونة ومن ثم إلى مدينة نيويورك. وفقا لمذكراتها، الكتاب الأول, 1931-1934, نين تركت التعليم الرسمي عندما كانت في السادسة عشر من العمر ومن ثم بدأت لاحقا بالعمل كعارضة أزياء لأحد الفنانين. لقد نست نين كيفية التحدث باللغة الإسبانية بعد مرور سنين على وجودها في الولايات المتحدة ولكنها احتفظت بلغتها الفرنسية وأصبحت تتحدث الإنجليزية بطلاقة.
في مارس 3, 1923, في مدينة هافانا, كوبا , نين تزوجت بقرينها الأول, هيو باركر جلير (1898-1985), وهو مصرفي وفنان، وقد عرف لاحقا باسم "ايان هيوغو" عندما أصبح مخرج أفلام تجريبية في أواخر الأربعينات. انتقل الزوجان إلى باريس في العام التالي، حيث واصل جلير مهنته المصرفية و بدأت نين بممارسة الكتابة; وقد ذكرت في مفكراتها أيضا بأنها تدربت كراقصة فلامنكو في باريس من منتصف العشرينات وحتى أواخرها. أول عمل منشور لها كان تقييم نقدي لديفيد هربرت لورانس واسمه ديفيد هربرت لورانس: بحث غير محترف , والذي قامت بكتابته في غضون ستة عشر يوما.
لقد تغيرت نين من قبل علاجها النفسي مع أوتو رانك , والذي انفصل عن سيغموند فرويد جراء عجز فرويد على تقدير قوة جنسانية النساء، قيمة الفن، ومعنى علاقة الأم بطفلها. أثناء زيارتها الثانية لرانك، نين عبرت عن رغبتها بأن "تولد مجددا," بشكل حساس، كامرأة وكفنانة. لقد لاحظت نين بأن رانك ساعدها مليا فيما تستطيع التعبير عنه في مفكراتها وبما ظل غير مكتوب. لقد اكتشفت نين نوعية عمق أحاسيسها من خلال الانتقال الصامت بين ما تستطيع قوله وما لا تستطيع قوله. "كنت أفكر وهو يتكلم بالصعوبات التي واجهتها أثناء الكتابة، أفكر بصراعي في التعبير عن أحاسيس ليس من السهل التعبير عنها. وعن صراعي لإيجاد لغة تعبر عن الحدس، الأحاسيس والغرائز والتي هي بحد ذاتها، مراوغة, غير ملحوظة، وصامتة".
غادرت نين باريس في أواخر صيف 1939, عندما تم حث المقيمين الأجانب بأن يغادروا فرنسا بسبب الحرب المقبلة. عادت نين إلى مدينة نيويورك مع جلير (والذي وفقا لرغباته، لم يتم ذكره في مفكراتها المنشورة ولذلك فدوره في حياتها مبهم). أثناء الحرب، نين قامت بارسال كتبها لفرانسيس ستيلوف وهو صاحب مكتبة جوثام في نيويورك من أجل حمايتها.
وفقا لمذكراتها، المجلد الأول, 1931-1934, نين عاشت حياة بوهيمية مع هنري ميلر أثناء اقامتها في باريس. لم يتم ذكر زوجها جلير في الطبعة المنشورة أثناء الثلاثينات من مذكراتها (المجلد.1-2) مع أن مقدمة المجلد الأول توضح بأنها متزوجة، والمقدمة تلمح إلى أن زوجها رفض بأن يتم ذكره في المفكرات المنشورة. لقد مثلت نين دور عشتروت في فيلم من إخراج كينيث أنجر بعنوان افتتاح قبة المتعة (1954) ; ومثلت أيضا في فيلم من إخراج مايا ديرين بعنوان طقوس في وقت مختلف (1946)؛ ومثلت أيضا في فيلم أجراس أطلنتس (1952), من إخراج جلير تحت اسم "ايان هيوغو" مع الموسيقى الالكترونية من قبل لويس و بيبي بارون. المفكرات التي قام بتحريرها زوجها الثاني، بعد مماتها، تحكي بأن اقترانها بهنري ميلر كان عاطفي وحسي للغاية، وأنها تعتقد بأن الجنين الذي أجهضته عام 1934 كان طفله.
في سنة 1947 , عندما بلغت نين من العمر أربعة وأربعون عاما، قابلت الممثل السابق رووبرت بول في إحدى مصاعد مانهاتن أثناء طريقها إلى حفلة. بدأ الاثنان بالمواعدة وقاموا بالسفر إلى كاليفورنيا معا؛ بول كان أصغر منها بستة عشر عاما. في مارس 17, 1955, قامت نين بالتزوج من بول في كوارتزسايت, أريزونا , لقد عادت نين مع بول ليعيشوا في كاليفورنيا.[12] ظل جلير في نيويورك غافلا عن زواج نين الثاني إلى أن توفت في عام 1977 , مع أن كاتبة السير الذاتية ديردري بير تزعم بأن جلير كان عالما بما يحدث أثناء إقامة نين في كاليفورنيا، ولكنه تظاهر "بعدم المعرفة".
نين شبهت زيجاتها المتزامنة "بالقفز البهلواني". وفقا لديردري بير:
أناييز كانت تختلق أكاذيب مفصلة في لوس أنجلوس وفي نيويورك، ولكن تلك الأكاذيب تفاقمت للغاية مما جعلها تضطر إلى اختراع شيء أسمته بصندوق ::الأكاذيب. لقد كانت تمتلك حقيبة ضخمة للغاية وفي تلك الحقيبة توجد لديها مجموعتين من دفتر الشيكات. الدفتر الأول بعنوان أناييز جلير لنيويورك ::والآخر بعنوان أناييز بول للوس أنجلوس. لقد كانت لديها وصفات طبية من أطباء كاليفورنيا ونيويورك باسمين مختلفين. ولقد كان لديها مجموعة من ملف ::البطاقات. ولقد قالت أيضا, " أنا أخبر الكثير من الأكاذيب لدرجة أني أدونهم وأحتفظ بهم في صندوق الأكاذيب حتى لا أنساهم."
في عام 1966, أبطلت نين زواجها من بول، جراء مشاكل قانونية ناجمة عن كونها عالة على كل من جلير وبول في الإقرارات الضريبية الاتحادية التابعة لهم. مع أنه تم ابطال الزواج، إلا أن نين وبول واصلوا المعيشة معا وكأنهم زوجان، وحتى مماتها في سنة 1977.
بعد ممات جلير في سنة 1985, تم تكليف بول بالنسخ الغير مهذبة من مفكراتها. توفي بول في يوليو عام 2006.
كانت نين غالبا ما تذكر جونا بارنز وديفيد هربرت لورانس كأكبر ملهمين لها. لقد صرحت في المجلد الأول من مذكراتها بأنها استوحت الهام الكتابة من مارسيل بروست , أندريه جيد , جان كوكتو , بول فاليري و آرثر رامبو.
لقد كانت نين تعمل قديما في مكتبة لورانس ر. ماكسويل والواقعة في شارع كريستوفر 45 في مدينة نيويورك.
❞ لتساؤل عن الحقيقة: أهي وجهٌ آخر أم وجهُ الآخر؟ يضعنا هذا النص الروائي أمام تعقيدٍ لا يمكن للحقيقة ذاتها أن تقبل به؛ فالحقيقة موزعة فينا، وبيننا، وفي الآخر المختلف عنّا، في الأشياء وبينها كذلك، وفي الآخر الذي هو نحن، وفي الواصل الشفاف المتقصّف بين كل هذه الإختلاطات.
الحقيقة القلقة تتمثّل وجه كائنٍ أو جماد، سطح أو صوت، وجه الخوف والهولات والمتعة الغربية في الإنسياق لصوت الأجراس وتمثُّل صور الأشجار مقطوعة الرؤوس أو تلك القائمة، وفي الأسماك المتحايلة الألوان؛ وإذا ما عرفنا أن كل هذه الصور تمتزج داخل الذات لتشكِّل عالماً آخر جديداً هو الحقيقة التي تملك وجهاً آخر مختلفاً: نخاف منه ونخشاه كما حكايا الجن الملفقة تتخايل من خلفها الحقائق.
تقول أناييس نن في تقديمها لهذا الكتاب ˝لقد شعرت بأني أبصقُ قلبي˝ عندما انتهت من كتابتها فيه، وكذلك كنتُ أنا، لقد شعرت بأنه ˝طلع من عيوني˝: هذا ما قلته لأصدقائي عندما أنهيت ترجمتي لهذا العمل؛ لم يكن لهذا العمل الحميمية التي صارت له فيما بعد إلاّ للمشقة البالغة التي تكبدتها في ترجمة هذا النص عن لغته الإنجليزية، وذلك فيما يتعلقُ بالتأويلات المتعددة التي يحتملها كنصٍ مركب، والشعرية والتصويرية المختلفة التي حاولت جاهدة أن أحافظ عليها كي يكون النص العربي أقرب ما يكون للأصل معنىً وأسلوباً.
بالإضافة إلى ضياع ˝الآخر˝ بين الضمائر غير المعلنة، والتي كانت تلوح بشفافيةٍ غريبة وراء كلماتٍ أو أحداث معيّنة، ولا أنسى الغرائبية والحداثة التي امتاز بها هذا النص عن كل النصوص والأعمال الأدبية التي سبق لي وأن أطلعتُ عليها؛ إنه أسلوب أناييس نن المتفرد الذي يمكن لنا أن نطالعه منذ أعمالها الأولى، وخاصة إذا ما تبهنا إلى أن هذا العمل الذي تم نشره للمرة الأولى عام 1958 قد جاء متأخراً نسبياً بالمقارنة مع عملها الأول الذي تم نشره في الثلاثينات من القرن الماضي، أي بفارقٍ زمني يقارب الثلاثين عاماً.
ثمة إنفصالٍ غير متصل، وإتصال غير منفصل يشهدهما هذا النص الروائي في آنٍ معاً: الأجواء الحاضرة المعروفة هي ذاتها المختلفة تماماً، والزمن الحاليّ هو زمنٌ آخر ليس بالحاليّ الحاضر، وتفاصيل هي بالتفاصيل الماثلة أمامنا لكنها - هناك - ليست كذلك، والأحداث التي لم نشهدها هي التي تشهد الحقيقة علينا بها: أنّا شهدناها نحنُ ولو في الخفيّ الكامن منا.
وكنتُ معها هناك: أرقب كل الأشياء: الساكنة التيق تود لو ينفلق عنها السكون، وتلك المتحركة المتحرّقة للسكون بسبب خوفها، وشعرتُ أنني كلّما عايشتُ التفاصيل أكثر دخلتني هي وتخلّدت هناك؛ صرتُ أخشى أن يدخلني السكون، أو أن أتحرّق للخروج منه؛ وبتُّ لا أعرف الحقيقة!!...
الرواية تبدو كهلوسات، خيالات لا تمت للواقع بصلة في حين، وأحياناً تظهر كحقيقة، ابتدأت ˝أنانييس نن˝ روايتها: ˝كانت رويتي الأولى للأرض مغشاة الماء، إنني ذلك العرق من النساء والرجال الذي يرى كل الأشياء عبر هذه الستارة البحرية، عيناي بلون الماء، بعيني حرباء نظرت في وجه العالم المتقلب، وبرؤية مجهولة التسمية نظرت إلى ذاتي التي لم تكتمل؛ أذكر ولادتي الأولى في الماء، شفافية كبريتية تحيطني في كل جانب، عظامي تتحرك كأنها مطاط أترنح وأطفوا . ❝