█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال المؤلِّف ❞ الطاهر أحمد الزاوي ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2024 ❰ له مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها ترتيب القاموس المحيط طريقة المصباح المنير وأساس البلاغة جهاد الأبطال طرابلس الغرب الناشرين : دار الفكر المعاصر ❱
الشيخ الطاهر أحمد الزاوي.[1] (مواليد الحرشا بمدينة الزاوية سنة 1890) شغل منصب مفتي ليبيا، وهو من أهم المؤرخين الليبين. توفي يوم الأربعاء 5 مارس 1986.
تلقى مبادئ تعليمه في ليبيا، حيث حفظ القرآن في جامع "سيدي على بن عبد الحميد" في قرية الحرشا على الشيخ محمد بن عمر الصالح، ودرس مبادئ الفقه على الشيخ الطاهر عبد الرزاق البشتى وأحمد حسن البشتى والطيب البشتى.
شهد بداية الغزو الإيطالى سنة 1911، وحضر معركة الهاني الشهيرة في أوائل سنة 1912.
وفي سنة 1912 سافر إلى القاهرة حيث بدأ المرحلة الثانية من رحلته العلمية. فالتحق بالأزهر ودرس النحو والتفسير والحديث وغير ذلك من العلوم التي كانت تدرس بالأزهر. فأخذ عن جماعة من العلماء، وكان من أساتذته الشيخ أحمد الشريف والشيخ على الجهانى المصراتى، ومن شيوخه في مصر حسن مدكور، الشيخ محمود خطاب والشيخ الدسوقى العرب. واستمرت رحلته العلمية هذه سبع سنوات ثم عاد إلى طرابلس سنة 1919،وبقي بها خمس سنوات وعاصر حركة الجهاد الليبي في إقليم طرابلس حتى آخر سنة 1923، وأوفد خلال تلك السنوات في مهمات وطنية في الداخل.
سنة 1924 وبعد انتهاء عمليات المقاومة في إقليم طرابلس، خرج إلى مصر ثانية والتحق بالأزهر من جديد، وامتدت إقامته بها حتى سنة 1967، وأحرز خلال تلك الفترة إجازة (العالمية) سنة 1938، وتجنس بالجنسية المصرية. تحدى الشيخ للكثير من الملاحدة والقأديانيين والكماليين (نسبة لكمال أتاتورك) الذين كانوا يستخفون بالدين الإسلامي ويتهمونه بالرجعية. واشتغل بالتجارة حيناً، ثم بالتصحيح والتأليف والكتابة في الصحف، وموظفاً في وزارة الأوقاف. يقول الشيخ الطاهر أنه عاش بمصر 43 عاما مهاجرا ما بين 1924 و1967. وعمل خلال هجرته بوزارة الأوقاف المصرية. وسافر إلى السعودية في أعوام 1955 و1956 و1957 وعمل مدرسا بالمدينة المنورة ثم عاد إلى مصر وعمل مصححا لكثير من الصحف والمجلات والكتب. وخلال إقامته بمصر كرس الكثير من وقته للكتابة عن القضية الليبية وعن نضال الشعب الليبى وتاريخه.
وقد أعطى الشيخ الطاهر كل وقته الذي عاشه في مصر، أي نحو أربعة عقود، للدراسة والكتابة. ويوصف بأنه كان صبورا من أجل التعلم والتعليم والبحث والكتابة. وأنه كان موسوعيا في علمه وفيما ألّفه من كتب، إذ أنه أّلف في اللغة، فأعاد ترتيب القاموس المحيط ليكون أكثر يسرا في البحث. وقال أنه وضعه على منهج قاموس مختار الصحاح والمصباح المنير.
أما المجال العلمي الذي برز فيه الشيخ الطاهر وكان من رجاله الأفذاذ، فهو مجال التاريخ، حيث أصبحت كتبه من أهم المراجع وخاصة ما كتبه عن جهاد الشعب الليبى خلال النصف الأول من القرن العشرين.
أّلّف كتابًا عندما كان في مصر، طعن فيه في الدعوة السنوسية، وفي قادتها، وخاصة "دورهم المتخاذل أو المتواطئ" ـ كما يصفه ـ في حركة الجهاد الليبي ضد الطليان.
وعاد إلى ليبيا سنة 1967.وكان ممنوعاً من العودة إليها. وبعد قيام ثورة الفاتح سنة 1969 أعطى إقامة دائمة وردت إليه جنسيته الليبية، وعين مفتيًا للبلاد. منح شهادة تقدير في عيد العلم الثاني 1971 لمَاَ قام به من جهود في ميدان الدراسات التاريخية.
توفى عن عمر متقدم يوم الأربعاء 5 مارس 1986. دفن بمسقط رأسه الزاويةغرب طرابلس- وأبّنه الأستاذ المؤرخ علي مصطفى المصراتي بخطبة أبرز فيها محطات مهمة من حياة الزّاوي. كما أبّنه المحامي والصحفي علي الديب.
❞ العهد العثماني الأول
إيالة طرابلس الغرب عام 1609
دخل الأراضي المُكوِّنة لليبيا المُعاصرة منذ سنة 1551 م عهدا جديدا اتفق المؤرخون على تسميته بالعهد العثماني الأول وأُسندت السلطة الإدارية في طرابلس إلى باشا يُعين مباشرة من قبل السلطان في القسطنطينية، وزود السلطان الباشا بسلك الإنكشارية، والذي قُسِّم بدوره إلى عدد من المجموعات تحت قيادة ضابط صغير أو باي، وسرعان ما أصبح الإنكشاريون القوة المهيمنة في طرابلس الغرب العثمانية.
وقد شمل الحكم العثماني كافة أقاليم المغرب الأدنى: طرابلس الغرب وبرقة وفزان، وكان يدير شؤونها وال (باشا) يعينه السلطان، ولكن لم يمض قرن من الزمان حتى بدأ الضعف يدب في أوصال الدولة العثمانية نتيجة تكالب الدول الأوروبية على الولايات العثمانية، ودخول الدولة العثمانية عدة حروب في آن واحد، وأصبحت حكومة الدولة عاجزة عن حماية ولاياتها وفرض النظام والتحكم في الولاة الذين صاروا ينصبون ويعزلون حسب نزوات الجند في جو مشحون بالمؤامرات والعنف. وفي كثير من الأحيان لم يبق الوالي في منصبه أكثر من عام واحد حتى أنه في الفترة ما بين سنة (1672 - 1711) تولى الحكم أربعة وعشرون والياً على طرابلس الغرب، ولقد مرت البلاد بأوقات عصيبة عانى الأهالي فيها الويلات نتيجة لاضطراب الأمن وعدم الاستقرار.
وقد انتهى العهد العثماني الأول سنة 1711م عندما استقل أحمد القرمانلي بزمام ولاية طرابلس . ❝