█ _ إيمان رياني 2023 حصريا رواية سأبقى لأكتبك عن جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 2024 لأكتبك: الرواية تتمحور حول قصة عاطفية جمعت صحفية بعسكري الجيش زمن الحرب وهي الجزء الثاني لرواية بلا عنوان كتب الروايات والقصص مجاناً PDF اونلاين هي سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية وأحداثاً شكل متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً القرن الثامن عشر والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه وصف وحوار وصراع بين وما ينطوي عليه ذلك تأزم وجدل وتغذيه كتب قصص اطفال روايات متنوعه وروايات بوليسية عالمية ادب ساخر ساخره لاعظم الكتاب مضحكه واقعيه قصائد وخواطر طويلة قصيرة قصيره
❞ كنت كعادتك...قوياً...مغريا...فاتنا...مدمِّرا...آسرا... وكنتُ كعادتي ايضا لا أقدر على اخفاء قدرتي على قراءتك وفهمك ...كطفلةٍ سعيدةٍ بلعبتها ...لا يمكن ان اخفي سعادتي بلقائك ولقياك والنظر اليك والنظر في وجهك... وتأمل ملامحك الاخاذة...شيء ما فيك يجعل جاذبيتكَ غير قابلة للمقاومة...أو ربما كنت أنثى دون مناعة ...ضعيفة امام رجولة كهذه!
كنت كعادتك...قوياً...مغريا...ولكنك كنت متغيرا كثيراً....شيء ما فيك جعل منك رجلا آخر لم أتعرف إليه... رجلا بدا لي مبهما لست قادرة على فكّ شيفرته بهذه السهولة...وبهذه البساطة... لم تعد الأمور بديهيةً كما كانت....لم تعد واضحًا كما كنت...زاد غموضك وازدادت نقاط إستفهامي من حولك..شيء ما حصل بداخلك...جعلك رجلا آخر لست نفسه الذي كنتُ أعرفه وأرافقه منذ سنوات...ولست نفس ذلك البطل الذي كتبت عنه تلك الرواية...
كنت قوياً أو ربما تتصنع القوة ولكن كم كنت متغيرا ولا يمكنك اخفاء ذلك عني...
كان الامر واضحا جدا!
لم تعد كما كنت مطلقاً!
لم افهم جيدا سبب انطفاء صوتك...
ربما الخيبة! خيبتك التي تعرضت إليها جعلت منك مكسوراً يحاول ترميم بقاياه ويسعى الى اخفاء كسوره وإبراز صلابته... ولكنك كنت طفلي ولا يمكن لطفلٍ ان يخفي مشاعره عن والدته مهما حاول... لم أرغب في طرح اي سؤال عليك خلال لقائي بك..فقد كنت ادرك جيدا مدى كرهك لتطفّل الاخرين وطرح الاسئلة! كنتَ غامضا تثير اسئلة كثيرة في ذهن من يلتقي بك ولكنك كنت تكره فضول الآخرين نحوك! فلا يمكن لأحد اكتشافك إن لم تسمح له بذلك!
كم كنتُ اخافك...وخوفي هذا لا يتبدد كلّما اقف امامك من جديد! . ❝
❞ لقد صمتتِ انتِ وخفتُ انا ...فرحلنا وكل واحد منا يظن ان الاخر لم يعد يريده...
افترقنا لأن الصمت قتلنا والحب يريد ان يكون معلنا ولا يريد الاختباء تحت الصمت....
عندما قلت لي وقتها لن اخبر عنك احدا سأجعلك سرا يختبئ تحت الصمت ...ظننتِ انني سأفرح بذلك لكن ذلك لم يسرني...
لأنك لم تخبئينني تحت الصمت بل خبأتِ حبي تحت صمتك...خنقته وكان بحاجة للتنفس..أبقيته في العتمة وكان يحتاج الضوء كي يعيش..لم تدركي ان الحب كنبتة تحب ان ترى الضوء وتستنشق الاوكسجين لتحيا واذا تركناها قيد التخبئة ستذبل حتى الموت...لطالما ادعيت فهمي لكنك لم تفهمينني ابدا في الحب... لم أحب يوما الفتاه التي تخاف الحب كنت تظنين انك وحدك من تأبين الاعتراف ووحدك تخافين الحب...وحدك تكابرين ووحدك تكتمين...لكننا كنا سويا كذلك...لم تعرفي ابدا ان حبك كان مخيفا بقدر روعته...مربكا بقدر عمقه ورحابته...
كان طريقا مظلما لم أدر أين ستكون نهايته ومتى وكيف... فخيرت ان اصنعها قبل ان تأتي الي...فقد سبق وقلت بنفسك:
أحيانا يجب علينا ان نصنع النهاية قبل ان تأتي الينا النهاية.
فعندما بدأت بالابتعاد والتجاهل ببطئ...وبدأت بالتغير تماما كما فعلت أنا منذ زمن...شعرت انك تقتربين من وضع نهايتي وتريدين قتلي في قلبك...فخيرتُ الانسحاب...لقد شعرتُ انك تشبهين ضحى وقتها...كم شعرت بأنك قاتلة بارعة ترغبين في قتلي تماما كما فعلت في كتابك ذاك...
تريدين جعلي شهيد حبك...وكنتُ رجلا بقلب مقتول منذ زمن...وأنت وحدك من تعرفين ذلك...كانت تكفيني ميتتي الاولى...ولا اريد لذلك ان يتكرر يا عزيزتي ...
ادرك انك لا تريدين خسارتي وانني وعدتك مرة بقولي:ما رح تخسريني ما دمت احيا في أعماقك ...ولم أفعل ذلك الا خوفا من ان أكون ضحيتك بكرامتي من دون اهانتك لي . ❝
❞ لست ادري جيدا ماذا فعلت بي يا سيدي؟ ولكنني ادرك انك دخلت الى حياتي سريعا لتبعثر كل ما بداخلي وترحل فجأة... لقد باغتتني بقدومك غير المناسب في الوقت غير المناسب والمكان غير المناسب ...كفاصلة بين جملتين...كرشح بين فصلين...كصاعقة بين لحظتين...كيوم ممطر بين يومين مشمسين... كحرب بين فترتين هادئتين... لا أدري كيف كان دخولك هذا...لا ادري كيف قبلت بأن اسايرك وامشي في طريقك...ان اجيبك عن اسئلتك...ان اشارك في محادثتك...ان اتيه في حضورك الغامض المباغت الذي لم أحسب له حسابا...كنتَ كلحظة خرق هدنة تأتي لتهتك كل المواثيق الكونية والمعاهدات الدولية ...كنتُ في هدنة مع الحب خرقها حبك...لست ادري كيف لم امتنع عن فعل كل ذلك...لقد فقدت كل ما بحوزتي الآن ولم يبقى لي شيء سوى الندم . ❝
❞ ˝يقول هيغل: التاريخ يعلّمنا ان الإنسان لم يتعلم شيئا من التاريخ.
ونحن لم نتعلم من حربنا المريرة كيف نحارب ومن نحارب ومع من نحارب!!˝
-غادة السمان-
لقد اخضر بأعماقنا جرح اسمه وطن...طوال سبع سنوات لن نقدر على تضميده ....
مع كل شروق سنبقى نذكر الليل، سنبقى نحاول الهرب من العتمة واللحاق بالغد املا منا ان نلملم ما تبقى بحوزتنا ونواصل طريقنا به، لكن مع كل شروق سيبقى يترآى لنا الامس، وسنبقى نذكر كم اصبحت ارواحنا قاحلة باردة مفرغة ...
ع كل شتاء سنتذكر صقيع الموت وبشاعة الدم ومع كل صيف سنتذكر مدى قتامة الصمت الذي يخيم علينا كل صائفة لسبع سنوات...مع كل رمضان سنتذكر موائد الافطار على الشمع في الظلام الحالك وارتفاع أصوات الآذان مرفقة بدوّي القذائف ...سنتذكر تراتيل صلاة التراويح المختلطة بأصوات صراخ النساء وبكاء الاطفال في السهرات الرمضانية ...سنتذكر أصوات سيارات الاسعاف المتزامنة مع السحور وقت الفجر لحظة شروق يوم جديد من الحسابات المتتالية التي لم تكن تنتهي الا وينتهي جزء معها بدواخلنا دون أن نشعر كم أصبحنا مفرغين من كل ما لدينا...مثقلين بكل ما لم يكن فينا قبل الحرب من ألم وقهر وعذاب وذل وجوع وتشرد على حوافّ قارات العالم! كم تبدلت الايام وتغيرت الحياة فينا! اصبحنا نرى في المرآة عيوننا وهي تحمل وطنا بداخلها ارهقه الحزن واثقله الفجائع؟ وطننا كره رائحة الدم وشبح الموت وصوت القذائف وبقايا الصواريخ والشظايا التي مازالت تحملها اجسامنا لتشهد على مرارة ما مررنا به وعظمة ما تحملناه وشدة ما صبرنا عليه، ما حصل معنا لم يحصل مع اي شعبٍ آخر على وجه هذا الكوكب! مازلنا لا نصدق ذلك! مازلنا نحاول استيعاب كل شيء رأيناه بأم اعيننا ولم نكن نقدر على فعل أي شيء لايقافه وانهائه! الموت والرعب والخوف والفقر والعوز والحاجة والبرد والجوع والقلة والخصاصة، كل هذه الأشياء جربناها على هذه البقعة من الأرض طيبة هذه الفترة من الزمن! العتمة والظلام والعطش والصقيع والحر...كل هذه الأشياء واجهتنا وجها لوجهٍ مجردين من كل اسلحة المقاومة سوى الصبر...صبر ايوب الذي فاق صبرنا صبره! حتى اصبحنا نمزح قائلين : للعيش على هذه البقعة من الأرض، يلزمك صبر ايوب أو مال قارون لتتمكن من مواصلة الحياة! جربنا جميع انواع الموت دون استثناء ...الموت بردا...الموت جوعا...الموت عطشا...الموت قهرا وحسرة على خسارة بيوتنا واغراضنا وممتلكاتنا...الموت حرا...الموت على ابواب الدول المجاورة ونحن نطلب اللجوء هربا من الموت لموتٍ آخر... الموت بجميع أنواع الأسلحة التي أصبحنا نميزها جيدا ونتقن معرفة اسمائها وانواعها ... طالما ان بقايا شظايا الصواريخ والقذائف سكنت اجسامنا وأصبحت قطعا تلازمنا نعيش بها كأعضائنا .... أذكر ابيات ذلك الشاعر ابن جابر الاندلسي الذي يقول فيها : لا تعاد الناس في اوطانهم...قلما يرعى غريب الوطن واذا ما عشت عيشا بينهم..خالق الناس بخلقٍ حسنٍ نحن نكاد ان نكون الشعب الوحيد بعد الشعب الفلسطيني بين شعوب العالم الذي جاء الجميع من كافة اصقاع العالم ليعاديه في وطنه...ليخرجوننا من بيوتنا...ليهجّروننا من احيائنا وقُرانا... ويدمروا كل شيء كان لنا وبنيناه بسواعدنا وايدينا...طرقاتنا.. محلاتنا...جسورنا ....بناياتنا...بيوتنا...مدننا... الاماكن العمومية...المرافق العمومية...الخدمات المحلية..البنى التحتية...المصارف...البنوك...البريد... المغازات العمومية...المحلات الخاصة التي ليس لأصحابها موارد رزق أخرى يعيشون بها...مازلنا نحاول استيعاب كل ما حصل لنا وما حدث معنا...يصعب تصديق كل هذا...كل هذه الاحداث المتسارعة التي عصفت بنا فجأة وأخذت في طريقها كل ما نملك...جميع ممتلكاتنا وذكرياتنا واشيائنا الصغيرة التي انهكتنا الحياة في تحصيلها وجمعها... فقدناها في لحظات معدودة ويصعب استرجاعها... عصفت بأرواحنا لتتركنا عارين امام وقع الصدمة وتحت أثر الدهشة...اصبحت ملامحنا جامدة لا يمكنها التعبير عن شيء ... وجوه واجمة تمشي في الشوارع شاردة الذهن... الكل فقد كل شيء. والكل يحاول العرب بما تبقى له...لعلّه ينفذ من هذا الجحيم...من هذه الخسارات اليومية التي نصحو كل يوم لنشاهدها في صمتٍ وعجزٍ دون القدرة على فعل أي شيء لايقاف هذا النزيف...هذا الهدر السائب من الوقت الذي يعصف بأعمارنا التي توقفت عقارب الساعة فيها سنواتٍ الى الوراء ... فلا أحد هنا اصبح بإمكانه ان يحلم بتحقيق اي شيء...فنحن نعيش على هذه البقعة من الأرض فقط لنخسر كل ما بحوزتنا بصفة يومية وبشكلٍ سريع...لا نكاد نقدر على استيعابه ...سرعة الأحداث تعصف بقدرتنا على الفهم والاستيعاب...بين الموت والهجرة والهرب من البؤس! مجرد ارواحٍ مفجوعة منهكة منهارة تمشي على الأرض واجمة لا تدرك طريقها ولا تعرف مصيرها الى أين ...لقد عبث الموت بما على هذه البقعة من الأرض... لقد سكننا وتملكنا واضحى يعيش معنا معظم تفاصيل حياتنا ويطاردنا أينما حللنا حتى ولو كنا على أسرّتنا نحاول الهرب من كل ما حولنا ورؤوسنا على وسائدنا ...لا يرحمنا الموت ويلاحقنا حتى ولو اختبئنا تحت اغطيتنا وتحت أسرّتنا....وجودك في البيت لا يعني أمر قد أمّنت على نفسك من لحاق الصواريخ والقذائف بجسمك الصغير الضعيف...كم من واحدٍ منا رحل ضحية قذيفة اخترقت شباك غرفته لتقضي عليه وهو على السرير لو عبرت نافذة مطبخه حين كان بصدد تحضيره للقهوة! هذه الأرض تقاوم منذ زمن بعيد لتبقى على مبادئها وليحيا شعبها كما يرغب هو لا كما ترغب الدول العظمى والغرف المظلمة في الضفة الغربية من هذا الكوكب التي تخطط مصير الشعوب وتمحو مستقبلهم بمجرد˝ جرة قلم˝ وبضعة خطوط يرسمونها بأقلامهم نتسبب في موت ملايين البشر هنا في الشرق المنهك من التعب ...في الشرق الذي ارادوه أرضا للموت والحرب والدمار والخسارات والرعب والالم والدموع والصراخ والعويل... الشرق الذي ما يزال يقاوم ليحظى ببعض اللحظات الجميلة من الحياة!... الشرق الذي كتب على شعوبه الموت والالم والضياع والهجرة والتشرد والبكاء على ابواب الدول العظمى طالبين اللجوء رغبةً في حياة أفضل! الشرق الذي كتب عليه ان يعاني الأمرّين منذ عقود وعقود من الزمن...الشرق الذي كتب عليه ان يكتوي بنيران الحروب بجميع انواعها... الحروب الداخلية والخارجية... الحروب الدينية والطائفية والمعتقدية والعقائدية والعِرقية والايديولوجية... أتذكّرُ قول الكاتب الفلسطيني حسن سامي يوسف: ماذا زرعنا يا الله كي نحصد كل هذا الخراب؟
لم نبخل على العرب بشهدائنا ودمائنا في كل الحروب العربية ومنذ الثورة العربية الكبرى في العام1916 ....منذ زمن الدولة العثمانية التي أعدمت خيرة شبابنا في ساحة المرجة يوم 6 ايار اليوم الذي اصبح في ما بعد عيدا للشهداء في سوريا يوم إغتيل اكبر عدد من شباب سوريا على يد العثمانيين حين بلد جمال باشا والي بلاد الشام لدى الباب العالي حملة لعبور قناة السويس واحتلال مصر في حرب ˝السفر برلك˝ مخترقا صحراء سيناء واجهته القوات البريطانية هناك بمدافعها ورشاشاتها ففشل هجومه فشلا ذريعا فقام بإطلاق حملات اعتقال للزعماء والوطنيين والمفكرين العرب متهما اياهم بالخيانة والتسبب في افشال هجومه وعمل على التنكيل بالعرب وتعذيبهم حتى الموت وكان أغلبهم من المناضلين اللذين سعوا طويلا الى القضاء على الاحتلال العثماني وبناء الدولة العربية الواحدة المستقلة التي كانت حلمت للعرب انذاك.
صمّ جمال باشا اذنيه عن كل المناشدات والتدخلات من الدول المجاورة وخصوصا من الأمير فيصل والشريف حسين بن علي التي تدعو لإطلاق سراحهم وعزم على التخلص منهم جميعا على دفعتين يومي 21 اب 1915 و6 ايار 1916 في ساحة البرج في بيروت وساحة المرجة في دمشق قبل ان يُقتل على يد ارمني في مدينة تبليسي في العام 1921 قبل سنة من سقوط الدولة العثمانية... كانت مجزرة رحل فيها أفضل رجال سوريا شنقا حتى الموت في الشارع على مرأى من الجميع ابرزهم ˝شفيق بك العظم˝ الشاعر والاديب والكاتب والسياسي الذي يتقن 3 لغات والشيخ عبد الحميد الزهراوي زعيم النهضة السياسية في سورية....المفكر والصحفي ابن مدينة حمص الذي ساهم في تأسيس حزب الحرية والاعتدال وحزب الائتلاف إبان الحرب العالمية الاولى.... رجل العلم والدين والسياسة والأمير عمر الجزائري حفيد عبد القادر الجزائري والسيد رشدي الشمعة رجل القانون والادب مؤلف الروايات المسرحية التي قامت بآدائها فرقة مدرسة ˝مكتب عنبر˝ في عام1908 في حديقة الصوفانية قرب باب توما في المدينة العتيقة والذي ساهم في تأسيس المنتدى الادبي السوري عام 1909 والحزب المعتدل الحر عام 1908 والحمعية اللامركزية عام 1912 والشهيد عيد الذهاب الانكليزي الذي لقب بالبارود الانكليزي لشدّته وقوته وحماسته والذي كان من أهم رجالات السياسة وقتها والشهيد سليم الجزائري احد ابرز المفكرين النوابغ ومن مؤسسي جمعية العهد وغيرهم من الشهداء السوريين واللبنانيين اللذين رحلوا بسبب محكمة ديوان عالية المحكمة العسكرية العثمانية التي اختصت في قتل المعارضين العرب والتنكيل بهم ايام الثورة العربية الكبرى!
لم نبخل على العرب بدمائنا وشهدائنا في حرب قيام الكيان الصهيوني حين خسرت الدولة العثمانية مقاطعة فلسطين وكافة اراضيها العربية وسلمتها لفرنسا وبريطانيا بمقتضى معاهدة سيفر عام1920 ومعاهدة لوزان عام 1923 وسلّمت هذه الاخيرة أرض فلسطين لليهود عام 1948 اتجه الجيش العربي مكونا من الاردنيين والمصريين والعراقيين واللبنانيين وغيرهم الى فلسطين سعيا الى تحريرها وكان السوريون في المقدمة ...كانوا يرغبون في القتال ضد الجيش الاسرائيلي البالماخ والارجون والهاچاناه والشيرتن.
خسرنا الالاف من شبابنا بقيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم وعاد العرب الى بلدانهم بعد نهاية الحرب بنصفٍ مهزوم ونصفٍ شهيد وهاجر الفلسطينيون بيوتهم ففتحنا لهم بيوتنا ليقيموا معنا فيها.
ثم كانت نكسة ال67 فخسرنا الجولان التي اعتبرتها الأمم المتحدة في تلك السنة أرضا سورية محتلة حين صدر البيان عن جيش العدو يوم 10 حزيران 1967 معلنا بالكلمة:
الهضبة السورية في ايادينا.
واقيمت أول مستوطنة اسرائيلية عليها في 14 تموز 1967 ومنذ ذلك الوقت ونحن نقاوم ... ونحن نموت...ونحن نصمد...ونحن نرسم تاريخنا بالدم . ❝
❞ لقد رحلنا وكلمات كثيرة بداخلنا لم نتبادلها والآن تأتي الي في لحظة غفلة لتباغتني باقتحامي كالعادة في ساعة متأخرة من النسيان ...في كل ليلة من حب تأتي الي هاربا من الذكرى... على الساعة الواحدة بعد منتصف الشوق وتختفي مجددا ...انت الذي لم تحترف الحضور ولم تتقن الغياب... هلا انتهيت مني قبل انهائي؟
فالبعض نهايتهم اجمل بداية !
˝ لا تترك حكايتك لنسيان والصمت فتصبح انت ذاكره للموت اروي حكاياتك قبل ان تضيع الحكاية˝
_مفيد نجم_ . ❝
❞ لقد هلكني شعوري بالحيرة المختلطة بالندم الذي تتآكل روحي يوميا به ...الندم على كل ما شعرت به تجاهك وكل ما فعلته...لقد كان خطأ فادحا أردت أن اخرج به من سلسلة قديمة من الاخطاء ...وهاهي تتواصل بك ومعك ...بعد أن أسأت التقدير وأخطأت الحساب... أسأت لنفسي قبل كل شيء تماما كما فعلت في السابق وتعدهت الا تعاد كل أخطاء الماضي ... اشعر بحقد كبير على كل من يجعلني اشعر بالندم على شيء ما قمت به...اشعر بكره شديد لكل من يجعلني اشعر بخطئي الفادح في حق نفسي ...اشعر بكره شديد لمن يتسبب في حيرتي وعدم فهمي لنفسي ...لكل من يتسبب في تبعثري وعدم قدرتي على حسن تدبير امري في قادم الايام...اشعر بكره شديد لكل من يجعلني أقضي ايامي شاردة الذهن واجمة... أمشي على هذه الأرض كالظلّ...لا ارى شيئا أمامي سوى افكاري التي تقتلني كل لحظة...اشعر بكره شديد لكل من يجعلني أهرب من الدنيا إليه ثم أهرب منه ومن نفسي الى وحدتي لأنسى واتناسى ما فعله بي وما فعلته بنفسي جراءه...
اشعر بإنعدام الرغبة في النظر الى وجهي...
لو كنت املك القدرة على محو هذه السنوات من عمري بجميع اناسها واحداثها بجميع من عرفت وما عشت...لو كانت الحياة ورقة بإمكاننا ان نمحو كل شيء عليها بجرة قلم!
ولكننا مع الأسف لا نمتلك سوى قليلا من الصبر لنتمكن من مواصلة العيش به كي لا نموت يأسا ولا نقتل أنفسنا فينعتوننا بالكفر ويمنعون عن ارواحنا حتى قراءة فاتحة رحمةً بنا.. لكننا في الحقيقة نموت كل يوم ...نموت قهرا...ولا احد يرى موتنا هذا الذي يسكن بداخلنا ويعيش فينا ...لم ينخفض سقف طموحاتنا بل تلاشى.
#سأبقى لاكتبك . ❝
❞ كنت روحا خاوية وحيدة منكسرة...خارجة للتو من وعكة عاطفية حادة كادت تعصف بكل ما في ... اتيتني كلحظة شفاء كان يحلم بها مريضٌ يئس من انتهاء دائه...
ألم تقل الكاتبة احلام مستغانمي أن الحب يأتينا في لحظة ضعف عاطفي فنلتقط اشارته تماما كما نلتقط رشحا بين فصلين!!
أتيت الي ك ˝أمل˝ اخير وقف على عتبة الألم يطرق باب اليأس ليقلب الحزن فرحا... ليقلب العمر حُلما..واغرقتني بك فجأة...في لحظة غفلة قلبية... التقطك هذا القلب كلحظة صدمة عاطفية جميلة اودت به في شراكك فغرق في عمق عينيك ومنذ ذلك الحين لم يجد مخرجه...لم يعثر على نهاية مطافه...نهاية حيرته... ألم يقتل ذاك الشاعر...
انا الغريق فما خوفي من البلل...
دعني ارجوك...فإنه ليس الوقت المناسب للحب..ليس الزمن المناسب لأبتلي بك وأتبلل بوابل حضورك...
ارجوك دعني...
فإنني لا اجيد الحب...
انني اجيد الغرق لا غير...
وأنت لا مرافئ لمياهك...ولا شطآن لأعماقك...
فدعني ارجوك!!
إنه ليس وقتا مناسبا للحب!
لو انك تدري حجم ألمي بك!!
يال وجعي بك.. يال فرحي وشقائي بحضورك... بمجيئك...بقدومك...برحيلك...
فما الذي تراه يشفيني منك؟!
#سأبقى لأكتبك . ❝
❞ لم يعد لدينا حياةٌ نعيشها أصبحنا موتى على قيد الحياة! تملّكنا الركود وأخذ منا التعب كل مأخذ...لم يعد احدنا قادرا على الضحك من كل قلبه ..لم نعد نسمع صوت ضحكاتٍ عالية على قارعة الطريق منذ زمن طويل لم نعد نذكر منذ متى تحديدا...أصبحنا كائنات صامتة مذهولة مُدهشة من قدرتها على الاستمرار في ممارسة حياةٍ بهذا الشكل....كائنات عاجزة لا يمكنها تغيير اي شيء في حياتها ...لا يمكنها تقرير مصيرها ...لا يمكنها اختيار أي شيء ... نحن هنا مجبرين على كل ما حولنا...لا نقرر شيئا... لا نختار شيئا...حياتنا ليست ملكا لنا...وليست بأيدينا...كالدمى المتحركة... لا ندري الى أين نسير...والى أين بإمكاننا ان نهرب ومتى ننجو وهل مازال بحوزتنا فرصة للنجاة من الجحيم أم أن الوقت فاتنا!
يقول الكاتب محمد الماغوط رحمه الله:
ما الفائدة من ان تكون قادرا على كتابة اي شيء في هذا العالم ولست قادرا على تغيير اي شيء في هذا العالم؟!
كما قال منذ سنوات في كتابه ˝سأخون وطني˝: لا شيء غير القتل والنهب وسفك الدماء...لا أحد يفكّر ان هناك طفولة يجب ان تنمو...شفاهًا يجب ان تُقبَّل ...عيونًا يجب ان تتشابك!˝
فهل مازال بإمكاننا ان نمارس الحب في هذه المدينة؟! . ❝
❞ في لحظة غفلة...تباغتني دوما بإقتحامي في ساعة متأخرة من النسيان...في كل ليلة من حبّ... تأتي الي هاربا من الذكرى...
على الساعة الواحدة بعد منتصف الشوق...لتكهرب دهاليز الروح وتختفي مجددا... انت الذي لم تحترف الحضور ولن تتقن الغياب...هلا انتهيت مني قبل إنهائي... فعصارة الروح قد نفذت يا سيدي.
#سأبقى لأكتبك . ❝
❞ في ساعة متأخرة من الليل...
احاول جاهدة ان أحصل على بضع ساعات من النوم ولا اقدر...أفعل كل ما في وسعي لأريح هذا العقل من مرض التفكير الزائد ولكن رأسي يأبى ذلك ويكاد ينفجر وجعا من ملايين الافكار التي تراوده كل ليلة وتمنع عنه النوم....أشعر بجمود في اطرافي وتعب جسدي شديد ولكن النوم لا يريد ان يرحمني ويهبني بضع ساعاته لكي اتمكن من اااستيقاظ ومباشرة يومي مرة أخرى...في كل ليلة يسخر مني عقلي ويخاطبني قائلا لماذا تنهضين باكراً كل صباح؟ اي انجاز يستحق ان تفعلي ذلك من أجله ؟ منذ سنوات تستيقظين باكرا كل صباح وتذهبين للى ذلك المكان المشؤوم قبل الجميع دون ان تحققي شيئا يذكر او تصلي الى نسبة 10% من احلامك.. لماذا تكلفين نفسك كل هذا العناء؟ يكلفني النوم جهدا كبيرا...انه يجهدني بكل حواسي حتى اتمكن من الحصول على بعض منه بصفة متقطعة فأن أنام في بداية الليل لا يعني انني لن استقيظ عدة مرات بعد ذلك...في الفترة الاخيرة لم أجد حلا اخر يسعفني سوى الاستعانة بأقراص النوم...لم اكن اتصور يوما انني في الثالثة والعشرين من عمري سأدمن اقراص النوم للحصول على بعض ساعات منه...كي اتمكن من الذهاب الى ذلك المكان المشؤوم الذي تغيبت عنه عدة مرات بسبب عدم النوم ليلة كاملة ... امتنع عن استعمال الهاتف..امتنع عن الحركة...اطفئ جميع الاضواء ...أقرأ سورًا من القرآن..دون نتيجة تذكر...فأقراص النوم اصبحت الحل الوحيد رغم ما تلحقه بي من ألم... حتى هي لا تعطيني مفعولا جيدا ولا تمنع عني الارق ..اشعر بتقلص عظام وجهي بعد تناول الحبة...بوجع شديد في رأسي ...بتباطئ دقات القلب...بخمول في اطرافي دون نتيجة تذكر... ربما مفعول السيجارة اقوى من مفعول هذا الدواء الفاشل..
في كل ليلة يؤلمني جسدي بشكل لا يوصف وارى اوجاع الدنيا بألوانها جميعا دون المقدرة على الحصول على النوم العميق الذي ارغب فيه ...اي خطيئة تراني ارتكبت؟متى ينتهي كل هذا الجحيم يا رب؟
#سأبقى لأكتبك . ❝
❞ كيف قَبِلَ اثنتينا بتلك اللعبة التي اخذنا في ممارستها سويا مستمتعين بإخفاء ما يعرفه اثنتينا عن بعضنا البعض...كيف قبل كلينا تلك المراوغة التي حتمت علينا ان نلعب دور الصديقين فتقبل ان أقول لك ˝ياخيي˝ واقبل ان تخبرني انني كأختٍ لك..ونقبل ان نكرر على مسمع من بعضنا..مو احنا متل الاخوات..
كانت لعبة مسلية ندري سويا اشواطها وطريقة لعبها ولكننا نراهن على جهلنا بنتيجتها...
كنتَ كالبحر ..عندما تتوغل في الدخول إليه تصادفك موجة تودي بك الى الشاطئ خارج اعماقه...كنتُ كلما ازددتُ عمقا بك ازددتُ ابتعادا عنك الى السطح وتركتني احتار فيك اكثر..
لقد كنتُ إمرأة تتقرب اليك مدفوعة بفضولها ودهشتها واندفاعها لاكتشاف ذلك الاستثناء الذي لم ترى شبيهه قط...فإذا بك رجل يجلس أمامها كطفل يجلس الى البيانو وهو يراه بأول مرة ويعزف عليه بأصابعه الصغيرة... بفوضويّةِ اكتشافه الأول الاشياء...
كيف قُلبت الادوار بيننا هكذا فجأة؟
كيف تغيرت مواقعنا على رقعة الدهشة فأخذتَ مربّعي وتحولتُ أنا الى مكانك على رقعة اللامبالاة؟ أترانا دخلنا شوطنا الثاني من العلاقة واضحى قريبا اعلان النهاية؟
#سأبقى لأكتبك . ❝