❞ إنِّ القرآن كتاب أُنزلَ لتكون كل نفس ساميةٍ نسخةً حية من معانيه وليكون هو النفسُ المعنوية الكُبرى ، فهوٌ كتابٌ ولكنه مع ذلك مجموعة العالم الإنساني .. ❝ ⏤مصطفى صادق الرافعي
❞ إنِّ القرآن كتاب أُنزلَ لتكون كل نفس ساميةٍ نسخةً حية من معانيه وليكون هو النفسُ المعنوية الكُبرى ، فهوٌ كتابٌ ولكنه مع ذلك مجموعة العالم الإنساني. ❝
❞ \"رحلة بلا ملامح\"
الفصل الثانى عشر 📖
رحلة البحث عن المعنى
#الكاتب_هاني_الميهى
منذ أن وُجد الإنسان وهو يحمل داخله عطشًا لا يُروى، عطشًا يبحث عن معنى يبرر هذا الوجود المليء بالفوضى، وعن إجابة لسؤال يتكرر مع كل نفس: لماذا نحن هنا؟
قد يظن البعض أنّ المعنى يُولد مع الإنسان، كأنه ميراث فطري، بينما الحقيقة أنّه رحلة طويلة تُخاض في دروب الحياة، بين الخسارات والانتصارات، بين الصمت والضجيج، بين لحظات اليقين وساعات التيه.
البحث عن المعنى ليس رفاهية فكرية، بل هو البوصلة التي تحدد اتجاه الروح. فكم من إنسان امتلك المال والسلطة والنفوذ، لكنه عاش غريبًا عن نفسه، ضائعًا في زحام الألقاب، لأنه لم يعرف لرحلته سببًا. وكم من آخر عاش فقيرًا معدمًا، لكنه حمل في قلبه سكينة لا تهتز، لأنه أدرك أنّ لحياته غاية أعمق من حسابات الأرض.
المعنى لا يُباع في الكتب، ولا يُشترى من الأسواق، ولا يُمنح في ورقة مختومة بختم السلطة. إنّه يُصنع ببطء في داخلنا، حين نواجه الألم بشجاعة، ونُعيد ترتيب الفوضى التي تتركها الأيام خلفنا. يُولد المعنى عندما نتوقف عن سؤال: \"ماذا أخذت من الدنيا؟\" ونبدأ في سؤال: \"ماذا أعطيت لها؟\".
وربما المعنى ليس نقطة وصول نهائية، بل هو طريق متجدد، نكتشفه في تفاصيل صغيرة: في كلمة صادقة، في يد تُربّت على كتفك، في لحظة صمتٍ تدرك فيها أنّك ما زلت حيًّا رغم كل شيء.
لكن الأصعب أن بعض الناس يعيشون أعمارهم كلها دون أن يكتشفوا المعنى، كأنهم غرباء في مسرح الحياة، يردّدون نصوصًا لم يكتبوها، ويؤدّون أدوارًا لم يختاروها.
وفي نهاية كل رحلة، يبقى السؤال عالقًا: هل نحن من نصنع معنى حياتنا، أم أنّ الحياة تخفي معناها في مكانٍ بعيد لا نصل إليه إلا حين نغادرها؟
يتبع الفصل الثالث عشر
#رحلة_بلا_ملامح_هانى_الميهى. ❝ ⏤هاني الميهي
❞ ˝رحلة بلا ملامح˝
الفصل الثانى عشر 📖
رحلة البحث عن المعنى
#الكاتب_هاني_الميهى
منذ أن وُجد الإنسان وهو يحمل داخله عطشًا لا يُروى، عطشًا يبحث عن معنى يبرر هذا الوجود المليء بالفوضى، وعن إجابة لسؤال يتكرر مع كل نفس: لماذا نحن هنا؟
قد يظن البعض أنّ المعنى يُولد مع الإنسان، كأنه ميراث فطري، بينما الحقيقة أنّه رحلة طويلة تُخاض في دروب الحياة، بين الخسارات والانتصارات، بين الصمت والضجيج، بين لحظات اليقين وساعات التيه.
البحث عن المعنى ليس رفاهية فكرية، بل هو البوصلة التي تحدد اتجاه الروح. فكم من إنسان امتلك المال والسلطة والنفوذ، لكنه عاش غريبًا عن نفسه، ضائعًا في زحام الألقاب، لأنه لم يعرف لرحلته سببًا. وكم من آخر عاش فقيرًا معدمًا، لكنه حمل في قلبه سكينة لا تهتز، لأنه أدرك أنّ لحياته غاية أعمق من حسابات الأرض.
المعنى لا يُباع في الكتب، ولا يُشترى من الأسواق، ولا يُمنح في ورقة مختومة بختم السلطة. إنّه يُصنع ببطء في داخلنا، حين نواجه الألم بشجاعة، ونُعيد ترتيب الفوضى التي تتركها الأيام خلفنا. يُولد المعنى عندما نتوقف عن سؤال: ˝ماذا أخذت من الدنيا؟˝ ونبدأ في سؤال: ˝ماذا أعطيت لها؟˝.
وربما المعنى ليس نقطة وصول نهائية، بل هو طريق متجدد، نكتشفه في تفاصيل صغيرة: في كلمة صادقة، في يد تُربّت على كتفك، في لحظة صمتٍ تدرك فيها أنّك ما زلت حيًّا رغم كل شيء.
لكن الأصعب أن بعض الناس يعيشون أعمارهم كلها دون أن يكتشفوا المعنى، كأنهم غرباء في مسرح الحياة، يردّدون نصوصًا لم يكتبوها، ويؤدّون أدوارًا لم يختاروها.
وفي نهاية كل رحلة، يبقى السؤال عالقًا: هل نحن من نصنع معنى حياتنا، أم أنّ الحياة تخفي معناها في مكانٍ بعيد لا نصل إليه إلا حين نغادرها؟
❞ المسألة العشرون: وهي: هل النفس والروح شيء واحد أو شيئان متغايران؟
الجــواب: أن النفس في القرآن تُطلق على الذات بجملتها ، كقوله تعالى: ﴿فسلموا على أنفسكم) ،
وقوله: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم﴾، وقوله: ﴿يوم تأت كل نفس تجادل عن نفسها﴾،
وقوله: ﴿كل نفس بما كسبت رهينة﴾. وتطلق النفس على الروح وحدها ،
كقوله تعالى: ﴿يا أيتها النفس المطمئنة﴾، وقوله: ﴿أخرجوا أنفسكم﴾. أما (الروح) فلا تُطلق على البدن، لا بانفراده ولا مع النفس. فالفرق بين النفس والروح فرقٌ بالصفات لا فرقٌ بالذات.. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ المسألة العشرون: وهي: هل النفس والروح شيء واحد أو شيئان متغايران؟
الجــواب: أن النفس في القرآن تُطلق على الذات بجملتها ، كقوله تعالى: {فسلموا على أنفسكم) ،
وقوله: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم﴾، وقوله: ﴿يوم تأت كل نفس تجادل عن نفسها﴾،
وقوله: ﴿كل نفس بما كسبت رهينة﴾. وتطلق النفس على الروح وحدها ،
كقوله تعالى: ﴿يا أيتها النفس المطمئنة﴾، وقوله: ﴿أخرجوا أنفسكم﴾. أما (الروح) فلا تُطلق على البدن، لا بانفراده ولا مع النفس. فالفرق بين النفس والروح فرقٌ بالصفات لا فرقٌ بالذات. ❝
❞ القرابين ضريبة البقاء على الأرض «بلا دم لا تنهض ممالك ولا يثبت سلطان»، يسلم هذا ويؤمن ذاك الكلّ يدفع تقرّبا واحتسابا، لا يهم ممّن تحديدا، إلى أرباب في السّموات، أو شياطين في أغوار النّفس، أو إلى المجهول الذي يسكن كلّ حبة رمل وكلّ نفَسٍ يصعد وينزل تدفعهم جميعا رغبة متأصّلة طلبًا لوجود أكثر رسوخا وتجدّرا وعظمة.دم الضّحيّة لا يذهب سدى لا شيء يضيع كلّ قطرة دم لها مكانُها في اللّوحة الأعظم ودورُها البارز في رسم عالم يتبدّل باستمرار سيسجِّلُ الإخباريون على هوامش أخبار الملوك والدّول وأحوال الخلق أنّ الجميع مؤمن بما يجري مُسلّمٌ بنواميس الحياة، قد يُعجَبُ المنهزم بالمنتصر ويشفق المنتصر على المنهزم، لكنّ أيّا منهما لن يتوقّف عن صناعة الموت. ❝ ⏤محسن الوكيلي
❞ القرابين ضريبة البقاء على الأرض «بلا دم لا تنهض ممالك ولا يثبت سلطان»، يسلم هذا ويؤمن ذاك الكلّ يدفع تقرّبا واحتسابا، لا يهم ممّن تحديدا، إلى أرباب في السّموات، أو شياطين في أغوار النّفس، أو إلى المجهول الذي يسكن كلّ حبة رمل وكلّ نفَسٍ يصعد وينزل تدفعهم جميعا رغبة متأصّلة طلبًا لوجود أكثر رسوخا وتجدّرا وعظمة.دم الضّحيّة لا يذهب سدى لا شيء يضيع كلّ قطرة دم لها مكانُها في اللّوحة الأعظم ودورُها البارز في رسم عالم يتبدّل باستمرار سيسجِّلُ الإخباريون على هوامش أخبار الملوك والدّول وأحوال الخلق أنّ الجميع مؤمن بما يجري مُسلّمٌ بنواميس الحياة، قد يُعجَبُ المنهزم بالمنتصر ويشفق المنتصر على المنهزم، لكنّ أيّا منهما لن يتوقّف عن صناعة الموت. ❝
❞ في كل لحظة منذ ميلاد الإنسان حتى موته منذ يقظته في أول ساعات الصباح حتى دخوله في الفراش لينام و هو يتعرض لامتحان تلو امتحان.
و لا حقيقة لحال إلا إذا شهد عليه عمل، و لهذا يقلبك الله بين المواقف بين لحظة و أخرى من لحظة تصحو إلى لحظة تنام، و كل لحظة تضعك في موقف.
و كل موقف يتطلب منك اختيارا بين بديلات، و لا يعفيك من الامتحان ألا تختار لأن عدم الاختيار هو في ذاته نوع من الاختيار و معناه أنك ارتضيت لنفسك ما اختارته لك الظروف أو ما اختاره أبوك، أو ما اختارته شلة أصحابك الذين أسلمت نفسك لهم.
و معنى هذا أن الحياة تعريك في كل لحظة، و تكشف حقيقتك و تنزع عنك قشرتك لتخرج مكنونك و مكتومك.
و المكر الإلهي هنا هو أن يضعك في موقف بعد موقف، و مشكلة بعد مشكلة و كل مشكلة تتطلب حلا و كل حل يتطلب اختيارا و كل اختيار يكشف عن حقيقتك رغما عنك مهما حاولت الاستخفاء.
و بقدر ما تمتد حياتك يوما بعد يوم بقدر ما تتمزق عن وجهك الأقنعة و يظهر و يفتضح أمرك و ينتهك سرك.
و الله يعلم حقيقتك و سرك من البداية و لكنك أنت لا تعلم و لا تريد أن تعلم لأنك مدع و كل منا مدع .
كل منا يتصور أنه رجل طيب و أنه مستحق لكل خير، حتى الجبارون الذين شنقوا و سجنوا، و عذبوا شعوبهم تصوروا أنهم مصلحون كل منا جاء إلى الحياة و معه دعوى عريضة مزعومة بأنه رجل صالح و طيب.
و لهذا اقتضى عدل الله أن يطلعنا على حقائقنا، حتى لا تقوم أعذار حينما يبدأ تصنيف الناس في الآخرة حسب درجاتهم و حتى يكون التصنيف على حسب الحقائق، و ليس على حسب المزاعم و الدعاوى.
و لهذا خلق الله الدنيا
خلقها لتنكشف الحقائق على ما هي عليه و يعرف كل واحد نفسه و يعرف مقدار خيره و شره ثم ليعرف الأبرار خالقهم و ربهم، و ليذوقوا رحمته قبل لقائه.
ثم خلق الآخرة لتنكشف فيها حقائق الربوبية، و عالم الملكوت و الجبروت و الغيب و الله لا يخلق أي شيء إلا بالحق و للحق، لأنه سبحانه هو الحق
إننا جميعا شجعان حتى يدعو داعي الحرب، فيبدي كل واحد عذرا و يختلق كل واحد ظروفا تمنعه و لا يثبت ساعة الضرب إلا القليل و لولا محنة القتال ما انكشفت النفوس على حقيقتها، و نحن جميعا كرماء حتى يدعو داعي البذل، فتنكمش الأيدي التي كانت ممدودة بدعوى السخاء، و لا تنبسط بالكرم إلا أكف معدودة و ما كنا لنعرف صلابة الصلب لولا اختباره .
و لهذا خلق الله الدنيا ليعرف الضعيف ضعفه، و ليعرف القوي قوته و لتفتضح الدعاوى الكاذبة، و يتم العدل باقتناع كل نفس باستحقاقها، و بعدالة مصيرها النهائي في أعلى عليين أو أسفل سافلين.
خلق الله الدنيا ليحق الحق و يبطل الباطل و يصدق أيضا الكلام الذي يقول إن الله خلقنا ليعطينا فهو كلام يؤدي بنا إلى نفس المعنى.
فهل يصح عطاء إلا بمعرفة الاستحقاقات أولا ليكون العطاء حقا!!!؟؟؟؟
إن معرفتنا لأنفسنا أيضا مطلوبة، لتكون قناعة كل واحد بعطائه قناعة حقيقية و لينتفي الإعتراض ،فمعرفة النفوس لحقائقها و معرفة الإنسان لخالقه هي الحكمة من خلق الدنيا.
❞ في كل لحظة منذ ميلاد الإنسان حتى موته منذ يقظته في أول ساعات الصباح حتى دخوله في الفراش لينام و هو يتعرض لامتحان تلو امتحان.
و لا حقيقة لحال إلا إذا شهد عليه عمل، و لهذا يقلبك الله بين المواقف بين لحظة و أخرى من لحظة تصحو إلى لحظة تنام، و كل لحظة تضعك في موقف.
و كل موقف يتطلب منك اختيارا بين بديلات، و لا يعفيك من الامتحان ألا تختار لأن عدم الاختيار هو في ذاته نوع من الاختيار و معناه أنك ارتضيت لنفسك ما اختارته لك الظروف أو ما اختاره أبوك، أو ما اختارته شلة أصحابك الذين أسلمت نفسك لهم.
و معنى هذا أن الحياة تعريك في كل لحظة، و تكشف حقيقتك و تنزع عنك قشرتك لتخرج مكنونك و مكتومك.
و المكر الإلهي هنا هو أن يضعك في موقف بعد موقف، و مشكلة بعد مشكلة و كل مشكلة تتطلب حلا و كل حل يتطلب اختيارا و كل اختيار يكشف عن حقيقتك رغما عنك مهما حاولت الاستخفاء.
و بقدر ما تمتد حياتك يوما بعد يوم بقدر ما تتمزق عن وجهك الأقنعة و يظهر و يفتضح أمرك و ينتهك سرك.
و الله يعلم حقيقتك و سرك من البداية و لكنك أنت لا تعلم و لا تريد أن تعلم لأنك مدع و كل منا مدع .
كل منا يتصور أنه رجل طيب و أنه مستحق لكل خير، حتى الجبارون الذين شنقوا و سجنوا، و عذبوا شعوبهم تصوروا أنهم مصلحون كل منا جاء إلى الحياة و معه دعوى عريضة مزعومة بأنه رجل صالح و طيب.
و لهذا اقتضى عدل الله أن يطلعنا على حقائقنا، حتى لا تقوم أعذار حينما يبدأ تصنيف الناس في الآخرة حسب درجاتهم و حتى يكون التصنيف على حسب الحقائق، و ليس على حسب المزاعم و الدعاوى.
و لهذا خلق الله الدنيا
خلقها لتنكشف الحقائق على ما هي عليه و يعرف كل واحد نفسه و يعرف مقدار خيره و شره ثم ليعرف الأبرار خالقهم و ربهم، و ليذوقوا رحمته قبل لقائه.
ثم خلق الآخرة لتنكشف فيها حقائق الربوبية، و عالم الملكوت و الجبروت و الغيب و الله لا يخلق أي شيء إلا بالحق و للحق، لأنه سبحانه هو الحق
إننا جميعا شجعان حتى يدعو داعي الحرب، فيبدي كل واحد عذرا و يختلق كل واحد ظروفا تمنعه و لا يثبت ساعة الضرب إلا القليل و لولا محنة القتال ما انكشفت النفوس على حقيقتها، و نحن جميعا كرماء حتى يدعو داعي البذل، فتنكمش الأيدي التي كانت ممدودة بدعوى السخاء، و لا تنبسط بالكرم إلا أكف معدودة و ما كنا لنعرف صلابة الصلب لولا اختباره .
و لهذا خلق الله الدنيا ليعرف الضعيف ضعفه، و ليعرف القوي قوته و لتفتضح الدعاوى الكاذبة، و يتم العدل باقتناع كل نفس باستحقاقها، و بعدالة مصيرها النهائي في أعلى عليين أو أسفل سافلين.
خلق الله الدنيا ليحق الحق و يبطل الباطل و يصدق أيضا الكلام الذي يقول إن الله خلقنا ليعطينا فهو كلام يؤدي بنا إلى نفس المعنى.
فهل يصح عطاء إلا بمعرفة الاستحقاقات أولا ليكون العطاء حقا!!!؟؟؟؟
إن معرفتنا لأنفسنا أيضا مطلوبة، لتكون قناعة كل واحد بعطائه قناعة حقيقية و لينتفي الإعتراض ،فمعرفة النفوس لحقائقها و معرفة الإنسان لخالقه هي الحكمة من خلق الدنيا.