❞ زينب بنت جحش)
زوجة النبي، وهي امرأة من علية نساء قريش، هذب الإسلام نفسها، وشرفها الله سبحانه باختيارها زوجةً لنبيه، وأنزل الله فيها قرآنًا.. فما سيرتها؟
نشأتها
ولدت زينب بنت جحش قبل الهجرة النبوية بـ 33 سنة، وقد كان اسمها بَرَّة، فسماها النبي زينب، وتُكنّى بأم الحكم. أبوها جحش بن رئاب الأسدي كان حليفًا لسيد قريش عبد المطلب بن هاشم، ويبدو أنه لم يدرك الإسلام.
أما أم زينب فهي أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي محمد، أختلف في إسلامها، وذكرت بعض المصادر بأن أميمة أسلمت وهاجرت وأطعمها رسول الله أربعين وسقًا من تمر خيبر، وأخوها عبد الله بن جحش أحد السابقين، وقائد سريَّة نخلة، وقد استشهد في غزوة أُحُد، ودُفن هو وخاله حمزة بن عبد المطلب عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم في قبر واحد رضي الله عنهما.
زينب في يثرب
كانت زينب من المسلمين الأوائل، لكن لم تذكر كُتب التراجم قصة إسلامها. هاجرت زينب إلى يثرب بعد هجرة النبي محمد إليها.
وفي يثرب، خطبها النبي محمد لزيد بن حارثة، فأبت زينب في البداية، إلى أن نزل الوحي بقوله تعالى:( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)، فقبلت زينب الزواج بزيد.
كان هذا الزواج مثالاً لتحطيم الفوارق الطبقيَّة الموروثة قبل الإسلام، بزواج زيد وهو أحد الموالي من زينب التي كانت تنتمي لطبقة السادة الأحرار. إلا أن هذا الزواج لم يسر على الوجه الأمثل، فدبّ الخلاف بين زينب وزوجها زيد، فهمّ زيد بتطليقها، فردّه النبي محمد قائلاً: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ»
فنزل الوحي بقوله تعالى:( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا). فكانت تلك الآية تشريعًا يسمح بزواج الرجل من طليقة متبناه.
زواجها من النبي محمد
بعد طلاق زينب من زيد بن حارثة، وبعد انقضاء عِدَّتها، تزوج النبي محمد بزينب. تكلَّم المنافقون في ذلك، فقالوا: «حرَّم محمد نساء الولد، وقد تزوَّج امرأة ابنه».
فنزل الوحي بقوله تعالى:( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)
وقال أيضًا:( ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )
كان زواج النبي محمد بزينب في ذي القعدة 5 هـ، بعد غزوة بني قريظة. وخرجت زينب بنت جحش مع النبي في اثنتين من غزواته وهما خيبر والطائف. كما خرجت معه في حجة الوداع.
مكانة زينب بنت جحش
كان لزينب عند النبي محمد مكانة عالية، فقد قالت أم المؤمنين عائشة عنها: «كانت زينب هي التي تساميني من أزواج النبي، ولم أرَ امرأة قطُّ خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشدَّ ابتذالاً لنفسها في العمل الذي يُتصدَّق به، ويُتقرب به إلى الله، ما عدا سورة من حدَّة كانت فيها، تُسرع منها الفيئة.»
وقد وصفها النبي محمد بأنها أوَّاهة.
عُرف عن زينب بنت جحش حبها للخير وكثرة تصدُّقها، كما عُرف عنها زهدها في الدنيا.
عن عائشة رضي الله عنها: أن بعض أزواج النبي قلن للنبي أيُّنا أسرع بك لحوقًا؟ قال: \"أَطْوَلُكُنَّ يَدًا\". فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدًا، فعلمنا بعدُ أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقًا به، وكانت تحبُّ الصدقة.
وقد روت زينب بنت جحش عن النبي محمد طائفة من الأحاديث، وروى عنها ابن أخيها محمد بن عبد الله وغيره.
كما كانت آية الحجاب:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا)
في شأن وليمة عرسها على النبي محمد، حيث أطال بعض القوم المقام بعد الوليمة، فنزلت تلك الآية.
ونزل قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) في حادثة هجر النبي لبعض زوجاته بعد أن تواطئن لمكث النبي محمد عند زوجته زينب بنت جحش.
وقد اختلف العلماء في تفسير سبب نزول تلك الآية فبعضهم مثل ابن كثير يرجعها إلى موقف حفصة ومارية والبعض يرى سبب نزولها في زينب بنت جحش والله أعلى وأعلم .
وفاتها
توفيت زينب بنت جحش سنة 20 هـ، وعمرها 53 سنة، وحين حضرتها الوفاة قالت: «إني أعددت كفني، فإن بعث عمر لي بكفن فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم إذا دليتموني أن تتصدقوا بحقوتي فافعلوا.» وقد ماتت ولم تترك درهماً ولا ديناراً، ودفنت بالبقيع.
وقد صلى عليها الخليفة وقتئذ عمر بن الخطاب، وأنزلها في قبرها ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش.
وقد بيع منزلها للوليد بن عبدالملك حين عزم على توسعة المسجد النبوي بخمسين ألف درهم .
#أمهات_المؤمنين
#صفاءفوزي. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ زينب بنت جحش)
زوجة النبي، وهي امرأة من علية نساء قريش، هذب الإسلام نفسها، وشرفها الله سبحانه باختيارها زوجةً لنبيه، وأنزل الله فيها قرآنًا. فما سيرتها؟
نشأتها
ولدت زينب بنت جحش قبل الهجرة النبوية بـ 33 سنة، وقد كان اسمها بَرَّة، فسماها النبي زينب، وتُكنّى بأم الحكم. أبوها جحش بن رئاب الأسدي كان حليفًا لسيد قريش عبد المطلب بن هاشم، ويبدو أنه لم يدرك الإسلام.
أما أم زينب فهي أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي محمد، أختلف في إسلامها، وذكرت بعض المصادر بأن أميمة أسلمت وهاجرت وأطعمها رسول الله أربعين وسقًا من تمر خيبر، وأخوها عبد الله بن جحش أحد السابقين، وقائد سريَّة نخلة، وقد استشهد في غزوة أُحُد، ودُفن هو وخاله حمزة بن عبد المطلب عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم في قبر واحد رضي الله عنهما.
زينب في يثرب
كانت زينب من المسلمين الأوائل، لكن لم تذكر كُتب التراجم قصة إسلامها. هاجرت زينب إلى يثرب بعد هجرة النبي محمد إليها.
وفي يثرب، خطبها النبي محمد لزيد بن حارثة، فأبت زينب في البداية، إلى أن نزل الوحي بقوله تعالى:( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)، فقبلت زينب الزواج بزيد.
كان هذا الزواج مثالاً لتحطيم الفوارق الطبقيَّة الموروثة قبل الإسلام، بزواج زيد وهو أحد الموالي من زينب التي كانت تنتمي لطبقة السادة الأحرار. إلا أن هذا الزواج لم يسر على الوجه الأمثل، فدبّ الخلاف بين زينب وزوجها زيد، فهمّ زيد بتطليقها، فردّه النبي محمد قائلاً: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ» فنزل الوحي بقوله تعالى:( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا). فكانت تلك الآية تشريعًا يسمح بزواج الرجل من طليقة متبناه.
زواجها من النبي محمد
بعد طلاق زينب من زيد بن حارثة، وبعد انقضاء عِدَّتها، تزوج النبي محمد بزينب. تكلَّم المنافقون في ذلك، فقالوا: «حرَّم محمد نساء الولد، وقد تزوَّج امرأة ابنه».
فنزل الوحي بقوله تعالى:( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)
وقال أيضًا:( ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )
كان زواج النبي محمد بزينب في ذي القعدة 5 هـ، بعد غزوة بني قريظة. وخرجت زينب بنت جحش مع النبي في اثنتين من غزواته وهما خيبر والطائف. كما خرجت معه في حجة الوداع.
مكانة زينب بنت جحش
كان لزينب عند النبي محمد مكانة عالية، فقد قالت أم المؤمنين عائشة عنها: «كانت زينب هي التي تساميني من أزواج النبي، ولم أرَ امرأة قطُّ خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشدَّ ابتذالاً لنفسها في العمل الذي يُتصدَّق به، ويُتقرب به إلى الله، ما عدا سورة من حدَّة كانت فيها، تُسرع منها الفيئة.» وقد وصفها النبي محمد بأنها أوَّاهة.
عُرف عن زينب بنت جحش حبها للخير وكثرة تصدُّقها، كما عُرف عنها زهدها في الدنيا.
عن عائشة رضي الله عنها: أن بعض أزواج النبي قلن للنبي أيُّنا أسرع بك لحوقًا؟ قال: ˝أَطْوَلُكُنَّ يَدًا˝. فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدًا، فعلمنا بعدُ أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقًا به، وكانت تحبُّ الصدقة.
وقد روت زينب بنت جحش عن النبي محمد طائفة من الأحاديث، وروى عنها ابن أخيها محمد بن عبد الله وغيره.
كما كانت آية الحجاب:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا)
في شأن وليمة عرسها على النبي محمد، حيث أطال بعض القوم المقام بعد الوليمة، فنزلت تلك الآية.
ونزل قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) في حادثة هجر النبي لبعض زوجاته بعد أن تواطئن لمكث النبي محمد عند زوجته زينب بنت جحش.
وقد اختلف العلماء في تفسير سبب نزول تلك الآية فبعضهم مثل ابن كثير يرجعها إلى موقف حفصة ومارية والبعض يرى سبب نزولها في زينب بنت جحش والله أعلى وأعلم .
وفاتها
توفيت زينب بنت جحش سنة 20 هـ، وعمرها 53 سنة، وحين حضرتها الوفاة قالت: «إني أعددت كفني، فإن بعث عمر لي بكفن فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم إذا دليتموني أن تتصدقوا بحقوتي فافعلوا.» وقد ماتت ولم تترك درهماً ولا ديناراً، ودفنت بالبقيع.
وقد صلى عليها الخليفة وقتئذ عمر بن الخطاب، وأنزلها في قبرها ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش.
وقد بيع منزلها للوليد بن عبدالملك حين عزم على توسعة المسجد النبوي بخمسين ألف درهم .
#أمهات_المؤمنين
❞ وكان له ﷺ سهم من الغنيمة يُدْعَى الصَّفي ، إن شاء عبداً ، وإن شاء أمةً ، وإن شاءَ فرساً ، يختاره قبل الخمس ، قالت عائشة : و كَانَتْ صَفِيَّةُ مِنَ الصَّفِيِّ ، ولهذا جَاءَ في كتابه ﷺ إلى بني زهير بن أَقَيْش ( إِنَّكُمْ إِنْ شَهِدْتُم أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مَحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ ، وأحيتُمُ الخُمُسَ مِنَ المَغْنَمِ ، وَسَهُم النَّبِيِّ ﷺ وَسَهْمَ الصَّفِيِّ أَنتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ وَرَسُولِهِ ) ، وكان سيفهُ ذُو الفَقَارِ مِن الصَّفِيِّ ، وكان ﷺ يُسهِم لمن غاب عن الوقعة لمصلحة المسلمين ، كما أسهم لعثمان سهمه مِن بدر ، ولم يحضرها لمكان تمريضه لامرأتِهِ رُقيَّةَ ابنة رسول الله ﷺ فقال ( إِنَّ عُثْمَانَ انْطَلَقَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وحاجة رَسُولِهِ فَضَرَبَ لَهُ سَهْمَهُ وَأَجْرَهُ ) ، وكانوا يشترون معه في الغزو ويبيعون ، وهو يراهم ولا ينهاهم ، وأخبره رجل أَنَّهُ رَبع ربحاً لم يَرْبحُ أَحَدٌ مثله ، فقال : فما هو ؟ قال : ما زلتُ أبيعُ وأبتاع حتى رَبحْتُ ثلاثمئة أوقية ، فقالَ ﷺ ( أَنَا أُنَبِّئُكَ بِخَيْرِ رَجُل رَبِّحَ ) قَالَ: مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ ( رَكْعَتَيْنِ بَعْد
الصَّلاة ) ، وكانوا يستأجرون الأجراء للغزو على نوعين أحدهما : أن يخرج الرجلُ ، ويستأجِرَ مَنْ يَخدِمه في سفره ، والثاني: أن يستأجر من ماله من يخرج في الجهاد ويسمون ذلك الجعائل ، وفيها قال النبي ﷺ ( للغازي أجره ، وللجاعِل أَجْرُهُ وَأَجْرُ الغَازِي ) ، وكانوا يتشاركون في الغنيمة على نوعين أيضاً ، أحدهما : شركة الأبدان ، والثاني : أن يدفع الرَّجلُ بعيره إلى الرجل أو فرسه يغزو عليه على النصف مما يغنم حتى ربما اقتسما السَّهم ، فأصابَ أحدُهُما قِدْحَهُ ، والآخر نصله وريشه ، وقال ابن مسعود اشتركتُ أَنَا وَعَمَّارٌ وسَعْدٌ فيما نُصِيبُ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَجَاءَ سَعْدٌ بِأَسِيْرَيْنِ ، وَلَمْ أَجِي أَنَا وَعَمَّارُ بِشَيْءٍ ، وكان يبعث بالسرية فرساناً تارةً ، ورِجَالاً أُخرى ، وكان لا يُسْهِم لمن قَدِمَ مِن المَدَدِ بعد الفتح ، وكان يُعطي سهم ذي القربى في بني هاشم وبني المطلب دون إخوتهم من بني عبد شمس وبني نوفل وقال ﷺ ( إِنَّمَا بَنُو المُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ وَاحِدٌه وَشَبِّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، وَقَالَ: إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونَا فِي جَاهِلية ولا إسلام ) ، وكان المسلمون يُصيبون معه في مغازيهم العَسَلَ والعِنَبَ والطَّعَامَ فيأكلونه ، ولا يرفعونه في المغانم ، قال ابنُ عمر : إِنَّ جَيْشَاً غَنِمُوا فِي زَمَانِ رَسُولِ الله ﷺ طَعَامَاً وَعَسَلاً ، ولم يُؤْخَذْ مِنْهُمْ الخمس ، وانفرد عبد الله بن المغفل يَوْمَ خَيْبَرَ بِجِرَابِ شَحْم ، وقال : لا أُعْطِي اليوم أحداً مِنْ هذا شيئاً ، فسمعه رسول الله ﷺ ، فتبسم ولم يَقُل له شيئاً ، وقيل لابن أبي أوفى : كُنتُم تُخمسُونَ الطعام في عهد رسول الله ؟ فقال: أصبنا طعاماً يوم خيبر ، وكان الرجل يجيء ، فيأخذُ منه مِقدار ما يكفيه ، ثم ينصرف. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وكان له ﷺ سهم من الغنيمة يُدْعَى الصَّفي ، إن شاء عبداً ، وإن شاء أمةً ، وإن شاءَ فرساً ، يختاره قبل الخمس ، قالت عائشة : و كَانَتْ صَفِيَّةُ مِنَ الصَّفِيِّ ، ولهذا جَاءَ في كتابه ﷺ إلى بني زهير بن أَقَيْش ( إِنَّكُمْ إِنْ شَهِدْتُم أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مَحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ ، وأحيتُمُ الخُمُسَ مِنَ المَغْنَمِ ، وَسَهُم النَّبِيِّ ﷺ وَسَهْمَ الصَّفِيِّ أَنتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ وَرَسُولِهِ ) ، وكان سيفهُ ذُو الفَقَارِ مِن الصَّفِيِّ ، وكان ﷺ يُسهِم لمن غاب عن الوقعة لمصلحة المسلمين ، كما أسهم لعثمان سهمه مِن بدر ، ولم يحضرها لمكان تمريضه لامرأتِهِ رُقيَّةَ ابنة رسول الله ﷺ فقال ( إِنَّ عُثْمَانَ انْطَلَقَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وحاجة رَسُولِهِ فَضَرَبَ لَهُ سَهْمَهُ وَأَجْرَهُ ) ، وكانوا يشترون معه في الغزو ويبيعون ، وهو يراهم ولا ينهاهم ، وأخبره رجل أَنَّهُ رَبع ربحاً لم يَرْبحُ أَحَدٌ مثله ، فقال : فما هو ؟ قال : ما زلتُ أبيعُ وأبتاع حتى رَبحْتُ ثلاثمئة أوقية ، فقالَ ﷺ ( أَنَا أُنَبِّئُكَ بِخَيْرِ رَجُل رَبِّحَ ) قَالَ: مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ ( رَكْعَتَيْنِ بَعْد
الصَّلاة ) ، وكانوا يستأجرون الأجراء للغزو على نوعين أحدهما : أن يخرج الرجلُ ، ويستأجِرَ مَنْ يَخدِمه في سفره ، والثاني: أن يستأجر من ماله من يخرج في الجهاد ويسمون ذلك الجعائل ، وفيها قال النبي ﷺ ( للغازي أجره ، وللجاعِل أَجْرُهُ وَأَجْرُ الغَازِي ) ، وكانوا يتشاركون في الغنيمة على نوعين أيضاً ، أحدهما : شركة الأبدان ، والثاني : أن يدفع الرَّجلُ بعيره إلى الرجل أو فرسه يغزو عليه على النصف مما يغنم حتى ربما اقتسما السَّهم ، فأصابَ أحدُهُما قِدْحَهُ ، والآخر نصله وريشه ، وقال ابن مسعود اشتركتُ أَنَا وَعَمَّارٌ وسَعْدٌ فيما نُصِيبُ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَجَاءَ سَعْدٌ بِأَسِيْرَيْنِ ، وَلَمْ أَجِي أَنَا وَعَمَّارُ بِشَيْءٍ ، وكان يبعث بالسرية فرساناً تارةً ، ورِجَالاً أُخرى ، وكان لا يُسْهِم لمن قَدِمَ مِن المَدَدِ بعد الفتح ، وكان يُعطي سهم ذي القربى في بني هاشم وبني المطلب دون إخوتهم من بني عبد شمس وبني نوفل وقال ﷺ ( إِنَّمَا بَنُو المُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ وَاحِدٌه وَشَبِّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، وَقَالَ: إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونَا فِي جَاهِلية ولا إسلام ) ، وكان المسلمون يُصيبون معه في مغازيهم العَسَلَ والعِنَبَ والطَّعَامَ فيأكلونه ، ولا يرفعونه في المغانم ، قال ابنُ عمر : إِنَّ جَيْشَاً غَنِمُوا فِي زَمَانِ رَسُولِ الله ﷺ طَعَامَاً وَعَسَلاً ، ولم يُؤْخَذْ مِنْهُمْ الخمس ، وانفرد عبد الله بن المغفل يَوْمَ خَيْبَرَ بِجِرَابِ شَحْم ، وقال : لا أُعْطِي اليوم أحداً مِنْ هذا شيئاً ، فسمعه رسول الله ﷺ ، فتبسم ولم يَقُل له شيئاً ، وقيل لابن أبي أوفى : كُنتُم تُخمسُونَ الطعام في عهد رسول الله ؟ فقال: أصبنا طعاماً يوم خيبر ، وكان الرجل يجيء ، فيأخذُ منه مِقدار ما يكفيه ، ثم ينصرف. ❝
❞ إن العزلة هى الميزان الذى تقاس به جودة الأشخاص من عدمها. فبقدر ميل الشخص إليها، وعشقه لها، يكون أهلا لأخذ مكانه فى مجمع الراقين وصفوة المنتجين. وإنها لمتعة لا تضاهيها متعة أن يجمع الشخص بين العزلة الجسدية والعزلة الفكرية المتناغمين أشد تناغم. وإن تعذر على هذه الطينة من الناس تحقيق هذا المطلب، فإنك تجدهم منزعجين بالغ الانزعاج لأن الظروف القاهرة أجبرتهم على معاشرة أناس متباينى الطباع والميولات والمقاصد.. ❝ ⏤
❞ إن العزلة هى الميزان الذى تقاس به جودة الأشخاص من عدمها. فبقدر ميل الشخص إليها، وعشقه لها، يكون أهلا لأخذ مكانه فى مجمع الراقين وصفوة المنتجين. وإنها لمتعة لا تضاهيها متعة أن يجمع الشخص بين العزلة الجسدية والعزلة الفكرية المتناغمين أشد تناغم. وإن تعذر على هذه الطينة من الناس تحقيق هذا المطلب، فإنك تجدهم منزعجين بالغ الانزعاج لأن الظروف القاهرة أجبرتهم على معاشرة أناس متباينى الطباع والميولات والمقاصد. ❝
❞ وكان أَوَّلَ مَنْ بَدَرَ مِن المشركين أبو عامر الفاسِقُ ، واسمه عبدُ عَمْرِو بن صَيْفِي ، وكان يُسَمَّى : الراهب ، فسماه رسول الله ﷺ الفاسق ، وكان رأس الأوس في الجاهلية ، فلما جاء الإسلامُ ، شَرِقَ به ، وجَاهَرَ رسول الله ﷺ بالعداوة ، فخرج مِنَ المدينة ، وذهب إلى قُريش يُؤَلِّبُهُم عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ ويحضُّهم على قتاله ، ووعدهم بأن قومه إذا رأوه أطاعوه ، ومالوا معه ، فكان أَوَّل مَنْ لَقِيَ المسلمين ، فنادى قومه ، وتعرف إليهم ، فَقَالُوا له : لا أنعم الله بك عيناً يَا فَاسِقُ ، فقال : لقد أصابَ قومي بعدي شر ، ثم قاتل المسلمين قتالاً شديداً ، وكان شِعارُ المُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ ،《 أُمِتْ 》
وأبلى يومئذ أبو دُجَانَةَ الأنصاري ، وطلحةُ بنُ عبيد الله ، وأسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، وأنس بن النضر ، وسعد بن الربيع. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وكان أَوَّلَ مَنْ بَدَرَ مِن المشركين أبو عامر الفاسِقُ ، واسمه عبدُ عَمْرِو بن صَيْفِي ، وكان يُسَمَّى : الراهب ، فسماه رسول الله ﷺ الفاسق ، وكان رأس الأوس في الجاهلية ، فلما جاء الإسلامُ ، شَرِقَ به ، وجَاهَرَ رسول الله ﷺ بالعداوة ، فخرج مِنَ المدينة ، وذهب إلى قُريش يُؤَلِّبُهُم عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ ويحضُّهم على قتاله ، ووعدهم بأن قومه إذا رأوه أطاعوه ، ومالوا معه ، فكان أَوَّل مَنْ لَقِيَ المسلمين ، فنادى قومه ، وتعرف إليهم ، فَقَالُوا له : لا أنعم الله بك عيناً يَا فَاسِقُ ، فقال : لقد أصابَ قومي بعدي شر ، ثم قاتل المسلمين قتالاً شديداً ، وكان شِعارُ المُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ ،《 أُمِتْ 》
وأبلى يومئذ أبو دُجَانَةَ الأنصاري ، وطلحةُ بنُ عبيد الله ، وأسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، وأنس بن النضر ، وسعد بن الربيع. ❝
❞ كان أول لواء عقده رسول الله ﷺ لحمزة بن عبد المطلب في شهر رمضان ، على رأس سبعة أشهر من مُهَاجَرِه ، وكان لواءً أبيض ، وكان حامله أبو مَرْثَد گناز بن الحصين الغَنَوي حليف حمزة ، وبعثه في ثلاثين رَجُلاً مِن المهاجرين خاصة ، يعترضُ عِيراً لقريش جاءت من الشام ، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمئة رجل ، فبلغوا سيف البحر من ناحية العيص ، فالتَقَوْا واصطفوا للقتال ، فمشى مجدي بن عمرو الجهني ، وكان حليفاً للفريقين جميعاً ، بين هؤلاء وهؤلاء ، حتى حجز بينهم ولم يقتتلوا. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ كان أول لواء عقده رسول الله ﷺ لحمزة بن عبد المطلب في شهر رمضان ، على رأس سبعة أشهر من مُهَاجَرِه ، وكان لواءً أبيض ، وكان حامله أبو مَرْثَد گناز بن الحصين الغَنَوي حليف حمزة ، وبعثه في ثلاثين رَجُلاً مِن المهاجرين خاصة ، يعترضُ عِيراً لقريش جاءت من الشام ، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمئة رجل ، فبلغوا سيف البحر من ناحية العيص ، فالتَقَوْا واصطفوا للقتال ، فمشى مجدي بن عمرو الجهني ، وكان حليفاً للفريقين جميعاً ، بين هؤلاء وهؤلاء ، حتى حجز بينهم ولم يقتتلوا. ❝