❞ كما عودناكم عزيزي القارئ في \" أحرفنا المنيرة لنشر إلكترونية\" بشخصيات أبدعت في مجالها 🤍
اسمك/ روان يحيى
محافظتك/ صنعاء
موهبتك/ كاتبة
وهنا سوف نقوم بالبدأ في حوارنا الصحفى للتعرف على مبدعنا اليوم .
نتمنى لكم قراءة ممتعة \"💕
س/ نبذة تعريفية عنك؟
ج/ إسمي روان يحيى عمري عشرون عام تخرجت من الجامعة تخصص تصميم الجرافيگ،أعمل كمصممة جرافيگ لدى مؤسسة دار نشر ومصممة ومسوقة لدى مؤسسة أخرى، لدي اهتمامات في مجالات عدة منها: تصميم الجرافيگ، التصوير ،كتابة الأشعاروالقصائد،الرسم والتلحين.يلفتني من يسعى بدون كلل أو ملل ومن أهدافه وطموحه كبيرة جدًا يلفتني من يمتلگ طيبة القلب ونقائه ومرح الروح وقوة وذكاء العقل.
س/ ممكن تقوليلنا بدأتِ كتابة من امتى؟
ج/ بدأت من الطفولة بشكل نادر ومتقطع وفي عام 2022 كانت البداية الجادة في عالم الكتابة.
س/ مين شجعك ف أول خطوة ليك ف المجال؟
ج/ أول خطوة جعلتها تحدي بدل التمني وشجعت نفسي ولله الحمد والشكر وفقني الله.
س/ هل لديك أعمال ورقية؟
ج/كتابي الأول الخاص\"كُتِبَتْ مَـا كُبِتَتْ\"
كتاب مشترگ مع مجموعة أدبية\"ما يخفهِ القلب\"
س/ من رأيك الكاتب المثالي ايه اكثر شيء يتصف بيه؟
ج/ من يعيش مشاعر الآخرين ويصفها بدقة في كتابته
من يمتلگ خيال واسع لدرجة تجعله يكتب البعيد كأنه قريب والقريب كأنه بعيد..الواقع كخيال والخيال كواقع.
س/ أي شخص ف بدايه حياته بيقابل صعوبات على التأقلم ف المجال فما هي وكيف تخطيتيها؟
ج/ قلة الثقة بالنفس اعتبرها أكبر عائق لأي شخص في أي مجال وكانت سبب بعدم نشر كتابات كثيرة سواء روايات أو نصوص أدبية تخطيتها بدعم المقربين لي وتصديقي لنفسي.
س/ ما هي الحكمة التي اتخذتيها ك مبدأ ف حياتك العملية والعامة؟
ج/ \"وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم\"
الخيرة فيما اختارها الله فكل شيء يصير لنا بحياتنا خير وفترات الإحباط واليأس ليست فشل من وجهة نظري الفشل هو الإستسلام،عادي جدًا نُحبط ونتعثر ونسقط المش عادي انه ما نوقف مرة ثانية وعاشرة ومليون ونستمر..الحياة هي الإستمرارية.
س/ مين اكتر الشخصيات اللي قابلتك ف مجال الكتابة واثرت فيكِ ؟
ج/ أول مرة أقابل فيها كاتبة كان شيء مميز بالنسبة لي وبما أن الكتابة شيء عظيم شعرت أني قابلت أكبر الشخصيات المهمة في الحياة فالكاتبة هديل معوضه أثرت فيني بشكل كبير وهي من زادتني ثقة بإني أنا كاتبة وبصدر كتب ومؤلفات من كتابتي.
س/ كلمينا عن انجازاتك داخل وخارج المجال ؟
ج/ إسمي نُحت على كتاب أُصدر من كتابتي وحققت أحد أحلام الطفولة فهذا إنجاز كبير بالنسبة لي،كتبت عدة قصص وروايات،نصوص أدبية وخواطر،أشعار وقصائد وكمية الطاقة الي بداخلي وشعوري القوي بـ أني بوصل لكل هدف رسمته وكل حلم تخيلته هو سبب تعدد مواهبي وهواياتي،وسبب استمراريتي،
وفي خارج عالم الكتابة أعمل كمصممة جرافيگ ومسوقة إلكترونية وكاتبة محتوى.
وهناگ جانب خَفي من إنجازاتي الجميلة واللطيفة جدًا ربما أعلن عنها قريب وربما لا أُفصح عنها..
أكبر إنجاز إني اسعى رغم أي شيء وأستمر رغم كل شيء.
س/من وجهة نظرك ك كاتب هل الكتابة هواية أم موهبة؟
ج/الكتابة من وجهة نظري هي جزء من روح الكاتب رزق عظيم وصديق درب ،الكتابة الصندوق الخَفي الي مهما حطينا فيه يستقبل بكل رحابة صدر، نلجأ لها مُتعبين يملأنا الحزن والخوف نعود بأمان وراحة حُـب وحنان.
وبما أن الموهبة هي شيء فينا والهواية شيء نستمتع فيها فالكتابة هي كلاهما.
س/ لكل شخص مثل أعلى ليه فمن هو مثلك الأعلى؟
ج/ أنا مثلي الأعلى.
س/ هل عندك موهبة تانية؟
ج/ الشعر والتلحين
س/ كلمنا عن أعمالك القادمة؟
ج/ إصدار رواية بتتواجد في مختلف البلدان.
وفي جانب آخر أعمال جميلة جدًا شاركت فيها وكانت تجربة مليئة بالحُـب والطاقة الإيجابية.
س/ لكل شخص حلم يريد تحقيقه فما هو حلمك؟
ج/ أضع بصمتي في الحياة بخوض تجارب مختلفة في عدة مجالات.
س/تنصح ب ايه لكل شخص يريد أن يسلك مجال الكتابه؟
ج/ النصيحة الأهم هي \"صدق نفسگ\"واترگ المجال لخيالگ لأن يغوص في أعماق البحار،لا تضع تركيز كبير برأي غيرگ واتخذ القلم كصديق تفضفض له ما بقلبگ وعقلگ حتى وإن كان حديثگ غير مرتب أو مكرر فـ مع التكرار يعلو مستوى التطور،والقراءة الكبيرة خاصة الكتب القوية لغويًا.
وفي الختام نرجو أن نكون قد أسعدنا حضراتكم ونتمنى لكم جزيل الشكر والإحترام.
المحررة/إسراء عيد
المؤسسة/إسراء عيد. ❝ ⏤دار نشر أحرفنا المنيرة
❞ كما عودناكم عزيزي القارئ في ˝ أحرفنا المنيرة لنشر إلكترونية˝ بشخصيات أبدعت في مجالها 🤍
اسمك/ روان يحيى
محافظتك/ صنعاء
موهبتك/ كاتبة
وهنا سوف نقوم بالبدأ في حوارنا الصحفى للتعرف على مبدعنا اليوم .
نتمنى لكم قراءة ممتعة ˝💕
س/ نبذة تعريفية عنك؟
ج/ إسمي روان يحيى عمري عشرون عام تخرجت من الجامعة تخصص تصميم الجرافيگ،أعمل كمصممة جرافيگ لدى مؤسسة دار نشر ومصممة ومسوقة لدى مؤسسة أخرى، لدي اهتمامات في مجالات عدة منها: تصميم الجرافيگ، التصوير ،كتابة الأشعاروالقصائد،الرسم والتلحين.يلفتني من يسعى بدون كلل أو ملل ومن أهدافه وطموحه كبيرة جدًا يلفتني من يمتلگ طيبة القلب ونقائه ومرح الروح وقوة وذكاء العقل.
س/ ممكن تقوليلنا بدأتِ كتابة من امتى؟
ج/ بدأت من الطفولة بشكل نادر ومتقطع وفي عام 2022 كانت البداية الجادة في عالم الكتابة.
س/ مين شجعك ف أول خطوة ليك ف المجال؟
ج/ أول خطوة جعلتها تحدي بدل التمني وشجعت نفسي ولله الحمد والشكر وفقني الله.
س/ هل لديك أعمال ورقية؟
ج/كتابي الأول الخاص˝كُتِبَتْ مَـا كُبِتَتْ˝
كتاب مشترگ مع مجموعة أدبية˝ما يخفهِ القلب˝
س/ من رأيك الكاتب المثالي ايه اكثر شيء يتصف بيه؟
ج/ من يعيش مشاعر الآخرين ويصفها بدقة في كتابته
من يمتلگ خيال واسع لدرجة تجعله يكتب البعيد كأنه قريب والقريب كأنه بعيد.الواقع كخيال والخيال كواقع.
س/ أي شخص ف بدايه حياته بيقابل صعوبات على التأقلم ف المجال فما هي وكيف تخطيتيها؟
ج/ قلة الثقة بالنفس اعتبرها أكبر عائق لأي شخص في أي مجال وكانت سبب بعدم نشر كتابات كثيرة سواء روايات أو نصوص أدبية تخطيتها بدعم المقربين لي وتصديقي لنفسي.
س/ ما هي الحكمة التي اتخذتيها ك مبدأ ف حياتك العملية والعامة؟
ج/ ˝وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم˝
الخيرة فيما اختارها الله فكل شيء يصير لنا بحياتنا خير وفترات الإحباط واليأس ليست فشل من وجهة نظري الفشل هو الإستسلام،عادي جدًا نُحبط ونتعثر ونسقط المش عادي انه ما نوقف مرة ثانية وعاشرة ومليون ونستمر.الحياة هي الإستمرارية.
س/ مين اكتر الشخصيات اللي قابلتك ف مجال الكتابة واثرت فيكِ ؟
ج/ أول مرة أقابل فيها كاتبة كان شيء مميز بالنسبة لي وبما أن الكتابة شيء عظيم شعرت أني قابلت أكبر الشخصيات المهمة في الحياة فالكاتبة هديل معوضه أثرت فيني بشكل كبير وهي من زادتني ثقة بإني أنا كاتبة وبصدر كتب ومؤلفات من كتابتي.
س/ كلمينا عن انجازاتك داخل وخارج المجال ؟
ج/ إسمي نُحت على كتاب أُصدر من كتابتي وحققت أحد أحلام الطفولة فهذا إنجاز كبير بالنسبة لي،كتبت عدة قصص وروايات،نصوص أدبية وخواطر،أشعار وقصائد وكمية الطاقة الي بداخلي وشعوري القوي بـ أني بوصل لكل هدف رسمته وكل حلم تخيلته هو سبب تعدد مواهبي وهواياتي،وسبب استمراريتي،
وفي خارج عالم الكتابة أعمل كمصممة جرافيگ ومسوقة إلكترونية وكاتبة محتوى.
وهناگ جانب خَفي من إنجازاتي الجميلة واللطيفة جدًا ربما أعلن عنها قريب وربما لا أُفصح عنها.
أكبر إنجاز إني اسعى رغم أي شيء وأستمر رغم كل شيء.
س/من وجهة نظرك ك كاتب هل الكتابة هواية أم موهبة؟
ج/الكتابة من وجهة نظري هي جزء من روح الكاتب رزق عظيم وصديق درب ،الكتابة الصندوق الخَفي الي مهما حطينا فيه يستقبل بكل رحابة صدر، نلجأ لها مُتعبين يملأنا الحزن والخوف نعود بأمان وراحة حُـب وحنان.
وبما أن الموهبة هي شيء فينا والهواية شيء نستمتع فيها فالكتابة هي كلاهما.
س/ لكل شخص مثل أعلى ليه فمن هو مثلك الأعلى؟
ج/ أنا مثلي الأعلى.
س/ هل عندك موهبة تانية؟
ج/ الشعر والتلحين
س/ كلمنا عن أعمالك القادمة؟
ج/ إصدار رواية بتتواجد في مختلف البلدان.
وفي جانب آخر أعمال جميلة جدًا شاركت فيها وكانت تجربة مليئة بالحُـب والطاقة الإيجابية.
س/ لكل شخص حلم يريد تحقيقه فما هو حلمك؟
ج/ أضع بصمتي في الحياة بخوض تجارب مختلفة في عدة مجالات.
س/تنصح ب ايه لكل شخص يريد أن يسلك مجال الكتابه؟
ج/ النصيحة الأهم هي ˝صدق نفسگ˝واترگ المجال لخيالگ لأن يغوص في أعماق البحار،لا تضع تركيز كبير برأي غيرگ واتخذ القلم كصديق تفضفض له ما بقلبگ وعقلگ حتى وإن كان حديثگ غير مرتب أو مكرر فـ مع التكرار يعلو مستوى التطور،والقراءة الكبيرة خاصة الكتب القوية لغويًا.
وفي الختام نرجو أن نكون قد أسعدنا حضراتكم ونتمنى لكم جزيل الشكر والإحترام.
❞ الظفر بالحزم ، والحزم بإجالة الرأي ، والرأي بتحصين الأسرار ، ومن كتم سره كانت الخيرة في يده ، ومن أنبأ الناس بأسراره هان عليهم وأذاعوها ، ومن لا يكتم السر إستحق الندم ، ومن إستحق الندم صار ناقص العقل ، ومن دام على هذا رجع إلى الجهل .. ❝ ⏤محمد بن حبان البستي
❞ الظفر بالحزم ، والحزم بإجالة الرأي ، والرأي بتحصين الأسرار ، ومن كتم سره كانت الخيرة في يده ، ومن أنبأ الناس بأسراره هان عليهم وأذاعوها ، ومن لا يكتم السر إستحق الندم ، ومن إستحق الندم صار ناقص العقل ، ومن دام على هذا رجع إلى الجهل. ❝
❞ لو سألني أحدكم .. ما هي علامات الحب ؟؟ و ما شواهده ؟؟
لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف
في يوم شديد الحرارة
و أشبه باستشعار الدفء في يوم بارد ..لقلت هي الألفة و رفع الكلفة
و أن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب .. و أن يُرفع الحرج بينكما ، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئاً آخر لتعجبها .. و أن تصمتا أنتما الإثنان فيحلو الصمت ، و أن
يتكلم أحدكما .. فيحلو الإصغاء .. و أن تكون الحياة معا هى مطلب كل منكما قبل النوم معاً .. و ألا يطفئ الفراش هذه الأشواق و لا يورث الملل و لا الضجر و إنما يورث الراحة و المودة و الصداقة .. و أن تخلو العلاقة من التشنج و العصبية و العناد و الكبرياء الفارغ و الغيرة السخيفة و الشك الأحمق و الرغبة فى التسلط ، فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية و حب النفس و ليست من علامات حب الآخر .. و أن تكون السكينة و الأمان و الطمأنينة هى الحالة النفسية كلما التقيتما . .يس ثمر
و ألا يطول بينكما العتاب و لا يجد أحدكما حاجة إلى اعتذار الآخر عند الخطأ ، و إنما تكون السماحة و العفو و حُسن الفهم هى القاعدة .. و ألا تُشبِع أيكما قبلة أو عناق أو أى مزاولة جنسية و لا تعود لكما راحة إلا فى الحياة معاً و المسيرة معاً و كفاح العمر معاً .
ذلــك هو الحــب حقـاً .
و لو سألتم .. أهو موجود ذلك الحب .. و كيف نعثر عليه ؟ لقلت نعم موجود و لكن نادر .. و هو ثمرة توفيق إلهى و لة اجتهاد شخصى .
و هو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر و نفوس متآلفة متراحمة بالفطرة .
و شرط حدوثه أن تكون النفوس خيِّرة أصلا جميلة أصلا .
و الجمال النفسى و الخير هو المشكاة التى يخرج منها هذا الحب .
و إذا لم تكن النفوس خيرة فإنها لا تستطيع أن تعطى فهى أصلا فقيرة مظلمة ليس عندها ما تعطيه .
و لا يجتمع الحب و الجريمة أبداً إلا فى الأفلام العربية السخيفة المفتعلة .. و ما يسمونه الحب فى تلك الأفلام هو غى حقيقته شهوات و رغبات حيوانية و نفوس مجرمة تتستر بالحب لتصل إلى أغراضها .
أما الحب فهو قرين السلام و الأمان و السكينة و هو ريح من الجنة ، أما الذى نراه فى الأفلام فهو نفث الجحيم .
و إذا لم يكن هذا الحب قد صادفكم و إذا لم يصادفكم منه شئ فى حياتكم فالسبب أنكم لستم خيرين أصلاً فالطيور على أشكالها تقع ، و المجرم يتداعى حوله المجرمون و الخير الفاضل يقع على شاكلته ..
و عدل الله لا يتخلَّف فلا تلوموا النصيب و القدر و الحظ و إنما لوكوا أنفسكم .
و قد يمتحن الله الرجال الأبرار بالنساء الشريرات أو العكس و ذلك باب آخر له حكمته و أسراره .
و قد سلّط الله الجرمين و القتلة على أنبيائه و امتحن بالمرض أيوب و بالفتنة يوسف و بالفراعين الغلاظ موسى و بالزوجات الخائنات نوحاً و لوطاً .
و أسرار الفشل و التوفيق عند الله .. و ليس كل فشل نقمة من الله .
و قد قطع الملك هيرودوس رأس النبى يوحنا المعمدان و قدمها مهراً لِبَغىّ عاهرة .
و لم يكن هذا انتقاصاً من قدر يوحنا عند الله .. و إنما هو البلاء .
فنرجو أن يكون فشلنا و فشلكم هو فشل كريم من هذا النوع من البلاء الذى يمتحن النفوس و يفجر فيها الخير و الحكمة و النور و ليس فشل النفوس المظلمة التى لا حظ لها و لا قدرة على حب أو عطاء .
و نفوسنا قد تخفى أشياء تغيب عنّا نحن أصحابها . و قد لا تنسجم امرأة و رجل لأن نفسيهما مثل الماء و الزيت متنافرتان بالطبيعة ، و لو كانا مثل الماء و السكر لذابا و امتزجا و لو كانا مثل العطر و الزيت لذابا و امتزجا .. و المشكلة أن يصادف الرجل المناسب المرأة المناسبة .
و ذلك هو الحب فى كلمة واحدة : التناســـب .
تناسب النفوس و الطبائع قبل تناسب الأجسام و الأعمار و الثقافات .
و قد يطغى عامل الخير حتى على عامل التناسب فنرى الرسول محمداً عليه الصلاة و السلام يتزوج بمن تكبره بخمسة و عشرين عاماً و يتزوج بمن تصغره بأربعين عاماً فتحبه الاثنتان خديجة و عائشة كل الحب و لا تناسب فى العمر و لا فى الثقافة بينهما ، فهو النبى الذى يوحى إليه و هما من عامة الناس .
و نراه يتزوج باليهودية صفية صبيحة اليوم الذى قتل فيه جيشه زوجها و أباها و أخاها و شباب قومها و زهرة رجالهم واحداً واحداً على النطع فى خيبر .. و يتزوجها بعد هذه المذبحة فنراها تأوى إلى بيته و تسلم له قلبها مشغوفةً مؤمنةً و لم تكد دماء قومها تجف .. فكيف حدث هذا و لا تناسب و إنما أحقاد و أضغان و ثارات ..
إنه الخير و الخلق الأسمى فى نفس الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، هو الذى قهر الظلمة و هو الذى حقق المعجزة دون شروط ..
إنه النور الذى خرج من مشكاة هذا القلب المعجز فصنع السحر و أسر القلوب و طوَّع النفوس حتى مع الفوارق الظاهرة و عدم التناسب و مع الأضغان و الأحقاد و الثارات ..
إنما نتكلم نحن العاديين عن التناسب ..
أما فى مستوى الأنبياء فذلك مستوى الخوارق و المعجزات ..
و ما زالت القلوب الخيّرة و النفوس الكاملة التى لها حظ من هذا المستوى قادرة على بلوغ الحب و تحقيق الإنسجام فى بيوتها برغم الفروق الظاهرة فى السن و الثقافة ..
ذلك أن الحب الذى هو تناسب و انسجام بالنسبة لنا نحن العاديين .. هو فى المستوى الأعلى من البشر نفحة و هِبة إلهية ..
و من ذا الذى يستطيع أن يقيد على الله نفحاته أو يشترط عليه فى هباته ..
و إذا شاء الله أن يرحم أحداً فمن ذا الذى يستطيع أن يمنع رحمته ..
و الحب سر من أعمق أسرار رحمتــه ..
و لا ينتهى فى الحـــب كــلام ..
مقال : (( الحب ماهو ))
كتاب : أناشيد الإثم و البراءة
الدكتور : مصطفي محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ لو سألني أحدكم . ما هي علامات الحب ؟؟ و ما شواهده ؟؟
لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف
في يوم شديد الحرارة
و أشبه باستشعار الدفء في يوم بارد .لقلت هي الألفة و رفع الكلفة
و أن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب . و أن يُرفع الحرج بينكما ، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئاً آخر لتعجبها . و أن تصمتا أنتما الإثنان فيحلو الصمت ، و أن
يتكلم أحدكما . فيحلو الإصغاء . و أن تكون الحياة معا هى مطلب كل منكما قبل النوم معاً . و ألا يطفئ الفراش هذه الأشواق و لا يورث الملل و لا الضجر و إنما يورث الراحة و المودة و الصداقة . و أن تخلو العلاقة من التشنج و العصبية و العناد و الكبرياء الفارغ و الغيرة السخيفة و الشك الأحمق و الرغبة فى التسلط ، فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية و حب النفس و ليست من علامات حب الآخر . و أن تكون السكينة و الأمان و الطمأنينة هى الحالة النفسية كلما التقيتما . .يس ثمر
و ألا يطول بينكما العتاب و لا يجد أحدكما حاجة إلى اعتذار الآخر عند الخطأ ، و إنما تكون السماحة و العفو و حُسن الفهم هى القاعدة . و ألا تُشبِع أيكما قبلة أو عناق أو أى مزاولة جنسية و لا تعود لكما راحة إلا فى الحياة معاً و المسيرة معاً و كفاح العمر معاً .
ذلــك هو الحــب حقـاً .
و لو سألتم . أهو موجود ذلك الحب . و كيف نعثر عليه ؟ لقلت نعم موجود و لكن نادر . و هو ثمرة توفيق إلهى و لة اجتهاد شخصى .
و هو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر و نفوس متآلفة متراحمة بالفطرة .
و شرط حدوثه أن تكون النفوس خيِّرة أصلا جميلة أصلا .
و الجمال النفسى و الخير هو المشكاة التى يخرج منها هذا الحب .
و إذا لم تكن النفوس خيرة فإنها لا تستطيع أن تعطى فهى أصلا فقيرة مظلمة ليس عندها ما تعطيه .
و لا يجتمع الحب و الجريمة أبداً إلا فى الأفلام العربية السخيفة المفتعلة . و ما يسمونه الحب فى تلك الأفلام هو غى حقيقته شهوات و رغبات حيوانية و نفوس مجرمة تتستر بالحب لتصل إلى أغراضها .
أما الحب فهو قرين السلام و الأمان و السكينة و هو ريح من الجنة ، أما الذى نراه فى الأفلام فهو نفث الجحيم .
و إذا لم يكن هذا الحب قد صادفكم و إذا لم يصادفكم منه شئ فى حياتكم فالسبب أنكم لستم خيرين أصلاً فالطيور على أشكالها تقع ، و المجرم يتداعى حوله المجرمون و الخير الفاضل يقع على شاكلته .
و عدل الله لا يتخلَّف فلا تلوموا النصيب و القدر و الحظ و إنما لوكوا أنفسكم .
و قد يمتحن الله الرجال الأبرار بالنساء الشريرات أو العكس و ذلك باب آخر له حكمته و أسراره .
و قد سلّط الله الجرمين و القتلة على أنبيائه و امتحن بالمرض أيوب و بالفتنة يوسف و بالفراعين الغلاظ موسى و بالزوجات الخائنات نوحاً و لوطاً .
و أسرار الفشل و التوفيق عند الله . و ليس كل فشل نقمة من الله .
و قد قطع الملك هيرودوس رأس النبى يوحنا المعمدان و قدمها مهراً لِبَغىّ عاهرة .
و لم يكن هذا انتقاصاً من قدر يوحنا عند الله . و إنما هو البلاء .
فنرجو أن يكون فشلنا و فشلكم هو فشل كريم من هذا النوع من البلاء الذى يمتحن النفوس و يفجر فيها الخير و الحكمة و النور و ليس فشل النفوس المظلمة التى لا حظ لها و لا قدرة على حب أو عطاء .
و نفوسنا قد تخفى أشياء تغيب عنّا نحن أصحابها . و قد لا تنسجم امرأة و رجل لأن نفسيهما مثل الماء و الزيت متنافرتان بالطبيعة ، و لو كانا مثل الماء و السكر لذابا و امتزجا و لو كانا مثل العطر و الزيت لذابا و امتزجا . و المشكلة أن يصادف الرجل المناسب المرأة المناسبة .
و ذلك هو الحب فى كلمة واحدة : التناســـب .
تناسب النفوس و الطبائع قبل تناسب الأجسام و الأعمار و الثقافات .
و قد يطغى عامل الخير حتى على عامل التناسب فنرى الرسول محمداً عليه الصلاة و السلام يتزوج بمن تكبره بخمسة و عشرين عاماً و يتزوج بمن تصغره بأربعين عاماً فتحبه الاثنتان خديجة و عائشة كل الحب و لا تناسب فى العمر و لا فى الثقافة بينهما ، فهو النبى الذى يوحى إليه و هما من عامة الناس .
و نراه يتزوج باليهودية صفية صبيحة اليوم الذى قتل فيه جيشه زوجها و أباها و أخاها و شباب قومها و زهرة رجالهم واحداً واحداً على النطع فى خيبر . و يتزوجها بعد هذه المذبحة فنراها تأوى إلى بيته و تسلم له قلبها مشغوفةً مؤمنةً و لم تكد دماء قومها تجف . فكيف حدث هذا و لا تناسب و إنما أحقاد و أضغان و ثارات .
إنه الخير و الخلق الأسمى فى نفس الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، هو الذى قهر الظلمة و هو الذى حقق المعجزة دون شروط .
إنه النور الذى خرج من مشكاة هذا القلب المعجز فصنع السحر و أسر القلوب و طوَّع النفوس حتى مع الفوارق الظاهرة و عدم التناسب و مع الأضغان و الأحقاد و الثارات .
إنما نتكلم نحن العاديين عن التناسب .
أما فى مستوى الأنبياء فذلك مستوى الخوارق و المعجزات .
و ما زالت القلوب الخيّرة و النفوس الكاملة التى لها حظ من هذا المستوى قادرة على بلوغ الحب و تحقيق الإنسجام فى بيوتها برغم الفروق الظاهرة فى السن و الثقافة .
ذلك أن الحب الذى هو تناسب و انسجام بالنسبة لنا نحن العاديين . هو فى المستوى الأعلى من البشر نفحة و هِبة إلهية .
و من ذا الذى يستطيع أن يقيد على الله نفحاته أو يشترط عليه فى هباته .
و إذا شاء الله أن يرحم أحداً فمن ذا الذى يستطيع أن يمنع رحمته .
و الحب سر من أعمق أسرار رحمتــه .
و لا ينتهى فى الحـــب كــلام .
مقال : (( الحب ماهو ))
كتاب : أناشيد الإثم و البراءة
الدكتور : مصطفي محمود (رحمه الله). ❝
❞ ثم اعلم أَنَّ للعلم عَرْفاً ينُمُّ على صاحبه، ونوراً يُرشد إِليه، وضياء يشرق عليه؛ فحامل المسك لا تخفى روائحه معظَّم عند النفوس الخيِّرة، محبّب إلى العقلاء، وجيه عند ذوى الوجوه، تتلقَّى القلوبُ أَقواله وأَفعاله بالقبول. ومن لم يظهر أَمارات علمه فهو ذو بطانة، لا صاحب إِخلاص.. ❝ ⏤محمد بن يعقوب الفيروزآبادي مجد الدين
❞ ثم اعلم أَنَّ للعلم عَرْفاً ينُمُّ على صاحبه، ونوراً يُرشد إِليه، وضياء يشرق عليه؛ فحامل المسك لا تخفى روائحه معظَّم عند النفوس الخيِّرة، محبّب إلى العقلاء، وجيه عند ذوى الوجوه، تتلقَّى القلوبُ أَقواله وأَفعاله بالقبول. ومن لم يظهر أَمارات علمه فهو ذو بطانة، لا صاحب إِخلاص. ❝
❞ ..فنحن مازلنا مع الله لم يظهر فينا غيره .. هو الظاهر بأسمائه وأفعاله في كل شيء .. ولكن من وراء ستار الأسباب ومن خلف نقاب الكثرة ..
وبرغم هذه الكثرة فإنه لا إله إلا الله .. لا فعال سواه ، ولا شاف ولا رازق ولا نافع ولا ضار ولا محيى ولا مميت , ولا جبار ولا مهیمن غيره .. إنها ذاته الواحدة الفاعلة أبدا وأزلا ..
ألا تبدو الطاقة الكهربائية في كل مصباح بشكل مختلف حسب نوع الفتيل المعدني داخله ..
ألا تبدو الكهرباء في مصابيح النيون بألوان وتألقات متفاوتة ..
حسب نوع الغازات في تلك الأنابيب المفرغة ..
ما أشبهها جميعا بنفوسنا التي تختلف استعدادتها فتختلف أفعالها مع أن الفاعل فيها واحد ..
مجرد مثال
والدنيا كلها مثال رامز للقدرة قدرة الواحد الأحد الذي ليس كمثله شيء وإذا رأيت هذا الواحد من وراء الكثرة وإذا أنت لم تعبأ بهذه الكثرة وشعرت بنفسك تتعامل طول الوقت وجها لوجه
مع الله فلم تر شافيا لك غيره برغم تعاطيك الدواء واستسلامك لمبضع الجراح ، وإذا رأيته هو الذي يطعمك ويسقيك وشعرت
بنفسك تأكل من يده وتشرب من يده برغم كثرة المشارب والمطاعم التي تتردد عليها ، وإذا نسيت نفسك ولم تر غيره فأنت
المسلم الموحد على وجه التحقيق ..
وإنما يأتي فساد الأعمال من تصور الواحد منا أنه يأتيها وحده .. كما تصور قارون أنه صاحب العلم وصاحب العمل وصاحب الفضل وقال مختالا وهو يتحدث عن ماله وجاهه :
« إنما أوتيته على علم عندى » ..(۷۸ - القصص) ..
فلم يرى غیر نفسه ولم يشهد غير علمه الذاتي ونسی أنه
لا يملك علما ذاتيا ولا قدرة ذاتية ، وإنما قدرته وعلمه وذكاؤه
كانت كلها هبات سيده وهذا هو الشرك الخفي .. حينما يصبح اله الواحد نفسه وهواه وملكاته ..
« أفرأيت من اتخذ إلهه هواه »..(۲۳ - الجاثية )
ولهذا يتبرأ العارفون عن أعمالهم الصالحة ويسندونها إلى الله وتوفيقه
وأكثر من هذا يتبرأ الواحد من إرادته الخيرة ومن نياته الطيبة ويرى انها من أفضال سيده .. ثم يتبرأ من نفسه التي بين
جنبيه .. وينسى ذاته .. ويشهد أنه لا يملك من نفسه إلا العدم
وأن كل ماله من الله .. ولا يعود يختار .. وإنما يشهد الله يختار له
في كل لحظة .. ثم لا يعود يشهد إلا الله في كل شيء .. فذلك
هو التوحيد الكامل .. وهذه هي لا إله إلا الله حينها تصبح حياة ..
ونری دعاء أبي الحسن الشاذلي في هذه الحالة من الوجد :
رب خذني إليك مني ، وارزقني الفناء عني ، ولا تجعلني مفتونا بنفسي ، محجوبا بحسي ..
ونقرأ في المواقف والمخاطبات للنفری
ما يقوله الله لعبده العارف « ألق الاختيار ألقى المساءلة البته »
فثواب مثل هذا التوحيد الكامل الذي يلقى فيه العبد اختياره ويأخذه باختيار الله في كل شيء .. هو المغفرة الكاملة
وعدم المحاسبة . يقول الله في حديثه القدسي إلى المذنب :
لو جئتني بملء قراب الأرض خطايا ولقيتني لا تشرك بي شيئا
لوجدت عندي ملء قراب الأرض مغفرة ..
فتلك ثمرة التوحيد ، وهذا ثواب كلمة
لا إله إلا الله ، إذا جعلها الواحد منا حياته وسلوكه ومنهجه ونبضه وتنفسه وذوب قلبه .. وهذا ما أراده القرآن الكريم بإسلام الوجه لله سبحانه
وتعالى . وهذا ما أراده رسولنا العظيم محمد عليه الصلاة والسلام ، حينها سأله أحدهم أن يوجز له الدين الذي تلقاه عن
ربه في كلمتين .. فقال كلمته الجامعة :
« قل لا إله إلا الله ثم استقم » ..
الملة الحنيفية ملة أبينا إبراهيم الذي لم يعرف لنفسه إلها ولا خالقا ولا رازقا ولا شافيا ولا منقذا إلا الله .. والذي ألقى به في النار وظهر له جبريل يسأله حاجته .. فقال له النبي
العارف الموحد. أما لك فلا ..
إنه في ساعة الخوف والهول والفزع لا يسأل أحدا إلا ربه ..
لأنه لا يرى أحدا يملك له شيئا حتى ولو كان كبير الملائكة الروح القدس نفسه .. فلا فاعل في الكون إلا الله .. ولا يملك
أحد أن ينفع أو يضر إلا بإذنه
وتلك مرتبة عرفانية لا يصل إليها إلا نبی
وهذا معنى التوحيد
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ فنحن مازلنا مع الله لم يظهر فينا غيره . هو الظاهر بأسمائه وأفعاله في كل شيء . ولكن من وراء ستار الأسباب ومن خلف نقاب الكثرة .
وبرغم هذه الكثرة فإنه لا إله إلا الله . لا فعال سواه ، ولا شاف ولا رازق ولا نافع ولا ضار ولا محيى ولا مميت , ولا جبار ولا مهیمن غيره . إنها ذاته الواحدة الفاعلة أبدا وأزلا .
ألا تبدو الطاقة الكهربائية في كل مصباح بشكل مختلف حسب نوع الفتيل المعدني داخله .
ألا تبدو الكهرباء في مصابيح النيون بألوان وتألقات متفاوتة .
حسب نوع الغازات في تلك الأنابيب المفرغة .
ما أشبهها جميعا بنفوسنا التي تختلف استعدادتها فتختلف أفعالها مع أن الفاعل فيها واحد .
مجرد مثال
والدنيا كلها مثال رامز للقدرة قدرة الواحد الأحد الذي ليس كمثله شيء وإذا رأيت هذا الواحد من وراء الكثرة وإذا أنت لم تعبأ بهذه الكثرة وشعرت بنفسك تتعامل طول الوقت وجها لوجه
مع الله فلم تر شافيا لك غيره برغم تعاطيك الدواء واستسلامك لمبضع الجراح ، وإذا رأيته هو الذي يطعمك ويسقيك وشعرت
بنفسك تأكل من يده وتشرب من يده برغم كثرة المشارب والمطاعم التي تتردد عليها ، وإذا نسيت نفسك ولم تر غيره فأنت
المسلم الموحد على وجه التحقيق .
وإنما يأتي فساد الأعمال من تصور الواحد منا أنه يأتيها وحده . كما تصور قارون أنه صاحب العلم وصاحب العمل وصاحب الفضل وقال مختالا وهو يتحدث عن ماله وجاهه :
« إنما أوتيته على علم عندى » .(۷۸ - القصص) .
فلم يرى غیر نفسه ولم يشهد غير علمه الذاتي ونسی أنه
لا يملك علما ذاتيا ولا قدرة ذاتية ، وإنما قدرته وعلمه وذكاؤه
كانت كلها هبات سيده وهذا هو الشرك الخفي . حينما يصبح اله الواحد نفسه وهواه وملكاته .
« أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ».(۲۳ - الجاثية )
ولهذا يتبرأ العارفون عن أعمالهم الصالحة ويسندونها إلى الله وتوفيقه
وأكثر من هذا يتبرأ الواحد من إرادته الخيرة ومن نياته الطيبة ويرى انها من أفضال سيده . ثم يتبرأ من نفسه التي بين
جنبيه . وينسى ذاته . ويشهد أنه لا يملك من نفسه إلا العدم
وأن كل ماله من الله . ولا يعود يختار . وإنما يشهد الله يختار له
في كل لحظة . ثم لا يعود يشهد إلا الله في كل شيء . فذلك
هو التوحيد الكامل . وهذه هي لا إله إلا الله حينها تصبح حياة .
ونری دعاء أبي الحسن الشاذلي في هذه الحالة من الوجد :
رب خذني إليك مني ، وارزقني الفناء عني ، ولا تجعلني مفتونا بنفسي ، محجوبا بحسي .
ونقرأ في المواقف والمخاطبات للنفری
ما يقوله الله لعبده العارف « ألق الاختيار ألقى المساءلة البته » فثواب مثل هذا التوحيد الكامل الذي يلقى فيه العبد اختياره ويأخذه باختيار الله في كل شيء . هو المغفرة الكاملة
وعدم المحاسبة . يقول الله في حديثه القدسي إلى المذنب :
لو جئتني بملء قراب الأرض خطايا ولقيتني لا تشرك بي شيئا
لوجدت عندي ملء قراب الأرض مغفرة .
فتلك ثمرة التوحيد ، وهذا ثواب كلمة
لا إله إلا الله ، إذا جعلها الواحد منا حياته وسلوكه ومنهجه ونبضه وتنفسه وذوب قلبه . وهذا ما أراده القرآن الكريم بإسلام الوجه لله سبحانه
وتعالى . وهذا ما أراده رسولنا العظيم محمد عليه الصلاة والسلام ، حينها سأله أحدهم أن يوجز له الدين الذي تلقاه عن
ربه في كلمتين . فقال كلمته الجامعة :
« قل لا إله إلا الله ثم استقم » .
الملة الحنيفية ملة أبينا إبراهيم الذي لم يعرف لنفسه إلها ولا خالقا ولا رازقا ولا شافيا ولا منقذا إلا الله . والذي ألقى به في النار وظهر له جبريل يسأله حاجته . فقال له النبي
العارف الموحد. أما لك فلا .
إنه في ساعة الخوف والهول والفزع لا يسأل أحدا إلا ربه .
لأنه لا يرى أحدا يملك له شيئا حتى ولو كان كبير الملائكة الروح القدس نفسه . فلا فاعل في الكون إلا الله . ولا يملك
أحد أن ينفع أو يضر إلا بإذنه
وتلك مرتبة عرفانية لا يصل إليها إلا نبی
وهذا معنى التوحيد. ❝