█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ المثقفون لهم اعتراض تقليدي على مسألة البعث والعقاب ..
فهم يقولون : كيف يعذبنا الله والله محبة ؟
وينسى الواحد منهم أنه قد يحب ابنه كل الحب ومع ذلك يعاقبه بالضرب والحرمان من المصروف والتأديب والتعنيف .. وكلما ازداد حبه لابنه كلما ازداد اهتمامه بتأديبه ..
ولو أنه تهاون في تربيته لاتّهمه الناس في حبه لابنه ولقالوا عنه إنه أب مهمل لا يرعى أبناءه الرعاية الكافية .. فما بال الرب وهو المربي الأعظم .. وكلمة الرب مشتقة من التربية .
والواقع أن عبارة (( الله محبة )) عبارة فضفاضة يسيء الكثيرون فهمها ويُحمِّلونها معنى مطلقًا .. ويتصورون أن الله محبة على الإطلاق .. وهذا غير صحيح .
فهل الله يحب الظلم مثلاً ؟!
مستحيل ..
مستحيل أن يحب الله الظلم والظالمين .. وأن يستوي في نظره ظالم ومظلوم .. وهذا التصور للقوة الإلهية .. هو فوضى فكرية ..
ويلزم فعلًا أن يكون لله العلو المطلق على كل الظالمين , وأن يكون جبارًا مطلقًا يملك الجبروت على كل الجبارين .. وأن يكون متكبرًا على المتكبرين مُذِلًّا للمُذِلين قويًا على جميع الأقوياء .. وأن يكون الحَكم العدل الذي يضع كل إنسان في رتبته ومقامه .
وبمقتضى ما نرى حولنا من انضباط القوانين في المادة والفضاء والسماوات يكون استنتاجنا للعدل الإلهي استنتاجًا سليمًا يعطي الصفة لموصوفها ..
وكل البيِّنات تحت أيدينا تقوم لتؤكد صفة العدل الإلهي والنظام والحكمة والتدبير .
والذين ينكرون النظام والعدل هم الذين يحتاجون إلى إقامة البرهان وإلى تقديم الدليل على إنكارهم .. وليس الذين يؤمنون بالنظام .
أما الذين ينكرون العذاب على إطلاقه وينكرون أن الإنسان مربوب تعلو عليه قوة أعلى منه وقوانين أعلى منه ندعوهم إلى نظرة في أحوال عالَمَهم الأرضي .. نظرة في الدنيا دون حاجة إلى افتراض آخره .
ولا أحد لم يجرب ألم الضرس الذي يخرق الدماغ ويشق الرأس كالمنشار . والمغص الكلوي والصداع الشقي وألم الغضروف وسل العظام وهي ألوان من الجحيم يعرفها من أَلقى به سوء حظه إلى تجربتها .
وزيارة لعنبر المحروقين في القصر العيني سوف تقنع المشاهد بأن هناك فارقًا كبيرًا بين رجل محروق مشوه يصرخ في الضمادات , وبين حال رجل يرشف فنجان شاي في استرخاء ولذة على شاطئ النيل وإلى جواره حسناء تلاطفه .
إن العذاب حقيقة ملموسة .
والإنسان مربوب بقوة أعلى منه وهو عديم الحيلة في قبضة تلك القوة . ويستوي الأمر أن يسمي المؤمن هذه القوة .. (( الله )) وأن يسميها الملحد (( الطبيعة )) أو (( القوانين الطبيعية )) أو (( قانون القوانين )) فما هذه إلا سفسطة لفظية ..
المهم أنه لم يجد بدّاً من الإعتراف بأن هناك قوة تعلو على الإنسان وعلى الحوادث .. وأن هذه القوة تعذب وتنكل .
وأصحاب المشاعر الرقيقة الذين يتأففون من تصور الله جبارًا معذِبًا .. علينا أن نذكِّرَهم بما كان يفعله الخليفة التركي حينما يصدر حكم الإعدام بالخازوق على أعدائه .. وما كان يفعله الجلاد المنوط به تنفيذ الحكم حينما كان يلقي بالضحية على بطنه ثم يدخل في الشرج خازوقاً ذا رأس حديدية مدببة يظل يُدَق ببطء حتى تتهتك جميع الأحشاء ويخرج الخازوق من الرقبة .. وكيف أنه كان من واجب الجلاد أن يحتفظ بضحيته حيّاً حتى يخرج الخازوق من رقبته ليشعر بجميع الآلام الضرورية .
وأفظع من ذلك أن تفقأ عيون الأسرى بالأسياخ المحمية في النار .
مثل هؤلاء الجبارين هل من المفروض أن يقدم لهم الله حفلة شاي لأن الله محبة ؟!
بل إن جهنم هي منتهى المحبة ما دامت لا توجد وسيلة غيرها لتعريف هؤلاء بأن هناك إلهًا عادلًا .
وهي رحمة من حيث كونها تعريفًا وتعليمًا لمن رفض أن يتعلم من جميع الكتب والرسل , وللذين كذَّبوا حتى أوَّليات العقل وبداهات الإنسانية .
أيكون عدلًا أن يقتل هتلر عشرين مليونًا في حرب عالمية .. يسلخ فيها عماله الأسرى ويعدمون الألوف منهم في غرف الغاز ويحرقونهم في المحارق .. ثم عند الهزيمة ينتحر هتلر هاربًا وفارّاً من مواجهة نتيجة أعماله .
إن العبث وحده وأن يكون العالَم عبثًا في عبث هو الذي يمكن أن ينجي هذا القاتل الشامل من ذنبه .
ولا شيء حولنا في هذا العالَم المنضبط الجميل يدل على العبث .. وكل شيء من أكبر النجوم إلى أدق الذرّات ينطق بالنظام والضبط والإحكام . ولا يكون الله محبة .. ولا يكون عادلاً .. إلا إذا وضع هذا الرجل في هاوية أعماله .
عن العاقل الفطن المتأمل لن يحتاج إلى فلسفة ليدرك حقيقة العذاب فإنه سوف يكتشف نذر هذا العذاب في نفسه داخل ضميره .. وفي عيون المذنبين ونظرات القتلة .. وفي دموع المظلومين وآلام المكلومين وفي ذل الأسرى وجبروت المنتصرين وفي حشرجة المحتضرين .
وهو سوف يدرك العذاب والحساب حينما يحتويه الندم .
والندم هو صوت الفطرة لحظة الخطأ .
وهو القيامة الصغرى والجحيم الأصغر وهو نموذج من الدينونة .
وهو إشارة الخطر التي تضيء في داخل النفس لتدل على أن هناك ميزانًا للأعمال .. وأن هناك حقّاً وباطلًا .. ومَن كان على الحق فهو على صراط وقلبه مطمئن .. ومن كان على باطل فهو في هاوية الندم وقلبه كليم .
وعذاب الدنيا دائمًا نوع من التقويم .. وكذلك على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمم .. فهزيمة 67 في سيناء كانت درسًا , كما أن رسوب الطالب يكون درسًا – كما أن آلام المرض واعتلال الصحة هي لمن عاش , حياة الإسراف والترف والرخاوة والمتعة درس .
والعذاب يجلو صدأ النفس و يصقل معدنها .
ولا نعرف نبيّاً أو مصلحًا أو فنانًا أو عبقريّاً إلا وقد ذاق أشد العذاب مرضًا أو فقرًا أو إضطهادًا .
والعذاب من هذه الزاوية محبة .. وهو الضريبة التي يلزم دفعها للإنتقال إلى درجة أعلى .
وإذا خفيت عنا الحكمة في العذاب أحيانًا فلأننا لا ندرك كل شيء ولا نعرف كل شيء من القصة إلا تلك الرحلة المحدودة بين قوسين التي إسمها الدنيا ..
أما ما قبل ذلك وما بعد ذلك فهو بالنسبة لنا غيب محجوب , ولذا يجب أن نصمت في احترام ولا نطلق الأحكام .
أما كيفيات العذاب بعد البعث فلا يمكن القطع فيها تفصيلًا لأن الآخرة كلها غيب .. ويمكن أن يكون ما ورد في الكتب المقدسة بهذا الشأن رموزًا وإشارات .. كما نقول للصبي الذي لم يدرك البلوغ حينما يسألنا عن اللذة الجنسية إنها مثل السكر أو العسل لأننا لا نجد في قاموس خبراته شيئًا غير ذلك .. ولأن تلك اللذة بالنسبة له غيب لا يمكن وصفه بكلمات من محصوله اللغوي فهي خبرة لم يجربها إطلاقًا , وبالمثل الجنة والجحيم هي خبرات بالنسبة لنا .. غيب .. ولا يمكن وصفها بكلمات من قاموسنا الدنيوي .. وكل ما يمكن هو إيراد أوصاف على سبيل التقريب مثل النار أو الحدائق الغناء التي تجري من تحتها الأنهار .. أما ما سوف يحدث فهو شيء يفوق بكثير كل هذه الأوصاف التقريبية مما لم تره عين ولم يخطر على قلب بشر .
ويمكن أن يقال دون خطأ إن جهنم هي المقام الأسفل بكل ما يستتبع ذلك المقام من عذاب حسي ومعنوي .. وأن الجنة هي المقام الأعلى بكل ما يستتبع ذلك المقام من نعيم حسي ومعنوي .
والصوفية يقولون إن جهنم هي مقام البعد ( البعد عن الله ) والحَجب عن الله .. والجنة هي مقام القرب بكل ما يتبع ذلك القرب من سعادة لا يمكن وصفها .
(( و مَنْ كانَ في هَذِهِ أعمَْى فَهوَ في الآخرة أعْمى وأضَلُّ سبيلاً )) . والعمى هنا هو عمى البصيرة .
إنها إذن أشبه بما نرى من درجات ومقامات وتفاوت بين أعمى وبصير . ومهتد وضال . ولكن في الآخرة سوف يكون التفاوت عظيمًا .
(( انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا )) .. (الإسراء – 21)
لدرجة أن من سيكون في المقام الأسفل سيكون حاله حال من في النار وأسوأ .. إنه قانون التفاضل الذي يحكم الوجود كله دنيا وآخره ملكًا وملكوتًا غيبًا وشهودًا .
لكل واحد رتبة واستحقاق ومقام ودرجة .. ولا يستوي اثنان .
ولا يكون الإنتقال من درجة إلى درجة إلا مقابل جهد وعمل واختبار وابتلاء .. ومن كان في الدنيا في أحط الدرجات من عمى البصيرة فسيكون حاله في الآخرة في أحط الدرجات أيضاً .
وهذا عين العدل .. أن يوضع كل إنسان في مكانه ودرجته واستحقاقه .. وهذا ما يحدث في الدنيا ظلمًا وهو ما سوف يحدث في الآخرة عدلًا .
والعذاب بهذا المعنى عدل .
والثواب عدل .
وكلاهما من مقتضيات الضرورة .
أن يكون الحديد الصلب غاية في الصلابة فيصنع منه الموتور .
ويكون الكاوتشوك رخوًا فتصنع منه العجلات .
ويكون القش رخيصًا فتصنع منه رأس المكنسة .
ويكون القش رخيصًا فتصنع منه رأس المكنسة .
وأن يكون القطن الفاخر لصناعة الوسائد .. والقطن الرديء لتسليك البالوعات .
وهذه بداهات وأوليات تقول بها الفطرة والمنطق السوي ولا تحتاج إلى تدبيج مقالات في الفلسفة ولا إلى رص حيثيات ومسببات .
ولهذا كانت الأديان كلها مقولة فطرية .. لا تحتمل الجدل ولا تحتمل التكذيب .. ولهذا كانت حقيقة مطلقة تقبلها العقول السوية التي لم تفسدها لفلفات الفلسفة والسفسطة .. والتي احتفظت ببكارتها ونقاوتها وبرئَت من داء العناد والمكابرة .
ولهذا يقول الصوفي إن الله لا يحتاج إلى دليل بل إن الله هو الدليل الذي يستدل به على كل شيء .
هو الثابت الذي نعرف به المتغيرات .
وهو الجوهر الذي ندرك به اختلاف الظواهر .
وهو البرهان الذي ندرك به حكمة العالم الزائل .
أما العقل الذي يطلب برهاناً على وجود الله فهو عقل فقد التعقل .
فالنور يكشف لنا الأشياء ويدلنا عليها .
ولا يمكن أن تكون الأشياء هي دليلنا على النور وإلا نكون قد قلبنا الأوضاع .. كمن يسير في ضوء النهار ثم يقول .. أين دليلك على أن الدنيا نهار .. أثبت لي بالبرهان .
ومن فقد سلامة الفطرة وبكارة القلب .. ولم يبق له إلا الجدل وتلافيف المنطق وعلوم الكلام .. فقد فقدَ كل شيء وسوف يطول به المطاف .. ولن يصل أبداً .
ومثل الذي يحتج على العذاب الدنيوي ويتبرم ويتسخط ويلعن الحياة وقول إنها حياة لا تحتمل وإنه يرفضها وإن أحداً لم يأخذ رأيه قبل أن يولد وإنه خلق قهراً وحكم عليه بالعذاب جبراً وإن هذا ظلم فادح .
مثل هذا الرفض الساخط مثل الفنان الذي يؤدي دوراً في مسرحية .. ويقتضي الدور أن يتلقى الضرب والركل كل يوم أما المتفرجين .
لو أن هذا الممثل فقد الذاكرة ولم ير شريط حياته إلا أمام هذا الدور الذي يؤديه بين قوسين على خشبة المسرح كل يوم .. فإنه سوف يحتج .. رافضاً أن يتلقى العذاب .. ويقول إن أحداً لم يأخذ رأيه وإنه خلق قهراً وحكم عليه بالعذاب جبراً وقضي عليه بالإهانة أمام الناس بدون مبرر معقول وبدون اختيار منه منذ البداية .
وسوف ينسى هذا الممثل أنه كان هناك اتفاق قبل بدء الرواية .. وكان هناك تكليف من المخرج ثم قبول للتكليف من جانب الممثل .. ثم عهد وميثاق على تنفيذ المطلوب .. كل هذا تم في حرية قبل أن يبدأ العرض .. وارتضى الممثل دوره اختياراً .. بل إنه أحب دوره وسعى إليه .
ولكن الممثل قد نسي تماماً هذه الحقبة الزمنية قبل الوقوف على خشبة المسرح .. ومن هنا تحولت حياته بما فيها من تكاليف وآلام إلى علامة استفهام ولغز غير مفهوم .
وهذا شأن الإنسان الذي تصور أن كل حياته هي وجوده بالجسد في هذه اللحظات الدنيوية وأنه هالك ومصيره التراب . وأنه ليس له وجود غير هذا الوجود الثلاثي الأبعاد على خشبة الحياة الدنيا .
نسي هذا الإنسان أنه كان روحاً في الملكوت وأنه جاء على الدنيا بتكليف وأنه قبل هذا التكليف وارتضاه .. وأنه كانت بينه وبين خالقه ( المخرج الأعظم لدراما الوجود ) عهود ومواثيق .. وأنه بعد دراما الوجود الدنيوي يكون البعث والحساب كما أنه بعد المسرحية يكون النقد من النقاد والنجاح والفشل من الجمهور والسقوط في عين النظارة أو الارتفاع في نظرهم .
إنه النسيان والغفلة .
والنظرة الضيقة المحدودة التي تتصور أن الدنيا كل شيء .. هي التي تؤدي إلى ضلال الفكر .. و هي التي تؤدي إلى الحيرة أمام العذاب والشر والألم ...
ومن هنا جاءت تسمية القرآن بأنه .. ذكر .. وتذكير .. وتذكرة .. ليتذكر أولو الألباب .
والنبي هو مذكر .
(( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ , لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ ))
( الغاشية 21 – 22 )
الدنيا كلها ليست كل القصة .
إنها فصل في الرواية .. كان لها بدء قبل الميلاد وسيكون لها استمرار بعد الموت .
وفي داخل هذه الرؤية الشاملة يصبح للعذاب معنى ...
يصبح عذاب الدنيا رحمة من الرحيم الذي ينبهنا به حتى لا نغفل ..
إنه محاولة إيقاظ لتتوتر الحواس ويتساءل العقل .. وهو تذكير دائم بأن الدنيا لن تكون ولا يمكن أن تكون جنة .. وإنها مجرد مرحلة ..
وأن الإخلاد إلى ذاتها يؤدي بصاحبه إلى غفلة مهلكة .
إنه العقاب الذي ظاهره العذاب وباطنه الرحمة .
وأما عذاب الآخرة فهو الصحو على الحقيقة وعلى العدل المطلق الذي لا تفوته ذرة الخير ولا ذرة الشر .. وهو اليقين بنظام المنظم الذي أبدع كل شيء صنعًا .
(( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ))
واليقين هنا هو الموت وما وراءه .
~
مقال : لماذا العذاب
من كتاب : رحلتي من الشك إلى الإيمان
للدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله) . ❝
❞ وكنت أندهش كثيرًا حين وجدت أن غالب الآلام النفسية وغالب الضعف النفسي هو في الحقيقة خوفٌ من الآخرين، خوفٌ من تقييمهم، خوفٌ من أحكامهم، خوفٌ من ردود أفعالهم . ❝
❞ كيف لأبناء أن تقف فى وجوه أبائهم التى تعبت فى تربيتهم ووصولهم لما هم عليه حتى الآن؟
كيف لهم بنكران الجميل كيف؟
كيف لا يكونوا السند لإخوانهم الذين يرونهم سندًا مثل غيرهم؟
كيف لأباء أن ترى سوءًا بأبنائهم ولا يستطيعون تغيرهم رغم معرفتهم أن هذا السوء ليس بقليل ولكن سوف يضر الكثير.
كيف يكن الأب سندًا وأمانًا وعمادًا لبيت به أبناء لكى يحميهم من غدر الحياة كما تحميهم الغطاء من البرد القارس. كيف لأم أن تكن لهم الحياة ولكن هم لا يمدون لها سوى الخذلان لا أعلم ماذا أفعل حقًا لقد سئمت من هذه الحياة ولو كان بإستطاعتي مغادرة الحياة باكرًا لفعلت ولكن ليس بيدى شىء سوى الصبر الذى سوف يقتُلنى.
لا أعلم شىء فكل الأشياء قد إنقلبت لعكسها وأنا أقف فى المنتصف أشاهد ما يحدث ولا أستطيع أن أغير شىء ولا أفعل أي شىء.
حقًا كفى إلى هذا الحد لا أريد إكمال هذه الحياة.
• دينا صابر ˝عاشقة الغروب˝
منذُ زمن كان لدى أصدقائى نلعب ونمرح معًا، نقضى أوقاتنا معًا ومر الزمان وتغيرت الأيام وأصبحنا غرباء، لم نعد كما كنا تغيروا وأصبح لديهم حياتهم وأصدقائهم لم أعد جزءًا من يومهم ولا حياتهم.
لم أعد المفضلة لديهم، كنت أظن أن يومًا ما سوف أكون المفضلة لدى أحدهم ولكن كانت أحلام فقط، كنت الصديقة عند المصالح.
يدى أنا فقط التى كانت تمد عند المحن،لا أجد يد لتساندُني،لا أجدها تزيل دموعى وتسند وقوعى ولكن كل هذا أوهام صنعتها لنفسى.
كنت أتألم عندما رأيتُ من حولى مع أصدقائهم وأتمنى أن أكون مكانهم يومًا ما ولكن لم أحصد نتيجه ما أفعله سوى الخذلان.
• دينا صابر ˝عاشقة الغروب˝
ماذا لو عاد معتذرًا؟
لفتحت له بابًا وصنعت له كوبًا من القهوة ليس لمحبتي له ولكن لأنني أُكرم الضيف، لو عاد معتذرًا لا قلبًا يسامح ولا عقلًا يريد حتى وإن عاد متوسلًا لن يعفو عنه هذا القلب.
ما حدث لا يمحى بالإعتذار، ألم قد إستوطن قلبى هل سوف يمحيه إعتذار؟.
كل السنوات التى مضت فى وحدتى وألم قلبى، تركه لى ورحيله، إحتياجي له ولم أجده
هل سيعيد إعتذاره لى كل تلك الأشياء التى رحلت منى ولم تعد؟!.
الإعتذار لا يمحى الآلام تركها الحب ولو مرت عليها سنوات لم تعد فى الماضى، لم أعد أريده بعد.
لا معتذرًا ولا أريده أبدًا لم يعد يعنى لى شىء، أرحل فلا مكان لك فى عالمى.
دينا صابر ˝عاشقة الغروب˝
ذات وقت كنت أسير فسمعت حوارًا كان يسرد، تحدثتُ لنفسي وتساءلت ماهذا؟ فتوقفت لأنصت جيدًا، حينها وجدتُ شخصين يتصارعان بشدة، شخصان لم أراهم من قبل.
العقل كان يقول ما بك أنسى وأمضي طريقك بدونهم لقد حطموك، ماهذه المشاعر التي تحملها لهم كف عن ذلك وقم بمحوهم من حياتك... حينها رد القلب قائلًا:
لا أستطيع أن أكف عن شعوري بالآلام التي تركوها لي، لا أستطيع.
رد العقل في تعصب شديد: ألهذا الحد أنت ضعيف لكنني رأيتُ القلب يتحدث بألمًا شديد قائلًا لا لستُ ضعيف ولكن يؤثر بي أي شئ.
أنا أريد أن يحبني البعض قدر حبي لهم، أريد أن أشعر بالأمان في مكاني وبين عائلتي.
أنا غريب ولا أشعر بالإنتماء لأي مكان، إلى هذا الحد صعبًا أن أجد رفيقًا لدربي؟.
أمتلئت عيني بالدموع وكأنني أود أن أتحدث ولكن رأيت أن هذا الصراع بينهم ووجدت أنهم أنا، حينها قال العقل لا تفعل ذلك بنفسك، هكذا أنت تستحق الأفضل، أنا أشعر بالحزن عليك تسهر الليالي تفكر بهم وتحبهم كل يوم أكثر وتتعلق بهم وهم في الخيال فقط، أترك كل شئ علي أنا، فأنا أعلم الصواب.
في ذلك الوقت نفسه أريد أن أوقف ذلك الحديث الذي لا أعلم كيف أصل إلى نهايته وفي حين تفكيري قال القلب حسنًا سوف أترك كل شئ كما هو، من يرحل يرحل ومن يبقى يبقى.
لقد أكتفيت إلى هذا القدر من الخزلان.. ما عدت أتحمل حتى أن أقوم بوظائفي، أنا حقًا فشلت في كل شئ، لا عدت أصلح لشئ.
كنت أتمنى الكثير ولكن لا بأس، لم أكن أريد ذلك لكن علي تقبل الحياة.. وما توصلت إليه الآن لا يوجد حب صادق ليختاره القلب، أترك كل شئ يمر كما هو ولا تحمل قلبك الكثير كي لا يفسد في أشد الأوقات إحتياجًا له.
• دينا صابر ˝عاشقة الغروب˝
يا أسفى على هذا الزمن كل شىء به يتغير تغير فصول السنة فالأصدقاء أصبح كل تواصلهم عبر الإنترنت ومشاهدة الحالات.
يروا الحالات ولا يسألون، عجبى عليهم حقًا ،أصبحت المشاعر عبارة عن أحرف تُقال عبر الإنترنت.
أصبح كل شىء متبلد، حقًا هذه هى الحياة التى نعيشها.
أصبحت باردة للغاية، الأصدقاء لا يشعرون بك وكل ما يقال منهم ملصقًا مزيفًا لا تعلم أن كان حقيقيًا أم مزيفًا وكيف تعرف وأنتم لا تلتقون.
ليس فقط الأصدقاء بلا والأهل كذلك، أصبح كل شىء بحياتهم تقليديًا يعيشون على أفكار الماضى لا يهتمون بما تشعر ولكن يهمهم كيف تبدو.
حقًا لا أحب العيش هنا في هذا الزمن أريد زمنًا غير هذا الزمان.
أريد حبًا حقيقيًا من جميع من حولى، لا أريد الشقاء فى البحث عن الحب الحقيقى بين وشوش مخادعين، لا أريد هذا.
أريد أن أعيش زمنًا غير.
أريد أن أعرف شىء هل سوف أظل هكذا أبحث عن الحياة والحياة تزول أم أبحث عن الحقيقة والحب متى؟.
أريد الأحبه الأنقياء كيف أجدهم؟ لا أريد هذا وذاك ولكن أريد حياة هل من أحدًا يمنحهُا لى.
دينا صابر ˝عاشقة الغروب˝ . ❝
❞ إنه خيط رفيع يفصل بين الحياة والموت، وزمن يدخل معه الإنسان فى اللاوعى، ويرى نفسه فى عالم آخر، نعم هو ما زال يشعر بمن حوله.. يراهم.. يسمعهم، ولكن لا يستطيع أن يحدثهم أو ينظر إليهم، يرى نفسه يعبر آفاقًا، ويرى أشياء من الذكريات التى قد نسيها بالفعل، ويمر العمر أمامه لحظة بلحظة فى ثوان قليلة، يتذكر كل الآلام والصعاب التى مر بها، ويتذكر أيضًا لحظات السعادة، ويندم على الأخطاء التى فعلها، ويشعر بالخوف الشديد لفراق أحبابه، ويزداد خوفه على مصيرهم، ماذا سيكون من بعد موته، إنها مجرد ذكريات فى تلك الغيبوبة القصيرة جدا، يحاول أن يستغيث بمن حوله لإنقاذه بأى طريقة، ولكنه لا يستطيع الحركة أو الكلام، فقط نظرات دامعة من عينيه، يناجى ربه بقلبه فى تلك اللحظة، أن يعيده للحياة حتى يصحح ما فعله من أخطاء، أو من أجل أطفاله الصغار، أو لأى سبب يراه صعب ومؤثر على شخص ما بعد موته، لحظات قليلة ولكنها حياة كاملة تمر عبر شريط سريع أمام عينيه . ❝
❞ لو أصابك الهم لحبيبك إذ تراه مهموما متألما لذقت أحلى أنواع الآلام السعيدة.. فكيف بك لو تبدّل همه بغتة فأقبلت عليك قبلاته وضحكاته تزحزح عن قلبك ناموس الكآبة . ❝