█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ قضية الأخلاق عندنا:
هل ترجع هزائمنا العامة إلى أننا لا نملك طائرات بعيدة المدى ، وإلى أننا لا نصنع القنابل الذرية ؟ بعض الناس يتصور أن عجزنا الصناعي والعسکری من وراء تخلفنا هنا وهناك ، وأن أمتنا لو ملكت هذه الأسلحة سادت وقادت !..
إن هذا فكر سقيم ، والواقع أننا مصابون بشلل عضوي في أجهزتنا الخلقية ، وملكاتنا النفسية يعوقنا عن الحراك الصحيح ، وأن مجتمعاتنا تشبه أحياء انقطع عنها التيار الكهربائي فغرقت في الظلام ، ولابد من إصلاح الخلل الذي حدث کی يسطع التيار مرة أخرى .
وعلاج الأعطاب الشديدة أو الخفيفة بالكلام البليغ أو النصح المخلص لا يكفي ! لابد من إزالة أسباب الخلل ، ومن إعادة الأوضاع إلى أسسها السليمة إلى فطرتها الأولى .
"وفطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله "
وقد راعني أن خلائق مقبوحة انتشرت بين الناس دون مبالاة ، أو مع إغراض متعمد ، واستمرت مواقعة الناس لها حتى حولها الإلف إلى جزء من الحياة العامة ، ومن هنا رأينا الاستهانة بقيمة الكلمة ، ورأينا قلة الا كتراث بإتقان العمل ، ورأينا إضاعة الأمانات والمسئوليات الثقيلة ، ورأينا القدرة على قلب الحقائق ، وجعل الجهل علما والعلم جهلا والمعروف منكرا والمنكر معروفا ...
إن قضية الأخلاق وما عراها من وهن أمر جلل . إنك لا تستطيع بناء قصر شاهق دون دعائم وأعمدة وشبكات من حديد ، ولا تستطيع بناء إنسان كبير دون أخلاق مكينة و مسالك مأمونة وجملة من الحلال تورث الثقة ، وتأمل في قول أبي تمام :
وقد كان فوت الموت سهلا فرده
إليه الحفاظ المر والخلق الوغر!
إن ضمانات الحق الصلب في سيرة هذا البطل هي التي تعلو بها الأمم ، وتنتصر لرسالات ، وهي التي يستخذي أمامها العدو وتنهار الطواغيت ، وعندما ترى مجتمعا صارما في مراعاة النظام ، دقيقا في احترام الوقت ، صريحا في مواجهة الخطأ ، شدید الإحساس بحق الآخرين ، غيورا على كرامة الأمة ، كثيرا عند الفزع ، قليلا عند الطمع ، مؤثرا إرضاء الله على إرضاء الناس ، عندما ترى هذا الخلال تلتقي في مجتمع ما ، نثق أنه يأخذ طريقه غدا إلى القمة .
وقد كان المسلمون الأوائل نماذج أخلاقية تجد فيها الشرف والصدق والطهر والتجرد، ولذلك تصدروا القافلة البشرية عن جدارة ، ولا غرو کانوا صنع الإنسان الذي وصفه الله بقوله في" وإنك لعلى خلق عظیم " وكانوا نضح روحه العالى فمشت وراءهم الشعوب تتعلم وتتأسى .
أما اليوم فنحن نجري ونلهث وراء الشعوب الأخرى دون أن نصل إلى مستواها ، لأن وزن الأخلاق عندنا خفیف و ارتباطنا بها ضعيف ..
والأخلاق مجموعات متنوعة من الفضائل والتقاليد تحيا بها الأمم کما تحيا الأجسام بأجهزتها وغددها ، فإذا اعتلت هذه المجموعات وانفکت رأيت ما لا يشر في مسالك العامة والخاصة ..
في كثير من البلاد الإسلامية رأيت الوساخة في الطرق والبيوت أو في الملابس والأبدان ، ورأيت الفوضى في سير الأشخاص والعربات ، ورأيت الإهمال والتهاون في تناول السلع والواجبات ، ورأيت دوران الناس حول مآربهم الذاتية ونسيانهم المبادئ الجامعة والحقوق العامة ، ورأيت انتشار اللغو والكسل وفناء الأعمار في لا شيء !!.
الكذب في المواعيد وفي رواية الأخبار، وفي وصف الآخرين أمر سهل ! وكذلك استقصاء الإنسان في طلب ما يرى أنه له ، واستهانته في أداء ما هو عليه ، ونقصه ما هو قادر على إتمامه ، وفقدان الرفق في القول والعمل وشيوع القسوة والمبالغة في الخصام .. .
ثم تحول الآداب إلى قشور يطل من ورائها الرياء بل إن الرياء - وهو في الإسلام شرك - يكاد يكون المسيطر على العلاقات الاجتماعية ، وهو الباعث الأول على البذخ في الأحفال والولائم والمظاهر المفروضة في الأفراح والأحزان ..|
العجز الإداري قد يرجع إلى أسباب خلقية وعلمية ، بيد أن الأسباب الخلقية عندنا أسبق .
الفشل العسکری قد يرجع إلى أسباب نفسية وفنية وصناعية ، بيد أن الأسباب النفسية عند العرب أظهر وأقوى ..
ويجزم أولو الألباب بأن السياسية العرب والقادة العرب وراء كل نصر أحرزه بنو إسرائيل خلال أربعين سنة .
بل إن قادة اليهود صحوا بأن المكاسب التي أحرزوها تجاوزت الأحلام وسبقت الخيال !
إنهم ما خططوا لها ولا احتالوا لبلوغها ! إنها هدية من الانحلال العربي ومن ضعف الأخلاق ، إنها غنيمة باردة لخصوم يحسنون انتهاز الفرص ! .
وأي فرصة أغلى من أن يكون القائد العربي صريع مخدرات ومسكرات ، وأن يكون الزعيم العربي قد وصل إلى منصبه فوق تأ من جماجم خصومه ، ورفات بني جنسه المدحورين أمامه
إن هذه أعظم فرصة لقيام دولة إسرائيل ، لقد قامت في الفراغ المتخلف من ضياع الأخلاق لدينا، وتحول المسلمين إلى أمم مقطعة ، خربة الأفئدة ، مخلدة إلى الأرض ، جياشة الأهواء ، باردة الأنفاس ...
إننا نقول لغيرنا : النار مصير الملاحدة والمشركين ، لسوف يجزون ما يستحقون لقاء كفرهم بالله ونسيانهم له !.
ليت شعري لماذا لا نقول لأنفسنا : والنار كذلك مثوى المرائين الذين عموا عن وجه الله، وأرادوا الحياة الدنيا وزينتها، واستماتوا في طلب الشهرة والسمعة والمال والجاه ، وكانت علاقتهم بهذه الأهواء أشد من علاقة المشركين بأوثانهم ؟؟
لماذا لم نقل لأنفسنا : إن أول من تسعر بهم النار ، رجال دين يطلبون الدنيا ، ورجال مال وحرب ينشدون الوجاهة والسلطان ؟ ألم يقل لنا نبينا له ذلك؟.|
إنني طفت في أقطار إسلامية كثيرة ، فرأيت سطوة العرف أقوى من سطوة الشرع ، واتباع الهوى أهم من اتباع العقل !وللناس قدرة عجيبة في إلباس شهواتهم ثوب الدين ، .|
وتحقيق مآربهم الشخصية باسم الله.
. ❝
❞ لا عِصمة على المُحب إلا إذا وجِد بين إيمانيين ، أقواهما الإيمان بالحلال والحرام ، وبين خوفين ، أشدهُما الخوف من الله ، وبين رغبتين ، أعظمهما الرغبة في السمّو . ❝
❞ لا يوجد شي أجمل من كونك كاتب تكتب ما تشعر به في اي وقت ولكن كل ماتشعر به يكون يشعر به الآخرين ولكن بنسب مختلفة لذلك يشعر الجميع ان تلك الكلمات تصف حالته لذلك أعظم شي في الكون أن تكون كاتبا تكتب كل ما يشعر به الآخرون ولا يستطيعون التعبير عنه مثلك 👌👌 . ❝
❞ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)
قوله تعالى : فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون
قوله تعالى : فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب ˝ أن ˝ في موضع نصب ; أي على أن يجعلوه في غيابة الجب .
قيل في القصة : إن يعقوب - عليه السلام - لما أرسله معهم أخذ عليهم ميثاقا غليظا ليحفظنه ، وسلمه إلى روبيل وقال : يا روبيل إنه صغير ، وتعلم يا بني شفقتي عليه ; فإن جاع فأطعمه ، وإن عطش فاسقه ، وإن أعيا فاحمله ثم عجل برده إلي . قال : فأخذوا يحملونه على أكتافهم ، لا يضعه واحد إلا رفعه آخر ، ويعقوب يشيعهم ميلا ثم رجع ; فلما انقطع بصر أبيهم عنهم رماه الذي كان يحمله إلى الأرض حتى كاد ينكسر ، فالتجأ إلى آخر فوجد عند كل واحد منهم أشد مما عند الآخر من الغيظ والعسف ; فاستغاث بروبيل وقال : ( أنت أكبر إخوتي ، والخليفة من بعد والدي علي ، وأقرب الإخوة إلي ، فارحمني وارحم ضعفي ) فلطمه لطمة شديدة وقال : لا قرابة بيني وبينك ، فادع الأحد عشر كوكبا فلتنجك منا ; فعلم أن حقدهم من أجل رؤياه ، فتعلق بأخيه يهوذا وقال : يا أخي ارحم ضعفي وعجزي وحداثة سني ، وارحم قلب أبيك يعقوب ; فما أسرع ما تناسيتم وصيته ونقضتم عهده ; فرق قلب يهوذا فقال : والله لا يصلون إليك أبدا ما دمت حيا ، ثم قال : يا إخوتاه إن قتل النفس التي حرم الله من أعظم الخطايا ، فردوا هذا الصبي إلى أبيه ، ونعاهده ألا يحدث والده بشيء مما جرى أبدا ; فقال له إخوته : والله ما تريد إلا أن تكون لك المكانة عند يعقوب ، والله لئن لم تدعه لنقتلنك معه ، قال : فإن أبيتم إلا ذلك فهاهنا هذا الجب الموحش القفر ، الذي هو مأوى الحيات والهوام فألقوه فيه ، فإن أصيب بشيء من ذلك فهو المراد ، وقد استرحتم من دمه ، وإن انفلت على أيدي سيارة يذهبون به إلى أرض فهو المراد ; فأجمع رأيهم على ذلك ; فهو قول الله تعالى : فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وجواب لما محذوف ; أي فلما ذهبوا به وأجمعوا على طرحه في الجب عظمت فتنتهم . وقيل : جواب لما قولهم : قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق . وقيل : التقدير فلما ذهبوا به من عند أبيهم وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب جعلوه فيها ، هذا على مذهب البصريين ; وأما على قول الكوفيين فالجواب : أوحينا والواو مقحمة ، والواو عندهم تزاد مع لما وحتى ; قال الله تعالى : حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها أي فتحت وقوله : حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور أي فار . قال امرؤ القيس :
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى
[ بها بطن خبث ذي حقاف عنقنق ]
أي انتحى ; ومنه قوله تعالى : فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أي ناديناه .
وأوحينا إليه دليل على نبوته في ذلك الوقت . قال الحسن ومجاهد والضحاك وقتادة : أعطاه الله النبوة وهو في الجب على حجر مرتفع عن الماء . وقال الكلبي : ألقي في الجب ، وهو ابن ثماني عشرة سنة ، فما كان صغيرا ; ومن قال كان صغيرا فلا يبعد في العقل أن يتنبأ الصغير ويوحى إليه . وقيل : كان وحي إلهام كقوله : وأوحى ربك إلى النحل . وقيل : كان مناما ، والأول أظهر - والله أعلم - وأن جبريل جاءه بالوحي .
قوله تعالى : لتنبئنهم بأمرهم هذا فيه وجهان : أحدهما : أنه أوحى إليه أنه سيلقاهم ويوبخهم على ما صنعوا ; فعلى هذا يكون الوحي بعد إلقائه في الجب تقوية لقلبه ، وتبشيرا له بالسلامة . الثاني : أنه أوحى إليه بالذي يصنعون به ; فعلى هذا يكون الوحي قبل إلقائه في الجب إنذارا له
وهم لا يشعرون أنك يوسف ; وذلك أن الله تعالى أمره لما أفضى إليه الأمر بمصر ألا يخبر أباه وإخوته بمكانه . وقيل : بوحي الله تعالى بالنبوة ; قاله ابن عباس ومجاهد . وقيل : ˝ الهاء ˝ ليعقوب ; أوحى الله تعالى إليه ما فعلوه بيوسف ، وأنه سيعرفهم بأمره ، وهم لا يشعرون بما أوحى الله إليه ، والله أعلم .
ومما ذكر من قصته إذ ألقي في الجب ما ذكره السدي وغيره أن إخوته لما جعلوا يدلونه في البئر ، تعلق بشفير البئر ، فربطوا يديه ونزعوا قميصه ; فقال : يا إخوتاه ردوا علي قميصي أتوارى به في هذا الجب ، فإن مت كان كفني ، وإن عشت أواري به عورتي ; فقالوا : ادع الشمس والقمر والأحد عشر كوكبا فلتؤنسك وتكسك ; فقال : إني لم أر شيئا ، فدلوه في البئر حتى إذا بلغ نصفها ألقوه إرادة أن يسقط فيموت ; فكان في البئر ماء فسقط فيه ، ثم آوى إلى صخرة فقام عليها . وقيل : إن شمعون هو الذي قطع الحبل إرادة أن يتفتت على الصخرة ، وكان جبريل تحت ساق العرش ، فأوحى الله إليه أن أدرك عبدي ; قال جبريل : فأسرعت وهبطت حتى عارضته بين الرمي والوقوع فأقعدته على الصخرة سالما . وكان ذلك الجب مأوى الهوام ; فقام على الصخرة وجعل يبكي ، فنادوه ، فظن أنها رحمة عليه أدركتهم ، فأجابهم ; فأرادوا أن يرضخوه بالصخرة فمنعهم يهوذا ، وكان يهوذا يأتيه بالطعام ; فلما وقع عريانا نزل جبريل إليه ; وكان إبراهيم حين ألقي في النار عريانا أتاه جبريل بقميص من حرير الجنة فألبسه إياه ، فكان ذلك عند إبراهيم ، ثم ورثه إسحاق ، ثم ورثه يعقوب ، فلما شب يوسف جعل يعقوب ذلك القميص في تعويذة وجعله في عنقه ، فكان لا يفارقه ; فلما ألقي في الجب عريانا أخرج جبريل ذلك القميص فألبسه إياه . قال وهب : فلما قام على الصخرة قال : يا إخوتاه إن لكل ميت وصية ، فاسمعوا وصيتي ، قالوا : وما هي ؟ قال : إذا اجتمعتم كلكم فأنس بعضكم بعضا فاذكروا وحشتي ، وإذا أكلتم فاذكروا جوعي ، وإذا شربتم فاذكروا عطشي ، وإذا رأيتم غريبا فاذكروا غربتي ، وإذا رأيتم شابا فاذكروا شبابي ; فقال له جبريل : يا يوسف كف عن هذا واشتغل بالدعاء ، فإن الدعاء عند الله بمكان ; ثم علمه فقال : قل اللهم يا مؤنس كل غريب ، ويا صاحب كل وحيد ، ويا ملجأ كل خائف ، ويا كاشف كل كربة ، ويا عالم كل نجوى ، ويا منتهى كل شكوى ، ويا حاضر كل ملأ ، يا حي يا قيوم أسألك أن تقذف رجاءك في قلبي ، حتى لا يكون لي هم ولا شغل غيرك ، وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، إنك على كل شيء قدير ; فقالت الملائكة : إلهنا نسمع صوتا ودعاء ، الصوت صوت صبي ، والدعاء دعاء نبي . وقال الضحاك : نزل جبريل - عليه السلام - على يوسف وهو في الجب فقال له : ألا أعلمك كلمات إذا أنت قلتهن عجل الله لك خروجك من هذا الجب ؟ فقال : نعم ، فقال له : قل يا صانع كل مصنوع ، ويا جابر كل كسير ، ويا شاهد كل نجوى ، ويا حاضر كل ملأ ، ويا مفرج كل كربة ، ويا صاحب كل غريب ، ويا مؤنس كل وحيد ، ايتني بالفرج والرجاء ، واقذف رجاءك في قلبي حتى لا أرجو أحدا سواك ; فرددها يوسف في ليلته مرارا ; فأخرجه الله في صبيحة يومه ذلك من الجب . ❝
❞ هل كانت مريم الصديقة علي دين اليهود ؟
ام النصاري؟
ام انها كان علي دين ابراهيم؟
أيها الإخوة أصحاب دعوة التوحيد هذه قضية شائكة لا يعقلها إلا العالمون
فمن المعلوم أن مريم الصديقة سيدة نساء العالمين احدي الكاملات الاربع وهي ابنة عمران قيل عنه انه نبي وقيل انه احد الصالحين وهو من سلالة داوود النبي أعظم ملوك بني إسرائيل
فقداظهر الله براءتها من دنس اليهود لما رموها بالزنا قال تعالي (وبكفرهم وقولهم علي مريم بهتانا عظيما )
وعظم من شانها لما ناداها (أن الله اصطفاكي وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين) وعظم من شان عائلتها كما قال (إن الله اصطفي ادم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم )
بل وزاد من تعظيمها فانزل سورة باسمها وسورة باسم عائلتها نتعبد بهما الي يوم الدين
والسؤال الان
ماذا عن دين مريم؟
فقد ولدت في بني إسرائيل أحفاد داوود النبي الذين صنعوا لأنفسهم شعائر وتشريعات خالفو بها شريعة موسي الكليم وحرفو تعاليم التوراة وقتلوا الأنبياء والمرسلين ونسخوا زابور داوود النبي وسبوا رب العالمين.
قال تعالي( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا )
وقال تعالي (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون )
وقال تعالي( لعن اللذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داوود وعيسي بن مريم ذلك بما عصو وكانوا يعتدون )
فهل كانت مريم علي دين أنبياء بني إسرائيل دين يعقوب وإسحاق ويوسف وموسي وهارون وداود
وسليمان وزكريا الذي هو دين الإسلام دين الخليل ابراهيم؟
أم انها كانت مع المنحرفين من بني إسرائيل والمحرفين أولئك الذين قالو عزير بن الله وقالو يد الله مغلولة وقالو أن الله فقير ونحن اغنياء واتهموا الله عزو وجل بالعجز والجهل؟
فهل كانت مريم علي دين الرسل ام انها كانت مع اليهود المحرفين ؟
فلما ولد طفلها فهل جاء بدين جديد اما جاء ليعيد المنحرفين من بني إسرائيل الي عقيدة التوحيد عقيدة سيدنا ابراهيم ؟
كما قال بنفسه
( انما جئت لخراف بني إسرائيل الضالة)
الم يقل لبني إسرائيل اني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة
الم يقل هو بنفسه ما جئت لانقض الناموس ولكن لاتممه)؟
الم يقل ربنا تبارك وتعالي (وقفينا علي اثارهم بعيسي بن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدي ونور )؟
فهل كانت أحكام الانجيل هادمة وناسخة لاحكام التوراة ام كانت متممة لها ؟
فلما نقول ان مريم كانت من بني إسرائيل علي دين الرسل بعيدا عن تدليس اليهود المنحرفين ثم ولد فيهم المسيح بن مريم وقد جاء لمعالجة انحرافات بني إسرائيل عن منهج الرسل فهل جاء المسيح علي دين الرسل ام اقر بانحرافات اليهود المنحلين ام انه جاء بدين ثالث غير دين الرسل وغير دين اليهود سماه دين النصاري المسيحيين ؟
وهل لما بعث المسيح غيرت مريم من دينها الي دين ابنها ام بقيت علي دين قومها ؟
هل كانت تقر باحكام توراة موسي و زابور داوود ام انها كفرت بهم ؟
وهل خالف ابنها المسيح أحكام توراة موسي ومزامير داوود ام انه جاء صدقا بهم ؟
وهل كان يري أن من أمن بالتوراة والزابور وانكر الانجيل يعد من المومنين الناجين ام انه كان يراهم من المكذبين الهالكين ؟
وماذا عن مريم امه هل كان يراها من الناجين مع بني قومها ام كان يراها غيرت دينها وصارت علي دين ابنها ؟
وهل كان المسيح يومن باحكام التوراة ويعلم بتعليم مخالفه لها ام أن هذه التحريف تم بغير علم المسيح ؟
هل كان المسيح يعلم بقول اليهود أن عزير بن الله ورضي لهم ذلك وهل كان يعلم أن اليهود عبدو العجل ورضي لهم ذلك وهل كان يعلم انهم قالو لموسي لن نؤمن لك حتي نري الله جهرة ورضي لهم ذلك؟
فإذا كان المسيح لم يرض بما قاله اليهود في موسي فلماذا يقبل منهم ان يقولوه فيه هو نفسه ؟
الم يقل بني إسرائيل في المسيح انه الله او ابنه أو صورة من صور الاله فهل كان هذا يرضي المسيح نفسه ام أن بني إسرائيل كما كذبوا علي موسي وغيروا التوراة وكذبو علي داوود وغيروا الزابور كذلك كذبو علي المسيح وغيروا أحكام الانجيل
والا فالاصل أن التوراة والانجيل والزابور كتب سماوية نزلت علي الرسل بدعوة التوحيد الخالص التي دعي بها ابراهيم وابناءه من بعده
فلما كان ابراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين فوجب علي أحفاد من الرسل أن يكونو علي دينه
لذلك نحن نؤمن ان اسماعيل وإسحاق كانو مسلمين وان يعقوب ويوسف كانو مسلمين وان موسي وهارون ويوشع كانوا مسلمين وان داوود وسليمان وزكريا ويحي والمسيح كانوا عن نفس الدين وان أحكام الكتب السماوية كلها نزلت لتدعو الي دين التوحيد فمحال أن يكون موسي يهوديا ومحال أن يكون داوود وسليمان وزكريا ويحي يهودا ومحال أن تكون مريم سليلة بيت داوود من اليهود ومحال أن يكون ابنها المسيح قد جاء بدين جديد انما اصل دينهم دين التوحيد الذي دعي اليه ابراهيم
ومحال أن يدعو المسيح بدعوة التثليث وأمه من بيت داوود الذي دعي الي التوحيد الذي كان ملة ابراهيم أمام الموحدين
والمجمل من القول أن مريم الصديقة سليلة بيت داوود محال أن تكون علي دين اليهود ومحال أن تكون علي دين النصاري الذي أحدثه اتباع المسيح
فقد كانت علي التوحيد الخالص وهي بريئة من شرك اليهود كما هي بريئة وابنها من ضلال الضالين الذين جاءو بهرطقات المشعوزين فجعلوا الله والد أو مولود وقدموه زبيحة بيد البشر فكتبو عليه الموت والتعذيب وما ينبغي هذا في حق الإله جل جلاله سبحانه وتعالي عما يصفون
وقد بين لنا ربنا تبارك وتعالي عبادات مريم لما ناداها (يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين )
فهل يوجد قنوت وسجود وركوع في شريعة اليهود والنصاري ام ترونه في ملة ابراهيم الخليل ؟
الم تروا الي قول الله عز وجل في خواتيم سورة الحج قوله (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين)
فهل ترون مريم القانتة الساجدة الراكعة كانت علي دين اليهود ام علي دين النصاري ام انها وابنها كانوا علي ملة ابراهيم من المسلمين؟ سؤال يستحق التدبر
انتهي . ❝