█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال الكاتب والمؤلِّف ❞ أبو زكريا يحي بن شرف النووي ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2024 يحيى الحزامي الشافعي (631هـ 1233م 676هـ 1277م) المشهور باسم "النووي" هو مُحدّث وفقيه ولغوي مسلم وأحد أبرز فُقهاء الشافعية اشتهر بكتبه وتصانيفه العديدة الفقه والحديث واللغة والتراجم كرياض الصالحين والأربعين النووية ومنهاج الطالبين والروضة ويوصف بأنه محرِّر المذهب ومهذّبه ومنقّحه ومرتبه حيث استقر العمل بين فقهاء ما يرجحه ويُلقب بشيخ فإذا أُطلق لفظ "الشيخين" عند أُريد بهما وأبو القاسم الرافعي القزويني ولد نوى سنة 631هـ ولما بلغ عشر سنين جعله أبوه دكان فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن تعلم القرآن الكريم وحفظه حتى ختم وقد قارب البلوغ ومكث بلده الثامنة عمره ثم ارتحل إلى دمشق قدم 649هـ فلازم مفتي الشام عبد الرحمن إبراهيم الفزاري وتعلم منه وبقي نحواً ثمان وعشرين أمضاها كلها بيت صغير المدرسة الرواحية يتعلّم ويُعلّم ويُؤلف الكتب وتولى رئاسة دار الحديث الأشرفية أن وافته المنية ❰ له مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها التبيان آداب حملة شرح متن الأربعين الأحاديث الصحيحة النبوية رياض المنهاج صحيح الحجاج (صحيح بشرح النووي) (ط المطبعة المصرية بالأزهر) كلام سيد المرسلين (ت: التركي) الأذكار الأبرار الأرناؤوط) بستان العارفين البشائر) النوويه الإيضاح مناسك الحج والعمرة وعليه الإفصاح مسائل مذاهب الأئمة الأربعة وغيرهم الناشرين : العلمية بلبنان مؤسسة الرسالة موقع الإسلام ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع المركز القومي للترجمة الجوزي الفكر المعاصر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قطر كثير للنشر السلام والترجمة البشائر الأفكار الدولية مكتبة التراث الاسلامي الصميعي الصحابة خزيمة البيان النوادر نزار مصطفى الباز العقيدة الإرشاد قرطبة جداول التوزيع الترجمة غراس الدار الأثرية المأمون للثقافة والتراث إدارة الطباعة المنيرية الملاح للطباعه دور نشر متعددة الاقتصاد الإسلامي الكتاب العالمي البلد الأمين سطور جديدة إسلامية الوسام ❱
مولده ونشأته
ولد الإمام النووي في نوى في العُشر الأوسط من المحرم (وقيل في العُشر الأول) سنة 631هـ، وعاش في كنف أبيه ورعايته، «وكان أبوه في دنياه مستور الحال، مباركاً له في رزقه، فنشأ النووي في ستر وخير وبقي يتعيش في الدكان لأبيه مدةً» كما يقول الذهبي. ولما بلغ النووي من العمر سبع سنين، كان نائماً ليلة السابع والعشرين من رمضان بجانب والده، فانتبه نحو نصف الليل، يقول والده: وأيقظني، وقال: «يا أبتي، ما هذا الضوء الذي قد ملأ الدار؟» فاستيقظ أهله جميعاً فلم نرَ كلنا شيئاً، قال والده: «فعرفت أنها ليلة القدر».
ولما بلغ عشر سنين جعله أبوه في دكان، فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن القرآن، وفي سنة نيف وأربعين وستمائة مرّ بقرية نوى الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي، فرأى النووي وهو ابن عشر سنين، والصبيان يُكرهونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم ويبكي لإكراههم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، يقول الشيخ ياسين: فوقع في قلبي محبته، فأتيت الذي يُقرئه القرآن فوصيته به، وقلت له: «هذا الصبي يُرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم، وينتفع الناس به»، فقال لي: «أمنجم أنت؟» فقلت: «لا، وإنما أنطقني الله بذلك»، فذكر ذلك لوالده، فحرص عليه إلى أن ختم القرآن، وقد ناهز الاحتلام. وقد مكث النووي في بلده نوى حتى بلغ الثامنة عشرة من عمره، ثم ارتحل إلى دمشق.
مؤلفاته
مخطوطة للأربعين النووية في مكتبة تشستر بيتي بإيرلندا
للإمام النووي الكثير من المؤلفات، مع أنه عاش نحو ست وأربعين سنة فقط، فقد ترك من المؤلفات ما لو قُسم على سنين حياته لكان نصيب كل يوم كراستين، ولقد حُكي عنه أنه كان يكتب حتى تكل يده فتعجزه، فيضع القلم ثم ينشد:
لئن كان هذا الدمع يجري صبابة
على غير سُعدى فهو دمع مُضيّع
قال الكمال الأدفوي: «كل ذلك (أي تصنيف مصنفاته) في زمن يسير وعمر قصير»، وقال ابن العطار: «وانتفع الناس بسائر البلاد بتصانيفه، وأكبوا على تحصيل تواليفه، حتى رأيت من كان يشنؤها (يبغضها) في حياته، مجتهداً في تحصيلها والانتفاع بها بعد موته، فرحمه الله ورضي عنه، وجمع بيننا وبينه في جناته».
وقد ألف النووي في علوم شتى: الفقه والحديث وشرح الحديث والمصطلح واللغة والتراجم والتوحيد وغير ذلك، وتتميز مؤلفاته بالوضوح وصحة التعبير وانسيابه بسهولة وعدم تكلف، يقول الذهبي: «إن عبارته أبسط من كلامه»، وأسلوبه أسلوب عصره مع عذوبة في الألفاظ، حتى إن ابن مالك النحوي الشهير اشتهى أن يحفظ المنهاج إعجاباً بما يكتب ويؤلف. ومؤلفات النووي ثلاثة أقسام: قسم أنجزه وأتمه، وقسم أدركته الوفاة قبل أن يتمه، وقسم غسل أوراقه أي محاها، وكانوا يغسلونها لأمر ما ولا يتلفونها لحاجتهم إلى ورقها.