█ _ أبي عثمان عمرو بن الجاحظ 1987 حصريا كتاب الدلائل والاعتبار الخلق والتدبير عن دار الندوة للطباعة والنشر والتوزيع 2024 والتدبير: يتحدث الكتاب : قال جاحظ إن ناسا حين جهلوا الأسباب والمعاني وقصروا الخلقة تأمل الصواب والحكمة فيها خرجوا إلي الجحود والتكذيب حتي أنكروا خلق الأشياء وزعموا أن كونها بأهمال لا صنعة فيه ولا تقدير فكانوا بمنولة عميان دخلوا دارا قد بنيت اتقن بناء وفرشت أحسن فرش وأعد ضروب الأطعمه والأشربة والمآرب ووضع كل شئ من ذلك موضعه علي صواب وتقدير فجعلو يسعون محجوبة أبصارهم فلا يبصرون هيئه الدار وما أعد وربما عثر الواحد منهم بالشئ وضع للشأن وهو جاهل بالمعني فتزمر وذم وبانيها الموسوعات العامة مجاناً PDF اونلاين الموسوعة أو دائرة المعارف هي مؤلف يحوي معلومات عامة حول موضوعات المعرفة الإنسانية متخصصة موضوع معين ويغلب معلوماتها الاختصار
❞ ومتى رأيت البرق سمعت الرّعد بعد، والرّعد يكون في الأصل قبله، ولكنّ الصّوت لا يصل إليك في سرعة البرق؛ لأنّ البارق والبصر أشدّ تقاربًا من الصّوت والسّمع، وقد ترى الإنسان، وبينك وبينه رحله فيضرب بعصا إمّا حجرًا، وإمّا دابّة، وإمّا ثوبًا، فترى الضّرب، ثمّ تمكث وقتًا إلى أن يأتيك الصّوت . ❝
❞ كان داهية من دواهي ثقيف، وثقيف من دهاة العرب، وقد بلغ من اقتداره في نفسه أنّه قد كان همّ بادّعاء النّبوة، وهو يعلم كيف الخصال التي يكون الرجل بها نبيًّا أو متنبّيًا إذا اجتمعت له، نعم وحتّى ترشّح؛ لذلك بطلب الرّوايات، ودرس الكتب، وقد بان عند العرب علّامة، ومعروفًا بالجولان في البلاد، راوية . ❝
❞ الرجل إذا كان باغيًا أو زائرًا، أو ممّن يلتمس القرى، ولم ير بالليل نارًا، عوى ونبح، لتجيبه الكلاب، فيهتدي بذلك إلى موضع الناس . ❝
❞ وهذا كتاب تستوي فيه رغبة الأمم، وتتشابه فيه العرب والعجم، لأنه وإن كان عربيّا أعرابيًّا، وإسلاميًّا جماعيًّا، فقد أخذ من طرف الفلسفة، وجمع بين معرفة السماع وعلم التجربة، وأشرك بين علم الكتاب والسنة، وبين وجدان الحاسّة، وإحساس الغريزة، ويشتهيه الفتيان كما تشتهيه الشيوخ، ويشتهيه الفاتك كما يشتهيه الناسك، ويشتهيه اللاعب ذو اللهو كما يشتهيه المجدّ ذو الحزم، ويشتهيه الغفل كما يشتهيه الأريب، ويشتهيه الغبيّ كما يشتهيه الفطن . ❝
❞ ولا يستطيع أعقل الناس أن يعملَ عمل أجرأ الناس ، كما لا يستطيع أجرأ الناس أن يعمل أعمال أعقل الناس . فبأعمال المجانين والعقلاء عرفنا مقدارهما من صحّة أذهانهما وفسادها ، وباختلاف أعمال الأطفال والكهول عرفنا مقدارهما في الضعف والقوّة ، وفي الجهل والمعرفة . وبمثل ذلك فَصَلنا بين الجماد والحيوان ، والعَالِم وأعلمَ منه ، والجاهل وأجهل منه . ❝
❞ من قوانين الملك أن توضع بين يدي كل رجلٍ صحفة، فيها كالذي بين يدي الملك من طعام غليظٍ أو دقيقٍ أو حارٍ أو قار، ولا يخص الملك نفسه بطعام دون أصحابه، لأن في ذلك ضعةً على الملك، ودليلاً على الاستئثار . ❝
❞ من العدل أن يعطي الملك كل أحد قسطه وكل طبقةٍ حقها، وأن تكون شريعة العدل في أخلاقه كشريعة ما يقتدي به من أداء الفرائض والنوافل التي تجب عليه رعايتها والمثابرة على التمسك بها، وإيناس الناس في بسط أيديهم في الطعام، حتى يسوي في ذلك بين الملوك والنمط الأوسط والعامة . ❝