█ _ يوسف القرضاوي 1996 حصريا كتاب ❞ ثقافة الداعية ❝ عن مكتبة وهبة 2024 الداعية: مقدمة الدعوة إلى الله تعالى هي مهمَّة الرسل والأنبياء الذين هم خيرة من عباده وسفراؤه خلقه وهي خلفاء وورثتهم العلماء العاملين والربانيين الصادقين أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله لأن ثمرتها هداية الناس الحقِّ وتحبيبهم الخير وتنفيرهم الباطل والشرِّ وإخراجهم الظلمات النور {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت:33) والدعوة دينه واتباع هداه وتحكيم منهجه الأرض وإفراده بالعبادة والاستعانة والطاعة والبراءة كلِّ الطواغيت التي تُطاع دون وإحقاق ما أحقَّ وإبطال أبطل والأمر بالمعروف والنهي المنكر والجهاد سبيل وبعبارة موجزة: الإسلام خالصًا متكاملًا غير مشوب ولا مجزَّأ ومثل هذه المعاني ليست بالأمر الهيِّن الذي يُقابل بالإغضاء والسكوت أو الموافقة والقَبول وكيف تقبل العقول الجامدة القلوب المريضة القوى المتسلِّطـة الفـئات التـي أضلَّـها الهـوى أغرقها حبُّ الدنيا؟ لهذا كان لا بد لهذه العظيمة الشاملة دعاة أقوياء يتناسبون مع عظمتها وشمولها قادرين أن يمدُّوا أشعة ضيائها أنفس وعقولهم وضمائرهم تشرق بها جوانحهم وتستضىء حياتهم إن هذا المنشود هو القوة المحركة (الموتور) "الدينامو" لعملية وحركة سيرها إن المشتغلين بالتربية والتعليم يقولون دراسة وخبرة ومعاناة: المعلم العمود الفقري عملية التربية وهو ينفخ فيها الرُّوح ويُجرِي عروقها دم الحياة مجال التعليم والتربية عوامل شتَّى ومؤثِّرات أخرى كثيرة المنهج الكتاب الإدارة الجوِّ المدرسي التوجيه التفتيش وكلُّها تؤثِّر والتأثير بنسب متفاوتة ولكن يظلُّ العصب الحي للتعليم فماذا يقول المشتغلون بالدعوة والإرشاد شأن ومبلغ أثره العامل الفذ ينفرد بالتأثير والتوجيه الدعوة؟ إذ يشاركه ذلك ـ عادة منهج موضوع مقرَّر جوٍّ إدارة توجيه فالداعية وحده غالب الأمر والمنهج والكتاب والمعلم وعليه يقع عبء كله؛ وهذا يجعل العناية بتكوين الدعاة وإعدادهم الإعداد المتكامل أمرا بالغ الأهمية وإلا أُصيبت كلُّ مشروعات بالخيبة والإخفاق الداخل والخارج شرطها الأول لم يتحقَّق المهيَّأ لحمل الرسالة ومن هنا للداعية يريد نريد له ينتصر معركته الجهل والهوى والتسلُّط والفساد يتسلَّح بأسلحة لازمة الدفاع والهجوم وأول الأسلحة ريب سلاح فبدونه يبطل وتفشل ذخيرة وليس بالتمنِّي وقر القلب وصدَّقه العمل وثاني هو: الأخلاق لوازم وثماره و"أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا" وقد وصف سيد فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4) وخاطبه بقوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ } (آل عمران:159) وثالث العلم الثقافة فهذه العدَّة الفكرية بجوار الروحية والأخلاقية والدعوة عطاء وإنفاق ومَن يكن عنده علم كيف يُعطى غيره وفاقد الشيء يعطيه يملك النصاب يزكِّي؟ وحديثنا البحث الجانب خاصة: الفكري الثقافي المطلوب المسلم يعدُّ نفسه نعدُّه نحن المنشود؟ أخرى: اللازمة أردنا ننشئ مدرسة للدعاة كلية للدعوة أراد أحدنا يكوِّن داعية قادرًا والتأثير؟ إن الجواب السؤال أعددتُه الأصل للمؤتمر العالمي لتوجيه وإعداد دعت إليه الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة صفر 1397هـ كنتُ أردتُه مختصرًا فطال بالرغم مني ولعل فالموضوع تتطلَّبه الحاجة اليوم وبخاصة أكثر أُنشئت وتُنشأ عالمنا الإسلامي ولقد تبيَّن لي حاجة مجموعة الثقافات هي: 1 الدينية 2 التاريخية 3 الأدبية واللغوية 4 الإنسانية 5 العلمية 6 الواقعية والمطلوب الناجح يتمثَّل ويهضمها ويكوِّن منها مزيجًا جديدًا طيبًا نافعًا أشبه شيء بالنحلة تأكل الثمرات سالكة سُبل ربها ذللاً لتخرج شرابًا مختلفًا ألوانه فيه شفاء للناس كما آية لقوم يتفكرون والدعاة مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل والدعاة مشكلات ليس فقط بالكتيب يحوي القيم والمبادئ يجدر بكل طالب يقف علي باب إلي يقرأها ويتعلم بل إنه –علي أرى– لابد وأن يكون منهجًا قويمًا تسير عليه كل المؤسسات والهيئات والجمعيات المسؤولة أي بلد البلدان دين هذه مكانة لايمكن أبدًا لمثل توضع أدنى