█ وكان ﷺ يبدأ من لقيه بالسلام وإذا سلم عليه أحد رد عليهِ مِثلَ تحيته أو أفضل منها الفور غير تأخير إلا لعذر مثل حالة الصلاة وحالة قضاء الحاجة يُسمعُ المُسَلِم رده ولم يكن يَرُدُّ بيده ولا رأسه أصبعه فإنه كان يرد إشارة ثبت ذلك عنه عدة أحاديث يجئ ما يعارضها بشيء باطل لا يصح وكان هديه ابتداء السلام أن يقول ( السَّلَامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وبركاته ) يكره المبتدئ : عليك قال أبو جري الهجيمي أتيتُ النبي فَقُلْتُ عَلَيْكَ السَّلامُ يَا رَسُولَ فَقَالَ تَقُلْ فَإِنَّ تَحِيةُ المَوْتَى كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر تكن معه أية مصادر ينقل يحتاج إليه وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ هديه ﷺ في الأضاحي
لم يكن ﷺ يَدَعُ الأضحية ، وكان يُضَحي بكبشين ، وكان ينحرهما بعد صلاة العيد ، وأخبر أن مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ ، فَلَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ ، وإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ ، هذا الذي دلت عليه سُنته وهديه ﷺ ، لا الاعتبار بوقت الصلاة والخطبة بل بنفس فعلها ، وهذا هو الذي ندين الله به ، وأمرهم أن يذبحوا الجَذَعَ مِن الضَّانِ والثنِي مِمَّا سِوَاهُ ، وهي المُسِنَّة ، ونهى ﷺ عن إدخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث ، ومن هديه ﷺ أن من أراد التضحية ، ودخل يوم العشر ، فلا يأخُذ من شعره وبشره شيئاً ، وكان من هديه ﷺ اختيار الأضحية واستحسانها ، وسلامتها مِن العُيوب ، ونهى أَنْ يُضَحَى بِعَضْبَاءِ الأُذُنِ والقَرْنِ ، أي مقطوعة الأذن ، ومكسورة القرن ، النصف فما زاد ، وأمرَ ﷺ أَنْ تُسْتَشْرَفَ العَيْنُ والأُذُن ، أي : يُنظر إلى سلامتها ، وأن لا يُضحى بِعَوْرَاء ، ولا مُقابَلَة ، ولا مُدَابَرَة ، ولا شرقاءَ ولا خَرْقَاءَ ، ˝ والمُقَابَلَةُ هي الَّتِي قُطِعَ مُقَدَّمُ أُذُنِها ، والمُدَابَرَةُ الَّتى قُطِعَ مُؤَخِّرُ أُذُنِهَا ، والشَّرْقَاءُ التي شُقَّتْ أُذُنُها ، والخَرْقَاءُ التي خُرِقَتْ أُذُنُها ˝ ، وذكر عنه أيضاً : أَرْبَعٌ لَا تُجْزِي في الأضاحي : العَوْرَاءُ البَيِّنُ عَوَرُهَا ، والمَرِيضَةُ البَيِّنُ مَرَضُهَا ، والعَرْجَاءُ البَيِّنُ عَرَجُهَا ، والكسيرَةُ التي لا تُنقي والعَجْفَاءُ التي لا تنقي ، أي من هزالها لا مخ فيها ، ونهى ﷺ عن ذبح المُصْفرة ، والمُسْتَأْصَلَة ، والبَخْقَاء ، والمُشَيَّعَةِ ، والكَسْراء ، ˝ فالمُصفَرة التي تُستأصل أذنها حتى يَبْدُو صِمَاحُها ، والمُستَأْصَلَةُ التي استُوْصِلَ قَرْنُها مِنْ أَصْلِهِ ، والبَخْقَاء التي بخقت عينها ، والمشيعة التي لا تتبع الغنم عَجَفاً وضَعْفاً ، والكَسْراءُ الكَسِيرة ˝ ، وكان من هديه ﷺ أن يُضحي بالمُصلَّى ، ذكره أبو داود عن جابر أنه شَهِدَ معه الأضحي بالمصلى ، فلما قَضَى خُطبته نزل من منبره ، وأتي بكبش ، فذبحه بيده وقال ( بِسْمِ الله ، واللهُ أَكْبَرُ ، هَذَا عَنِّي وَعَمَّن لَمْ يُضَحٌ مِنْ أُمتي ) ، وفي الصحيحين ( أنَّ النبيَّ ﷺ كَان يَذْبَحُ وينحر بالمصلى ) ، وذكر أبو داود عنه : أنه ذبح يوم النحر كبشين أقرنين أَمْلَحَيْنِ مَوْجُوءَين ، فلما وَجَهَهُمَا قال ﷺ ( وجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً ، ومَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ ، بسم الله ، واللهُ أَكْبَرُ ) ثُمَّ ذَبح ، وأمر الناس إذا ذبحوا أن يُحسِنُوا ، وإذا قتلوا أن يُحسنوا القتلة ، وقال ﷺ ( إن اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ) ، وكان من هديه ﷺ أن الشاة تجزئ عن الرجل وعن أهل بيته ، وإن كثُر عددهم . ❝
❞ قدوم وفد خَوْلان على رسول الله ﷺ ..
قدم عليه ﷺ في شهر شعبان سنة عشر وفد خولان وهم عشرة ، فقالوا : يا رسول الله نحن على مَن وَرَاءَنَا مِن قومنا ، ونحن مؤمنون بالله عز وجل ، ومصدقون برسوله ، وقد ضربنا إليك آباط الإبل ، وركبنا حُزُونَ الأرض وسهولها ، والمِنَّةَ لله ولرسوله علينا وقدمنا زائرين لك ، فقال رسول الله ﷺ ( أَمَّا مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ مَسيَرِكُم إِلَيَّ فَإِنَّ لَكُم بِكُلِّ خَطْوَة خَطَاهَا بَعِيرُ أَحَدِكُم حَسَنَة ، وأما قولكم : زائرِينَ لك ، فإِنه مَنْ زَارَني بِالْمَدِينَةِ ، كَانَ فِي جواري يَوْمَ القِيَامَةِ) ، قالوا : يا رسول الله ! هذا السفر الذي لا تَوَى عَلَيْهِ ، ثم قال رسول الله ﷺ ( مَا فَعَلَ عَم أنَسِ ؟ ) ، - وهو صنم خولان الذي كانوا يعبدونه - ، قالوا : أبْشِر ، بدلنا الله به ما جئت به ، وقد بقيت منا بقايا ـ من شيخ كبير وعجوز كبيرة - متمسكون ، به ولو قدمنا عليه ، لهدمناه إن شاء الله فقد كنا منه في غرور وفتنة ، فقال لهم رسول ﷺ ( ومَا أَعْظَمَ مَا رَأَيْتُم مِنْ فِتْنَتِه ؟ ) قالوا : لقد رأيتنا أَسْنتْنَا حَتَّى أكلنا الرَّمة ، فجمعنا ما قَدَرْنا عليه ، وابتعنا به مئة ثور ، ونحرناها لعم أنس ، قرباناً في غَداة واحدة ، وتركناها تردها السباع ، ونحن أحوج إليها من السباع ، فجاءنا الغيث من ساعتنا ، ولقد رأينا العُشْبَ يواري الرجال ، ويقول قائلنا : أنعم علينا《عم أنس 》وذكروا لرسول الله ﷺ ما كانوا يقسِمُون لصنمهم هذا من أنعامهم وحُروثهم ، وأنهم كانوا يجعلون من ذلك جزءاً له ، وجزءاً لله بزعمهم ، قالوا : كنا نزرع الزرع ، فنجعل له وسطه فنسميه له ونسمي زرعاً آخر حجرة لله ، فإذا مالت الريح فالذي سميناه لله جعلناه لعم أنس، وإذا مالت الريح ، فالذي جعلناه لعم أنس ، لم نجعله لله ، فذكر لهم رسول الله ﷺ أن الله أنزل عليَّ في ذلك { وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِن الحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا } ، قالوا : وكنا نتحاكم إليه فيتكلم ، فقال رسول الله ﷺ ( تِلْكَ الشَّيَاطِينُ تُكَلِّمُكُم ) ، وسألوه عن فرائض الدين ، فأخبرهم وأمرهم بالوفاء بالعهد وأداء الأمانة وحسن الجوار لمن جاوروا وأن لا يظلِمُوا أحداً ، قال ﷺ ( فإن الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ ) ، ثم ودَّعوه بعد أيام وأجازهم ، فرجعوا إلى قومهم ، فلم يَحُلُّوا عقدة حتى هدموا «عم أنس» . ❝
❞ وكان ﷺ إذا استيقظ من النوم قال ( الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) ، وقالت عائشة : كان إِذَا هَبْ مِنَ اللَّيْلِ ، كَبَّرَ اللَّهَ عَشْراً ، وَحَمِد الله عَشْراً ، وَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَشْراً ، سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ عَشْرَاً ، وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَشْراً ، وهَلَّلَ عَشْرَاً ، ثُمَّ قَالَ ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا ، وَضِيقِ يَوْمِ القِيَامَةِ ) عَشْرَاً ، ثُمَّ يَسْتَفْتِحُ الصلاة ، وقالت أَيْضَاً : كَانَ ﷺ إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ ( لَا إلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي ، وَأَسْأَلُكَ رَحْمَتَكَ ، اللَّهُمْ زِدْنِي عِلْماً وَلَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي ، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ . ❝