قدوم وفد خَوْلان على رسول الله ﷺ .. قدم عليه ﷺ في شهر... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ قدوم وفد خَوْلان رسول الله ﷺ قدم عليه شهر شعبان سنة عشر خولان وهم عشرة فقالوا : يا نحن مَن وَرَاءَنَا مِن قومنا ونحن مؤمنون بالله عز وجل ومصدقون برسوله وقد ضربنا إليك آباط الإبل وركبنا حُزُونَ الأرض وسهولها والمِنَّةَ لله ولرسوله علينا وقدمنا زائرين لك فقال ( أَمَّا مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ مَسيَرِكُم إِلَيَّ فَإِنَّ لَكُم بِكُلِّ خَطْوَة خَطَاهَا بَعِيرُ أَحَدِكُم حَسَنَة وأما قولكم زائرِينَ فإِنه مَنْ زَارَني بِالْمَدِينَةِ كَانَ فِي جواري يَوْمَ القِيَامَةِ) قالوا ! هذا السفر الذي لا تَوَى عَلَيْهِ ثم قال فَعَلَ عَم أنَسِ ؟ ) وهو صنم كانوا يعبدونه أبْشِر بدلنا به ما جئت بقيت منا بقايا ـ من شيخ كبير وعجوز كبيرة متمسكون ولو قدمنا لهدمناه إن شاء فقد كنا منه غرور وفتنة لهم ومَا أَعْظَمَ رَأَيْتُم فِتْنَتِه لقد رأيتنا أَسْنتْنَا حَتَّى أكلنا الرَّمة فجمعنا قَدَرْنا وابتعنا مئة ثور ونحرناها لعم أنس قرباناً غَداة واحدة وتركناها تردها السباع أحوج إليها فجاءنا الغيث كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه ألف الكتب أثناء ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه مع العلم أن القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ قدوم وفد خَوْلان على رسول الله ﷺ . قدم عليه ﷺ في شهر شعبان سنة عشر وفد خولان وهم عشرة ، فقالوا : يا رسول الله نحن على مَن وَرَاءَنَا مِن قومنا ، ونحن مؤمنون بالله عز وجل ، ومصدقون برسوله ، وقد ضربنا إليك آباط الإبل ، وركبنا حُزُونَ الأرض وسهولها ، والمِنَّةَ لله ولرسوله علينا وقدمنا زائرين لك ، فقال رسول الله ﷺ ( أَمَّا مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ مَسيَرِكُم إِلَيَّ فَإِنَّ لَكُم بِكُلِّ خَطْوَة خَطَاهَا بَعِيرُ أَحَدِكُم حَسَنَة ، وأما قولكم : زائرِينَ لك ، فإِنه مَنْ زَارَني بِالْمَدِينَةِ ، كَانَ فِي جواري يَوْمَ القِيَامَةِ) ، قالوا : يا رسول الله ! هذا السفر الذي لا تَوَى عَلَيْهِ ، ثم قال رسول الله ﷺ ( مَا فَعَلَ عَم أنَسِ ؟ ) ، - وهو صنم خولان الذي كانوا يعبدونه - ، قالوا : أبْشِر ، بدلنا الله به ما جئت به ، وقد بقيت منا بقايا ـ من شيخ كبير وعجوز كبيرة - متمسكون ، به ولو قدمنا عليه ، لهدمناه إن شاء الله فقد كنا منه في غرور وفتنة ، فقال لهم رسول ﷺ ( ومَا أَعْظَمَ مَا رَأَيْتُم مِنْ فِتْنَتِه ؟ ) قالوا : لقد رأيتنا أَسْنتْنَا حَتَّى أكلنا الرَّمة ، فجمعنا ما قَدَرْنا عليه ، وابتعنا به مئة ثور ، ونحرناها لعم أنس ، قرباناً في غَداة واحدة ، وتركناها تردها السباع ، ونحن أحوج إليها من السباع ، فجاءنا الغيث من ساعتنا ، ولقد رأينا العُشْبَ يواري الرجال ، ويقول قائلنا : أنعم علينا《عم أنس 》وذكروا لرسول الله ﷺ ما كانوا يقسِمُون لصنمهم هذا من أنعامهم وحُروثهم ، وأنهم كانوا يجعلون من ذلك جزءاً له ، وجزءاً لله بزعمهم ، قالوا : كنا نزرع الزرع ، فنجعل له وسطه فنسميه له ونسمي زرعاً آخر حجرة لله ، فإذا مالت الريح فالذي سميناه لله جعلناه لعم أنس، وإذا مالت الريح ، فالذي جعلناه لعم أنس ، لم نجعله لله ، فذكر لهم رسول الله ﷺ أن الله أنزل عليَّ في ذلك ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِن الحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا ﴾ ، قالوا : وكنا نتحاكم إليه فيتكلم ، فقال رسول الله ﷺ ( تِلْكَ الشَّيَاطِينُ تُكَلِّمُكُم ) ، وسألوه عن فرائض الدين ، فأخبرهم وأمرهم بالوفاء بالعهد وأداء الأمانة وحسن الجوار لمن جاوروا وأن لا يظلِمُوا أحداً ، قال ﷺ ( فإن الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ ) ، ثم ودَّعوه بعد أيام وأجازهم ، فرجعوا إلى قومهم ، فلم يَحُلُّوا عقدة حتى هدموا «عم أنس». ❝
❞ قدوم وفد خَوْلان على رسول الله ﷺ .. قدم عليه ﷺ في شهر شعبان سنة عشر وفد خولان وهم عشرة ، فقالوا : يا رسول الله نحن على مَن وَرَاءَنَا مِن قومنا ، ونحن مؤمنون بالله عز وجل ، ومصدقون برسوله ، وقد ضربنا إليك آباط الإبل ، وركبنا حُزُونَ الأرض وسهولها ، والمِنَّةَ لله ولرسوله علينا وقدمنا زائرين لك ، فقال رسول الله ﷺ ( أَمَّا مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ مَسيَرِكُم إِلَيَّ فَإِنَّ لَكُم بِكُلِّ خَطْوَة خَطَاهَا بَعِيرُ أَحَدِكُم حَسَنَة ، وأما قولكم : زائرِينَ لك ، فإِنه مَنْ زَارَني بِالْمَدِينَةِ ، كَانَ فِي جواري يَوْمَ القِيَامَةِ) ، قالوا : يا رسول الله ! هذا السفر الذي لا تَوَى عَلَيْهِ ، ثم قال رسول الله ﷺ ( مَا فَعَلَ عَم أنَسِ ؟ ) ، - وهو صنم خولان الذي كانوا يعبدونه - ، قالوا : أبْشِر ، بدلنا الله به ما جئت به ، وقد بقيت منا بقايا ـ من شيخ كبير وعجوز كبيرة - متمسكون ، به ولو قدمنا عليه ، لهدمناه إن شاء الله فقد كنا منه في غرور وفتنة ، فقال لهم رسول ﷺ ( ومَا أَعْظَمَ مَا رَأَيْتُم مِنْ فِتْنَتِه ؟ ) قالوا : لقد رأيتنا أَسْنتْنَا حَتَّى أكلنا الرَّمة ، فجمعنا ما قَدَرْنا عليه ، وابتعنا به مئة ثور ، ونحرناها لعم أنس ، قرباناً في غَداة واحدة ، وتركناها تردها السباع ، ونحن أحوج إليها من السباع ، فجاءنا الغيث من ساعتنا ، ولقد رأينا العُشْبَ يواري الرجال ، ويقول قائلنا : أنعم علينا《عم أنس 》وذكروا لرسول الله ﷺ ما كانوا يقسِمُون لصنمهم هذا من أنعامهم وحُروثهم ، وأنهم كانوا يجعلون من ذلك جزءاً له ، وجزءاً لله بزعمهم ، قالوا : كنا نزرع الزرع ، فنجعل له وسطه فنسميه له ونسمي زرعاً آخر حجرة لله ، فإذا مالت الريح فالذي سميناه لله جعلناه لعم أنس، وإذا مالت الريح ، فالذي جعلناه لعم أنس ، لم نجعله لله ، فذكر لهم رسول الله ﷺ أن الله أنزل عليَّ في ذلك { وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِن الحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا } ، قالوا : وكنا نتحاكم إليه فيتكلم ، فقال رسول الله ﷺ ( تِلْكَ الشَّيَاطِينُ تُكَلِّمُكُم ) ، وسألوه عن فرائض الدين ، فأخبرهم وأمرهم بالوفاء بالعهد وأداء الأمانة وحسن الجوار لمن جاوروا وأن لا يظلِمُوا أحداً ، قال ﷺ ( فإن الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ ) ، ثم ودَّعوه بعد أيام وأجازهم ، فرجعوا إلى قومهم ، فلم يَحُلُّوا عقدة حتى هدموا «عم أنس». ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ قدوم وفد خَوْلان على رسول الله ﷺ . قدم عليه ﷺ في شهر شعبان سنة عشر وفد خولان وهم عشرة ، فقالوا : يا رسول الله نحن على مَن وَرَاءَنَا مِن قومنا ، ونحن مؤمنون بالله عز وجل ، ومصدقون برسوله ، وقد ضربنا إليك آباط الإبل ، وركبنا حُزُونَ الأرض وسهولها ، والمِنَّةَ لله ولرسوله علينا وقدمنا زائرين لك ، فقال رسول الله ﷺ ( أَمَّا مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ مَسيَرِكُم إِلَيَّ فَإِنَّ لَكُم بِكُلِّ خَطْوَة خَطَاهَا بَعِيرُ أَحَدِكُم حَسَنَة ، وأما قولكم : زائرِينَ لك ، فإِنه مَنْ زَارَني بِالْمَدِينَةِ ، كَانَ فِي جواري يَوْمَ القِيَامَةِ) ، قالوا : يا رسول الله ! هذا السفر الذي لا تَوَى عَلَيْهِ ، ثم قال رسول الله ﷺ ( مَا فَعَلَ عَم أنَسِ ؟ ) ، - وهو صنم خولان الذي كانوا يعبدونه - ، قالوا : أبْشِر ، بدلنا الله به ما جئت به ، وقد بقيت منا بقايا ـ من شيخ كبير وعجوز كبيرة - متمسكون ، به ولو قدمنا عليه ، لهدمناه إن شاء الله فقد كنا منه في غرور وفتنة ، فقال لهم رسول ﷺ ( ومَا أَعْظَمَ مَا رَأَيْتُم مِنْ فِتْنَتِه ؟ ) قالوا : لقد رأيتنا أَسْنتْنَا حَتَّى أكلنا الرَّمة ، فجمعنا ما قَدَرْنا عليه ، وابتعنا به مئة ثور ، ونحرناها لعم أنس ، قرباناً في غَداة واحدة ، وتركناها تردها السباع ، ونحن أحوج إليها من السباع ، فجاءنا الغيث من ساعتنا ، ولقد رأينا العُشْبَ يواري الرجال ، ويقول قائلنا : أنعم علينا《عم أنس 》وذكروا لرسول الله ﷺ ما كانوا يقسِمُون لصنمهم هذا من أنعامهم وحُروثهم ، وأنهم كانوا يجعلون من ذلك جزءاً له ، وجزءاً لله بزعمهم ، قالوا : كنا نزرع الزرع ، فنجعل له وسطه فنسميه له ونسمي زرعاً آخر حجرة لله ، فإذا مالت الريح فالذي سميناه لله جعلناه لعم أنس، وإذا مالت الريح ، فالذي جعلناه لعم أنس ، لم نجعله لله ، فذكر لهم رسول الله ﷺ أن الله أنزل عليَّ في ذلك ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِن الحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا ﴾ ، قالوا : وكنا نتحاكم إليه فيتكلم ، فقال رسول الله ﷺ ( تِلْكَ الشَّيَاطِينُ تُكَلِّمُكُم ) ، وسألوه عن فرائض الدين ، فأخبرهم وأمرهم بالوفاء بالعهد وأداء الأمانة وحسن الجوار لمن جاوروا وأن لا يظلِمُوا أحداً ، قال ﷺ ( فإن الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ ) ، ثم ودَّعوه بعد أيام وأجازهم ، فرجعوا إلى قومهم ، فلم يَحُلُّوا عقدة حتى هدموا «عم أنس». ❝
❞ الجهاد أربع مراتب : جهاد النفس ، وجهاد الشيطان ، وجهاد الكفار ، وجهاد المنافقين ، وجهاد النفس أربع مراتب أيضاً : إحداها : أَنْ يُجاهِدَها على تعلم الهدى ، ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به ، ومتى فاتها علمه ، شقيت في الدارين ، الثانية : أن يُجاهدها على العمل به بعد علمه ، وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يَضُرَّها لم ينفعها ، الثالثة : أن يُجاهدها على الدعوة إليه ، وتعليمِهِ مَنْ لا يعلمه ، وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله الهدى والبينات ولا ينفعُهُ علمه ، ولا يُنجيه من من عذاب الله ، الرابعة : أن يُجاهِدَها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله ، وأذى الخلق ، ويتحمل ذلك كله لله ، فإذا استكمل هذه المراتب الأربع ، صار من الرَّبَّانِيين ، فإن السلف مُجمِعُونَ على أن العَالِمَ لا يستحق أن يُسمى ربانياً حتى يعرف الحق ، ويعمل به ، ويُعَلِّمه ، فمن علم وَعَمِلَ وعَلَّمَ فذاكَ يُدعى عظيماً في ملكوت السماوات ، وأما جهاد الشيطان ، فمرتبتان ، إحداهما : جهاده على دفع ما يُلقي إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان ، الثانية : جهادة على دفع ما يُلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهواتِ ، فالجهاد الأول يكون بعده اليقين ، والثاني يكون بعده الصبر ، قال تعالى { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَيْمَةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا اتِنَا يُوقِنُونَ } فأخبر أن إمامة الدين ، إنما تُنال بالصبر واليقين ، فالصبر يدفع الشهوات والإرادات الفاسدة ، واليقين يدفع الشكوك والشبهات ، وأما جهاد الكفار والمنافقين ، فأربع مراتب : بالقلب ، واللسان ، والمال ، والنفس ، وجهاد الكفار أخص باليد ، وجهاد المنافقين أخص باللسان ، وأما جهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات فثلاث مراتب : الأولى باليد إذا قَدَرَ ، فإن عَجَزَ ، انتقل إلى اللسان ، فإن عَجَزَ ، جاهد بقلبه ، فهذه ثلاثةَ عشر مرتبةٌ من الجهاد ، ( ومَنْ مَاتَ وَلَم يَغْزُ ، وَلَمْ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِالغَزْوِ ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مَنَ النِّفَاقِ ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ الجهاد أربع مراتب : جهاد النفس ، وجهاد الشيطان ، وجهاد الكفار ، وجهاد المنافقين ، وجهاد النفس أربع مراتب أيضاً : إحداها : أَنْ يُجاهِدَها على تعلم الهدى ، ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به ، ومتى فاتها علمه ، شقيت في الدارين ، الثانية : أن يُجاهدها على العمل به بعد علمه ، وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يَضُرَّها لم ينفعها ، الثالثة : أن يُجاهدها على الدعوة إليه ، وتعليمِهِ مَنْ لا يعلمه ، وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله الهدى والبينات ولا ينفعُهُ علمه ، ولا يُنجيه من من عذاب الله ، الرابعة : أن يُجاهِدَها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله ، وأذى الخلق ، ويتحمل ذلك كله لله ، فإذا استكمل هذه المراتب الأربع ، صار من الرَّبَّانِيين ، فإن السلف مُجمِعُونَ على أن العَالِمَ لا يستحق أن يُسمى ربانياً حتى يعرف الحق ، ويعمل به ، ويُعَلِّمه ، فمن علم وَعَمِلَ وعَلَّمَ فذاكَ يُدعى عظيماً في ملكوت السماوات ، وأما جهاد الشيطان ، فمرتبتان ، إحداهما : جهاده على دفع ما يُلقي إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان ، الثانية : جهادة على دفع ما يُلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهواتِ ، فالجهاد الأول يكون بعده اليقين ، والثاني يكون بعده الصبر ، قال تعالى ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَيْمَةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا اتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ فأخبر أن إمامة الدين ، إنما تُنال بالصبر واليقين ، فالصبر يدفع الشهوات والإرادات الفاسدة ، واليقين يدفع الشكوك والشبهات ، وأما جهاد الكفار والمنافقين ، فأربع مراتب : بالقلب ، واللسان ، والمال ، والنفس ، وجهاد الكفار أخص باليد ، وجهاد المنافقين أخص باللسان ، وأما جهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات فثلاث مراتب : الأولى باليد إذا قَدَرَ ، فإن عَجَزَ ، انتقل إلى اللسان ، فإن عَجَزَ ، جاهد بقلبه ، فهذه ثلاثةَ عشر مرتبةٌ من الجهاد ، ( ومَنْ مَاتَ وَلَم يَغْزُ ، وَلَمْ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِالغَزْوِ ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مَنَ النِّفَاقِ ). ❝