وكان من هديه ﷺ تعظيم يوم الجمعة وتشريفه ، وتخصيصه... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ وكان من هديه ﷺ تعظيم يوم الجمعة وتشريفه وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره 🔸️وكان خواص هذا اليوم أن يقرأ فجره بسورتي السجدة والإنسان لانهما تظمنتا ماكان ويكون فإنهما إشتملتا خلق آدم وعلى ذكر المعاد وحشر العباد وقراءتهما فيه تذكير للأمة 🔸️والخاصة الثانية : إستحباب كُثرة الصلاة النبي وفي ليلته لقوله ( إكثروا علي وليلة ورسول الله سيد الأنام ويوم الأيام فللصلاة عليه مزيةٌ ليست لغيره مع حكمة أخرى وهي كل خير والآخرة نالته أمته الدنيا فإنما يده فجمع لأمته به بين خيري فأعظمُ كرامة تحصل لهم فإن بعثهم إلى منازلهم وقصورهم الجنَّة وهو المزيد إذا دخلوا الجنة عيد يُسعفهم تعالى بطلباتهم وحوائجهم ولا يَرُدُّ سائلهم وهذا كله إنما عرفوه وحصل بسببه فمِن شكره وحمده وأداء القليل حقه نكثر وليلته الثالثة صلاة التي هي آكد فروض الإسلام ومن أعظم مجامع المسلمين مجمع يجتمعون وأفرضُه كتاب زاد هدي (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت حديث الموضوع الذي يخصه العلم القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ وكان من هديه ﷺ تعظيم يوم الجمعة وتشريفه ، وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره ، 🔸️وكان من خواص هذا اليوم أن يقرأ ﷺ في فجره بسورتي السجدة والإنسان ، لانهما تظمنتا ماكان ويكون في هذا اليوم فإنهما إشتملتا على خلق آدم ، وعلى ذكر المعاد ، وحشر العباد ، وقراءتهما فيه تذكير للأمة ، 🔸️والخاصة الثانية : إستحباب كُثرة الصلاة على النبي ﷺ فيه وفي ليلته ، لقوله ﷺ ( إكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة ، ورسول الله ﷺ سيد الأنام ، ويوم الجمعة سيد الأيام ، فللصلاة عليه في اليوم مزيةٌ ليست لغيره مع حكمة أخرى ، وهي أن كل خير والآخرة نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالته على يده ، فجمع الله لأمته به بين خيري الدنيا والآخرة ، فأعظمُ كرامة تحصل لهم فإنما تحصل يوم الجمعة فإن فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنَّة ، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة ، وهو يوم عيد لهم في الدنيا ، ويوم فيه يُسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم ، ولا يَرُدُّ سائلهم ، وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده ، فمِن شكره وحمده ، وأداء القليل من حقه أن نكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته . 🔸️والخاصة الثالثة : صلاة الجمعة ، التي هي من آكد فروض الإسلام ، ومن أعظم مجامع المسلمين ، وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضُه سوى مجمع عرفة ، ومن تركها تهاوناً بها طبع الله على قلبه ، وقُربُ أهل الجنة يوم القيامة وسبقهم إلى الزيارة يوم المزيد بحسب قربهم من الإمام يوم الجمعة وتبكيرهم . 🔸️والخاصة الرابعة : الأمر بالاغتسال في يومها ، وهو أمر مؤكد جداً . 🔸️الخاصة الخامسة : التطيب فيه ، وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع . 🔸️الخاصة السادسة : السواك فيه وله مزية على السواك في غيره .🔸️الخاصة السابعة : التبكير للصلاة .🔸️الخاصة الثامنة : أن يشتغل بالصلاة ، والذكر ، والقراءة حتى يخرج الإمام . 🔸️الخاصة التاسعة: الإنصات للخطبة إذا سمعها وجوباً في أصح القولين ، فإن تركه ، كان لاغياً ، ومن لغا ، فلا جمعة له ، وفي «المسند» مرفوعاً ( والذي يقول لصاحبه : أنصِتُ، فَلا جُمُعَةَ لَهُ ) . 🔸️ الخاصة العاشرة : قراءة سورة الكهف في يومها ، فقد روي عن النبي ﷺ ( مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الكَهْفِ يَوْمَ الجُمُعَةِ ، سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ إِلى عَنَانِ السَّمَاء يُضيء بِه يَوْمَ القِيامَةِ ، وغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ ). ❝
❞ وكان من هديه ﷺ تعظيم يوم الجمعة وتشريفه ، وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره ، 🔸️وكان من خواص هذا اليوم أن يقرأ ﷺ في فجره بسورتي السجدة والإنسان ، لانهما تظمنتا ماكان ويكون في هذا اليوم فإنهما إشتملتا على خلق آدم ، وعلى ذكر المعاد ، وحشر العباد ، وقراءتهما فيه تذكير للأمة ، 🔸️والخاصة الثانية : إستحباب كُثرة الصلاة على النبي ﷺ فيه وفي ليلته ، لقوله ﷺ ( إكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة ، ورسول الله ﷺ سيد الأنام ، ويوم الجمعة سيد الأيام ، فللصلاة عليه في اليوم مزيةٌ ليست لغيره مع حكمة أخرى ، وهي أن كل خير والآخرة نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالته على يده ، فجمع الله لأمته به بين خيري الدنيا والآخرة ، فأعظمُ كرامة تحصل لهم فإنما تحصل يوم الجمعة فإن فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنَّة ، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة ، وهو يوم عيد لهم في الدنيا ، ويوم فيه يُسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم ، ولا يَرُدُّ سائلهم ، وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده ، فمِن شكره وحمده ، وأداء القليل من حقه أن نكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته . 🔸️والخاصة الثالثة : صلاة الجمعة ، التي هي من آكد فروض الإسلام ، ومن أعظم مجامع المسلمين ، وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضُه سوى مجمع عرفة ، ومن تركها تهاوناً بها طبع الله على قلبه ، وقُربُ أهل الجنة يوم القيامة وسبقهم إلى الزيارة يوم المزيد بحسب قربهم من الإمام يوم الجمعة وتبكيرهم . 🔸️والخاصة الرابعة : الأمر بالاغتسال في يومها ، وهو أمر مؤكد جداً . 🔸️الخاصة الخامسة : التطيب فيه ، وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع . 🔸️الخاصة السادسة : السواك فيه وله مزية على السواك في غيره .🔸️الخاصة السابعة : التبكير للصلاة .🔸️الخاصة الثامنة : أن يشتغل بالصلاة ، والذكر ، والقراءة حتى يخرج الإمام . 🔸️الخاصة التاسعة: الإنصات للخطبة إذا سمعها وجوباً في أصح القولين ، فإن تركه ، كان لاغياً ، ومن لغا ، فلا جمعة له ، وفي «المسند» مرفوعاً ( والذي يقول لصاحبه : أنصِتُ، فَلا جُمُعَةَ لَهُ ) . 🔸️ الخاصة العاشرة : قراءة سورة الكهف في يومها ، فقد روي عن النبي ﷺ ( مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الكَهْفِ يَوْمَ الجُمُعَةِ ، سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ إِلى عَنَانِ السَّمَاء يُضيء بِه يَوْمَ القِيامَةِ ، وغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وكان من هديه ﷺ تعظيم يوم الجمعة وتشريفه ، وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره ، 🔸️وكان من خواص هذا اليوم أن يقرأ ﷺ في فجره بسورتي السجدة والإنسان ، لانهما تظمنتا ماكان ويكون في هذا اليوم فإنهما إشتملتا على خلق آدم ، وعلى ذكر المعاد ، وحشر العباد ، وقراءتهما فيه تذكير للأمة ، 🔸️والخاصة الثانية : إستحباب كُثرة الصلاة على النبي ﷺ فيه وفي ليلته ، لقوله ﷺ ( إكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة ، ورسول الله ﷺ سيد الأنام ، ويوم الجمعة سيد الأيام ، فللصلاة عليه في اليوم مزيةٌ ليست لغيره مع حكمة أخرى ، وهي أن كل خير والآخرة نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالته على يده ، فجمع الله لأمته به بين خيري الدنيا والآخرة ، فأعظمُ كرامة تحصل لهم فإنما تحصل يوم الجمعة فإن فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنَّة ، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة ، وهو يوم عيد لهم في الدنيا ، ويوم فيه يُسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم ، ولا يَرُدُّ سائلهم ، وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده ، فمِن شكره وحمده ، وأداء القليل من حقه أن نكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته . 🔸️والخاصة الثالثة : صلاة الجمعة ، التي هي من آكد فروض الإسلام ، ومن أعظم مجامع المسلمين ، وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضُه سوى مجمع عرفة ، ومن تركها تهاوناً بها طبع الله على قلبه ، وقُربُ أهل الجنة يوم القيامة وسبقهم إلى الزيارة يوم المزيد بحسب قربهم من الإمام يوم الجمعة وتبكيرهم . 🔸️والخاصة الرابعة : الأمر بالاغتسال في يومها ، وهو أمر مؤكد جداً . 🔸️الخاصة الخامسة : التطيب فيه ، وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع . 🔸️الخاصة السادسة : السواك فيه وله مزية على السواك في غيره .🔸️الخاصة السابعة : التبكير للصلاة .🔸️الخاصة الثامنة : أن يشتغل بالصلاة ، والذكر ، والقراءة حتى يخرج الإمام . 🔸️الخاصة التاسعة: الإنصات للخطبة إذا سمعها وجوباً في أصح القولين ، فإن تركه ، كان لاغياً ، ومن لغا ، فلا جمعة له ، وفي «المسند» مرفوعاً ( والذي يقول لصاحبه : أنصِتُ، فَلا جُمُعَةَ لَهُ ) . 🔸️ الخاصة العاشرة : قراءة سورة الكهف في يومها ، فقد روي عن النبي ﷺ ( مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الكَهْفِ يَوْمَ الجُمُعَةِ ، سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ إِلى عَنَانِ السَّمَاء يُضيء بِه يَوْمَ القِيامَةِ ، وغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ ). ❝
❞ غزوة الطائف .. في شوال سنة ثمان قال ابن سعد قالوا : ولما أراد رسول الله ﷺ المسير إلى الطائف ، بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكَفَّيْنِ : صنم عمرو بن حُمَمَة الدوسي ، يَهدِمه وأمره أن يستمد قومه ، ويُوافيه بالطائف ، فخرج سريعاً إلى قومه ، فهدم ذا الكَفَّيْنِ ، وانحدر معه من قومه أربعمئة سراعاً ، فوافوا النبي ﷺ بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام ، وقدم بِدَبَّابة ومنجنيق ، قال ابن سعد : ولما خرج رسول الله ﷺ مِن حُنين يُريد الطائف ، قَدِمَ خالد بن الوليد على مقدمته ، وكانت ثقيف قد رَمُّموا حِصنهم ، وأدخلوا فيه ما يصلح لهم لسنة ، فلما انهزموا من أوطاس ، دخلوا حصنهم وأغلقوه عليهم وتهيؤوا للقتال ، وسار رسول الله ﷺ ، فنزل قريباً من حصن الطائف وعسكر هناك ، فرموا المسلمين بالنبل رمياً شديداً ، كأنه رِجْلُ جَرَادٍ حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة ، وقُتِلَ منهم اثنا عشر رجلاً ، فارتفع رسول الله ﷺ إلى موضع مسجد الطائف اليوم ، وكان معه من نسائه أم سلمة وزينب ، فضرب لهما قبتين ، وكان يُصلي بين القبتين مدة حصار الطائف ، فحاصرهم ثمانية عشر يوماً ، وقال ابن إسحاق : بضعاً وعشرين ليلة ، ونصب عليهم المنجنيق ، وهو أول ما رمي به في الإسلام ، حتى إذا كان يوم الشَّدْخَةِ عند يوم جدار الطائف ، دخل نفر من أصحاب رسول الله ﷺ تحت دبابةٍ ثم دخلوا بها إلى جدار الطائف ليحرقوه ، فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار ، فخرجوا من تحتها ، فرمتهم ثقيف بالنبل ، فقتلوا منهم رجالاً ، فأمر رسول الله ﷺ بقطع أعناب ثقيف ، فوقع الناس فيها يقطعون ، قال ابن سعد : فسألوه أن يدعها لله وللرحم ، فقال رسول الله ﷺ ( فإني أدَعُهَا لِلَّهِ وَلِلرَّحِمِ ) فَنَادَى منادي رسول الله : أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر ، فخرج منهم بضعة عشر رجلاً ، منهم أبو بكرة ، فأعتقهم رسول الله ﷺ ودفع كُلَّ رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ، فشق ذلك على أهل الطائف مشقة شديدة ، ولم يُؤذن لرسول الله ﷺ في فتح الطائف ، واستشار رسول الله ﷺ نوفل بن معاوية الديلي ، فقال ( ما ترى؟ ) فقال : ثَعْلَب في جُحْرٍ ، إن أقمتَ عليه أخذته ، وإن تركته لم يضرك ، فأمر رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب ، فأذن في الناس بالرحيل ، فضج الناسُ من ذلك وقالوا نرحل ولم يُفتح علينا الطائف ؟ فقال رسول الله ﷺ ( فاغدُوا على القتال ) فَغَدَوْا فأصابت المسلمین جراحات ، فقال رسول الله ﷺ ( إِنَّا قَافِلُونَ غداً إن شاء الله ) ، فسُرُّوا بذلك وأذعنوا وجعلوا يرحلون ، ورسول الله ﷺ يضحك ، فلما ارتحلوا واستقلوا ، قال ﷺ ( قولوا : آيبون ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ) ، وقيل: يا رسول الله ! ادعُ الله على ثقيف ، فقال ﷺ ( اللَّهُمَّ اهْدِ ثقيفاً وائتِ بِهِمْ ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ غزوة الطائف . في شوال سنة ثمان قال ابن سعد قالوا : ولما أراد رسول الله ﷺ المسير إلى الطائف ، بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكَفَّيْنِ : صنم عمرو بن حُمَمَة الدوسي ، يَهدِمه وأمره أن يستمد قومه ، ويُوافيه بالطائف ، فخرج سريعاً إلى قومه ، فهدم ذا الكَفَّيْنِ ، وانحدر معه من قومه أربعمئة سراعاً ، فوافوا النبي ﷺ بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام ، وقدم بِدَبَّابة ومنجنيق ، قال ابن سعد : ولما خرج رسول الله ﷺ مِن حُنين يُريد الطائف ، قَدِمَ خالد بن الوليد على مقدمته ، وكانت ثقيف قد رَمُّموا حِصنهم ، وأدخلوا فيه ما يصلح لهم لسنة ، فلما انهزموا من أوطاس ، دخلوا حصنهم وأغلقوه عليهم وتهيؤوا للقتال ، وسار رسول الله ﷺ ، فنزل قريباً من حصن الطائف وعسكر هناك ، فرموا المسلمين بالنبل رمياً شديداً ، كأنه رِجْلُ جَرَادٍ حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة ، وقُتِلَ منهم اثنا عشر رجلاً ، فارتفع رسول الله ﷺ إلى موضع مسجد الطائف اليوم ، وكان معه من نسائه أم سلمة وزينب ، فضرب لهما قبتين ، وكان يُصلي بين القبتين مدة حصار الطائف ، فحاصرهم ثمانية عشر يوماً ، وقال ابن إسحاق : بضعاً وعشرين ليلة ، ونصب عليهم المنجنيق ، وهو أول ما رمي به في الإسلام ، حتى إذا كان يوم الشَّدْخَةِ عند يوم جدار الطائف ، دخل نفر من أصحاب رسول الله ﷺ تحت دبابةٍ ثم دخلوا بها إلى جدار الطائف ليحرقوه ، فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار ، فخرجوا من تحتها ، فرمتهم ثقيف بالنبل ، فقتلوا منهم رجالاً ، فأمر رسول الله ﷺ بقطع أعناب ثقيف ، فوقع الناس فيها يقطعون ، قال ابن سعد : فسألوه أن يدعها لله وللرحم ، فقال رسول الله ﷺ ( فإني أدَعُهَا لِلَّهِ وَلِلرَّحِمِ ) فَنَادَى منادي رسول الله : أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر ، فخرج منهم بضعة عشر رجلاً ، منهم أبو بكرة ، فأعتقهم رسول الله ﷺ ودفع كُلَّ رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ، فشق ذلك على أهل الطائف مشقة شديدة ، ولم يُؤذن لرسول الله ﷺ في فتح الطائف ، واستشار رسول الله ﷺ نوفل بن معاوية الديلي ، فقال ( ما ترى؟ ) فقال : ثَعْلَب في جُحْرٍ ، إن أقمتَ عليه أخذته ، وإن تركته لم يضرك ، فأمر رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب ، فأذن في الناس بالرحيل ، فضج الناسُ من ذلك وقالوا نرحل ولم يُفتح علينا الطائف ؟ فقال رسول الله ﷺ ( فاغدُوا على القتال ) فَغَدَوْا فأصابت المسلمین جراحات ، فقال رسول الله ﷺ ( إِنَّا قَافِلُونَ غداً إن شاء الله ) ، فسُرُّوا بذلك وأذعنوا وجعلوا يرحلون ، ورسول الله ﷺ يضحك ، فلما ارتحلوا واستقلوا ، قال ﷺ ( قولوا : آيبون ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ) ، وقيل: يا رسول الله ! ادعُ الله على ثقيف ، فقال ﷺ ( اللَّهُمَّ اهْدِ ثقيفاً وائتِ بِهِمْ ). ❝