█ _ معتز متولي 2023 حصريا كتاب ❞ منوعات فكرية ❝ عن جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 2024 : مجموعة مقالات متنوعة نتحدث فيها شتى مجالات الحياة الثقافية والإجتماعية والرياضية والسياسية والعلمية والدينية وغيرها ؛ حيث موضوعات فى صورة مقال تتعلق بتلك المجالات مع توضيح فكرة المقال بما يخص التعريف والهدف والأهمية للمقال وما واجه موضوع من جوانب تناولتها الأحداث والأراء ؛ مع عرض وجهة نظر الكاتب فيما يتعلق بموضوع للوصول إلى القارئ بفكرة أو معلومة مجاناً PDF اونلاين المقالة نوع الأدب هي قطعة إنشائية ذات طول معتدل تُكتب نثراً وتُهتمُّ بالمظاهر الخارجية للموضوع بطريقة سهلةٍ سريعة ولا تعنى إلا بالناحية التي تمسُّ قرب رأى النور عصر النهضة الأوروبية واتخذ مفهومه محاولات أطلق عليها اسم Essais و"الفصل" (صيد الخاطر) كما عرفه العرب أقدم رائد للمقالة الآداب العالمية ذلك أن الفصل العربي قد ظهر قبل ظهور مونتاني إمام هذا الفن غير مدافع بين الأوروبيين فقد فن لأول مرة فرنسا سنة 1571م ثم بعد ببضع عشرة كتابات فرانسيس بيكون أصبحت منذ الحين فناً إنكليزياً شائعاً قراء الإنكليزية سبق الفرنسيين إليه
❞ الأفكار التسلطية
كتب ا. معتز متولي
الأفكار التسلطية تعني وجود فكرة غير منطقية لا تلبث أن تعاود الفرد وتسيطر عليه إلى حد الذى يشعر معه الفرد بنوع من العبودية أو الإنقياد لها، وإلى الحد الذى يجعله لا يستطيع أن يفكر أو يعمل عملا إيجابيا مفيدا ؛ يخيل للشخص أنه قام بفعل ما، وهو فى الحقيقية لم يقم به، وتبدأ محاكمته الأخلاقية لنفسه على هذا الفعل ويبدأ تأنيب الضمير بغزو ذهنة، فنجد أن هؤلاء ممن يسيطر عليهم الفكر التسلطى يعانون من إضطراب وخلل عضوى بالمخ يملأ عقولهم بأفكار غير مرغوبة وغير موجودة وتهديدات بالضياع والمرض، لو لم يقوموا بأفعال متكررة وغير منطقية، ولا معنى لها بل وأحيانا حمقاء .
تعد العوامل السلوكية من أسباب الأفكار التسلطية حيث تجد الفرد يعتاد على طقوس معينة وأعمال يفعلها بإستمرار دون توقف بطريقة لا إرادية، ولا يستطيع أن يتوقف عنها، بالإضافة إلى النواقل العصبية، يشعر بعض العصابيين بأنهم مدعوون للقيام ببعض الأعمال بغض النظر عن حقيقة غير منطقية أو لا معنى لها، إلى جانب العوامل الوراثية والعوامل النفسية .
أما عن ظواهر وأشكال الأفكار التسلطية ؛
شخص ما يهتم بصحته إهتماما غير سوى ومبالغ فيه، فهو يستيقظ في الصباح شاعرا بالإجهاد وينتقل من طبيب لآخر دون أن يستفيد شيئا، وتمتلئ خزانة الدواء عنده بمختلف الأدوية أو يتخلص من جميع الأدوية التى توصف له دون أن يستخدمها، ويمكن القول بأنه إنسان يتوهن المرض يستمتع بإعتلاء صحته، ومن المحتمل أن يعترض بشدة على أى إنسان يقول له إن صحته جيدة .
طالب التعليم بمراحلة المختلفة نتيجة القلق العصابى الذى يجعله في حاله ثابتة تقريبا من الخوف والترقب والقلق، فهو قد يظل متعلقا بدرجة شديدة بالنسبة لدرجاته التحصيلية أو بالنسبة لإمكانيته فى تكوين أصدقاء من زملائه، وما إن انتقل إلى مرحلته الجامعية ينتابه الشعور بالخوف من المجهول فى إمكانية إعتمادة على ذاته .
تصل الأفكار التسلطية بالإنسان إلى حد تصور أشياء مخيفة ورهيبة عن الذات الإلهية أو الأنبياء أو الدين أو الأخلاق أو العلم لايمكن دفعها، فالنظام العقلي للفرد فى تلك الحالة يسود فيه الأوهام والهلاوس حيث يسيطر الخيال أساسا على السلوك، وهنا يرى الفرد في شئ ما أنه غير مريح بالنسبة له بناءا على أفكار وتصورات بنيت فى عقلية هذا الفرد ليس نقصا منه ولكن تسلط فكرى وإنحرافات فكرية .
ليس من المجدى فى علاج الإنحرافات الفكرية الذهنية الخاصة بالأفكار التسلطية تناول الأعراض مباشرة، بل من الضروري إكتشاف الصراعات والإحباطات التى يعانيها الفرد والوقوف على جميع الظروف والأحداث المحيطة به والتى مر بها في حياته، ثم محاولة مساعدته لحلها والتخلص منها . ❝
❞ الدور البيئي للأسرة
الأسرة والبيئة علاقة نمو وتطور، فما تشكله الأسرة من محيط تنموى للفرد في شتى مجالات الحياة، هو نفسه تلك البيئة التى سوف ينشأ فيها ويعيش على مبادئها ونظمها وقيمها ؛
فالبيئة هي فرد وأسرة وجماعة ومجتمع يحكمهم أعراف وتقاليد ونظم، إلى جانب تشكيل بيئى إستثنائى من ظواهر ومتغيرات طبيعية ليس للإنسان علاقة بها .
تعتبر الأسرة من وسائل العصر الأوسع تقدما وإنتشارا وتأثيرا وبخاصة فى مجتمع ترتفع فيه نسبة الأمية، وتساهم الأسرة كنظام إجتماعي بدور كبير فى تنمية الوعى البيئي لدى الأفراد وتغير من أنماط سلوكهم بصورة إيجابية ؛
حيث تتحمل الأسرة مسئولية كبيرة لايستهان بها في سبيل النهوض بالبيئة، فالطفل الذى ينشأ فى أسرة تفتقد فيها القدوة البيئية الصالحة، ويفتقر فيها الآباء والأمهات إلى الأهتمام بعناصر البيئة المحيطة ينشأ هذا الطفل بعيدا كل البعد عن واقعة الذى يعيش فيه وعن الإهتمام بقضايا بيئتة المحيطة مهما تلقن من تعليمات ومهما تعلم من بديهات، فنجد طفلا يكتسب سلوكيات وأفكار وعادات تتناقض مع أساليب بيئته المحيطة به، مما يترتب عليه فقدان التواصل الأسرى البيئي بين الطفل وأسرته
لذا كان من أهم الأدوار التى ينبغي قيام الأسرة بها فى مجال تنمية الوعى البيئي، حماية الأسرة من التلوث البيئي من خلال القدوة الصالحة من الأب والأم والبيئة المحيطة بالطفل، وتوفير بيئة إجتماعية سليمة للطفل منذ ولادته يمكنه فيها تنمية قدراته الجسمية والعقلية والإجتماعية فى جو من الأمان والإستقرار ؛
ولأنه من الضروري أن يكون هناك تدرج فى التوعية البيئية، فلا ينته دور الأسرة بمجرد إنتقال الطفل إلى المدرسة، بل إن دورها فى مجال التوجيه البيئي مطلوب بإستمرار وخاصة بالمراحل العمرية التقدمية المختلفة والتى يزداد فيها أهمية وخطورة التعامل الأسرى البيئي مع الفرد، لأنه بمثابة حجر الأساس فى تكوين شخصية الفرد . ❝
❞ مبررات إنسانية
إجتمع إخوة سيدنا يوسف عليه السلام حين تآمروا على قتل أخيهم الغلام، ودون الدخول في التفسير الدينى كانت آلية التبرير الإنساني حاضرة بتلك القصة، فلابد عليهم من البحث عن مبرر يجمل قبح جريمتهم فى أنفسهم، ويكون عونا لهم حتى لا يترددوا بتنفيذها، حين إعتقدوا أنهم بقتله سيتقربون أكثر من أبيهم ويكونوا من بعده فى مأمن ورضا، فأوجدوا المبرر فى قوله تعالى
(8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)
، وهذا السبب لم يكن كافيا ليحقق لهم الإستقرار النفسى، ويخلصهم من وطأة الذنب، فشرعت الفطرة الإنسانية لآخوة سيدنا يوسف عليه السلام فى البحث عن مبرر آخر إنساني لا أخلاقى يخدعون به أنفسهم ليسكتوا صوت الفطرة الذى يغص مضاجعهم فكان المبرر وجوابهم بعد سنين طويلة قال تعالى
˝ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ ˝ قولهم هذا ليكون دافع أقوى، فهناك دافع أعمق من مجرد الهروب من العقاب، وهو الهروب من الإنسانية نفسها، فالتبرير هنا ˝ لوم الظروف ˝ أو ˝ لوم الطبيعة البشرية ˝ مما يعتبر هروب إنساني لا أخلاقى يتعدى كل حدود الآدمية،
إن التبرير إعطاء مبررات للدوافع والسلوكيات فى محاولة التخلص من الأفكار المزعجة أو المشاعر المؤلمة، فالتبرير سلوك وأسلوب دفاعى يستخدمه الإنسان لتقليل الإحساس بالذنب والتوتر الناشئ عن الأخلاق فى الوصول إلى الهدف، وتنشأ تلك الحالة من السلوك نتيجة عدم قدرة الفرد فى مواجهة نفسه أو أمام الآخرين بفشله فى الوصول إلى غايته، فضلا عن أن الموقف الذى لم ينجح فيه الفرد في الوصول إلى توقعاته قد يؤدي به إلى الإحباط، وذلك أمر غير مرغوب فيه من أجل الصحة النفسية للإنسان، حيث بواسطته يقوم الفرد هنا بتحليل معتقداته أو أفعالة بإبداء أسباب غير تلك التي سببتها أو أثارتها، وعن طريق خلق المبررات الإنسانية، وبالتالي يكون قادرا على تقديم التعللات المسببة لإخفاقه ومن ثم يحافظ على دفاعية الأنا، فالتبرير عند الإنسان كغيره من العديد من ميكانزمات التوافق قد يبالغ في إستخدامه ؛
كما أنه أيضا يجب أن نعلم أن التبرير سلوك متعدد الألوان والأشكال، فتوجد مبررات كاذبة بلا إنسانية، وهناك أيضا مبررات تقتصد إلى حد ما الحقيقة، وفي هذه الحالة يكون الفرد غير راضي عما تحصل عليه، ولكنه يظهر ويصر على أن كل شيء على مايرام، فمثلا تعمل في مكان أو شئ غير مريح وأنت غير راضي عنه ولكنك بالفعل تعمل وتصرح أنك تحب عملك، أو قد تشتري شئ لايعجبك ولكنك بالفعل أشتريته . ❝
❞ سياسة الفكر الصهيوني
تشهد القرون الأخيرة من هذا الزمان محاولات إسرائيلية تستهدف تحويل الصراع العربي الإسرائيلي من صراع سياسى حول حقوق العرب في إسترداد أرضهم المحتلة إلى صراع فكرى يستهدف ثقافتنا من خلال إعلان شأن الثقافة اليهودية وتشويه شأن الثقافة العربية الإسلامية.
الصهيونية حركة عنصرية تقوم على العدوان والإستيطان وتشكل تهديدا خطيرا على الفكر العربي الإسلامى حتى يتحقق هدفها الأساسي وهو إنشاء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ولكى تحقق الصهيونية أهدافها جندت الكثير من العلماء والمفكرين وأصحاب المال والنفوذ، من اليهود في العالم وفي إسرائيل لدراسة الفكر الثقافى العربي الإسلامي وفهم الواقع العربي والإسلامي ونظمه وأساليب الفكر والحياة فيه لتحقيق سياسة ثقافية تهدف إلى إضعاف الثقافة العربية الإسلامية والتشكيك في قيمها بإثبات فضل الفكر الثقافى الصهيوني وأنه في نظرهم مصدر الثقافة الإسلامية الأول.
إستطاع رجل المال اليهودى البريطاني مونتفيورى بعد شراء أراضٍى بالقرب من القدس ويافا من إنشاء أول مستعمرة يهودية بالأراضى العربية الفلسطنية عام 1837م، وكان عدد سكانها في ذلك الوقت 1500 يهودي إلى أن وصل في عام 1903م إلى 25 الف يهودي،
وإزداد التخطيط الفعلى لإعلاء الفكر الثقافى الصهيوني وإيجاد شرعية وإعتراف له، لإضعاف والتننكيل بالثقافة العربية والإسلامية، وذلك بإصدار تيودور هرتزل(هرتسل) كتابة الدولة اليهودية عام 1896م والذى دعى فيه إلى إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية، ورفضه الحاخامات اليهود آنذاك في مؤتمر عقد بمدينة فيلادلفيا في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر، حيث أصدر المؤتمر بيان يقول ˝ إن الرسالة الروحية التى يحملها اليهود تتنافى مع إقامة وحدة يهودية سياسة منفصلة ˝ وإزاء هذا فكر هرتزل في تحويل الموضوع إلى قضية فكرية دينية يلهب بها عواطف جماهير اليهود ورأى أن فلسطين المكان الوحيد الذي يتناسب مع دعوته لتاريخ المقدسات الدينية بها، وانتصر فكر هرتزل وإن كان بعد وفاته بعام ؛
ومن هنا توالي الإحتلال للأراضي العربية وتعدد الإستيطان، وصارت الأفكار الصهيونية ثقافة راسخة لدى اليهود الصهاينة بجميع أنحاء العالم.
لدى العدو الصهيوني مقومات أساسية جعلت منه خصما فكريا عنيدا ؛
فقد ساعد تعدد اللغات داخل الكيان الإسرائيلي وبخاصة اللغة الروسية إعطاء إسرائيل ميزة تناقشية ثقافية في التعامل المباشر مع الجمهوريات الإسلامية التى انفصلت عن الإتحاد السوفيتي، حيث تتحدث هذه الجمهوريات الروسية كلغة أولى حتى الوقت الحاضر ؛
كما كان لكثرة العلماء اليهود في جامعات أمريكا وأوروبا دور في إستخدام المتطرفين اليهود لعلم وأبحاث هؤلاء للهجوم المنظم المتطرف ضد المقدسات الإسلامية والكنوز الثقافية والحضارة العربية الإسلامية ؛
إلى جانب كل ذلك أدت ذخيرة علاقات التبادل الثقافى وجمعيات الصداقة التى أقامتها إسرائيل من اليابان إلى البرازيل ومن بولندا إلى جنوب أفريقيا، وبالإضافة إلى ما تملكه إسرائيل من تكنولوجيا المعلومات، إستطاعت تهميش المعرفة العربية ومناهجها في تلك المناطق وإحلال بدلا منها ثقافة صهيونية إسرائيلية مستحدثة.
إن التحدى الصهيوني الثقافى والدينى والعلمى....... وغيره دائم، فالصراع الفكرى بين الصهيونية والفكر العربي الإسلامى كان ومازال قائم . ❝
❞ الفروق الفردية المدرسية
الفروق الفردية هى التباين الذى يميز فرد عن غيره فى السمات والقدرات سواء كانت عقلية أو جسمية أو متعلقة بالفروق الإجتماعية والإقتصادية وغيرها ، فإن الفروق الفردية القائمة بين الأفراد تعتمد على تحديد الصفة التى نريد دراستها ثم نقيس مدى تفوق أو ضعف الفرد فى هذه الصفة ، وعندما نحدد مستويات الأفراد فى صفة ما ، فإننا نكون بذلك قد حددنا الفروق القائمة بينهم بالنسبة لتلك الصفة ومنها نستطيع إيجاد والتعامل مع الفروق الفردية بين الأفراد كى يحقق كل منهم أقصى ما يمكن تحقيقه من الأهداف التربوية الموضوعية .
تعد المدرسة هى المؤسسة الرئيسية والثانية بعد الأسرة فى تشكيل الفروق الفردية ومسؤلية إعداد الأفراد الإعداد السليم ، فإن لها أدوار متعددة وأهمها حتى وإن لم تكن مسؤلة عن الوصول بالفرد ( التلميذ ) إلى أقصى درجات التعليم ، فهى مجبره على تنشئته التنشئة السليمة الصحيحه ، لكى لا يصير المجتمع مسرح للتطرف والانحراف والعنصرية والتأخر ، ويعيش فى التخلف العلمي والإجتماعي وما شابه ، وهنا تكمن مسؤلية الإدارة المدرسية فى تحقيق ما عليها من التزامات فى غاية الأهمية ( فالإدارة إرادة )
إرادة فى تحقيق النظام والفكر المستنير وتطبيق اللوائح والقوانين المدرسية فنحن نشرع ولا ننفذ مما يتعارض مع القدرة على اكتشاف وتنمية الفروق والقدرات والتنشئة السليمة .
إرادة فى نمو وإعداد الأفراد مما يتفق مع مطالب النمو فى مراحله المختلفة من اكتساب أساليب السلوك الوجدانى والمعرفى لتحقيق تعلم المهارات وتكوين العادات .
ويؤدي المعلم الدور الأساسي فى تحقيق الإرادة والمطالب من خلال مسؤلياته كمربي ، وما تحدده له وظائفه المتعددة ، فمن خلال عمله اليومي مع التلاميذ يستطيع معرفة المشكلات التى تواجههم سواء كانت تعليمية معرفية أو اجتماعية انفعالية ، كما يستطيع أيضآ التعامل مع التلاميذ المتفوقين أو المتخلفين ؛ وبالتالي تكون لديه القدرة على الحكم على الفروق الفردية بينهم والتعامل مع هذه الفروق بما يحقق الكفاية والفاعلية لجميع التلاميذ في جميع الأنشطة الاجتماعية والتعليمية .
ولما كانت المدرسة ، وكان المعلم يتعامل داخل الفصل الدراسي ، لا مع تلاميذ أفراد وإنما مع مجموعات تتكون من أفراد بينهم عدد من الفروق ، تصبح هذه الفروق أمرا ضروريا يجب دراسة أنواعها المختلفة ونظرياتها والعوامل التى تكمن ورائها وطرق قياسها ، وطرق العمل على ضوئها ؛ فمما لا شك فيه وبالتأكيد أنه كلما زادت معرفة المدرس بهذه الفروق كلما سهل عليه تدريب التلاميذ وكيفية التعامل معهم وتوجيههم نحو تحقيق الأغراض التربوية المختلفة . ❝
❞ الثقافة الإجتماعية
الثقافة الإجتماعية جزءا هام في حياتنا اليوميه لاتنتهي أبدا تتجدد دائما مع تغيير الأفراد والحقب الزمنية والظروف البيئية، فهى عملية إبداعية متجددة تعبر عن آداب الحياة الإجتماعية؛ حيث أن الثقافة بمفهومها الإجتماعي تعكس مدى معرفة أبناء المجتمع للمنظومة الإجتماعية التى يعيشون فيها من عادات وتقاليد ولغة وأعراف ومكتسبات ونظم إجتماعية سائدة تطغى على المكونات الشخصية والسلوكية الفردية لأفراد المجتمع دون أن تخل تلك المكتسبات الشخصية والأطر العامة التى تحرك السلوك العام في المجتمع بالثوابت العامة والرئيسية كالعقائد الدينية والتشريعات والقوانين الوضعية....وغيرها، وينبغي على أفراد المجتمع أن يتماشوا مع التجديد بهدف التطوير والتعايش والبناء
يقول العالم الإجتماعي البريطاني الانثربولوجى ˝لإدوارد تايلور ˝
[ الثقافة أو الحضارة بمعناها الإناسى الأوسع، هى ذلك الكل المركب الذى يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والأعراف والقدرات والعادات الأخرى التى يكتسبها الإنسان بإعتباره عضوا في المجتمع ]
إن الثقافة الإجتماعية ليست مجموعة من الأفكار فحسب ولكنها نظرية في السلوك ترسم طريق الحياة إجمالا. ولم تعد ثقافتتا الإجتماعية منغلقة على نفسها، معزولة عما يدور حولها من متغيرات في جميع مجالات الحياة، وذلك في ظل ظروف العصر الحديث والتقدم العلمي والتكنولوجي وثورة الإتصالات
وهنا يمكننا القول أن الثقافة تمثل قوام الحياة الإجتماعية وظيفة وحركة، فليس من عمل إجتماعي يتم خارج دائرتها، حيث تيسر للإنسان سبل التفاعل مع محيطة مادة وبشرا ومؤسسات
إن السلوكيات الإجتماعية اليومية للأفراد تعتمد على مدى ثقافتهم الإجتماعية وإدراكهم لطبيعة الأمور التى يتواجدون فيها بتعاملهم فيما بينهم وتقبلهم للآخر والحوار، وتسخيرهم للمقدرات الطبيعية مما يجعل الفرد يستطيع أن يحقق التوازن بين نفسه والمجتمع الذى يعيش فيه . ❝
❞ الصراع الثقافى في عالمنا
أصبح للثقافة أهمية خاصة في إدارة العلاقات بين الأفراد وداخل المجتمع الواحد، وبين المجتمعات المختلفة ودورها في كيفية إدارة العلاقات الدولية، فإن الثقافة هوية ولغة لابد من تواجدها بين الشعوب
يعيش العالم العربي والإسلامي عالمين متناقضين، حاملا ثقافتين متباعدتين يصعب التقريب بينهما، ثقافة تراثية مفعمة بالمواطنة الأصلية وأخرى غربية فردية مصطنعة، وبين العالمين يقف الإنسان العربي عاجزا بين ماضية التراثي وبين العصرنة المغتربة عنه، فيصبح فاقدا للشخصية الثقافية، غير قادر على التأقلم مع الماضي أو التعايش مع الآخرين ؛
إن الثقافة محورا هاما في مجتمعاتنا لذلك يجب أن تحرص المجتمعات علي إرساء وتأكيد ثقافتها وهويتها بما تحمله من ماضيها العريق لدى كل الأفراد سواء كان طفل أو شاب أو عجوز بإختلاف مهامهم داخل المجتمع؛ حيث إن الإزدواجية الثقافية لدى الفرد تحدث نقصا فكرى وعلمى وتربوى لديه مما ينتج عنه أزمات فردية وعامة داخل عالمنا العربي والإسلامي ؛
ومن هنا يحدث الصراع الثقافى عن طريق الهيمنة بالقوة علي الثقافات التقليدية والمتوارثة عبر الأجيال، بهدف طمس هوية الشعوب وتغريب الإنسان وعزلة عن قضاياه المحورية والأساسية وإدخال الضعف لديه،
ويحدث ذلك أيضا نتيجة لوجود وسائل وأساليب تعمل علي إحداث خلل في العمليات الثقافية والعلمية والإقتصادية والإعلامية والتربوية لعالمنا العربي والإسلامي، والذى ينتج عنه نوعا من الإزدواجية الثقافية وتغيير ملامح الثقافة الوطنية، وتشكيك الإنسان في جميع قناعاته الدينية والوطنية والأيديولوجية ؛
وقد تعددت آليات الهيمنة علي ثقافة عالمنا كما وكيفا، فمثلا نجد إهتمام الغرب بالثقافة العربية والإسلامية مقدمة ووسيلة للغزو الفكرى للمجتمع، وبالفعل إستطاعت الثقافة الغربية من التأثير علي بعض المثقفين والكتاب والمفكرين وتكوين نخبة مثقفة في مجمعاتنا يحملون أفكارهم لدرجة أنهم يرون أن طريق التقدم والأزدهار الوحيد في رفض التراث كله والتنكر للماضي برمته
يتضح لنا مما سبق أن الثقافة سلاح ذو حدين مع أو ضد الشعوب والمجتمعات، فإذا كانت الثقافة راسخة وثابتة في قوام المجتمع وبين أفرادة، وتعمل تلك الثقافة علي تحقيق التكافؤ بين تراثها وماضيها والتقدم العصرى في مختلف المجالات علميا وإقتصاديا وتربويا.... وغيرها، نجد المجتمع مزدهر ومتقدم، أما إذا كانت الثقافة ضد المجتمع فاللآسف يظهر الصراع الثقافى والإزدواجية الثقافية . ❝
❞ القيادة التربوية
القيادة بشكل عام مفهوم يطلق على هيئة أو فرد أو مجموعة من الأفراد الذين يسند إليهم أمر الإشراف والتوجيه وإتخاذ القرارات، ويكون لهم دورا أساسيا في تنشيط المجموعة والمحافظة على تماسكها وحركتها نحو تحقيق أهدافها، فالقيادة ربما تتمركز فى يد فرد واحد يكون القائد، وقد يشترك مجموعة من الأفراد كهيئة للقيادة.
تتعدد أساليب القيادة، فنجد القيادة الإدارية، والقيادة العلمية، والرئاسة، والقيادة في المجال التربوى ( القيادة التربوية )
إن القيادة في مجال التربية، مثل قيادة النشء، وقيادة الأفراد فى العمل، والقيادة التربوية فى المدارس والجامعات؛ ليست بالشئ السهل أو أنه عمل قابل للتجارب والعبث، إذ ينتج عن القيادة التربوية الغير علمية، والغير رشيدة إختلال بالموازين العامة للأخلاق والأعراف السائدة فى المجتمع، كما ينتج عنها فساد تربوى كبير يؤثر بالطبع في سلوكيات الأفراد والجماعات ؛
ومن هنا يتوجب أن يكون القائد في المجال التربوى ذو علم وفكر تربوى لكى يستطيع تطبيق الأسس العلمية الحديثة في التربية الصحيحة، والنجاح فى الوصول لأهدافه التربوية
تتمركز القيادة التربوية في قدرة الشخص القائد سواء كان فى الأسرة أو المدرسة أو العمل، على تحقيق أهدافه التربوية بشكل مؤثر في المجتمع، حيث يعتبر القائد التربوى قدوة فى أقواله وفى سلوكه الفعلى، ويجب ألا تطغى عليه فكرة التسلط والرئاسة على المجموعة، وذلك لايتعارض مع توليه مسؤليات وسلطات معينة لتقويم بعض الحالات والحفاظ على تماسك وفاعلية الجماعة، كما يتوجب علي القائد في المجال التربوى أن يؤمن بالحوار وإحترام الرأى الآخر فى حالة التعارض ؛
من الضروري أن تسمح القيادة في مجال التربية بنوع من الحكم الذاتى تحت إشراف مستنير، بمعنى أن يكون للجماعة إلى جانب القائد مجموعة يحدد دور ومسؤلية كل منهم تحت إشراف وتوجيه القائد ولكن دون تدخل يفسد الهدف من الحكم الذاتى، فلاشك أن الحكم الذاتى يقلل بعض العبء والضغط على القيادة، ويشعر كل فرد بأهميتة ودوره داخل المجموعة.
وبالتالى تتحقق أهداف القيادة التربوية بإستخدام الملاحظة فى المواقف العملية، والقدرة النفسية والسلوكية على قيادة المجموعة مع تحديد مسؤليات وإختصاصات الأفراد، والتوجية والإرشاد الصحيح، وإتباع أسلوب تربوى علمى فى التقويم، والإيمان بديمقراطية الحوار والمناقشة . ❝
❞ التوافق الإجتماعي
التوافق الإجتماعي هو قدرة الفرد في تكوين علاقات إجتماعية سوية مع الآخرين، ومدى تأقلم شخصية الفرد مع الآخر؛ فالفرد بطبيعته كائن إجتماعي يعيش وسط جماعات بشرية تربطه بتلك الجماعات علاقات متنوعة تؤثر فيه، ويكون له دور فيها
يتأثر الفرد بالآخرين وهو في نفس الوقت عضو مهم يؤثر فيهم، ويختلف الأفراد في مدى تأثيرهم وتأثرهم، فالأسرة تهيئ الفرد للقيام بدوره كعضو في المجتمع، وهنا يتأثر الفرد بالتقاليد والعادات والمعايير الإجتماعية التي تقرها الأسرة والمجتمع، بينما يكون الفرد مؤثرا سواءا سلبا أو إيجابا علي الجماعة عندما ينتقل إلى مرحلة عمرية أكثر فاعلية وهو مجال العمل وتكوين الأسرة ؛
وهنا نجد الصفات الشخصية للأفراد كالقبول، الإنطواء، الانبساط، العصابية، الإستقرار بأنواعه المختلفة إقتصادى، علمى، إجتماعي... وغيرها، تؤثر بدرجة كبيرة علي جودة العلاقات الإجتماعية وتحقيق التوافق الإجتماعي
لا يتحقق التوافق الإجتماعي بأسلوب مسايرة الناس وإرضاء هذا وذاك مما يدفع الفرد لإتخاذ المحايلة والمزايدة كأسلوب شخصى في تعامله داخل المجتمع ؛
بل يتحقق التوافق الإجتماعي بالقدرة علي تكوين علاقات تقدم دعم إجتماعي مما يخفف من عناء الفرد وتكون مصدرا للثقة بالذات، ولها تأثير مباشر علي الإنفعالات إذ ينتج عن التفاعل الإجتماعي الداعم مشاعر إيجابية تخفف من التوتر وردة الفعل، وتساعد علي حل مشكلات الفرد ؛
وبالتالي فإن تحقيق التوافق الإجتماعي يعتمد علي قدرة الفرد في التوافق الأسري والتوافق المدرسي والتوافق المهني . ❝
❞ التنشئة الإجتماعية
التنشئة الإجتماعية هى عملية التفاعل التى يتم من خلالها تكييف الفرد مع بيئتة الإجتماعية علي أساس نقل التراث الثقافى والإجتماعي بما يحويه ذاك التراث من قيم أخلاقية، وسلوكيات، ومبادئ ؛ وتتم تلك العملية بالتوافق مع النظام الإجتماعي العام بحيث تشكل وضعا للوضعيات الإجتماعية والحاجات الضرورية والملامح الحقيقية والأراء المذهبية السائدة في الجماعة.
إن إستراتيجية بناء الشخصية المصرية المعاصرة والتى هى رأس المال البشرى في نسقى التخطيط الإجتماعي والتخطيط التربوى، تلزم بضرورة التلاحم الوظيفى والتكاملى بين الدراسات التربوية والإجتماعية ؛ فلايشترط أن تكون التربية قاصرة على توفير الجوانب المالية أو العلمية، حيث أن توفير الجوانب الإجتماعية للفرد تكسبه المهارة في التعامل مع الآخر، وترسخ لديه ضوابط وأخلاقيات المجتمع الذى يعيش فيه.
دائما وأبدا يفرض المجتمع قيمه ومبادئه وأسلوبه وعاداته، ويكون له الدور الأهم والأبرز في التنشئة الإجتماعية وتشكيل شخصية الفرد، كما يتوجب علي الفرد أن يتماشى مع عادات وقيم المجتمع، وأن يتفق مع النسق العام، مع الوحدات المترابطة المتكاملة المتشابكة، والتى تكون له مراحل متتابعة تحكمها علاقات متفاعلة، وتؤلف شبكة من التفاعلات الإجتماعية تضمن له التنشئة الإجتماعية.
ينتج عن التنشئة الإجتماعية محددات ثقافية وأنماط سلوكية وضوابط مجتمعية، كما أنها تحقق هدف أساسى من أهداف المجتمع، وهو الهدف الإنمائى التطويرى للرأسمال البشرى في إطار التخطيط التربوى والتخطيط الإجتماعي . ❝
❞ غلاء ومغالاة
غلاء في الأسعار ومغالاة فى حياتنا اليوميه
أصبح غلاء الأسعار وحش يلتئم كل ما حولنا يهابه الجميع ، صار حديث الناس في حياتهم اليوميه فهم في سباق مستمر مع غلاء الأسعار الذى يتزايد بإستمرار دون توقف ، فلم يعد الغلاء يقتصر على السلع والخدمات فحسب بل طال كل شئ ، لن يتبقى سوى الهواء الذى نتنفسه ، حيث قضى الغلاء على الفئة ذات الدخل المحدود مما يزيد من الأمر صعوبة وبالتالي تزداد معاناة الجميع.
تتعدد الأسباب حول تلك المعاناة التى يعيشها الجميع دون استثناء فغلاء الأسعار يرجع أولآ إلى بعدنا عن الله ، وإلى التأثر بالعوامل المناخية والبيئية ، ومشكلتنا في ترتيب الأولويات والضمير، وفى ضعف الإعتقاد بأهمية العلم وفى علمائنا والإقتصاديين والمفكرين الحقيقين الذين يتركون مجتمعاتنا ونراهم في بلاد الآخرين حيث الإمكانيات وتقدير تلك العقول ، كما نعاني من الإحتكار والمغالاة في الغلاء ، في توزيع الدخل القومى بشكل غير عادل مما يجعل الأقلية المحتكرة تستغل الجزء الأكبر من هذا الدخل ويعاني جزء الأغلبية من الفقر والغلاء ؛
لدينا مشكلة أيضآ فى التحلى بالقناعة عند الإختيار بين الأشياء ، والتوسع في الشراء لدى البعض وجعله هوايه مع عدم مراعاة الأولويات في الإنفاق ، كل ذلك بجانب العوامل السياسية والإجتماعية والإقتصادية كما أظهرت الدراسات والبحوث ، فحسب ماورد عن معهد ˝إيفو˝ الإقتصادى الألماني أنه من الأسباب الرئيسية للأسعار المتزايدة إرتفاع قيمة التكاليف في شراء الطاقة والمواد الخام وغيرها من المنتجات الأولية والسلع التجارية ، فالجميع يتفق أنه لم يعد أحد في أيامنا لم يتذوق غلاء الأسعار .
أما عن المغالاة فنواجه مغالاة في حياتنا اليوميه غير تلك المغالاة فى الأسعار ولكن بنفس المعنى وهو أننا نغالى في شئ ونعطيه أكثر من قيمته الحقيقية ˝فلا تغالي فى غالي˝ نرى فى تلك الأيام ظاهرة عجيبه وزيادة مفرطه فى إستخدامنا للألقاب الشخصية ، المؤرخ الكبير ، العالم الجليل ، معالي الباشا والبيه ، معالي الوزير ، معالي السفير وغيرها من الألقاب لمجرد أن هذا كتب كتاب أو حدثنا في علم ، ونعلم جيدا أن الباشا والبيه أو بك ألقاب إنتهت منذ زمن وغير مفيده كغيرها من الألقاب التى نمنحها للأشخاص بمجرد أنهم يعملون بمؤسسة أو هيئة ، فلا أدرى إستخدامنا للألقاب ثقافة في مجتمعنا تعودنا عليها أم منها ماهو دخيل على ثقافتتا وهويتنا ، أم أننا نستخدمها كما يقول البعض من باب الوجاهه والإحترام ؛
فالسؤال أين التقدير والإحترام في ألقاب وشهادات فى غير نصابها أو محلها ؟
وهنا يتفق الكثير أنه نتج عن هذه المبالغه ظهور العديد من المؤسسات وأكاديميات بمسميات مختلفة تمنح الألقاب بشهادات أشبه بالمزيفة ولا قيمة لها ، فأصبحت الألقاب نوع من أنواع مظاهر التفاخر فى مجتمع للأسف لايعترف إلا بالمظاهر.
نجد في تلك الأيام تضخيم للمواقف فأتفه الأفعال والأقوال يصنع منها أكبر الأحداث لتسير حديث الصباح والمساء وإهتمام الناس لفترات ، وتهليل وتهويل فى الحزن والفرح يصل لدرجة المكائد والكذب على النفس وعلى الآخرين فالحزن والفرح الشديد يعود إلى الشخصيات الفردية والتركيبة النفسية لكل إنسان أكثر مما يعود إلى التربية وعادات وتقاليد المجتمع .
صار الإنتماء بأنواعه المختلفة سياسية ورياضية واجتماعية وغيرها ظاهرة فرضت نفسها على الإنسان لكنه إنتماء أعمى تعدى الحدود ، فنرى مزايدة ومغالاة فى الحب والتشجيع للمكان وكأن الأمر بات واجبا مما أدى إلى أزمات وكوارث مجتمعية يصعب حلها ، نذكر مثلا التعصب للأندية الكروية والإقتتال والغيرة على المناصب والكراسي فى السياسية والنقابات والهيئات ، ليس من الضرورة أن يكون الإنتماء سلبي ، فالأنتماء الإيجابي إلى شئ لازمه الإنسان شئ طبيعي وجيد . ❝
❞ المجتمع فى الحضارة الفرعونية القديمة
قال تعالى فى سورة الأنبياء الآية 39 ˝ رب لا تذرني فردا ˝
الفرد وحدة تمثل جماعة وهو العنصر والركيزة الأساسية للمجتمعات التى يجب عليها أن تستوفى شروط الفرد لضمان بقائها وازدهارها ؛ ويتضح لنا عبر العصور تراث تاريخى للمجتمعات وأشخاص شكلوا التاريخ وحقب زمنية مازال تاثيرها حاضر معنا إلى وقتنا الحالى ؛ ان التاريخ كما نعلم تدوين وتسجيل للوقائع قديما وحديثا على أساس علمى قائم على الدراسة فما تم تسجيله قديما سجل ودون فى عصور تلك الأحداث أو على الأقل قبل إنتهاء تلك العصور وتسجيل الأحداث في غير زمانها يعرض التاريخ للتزييف وفى ذلك قال المؤرخ العظيم ابن خلدون ˝ التاريخ له وجهان ظاهر وباطن ، وظاهر التاريخ يخبر عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأولى ، أما باطنه فالنظر والعلم بكيفية الوقائع ، وأسباب حدوثها وبذلك يكون التاريخ عميقا وعريقا ˝ وهنا انتقد ابن خلدون المؤرخين لسردهم الوقائع والأحداث دون التدقيق فى أسباب حدوثها واعتمادهم على النقل فقط ولم يأخذوا طبيعة الأحوال فى المجتمعات وتحرى الصدق فيها لتسجيل الأدوار الحقيقة للمجتمعات عبر التاريخ.
وبالتأمل فى حضارتنا نجد تحديات عديدة واجهت الأفراد والمجتمعات عبر العصور منها ؛ قدرة المجتمع فى الحضارة الفرعونية القديمة على التكيف مع ظروف الزراعة فى وادى النيل حيث ساعد الرى المتحكم إلى توفير الموارد وإنتاج فائض من المحاصيل أدى إلى التنمية والازدهار اجتماعيا واقتصاديا وعلميا وثقافيا وأدى إلى زياده السكان التى كانت عرضه للزيادة والنقصان حسب ظروف البيئة ؛ و قدرة المصريون القدماء أيضآ فى الالتفاف حول ضفاف النيل عام 6000 ق.م عملت على تسهيل اكتشافهم لطرق الكتابة والإبداع فى الحروف والعلامات الهيروغليفية وبناء الأهرامات والمعابد والمسلات الضخمة التى عاشت لألاف السنين فكان المصريون القدماء مولعون بضخامة الحجم فى كثير من الأمور فهم بناة المعرفة الأولى باجماع المؤرخين وعلماء المصريات حيث ازدهرت العمارة الهندسيةفى عصر الملكة حتشبسوت التى حكمت مصر مايقرب من عشرين عام ، وشيدت العديد من المعابد فى جميع أنحاء مصر أبرزها حتى عصرنا هذا معبد حتشبسوت الجنائزى فى دير البحرى وقبرها فى وادى الملوك والمقصورة الحمراء ، وأنشئت الملكة حتشبسوت أسطول ضخم من السفن استخدم فى نقل حجارة المعابد .
تبع الدولة القديمة مجتمع الاضمحلال أو ماسمى بعصر الاضمحلال الأول شمل الأسرة من 7 _ 10 حوالى 2180 _ 2060 ق.م فسادت الفوضى وعم الاضطراب وانحدر الفن والثقافة والعلم حتى قام الطيبيين المنتصرة بإعادة توحيد الدولة المصرية القديمة مرة أخرى على يد الملك نب حتب رع منتوحتب من الأسرة الحادية عشرة ؛
ومن هنا لابد أن يكون المجتمع قادرا على تسخير الإمكانيات الطبيعية التى أعطاها إياه الله سبحانه وتعالى لكى يستطيع النمو والازدهار في شتى مجالات الحياة وتحقيق حضارة عريقة وراسخة تتوارثها الأجيال فمجتمعنا تاريخنا . ❝
❞ البريكس ( مخاوف وآمال )
البريكس : تحول إقتصادى عالمى أم تحول للقوى الإقتصادية العالمية العظمى ؟
تقوم فكرة إنشاء تكتل البريكس على المصالح المشتركة بين روسيا والصين الممثلة فى مخاوف كلا منهما من مخاطر توسع النفوذ الأمريكي خاصة في آسيا ، ومعارضتهم لمشروع الدفاع الصاروخى الأمريكي ، ورغبتهما الشديدة فى الحد من هيمنة الغرب على الإقتصاد العالمى إلى جانب رغبة الهند وتطلعاتها فى أن تكون قوى إقتصادية عظمى فى العالم ، حيث لديها فكر تعدد الأقطاب الإقتصادية وإيقاف سيطرة القطب الواحد على الإقتصاد العالمى.
* مخاوف إقتصادية
هل ينجح تكتل البريكس فى استبدال صندوق النقد الدولى والبنك الدولى بزيادة التداولات والتسويات بالعملات المحلية ، والعمل على تعدد القوى الإقتصادية والتخلى عن الدولار
أم يكون قوى إقتصادية عظمى جديدة ، وروسيا والصين بدلا من الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي تتهافت البنوك المركزية على الروبيل أو الإيوان بديل للدولار فتجد القوى الإقتصادية نفسها أمام سيناريو مكرر ، وصندوق نقد جديد بإسم بنك التنمية الجديد بنفس الأعباء الإقتصادية وتحكم المؤسسين فى إتخاذ القرارات بمنح فرص الإستثمار من عدمه.
إنطلاقا من أفكار الإقتصاديين هارى ديكستر وايت وجون مينا ردكز فى مؤتمر بريتون وودز عام 1944 تبلورت فكرة إنشاء صندوق النقد الدولى والبنك الدولى وبدأ وجودة رسميا بمشاركة 29 دولة عام 1965 بهدف إعادة هيكلة وإستقرار نظام النقد الدولى عقب الحرب العالمية الثانية ، وتتبع المؤسستان منهجين متكاملين حيث يركز الصندوق على قضايا الإقتصاد الكلى والإستقرار المالى فى حين يركز البنك الدولى على التنمية الإقتصادية طويلة الأجل والحد من الفقر ، وكان قد حل نظام بريتون وودز الخاص بسعر الصرف بدلا عن معيار الذهب ووافقت الولايات المتحدة بين عامى 1947,1946على إستبدال الدولار بالذهب بسعر ثابت قدرة 35 دولار للآوقية وأصبح الدولار أول عملة إحتياط مصرفى فى العالم دون منازع.
بدأت هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية والدولار على الإقتصاد العالمى ، حيث تسارعت البنوك المركزية للحصول على الدولار من أجل تكوين إحتياطياتها ، عارضت الولايات المتحدة من خلال نفوذها داخل صندوق النقد الدولى بإعتبارها المبادر الرئيس بإنشائه إنتاج السلع المنافسة للمنتجات الأمريكية كإنتاج زيت النخيل والحمضيات ، فى عام 1987 أجبرت البنك على أن يقلل القروض الممنوحة لصناعة الحديد والصلب فى الهند وباكستان ، فى عام 1985 عارضت بنجاح مشروع إستثماري من قبل البنك الدولى فى صناعة الصلب البرازيلية ، فى عام 1980 خصص الصندوق 150 مليون دولار للصومال إلا أن محاولات تطبيق شروط وتوصيات المؤسسة فى الحياة الإقتصادية الداخلية للبلاد أدت إلى إنهيار الإقتصاد نفسه ثم الدولة بأكملها وترتب عليه نشوب حرب أهلية وإنقسام البلاد ، كما أدت حالة التقارب بين الولايات المتحدة وقوى أخرى مثل بريطانيا التى جعلت البنك يعطل بل ويخرب مشاريع الدول النامية كمشروع سد أسوان فى مصر وكارثة إحتلال العراق وخدعة إعادة إعماره .
* آمال وطموحات إقتصادية
زادت طموحات وآمال القوى الإقتصادية بإنعقاد قمة بريكس 2023 فى عاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبرج ، خاصة 23 دولة والتى تقدمت بطلب رسمى للإنضمام للبريكس ، فأول من صاغ فكرة مجموعة بريكس كبير الإقتصاديين فى بنك غولدمان ساكس جيم أونيل فى دراسة أجريت عام 2001 بعنوان بناء إقتصادات عالمية أفضل لدول البريكس ، وتضم المجموعة حاليا الإقتصادات الناشئة الكبرى ويشتق أسمها من الأحرف الأولى لأسماء دولها الأعضاء ، عقدت أول مؤتمر لها عام 2009 بمشاركة البرازيل وروسيا والصين والهند وأطلق عليها آنذاك بريك ثم إنضمت جنوب إفريقيا للتكتل عام 2010 فصار إسم المجموعة بريكس ، وتمثل مجموعة بريكس نحو 56.65 تريليون دولار من الناتج المحلى العالمى أى 42 بالمائة من سكان العالم و 26 بالمائة من الإقتصاد العالمى حيث تشكل قوى إقتصادية تعد من أقوى الإقتصادات العالمية ، كما قامت المجموعة بإنشاء بنك بريكس أو بنك التنمية الجديد NDP برأس مال مبدئي 100 مليار دولار مقسمة إلى مليون سهم بقيمة اسميه تبلغ 100000 دولار لكل سهم مما جعل الدول بقواها الإقتصادية المختلفة تطمح وتأمل فى الإنتقال إلى عالم متعدد الأقطاب لفتح أسواق إستثمارية جديدة والإستثمار الأجنبي المباشر فى المجالات الرئيسية مثل التعدين وصناعة السيارات والنقل والطاقة النظيفة والخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات .
تسعى الدول الأفريقية الغنية بموارد النفط والغاز إلى تنويع إقتصادها وتعزيز الشراكات مع الصين ودول أخرى ، كما أن انضمام السعودية والإمارات لمجموعة البريكس له أهمية ومكسب ، إذ أن البلدين منتجان رئيسيان للنفط ، وسوف يستفيدان من تحسين العلاقات الإقتصادية مع الصين والهند وهما مستهلكان رئيسيان للنفط ، وتطمح السعودية فى إستقرار أمن إمداد الطاقة لكبار المستهلكين .
تطمح وتأمل مصر أيضا فى تحقيق فرص ومزايا خاصة على صعيد التنمية والتجارة والإستثمار فحجم التبادل التجارى بين بريكس ومصر يتجاوز 31 مليار دولار ويمنحها الإنضمام للتكتل فرصا أكبر للتحرر من قبضة الدولار من خلال توسيع معاملاتها التجارية بعملات مختلفة ، وتسعى مصر عبر هذة الخطوة إلى تخفيف الضغط على النقد الأجنبي نظرا لتراجع قيمة الجنية مقابل الدولار الأمريكي بصورة كبيرة فى الآونة الأخيرة ، وإيجاد بديل لصندوق النقد الدولى فى تقديم خدمات الدعم الإقتصادى ، والعمل على إنهاء أزمات الإستيراد والتصدير وفتح أسواق جديدة للمنتج المصرى ، والإستفادة من الدول الصناعية الكبرى الصين وروسيا والهند فى نقل التكنولوجيا والتصنيع داخل مصر .
إن هروب ومخاوف القوى الإقتصادية من إنهيارها بشكل كامل ومعاناتها من هيمنة القطب الواحد جعلها تأمل وتطمح فى تحقيق تحول إقتصادى عالمى متعدد الأقطاب بالإنضمام لتكتل البريكس . ❝
❞ الإنسان وصراع النفس
الصراع حرب تشكل ظاهرة مجتمعية لحالة من عدم الطمأنينة والرضا أو الشعور بالضغط نتيجة الإختلاف بين رغبتين فى الآراء ووجهات النظر بشتى مجالات الحياة
لا ليست الحياة سبب مشكلات الإنسان ، فالحياة مزدحمة ومليئة بالمشكلات لدرجة أنها لاتملك الوقت حتى تضعك ضمن دائرة اهتماماتها أو تحاربك ، أنت من تحارب نفسك ، إنه صراع النفس لاشئ غيره؛ إن النفس هى سبب مشكلات الحياة لأن الإنسان بطبيعته فى صراع دائم بين شهاواته ورغباته نحو الموارد، الميراث، السلطة،المال والبنون وغيرها من أمور الدنيا.
حينما تشتهى أوترغب النفس شيئا يبدأ النزاع وحرب النفس مع صاحبها على شهاواته المتناقضة بين أشتهي وأشتهى، حيث ينقسم الإنسان دون أن يشعر أو برغبته إلى شخصان، هو ونفسه، يتصارعان فيما بينهم لإنتصار طرف على الآخر، أحيانا يصارعها وينتصر عليها، وتارة تستطيع النفس تحقيق ماتشتهييه من ملاذتها ومطالبها التى لاتتمالك عنها ؛
الحاكم يصارع نفسه: بأن يكون متسلطا، قويا،جبارا،صاحب الهيمنة والنفوذ ، أو بأن يكون
عادلا،رحيما،مسؤل عن رعيته
رجل الدين يصارع نفسه : بأن يكون خليفة، صاحب منهج وتفسير إن خالفه أحد فهو ليس من الدين ، أو بأن يكون إمام للناس ومؤديا لمهمته، يأمر وينهى بما أمره به الله سبحانه وتعالى
الشباب والأبناء كل منهم يصارع نفسه على رغباتها وملاذاتها فى الحياه،على الهوية، الأبناء يتقاتلون فيما بينهم على الميراث ، أو يتنازع معها بتقويمها وأن تتقبل الآخر بغض النظر عن الدين والعرق، والإحتكام إلى الله سبحانه وتعالى فى تقسيم الحقوق
رجل العلم والسياسة يصارع نفسه بأنه الأصلح، صاحب الفكر والرأي المستنير، والدرجة الثقافية والعلمية التى لامثيل لها ، أو أن يتقبل الحوار والنقاش وأن يكون كما قال تعالى فى سورة الإسراء الآيه 85 ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً )
أنا وأنت أيا كان مكاننا وموقعنا نحب أنفسنا ونصارعها ونعلم أنها ليست عضو يمرض فنعالجه، وإنما قوية، ضعيفة، متكبرة، متواضعه، متسلطة، خاضعه، مادية، قنوعه، حليمة، غاضبة، شريرة، طيبة، مهمومة، حزينه، سعيدة ،راغبة، راضيه.......
فمن منا يستطيع إظهار سمات دون غيرها ؟ لا أحد ؛ فالمشكلة الحقيقية تكمن فى استحالة تجنب صراعات النفس، لكننا نستطيع التخفيف من حدة تلك الحرب النفسيه وتقويم أنفسنا، حيث أمرنا الله سبحانه وتعالى بتهذيب وإصلاح النفس بإتباع كلامه ومنهجه عز وجل ،قال تعالى فى سورة المائدة الآية 15 ( قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ )
وقال تعالى فى سورة النازعات الآية 40_41 ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )
إن فلاح الإنسان فى الدنيا والآخرة يقوم على تقويم النفس وعلاجها من آفاتها ، وهنا علينا إدراك أن صراع النفس غريزة لدى الإنسان، وأن الإنسان مادام على قيد الحياه فهو فى صراع دائم مع النفس . ❝
❞ ا.معتز متولى
تاريخ و أهمية الرياضة
للرياضة تاريخ و أهمية
الرياضة عبارة عن نشاط جسدي يقوم فيه الجسم ببذل حركة ومجهود ؛ يتصور الكثير من الأشخاص أن الرياضة بمختلف أنواعها ظهرت في العصور الحديثة بعد التطور الكبير الذى حدث للبشرية ولكنها موجودة منذ عصور قديمة وبدائية للغاية فإن الإنسان البدائى كان الأكثر نشاطا وحركة ويقتضى أن يكون في حركة دائمة لكى يستطيع التعايش مع الطبيعة.
وفى سومر القديمة : الحضارة السومارية من أوائل السجلات الرياضية التاريخية ملحمة جلجاش وانكيد ( أصول الملاكمة ) والتى تعود إلى عام 2000 قبل الميلاد.
أما فى الحضارة الفرعونية القديمة وجدت فى بنى حسن نقوش ورسومات تعود إلى عام 2000 قبل الميلاد تشير إلى أن عددا من الرياضات مثل الأثقال والمصارعة والصيد كانت متطورة ومنظمة فى مصر القديمة ولو تأملنا أيضا فى التماثيل اليونانية القديمة نجد العديد من الألعاب والإهتمام بإقامة المباريات والمسابقات الرياضية كما أبرزت أيضاً تلك التماثيل شكل وعضلات وجسد الرياضى فى العصور اليونانية القديمة.
وللرياضة دور وأهمية كبرى ظهر ذلك فى القرارات والمواثيق الدولية حيث أدت الرياضة دوراً حيوياً فى القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وأبرزها القرار 1/ 70 بعنوان تحويل عالمنا خطة التنمية المستدامة 2030 والذى اعتمد عام 2015 وأقر بإستمرار دور الرياضة فى تعزيز التقدم المجتمعى؛ وقرار 4 /70 بعنوان بناء عالم سلمي أفضل من خلال الرياضة والمثل الأعلى الأولمبي واشترك فى تقديمة 180 دولة والذى اعتمد باجماع الآراء عام 2015
واعتبرت الرياضة عبر تاريخها إحدى الوسائل الإجتماعية لتفريغ الدوافع حيث يجتمع الناس على التفاهم والود فى إطار ترويجي لإزالة التوترات والضغوطات وتحقيق أهداف نبيلة ؛ وتعمل الرياضة أيضاً على تقوية العلاقات بين أبناء المجتمع وتقارب الثقافات العالمية فلا يمكن إنكار أن من يمارسون الرياضة بشكل منتظم ويعتادون على الالتقاء بإستمرار فى الفعاليات والمسابقات العالمية يساهمون بشكل واسع وكبير فى تقارب العلاقات والثقافات.
ومن هنا يتوجب على الجميع ممارسة الرياضة كأسلوب حياة وبشكل دائم لا يرتبط بمكان أو زمان فهى تنشط الجسم وتمنحه الحيوية والطاقة كما تساعد الفرد على تخطى الحالات النفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب وتساعد على النوم الجيد
الرياضة حقا هى الطريق الذى يوصلنا إلى الصحة الجسدية والنفسية والعقلية . ❝