█ الثقافة الإجتماعية الثقافة جزءا هام حياتنا اليوميه لاتنتهي أبدا تتجدد دائما مع تغيير الأفراد والحقب الزمنية والظروف البيئية فهى عملية إبداعية متجددة تعبر عن آداب الحياة الإجتماعية؛ حيث أن بمفهومها الإجتماعي تعكس مدى معرفة أبناء المجتمع للمنظومة التى يعيشون فيها من عادات وتقاليد ولغة وأعراف ومكتسبات ونظم إجتماعية سائدة تطغى المكونات الشخصية والسلوكية الفردية لأفراد دون تخل تلك المكتسبات والأطر العامة تحرك السلوك العام بالثوابت والرئيسية كالعقائد الدينية والتشريعات والقوانين الوضعية وغيرها وينبغي أفراد يتماشوا التجديد بهدف التطوير والتعايش والبناء يقول العالم البريطاني الانثربولوجى ˝لإدوارد تايلور ˝ [ أو الحضارة بمعناها الإناسى الأوسع هى ذلك الكل المركب الذى يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والأعراف والقدرات والعادات الأخرى يكتسبها الإنسان بإعتباره عضوا ] إن ليست مجموعة الأفكار فحسب ولكنها نظرية ترسم طريق إجمالا ولم تعد ثقافتتا منغلقة نفسها معزولة عما يدور حولها كتاب منوعات فكرية مجاناً PDF اونلاين 2024 مقالات متنوعة نتحدث شتى مجالات الثقافية والإجتماعية والرياضية والسياسية والعلمية والدينية ؛ موضوعات فى صورة مقال تتعلق بتلك المجالات توضيح فكرة المقال بما يخص التعريف والهدف والأهمية للمقال وما واجه موضوع جوانب تناولتها الأحداث والأراء ؛ مع عرض وجهة نظر الكاتب فيما يتعلق بموضوع للوصول إلى القارئ بفكرة معلومة
❞ الدور البيئي للأسرة
الأسرة والبيئة علاقة نمو وتطور، فما تشكله الأسرة من محيط تنموى للفرد في شتى مجالات الحياة، هو نفسه تلك البيئة التى سوف ينشأ فيها ويعيش على مبادئها ونظمها وقيمها ؛
فالبيئة هي فرد وأسرة وجماعة ومجتمع يحكمهم أعراف وتقاليد ونظم، إلى جانب تشكيل بيئى إستثنائى من ظواهر ومتغيرات طبيعية ليس للإنسان علاقة بها .
تعتبر الأسرة من وسائل العصر الأوسع تقدما وإنتشارا وتأثيرا وبخاصة فى مجتمع ترتفع فيه نسبة الأمية، وتساهم الأسرة كنظام إجتماعي بدور كبير فى تنمية الوعى البيئي لدى الأفراد وتغير من أنماط سلوكهم بصورة إيجابية ؛
حيث تتحمل الأسرة مسئولية كبيرة لايستهان بها في سبيل النهوض بالبيئة، فالطفل الذى ينشأ فى أسرة تفتقد فيها القدوة البيئية الصالحة، ويفتقر فيها الآباء والأمهات إلى الأهتمام بعناصر البيئة المحيطة ينشأ هذا الطفل بعيدا كل البعد عن واقعة الذى يعيش فيه وعن الإهتمام بقضايا بيئتة المحيطة مهما تلقن من تعليمات ومهما تعلم من بديهات، فنجد طفلا يكتسب سلوكيات وأفكار وعادات تتناقض مع أساليب بيئته المحيطة به، مما يترتب عليه فقدان التواصل الأسرى البيئي بين الطفل وأسرته
لذا كان من أهم الأدوار التى ينبغي قيام الأسرة بها فى مجال تنمية الوعى البيئي، حماية الأسرة من التلوث البيئي من خلال القدوة الصالحة من الأب والأم والبيئة المحيطة بالطفل، وتوفير بيئة إجتماعية سليمة للطفل منذ ولادته يمكنه فيها تنمية قدراته الجسمية والعقلية والإجتماعية فى جو من الأمان والإستقرار ؛
ولأنه من الضروري أن يكون هناك تدرج فى التوعية البيئية، فلا ينته دور الأسرة بمجرد إنتقال الطفل إلى المدرسة، بل إن دورها فى مجال التوجيه البيئي مطلوب بإستمرار وخاصة بالمراحل العمرية التقدمية المختلفة والتى يزداد فيها أهمية وخطورة التعامل الأسرى البيئي مع الفرد، لأنه بمثابة حجر الأساس فى تكوين شخصية الفرد . ❝
❞ مبررات إنسانية
إجتمع إخوة سيدنا يوسف عليه السلام حين تآمروا على قتل أخيهم الغلام، ودون الدخول في التفسير الدينى كانت آلية التبرير الإنساني حاضرة بتلك القصة، فلابد عليهم من البحث عن مبرر يجمل قبح جريمتهم فى أنفسهم، ويكون عونا لهم حتى لا يترددوا بتنفيذها، حين إعتقدوا أنهم بقتله سيتقربون أكثر من أبيهم ويكونوا من بعده فى مأمن ورضا، فأوجدوا المبرر فى قوله تعالى
(8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)
، وهذا السبب لم يكن كافيا ليحقق لهم الإستقرار النفسى، ويخلصهم من وطأة الذنب، فشرعت الفطرة الإنسانية لآخوة سيدنا يوسف عليه السلام فى البحث عن مبرر آخر إنساني لا أخلاقى يخدعون به أنفسهم ليسكتوا صوت الفطرة الذى يغص مضاجعهم فكان المبرر وجوابهم بعد سنين طويلة قال تعالى
˝ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ ˝ قولهم هذا ليكون دافع أقوى، فهناك دافع أعمق من مجرد الهروب من العقاب، وهو الهروب من الإنسانية نفسها، فالتبرير هنا ˝ لوم الظروف ˝ أو ˝ لوم الطبيعة البشرية ˝ مما يعتبر هروب إنساني لا أخلاقى يتعدى كل حدود الآدمية،
إن التبرير إعطاء مبررات للدوافع والسلوكيات فى محاولة التخلص من الأفكار المزعجة أو المشاعر المؤلمة، فالتبرير سلوك وأسلوب دفاعى يستخدمه الإنسان لتقليل الإحساس بالذنب والتوتر الناشئ عن الأخلاق فى الوصول إلى الهدف، وتنشأ تلك الحالة من السلوك نتيجة عدم قدرة الفرد فى مواجهة نفسه أو أمام الآخرين بفشله فى الوصول إلى غايته، فضلا عن أن الموقف الذى لم ينجح فيه الفرد في الوصول إلى توقعاته قد يؤدي به إلى الإحباط، وذلك أمر غير مرغوب فيه من أجل الصحة النفسية للإنسان، حيث بواسطته يقوم الفرد هنا بتحليل معتقداته أو أفعالة بإبداء أسباب غير تلك التي سببتها أو أثارتها، وعن طريق خلق المبررات الإنسانية، وبالتالي يكون قادرا على تقديم التعللات المسببة لإخفاقه ومن ثم يحافظ على دفاعية الأنا، فالتبرير عند الإنسان كغيره من العديد من ميكانزمات التوافق قد يبالغ في إستخدامه ؛
كما أنه أيضا يجب أن نعلم أن التبرير سلوك متعدد الألوان والأشكال، فتوجد مبررات كاذبة بلا إنسانية، وهناك أيضا مبررات تقتصد إلى حد ما الحقيقة، وفي هذه الحالة يكون الفرد غير راضي عما تحصل عليه، ولكنه يظهر ويصر على أن كل شيء على مايرام، فمثلا تعمل في مكان أو شئ غير مريح وأنت غير راضي عنه ولكنك بالفعل تعمل وتصرح أنك تحب عملك، أو قد تشتري شئ لايعجبك ولكنك بالفعل أشتريته . ❝
❞ سياسة الفكر الصهيوني
تشهد القرون الأخيرة من هذا الزمان محاولات إسرائيلية تستهدف تحويل الصراع العربي الإسرائيلي من صراع سياسى حول حقوق العرب في إسترداد أرضهم المحتلة إلى صراع فكرى يستهدف ثقافتنا من خلال إعلان شأن الثقافة اليهودية وتشويه شأن الثقافة العربية الإسلامية.
الصهيونية حركة عنصرية تقوم على العدوان والإستيطان وتشكل تهديدا خطيرا على الفكر العربي الإسلامى حتى يتحقق هدفها الأساسي وهو إنشاء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ولكى تحقق الصهيونية أهدافها جندت الكثير من العلماء والمفكرين وأصحاب المال والنفوذ، من اليهود في العالم وفي إسرائيل لدراسة الفكر الثقافى العربي الإسلامي وفهم الواقع العربي والإسلامي ونظمه وأساليب الفكر والحياة فيه لتحقيق سياسة ثقافية تهدف إلى إضعاف الثقافة العربية الإسلامية والتشكيك في قيمها بإثبات فضل الفكر الثقافى الصهيوني وأنه في نظرهم مصدر الثقافة الإسلامية الأول.
إستطاع رجل المال اليهودى البريطاني مونتفيورى بعد شراء أراضٍى بالقرب من القدس ويافا من إنشاء أول مستعمرة يهودية بالأراضى العربية الفلسطنية عام 1837م، وكان عدد سكانها في ذلك الوقت 1500 يهودي إلى أن وصل في عام 1903م إلى 25 الف يهودي،
وإزداد التخطيط الفعلى لإعلاء الفكر الثقافى الصهيوني وإيجاد شرعية وإعتراف له، لإضعاف والتننكيل بالثقافة العربية والإسلامية، وذلك بإصدار تيودور هرتزل(هرتسل) كتابة الدولة اليهودية عام 1896م والذى دعى فيه إلى إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية، ورفضه الحاخامات اليهود آنذاك في مؤتمر عقد بمدينة فيلادلفيا في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر، حيث أصدر المؤتمر بيان يقول ˝ إن الرسالة الروحية التى يحملها اليهود تتنافى مع إقامة وحدة يهودية سياسة منفصلة ˝ وإزاء هذا فكر هرتزل في تحويل الموضوع إلى قضية فكرية دينية يلهب بها عواطف جماهير اليهود ورأى أن فلسطين المكان الوحيد الذي يتناسب مع دعوته لتاريخ المقدسات الدينية بها، وانتصر فكر هرتزل وإن كان بعد وفاته بعام ؛
ومن هنا توالي الإحتلال للأراضي العربية وتعدد الإستيطان، وصارت الأفكار الصهيونية ثقافة راسخة لدى اليهود الصهاينة بجميع أنحاء العالم.
لدى العدو الصهيوني مقومات أساسية جعلت منه خصما فكريا عنيدا ؛
فقد ساعد تعدد اللغات داخل الكيان الإسرائيلي وبخاصة اللغة الروسية إعطاء إسرائيل ميزة تناقشية ثقافية في التعامل المباشر مع الجمهوريات الإسلامية التى انفصلت عن الإتحاد السوفيتي، حيث تتحدث هذه الجمهوريات الروسية كلغة أولى حتى الوقت الحاضر ؛
كما كان لكثرة العلماء اليهود في جامعات أمريكا وأوروبا دور في إستخدام المتطرفين اليهود لعلم وأبحاث هؤلاء للهجوم المنظم المتطرف ضد المقدسات الإسلامية والكنوز الثقافية والحضارة العربية الإسلامية ؛
إلى جانب كل ذلك أدت ذخيرة علاقات التبادل الثقافى وجمعيات الصداقة التى أقامتها إسرائيل من اليابان إلى البرازيل ومن بولندا إلى جنوب أفريقيا، وبالإضافة إلى ما تملكه إسرائيل من تكنولوجيا المعلومات، إستطاعت تهميش المعرفة العربية ومناهجها في تلك المناطق وإحلال بدلا منها ثقافة صهيونية إسرائيلية مستحدثة.
إن التحدى الصهيوني الثقافى والدينى والعلمى....... وغيره دائم، فالصراع الفكرى بين الصهيونية والفكر العربي الإسلامى كان ومازال قائم . ❝