❞ المفاجأة الخامسة
مشاركتي في الكتاب الإلكتروني شهر رمضان في بلاد العرب بنص ( موائد الرحمن ) ...
موائد الرحمن :
اشتهرت بلادُنا بتلك العادة التي يمارسها الأغلب ويقدمونها بكل حب ووِد ألا وهي موائد الرحمن التي تفيض بالخيرات والنِعَم التي تُغدِق حاجات جميع الفقراء إذْ يجتمع عليها بعض منهم ويتمتعون بتناول أشهى الوجبات التي أُعدَّت خصيصاً لأجلهم بكل حماس وما إنْ ينتهون حتى يجدوا كل ما لذَّ وطاب من الحلوى التي حُرموا منها على مدار حياتهم فيتذوقون منها أطيب الأنواع التي تُسعِد قلوبهم وتُشرِح صدورهم وتَسِد جوعهم وتملأ قلوبهم بالراحة إذْ لن يشعروا بالحاجة بعد اليوم ، بعد تلبية أغلب متطلبات حياتهم على تلك المائدة التي جمعتهم دون تفرقة بينهم ، ففَضل إطعام الفقراء في هذا الشهر الكريم له ثواب عظيم وأجر كبير عند الله إذْ يكافئ العبد على شعوره الطيب تجاه إخوانه وجُودِه عليهم بالطعام والشراب والمقومات الأساسية التي تساعد على الحياة ، فلا يحرمه من شيء تمناه قط ويُغدِقه بكل ما يُريد بل ويَزيد ، بل إن البعض لا يكتفون بإطعام الفقراء فحَسب ولكنهم قد يتبرعوا لهم بكل ما يفيض عن حاجتهم من ملابس وأغطية وغيرها من مستلزمات المعيشة التي تضمن لهم حياة كريمة كسائر الخلق ، فالشعور بالغير نعمةٌ لا تُقدَّر بثمن وإنْ لم نعلم الثواب الذي سوف نحظى به نتيجة لما قدَّمناه لهم ، فلا بد أنْ يكون قلب المؤمن زاخراً بالخير ، قادراً على نثره على الآخرين بكل حب دون شح أو بخل أو تقتير حتى لا يشعر بالضيق حينما تَحِل به الحاجة ولا يجد مَنْ يُعينه أو يعطيه ممَّا حباه الله من نعم ، فيجب أنْ نضع أنفسنا محل الآخرين في بعض الأحيان علَّنا نشعر بهم وبضوائقهم ونُقدِم على توفير كل احتياجاتهم دون تأخير أو تقصير ، فهذا هو أعظم عمل خيري قد يُقدِّمه المرء للبشرية بأسرها وربما يُساهم في تفاعل الآخرين مع تلك الفكرة بحيث تنتشر على نطاق أوسع فتمتد حلقة الخير في البلاد بلا انقطاع ، فهذا ما يُميِّز بلادنا بالفعل ويجعلها في القمة ، تتصدر المقدمة دوماً بلا منافس .... ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ المفاجأة الخامسة
مشاركتي في الكتاب الإلكتروني شهر رمضان في بلاد العرب بنص ( موائد الرحمن ) ..
موائد الرحمن :
اشتهرت بلادُنا بتلك العادة التي يمارسها الأغلب ويقدمونها بكل حب ووِد ألا وهي موائد الرحمن التي تفيض بالخيرات والنِعَم التي تُغدِق حاجات جميع الفقراء إذْ يجتمع عليها بعض منهم ويتمتعون بتناول أشهى الوجبات التي أُعدَّت خصيصاً لأجلهم بكل حماس وما إنْ ينتهون حتى يجدوا كل ما لذَّ وطاب من الحلوى التي حُرموا منها على مدار حياتهم فيتذوقون منها أطيب الأنواع التي تُسعِد قلوبهم وتُشرِح صدورهم وتَسِد جوعهم وتملأ قلوبهم بالراحة إذْ لن يشعروا بالحاجة بعد اليوم ، بعد تلبية أغلب متطلبات حياتهم على تلك المائدة التي جمعتهم دون تفرقة بينهم ، ففَضل إطعام الفقراء في هذا الشهر الكريم له ثواب عظيم وأجر كبير عند الله إذْ يكافئ العبد على شعوره الطيب تجاه إخوانه وجُودِه عليهم بالطعام والشراب والمقومات الأساسية التي تساعد على الحياة ، فلا يحرمه من شيء تمناه قط ويُغدِقه بكل ما يُريد بل ويَزيد ، بل إن البعض لا يكتفون بإطعام الفقراء فحَسب ولكنهم قد يتبرعوا لهم بكل ما يفيض عن حاجتهم من ملابس وأغطية وغيرها من مستلزمات المعيشة التي تضمن لهم حياة كريمة كسائر الخلق ، فالشعور بالغير نعمةٌ لا تُقدَّر بثمن وإنْ لم نعلم الثواب الذي سوف نحظى به نتيجة لما قدَّمناه لهم ، فلا بد أنْ يكون قلب المؤمن زاخراً بالخير ، قادراً على نثره على الآخرين بكل حب دون شح أو بخل أو تقتير حتى لا يشعر بالضيق حينما تَحِل به الحاجة ولا يجد مَنْ يُعينه أو يعطيه ممَّا حباه الله من نعم ، فيجب أنْ نضع أنفسنا محل الآخرين في بعض الأحيان علَّنا نشعر بهم وبضوائقهم ونُقدِم على توفير كل احتياجاتهم دون تأخير أو تقصير ، فهذا هو أعظم عمل خيري قد يُقدِّمه المرء للبشرية بأسرها وربما يُساهم في تفاعل الآخرين مع تلك الفكرة بحيث تنتشر على نطاق أوسع فتمتد حلقة الخير في البلاد بلا انقطاع ، فهذا ما يُميِّز بلادنا بالفعل ويجعلها في القمة ، تتصدر المقدمة دوماً بلا منافس. ❝
❞ أسرى التحكم :
على المرء أنْ يمسك زمام أموره ويقود دفة حياته إنْ أراد حياة هانئة بعيدة عن الصخب والضيق والضجر المتواصل والتدخل في شئونه طوال الوقت بحيث لا يترك لأحد المجال بأنْ يُقيِّده أو يمنعه من القيام بما يُحب أو يُضيِّق عليه الحِصار حتى يكاد يختنق ويشعر بالضيق يجثم على صدره طوال الوقت بداعٍ وبدون داعٍ ، فحياته مِلْكُه وروحه حُرة لم يخلقها الله كي يستعبدها الآخرون أو يجبرونه على القيام بأمور لا يرغبها أو الذهاب لأماكن لا يُحِبها أو التحرك وقتما شاءوا ، فلا بد أنْ يسيطر على حياته أكثر من ذلك ولا يجعلها تسير وفقاً لأهواء الغير حتى لا تضيع منه للأبد ويجد أن هذا الأمر يتزايد ويتسع نطاقه بالتدريج حينما يدخل حياته آخرون يتحكمون فيها بنفس القدر ويظل أسيراً لتَحكُّمات الجميع وأوامرهم التي لا يحتملها حتى يفيض به الكيل وينفجر فجأة على أسباب تافهة لا تكاد تُذكَر أو تُشكِّل جزءاً هاماً من الحياة ، فيجب ألا يترك ذاته إلى أنْ يصل لتلك الحالة المقيتة التي يفقد فيها السيطرة على حياته لأنه لا يوجد متضرر سواه ، فلقد حباه الله الحياة ليُحِبها ويستمتع بها ولا يجعل نفسه مَحطاً لتنفيذ رغبات الآخرين ولو لم تأتِ وِفاقاً لرغباته الشخصية أو تلبية أوامرهم التي قد لا تناسبه أو تنفعه من الأساس ، فكلُّ منا على دراية بما يليق به ويتماشى مع تطلعاته ومبادئه ورغباته الشخصية التي لا يَحِق لأحد التَدخُّل في كل تفاصيلها مهما كانت درجة قربه منه ، فلا بد من الاحتفاظ بجزء بسيط من الخصوصية التي تحمي ذات الإنسان من التعرض للانتهاك طيلة الوقت بدون وجه حق خاصةً إنْ كان شخصاً بالغاً عاقلاً بما فيه الكفاية ، مُتمكِّناً من اتخاذ قرارات حكيمة تتوافق مع طبيعة شخصيته التي لا تتشابه مع غيرها قط ، فيجب أنْ يراعي الآخرون تلك النقاط ولا يُقحِمون أنفسهم في كل كبيرة وصغيرة وإنْ كانت لا تستدعي ذلك ، فلكلِّ الحق في ممارسة حياته كما يشاء دون أنْ يتعرض للنقد أو التوبيخ أو التَمرُّد أو الاعتراض طيلة الوقت بدون أسباب واضحة لمجرد رغبته في أنْ يكون منفصلاً مستقلاً بذاته حراً في تسيير أمور حياته كما يشاء ، فيكفي تَعدِّياً لخصوصيات الغير فهو لن يؤدي سوى لشخصيات مهزوزة فاقدة الثقة في أغلب قراراتها المؤقتة والمصيرية ...
#خلود_أيمن #مقالات #KH. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ أسرى التحكم :
على المرء أنْ يمسك زمام أموره ويقود دفة حياته إنْ أراد حياة هانئة بعيدة عن الصخب والضيق والضجر المتواصل والتدخل في شئونه طوال الوقت بحيث لا يترك لأحد المجال بأنْ يُقيِّده أو يمنعه من القيام بما يُحب أو يُضيِّق عليه الحِصار حتى يكاد يختنق ويشعر بالضيق يجثم على صدره طوال الوقت بداعٍ وبدون داعٍ ، فحياته مِلْكُه وروحه حُرة لم يخلقها الله كي يستعبدها الآخرون أو يجبرونه على القيام بأمور لا يرغبها أو الذهاب لأماكن لا يُحِبها أو التحرك وقتما شاءوا ، فلا بد أنْ يسيطر على حياته أكثر من ذلك ولا يجعلها تسير وفقاً لأهواء الغير حتى لا تضيع منه للأبد ويجد أن هذا الأمر يتزايد ويتسع نطاقه بالتدريج حينما يدخل حياته آخرون يتحكمون فيها بنفس القدر ويظل أسيراً لتَحكُّمات الجميع وأوامرهم التي لا يحتملها حتى يفيض به الكيل وينفجر فجأة على أسباب تافهة لا تكاد تُذكَر أو تُشكِّل جزءاً هاماً من الحياة ، فيجب ألا يترك ذاته إلى أنْ يصل لتلك الحالة المقيتة التي يفقد فيها السيطرة على حياته لأنه لا يوجد متضرر سواه ، فلقد حباه الله الحياة ليُحِبها ويستمتع بها ولا يجعل نفسه مَحطاً لتنفيذ رغبات الآخرين ولو لم تأتِ وِفاقاً لرغباته الشخصية أو تلبية أوامرهم التي قد لا تناسبه أو تنفعه من الأساس ، فكلُّ منا على دراية بما يليق به ويتماشى مع تطلعاته ومبادئه ورغباته الشخصية التي لا يَحِق لأحد التَدخُّل في كل تفاصيلها مهما كانت درجة قربه منه ، فلا بد من الاحتفاظ بجزء بسيط من الخصوصية التي تحمي ذات الإنسان من التعرض للانتهاك طيلة الوقت بدون وجه حق خاصةً إنْ كان شخصاً بالغاً عاقلاً بما فيه الكفاية ، مُتمكِّناً من اتخاذ قرارات حكيمة تتوافق مع طبيعة شخصيته التي لا تتشابه مع غيرها قط ، فيجب أنْ يراعي الآخرون تلك النقاط ولا يُقحِمون أنفسهم في كل كبيرة وصغيرة وإنْ كانت لا تستدعي ذلك ، فلكلِّ الحق في ممارسة حياته كما يشاء دون أنْ يتعرض للنقد أو التوبيخ أو التَمرُّد أو الاعتراض طيلة الوقت بدون أسباب واضحة لمجرد رغبته في أنْ يكون منفصلاً مستقلاً بذاته حراً في تسيير أمور حياته كما يشاء ، فيكفي تَعدِّياً لخصوصيات الغير فهو لن يؤدي سوى لشخصيات مهزوزة فاقدة الثقة في أغلب قراراتها المؤقتة والمصيرية ..
❞ يستخدم البعض معرفتهم بعمليات الأرض مثل البراكين والزلازل والأعاصير لتخطيط المجتمعات التي لن تعرض الناس لهذه الأحداث الخطيرة. يمكن أن تشمل علوم الأرض دراسة الجيولوجيا والغلاف الصخري والهيكل الواسع النطاق الداخلي للأرض بالإضافة إلى الغلاف الجوي والغلاف المائي والمحيط الحيوي. عادةً ما يستخدم علماء ،،الأرض أدوات من الجغرافيا والتسلسل الزمني والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء والرياضيات لبناء فهم كمي لكيفية عمل الأرض وتطورها. علم الأرض يؤثر على حياتنا اليومية. على سبيل المثال، يقوم خبراء الأرصاد بدراسة الطقس ومراقبة العواصف الخطيرة،،. ❝ ⏤جانيز فان كليف
❞ يستخدم البعض معرفتهم بعمليات الأرض مثل البراكين والزلازل والأعاصير لتخطيط المجتمعات التي لن تعرض الناس لهذه الأحداث الخطيرة. يمكن أن تشمل علوم الأرض دراسة الجيولوجيا والغلاف الصخري والهيكل الواسع النطاق الداخلي للأرض بالإضافة إلى الغلاف الجوي والغلاف المائي والمحيط الحيوي. عادةً ما يستخدم علماء ،،الأرض أدوات من الجغرافيا والتسلسل الزمني والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء والرياضيات لبناء فهم كمي لكيفية عمل الأرض وتطورها. علم الأرض يؤثر على حياتنا اليومية. على سبيل المثال، يقوم خبراء الأرصاد بدراسة الطقس ومراقبة العواصف الخطيرة،،. ❝
❞ أفكار أعجبتني في الكتاب:
يمكن استخدام العادات للتوصل إلى نتائج مبهرة على مستوى الأفراد، والشركات، والمجتمعات (كفقدان الوزن، زيادة الإنتاجية، وبدأ الحركات الإجتماعية). كتب هذا الكتاب الكاتب والصحفي تشارلز دوهيج، الحائز على جائزة بوليتزر المرموقة. يعرض الكاتب فيه العلم وراء كيفية تشكيل العادات، وكيفة تغييرها وإعادة بنائها.
تعتبر العادات استجابات تلقائية تعمل عادةً بدون إدراك واعٍ منّا ويمكن أن يكون تغييرها عسير للغاية. إن فهم طريقة تكوّن العادات والطريقة التي تعمل بها يمكننا من تغييرها إذا أردنا ويعطينا أدوات تساعدنا على إحداث التغييرات المطلوبة.
الإشارة: الإشارة هي المحفّز الذي يأمر دماغك أن يبدأ في الوضع التلقائي مستخدمًا عادة معينة ومن أمثلة هذه المحفزات: إعلان تليفزيوني أو قطعة شوكولاته أو شعور معين أو سلسلة معينة من الأفكار.
إقتباسات من الكتاب :
\"قد لا يكون التغيير سريعًا وليس سهلاً دائمًا. ولكن مع الوقت والجهد ، يمكن إعادة تشكيل أي عادة تقريبًا.\"
\"عادةً ما يبدأ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة في تناول الطعام بشكل أفضل ويصبحون أكثر إنتاجية في العمل. يدخنون أقل ويظهرون المزيد من الصبر مع الزملاء والأسرة. يستخدمون بطاقات الائتمان الخاصة بهم بشكل أقل تكرارًا ويقولون أنهم يشعرون بأنهم أقل توتراً. ممارسة الرياضة هي عادة أساسية تؤدي إلى تغيير واسع النطاق. \"
❞ من اهم خصائص عقل الانسان انه شديد الذكاء فعندما يجدك قمت بسلوك ما بشكل متكرر يقوم العقل بتصنيف هذا السلوك على انه عادة بمعنى انه يجعلك تقوم بعمل هذا السلوك دون اهدار الطاقة الذهنية فى عملية التفكير فى هذا السلوك ويجعلك تقوم به بشكل تلقائى دون الحاجة الى عمليه التفكير نفسها . ❝
⏤ تشارلز دويج
❞ ˝وقد تتعجب من قوة العادة إذا علمت بأنه حتى وإن كان هناك شخص مصاب بمرض عقلي،أو شخص فقد ذاكرته،فلا يستطيع تذكر أسرته أو منزله، يستطيع أن يمارس العادات التي اعتاد عليها . ❝
⏤ تشارلز دويج
ان العادات ليست قدرا محتوماً. وكما يظهر يمكننا تغيير أعمالنا، ومجتمعاتنا، وحياتنا عن طريق الاستفادة من هذا العلم الجدي. ❝ ⏤تشارلز دويج
❞ أفكار أعجبتني في الكتاب:
يمكن استخدام العادات للتوصل إلى نتائج مبهرة على مستوى الأفراد، والشركات، والمجتمعات (كفقدان الوزن، زيادة الإنتاجية، وبدأ الحركات الإجتماعية). كتب هذا الكتاب الكاتب والصحفي تشارلز دوهيج، الحائز على جائزة بوليتزر المرموقة. يعرض الكاتب فيه العلم وراء كيفية تشكيل العادات، وكيفة تغييرها وإعادة بنائها.
تعتبر العادات استجابات تلقائية تعمل عادةً بدون إدراك واعٍ منّا ويمكن أن يكون تغييرها عسير للغاية. إن فهم طريقة تكوّن العادات والطريقة التي تعمل بها يمكننا من تغييرها إذا أردنا ويعطينا أدوات تساعدنا على إحداث التغييرات المطلوبة.
الإشارة: الإشارة هي المحفّز الذي يأمر دماغك أن يبدأ في الوضع التلقائي مستخدمًا عادة معينة ومن أمثلة هذه المحفزات: إعلان تليفزيوني أو قطعة شوكولاته أو شعور معين أو سلسلة معينة من الأفكار.
إقتباسات من الكتاب :
˝قد لا يكون التغيير سريعًا وليس سهلاً دائمًا. ولكن مع الوقت والجهد ، يمكن إعادة تشكيل أي عادة تقريبًا.˝
˝عادةً ما يبدأ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة في تناول الطعام بشكل أفضل ويصبحون أكثر إنتاجية في العمل. يدخنون أقل ويظهرون المزيد من الصبر مع الزملاء والأسرة. يستخدمون بطاقات الائتمان الخاصة بهم بشكل أقل تكرارًا ويقولون أنهم يشعرون بأنهم أقل توتراً. ممارسة الرياضة هي عادة أساسية تؤدي إلى تغيير واسع النطاق. ˝
❞ من اهم خصائص عقل الانسان انه شديد الذكاء فعندما يجدك قمت بسلوك ما بشكل متكرر يقوم العقل بتصنيف هذا السلوك على انه عادة بمعنى انه يجعلك تقوم بعمل هذا السلوك دون اهدار الطاقة الذهنية فى عملية التفكير فى هذا السلوك ويجعلك تقوم به بشكل تلقائى دون الحاجة الى عمليه التفكير نفسها . ❝
⏤ تشارلز دويج
❞ ˝وقد تتعجب من قوة العادة إذا علمت بأنه حتى وإن كان هناك شخص مصاب بمرض عقلي،أو شخص فقد ذاكرته،فلا يستطيع تذكر أسرته أو منزله، يستطيع أن يمارس العادات التي اعتاد عليها . ❝
⏤ تشارلز دويج
ان العادات ليست قدرا محتوماً. وكما يظهر يمكننا تغيير أعمالنا، ومجتمعاتنا، وحياتنا عن طريق الاستفادة من هذا العلم الجدي. ❝
❞ لا شيء يبعث على الحيرة أكثر من هذه الكلمة المبهمة الغامضة .. الزمان .. !
ما هو الزمان .. ؟
هناك زمان نتداوله في معاملاتنا ونعبر عنه بالساعة واليوم والشهر .
وهناك زمان نفساني داخلي يشعر به كل منا في دخيلة نفسه ..
والزمان الخارجي الذي نتداوله زمان مشترَك .. نتحرك فيه كما يتحرك غيرنا .. نحن فيه مجرد حادثة من ملايين الحوادث .. ومرجعنا فيه تقويم خارجي .. أو نتيجة حائط .
أما الزمن الداخلي فهو زمن خاص .. لا يقبل القياس .. لأنه لا مرجع له سوى صاحبه .. وصاحبه يختلف في تقديره .. فهو يشعر به شعورًا غير متجانس .. لا توجد فيه لحظة تساوي اللحظة الأخرى ..
فهناك اللحظة المشرقة المليئة بالنشوة التي تحتوي على أقدار العمر كله ..
وهناك السنوات الطويلة الفارغة التي تمر رتيبة خاوية كأنها عدم .. وهو زمن متصل في ديمومة شعورية وكأنه حضور أبدي، الماضي فيه يوجد كذكرى في الحاضر .
والمستقبل يولد كتطلع وتشوف في الحاضر، اللحظة الحاضرة هي كل شيء .. ونحن ننتقل من لحظة حاضرة إلى لحظة حاضرة ..
ولا ننتقل من ماضٍ إلى حاضر إلى مستقبل ..
نحن نعيش في حضور مستمر، نعيش شاخصين باستمرار إلى سيّال من الحوادث ينهال أمام حواسنا .. لا نعرف في هذا الزمن الداخلي سوى "الآن"، ننتقل من "الآن" إلى "الآن" ، ولا يبدو انقطاع النوم في هذه الآنات إلا كانقطاع وهمي ما يلبث أن تصله اليقظة .
هذا الزمن الذاتي النفسي ليس هو الزمن الذي يقصده أينشتين في نظريته النسبية ..
إنه زمن برجسون، وسارتر، وهيدجر، وكيركجراد وسائر الفلاسفة الوجوديين . ( وهم يسمونه الزمن الوجودي ) ولكنه ليس زمن أينشتين .
أما زمن أينشتين فهو الزمن الخارجي الموضوعي .. الزمن الذي نشترك فيه كأحداث ضمن الأحداث اللانهائية التي تجري في الكون .. الزمن الذي نتحرك بداخله .. وتتحرك الشمس بداخله .. وتتحرك كافة النجوم والكواكب .
وهو زمن له معادل موضوعي في نور النهار .. وانحراف الظل .. وظلمة الليل .. وحركات النجوم .. وهو الزمن الذي نتفاهم من خلاله ونأخذ المواعيد ونرتبط بالعقود ونتعهد بالالتزامات .
** ** **
ماذا يقول أينشتين في هذا الزمان .. ؟
إنه يتناوله في نظريته النسبية بنفس الطريقة التي يتناول بها المكان .
المكان المطلق في النظرية النسبية لا وجود له .. إنه لا أكثر من تجريد ذهني خادع ..
المكان الحقيقي هو مقدار متغير يدل على وضع جسم بالنسبة لآخر .. ولأن الأجسام كلها متحركة فالمكان يصبح مرتبطًا بالزمان بالضرورة .. وفي تحديد وضع أي جسم يلزم أن نقول إنه موجود في المكان كذا في الوقت كذا .. لأنه في حركة دائمة .
وبهذا ينقلنا أينشتين في نظريته إلى الزمان ليشرح هذه الرابطة الوثيقة بين الزمان والمكان .. فيقول أنه حتى الزمان بالتعبير الدارج عبارة عن تعبير عن انتقالات رمزية في المكان ..
الزمن المعروف باليوم والشهر والسنة ما هو إلا مصطلحات ترمز إلى دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس .. أو بشكل آخر " مصطلحات لأوضاع مختلفة في المكان " .
الساعة هي دورة الأرض 15 درجة حول نفسها ..
واليوم هو دورة كاملة ..
والسنة هي التفافها الكامل حول الشمس ..
حتى الساعة التي نحملها في معصمنا عبارة عن انتقالات في المكان ( انتقالات عقرب على ميناء دائري من رقم إلى رقم ) .
الزمان والمكان متصلان في حقيقة واحدة .
وينتقل بعد هذا إلى النقطة الثانية فيقول :
إن كل الساعات التي نستخدمها على الأرض مضبوطة على النظام الشمسي .. لكن النظام الشمسي ليس هو النظام الوحيد في الكون ..
فلا يمكن أن نفرض تقويمها الزمني على الكون، ونعتبر الكميات التي نقيس بها كميات مطلقة منزلة .
فالإنسان الذي يسكن عطارد مثلًا .. سوف يجد للزمن دلالات مختلفة، إذ أن عطارد يدور حول نفسه في 88 يومًا .. وهو في هذه المدة نفسها يكون قد دار أيضًا حول الشمس ..
ومعنى هذا أن طول اليوم العطاردي يساوي طول السنة العطاردية .. وهو تقويم يختلف تمامًا عن تقويمنا .
وبذلك يكون الزمن مقدارًا لا معنى له إذا لم ينسب إلى النظام الذي اشتق منه .
ولا يمكن أن نفرض كلمة مثل "الآن" على الكون كله ..
فهي أولًا كلمة ذاتية نفسية .. وحتى إذا اقتصرنا على معناها الموضوعي وهو تواقت حدثين وحدوثهما معًا في ذات اللحظة .. فإن هذا التواقت لا يمكن أن يحدث بين أنظمة مختلفة لا اتصال بينها .
ويشرح أينشتين هذه النقطة وهي من أعمق تطبيقات النسبية وأكثرها غموضًا .. فيقول :
إن متكلمًا من نيويورك يمكن أن يخاطب في التليفون متكلمًا آخر في لندن .. ويكون الأول يتحدث في ساعة الغروب بينما الآخر في منتصف الليل ..
ومع ذلك يمكن لنا أن نجزم بتواقت الحدثين وحدوثهما معًا في ذات اللحظة .. والسبب أن الحدثين يحدثان معًا على أرض واحدة خاضعة لتقويم واحد هو التقويم الشمسي .. ومن الممكن استنباط فروق التوقيت ورد هذه الآنية ( الحدوث في آن واحد ) إلى مرجعها .. وهو النظام الواحد ..
أما القول بأنه من الممكن أن يحدث على الأرض .. وعلى كوكبه الجبار مثلًا .. أو الشعرى اليمانية .. أحداث متواقتة في آن واحد .. فهو أمر مستحيل .. لأنها أنظمة مختلفة لا اتصال بينها .. والاتصال الوحيد وهو الضوء يأخذ آلاف السنين لينتقل من واحد من هذه الأنظمة إلى الآخر ..
ونحن حينما نرى أحد هذه النجوم ويخيل إلينا أننا نراه "الآن" نحن في الحقيقة نراه عن طريق الضوء الذي ارتحل عنه منذ ألوف السنين ليصلنا ..
نحن في الواقع نرى ماضيه ويخيل إلينا أننا حاضره .. وقد يكون في الحاضر قد انفجر واختفى أو ارتحل بعيدًا خارج نطاق رؤيتنا .. وما نراه في الواقع إشارة إلى ماضٍ لم يعد له وجود بالمرة .
لابد أولًا لكي نجزم "بالآنيّة" من أن نعرف العلاقات بين الحوادث والمجاميع الكونية .. ونعرف نسبية كل مقدار موجود في إحدى المجاميع إلى المقادير الموجودة في المجاميع الأخرى .. ولابد من وجود وسيلة اتصال حاسمة تنقلنا عبر الأبعاد الفلكية الشاسعة .
ولكن للأسف أسرع وسيلة مواصلات كونية إلى الآن هي الضوء .. وسرعته 186284 ميلا في الثانية .. وهذه السرعة تمثل حدود معلوماتنا، والسقف الذي تنتهي عنده المعادلات والرياضيات النسبية الممكنة .
ويعود أينشتين فيشرح هذا الكلام بتجربة خيالية ..
إنه يتصور شخصًا جالسًا على رصيف محطة في منتصف مسافة بين النقطتين ا ، ب على شريط سكة حديد يجري عليه قطار .. ويتخيل أن ضربتين من البرق حدثتا في نفس الوقت وأنهما سقطتا على القضيب عند ( ا ) وعند ( ب ) . وأن الشخص الجالس على الرصيف يراقب العملية مزودًا بمرايا جانبية عاكسة سوف يرى ضربتي البرق في وقت واحد فعلًا .
فإذا حدث وجاء قطار سريع متجهًا من ( ب ) إلى ( ا ) وكان على القطار شخص آخر مزودًا بمرايا عاكسة ليلاحظ ما يجري .. فهل يلاحظ أن ضربتي البرق حدثتا في وقت واحد في اللحظة التي يصبح فيها محاذيًا للملاحِظ على الرصيف . . ؟
وليقرب أينشتين المثَل إلى الذهن يفترض أن القطار يسير بسرعة الضوء فعلًا 186284 ميلًا في الثانية .. ومعنى هذا أن ضربة البرق ( ب ) التي تركها خلفه لن تلحق به لأنه يسير بنفس سرعة موجة الضوء .. وهو لهذا لن يرى إلا ضربة البرق ( ا ) .
فلو كانت سرعة القطار أقل من سرعة الضوء .. فإن ضربة البرق ( ب ) سوف تلحق بعده متأخرة .. بينما سيشاهد ضربة البرق ( ا ) قبلها .. وبذلك لن يرى الحدثين متواقتين .. في آن واحد .. بينما يراهما الملاحِظ على الرصيف متواقتين في آن واحد .
وبهذا التناقض يشرح لنا أعمق ما في نظريته .. ما يسميه " نسبية الوقت الواحد " .. وكيف أن الإنسان لا يستطيع أن يطلق كلمة "الآن" على الكون .. وإنما يمكن أن يطلقها على نظامه الزمني .. لأن كل مجموعة من الأجسام لها زمنها الخاص ومرجعها الخاص ..
فإذا حدث وكانت هناك مجموعتان متحركتان .. كما في تجربة الملاحظ المتحرك على القطار .. والملاحظ الواقف على الرصيف .. فإننا نقع في التناقض إذا حاولنا المساواة بين الاثنين .
والنتيجة الهامة التي يخرج بها أينشتين من هذه التجربة .. أن الزمن مقدار متغير في الكون .. وأنه لا يوجد زمن واحد للكون كله ممتد من مبدأ الوجود والخليقة إلى الآن .. وإنما يوجد عديد من الأزمان .. كلها مقادير متغيرة لا يمكن نسبتها إلى بعضها إلا بالرجوع إلى أنظمتها واكتشاف علاقة حوادثها بعضها بالبعض وتحقيق الاتصال بينها . وهذا مستحيل .. لسبب بسيط ..
أن أسرع المواصلات الكونية وهي الضوء .. لا تستطيع أن تحقق تواقتًا بين أطرافه ..
والنتيجة الثانية التي يخرج بها .. أنه بما أن سرعة الضوء هي الثابت الكوني الوحيد .. فينبغي تعديل الكميات التي نعبِّر بها عن الزمان والمكان في كل معادلاتنا لتتفق مع هذه الحقيقة الأساسية ..
ومن الآن فصاعدًا يصبح الزمان مقدارًا متغيرًا .. والمكان مقدارًا متغيرًا .
وهذا يلقي بنا إلى نتائج مدهشة ..
..
مقال / الزمان
من كتاب / أينشتين والنسبيه
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ لا شيء يبعث على الحيرة أكثر من هذه الكلمة المبهمة الغامضة . الزمان . !
ما هو الزمان . ؟
هناك زمان نتداوله في معاملاتنا ونعبر عنه بالساعة واليوم والشهر .
وهناك زمان نفساني داخلي يشعر به كل منا في دخيلة نفسه .
والزمان الخارجي الذي نتداوله زمان مشترَك . نتحرك فيه كما يتحرك غيرنا . نحن فيه مجرد حادثة من ملايين الحوادث . ومرجعنا فيه تقويم خارجي . أو نتيجة حائط .
أما الزمن الداخلي فهو زمن خاص . لا يقبل القياس . لأنه لا مرجع له سوى صاحبه . وصاحبه يختلف في تقديره . فهو يشعر به شعورًا غير متجانس . لا توجد فيه لحظة تساوي اللحظة الأخرى .
فهناك اللحظة المشرقة المليئة بالنشوة التي تحتوي على أقدار العمر كله .
وهناك السنوات الطويلة الفارغة التي تمر رتيبة خاوية كأنها عدم . وهو زمن متصل في ديمومة شعورية وكأنه حضور أبدي، الماضي فيه يوجد كذكرى في الحاضر .
والمستقبل يولد كتطلع وتشوف في الحاضر، اللحظة الحاضرة هي كل شيء . ونحن ننتقل من لحظة حاضرة إلى لحظة حاضرة .
ولا ننتقل من ماضٍ إلى حاضر إلى مستقبل .
نحن نعيش في حضور مستمر، نعيش شاخصين باستمرار إلى سيّال من الحوادث ينهال أمام حواسنا . لا نعرف في هذا الزمن الداخلي سوى ˝الآن˝، ننتقل من ˝الآن˝ إلى ˝الآن˝ ، ولا يبدو انقطاع النوم في هذه الآنات إلا كانقطاع وهمي ما يلبث أن تصله اليقظة .
هذا الزمن الذاتي النفسي ليس هو الزمن الذي يقصده أينشتين في نظريته النسبية .
إنه زمن برجسون، وسارتر، وهيدجر، وكيركجراد وسائر الفلاسفة الوجوديين . ( وهم يسمونه الزمن الوجودي ) ولكنه ليس زمن أينشتين .
أما زمن أينشتين فهو الزمن الخارجي الموضوعي . الزمن الذي نشترك فيه كأحداث ضمن الأحداث اللانهائية التي تجري في الكون . الزمن الذي نتحرك بداخله . وتتحرك الشمس بداخله . وتتحرك كافة النجوم والكواكب .
وهو زمن له معادل موضوعي في نور النهار . وانحراف الظل . وظلمة الليل . وحركات النجوم . وهو الزمن الذي نتفاهم من خلاله ونأخذ المواعيد ونرتبط بالعقود ونتعهد بالالتزامات .
******
ماذا يقول أينشتين في هذا الزمان . ؟
إنه يتناوله في نظريته النسبية بنفس الطريقة التي يتناول بها المكان .
المكان المطلق في النظرية النسبية لا وجود له . إنه لا أكثر من تجريد ذهني خادع .
المكان الحقيقي هو مقدار متغير يدل على وضع جسم بالنسبة لآخر . ولأن الأجسام كلها متحركة فالمكان يصبح مرتبطًا بالزمان بالضرورة . وفي تحديد وضع أي جسم يلزم أن نقول إنه موجود في المكان كذا في الوقت كذا . لأنه في حركة دائمة .
وبهذا ينقلنا أينشتين في نظريته إلى الزمان ليشرح هذه الرابطة الوثيقة بين الزمان والمكان . فيقول أنه حتى الزمان بالتعبير الدارج عبارة عن تعبير عن انتقالات رمزية في المكان .
الزمن المعروف باليوم والشهر والسنة ما هو إلا مصطلحات ترمز إلى دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس . أو بشكل آخر ˝ مصطلحات لأوضاع مختلفة في المكان ˝ .
الساعة هي دورة الأرض 15 درجة حول نفسها .
واليوم هو دورة كاملة .
والسنة هي التفافها الكامل حول الشمس .
حتى الساعة التي نحملها في معصمنا عبارة عن انتقالات في المكان ( انتقالات عقرب على ميناء دائري من رقم إلى رقم ) .
الزمان والمكان متصلان في حقيقة واحدة .
وينتقل بعد هذا إلى النقطة الثانية فيقول :
إن كل الساعات التي نستخدمها على الأرض مضبوطة على النظام الشمسي . لكن النظام الشمسي ليس هو النظام الوحيد في الكون .
فلا يمكن أن نفرض تقويمها الزمني على الكون، ونعتبر الكميات التي نقيس بها كميات مطلقة منزلة .
فالإنسان الذي يسكن عطارد مثلًا . سوف يجد للزمن دلالات مختلفة، إذ أن عطارد يدور حول نفسه في 88 يومًا . وهو في هذه المدة نفسها يكون قد دار أيضًا حول الشمس .
ومعنى هذا أن طول اليوم العطاردي يساوي طول السنة العطاردية . وهو تقويم يختلف تمامًا عن تقويمنا .
وبذلك يكون الزمن مقدارًا لا معنى له إذا لم ينسب إلى النظام الذي اشتق منه .
ولا يمكن أن نفرض كلمة مثل ˝الآن˝ على الكون كله .
فهي أولًا كلمة ذاتية نفسية . وحتى إذا اقتصرنا على معناها الموضوعي وهو تواقت حدثين وحدوثهما معًا في ذات اللحظة . فإن هذا التواقت لا يمكن أن يحدث بين أنظمة مختلفة لا اتصال بينها .
ويشرح أينشتين هذه النقطة وهي من أعمق تطبيقات النسبية وأكثرها غموضًا . فيقول :
إن متكلمًا من نيويورك يمكن أن يخاطب في التليفون متكلمًا آخر في لندن . ويكون الأول يتحدث في ساعة الغروب بينما الآخر في منتصف الليل .
ومع ذلك يمكن لنا أن نجزم بتواقت الحدثين وحدوثهما معًا في ذات اللحظة . والسبب أن الحدثين يحدثان معًا على أرض واحدة خاضعة لتقويم واحد هو التقويم الشمسي . ومن الممكن استنباط فروق التوقيت ورد هذه الآنية ( الحدوث في آن واحد ) إلى مرجعها . وهو النظام الواحد .
أما القول بأنه من الممكن أن يحدث على الأرض . وعلى كوكبه الجبار مثلًا . أو الشعرى اليمانية . أحداث متواقتة في آن واحد . فهو أمر مستحيل . لأنها أنظمة مختلفة لا اتصال بينها . والاتصال الوحيد وهو الضوء يأخذ آلاف السنين لينتقل من واحد من هذه الأنظمة إلى الآخر .
ونحن حينما نرى أحد هذه النجوم ويخيل إلينا أننا نراه ˝الآن˝ نحن في الحقيقة نراه عن طريق الضوء الذي ارتحل عنه منذ ألوف السنين ليصلنا .
نحن في الواقع نرى ماضيه ويخيل إلينا أننا حاضره . وقد يكون في الحاضر قد انفجر واختفى أو ارتحل بعيدًا خارج نطاق رؤيتنا . وما نراه في الواقع إشارة إلى ماضٍ لم يعد له وجود بالمرة .
لابد أولًا لكي نجزم ˝بالآنيّة˝ من أن نعرف العلاقات بين الحوادث والمجاميع الكونية . ونعرف نسبية كل مقدار موجود في إحدى المجاميع إلى المقادير الموجودة في المجاميع الأخرى . ولابد من وجود وسيلة اتصال حاسمة تنقلنا عبر الأبعاد الفلكية الشاسعة .
ولكن للأسف أسرع وسيلة مواصلات كونية إلى الآن هي الضوء . وسرعته 186284 ميلا في الثانية . وهذه السرعة تمثل حدود معلوماتنا، والسقف الذي تنتهي عنده المعادلات والرياضيات النسبية الممكنة .
ويعود أينشتين فيشرح هذا الكلام بتجربة خيالية .
إنه يتصور شخصًا جالسًا على رصيف محطة في منتصف مسافة بين النقطتين ا ، ب على شريط سكة حديد يجري عليه قطار . ويتخيل أن ضربتين من البرق حدثتا في نفس الوقت وأنهما سقطتا على القضيب عند ( ا ) وعند ( ب ) . وأن الشخص الجالس على الرصيف يراقب العملية مزودًا بمرايا جانبية عاكسة سوف يرى ضربتي البرق في وقت واحد فعلًا .
فإذا حدث وجاء قطار سريع متجهًا من ( ب ) إلى ( ا ) وكان على القطار شخص آخر مزودًا بمرايا عاكسة ليلاحظ ما يجري . فهل يلاحظ أن ضربتي البرق حدثتا في وقت واحد في اللحظة التي يصبح فيها محاذيًا للملاحِظ على الرصيف . . ؟
وليقرب أينشتين المثَل إلى الذهن يفترض أن القطار يسير بسرعة الضوء فعلًا 186284 ميلًا في الثانية . ومعنى هذا أن ضربة البرق ( ب ) التي تركها خلفه لن تلحق به لأنه يسير بنفس سرعة موجة الضوء . وهو لهذا لن يرى إلا ضربة البرق ( ا ) .
فلو كانت سرعة القطار أقل من سرعة الضوء . فإن ضربة البرق ( ب ) سوف تلحق بعده متأخرة . بينما سيشاهد ضربة البرق ( ا ) قبلها . وبذلك لن يرى الحدثين متواقتين . في آن واحد . بينما يراهما الملاحِظ على الرصيف متواقتين في آن واحد .
وبهذا التناقض يشرح لنا أعمق ما في نظريته . ما يسميه ˝ نسبية الوقت الواحد ˝ . وكيف أن الإنسان لا يستطيع أن يطلق كلمة ˝الآن˝ على الكون . وإنما يمكن أن يطلقها على نظامه الزمني . لأن كل مجموعة من الأجسام لها زمنها الخاص ومرجعها الخاص .
فإذا حدث وكانت هناك مجموعتان متحركتان . كما في تجربة الملاحظ المتحرك على القطار . والملاحظ الواقف على الرصيف . فإننا نقع في التناقض إذا حاولنا المساواة بين الاثنين .
والنتيجة الهامة التي يخرج بها أينشتين من هذه التجربة . أن الزمن مقدار متغير في الكون . وأنه لا يوجد زمن واحد للكون كله ممتد من مبدأ الوجود والخليقة إلى الآن . وإنما يوجد عديد من الأزمان . كلها مقادير متغيرة لا يمكن نسبتها إلى بعضها إلا بالرجوع إلى أنظمتها واكتشاف علاقة حوادثها بعضها بالبعض وتحقيق الاتصال بينها . وهذا مستحيل . لسبب بسيط .
أن أسرع المواصلات الكونية وهي الضوء . لا تستطيع أن تحقق تواقتًا بين أطرافه .
والنتيجة الثانية التي يخرج بها . أنه بما أن سرعة الضوء هي الثابت الكوني الوحيد . فينبغي تعديل الكميات التي نعبِّر بها عن الزمان والمكان في كل معادلاتنا لتتفق مع هذه الحقيقة الأساسية .
ومن الآن فصاعدًا يصبح الزمان مقدارًا متغيرًا . والمكان مقدارًا متغيرًا .
وهذا يلقي بنا إلى نتائج مدهشة .
.
مقال / الزمان
من كتاب / أينشتين والنسبيه
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝