█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وقل ربي ارحمهما
أوصاك الله بهما .. كيف لا ومنهما من حملتك في بطنها تسعة أشهر بلا كلل و بلا شكوى .. فقد قذف الله في قلبها حبا عظيما لك لكي تتحمل كل ما تمر به دون اي ضجر او إستياء وتسهر على راحتك ولا تلتفت الي صحتها أياكان حالها!
فقد قال النبي صل الله عليه وسلم فيها امك ثم امك ثم امك أبعد ذلك قول ؟ صل الله عليه وسلم .. لا والله والف لا !
والآخر يشقى لتأكل انت .. يسهر أياما وليال في عمله لتنام على فراش ناعم ولا تشكو من الرزق شيئا .. أحيانا يحدثك بما يربيك
ليس كرها إنما تربية لك لكي لا تضل يابني ! فقد خاض من التجارب ما يكفي لتنعم انت !
فمن عظمة عبادة بر الوالدين .. نجد قصة الثلاثة الذين علقوا في الغار بصخرة .. أغلقت باب الغار وحجبت الهواء عنهم .. فصار
كل فرد واحد يذكر عملا صالحا أراد به وجه الله تعالى .. لكي يفك الله اسرهم ويفرج عنهم كربتهم ! ..فذكر واحد منهم عملا .. قال
احدهم انه كان بارا بوالديه رحيما بهما ..يسهر على راحتهما لا يبتغي أجرا الا وجه الله تعالى .. حتي ان اباه كان من اثر الكبر لا يذكره
!لكنه أراد بهذا وجه الله تعالى وفعلا ماهي إلا لحظات وزحزحت الصخرة ودخل الهواء الى الغار وتنفس الثلاثة .. فهذه من
علامات عظم هذه العباده ألا وهي البر بالوالدين ..
من اكثر ما تؤجر عليه دعائك لهما بالرحمه ردد دائما ˝ رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ˝ ..
وهذا قول عيسى المسيح عليه السلام عن والدته مريم العذراء عليها السلام ..
قال تعالى (وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ) ..
قال تعالى : (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا
تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
نكزة :
بر الوالدين من أعظم العبادات فكن بارا .. كن رحيما بهما . ❝
❞ الفصل الثاني :
في الشفاعة وإصلاح ذات البين
قال الله تعالى : ﴿ من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتاً ﴾ ( سورة النساء الآية 85 . ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ˝ إن الله تعالى يسأل العبد عن جاهه ، كما يسأل عن عمره ، فيقول له جعلت لك جاهاً ، فهل نصرت به مظلوماً أو قمعت به ظالماً ، أو غشت به مكروباً ˝ وقال صلى الله عليه وسلم : ˝ أفضل الصدقة أن تعين بجاهك من لا جاه لهُ ˝ .
وعن أبي بردة, عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ˝ إذا جاءني طالب حاجة فاشفعوا له لكي تؤجروا ˝ يقضي الله تعالى على لسان نبيه ما شاء . وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه .
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:˝ أفضل الصدقة اللسان ، قيل يا رسول الله وما صدقة اللسان ، قال الشفاعة تفك بها الأسير ، وتحقن الدماء ، وتجريها المعروف إلى أخيك ، وتدفع عنه بها كريهة ˝ . رواه الطبراني في المكارم . وقال علي رضي الله عنه : الشفيع جناح الطالب . وقال رجل لبعض الولاة : ان الناس يتوسلون إليك بغيرك ، فينالون معروفك ويشكرون غيرك ، وأنا أتوسل إليك بك ، ليكون شكري لك لا لغيرك . وقيل كان المنصور معجباً بمحادثة محمد بن جعفر بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم ، وكان الناس لعظم قدره يفزعون إليه في الشفاعات فثقل ذلك على المنصور ، فحجبه مدة ، ثم لم يصبر عنه فأمر الربيع أن يكلمه في ذلك فكلمه وقال أعف يا أمير المؤمنين، لا تثقل عليه في الشفاعات فقبل ذلك منه .
فلما توجه إلى الباب اعترضه قوم من قريش معهم رقاع فسألوه إيصالها إلى المنصور فقص عليهم القصة ، فأبوا إلا أن يأخذها . فقال اقذفوها في كمي ، ثم دخل عليه وهو في الخضراء مشرف على مدينة السلام وما حولها من البساتين ، فقال له أما ترى إلى حسنها يا أبا عبد الله . فقال له يا أمير المؤمنين : بارك الله لك فيما آتاك وهناك بإتمام نعمته عليك فيما أعطاك ، فما بنت العرب في دولة الإسلام ولا العجم في سالف الأيام ، أحصن ولا أحسن من مدينتك ، ولكن سمجتها في عيني خصلة ، قال وما هي ؟
قال : ليس لي فيها ضيعة ، فتبسم . وقال : قد حسنتها في عينك بثلاث ضياع قد أقطعتكها . فقال أنت والله يا أمير المؤمنين شريف الموارد ، كريم المصادر ، فجعل الله تعالى باقي عمرك أكثر من ماضيه . ثم أقام معه يومه ذلك ، فلما نهض ليقوم بدت الرقاع من فجعل يردهن ، ويقول ارجعن خائبات ، خاسرات . فضحك المنصور ، وقال بحقي عليك ألا أخبرتني وأعلمتني بخبر هذه الرقاع فأعلمه .
وقال ما أتيت يا ابن معلم الخير إلا كريماً ، وتمثل بقول عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر :
لسنا وإن احسابنا كرمت يوماً على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلوا
ثم تصفح الرقاع وقضى حوائجهم عن آخرها . قال محمد فخرجت من عنده وقد ربحت وأربحت . وقال المبرد أتاني رجل لأشفع له حاجة فأنشدني لنفسه :
اني قصدتك لا أدلي بمعرفة ولا بقرب ولكن قد فشت نعمتك
فبت حيران مكروباً يؤرقني ذل الغريب ، ويغشيني الكرى كرمك
ما زلت أنكب ، حتى زلزلت قدمي فاحتل لتثبيتها لا زلزلت قدمك
فلو هممت بغير العرف ما علقت به يداك ولا انقادت له شيمك
قال فشفعت لهُ وأنلته من الإحسان ما قدرت عليه .
وكتب رجل إلى يحيى بن خالد رقعة فيها هذا البيت :
شفيعي إليك الله لا شيء غيره وليس إلى رد الشفيع سبيل
فأمره بلزوم الدهليز ، فكان يعطيه كل يوم عند الصباح ألف درهم ، فلما استوفى في ثلاثين ألفاً ذهب الرجل .
فقال يحيى والله لو قام إلى آخر عمره ما قطعتها عنه .
وقال آخر :
وقد جئتكم بالمصطفى متشفعاً وما خاب من بالمصطفى يتشفع
إلى باب مولانا رفعت ظلامتي عسى الهم عني والمصائب ترفع
تشفع بالنبي فكل عبد يجار إذا تشفع بالنبي
وقال آخر :
ولا تجزع إذا ضاقت أمور فكم لله من لطف خفي
وروي عن جبريل عليه السلام قال : يا محمد لو كانت عبادتنا لله تعالى على وجه الأرض لعملنا ثلاث خصال : سقي الماء للمسلمين ، وإعانة أصحاب العيال ، وستر الذنوب على المسلمين إذا أذنبوا . اللهم استر ذنوبنا ، واقض عنا تبعاتنا وصلى الله الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
ص : 194-193 . ❝
❞ “كن صادقا فى تقديرك و كريما فى مدحك و ستجد الناس يقدرون كلماتك و يكررونها طوال حياتهم - يكررونها حتى بعد أعوام و أعوام من نسيانك إياهم.” . ❝
❞ في المرأة الجميلة أشياء كثيرة تقتل الرجل قتلاً، وتخلجه عن كل ما في دنياه كما تخلجه المنيّة عن الدنيا؛ وليس فيها شيء واحد ينقذه منها إذا أحبها، بل تأتيه الفتنة من كل ما يعلن وما يضمر، ومن كل ما يرى وما يسمع، ومن كل ما يريد وما لا يريد، وتأتيه كالريح لو جهد جهده ما أمسك من مجراها ولا أرسل. ولكن في الرجل شيئاً ينقذ المرأة منه وإن هلك بحبها، وإن هدمت عيناها حافاته وجوانبه، فيه الرجولة إذا كان شهماً، وفيه الضمير إذا كان شريفاً، وفيه الدم إذا كان كريماً؛ فوالذي نفسي بيده لا تعوذ المرأة بشيء من ذلك ساعة تُجن عواطفه وينفر طائر حلمه من صدره إلا عاذت والله بمعاذٍ يحميها ويعصمها ويمد على طهارتها جناح ملك من الملائكة. الرجولة والضمير والدم الكريم؛؛ ثلاثة إذا اجتمعن في عاشقٍ هلك بثلاث: بتسليط الحبيبة عليه وهو الهلاك الأصغر، ثم فتنته بها فتنة لا تهدأ وهو الهلاك الأوسط، ثم إنقاذها منه وهو الهلاك الأكبر..... ألا إنّ شرف الهلاك خيرٌ من نذالة الحياة . ❝