█ _ أدهم شرقاوي 2017 حصريا رواية عندما التقيت عمر بن الخطاب عن كلمات للنشر والتوزيع 2024 الخطاب: كان السَّادسة والعشرين أصابته دعوة النبيّ صلى الله عليه وسلم قلبه: اللهم أعزّ الإسلام بأحبِّ الرجلين إليكَ؛ أو عمرو هشام ! هكذا بدأت الحكاية دعوةٌ جذبته من ياقة كفره إلى نور وانتشلته مستنقع الرذيلة قمة الفضيلة واستلّته دار النّدوة الأرقم ! ولأنَّ النّاسَ معادن خِيارهم الجاهلية إذا فقِهوا كان الجاهليّ مهيّأً بإتقان ليكون الفاروق! كل ما ينقصه إعادة هيكلة وصياغة وليس أقدر الناس وصياغتهم جديد ! فالإسلام لا يلغي الطبائع إنما يهذبها ولا يهدم الصفات وإنما يصقلها وفي هُذّب وصُقل حتى صار واحدًا الذين يأتون إلا مرة واحدة التاريخ كتب إسلامية متنوعة مجاناً PDF اونلاين هو المنهج الذي وضعه سبحانه وتعالى للناس كي يستقيموا وتكون حياتهم مبنيةً والذي بيَّنه رسوله وسلّم لهم وإنّ للإسلام مجموعة المبادئ والأُسس التي يجب الإنسان يكون مسلماً بحق الالتزام بها وهي اركان كتب فقه وتفسير وعلوم قرآن وشبهات وردود وملل ونحل ومجلات الأبحاث والرسائل العلمية, التفسير, الثقافة الاسلامية, الحديث الشريف والتراجم, الدعوة والدفاع الإسلام, الرحلات والمذكرات والكثير
❞ أرأيت يا بني كيف يجمع الإيمان الناس وتفرقهم الطباع ؟! - رأيت يا أمير المؤمنين ، وما أحسب الناس تختلف أحكامهم ومواقفهم إلا لأن طباعهم اختلفت وإن تشابهت معتقداتهم . - صدقت ، وليس الأمر في الدين فقط ، ولكنه في الدنيا كذلك ، جرب أن تخبر أشخاصاً كل على حدة أن امرأتك رفعت صوتها في وجهك ، وانظر كيف تختلف أحكامهم ، ونظرتهم
للأمور ، عندها فقط تعرف من أية طينة جبلوا !
سيقول أحدهم : أنت المسؤول عن هذا ، إن كثرة الدلال تفسد النساء ، ولو أنك كنت حازمًا معها من أول أمرك لما كان منها ما كان فاعرف أن هذا قد خلق من تربة قاسية شديدة وسيقول لك آخر : المرأة سريعة الغضب بطبعها ، ولو أنك نظرت إلى ما يُغضبها منك فتحاشيت فعله فسترى كيف يتبدل
حالها ، ثم إن كل النساء كذلك ، وكل البيوت على هذا ، يوم وفاق ويوم شقاق ، فامسك عليك امرأتك ، ولا تفسد حياتك لموقف عابر
قد يتغير غدًا!
فاعلم أن هذا قد خلق من تراب كريم خصيب يعطي ولا يأخذ!
وسيقول لك آخر : لا تكن صلباً فتكسر ولا لينا فتعصر ، كُن حازما وامسك زمام بيتك ، ولا تعطها مساحة أكثر من ما يجب، وفي المقابل لا تنس أنها إنسان ، ولا يوجد إنسان إلا وينفد صبره
ويخرج عن طوره ، فأدبها ولا تكسرها!
فاعلم أن هذا قد خلق من تربة بين التربتين السابقتين وجرب أن تخبر أشخاصا آخرين كل على حدة أن أخاك قد حرمك نصيبك من الميراث ، وسله أن يرشدك ماذا تفعل . ستجد أحدهم يقول لك : إن المال يعادل الروح ، فلا تنزل له عن حقك ، خُذ حقك بيدك ، فلو علم أخوك أن لك بأسا ما تجرأ عليك ، فأره منك ما ظنه ليس فيك! فاعلم على الفور أن هذا قد خلق من تربة تأخذ ولا تعطي ، ومصلحتها فوق أي اعتبار .... وسيقول لك الثاني : كن كخير ابني آدم عليه السلام إذ قال لأخيه :
لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك»! . ❝
❞ إن الدولة لا تقوم على فئة من الناس دون أخرى ، ولكل دوره الذي لا غنى عنه، فإن كان الرجال هم من يصنع الدول، فالنساء هن من يصنعن الرجال، ليس بالولادة وحسب، إنما بالتنشئة والتربية، حتى وإن بدا هذا الدور غائبا غير ملموس على أهميته ، إلا أن دور المرأة لم يكن حكرا على هذا ، بل كان لها وظائفها ومهامها الأخرى ، فالنساء كن يرافقن الرجال إلى المعارك والغزوات، وإن كان الرجال للسيف والقتال، فالنساء للتضميد والتطبيب، وكل بحسب قدرته وقوته، فحين كانت قوة النساء في قلوبهن كان مكانهن خلف الجيش، يضمدن الجرحى ويسعفن المصابين، وحين كانت قوة الرجال في سواعدهم، حملوا السيوف وخاضوا المعارك . ❝
❞ عمر بن الخطاب دليل حي على ما يفعله الإسلام بالناس ، وكيف يحولهم من طغاة نهار إلى رهبان ليل ، ومن رعاة ماشية إلى صانعي حضارة وهازمي امبراطوريات ! فالرجل الذي كان يصنع صنما من تمر ليعبده أول النهار ويأكله آخر الليل، هو نفسه الذي قطع شجرة بيعة الرضوان كي لا يتعلق قلب بغير الله! والرجل الذي كان يكيل العذاب لمن قال لا إله إلا الله دون أن يرف له جفن، هو نفسه الذي صار يخشى أن تتعثر دابة عند شاطئ الفرات خوفا من أن يسأله الله : لم لم تصلح لها الطريق يا عمر . ❝
❞ - يا بني ، كان فينا عقل ولكن لم تكن فينا هداية إن العقل الذي لا تسدده الهداية فرس مجنونة ، تقود صاحبها ولا يقودها ، وما سدنا الناس بعد ذلك بعقل أعملناه ، ولكن بنور ألقاه الله في الصدور ، فصارت العقول مطايا لينة ، وقد شهدت أناسًا أعقل من عمر لم تعصمهم عقولهم من النار ، وشهدت أناسا بسطاء قذف الله في قلوبهم نور الإيمان فصاروا قناديل يضيئون للناس الطريق! . ❝