❞ إنّ كلمة «أكاديمي» فقدت معناها، وأصبحت تشير إلى أي شخص عديم الخيال، يلحق ببحثه قائمة طويلة المراجع، ويشرح أطروحته بطريقة مملة، ولا يُبدي أي رأي، ويحدث أصواتاً معرفية!. ❝ ⏤عبد الوهاب المسيري
❞ إنّ كلمة «أكاديمي» فقدت معناها، وأصبحت تشير إلى أي شخص عديم الخيال، يلحق ببحثه قائمة طويلة المراجع، ويشرح أطروحته بطريقة مملة، ولا يُبدي أي رأي، ويحدث أصواتاً معرفية! . ❝
أصبح للثقافة أهمية خاصة في إدارة العلاقات بين الأفراد وداخل المجتمع الواحد، وبين المجتمعات المختلفة ودورها في كيفية إدارة العلاقات الدولية، فإن الثقافة هوية ولغة لابد من تواجدها بين الشعوب
يعيش العالم العربي والإسلامي عالمين متناقضين، حاملا ثقافتين متباعدتين يصعب التقريب بينهما، ثقافة تراثية مفعمة بالمواطنة الأصلية وأخرى غربية فردية مصطنعة، وبين العالمين يقف الإنسان العربي عاجزا بين ماضية التراثي وبين العصرنة المغتربة عنه، فيصبح فاقدا للشخصية الثقافية، غير قادر على التأقلم مع الماضي أو التعايش مع الآخرين ؛
إن الثقافة محورا هاما في مجتمعاتنا لذلك يجب أن تحرص المجتمعات علي إرساء وتأكيد ثقافتها وهويتها بما تحمله من ماضيها العريق لدى كل الأفراد سواء كان طفل أو شاب أو عجوز بإختلاف مهامهم داخل المجتمع؛ حيث إن الإزدواجية الثقافية لدى الفرد تحدث نقصا فكرى وعلمى وتربوى لديه مما ينتج عنه أزمات فردية وعامة داخل عالمنا العربي والإسلامي ؛
ومن هنا يحدث الصراع الثقافى عن طريق الهيمنة بالقوة علي الثقافات التقليدية والمتوارثة عبر الأجيال، بهدف طمس هوية الشعوب وتغريب الإنسان وعزلة عن قضاياه المحورية والأساسية وإدخال الضعف لديه،
ويحدث ذلك أيضا نتيجة لوجود وسائل وأساليب تعمل علي إحداث خلل في العمليات الثقافية والعلمية والإقتصادية والإعلامية والتربوية لعالمنا العربي والإسلامي، والذى ينتج عنه نوعا من الإزدواجية الثقافية وتغيير ملامح الثقافة الوطنية، وتشكيك الإنسان في جميع قناعاته الدينية والوطنية والأيديولوجية ؛
وقد تعددت آليات الهيمنة علي ثقافة عالمنا كما وكيفا، فمثلا نجد إهتمام الغرب بالثقافة العربية والإسلامية مقدمة ووسيلة للغزو الفكرى للمجتمع، وبالفعل إستطاعت الثقافة الغربية من التأثير علي بعض المثقفين والكتاب والمفكرين وتكوين نخبة مثقفة في مجمعاتنا يحملون أفكارهم لدرجة أنهم يرون أن طريق التقدم والأزدهار الوحيد في رفض التراث كله والتنكر للماضي برمته
يتضح لنا مما سبق أن الثقافة سلاح ذو حدين مع أو ضد الشعوب والمجتمعات، فإذا كانت الثقافة راسخة وثابتة في قوام المجتمع وبين أفرادة، وتعمل تلك الثقافة علي تحقيق التكافؤ بين تراثها وماضيها والتقدم العصرى في مختلف المجالات علميا وإقتصاديا وتربويا.... وغيرها، نجد المجتمع مزدهر ومتقدم، أما إذا كانت الثقافة ضد المجتمع فاللآسف يظهر الصراع الثقافى والإزدواجية الثقافية. ❝ ⏤معتز متولي
❞ الصراع الثقافى في عالمنا
أصبح للثقافة أهمية خاصة في إدارة العلاقات بين الأفراد وداخل المجتمع الواحد، وبين المجتمعات المختلفة ودورها في كيفية إدارة العلاقات الدولية، فإن الثقافة هوية ولغة لابد من تواجدها بين الشعوب
يعيش العالم العربي والإسلامي عالمين متناقضين، حاملا ثقافتين متباعدتين يصعب التقريب بينهما، ثقافة تراثية مفعمة بالمواطنة الأصلية وأخرى غربية فردية مصطنعة، وبين العالمين يقف الإنسان العربي عاجزا بين ماضية التراثي وبين العصرنة المغتربة عنه، فيصبح فاقدا للشخصية الثقافية، غير قادر على التأقلم مع الماضي أو التعايش مع الآخرين ؛
إن الثقافة محورا هاما في مجتمعاتنا لذلك يجب أن تحرص المجتمعات علي إرساء وتأكيد ثقافتها وهويتها بما تحمله من ماضيها العريق لدى كل الأفراد سواء كان طفل أو شاب أو عجوز بإختلاف مهامهم داخل المجتمع؛ حيث إن الإزدواجية الثقافية لدى الفرد تحدث نقصا فكرى وعلمى وتربوى لديه مما ينتج عنه أزمات فردية وعامة داخل عالمنا العربي والإسلامي ؛
ومن هنا يحدث الصراع الثقافى عن طريق الهيمنة بالقوة علي الثقافات التقليدية والمتوارثة عبر الأجيال، بهدف طمس هوية الشعوب وتغريب الإنسان وعزلة عن قضاياه المحورية والأساسية وإدخال الضعف لديه،
ويحدث ذلك أيضا نتيجة لوجود وسائل وأساليب تعمل علي إحداث خلل في العمليات الثقافية والعلمية والإقتصادية والإعلامية والتربوية لعالمنا العربي والإسلامي، والذى ينتج عنه نوعا من الإزدواجية الثقافية وتغيير ملامح الثقافة الوطنية، وتشكيك الإنسان في جميع قناعاته الدينية والوطنية والأيديولوجية ؛
وقد تعددت آليات الهيمنة علي ثقافة عالمنا كما وكيفا، فمثلا نجد إهتمام الغرب بالثقافة العربية والإسلامية مقدمة ووسيلة للغزو الفكرى للمجتمع، وبالفعل إستطاعت الثقافة الغربية من التأثير علي بعض المثقفين والكتاب والمفكرين وتكوين نخبة مثقفة في مجمعاتنا يحملون أفكارهم لدرجة أنهم يرون أن طريق التقدم والأزدهار الوحيد في رفض التراث كله والتنكر للماضي برمته
يتضح لنا مما سبق أن الثقافة سلاح ذو حدين مع أو ضد الشعوب والمجتمعات، فإذا كانت الثقافة راسخة وثابتة في قوام المجتمع وبين أفرادة، وتعمل تلك الثقافة علي تحقيق التكافؤ بين تراثها وماضيها والتقدم العصرى في مختلف المجالات علميا وإقتصاديا وتربويا.... وغيرها، نجد المجتمع مزدهر ومتقدم، أما إذا كانت الثقافة ضد المجتمع فاللآسف يظهر الصراع الثقافى والإزدواجية الثقافية . ❝
الأفكار التسلطية تعني وجود فكرة غير منطقية لا تلبث أن تعاود الفرد وتسيطر عليه إلى حد الذى يشعر معه الفرد بنوع من العبودية أو الإنقياد لها، وإلى الحد الذى يجعله لا يستطيع أن يفكر أو يعمل عملا إيجابيا مفيدا ؛ يخيل للشخص أنه قام بفعل ما، وهو فى الحقيقية لم يقم به، وتبدأ محاكمته الأخلاقية لنفسه على هذا الفعل ويبدأ تأنيب الضمير بغزو ذهنة، فنجد أن هؤلاء ممن يسيطر عليهم الفكر التسلطى يعانون من إضطراب وخلل عضوى بالمخ يملأ عقولهم بأفكار غير مرغوبة وغير موجودة وتهديدات بالضياع والمرض، لو لم يقوموا بأفعال متكررة وغير منطقية، ولا معنى لها بل وأحيانا حمقاء .
تعد العوامل السلوكية من أسباب الأفكار التسلطية حيث تجد الفرد يعتاد على طقوس معينة وأعمال يفعلها بإستمرار دون توقف بطريقة لا إرادية، ولا يستطيع أن يتوقف عنها، بالإضافة إلى النواقل العصبية، يشعر بعض العصابيين بأنهم مدعوون للقيام ببعض الأعمال بغض النظر عن حقيقة غير منطقية أو لا معنى لها، إلى جانب العوامل الوراثية والعوامل النفسية .
أما عن ظواهر وأشكال الأفكار التسلطية ؛
شخص ما يهتم بصحته إهتماما غير سوى ومبالغ فيه، فهو يستيقظ في الصباح شاعرا بالإجهاد وينتقل من طبيب لآخر دون أن يستفيد شيئا، وتمتلئ خزانة الدواء عنده بمختلف الأدوية أو يتخلص من جميع الأدوية التى توصف له دون أن يستخدمها، ويمكن القول بأنه إنسان يتوهن المرض يستمتع بإعتلاء صحته، ومن المحتمل أن يعترض بشدة على أى إنسان يقول له إن صحته جيدة .
طالب التعليم بمراحلة المختلفة نتيجة القلق العصابى الذى يجعله في حاله ثابتة تقريبا من الخوف والترقب والقلق، فهو قد يظل متعلقا بدرجة شديدة بالنسبة لدرجاته التحصيلية أو بالنسبة لإمكانيته فى تكوين أصدقاء من زملائه، وما إن انتقل إلى مرحلته الجامعية ينتابه الشعور بالخوف من المجهول فى إمكانية إعتمادة على ذاته .
تصل الأفكار التسلطية بالإنسان إلى حد تصور أشياء مخيفة ورهيبة عن الذات الإلهية أو الأنبياء أو الدين أو الأخلاق أو العلم لايمكن دفعها، فالنظام العقلي للفرد فى تلك الحالة يسود فيه الأوهام والهلاوس حيث يسيطر الخيال أساسا على السلوك، وهنا يرى الفرد في شئ ما أنه غير مريح بالنسبة له بناءا على أفكار وتصورات بنيت فى عقلية هذا الفرد ليس نقصا منه ولكن تسلط فكرى وإنحرافات فكرية .
ليس من المجدى فى علاج الإنحرافات الفكرية الذهنية الخاصة بالأفكار التسلطية تناول الأعراض مباشرة، بل من الضروري إكتشاف الصراعات والإحباطات التى يعانيها الفرد والوقوف على جميع الظروف والأحداث المحيطة به والتى مر بها في حياته، ثم محاولة مساعدته لحلها والتخلص منها. ❝ ⏤معتز متولي
❞ الأفكار التسلطية
كتب ا. معتز متولي
الأفكار التسلطية تعني وجود فكرة غير منطقية لا تلبث أن تعاود الفرد وتسيطر عليه إلى حد الذى يشعر معه الفرد بنوع من العبودية أو الإنقياد لها، وإلى الحد الذى يجعله لا يستطيع أن يفكر أو يعمل عملا إيجابيا مفيدا ؛ يخيل للشخص أنه قام بفعل ما، وهو فى الحقيقية لم يقم به، وتبدأ محاكمته الأخلاقية لنفسه على هذا الفعل ويبدأ تأنيب الضمير بغزو ذهنة، فنجد أن هؤلاء ممن يسيطر عليهم الفكر التسلطى يعانون من إضطراب وخلل عضوى بالمخ يملأ عقولهم بأفكار غير مرغوبة وغير موجودة وتهديدات بالضياع والمرض، لو لم يقوموا بأفعال متكررة وغير منطقية، ولا معنى لها بل وأحيانا حمقاء .
تعد العوامل السلوكية من أسباب الأفكار التسلطية حيث تجد الفرد يعتاد على طقوس معينة وأعمال يفعلها بإستمرار دون توقف بطريقة لا إرادية، ولا يستطيع أن يتوقف عنها، بالإضافة إلى النواقل العصبية، يشعر بعض العصابيين بأنهم مدعوون للقيام ببعض الأعمال بغض النظر عن حقيقة غير منطقية أو لا معنى لها، إلى جانب العوامل الوراثية والعوامل النفسية .
أما عن ظواهر وأشكال الأفكار التسلطية ؛
شخص ما يهتم بصحته إهتماما غير سوى ومبالغ فيه، فهو يستيقظ في الصباح شاعرا بالإجهاد وينتقل من طبيب لآخر دون أن يستفيد شيئا، وتمتلئ خزانة الدواء عنده بمختلف الأدوية أو يتخلص من جميع الأدوية التى توصف له دون أن يستخدمها، ويمكن القول بأنه إنسان يتوهن المرض يستمتع بإعتلاء صحته، ومن المحتمل أن يعترض بشدة على أى إنسان يقول له إن صحته جيدة .
طالب التعليم بمراحلة المختلفة نتيجة القلق العصابى الذى يجعله في حاله ثابتة تقريبا من الخوف والترقب والقلق، فهو قد يظل متعلقا بدرجة شديدة بالنسبة لدرجاته التحصيلية أو بالنسبة لإمكانيته فى تكوين أصدقاء من زملائه، وما إن انتقل إلى مرحلته الجامعية ينتابه الشعور بالخوف من المجهول فى إمكانية إعتمادة على ذاته .
تصل الأفكار التسلطية بالإنسان إلى حد تصور أشياء مخيفة ورهيبة عن الذات الإلهية أو الأنبياء أو الدين أو الأخلاق أو العلم لايمكن دفعها، فالنظام العقلي للفرد فى تلك الحالة يسود فيه الأوهام والهلاوس حيث يسيطر الخيال أساسا على السلوك، وهنا يرى الفرد في شئ ما أنه غير مريح بالنسبة له بناءا على أفكار وتصورات بنيت فى عقلية هذا الفرد ليس نقصا منه ولكن تسلط فكرى وإنحرافات فكرية .
ليس من المجدى فى علاج الإنحرافات الفكرية الذهنية الخاصة بالأفكار التسلطية تناول الأعراض مباشرة، بل من الضروري إكتشاف الصراعات والإحباطات التى يعانيها الفرد والوقوف على جميع الظروف والأحداث المحيطة به والتى مر بها في حياته، ثم محاولة مساعدته لحلها والتخلص منها . ❝
تشهد القرون الأخيرة من هذا الزمان محاولات إسرائيلية تستهدف تحويل الصراع العربي الإسرائيلي من صراع سياسى حول حقوق العرب في إسترداد أرضهم المحتلة إلى صراع فكرى يستهدف ثقافتنا من خلال إعلان شأن الثقافة اليهودية وتشويه شأن الثقافة العربية الإسلامية.
الصهيونية حركة عنصرية تقوم على العدوان والإستيطان وتشكل تهديدا خطيرا على الفكر العربي الإسلامى حتى يتحقق هدفها الأساسي وهو إنشاء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ولكى تحقق الصهيونية أهدافها جندت الكثير من العلماء والمفكرين وأصحاب المال والنفوذ، من اليهود في العالم وفي إسرائيل لدراسة الفكر الثقافى العربي الإسلامي وفهم الواقع العربي والإسلامي ونظمه وأساليب الفكر والحياة فيه لتحقيق سياسة ثقافية تهدف إلى إضعاف الثقافة العربية الإسلامية والتشكيك في قيمها بإثبات فضل الفكر الثقافى الصهيوني وأنه في نظرهم مصدر الثقافة الإسلامية الأول.
إستطاع رجل المال اليهودى البريطاني مونتفيورى بعد شراء أراضٍى بالقرب من القدس ويافا من إنشاء أول مستعمرة يهودية بالأراضى العربية الفلسطنية عام 1837م، وكان عدد سكانها في ذلك الوقت 1500 يهودي إلى أن وصل في عام 1903م إلى 25 الف يهودي،
وإزداد التخطيط الفعلى لإعلاء الفكر الثقافى الصهيوني وإيجاد شرعية وإعتراف له، لإضعاف والتننكيل بالثقافة العربية والإسلامية، وذلك بإصدار تيودور هرتزل(هرتسل) كتابة الدولة اليهودية عام 1896م والذى دعى فيه إلى إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية، ورفضه الحاخامات اليهود آنذاك في مؤتمر عقد بمدينة فيلادلفيا في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر، حيث أصدر المؤتمر بيان يقول ˝ إن الرسالة الروحية التى يحملها اليهود تتنافى مع إقامة وحدة يهودية سياسة منفصلة ˝ وإزاء هذا فكر هرتزل في تحويل الموضوع إلى قضية فكرية دينية يلهب بها عواطف جماهير اليهود ورأى أن فلسطين المكان الوحيد الذي يتناسب مع دعوته لتاريخ المقدسات الدينية بها، وانتصر فكر هرتزل وإن كان بعد وفاته بعام ؛
ومن هنا توالي الإحتلال للأراضي العربية وتعدد الإستيطان، وصارت الأفكار الصهيونية ثقافة راسخة لدى اليهود الصهاينة بجميع أنحاء العالم.
لدى العدو الصهيوني مقومات أساسية جعلت منه خصما فكريا عنيدا ؛
فقد ساعد تعدد اللغات داخل الكيان الإسرائيلي وبخاصة اللغة الروسية إعطاء إسرائيل ميزة تناقشية ثقافية في التعامل المباشر مع الجمهوريات الإسلامية التى انفصلت عن الإتحاد السوفيتي، حيث تتحدث هذه الجمهوريات الروسية كلغة أولى حتى الوقت الحاضر ؛
كما كان لكثرة العلماء اليهود في جامعات أمريكا وأوروبا دور في إستخدام المتطرفين اليهود لعلم وأبحاث هؤلاء للهجوم المنظم المتطرف ضد المقدسات الإسلامية والكنوز الثقافية والحضارة العربية الإسلامية ؛
إلى جانب كل ذلك أدت ذخيرة علاقات التبادل الثقافى وجمعيات الصداقة التى أقامتها إسرائيل من اليابان إلى البرازيل ومن بولندا إلى جنوب أفريقيا، وبالإضافة إلى ما تملكه إسرائيل من تكنولوجيا المعلومات، إستطاعت تهميش المعرفة العربية ومناهجها في تلك المناطق وإحلال بدلا منها ثقافة صهيونية إسرائيلية مستحدثة.
إن التحدى الصهيوني الثقافى والدينى والعلمى....... وغيره دائم، فالصراع الفكرى بين الصهيونية والفكر العربي الإسلامى كان ومازال قائم. ❝ ⏤معتز متولي
❞ سياسة الفكر الصهيوني
تشهد القرون الأخيرة من هذا الزمان محاولات إسرائيلية تستهدف تحويل الصراع العربي الإسرائيلي من صراع سياسى حول حقوق العرب في إسترداد أرضهم المحتلة إلى صراع فكرى يستهدف ثقافتنا من خلال إعلان شأن الثقافة اليهودية وتشويه شأن الثقافة العربية الإسلامية.
الصهيونية حركة عنصرية تقوم على العدوان والإستيطان وتشكل تهديدا خطيرا على الفكر العربي الإسلامى حتى يتحقق هدفها الأساسي وهو إنشاء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ولكى تحقق الصهيونية أهدافها جندت الكثير من العلماء والمفكرين وأصحاب المال والنفوذ، من اليهود في العالم وفي إسرائيل لدراسة الفكر الثقافى العربي الإسلامي وفهم الواقع العربي والإسلامي ونظمه وأساليب الفكر والحياة فيه لتحقيق سياسة ثقافية تهدف إلى إضعاف الثقافة العربية الإسلامية والتشكيك في قيمها بإثبات فضل الفكر الثقافى الصهيوني وأنه في نظرهم مصدر الثقافة الإسلامية الأول.
إستطاع رجل المال اليهودى البريطاني مونتفيورى بعد شراء أراضٍى بالقرب من القدس ويافا من إنشاء أول مستعمرة يهودية بالأراضى العربية الفلسطنية عام 1837م، وكان عدد سكانها في ذلك الوقت 1500 يهودي إلى أن وصل في عام 1903م إلى 25 الف يهودي،
وإزداد التخطيط الفعلى لإعلاء الفكر الثقافى الصهيوني وإيجاد شرعية وإعتراف له، لإضعاف والتننكيل بالثقافة العربية والإسلامية، وذلك بإصدار تيودور هرتزل(هرتسل) كتابة الدولة اليهودية عام 1896م والذى دعى فيه إلى إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية، ورفضه الحاخامات اليهود آنذاك في مؤتمر عقد بمدينة فيلادلفيا في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر، حيث أصدر المؤتمر بيان يقول ˝ إن الرسالة الروحية التى يحملها اليهود تتنافى مع إقامة وحدة يهودية سياسة منفصلة ˝ وإزاء هذا فكر هرتزل في تحويل الموضوع إلى قضية فكرية دينية يلهب بها عواطف جماهير اليهود ورأى أن فلسطين المكان الوحيد الذي يتناسب مع دعوته لتاريخ المقدسات الدينية بها، وانتصر فكر هرتزل وإن كان بعد وفاته بعام ؛
ومن هنا توالي الإحتلال للأراضي العربية وتعدد الإستيطان، وصارت الأفكار الصهيونية ثقافة راسخة لدى اليهود الصهاينة بجميع أنحاء العالم.
لدى العدو الصهيوني مقومات أساسية جعلت منه خصما فكريا عنيدا ؛
فقد ساعد تعدد اللغات داخل الكيان الإسرائيلي وبخاصة اللغة الروسية إعطاء إسرائيل ميزة تناقشية ثقافية في التعامل المباشر مع الجمهوريات الإسلامية التى انفصلت عن الإتحاد السوفيتي، حيث تتحدث هذه الجمهوريات الروسية كلغة أولى حتى الوقت الحاضر ؛
كما كان لكثرة العلماء اليهود في جامعات أمريكا وأوروبا دور في إستخدام المتطرفين اليهود لعلم وأبحاث هؤلاء للهجوم المنظم المتطرف ضد المقدسات الإسلامية والكنوز الثقافية والحضارة العربية الإسلامية ؛
إلى جانب كل ذلك أدت ذخيرة علاقات التبادل الثقافى وجمعيات الصداقة التى أقامتها إسرائيل من اليابان إلى البرازيل ومن بولندا إلى جنوب أفريقيا، وبالإضافة إلى ما تملكه إسرائيل من تكنولوجيا المعلومات، إستطاعت تهميش المعرفة العربية ومناهجها في تلك المناطق وإحلال بدلا منها ثقافة صهيونية إسرائيلية مستحدثة.
إن التحدى الصهيوني الثقافى والدينى والعلمى....... وغيره دائم، فالصراع الفكرى بين الصهيونية والفكر العربي الإسلامى كان ومازال قائم . ❝