❞ وقد تقدّم أن أبا سفيان قال عِند انصرافه من أُحد مَوْعِدُكُم وإيَّانا العام القابل ببدر ، فلما كان شعبان ، وقيل : ذو القعدة من العام القابِلِ ، خرج رسولُ اللَّهِ ﷺ لموعِده في ألف وخمسمئة ، وكانت الخيل عشرةَ أفراس ، وحَمَلَ لِواءَه علي بن أبي طالب ، واستخلف على المدينةِ عبد الله بن رواحة ، فانتهى إلى بدر ، فأقام بها ثمانية أيام ينتظِرُ المشركين ، وخرج أبو سفيان بالمشركين من مكَّةَ ، وهم ألفان ، ومعهم خمسون فرساً ، فلما انْتَهَوْا إِلَى مَرَّ الظَّهْرَانِ - على مَرْحَلَة مِنْ مَكَّة - قال لهم أبو سفيان : إن العام عام جَدْب ، وقد رأيتُ أني أرجعُ بكم ، فانصرَفُوا راجعين ، وأخلفوا الموعِدَ ، فَسُمِّيت هذه بدر الموعد ، وتسمَّى بدرَ الثانية. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وقد تقدّم أن أبا سفيان قال عِند انصرافه من أُحد مَوْعِدُكُم وإيَّانا العام القابل ببدر ، فلما كان شعبان ، وقيل : ذو القعدة من العام القابِلِ ، خرج رسولُ اللَّهِ ﷺ لموعِده في ألف وخمسمئة ، وكانت الخيل عشرةَ أفراس ، وحَمَلَ لِواءَه علي بن أبي طالب ، واستخلف على المدينةِ عبد الله بن رواحة ، فانتهى إلى بدر ، فأقام بها ثمانية أيام ينتظِرُ المشركين ، وخرج أبو سفيان بالمشركين من مكَّةَ ، وهم ألفان ، ومعهم خمسون فرساً ، فلما انْتَهَوْا إِلَى مَرَّ الظَّهْرَانِ - على مَرْحَلَة مِنْ مَكَّة - قال لهم أبو سفيان : إن العام عام جَدْب ، وقد رأيتُ أني أرجعُ بكم ، فانصرَفُوا راجعين ، وأخلفوا الموعِدَ ، فَسُمِّيت هذه بدر الموعد ، وتسمَّى بدرَ الثانية. ❝
❞ ويقول كعب بن مالك: لبثت بعد ذلك عشر ليالٍ حتى كَمُلَت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله ﷺ و عن كلامنا ، فلما صليت صلاة الفجر صُبحَ خمسين ليلة على سطح بيت من بيوتنا ، بينا أنا جالس على الحال التي أذكر الله تعالى ، وقد ضاقت علي نفسي ، وضاقت علي الأرض بما رحُبت ، سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سَلع بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر ، فخررتُ ساجداً ، فعرفت أن قد جاء فرج من الله ، وآذن رسول الله ﷺ بتوبة الله علينا حين صلى الفجر ، فذهب الناسُ يبشروننا ، وذهب قبل صاحبي مبشرون ، وركض إليَّ رجل فرساً ، وسعى ساع من أسلم ، فأوفى على ذروة الجبل ، وكان الصوتُ أسرع من الفرس ، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني ، نزعتُ له ثوبيَّ فكسوتُه إياهما ببشراء ، والله ما أملك غيرهما ، واستعرتُ ثوبين ، فلبستهما ، فانطلقت إلى رسول الله ﷺ فتلقاني الناسُ فوجاً فوجاً يهنئوني بالتوبة يقولون : ليهنك توبه الله عليك ، قال كعب : حتى دخلت يُهرول حتى صافحني وهناني ، والله ما قام إلي رجل المهاجرين غيره ، ولست أنساها لطلحة ، فلما من سلمتُ على رسول الله ﷺ ، قال وهو يَبْرُقُ وجهه من السرور ( أَبْشِرْ بِخَيْر يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ ) ، قال : قلتُ: أمن عندك يا رسول الله ، أم من عند الله ؟ قال ﷺ ( لَا بَلْ مِنْ عِنْدِ اللهِ ) ، وكان رسول الله ﷺ إذا سُرِّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر ، وكنا نعرف ذلك منه فلما جلستُ بين يديه ، قلت : يا رسول الله ! إن من توبتي أن انخلع من مالي صدقة إلى الله ، وإلى رسوله ﷺ ، فقال ( أمسكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) ، قلت : فإني أُمْسِك سهمي الذي بخيبر ، فقلتُ : يا رسول الله إن الله إنما نجاني بالصدق ، وإن من توبتي ألا أحدث إلا صدقاً ما بقيتُ ، فوالله ما أعلم أحداً من المسلمين أبلاه الله الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله ﷺ إلى يومي هذا ما أبلاني ، والله ما تعمدت بعد ذلك إلى يومي هذا كذباً ، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقيتُ ، فوالله ما أنعم الله على نعمة قط بعد أن هداني للإسلام ، أعظم في نفسي من صدقي رسول الله ﷺ ، أن لا أكون كذبته فأهْلِكَ كما هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا ، وقال كعب : وكان تخلفنا أيُّها الثلاثة من أمر أولئك الذين قَبِلَ منهم رسول الله ﷺ حين حلفوا له ، فبايعهم ، واستغفر لهم ، وأرجأ أمرنا حتى قضى الله فيه ، فبذلك قال الله { وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِفُوا } ، وليس الذي ذكر الله مما خُلفنا عن الغزو ، وإنما هو تخليفه إيَّانا ، وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ ويقول كعب بن مالك: لبثت بعد ذلك عشر ليالٍ حتى كَمُلَت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله ﷺ و عن كلامنا ، فلما صليت صلاة الفجر صُبحَ خمسين ليلة على سطح بيت من بيوتنا ، بينا أنا جالس على الحال التي أذكر الله تعالى ، وقد ضاقت علي نفسي ، وضاقت علي الأرض بما رحُبت ، سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سَلع بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر ، فخررتُ ساجداً ، فعرفت أن قد جاء فرج من الله ، وآذن رسول الله ﷺ بتوبة الله علينا حين صلى الفجر ، فذهب الناسُ يبشروننا ، وذهب قبل صاحبي مبشرون ، وركض إليَّ رجل فرساً ، وسعى ساع من أسلم ، فأوفى على ذروة الجبل ، وكان الصوتُ أسرع من الفرس ، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني ، نزعتُ له ثوبيَّ فكسوتُه إياهما ببشراء ، والله ما أملك غيرهما ، واستعرتُ ثوبين ، فلبستهما ، فانطلقت إلى رسول الله ﷺ فتلقاني الناسُ فوجاً فوجاً يهنئوني بالتوبة يقولون : ليهنك توبه الله عليك ، قال كعب : حتى دخلت يُهرول حتى صافحني وهناني ، والله ما قام إلي رجل المهاجرين غيره ، ولست أنساها لطلحة ، فلما من سلمتُ على رسول الله ﷺ ، قال وهو يَبْرُقُ وجهه من السرور ( أَبْشِرْ بِخَيْر يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ ) ، قال : قلتُ: أمن عندك يا رسول الله ، أم من عند الله ؟ قال ﷺ ( لَا بَلْ مِنْ عِنْدِ اللهِ ) ، وكان رسول الله ﷺ إذا سُرِّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر ، وكنا نعرف ذلك منه فلما جلستُ بين يديه ، قلت : يا رسول الله ! إن من توبتي أن انخلع من مالي صدقة إلى الله ، وإلى رسوله ﷺ ، فقال ( أمسكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) ، قلت : فإني أُمْسِك سهمي الذي بخيبر ، فقلتُ : يا رسول الله إن الله إنما نجاني بالصدق ، وإن من توبتي ألا أحدث إلا صدقاً ما بقيتُ ، فوالله ما أعلم أحداً من المسلمين أبلاه الله الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله ﷺ إلى يومي هذا ما أبلاني ، والله ما تعمدت بعد ذلك إلى يومي هذا كذباً ، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقيتُ ، فوالله ما أنعم الله على نعمة قط بعد أن هداني للإسلام ، أعظم في نفسي من صدقي رسول الله ﷺ ، أن لا أكون كذبته فأهْلِكَ كما هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا ، وقال كعب : وكان تخلفنا أيُّها الثلاثة من أمر أولئك الذين قَبِلَ منهم رسول الله ﷺ حين حلفوا له ، فبايعهم ، واستغفر لهم ، وأرجأ أمرنا حتى قضى الله فيه ، فبذلك قال الله ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِفُوا ﴾ ، وليس الذي ذكر الله مما خُلفنا عن الغزو ، وإنما هو تخليفه إيَّانا ، وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه. ❝
❞ { وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا } .. يقول الصحابي كعب بن مالك ( أحد المُخلفين الثلاثة ) نهى رسول الله ﷺ المسلمين عن كلامنا نحن الثلاثة مِن بين مَنْ تخلف عنه في غزوة تبوك ، فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ ، وتغيروا لنا ، حتى تنكرت لي الأرض ، فما هي بالتي أعرِفُ ، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة ، فأما صاحباي ، فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان ، وأما أنا فكنتُ أشبَّ القوم وأجلدهم ، فكنتُ أخرج ، فأشهد الصلاة مع المسلمين ، وأطوف في الأسواق ، ولا يكلمني أحد ، وأتي رسول الله ﷺ ، فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة ، فأقول في نفسي : هل حرّك شفتيه برد السلام عليَّ أم لا ؟ ثم أصلي قريباً منه فأسارقه النظر ، فإذا أقبلتُ على صلاتي ، أقبل إلي ، وإذا التفت نحوه ، أعرض عني ، حتى إذا طال علي ذلك من جفوة المسلمين ، مشيتُ حتى تسوّرت جدار حائط أبي قتادة ، وهو ابن عمي ، وأحب الناس إليَّ ، فسلمت عليه ، فوالله ما رد علي السلام ، فقلت : يا أبا قتادة ! أنشدك بالله ، هل تعلمني أُحِبُّ الله ورسوله ﷺ فسكت ، فعدت ، فناشدته فسكت ، فعدت فناشدته ، فقال : الله ورسوله أعلم ، ففاضت عيناي ، وتولّيتُ حتى تسورت الجدار ، فبينا أنا أمشي بسوق المدينة ، إذا نبطي من أنباط الشام ممن قَدِمَ بالطعام يبيعه بالمدينة يقولُ : مَنْ يدل على كعب بن مالك ، فطفق الناسُ يُشيرون له حتى إذا جاءني ، دفع إلي كتاباً من ملك غسان ، فإذا فيه : أما بعد : فإنه بلغني أن صاحبك ( يقصد رسول الله ﷺ ) قد جفاك ، ولم يجعلك الله بدار هوان ، ولا مضيعة ، فالحق بنا نُواسِك ، فَقُلْتُ لما قرأتها وهذا أيضاً من البلاء ، فتيممتُ بها التنور فسجرتُها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين ، إذا رسول رسول الله ﷺ يأتيني ، فقال : إن رسول الله ﷺ يَأمُرُك أن تعتزل أمرأتك ، فقلتُ : أطلقها أم ماذا ؟ قال: لا ، ولكن اعتزلها ولا تقربها، وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك ، فقلتُ لامرأتي : الحقي بأهلك ، فكوني عندهم حتى يَقْضِي الله في هذا الأمر. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ﴾ . يقول الصحابي كعب بن مالك ( أحد المُخلفين الثلاثة ) نهى رسول الله ﷺ المسلمين عن كلامنا نحن الثلاثة مِن بين مَنْ تخلف عنه في غزوة تبوك ، فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ ، وتغيروا لنا ، حتى تنكرت لي الأرض ، فما هي بالتي أعرِفُ ، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة ، فأما صاحباي ، فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان ، وأما أنا فكنتُ أشبَّ القوم وأجلدهم ، فكنتُ أخرج ، فأشهد الصلاة مع المسلمين ، وأطوف في الأسواق ، ولا يكلمني أحد ، وأتي رسول الله ﷺ ، فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة ، فأقول في نفسي : هل حرّك شفتيه برد السلام عليَّ أم لا ؟ ثم أصلي قريباً منه فأسارقه النظر ، فإذا أقبلتُ على صلاتي ، أقبل إلي ، وإذا التفت نحوه ، أعرض عني ، حتى إذا طال علي ذلك من جفوة المسلمين ، مشيتُ حتى تسوّرت جدار حائط أبي قتادة ، وهو ابن عمي ، وأحب الناس إليَّ ، فسلمت عليه ، فوالله ما رد علي السلام ، فقلت : يا أبا قتادة ! أنشدك بالله ، هل تعلمني أُحِبُّ الله ورسوله ﷺ فسكت ، فعدت ، فناشدته فسكت ، فعدت فناشدته ، فقال : الله ورسوله أعلم ، ففاضت عيناي ، وتولّيتُ حتى تسورت الجدار ، فبينا أنا أمشي بسوق المدينة ، إذا نبطي من أنباط الشام ممن قَدِمَ بالطعام يبيعه بالمدينة يقولُ : مَنْ يدل على كعب بن مالك ، فطفق الناسُ يُشيرون له حتى إذا جاءني ، دفع إلي كتاباً من ملك غسان ، فإذا فيه : أما بعد : فإنه بلغني أن صاحبك ( يقصد رسول الله ﷺ ) قد جفاك ، ولم يجعلك الله بدار هوان ، ولا مضيعة ، فالحق بنا نُواسِك ، فَقُلْتُ لما قرأتها وهذا أيضاً من البلاء ، فتيممتُ بها التنور فسجرتُها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين ، إذا رسول رسول الله ﷺ يأتيني ، فقال : إن رسول الله ﷺ يَأمُرُك أن تعتزل أمرأتك ، فقلتُ : أطلقها أم ماذا ؟ قال: لا ، ولكن اعتزلها ولا تقربها، وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك ، فقلتُ لامرأتي : الحقي بأهلك ، فكوني عندهم حتى يَقْضِي الله في هذا الأمر. ❝
❞ \"رسالة انتحار\" \"هذه المرة، لم يكُن الإنهيار حلولي، بل كان الإنهيار بداخلي، لقد إنهارَتْ روحي، وتحطَّمَ قلبي، ورحل الجميع، نعم، لقد رحلوا، أولئك الذين أحببتهم بكل ما أُوتيت من حبٍ، لقد رحلوا، وخلَّفوا خلفهم ألمًا بقلبي، وحزنًا بروحي، ما عُدتُ أحتملُ أي شيء، فلقد استنزفتُ طاقتي كلها في محاولة العثور على نفسي القديمة، حيث لم يكن الحزن يعرف السبيل إلى روحي، استنزفتُ طاقتي لأضمدَّ آلامي، لكنني فشلتُ، وصدقًا لم أعد أحتملُ أكثر من ذلك، عذرًا لقد قُرِّرتُ الرحيلَ عن هذا العالم، قررتُ أن أستسلم، فلم أعد أستطيعُ الصمودَ أكثر من ذلك، عذرًا عزيزي لكنني سأرحلُ، فلا تبكِ عليَّ ولا تحزن، وزُرني حيث قبري، وكُنْ لي واصلاً ولا تهجرني.\" لِـ سَارة علي حُسين.. ❝ ⏤سَارة علي حُسين
❞ ˝رسالة انتحار˝
˝هذه المرة، لم يكُن الإنهيار حلولي، بل كان الإنهيار بداخلي، لقد إنهارَتْ روحي، وتحطَّمَ قلبي، ورحل الجميع، نعم، لقد رحلوا، أولئك الذين أحببتهم بكل ما أُوتيت من حبٍ، لقد رحلوا، وخلَّفوا خلفهم ألمًا بقلبي، وحزنًا بروحي، ما عُدتُ أحتملُ أي شيء، فلقد استنزفتُ طاقتي كلها في محاولة العثور على نفسي القديمة، حيث لم يكن الحزن يعرف السبيل إلى روحي، استنزفتُ طاقتي لأضمدَّ آلامي، لكنني فشلتُ، وصدقًا لم أعد أحتملُ أكثر من ذلك، عذرًا لقد قُرِّرتُ الرحيلَ عن هذا العالم، قررتُ أن أستسلم، فلم أعد أستطيعُ الصمودَ أكثر من ذلك، عذرًا عزيزي لكنني سأرحلُ، فلا تبكِ عليَّ ولا تحزن، وزُرني حيث قبري، وكُنْ لي واصلاً ولا تهجرني.˝