❞ اشتدت رياح الخريف لتعصف بأوراق الشجرالذابلة فتحولها لهشيم تذروه كحبات رمل في مهب الريح، كانت أمي تحدثنا دائما عن كرهها لفصل الخريف؛ فهو يذكرها دائما بالرحيل، فيه رحل أبي عنها، وفيه رحل والداها، ورحلت هي أيضا لتلحق بأحبابها فيه. آه يا أمي! كم اشتقت إليك، فلعل اللقاء اقترب.
تحركت بسرعة؛ فالسيد صفوان سريع الغضب، سيعقد حاجبيه ويصرخ في وجهي مهددًا بطردي لو تكرر تأخيري، لا يهتم بتقدمي في العمر، ولا لخدمتي له ولأسرته طوال سنوات، لكني أتحمله، لقد تعودت على حِدَّة طبعه
شعرت بوخزة في قدمي، توقفت واستندت لأحد الأشجار، نزعت حذائي لأجد حصاة تسللت من ثقب ليس بصغير توسط نعل حذائي، تخلصت منها وارتديت حذائي وهمست:
ـ آه يا صفوان بيك! كم طلبت زيادة راتبي، لكنك ترفض، رحمة الله على والدتك، كم كانت كريمة! أفتقد حنانها ورفقها بي، ولولا وفائي لها ووصيتها لي عند موتها لتركتك منذ زمن.. ❝ ⏤د.الزهراء محمد سعيد
❞ اشتدت رياح الخريف لتعصف بأوراق الشجرالذابلة فتحولها لهشيم تذروه كحبات رمل في مهب الريح، كانت أمي تحدثنا دائما عن كرهها لفصل الخريف؛ فهو يذكرها دائما بالرحيل، فيه رحل أبي عنها، وفيه رحل والداها، ورحلت هي أيضا لتلحق بأحبابها فيه. آه يا أمي! كم اشتقت إليك، فلعل اللقاء اقترب.
تحركت بسرعة؛ فالسيد صفوان سريع الغضب، سيعقد حاجبيه ويصرخ في وجهي مهددًا بطردي لو تكرر تأخيري، لا يهتم بتقدمي في العمر، ولا لخدمتي له ولأسرته طوال سنوات، لكني أتحمله، لقد تعودت على حِدَّة طبعه
شعرت بوخزة في قدمي، توقفت واستندت لأحد الأشجار، نزعت حذائي لأجد حصاة تسللت من ثقب ليس بصغير توسط نعل حذائي، تخلصت منها وارتديت حذائي وهمست:
ـ آه يا صفوان بيك! كم طلبت زيادة راتبي، لكنك ترفض، رحمة الله على والدتك، كم كانت كريمة! أفتقد حنانها ورفقها بي، ولولا وفائي لها ووصيتها لي عند موتها لتركتك منذ زمن. ❝
❞ تظل الرواية المميزة هي تلك التي تستطيع تحقيق هذه المعادلة الصعبة بأفضل نتيجة ممكنة؛ وهي المعادلة التي تجمع فيها بين نقطتين هامتين، أولاهما: أن تستطيع جذب انتباهك منذ صفحاتها الأولى، وإثارة فضولك للحد الذي يدفعك دفعا للمضي قدما في أحداثها متلهفا لمعرفة ما تؤول إليه أمورها وما يصير إليه أبطالها، أما ثانيتهما: فهي ألا تخيب ظنك في ثلثها أو ربعها الأخير حيث مرحلة حل العقدة وكشف الغموض وصولا إلى نهاية منطقية تقنع عقلك وتثير إعجابك بقدرة الكاتب على إحكام نسج خيوط حبكته الروائية بكل مهارة وسلاسة واقتدار.
وهذا ما استطاعت تحقيقه إلى حد كبير د. الزهراء محمد سعيد Dr-Zahraa Mohamed في روايتها الأولى \"بحر ميمون\" والتي تم ترشيحها بفضل الله وتوفيقه ضمن القائمة الطويلة لجائزة كتارا للرواية العربية، متمنين لها مزيدا من التوفيق والوصول للقائمة القصيرة ثم المراكز الأولى بإذن الله.
الغلاف:
بغلاف أزرق مموه كأمواج بحر ميمون تطالعك الرواية وتستقبلك بغموض كغموض ذلك البحر الذي يضم في أعماقه الكثير والكثير من الأسرار التي تفاجئنا بها الرواية.. غلاف موفق إلى حد كبير من تصميم المبدعة Shorouk Sayed .
الحبكة:
جاءت متقنة مشوقة في البداية مقنعة في النهاية، بغموض مثير لا يعطيك مفاتيحه إلا مع نهايات الرواية، وخاتمة مفاجئة بعيدة عن جميع التوقعات.
الشخصيات:
رسمت بحرفية وإتقان كأنك تراها تتحرك أمامك، وتتعرف إليها كأنما قابلتها في الحياة فأحببت بعضها وتعاطفت مع بعضها ونفرت من آخرين.. أو ربما استطاعت الكاتبة بوصفها الدقيق لبعض التفاصيل أن تجعل قارئها يعاين الأحداث، والصفات الشكلية والنفسية لشخوص الرواية كأنما يراها متجسدة أمامه على شاشة السينما.
اللغة:
جاء السرد والحوار بالفصحى، حيث اتسمت الرواية بالسلامة والدقة اللغوية، واتسم أسلوب الكاتبة بالبساطة والسلاسة وقدر من البلاغة اللطيفة غير المعقدة، ليكون الأسلوب بذلك معينا للقارئ على معايشة الأحداث بسهولة بعيدا عن الاستعراض اللفظي والبلاغي الذي قد يحول دون ذلك.
في النهاية فنحن أمام رواية تعد قارئها بكثير من المفاجآت وكاتبة تحفر اسمها بقوة بين أدباء جيلها ببصمة خاصة ومميزة.. ❝ ⏤د.الزهراء محمد سعيد
❞ تظل الرواية المميزة هي تلك التي تستطيع تحقيق هذه المعادلة الصعبة بأفضل نتيجة ممكنة؛ وهي المعادلة التي تجمع فيها بين نقطتين هامتين، أولاهما: أن تستطيع جذب انتباهك منذ صفحاتها الأولى، وإثارة فضولك للحد الذي يدفعك دفعا للمضي قدما في أحداثها متلهفا لمعرفة ما تؤول إليه أمورها وما يصير إليه أبطالها، أما ثانيتهما: فهي ألا تخيب ظنك في ثلثها أو ربعها الأخير حيث مرحلة حل العقدة وكشف الغموض وصولا إلى نهاية منطقية تقنع عقلك وتثير إعجابك بقدرة الكاتب على إحكام نسج خيوط حبكته الروائية بكل مهارة وسلاسة واقتدار.
وهذا ما استطاعت تحقيقه إلى حد كبير د. الزهراء محمد سعيد Dr-Zahraa Mohamed في روايتها الأولى ˝بحر ميمون˝ والتي تم ترشيحها بفضل الله وتوفيقه ضمن القائمة الطويلة لجائزة كتارا للرواية العربية، متمنين لها مزيدا من التوفيق والوصول للقائمة القصيرة ثم المراكز الأولى بإذن الله.
الغلاف:
بغلاف أزرق مموه كأمواج بحر ميمون تطالعك الرواية وتستقبلك بغموض كغموض ذلك البحر الذي يضم في أعماقه الكثير والكثير من الأسرار التي تفاجئنا بها الرواية. غلاف موفق إلى حد كبير من تصميم المبدعة Shorouk Sayed .
الحبكة:
جاءت متقنة مشوقة في البداية مقنعة في النهاية، بغموض مثير لا يعطيك مفاتيحه إلا مع نهايات الرواية، وخاتمة مفاجئة بعيدة عن جميع التوقعات.
الشخصيات:
رسمت بحرفية وإتقان كأنك تراها تتحرك أمامك، وتتعرف إليها كأنما قابلتها في الحياة فأحببت بعضها وتعاطفت مع بعضها ونفرت من آخرين. أو ربما استطاعت الكاتبة بوصفها الدقيق لبعض التفاصيل أن تجعل قارئها يعاين الأحداث، والصفات الشكلية والنفسية لشخوص الرواية كأنما يراها متجسدة أمامه على شاشة السينما.
اللغة:
جاء السرد والحوار بالفصحى، حيث اتسمت الرواية بالسلامة والدقة اللغوية، واتسم أسلوب الكاتبة بالبساطة والسلاسة وقدر من البلاغة اللطيفة غير المعقدة، ليكون الأسلوب بذلك معينا للقارئ على معايشة الأحداث بسهولة بعيدا عن الاستعراض اللفظي والبلاغي الذي قد يحول دون ذلك.
في النهاية فنحن أمام رواية تعد قارئها بكثير من المفاجآت وكاتبة تحفر اسمها بقوة بين أدباء جيلها ببصمة خاصة ومميزة. ❝
❞ قراءة في رواية بحر ميمون بسم الله الرحمن الرحيم الغلاف: غلاف مميز يستحق الدراسة والتحليل، دعنا نبدأ بتدرجات اللون الأزرق (لون البحر) ما بين فاتح يشتد لونه إلى أن يصبح قاتم أقرب للسواد، وذلك ما هو إلا دليل على أن ما يخفيه البحر من هموم البشر وتسربات شكواهم، وربما تستُّرات لجرائمهم ذهبت بنقائه فعمّ الحزن والكآبة عليه، كذلك كانت الأمواج بلونها الأبيض قليلة الحظ في الظهور على جانبي الغلاف وكأن أخطاء البشر أكبر من أن تكفيها تلك الأمواج لإعادة الطُهر إليها. نلاحظ أن الغلاف عبارة عن بحر واسع يكتسيه اللون الأزرق بتدرجاته ولكن تم حصره بإطار أسود ترقد في داخله علامة استفهام كبيرة، الإطار جاء موفقاً لأن الرواية لا تتحدث عن البحر كاملاً وإنما بحر ميمون _منطقة الحدث_ وعلامة الاستفهام جاءت لتزيد فضول القارئ حول ماهية هذا المكان غير المتواجد على الخارطة الجغرافية للعالم، وربما جاءت كتساؤل عمّ يحدث في الخفاء في جنبات ذلك المكان من خطط ودسائس، أو لعلها كانت استنكاراً لحدث مفاجئ لمقتولٍ في الرواية، ويزداد الاحتمال الأخير تأكيداً من رشقات الدماء _اللون الأحمر_ المنثورة في ثلاث مناطق على الغلاف، أما عن العنوان فجاء بخط مبعثر كبير يتناسب مع هول البحر بلونٍ أزرق فيروزي يجلب شيئاً من الحنين لذكرى ما، وأكثر ما راقني من ذكاء في العنوان الثلاث نقاط _نقطة الباء، نقطتي الياء التي جاءتا متلاصقتين كنقطة واحدة، ونقطة النون_ التي جاءت بلون أحمر لتعبر عن القتل. غلاف موفق جداً.
. ❝ ⏤د.الزهراء محمد سعيد
غلاف مميز يستحق الدراسة والتحليل، دعنا نبدأ بتدرجات اللون الأزرق (لون البحر) ما بين فاتح يشتد لونه إلى أن يصبح قاتم أقرب للسواد، وذلك ما هو إلا دليل على أن ما يخفيه البحر من هموم البشر وتسربات شكواهم، وربما تستُّرات لجرائمهم ذهبت بنقائه فعمّ الحزن والكآبة عليه، كذلك كانت الأمواج بلونها الأبيض قليلة الحظ في الظهور على جانبي الغلاف وكأن أخطاء البشر أكبر من أن تكفيها تلك الأمواج لإعادة الطُهر إليها. نلاحظ أن الغلاف عبارة عن بحر واسع يكتسيه اللون الأزرق بتدرجاته ولكن تم حصره بإطار أسود ترقد في داخله علامة استفهام كبيرة، الإطار جاء موفقاً لأن الرواية لا تتحدث عن البحر كاملاً وإنما بحر ميمون _منطقة الحدث_ وعلامة الاستفهام جاءت لتزيد فضول القارئ حول ماهية هذا المكان غير المتواجد على الخارطة الجغرافية للعالم، وربما جاءت كتساؤل عمّ يحدث في الخفاء في جنبات ذلك المكان من خطط ودسائس، أو لعلها كانت استنكاراً لحدث مفاجئ لمقتولٍ في الرواية، ويزداد الاحتمال الأخير تأكيداً من رشقات الدماء _اللون الأحمر_ المنثورة في ثلاث مناطق على الغلاف، أما عن العنوان فجاء ....... [المزيد]
تخط الكاتبة عنواناً من كلمتين: الأولى نكرة تفيد الشمول والعموم، ولكن لأن ذلك يتعارض مع مضمون الرواية فجاءت الكلمة الثانية لتُعرفه وتخصصه فهنا المقصود بحر ميمون بالتحديد، وليس أي بحر. العنوان مبهم للقارئ وهذا للفت انتباهه فكما ذكرت سابقاً ميمون ليس اسم لأحد البحار في كرتنا الأرضية، إذن هناك مغزى ونقصد آخر من العنوان ستكشف عنه صفحات الرواية.
- الإهداء :
ليس هناك أجمل من مشاعر الامتنان، كيف لا وهي تعزز من مكانة الأشخاص في داخلنا، وتُرقدهم مكاناً يستحقونه. كان الزوج المعنيّ في هذه الرواية، راق للكاتبة تقديره وذكره بين دفتي كتابها الأول ليبقى دهراً يتكرر فضله ويتجدد امتنانها له وربما يتناقل الأجيال تلك الفضيلة، فضيلة الشكر والامتنان.
.
- مكان الحدث:
تمنحنا الكاتبة حياة جديدة في مدينة جديدة تختلقها بين ثنايا عقلها وتهبها لنا لننصت لما حدث في أرجائها، جعلت اسم المدينة (مدينة) لم تحدد وذلك لأن قصصاً اجتماعية ك هاته تحدث في أي مدينة وفي أي زمان، فالطمع والجشع وحب النفوذ والسلطة مشاعر غريزية موجودة بالفطرة، منّا من يتحرر من عبوديتها، ومنا من تأسره طول العمر. رغم ذلك خلقت الكاتبة المكان ولم تتهرب من هذه الركيزة الأساسية لصناعة الرواية فكان مكان الحدث بتلك المدينة منطقة (بحر ميمون).
.
- الزمان :
لم تحدد زماناً معيناً لكن نظراً للانفتاح الوارد في الرواية، واستخدام الهاتف، وأمن الشركة نرجح أنها في القرن العشرين.
.
تبدأ الرواية بسرد على لسان حسنية (مديرة القصر) ولكن يختفي سردها ويتلاشى ليحل محله سرد الرواي حتى نهاية الرواية، حقيقةً أحببت لو يتناوب السرد بين الراوي وحسنية. وازنت الكتابة بمهارة عالية بين السرد والحوار، فجاء السرد منمق بلغة بليغة وجاء الحوار مفعم بالمشاعر المتنوعة، وأبدعت في تقمص جميع الشخصيات. لا وجود للإطناب والملل، تشويق مستمر متصاعد إلى أن يصل لذروة
تبدأ العقد تُفك واللغز يصبح متاحاً، وجلبت لنا حكاية أخرى بداخل الحكاية، وقصة قصر سنمار التي جلبتها لعبرة داخل الحكاية، وكانت موفقة جداً في ضربها بها مثلاً.
تنقلت الكاتبة في طرقات الرواية وأزقتها بلغة صحيحة، بليغة، قوية جداً ومفردات جزلة وساقت تشبيهات رائعة وصور جمالية في محلها تماماً، مثال راقني جداً:
"أعدّت دهاناتها الواقية من الشمس فهي لا تدّخر جهداً في المحافظة على جمال وجهها ورشاقة جسدها". ولا ننسى براعتها في وصف الأشخاص ووصف القصر والأماكن.
- التنقلات في الرواية:
تنقلت الكاتبة بين فصل وفصل برشاقة ومهنية جيدة جداً، لكنني كنت أُفضل تقسيم الرواية لفصول، كل فصل يحمل عنوان فرعي أو حتى رقم، ذلك يُقوي من بنية الرواية.
.
- الحبكة :
هنا سأقف مصفقة بحرارة لحبكة الرواية فقد كانت مضبوطة تماماً ومحبوكة بحرفية، وبنت على أساسها تصاعد الأحداث المتتابعة والتي كانت مخالفة للتوقعات تماماً، للحظة عندما قرأت وصف الأشخاص لاحظت شبه بين شخصين، فقلت هاااا حللتها، ولكن هيهات أن أوقع كاتبة بحجم الدكتورة الزهراء في شرك تحليلاتي، حقيقةً الحبكة مختلفة تماماً والحقيقة خارج أي توقع، وصفت بشكل دقيق لتوقعك في فخ الذكاء ولكن ستكتشف أنك ما كنت سوى فراشة طافت حول ضوء تظنه نوراً فحرقها.
.
- الموسيقى :
تبدأ الرواية بأصوات الباعة والسوق والطريق إلى القصر، ثم بعد الهدوء وتخشع القلوب في حضرة مالك القصر، ثم يتناغم هدير الأمواج مع زخات المطر وهزيم الرعد، الموسيقى حاضرة بقوة، مثال: "شتاء قارص صارع الصيف وانتصرت ليملأ الدنيا بالمطر، زخات المطر تضرب زجاج النوافذ...".
.
تُسدل الكاتبة الستار على نهاية مؤلمة لكنها مستحقة لهم، فلا يصح إلا الصحيح، وفي نهج العدالة لا يستقيم إلا الحق.
جاءت قفلة الرواية على توديع حسنية للقصر وجاء مرتبط مع البداية فكأن حسنية فتحت باب القصر وعرضت علينا حكايته ثم عند النهاية غادرت من حيث أتت.
أشياء استوقفتني: ذكرت الكاتبة الخريف في موضعين الأول في بداية الرواية على لسان حسنية التي تذكرت نقمة والدتها لفصل الخريف لأن فيه ذكرى موت لأعزاء على قلبها، والموضع الآخر حينما قارنت بين خريف البشر وخريف الشجر فالأول لا تجدد فيه بل يعقبه نهاية حياة، أما الآخر فتبدأ بنهايته حياة جديدة. التشبيه والمقارنة رائعين وأوافق الكاتبة في ذلك.
❞ مراجعة رواية بحر ميمون الغلاف واضح والاسم مناسب الاهداء جميل : من منا لم ينعم بالبحر وهدوء ألوانه، نسمات هواه وبريق الشمس على صفحاته، قيل أن البحر مليئ ب الأسرار، لم يحدث لأحد أن اكتشف سرا أو حكاية طواها الموج وأطبق عليها الزمن ولم تشي بها الأعماق ...ماذا لو أفشى لك بحر عن سر وحكى لك الحكاية..!
مهدت لنا الكاتبة لقاء ببحرٍ لا هو في الواقع ولا في الخيال؛ عن ذاك البحر الميمون الذي تلاطمت أمواجه وهبت رياحه كان اللقاء ...كان لقاء ثخين بفقر مُدجج بسلاح الجشع والطمع، ضمير ينوح وروح حُبلى تحمل روح ميتة، طرق المطر نوافذ عقولنا مع طرقات الأمطار، عسعس علينا ليل الخيانة، تجلى النهار بعدل منصف وإن كان على غير إرادة القانون ولكنه كان مستحق، كان واقع يحدث بنسبة واحد بالمائة، مرض نادر يصيب شخص من ملايين الأشخاص، لكل وصف محل و مغز ومعنى ..
كالأمواج إذا ما بدأت هادئة بلا حراك ومن ثم تقذف لنا تسونامي مدمر على حين غفلة، يغرق عقولنا بالحماس والتشويق...
نغرق بعلامات استفهام لا حصر لها، رواية بحر ميمون رواية تقرأها بسيطة سهلة يسيرة الحكي، ولكنها عميقة عمق البحر، أسرت لنا الكاتبة د الزهراء محمد" بسر دفين، عايشناه ولكن حمدا لله أنا نجونا من الغرق فيه بأعجوبة.
وهذا ما لمسته من خلال قراءة أذهلني السرد فيها وذكاء الكاتبة التي نجحت في جذب انتباهي مدة قراءة الرواية، مايقارب ساعتين مشدوهة
مترقبة للنهاية التي جاءت صادمة كليا، رواية
ذو سرد متين متناسق، ولغة سهلة قوية صحيحة،
وزمن روائي مظبوط بالدقيقة والثانية، وحبكة استثنائية؛ تحمل مفآجآت وأسرار وحكايات وأوجاع لشخصيات الرواية الرئيسية والثانوية. لم تقسم الرواية لفصول وهذا خدم الرواية من وجهة نظري
فكان التشتت شبه معدوم مع الحكي وتصاعد الأحداث من البداية والوسط إلى تصاعد الحبكة في الجزء الأخير وانفراجها بمفاجأة ونهايتها بمفاجأة أخرى، قرأت للدكتورة زهراء العديد من القصص القصيرة فهي قاصة رائعة، فاجئتني أنها أيضا روائية ذكية وعبقرية في اختياراتها..
وصف الرواية جاء معبرا جدا عن الشخصيات، ولكن استوقفني وصف حورية حكايتها، تأثرت بها جدا وهنا استطاعت الكاتبة ببراعة أن تحرك المشاعر، وتجعلنا نتعاطف معها.
رسم الشخصيات كان واقعي للغاية فهي لم تُهمل مكامن الخير والشر في كل شخصية واعتبرتها بشر
يصيب ويخطأ، ومنهم من غلب خيره شره والعكس.
حقيقي أبدعتِ صديقتي العزيزة ..الرواية رائعة وتستحق القراءة والفوز بالجوائز، وكل التوفيق والنجاح لك ولقلمك وفي انتظار المزيد والمزيد إن شاء الله.
بقلم
مها البساطي. ❝ ⏤د.الزهراء محمد سعيد
من منا لم ينعم بالبحر وهدوء ألوانه، نسمات هواه وبريق الشمس على صفحاته، قيل أن البحر مليئ ب الأسرار، لم يحدث لأحد أن اكتشف سرا أو حكاية طواها الموج وأطبق عليها الزمن ولم تشي بها الأعماق ...ماذا لو أفشى لك بحر عن سر وحكى لك الحكاية..!
مهدت لنا الكاتبة لقاء ببحرٍ لا هو في الواقع ولا في الخيال؛ عن ذاك البحر الميمون الذي تلاطمت أمواجه وهبت رياحه كان اللقاء ...كان لقاء ثخين بفقر مُدجج بسلاح الجشع والطمع، ضمير ينوح وروح حُبلى تحمل روح ميتة، طرق المطر نوافذ عقولنا مع طرقات الأمطار، عسعس علينا ليل الخيانة، تجلى النهار بعدل منصف وإن كان على غير إرادة القانون ولكنه كان مستحق، كان واقع يحدث بنسبة واحد بالمائة، مرض نادر يصيب شخص من ملايين الأشخاص، لكل وصف محل و مغز ومعنى ..
كالأمواج إذا ما بدأت هادئة بلا حراك ومن ثم تقذف لنا تسونامي مدمر على حين غفلة، يغرق عقولنا بالحماس والتشويق...
نغرق بعلامات استفهام لا حصر لها، رواية بحر ميمون رواية تقرأها بسيطة سهلة يسيرة الحكي، ولكنها عميقة عمق البحر، أسرت لنا الكاتبة د الزهراء محمد" بسر دفين، عايشناه ولكن حمدا لله أنا ....... [المزيد]