█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ اشتدت رياح الخريف لتعصف بأوراق الشجرالذابلة فتحولها لهشيم تذروه كحبات رمل في مهب الريح، كانت أمي تحدثنا دائما عن كرهها لفصل الخريف؛ فهو يذكرها دائما بالرحيل، فيه رحل أبي عنها، وفيه رحل والداها، ورحلت هي أيضا لتلحق بأحبابها فيه. آه يا أمي! كم اشتقت إليك، فلعل اللقاء اقترب.
تحركت بسرعة؛ فالسيد صفوان سريع الغضب، سيعقد حاجبيه ويصرخ في وجهي مهددًا بطردي لو تكرر تأخيري، لا يهتم بتقدمي في العمر، ولا لخدمتي له ولأسرته طوال سنوات، لكني أتحمله، لقد تعودت على حِدَّة طبعه
شعرت بوخزة في قدمي، توقفت واستندت لأحد الأشجار، نزعت حذائي لأجد حصاة تسللت من ثقب ليس بصغير توسط نعل حذائي، تخلصت منها وارتديت حذائي وهمست:
ـ آه يا صفوان بيك! كم طلبت زيادة راتبي، لكنك ترفض، رحمة الله على والدتك، كم كانت كريمة! أفتقد حنانها ورفقها بي، ولولا وفائي لها ووصيتها لي عند موتها لتركتك منذ زمن . ❝