❞ غزوة الغابة ..
ثم أغار عيينة بن حضنِ الفَزَارِيُّ في بني عبد الله ابن غُطَفَانَ على لِقَاحِ النبي ﷺ التي بالغابة \" وهو موضع قرب المدينة من ناحية الشام فيه أموال لأهل المدينة ) ، فاستاقها ، وقتل راعيها رجل عُسفان ، واحتملوا امرأته ، فجاء الصريح ، ونودي : يا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي ، وكان أول ما نُودِي بها ، ورَكِبَ رسول الله ﷺ مُقنعاً في الحديد ، فكان أول مَنْ قدم إليه المقداد بن عمرو في الدرع والمِغْفَرِ ، فَعَقَدَ له رسول الله ﷺ اللواء في رمحه ، وقال ﷺ ( امض حتى تلحقك الخيولُ ، إِنَّا عَلَى أَثَرِكَ ) ، واستخلف رسول الله ﷺ ابن أم مكتوم ، وأدرك سلمة ابن الأكوع القوم ، وهو على رجليه ، فجعل يرميهم بالنبل ويقول :
خُذهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَع ... واليَوْمُ يَوْمُ الرُّضْع \" يعني يوم هلاك اللئام ) حتى انتهى إلى ذي قَرَدٍ وقد استنقذ منهم جميع اللقاح وثلاثين بُردة ، قال سلمة : فَلَحِقَنَا رَسُولُ الله ﷺ والخيل عشاء ، فقلت : يا رسولَ اللَّهِ ! إن القومَ عطاش ، فلو بعثتني في مئة رجل استنقذتُ ما في أيديهم من السرح ، وأخذتُ بأعناق القوم ، فقال رسول الله ﷺ ( مَلَكت فَاسْجِحْ ، ثم قال ( إِنَّهُم الآنَ لَيُقْرَوْنَ فِي غَطَفَان ) ،وذهب الصريخ بالمدينة إلى بني عمرو بن عوف ، فجاءت الأمداد ولم تزل الخيلُ تأتي ، والرجال على أقدامهم وعلى الإبل ، حتى انْتَهَوْا إلى رسول الله ﷺ بِذِي قَرَدٍ واستنقذوا اللقَاحَ كُلها ، ولفظ مسلم في صحيحه عن سلمة : حتى ما خلق اللهُ مِن شيءٍ مِن لقاح رسول الله ﷺ إلا خلفته وراء ظهري ، واستلبتُ منهم ثلاثين بُردَّة. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ غزوة الغابة .
ثم أغار عيينة بن حضنِ الفَزَارِيُّ في بني عبد الله ابن غُطَفَانَ على لِقَاحِ النبي ﷺ التي بالغابة ˝ وهو موضع قرب المدينة من ناحية الشام فيه أموال لأهل المدينة ) ، فاستاقها ، وقتل راعيها رجل عُسفان ، واحتملوا امرأته ، فجاء الصريح ، ونودي : يا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي ، وكان أول ما نُودِي بها ، ورَكِبَ رسول الله ﷺ مُقنعاً في الحديد ، فكان أول مَنْ قدم إليه المقداد بن عمرو في الدرع والمِغْفَرِ ، فَعَقَدَ له رسول الله ﷺ اللواء في رمحه ، وقال ﷺ ( امض حتى تلحقك الخيولُ ، إِنَّا عَلَى أَثَرِكَ ) ، واستخلف رسول الله ﷺ ابن أم مكتوم ، وأدرك سلمة ابن الأكوع القوم ، وهو على رجليه ، فجعل يرميهم بالنبل ويقول :
خُذهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَع .. واليَوْمُ يَوْمُ الرُّضْع ˝ يعني يوم هلاك اللئام ) حتى انتهى إلى ذي قَرَدٍ وقد استنقذ منهم جميع اللقاح وثلاثين بُردة ، قال سلمة : فَلَحِقَنَا رَسُولُ الله ﷺ والخيل عشاء ، فقلت : يا رسولَ اللَّهِ ! إن القومَ عطاش ، فلو بعثتني في مئة رجل استنقذتُ ما في أيديهم من السرح ، وأخذتُ بأعناق القوم ، فقال رسول الله ﷺ ( مَلَكت فَاسْجِحْ ، ثم قال ( إِنَّهُم الآنَ لَيُقْرَوْنَ فِي غَطَفَان ) ،وذهب الصريخ بالمدينة إلى بني عمرو بن عوف ، فجاءت الأمداد ولم تزل الخيلُ تأتي ، والرجال على أقدامهم وعلى الإبل ، حتى انْتَهَوْا إلى رسول الله ﷺ بِذِي قَرَدٍ واستنقذوا اللقَاحَ كُلها ، ولفظ مسلم في صحيحه عن سلمة : حتى ما خلق اللهُ مِن شيءٍ مِن لقاح رسول الله ﷺ إلا خلفته وراء ظهري ، واستلبتُ منهم ثلاثين بُردَّة. ❝