█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ حجة الشيطان، لأبي الحسن هشام المحجوبي ووديع الراضي. بسم الله الرحمن الرحيم، إن من أبواب شبه الشيطان الخطيرة، والتي يلبس بها على الإنسان الاحتجاج بأفعال المسلمين أو الملتزمين، على التشكيك في الدين أو سنة خير المرسلين. مثلا يقول لك عن طريق الوسوسة انظر ماذا يفعل المسلمون من رذائل وقبائح وظلم وسوء في المعاملات، ويصور لك ظلما وعدوانا أن الاسلام أو السنة النبوية مسؤولان عن ذلك، فهذا التقييم الباطلة قم في السفاهة والخداع والزور. أولا، الاسلام غير مسؤول عن تصرفات المنتسبين إليه، ونجد فيه تبرأ الله ورسوله من كل من خالف تعاليمه. وعلى مدعي هذه الدعوة الباطلة ان يأتينا بتعاليم إسلامية فيها هذه الرذائل وهذه القبائح. ثانيا، المسلمون ومنذ مائة سنة او اكثر، تربوا في دول علمانية او اشتراكية بعثية يسارية، بعيدة عن الاسلام. فالأولى أن تنسب أفعال هؤلاء المخطئين من المسلمين الى التربية العلمانية. وفي الأخير ، ينبغي للإنسان الا يكون ظلوما جهولا، ألعوبة في يد الحاقدين على الاسلام، فإن الله تعالى أكرمه بالعقل والمنطق، فيتعين أن يحلل الأشياء تحليلا موضوعيا مستقيما، وإلا سيكون إِمَّعَةٌ إذا احسن الناس أحسن، وإذا أساؤوا أساء . ❝
❞ إن طبيعة الإسلام أن يكون قائدا لا مقودا، وسيدا لا مسودا، لأنه كلمة الله، وكلمة الله هي العليا، ولهذا فهو يعلو ولا يُعلى. والعلمانية تريد من الإسلام أن يكون تابعا لها، يأتمر بأمرها وينتهي بنهيها، لا أن يأخذ موقعه الطبيعي والمنطقي التاريخي آمرا ناهيا حاكما هاديا. إنها تباركه وترضى عنه إذا بقى محصورا في الموالد والمآتم، في دنيا الدراويش والمجاذيب، في عالم الخرافة والأساطير. أما أن يتحرك ويُحرك ويوجه الشباب ويقود الجماهير ويفجر الطاقات ويضيء العقول ويلهب المشاعر ويصنع الأبطال ويربي الرجال ويضبط مسيرة المجتمع بالحق ويقيم بين الناس الموازين القسط ويوجه التشريع والثقافة والتربية والإعلام ويُعلِّم الناس أن يدعوا إلى الخير ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويقاوموا الفساد والانحراف، فهذا ما لا ترضى عنه العلمانية بحال. تريد العلمانية من الإسلام أن يقنع بركن أو زاوية له في بعض جوانب الحياة، لا يتجاوزها ولا يتعداها، وهذا تفضل منها عليه، لأن الأصل أن تكون الحياة كلها لها بلا مزاحم أو شريك! فعلى الإسلام أن يقنع "بالحديث الديني" في الإذاعة أو التلفاز و"بالصفحة الدينية" في الصحيفة يوم الجمعة و"بحصة التربية الدينية" في برامج التعليم العام و"بقانون الأحوال الشخصية" في قوانين الدولة و"بالمسجد" في مؤسسات المجتمع و"بوزارة الأوقاف" في أجهزة الحكومة . ❝