إن طبيعة الإسلام أن يكون قائدا لا مقودا، وسيدا لا... 💬 أقوال يوسف القرضاوي 📖 كتاب الإسلام والعلمانية وجها لوجه

- 📖 من ❞ كتاب الإسلام والعلمانية وجها لوجه ❝ يوسف القرضاوي 📖

█ إن طبيعة الإسلام أن يكون قائدا لا مقودا وسيدا مسودا لأنه كلمة الله وكلمة هي العليا ولهذا فهو يعلو ولا يُعلى والعلمانية تريد من تابعا لها يأتمر بأمرها وينتهي بنهيها يأخذ موقعه الطبيعي والمنطقي التاريخي آمرا ناهيا حاكما هاديا إنها تباركه وترضى عنه إذا بقى محصورا الموالد والمآتم دنيا الدراويش والمجاذيب عالم الخرافة والأساطير أما يتحرك ويُحرك ويوجه الشباب ويقود الجماهير ويفجر الطاقات ويضيء العقول ويلهب المشاعر ويصنع الأبطال ويربي الرجال ويضبط مسيرة المجتمع بالحق ويقيم بين الناس الموازين القسط التشريع والثقافة والتربية والإعلام ويُعلِّم يدعوا إلى الخير ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويقاوموا الفساد والانحراف فهذا ما ترضى العلمانية بحال يقنع بركن أو زاوية له بعض جوانب الحياة يتجاوزها يتعداها وهذا تفضل منها عليه لأن الأصل تكون كلها بلا مزاحم شريك! فعلى "بالحديث الديني" الإذاعة التلفاز و"بالصفحة الدينية" الصحيفة يوم الجمعة و"بحصة التربية برامج التعليم العام و"بقانون الأحوال الشخصية" قوانين كتاب وجها لوجه مجاناً PDF اونلاين 2024 مقدمة: في صيف سنة 1985م كنت مدينة "بون" ألمانيا الغربية للعلاج ألم أصاب العمود الفقري وكانت تأتيني حين وآخر الصحف العربية ومنها صحيفة الأهرام القاهرية وفي أحد الأيام قرأت فيها مقالا للدكتور فؤاد زكريا يذكر ضرورة الحوار مع الدعاة تحكيم الشريعة الإسلامية نظرا لخطورة الموضوع واتساع القاعدة التي تنادى به وعدم قيام حوار هذا النوع رغم أهميته لحاضر الأمة ومستقبلها وكان أول لفت نظري أنه جعل عنوان الكبير العميق "المسألة الدينية مصر المعاصرة"! والكتاب ـ كما يقولون يقرأ عنوانه ففهمت هذه مكانة الدين نفس الكاتب الذي هو روح وحياة الروح وجوهر الوجود الإنساني كله يعدو تفكير كاتبنا غير مسألة مسائل تشغل فترة الزمن مثل: تداخل خطوط التليفونات انقطاع المياه الأدوار النهار ارتفاع سعر الدولار السوق السوداء ونحو ذلك ثم لاحظت يسميها "الدينية" وليست "الإسلامية" فالكتاب العلمانيون حريصون كل الحرص إبعاد "الإسلام" قاموسهم استطاعوا واستخدام "الدين" وذلك لتثبيت المعنى الدخيل المستورد وهو التفريق الحازم دين وما ليس بدين شئون المختلفة معنى غريب الفكر الإسلامي والحياة ومع غضضت الطرف العنوان وبدأت أقرأ المقال الأول وأنا أقول نفسي: بداية طيبة فما أحوج أبناء وأبناء العروبة يتحاوروا بالفكر بدل يتقاذفوا بالتهم يتقاتلوا بالسلاح ولكن انتهى د مقالاته ومن التعقيب بعد منتقديه حتى شعرت بأن ظني قد خاب جدية دعوة الدكتور للحوار التيار لجملة أسباب: 1 لم يكن يحمل قلما بل سيفا للهجوم واستغل المساحة الكبيرة المعطاة للتشكيك المسلمات الأولية عند طوال أربعة عشر قرنا الزمان اجترأ التشكيك الله! وزعم إلهي ينقلب بشريا صرفا بمجرد تفسيره وتطبيقه ومعنى فائدة مبرر ينزل للناس كتابا يلزمهم بشريعة يبعث بها رسولا 2 يحاول يتنازل شيء أفكاره ليقترب دعاة كان أكبر همه يتنازلوا هم أفكارهم عقيدتهم وشريعتهم ومنطلقاتهم الأساسية ليقتربوا منه وليت شعري كيف يتم الصورة إن القرآن ذكر جدال أهل الكتاب أدبين رئيسيين: الأول: بالتي أحسن فلو هناك أسلوبان أحدهما: حسن والآخر: لوجب نستعمل الثاني: التذكير بنقاط الاتفاق شأنها تجمع تفرق وفي يقول تعالى: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (سورة العنكبوت: 46) هذه طريقة فإنها تهدم تبني وتفرق وتباعد تقرب 1 يلوي أعناق الحقائق ليا ويتعسف التفسير والتعليل ولو كانت أمامه وضوح الشمس ضحى القاهرة وكلامه وعن الصحوة ينطق بذلك بجلاء رد المعلقين قطع أوصال تعليقاتهم وانتقى حلا فأبقاه وحذف شاء وقطع كلمات ناقديه سباقها وسياقها ومنهم علماء ومستشارون وأساتذة جامعات كما تكن منصفة الحكم طرفي فأعطت الحرية ولم تعط لناقديه مثل أعطت حولت ردودهم وانتقاداتهم نفسه ويدع (لا تقربوا الصلاة) الداعية الشيخ محمد الغزالي بعث بمقالتين "الأهرام" حول فلم تنشر أيا منهما تشر إليه وغطت دعته المشاركة ندوة أدارتها داخلها يتكلم نصف ساعة ثم يلخص قاله سطرين ثلاثة! وهذا جعلني أعلق أعلنها أنها أشبه بسباق فيه حصان واحد! وقد تبين لي فيما المقالات جمعها صاحبها وأودعها ضمن خطط ضد ودعاتها فقد صدرت لهم عدة كتب تهاجم وفقهاءها قديما والداعين إليها حديثا فسحت صحف معروفة صدورها ليكتبوا الاتجاه شاءت أهواؤهم فضلا مجلاتهم الخاصة تعبر اتجاههم بصراحة حيث يسمح يعبر العريضة للأمة مجلة تتحدث باسمه وقد أشار المؤامرة المدبرة المسلم اليقظ الأستاذ فهمي هويدي عدد الأردن والخليج ونبه "تنظيمات متطرفة" للعلمانيين ينبغي تدان دينت تنظيمات دينية متطرفة التكفير والهجرة وقال: الفرق الاثنين هو: الأولين "الدينيين" شباب مندفع سلك طريقه سبيل الخطأ وأن الآخرين شيوخ مجربون بعضهم محترفون اتخذوا مواقعهم عمدا ومع سبق الإصرار والترصد قال: وليس الأمر مبالغة فنحن نستطيع نرصد خلال العاملين الأخيرين المثال فريقا هؤلاء فرغ جهده ونذر للنيل وتسفيه التجربة وتحقير التاريخ ورموزه "أهرام 2 9 1986م" ولما دعت اللجنة الثقافية نقابة الأطباء بالقاهرة عقد يتحاور الإسلاميون والعلمانيون دعتني فضيلة أستاذنا لتمثيل الجانب عددا منهم: فرج فودة ود وحيد رأفت واعتذر أكثرهم يحضر منهم إلا الأخير رحبت بهذا وهذه الندوة يلتقي الطرفان لمناقشة قضية أخطر قضايا الساعة اليوم المحدد للندوة شهدت قاعة "دار الحكمة" جمهورا قل يتوافر لمحاضرة ضاقت الدار حولها وجلس الأرض وصعدوا السطوح ووقفوا الشارع وانصرف الكثيرون يجدوا شبرا كانت باستفتاء شعبي "الإسلام والعلمانية" أيهما يختاره الشعب وقال حديثه: يوحي مواجهة يعني المعركة محسومة لصالح اعتراف صريح بأنه المفاضلة وغيره فإن الكفة الراجحة دائما كفة تكلم شيخنا تكلم تكلمت طلب يعقب كلامي فأعطيت الفرصة كاملة فتكلم وأطال الوحيد مرتين برغم أكثر القاعة كانوا متضجرين كلامه وكان المفترض أرد تعقيبه يتعلق بكلامي ولكن الوقت طال فتركنا للجمهور حكم فعلا بما يرض وجماعته الغيور عادل حسين رئيس تحرير جريدة صحح ذكره وألقى الضوء النقاط المهمة وتكلمت إحدى الحاضرات مؤيدات كلاما كثير التجني والإسفاف والخروج أدب وثار عليها الجمهور المشرفين الندوة: عصام العريان معه غاية الحزم والحكمة وحسن التنظيم فاستطاعوا يلزموا باحترام النظام الختام عقب بكلمة معبرة جامعة المستشار الجليل طارق البشري وعقبها انصرف الحضور بسلام تاريخية مشهودة تحدثت عنها جميع الصحف: القومية والحزبية والإسلامية اليومية والأسبوعية والشهرية وجهة نظره ولخصها البعض تلخيصا حسنا وتعمد بعضها يشوهها تشويها "الأهالي" و"الوفد" مما اضطر "الشعب" ترد عليهما واضعة للأمور نصابها أعجب تعقيب صدر أطرافها "المصور" خلا العلمية والإنصاف اتهم شهد وجلهم كلهم الجامعي المستنير وفيهم الصفوة المثقفين واتهمني بأننا كنا نخاطب العواطف كلام باطل مخالف لواقع تماما يشهد حضرها رجال العلم الجامعات والقانون والقضاء لاحظ ممن قرأ صب جام سخطه وغيظه علي أنا خاصة ذنب لدى أني بعده فأتيت شبهاته القواعد قابلت بالامتعاض والاستهجان وقابلت بالتجاوب والاستحسان والحق لضعفه لقوتي لضعف الباطل نصب للمحاماة ولقوة الحق كرمني بالدفاع سوء حظه يدافع خاسرة "العلمانية" مجتمع يؤمن بالإسلام الإسلاميين بأنهم بكروا وملئوا مقاعد دار الحكمة يتوهم يوهم بتخطيط وترتيب واتفاق! ويعلم شيئا يحدث دعوا تشغلهم فأجابوا وهب المحاضرات الكبرى بجامعة هبها "استاد" الدولي وفتح الباب مصراعيه للحضور فأي الفريقين سيكون وأعز نفرا؟! أنصار ريب سيكونون الأكثرية العظمى وستكون قلوب الحاضرة وعقولها وآذانها ودعاته يجهله اعترف بصريح العبارة وتمحل يجد تبريرا يوفق عني: استطعت أستحوذ بالتأثير العاطفي الذين شهدوا يعلمون علم اليقين المقام عقلانيا وموضوعيا ومنطقيا أبعد حد فليحتكم شريط المسجل بالصوت والصورة زعم أرفع صوتي وأخفضه للتأثير عواطف بحمد أخفضه وأسأله تعالى يجعل عاليا علوه وللحق الفيلسوف مغيظ محنق لعدم تجاوب يؤذن "مالطة" وأؤكد سيظل مالطة جاز لنا نعبر عما يقوله بالأذان الأذان خط مستقيم ولكنهم يقولون: "الأمثال تغير" أجل بعيدا عقول وقلوبهم معا يحدثهم بمفاهيم مستجلبة ديار أخرى قوم آخرين فهم رافضون وعنها معرضون لأنها مناقضة لدينهم وقيمهم وتاريخهم وواقعهم ومن هنا اتجه تفكيري دعاوى وعلى العلمانيين عامة محاضرة تسمع تأثير قوة الصوت وتشجيع وسيعلم أننا أصحاب الحجة الأقوى والمنطق الأسد سواء حاضرنا أم كتبنا لأننا قامت السموات والأرض والحق أحق يتبع وأولى يستمع والباطل مهما انتفش واستطال لابد زائل {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} وإنما اخترت للرد نشر أوسع انتشارا ولأنه اشترك ممثلا للجانب العلماني التاريخية إبانة فكرته وأقدرهم إيراد الشبهات وسوقها صورة البراهين وأجرؤهم مناقشة القضايا جذورها وإن مجافية لأوضح فإذا هدمنا استند نمقه وزوقه مقولات سقط وسقطت مقولاتهم وذهب زبدهم جفاء وبقي ينفع أدرت جملة أمور أساسية: 1 تحديد المواقع الهويات لكل الطرفين المتحاورين وأين يقف منهما؟ 2 المفاهيم الرئيسة وخصوصا المفهومين الكبيرين: 3 المعايير يجب يرجع الخلاف ويرتضيها حكما بينهما 4 موضع النزاع بحيث يعرف المتفق والمختلف 5 تتبع أثارها لتفنيدها والرد بمعركة التحرر الحقيقي للعالم ألوان الاستعمار مقدمته الثقافي والتشريعي لهذا خصصنا معركة تطبيق بمزيد الحديث كذلك أفردنا حديثنا "الصحوة الإسلامية" وموقف والصهيونية ورد مزاعم وتركت أشياء مهمة الرد سيتضمنها الجزء الثالث سلسلة "حتمية الحل الإسلامي" قريب الصدور بتوفيق أسأل مؤلفه وقارئه وناشره وموزعه وطابعه وكل أسهم شعاعا الطريق يهدي والله السبيل يوسف القرضاوي

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ إن طبيعة الإسلام أن يكون قائدا لا مقودا , وسيدا لا مسودا , لأنه كلمة الله , وكلمة الله هي العليا , ولهذا فهو يعلو ولا يُعلى. والعلمانية تريد من الإسلام أن يكون تابعا لها , يأتمر بأمرها وينتهي بنهيها , لا أن يأخذ موقعه الطبيعي والمنطقي التاريخي آمرا ناهيا حاكما هاديا. إنها تباركه وترضى عنه إذا بقى محصورا في الموالد والمآتم , في دنيا الدراويش والمجاذيب , في عالم الخرافة والأساطير. أما أن يتحرك ويُحرك ويوجه الشباب ويقود الجماهير ويفجر الطاقات ويضيء العقول ويلهب المشاعر ويصنع الأبطال ويربي الرجال ويضبط مسيرة المجتمع بالحق ويقيم بين الناس الموازين القسط ويوجه التشريع والثقافة والتربية والإعلام ويُعلِّم الناس أن يدعوا إلى الخير ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويقاوموا الفساد والانحراف , فهذا ما لا ترضى عنه العلمانية بحال. تريد العلمانية من الإسلام أن يقنع بركن أو زاوية له في بعض جوانب الحياة , لا يتجاوزها ولا يتعداها , وهذا تفضل منها عليه , لأن الأصل أن تكون الحياة كلها لها بلا مزاحم أو شريك! فعلى الإسلام أن يقنع "بالحديث الديني" في الإذاعة أو التلفاز و"بالصفحة الدينية" في الصحيفة يوم الجمعة و"بحصة التربية الدينية" في برامج التعليم العام و"بقانون الأحوال الشخصية" في قوانين الدولة و"بالمسجد" في مؤسسات المجتمع و"بوزارة الأوقاف" في أجهزة الحكومة. ❝