❞ وبث رسول الله ﷺ سراياه إلى الأوثان التي كانت حول الكعبة ، فكُسِّرَتْ كُلُّهَا ، مِنها اللات والعُزَّى ، ومناة الثالثة الأخرى ، ونادى منادِيهِ بمكة : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ ، فَلا يَدَعْ فِي بَيْتِهِ صَنماً إِلَّا كسره ، فبعث خالد بن الوليد إلى العُزَّى لخمس ليال بقينَ من شهر رمضان ليهدمها ، فخرج إليها في ثلاثين فارساً من أصحابه حتى انتهوا إليها ، فهدمها ثم رجع إلى رسول الله ﷺ فأخبره ، فقال ﷺ ( هَلْ رَأَيْتَ شَيْئاً؟ ) قال : لا ، قال ( فإِنَّكَ لم تَهْدِمْهَا فَارْجِعْ إليها فاهدِمُهَا ) ، فرجع خالد وهو متغيظ فجرَّد سيفه ، فخرجت إليه امرأة عجوز عريانة سوداء ناشرة الرأس ، فجعل السَّادِنُ يصبح بها ، فضربها خالد فجزلها باثنتين ، ورجع إلى رسول الله ﷺ فأخبره ، فقال ﷺ ( نَعَمْ تِلْكَ العُزَّى ، وَقَدْ أَيسَتْ أَنْ تُعْبَدَ في بِلَادِكُمْ أَبَداً ) ، وكانت بنخلة ، وكانت لقريش وجميع بني كنانة ، وكانت أعظم أصنامهم ، وكان سدنتها بني شيبان ، ثم بعث ﷺ عمرو بن العاص إلى سُواع ، وهو صنم لهُذَيْل ليهدمه ، ثم بعث ﷺ سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة ، وكانت بالمُشَلِّل عند قديد للأوس والخزرج وغسان وغيرهم ، فخرج في عشرين فارساً حتى انتهى إليها وعندها سادِن ، فقال السادِنُ : ما تُريدُ ؟ قلتُ : هَدْمَ مَنَاة ، قال : أنتَ وذاك ، فأقبل سعد يمشي إليها ، وتخرج إليه امرأة عريانة سوداء ، ثائرة الرأس ، تدعو بالويل ، وتَضْرِبُ صدرها ، فقال لها السَّادِنُ : مناة دونك بعض عُصاتك ، فضربها سعد فقتلها ، وأقبل إلى الصنم ومعه أصحابه فهدموه وكسروه ، ولم يجدوا في خزانته شيئاً. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وبث رسول الله ﷺ سراياه إلى الأوثان التي كانت حول الكعبة ، فكُسِّرَتْ كُلُّهَا ، مِنها اللات والعُزَّى ، ومناة الثالثة الأخرى ، ونادى منادِيهِ بمكة : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ ، فَلا يَدَعْ فِي بَيْتِهِ صَنماً إِلَّا كسره ، فبعث خالد بن الوليد إلى العُزَّى لخمس ليال بقينَ من شهر رمضان ليهدمها ، فخرج إليها في ثلاثين فارساً من أصحابه حتى انتهوا إليها ، فهدمها ثم رجع إلى رسول الله ﷺ فأخبره ، فقال ﷺ ( هَلْ رَأَيْتَ شَيْئاً؟ ) قال : لا ، قال ( فإِنَّكَ لم تَهْدِمْهَا فَارْجِعْ إليها فاهدِمُهَا ) ، فرجع خالد وهو متغيظ فجرَّد سيفه ، فخرجت إليه امرأة عجوز عريانة سوداء ناشرة الرأس ، فجعل السَّادِنُ يصبح بها ، فضربها خالد فجزلها باثنتين ، ورجع إلى رسول الله ﷺ فأخبره ، فقال ﷺ ( نَعَمْ تِلْكَ العُزَّى ، وَقَدْ أَيسَتْ أَنْ تُعْبَدَ في بِلَادِكُمْ أَبَداً ) ، وكانت بنخلة ، وكانت لقريش وجميع بني كنانة ، وكانت أعظم أصنامهم ، وكان سدنتها بني شيبان ، ثم بعث ﷺ عمرو بن العاص إلى سُواع ، وهو صنم لهُذَيْل ليهدمه ، ثم بعث ﷺ سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة ، وكانت بالمُشَلِّل عند قديد للأوس والخزرج وغسان وغيرهم ، فخرج في عشرين فارساً حتى انتهى إليها وعندها سادِن ، فقال السادِنُ : ما تُريدُ ؟ قلتُ : هَدْمَ مَنَاة ، قال : أنتَ وذاك ، فأقبل سعد يمشي إليها ، وتخرج إليه امرأة عريانة سوداء ، ثائرة الرأس ، تدعو بالويل ، وتَضْرِبُ صدرها ، فقال لها السَّادِنُ : مناة دونك بعض عُصاتك ، فضربها سعد فقتلها ، وأقبل إلى الصنم ومعه أصحابه فهدموه وكسروه ، ولم يجدوا في خزانته شيئاً. ❝
❞ التفت يراقب ركاب القطار، ذاك رجل في العقد الرابع من عمره سريعا ما أغمض عينيه ليسحب حبل النوم الذي قطعه منذ ساعة ويتعلق به مرة أخرى لعله ينعم ببقية حلم. وتلك فتاة صغيرة تراقب مرور الأشجار أمام عينيها بسرعة خاطفة وكأنها هي التي تركض وليس القطار، كانت تضحك ببراءة وتحرك وجهها يمينًا ويسارا تزامنًا مع حركة الصور الخاطفة، أما أُمها فكانت تطالع حقيبة يد فاخرة لامرأة أخرى تجلس قبالتها بإعجاب، والتي كانت تلقي على كتفيها معطفًا أنيقا من القطيفة السوداء. من بعيد تناهى لسمعه حوار بين رجلين يبدو أن كلاهما يعمل في هيئة ما تختص بصناعة الأسمدة الزراعية، تحدثا كثيرًا عن الفوسفات. أما ذاك الشاب الأنيق الذي كان يرتدي سترة جلدية سوداء فكان يصيح في هاتفه معاتبا صديقه على إلغاء الموعد الذي كان بينهما ليلة أمس في مقعد آخر كانت هناك فتاة ساكنة كالصنم، تطالع كتابًا وتقرأ سطوره بهدوء شديد وكأنها حجر أصم، مر الوقت سريعا وما زال \"أنس\" يحتفظ بهدوئه وحضوره اللطيف.. ❝ ⏤حنان لاشين
❞ التفت يراقب ركاب القطار، ذاك رجل في العقد الرابع من عمره سريعا ما أغمض عينيه ليسحب حبل النوم الذي قطعه منذ ساعة ويتعلق به مرة أخرى لعله ينعم ببقية حلم. وتلك فتاة صغيرة تراقب مرور الأشجار أمام عينيها بسرعة خاطفة وكأنها هي التي تركض وليس القطار، كانت تضحك ببراءة وتحرك وجهها يمينًا ويسارا تزامنًا مع حركة الصور الخاطفة، أما أُمها فكانت تطالع حقيبة يد فاخرة لامرأة أخرى تجلس قبالتها بإعجاب، والتي كانت تلقي على كتفيها معطفًا أنيقا من القطيفة السوداء. من بعيد تناهى لسمعه حوار بين رجلين يبدو أن كلاهما يعمل في هيئة ما تختص بصناعة الأسمدة الزراعية، تحدثا كثيرًا عن الفوسفات. أما ذاك الشاب الأنيق الذي كان يرتدي سترة جلدية سوداء فكان يصيح في هاتفه معاتبا صديقه على إلغاء الموعد الذي كان بينهما ليلة أمس في مقعد آخر كانت هناك فتاة ساكنة كالصنم، تطالع كتابًا وتقرأ سطوره بهدوء شديد وكأنها حجر أصم، مر الوقت سريعا وما زال ˝أنس˝ يحتفظ بهدوئه وحضوره اللطيف. ❝
❞ وحين تلك اللحظة التي كنت اختبئ منه تحت الفراش، وجدت هاتفي يصدر أصوات الرنين، نظرت بهلع نحوه فحتمًا قد ميز مكان الصوت، الذي يصدر كالأجراس في سكون الليل التام، يقترب خطوة تلو الأخرى، ومع كل خطوة تتزايد ضربات قلبي؛ حتى كادت أن تجعله ينفجر من شدتها، انتظر امساكه بي في أي لحظةٍ، دقائق عديدة ولم أجد أي شيء يحدث، نظرت إلى كل مكانٍ في الغرفة، تجول عينايَ لأجده، اتصبب عرقًا من كثرة الخوف، الهلع يعتري كل ذرة بي، دقائق ولمحت طيفه يقترب مني مرة أخرى، ونظرهُ مُسلط على شيء، شعرت وكأنه ينظر إليّ، كاد قلبي يتوقف في تلك اللحظة، وجدته ينحني إلى جانبي، وقبل إصدار أي ردة فعل يدل على معافرتي له، وجدته يأخذ هاتفي الذي القيته بعيدًا عني عندما سمعت إصدار صوتهِ، أقسم أنه إذا نظر بجانبه لرأني، ولكنني لأول مرة لم أخرج شهقاتي المتحشرجة بداخلي، دموعي تذرف بغزارة دون توقف، ولكن في صمتٍ تام، وحين خروجه من الغرفة، التقطت أنفاسي، وخرجت من تحت ذلك الفراش، وفور خروجي وجدته يدلف إلى الغرفة مرة أخرى، يقترب عليٰ وكأنه وجد فريسته، وقفت كالصنم من كثرة الهلع، ولكن سرعان ما وجدته محتضنني، وقال لي: لماذا تفلين مني؟
تعتقدين إنني لم أجدك؛ حتى ولو مرت العصور ستبقين في جحيمي إلى الأبد، ولم تخرجي من هذا البيت مرةً أخرى، تركت العنان لشهقاتي؛ لتخرج ويزداد معها هلعي، الخوف يعتريني، ولكنني عند مكامحته لي نسيت كل شيء؛ فالأمان الذي أشعر به عند مكامحته، كفيل في نسياني لتلك الأحداث المرهقة، أتمنى لو كان كل هذا مجرد كابوس، أو مقلب يفعله بي؛ ليعرف مدىٰ حبي له، دقائق ووجدت الدجن يتسلل إلى عيناي؛ لتغلق وأذهب إلى مكان أخر، هذا المكان ليس سوى هروبي من الواقع، وبعد مرور بضع دقائق تسلل الضوء إليٰ، أفتح عيناي ببطء، وجدته جالس بجواري، والخوف يتطاير من عيونهِ، نظرت إليه بنظرة أملٍ، وقلت له: ما السبب الذي جعلك تتزوج بي؟
أهذا هو عقابك لي دون أن أخطئ معك؟
وجدت الدموع تذرف من عينهِ، وكأنه يتذكر أحداث صعبة، وقال لي: الخطأ الوحيد إنك ابنت عدوي الذي تحالفت على الأنتقام منه، وقفت وأنا مسلطة نظري عليه غير مصدقة حديثه؛ فكيف لأبي أن يفعل ذلك معه؟
ومن أين يعرفه؟
سمحت له أن يكمل حديثه، دقائق وأتاني رده، قال لي: والدك السبب في قضاء حياتي في ملجأٍ خاص بالأيتام، والدك من أخذ كل شيء من أبي في صفقةٍ عمل، وجعله يفلس؛ حتى توفي وتركني أُعاني بطش هذه الحياة وحيدًا، وعندما أصبحت شابًا لمعت فكرة الأنتقام في عقلي؛ حتى علمت بوجود ابنته، وما هي إلا أنتِ، ولكن حين رأيتك لنظرة الأولى نبض قلبي لكِ، عنفت قلبي لذلك الأمر، ولكنني حين تزوجتك، نسيت فكرة الأنتقام، ولكن كنت أشعر والدك بالخوف فقط، ومن سوء حظي، إنكِ سمعتي كل شيء، وفي تلك اللحظة الحقت بكِ حتى لا تجعلنني يتيمًا مرة أخرى؛ فقد أحببتك ولا أستطيع البعد عنكِ؛ حتى لو بيني وبين والدك عداوة، كنت أبث في قلبك الخوف؛ لتصدري صوتًا من هلعك وأشرح لكِ كل شيء؛ فأنتِ من جعلتِني أدرك معني الحب والعيش في سلام، سحقًا لذلك الماضي الذي سيكون سببٌ لفقدك.
گ/إنجي محمد\"بنت الأزهر\". ❝ ⏤گ/انجى محمد \"أنجين\"
❞ وحين تلك اللحظة التي كنت اختبئ منه تحت الفراش، وجدت هاتفي يصدر أصوات الرنين، نظرت بهلع نحوه فحتمًا قد ميز مكان الصوت، الذي يصدر كالأجراس في سكون الليل التام، يقترب خطوة تلو الأخرى، ومع كل خطوة تتزايد ضربات قلبي؛ حتى كادت أن تجعله ينفجر من شدتها، انتظر امساكه بي في أي لحظةٍ، دقائق عديدة ولم أجد أي شيء يحدث، نظرت إلى كل مكانٍ في الغرفة، تجول عينايَ لأجده، اتصبب عرقًا من كثرة الخوف، الهلع يعتري كل ذرة بي، دقائق ولمحت طيفه يقترب مني مرة أخرى، ونظرهُ مُسلط على شيء، شعرت وكأنه ينظر إليّ، كاد قلبي يتوقف في تلك اللحظة، وجدته ينحني إلى جانبي، وقبل إصدار أي ردة فعل يدل على معافرتي له، وجدته يأخذ هاتفي الذي القيته بعيدًا عني عندما سمعت إصدار صوتهِ، أقسم أنه إذا نظر بجانبه لرأني، ولكنني لأول مرة لم أخرج شهقاتي المتحشرجة بداخلي، دموعي تذرف بغزارة دون توقف، ولكن في صمتٍ تام، وحين خروجه من الغرفة، التقطت أنفاسي، وخرجت من تحت ذلك الفراش، وفور خروجي وجدته يدلف إلى الغرفة مرة أخرى، يقترب عليٰ وكأنه وجد فريسته، وقفت كالصنم من كثرة الهلع، ولكن سرعان ما وجدته محتضنني، وقال لي: لماذا تفلين مني؟
تعتقدين إنني لم أجدك؛ حتى ولو مرت العصور ستبقين في جحيمي إلى الأبد، ولم تخرجي من هذا البيت مرةً أخرى، تركت العنان لشهقاتي؛ لتخرج ويزداد معها هلعي، الخوف يعتريني، ولكنني عند مكامحته لي نسيت كل شيء؛ فالأمان الذي أشعر به عند مكامحته، كفيل في نسياني لتلك الأحداث المرهقة، أتمنى لو كان كل هذا مجرد كابوس، أو مقلب يفعله بي؛ ليعرف مدىٰ حبي له، دقائق ووجدت الدجن يتسلل إلى عيناي؛ لتغلق وأذهب إلى مكان أخر، هذا المكان ليس سوى هروبي من الواقع، وبعد مرور بضع دقائق تسلل الضوء إليٰ، أفتح عيناي ببطء، وجدته جالس بجواري، والخوف يتطاير من عيونهِ، نظرت إليه بنظرة أملٍ، وقلت له: ما السبب الذي جعلك تتزوج بي؟
أهذا هو عقابك لي دون أن أخطئ معك؟
وجدت الدموع تذرف من عينهِ، وكأنه يتذكر أحداث صعبة، وقال لي: الخطأ الوحيد إنك ابنت عدوي الذي تحالفت على الأنتقام منه، وقفت وأنا مسلطة نظري عليه غير مصدقة حديثه؛ فكيف لأبي أن يفعل ذلك معه؟
ومن أين يعرفه؟
سمحت له أن يكمل حديثه، دقائق وأتاني رده، قال لي: والدك السبب في قضاء حياتي في ملجأٍ خاص بالأيتام، والدك من أخذ كل شيء من أبي في صفقةٍ عمل، وجعله يفلس؛ حتى توفي وتركني أُعاني بطش هذه الحياة وحيدًا، وعندما أصبحت شابًا لمعت فكرة الأنتقام في عقلي؛ حتى علمت بوجود ابنته، وما هي إلا أنتِ، ولكن حين رأيتك لنظرة الأولى نبض قلبي لكِ، عنفت قلبي لذلك الأمر، ولكنني حين تزوجتك، نسيت فكرة الأنتقام، ولكن كنت أشعر والدك بالخوف فقط، ومن سوء حظي، إنكِ سمعتي كل شيء، وفي تلك اللحظة الحقت بكِ حتى لا تجعلنني يتيمًا مرة أخرى؛ فقد أحببتك ولا أستطيع البعد عنكِ؛ حتى لو بيني وبين والدك عداوة، كنت أبث في قلبك الخوف؛ لتصدري صوتًا من هلعك وأشرح لكِ كل شيء؛ فأنتِ من جعلتِني أدرك معني الحب والعيش في سلام، سحقًا لذلك الماضي الذي سيكون سببٌ لفقدك.