█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ الحريات المقررة هى الجو الوحيد لميلاد الدين ونمائه وازدهاره !
وإن أنبياء الله لم يضاروا بها أو يهانوا إلا فى غيبة هذه الحريات، وإذا كان الكفر قديماً لم ينشأ ويستقر إلا فى مهاد الذل والاستبداد فهو إلى يوم الناس هذا لا يبقى إلا حيث تموت الكلمة الحرة وتلطم الوجوه الشريفة وتتحكم عصابات من الأغبياء أو من أصحاب المآرب والأهواء ..
.. نعم ما يستقر الإلحاد إلا حيث تتحول البلاد إلى سجون كبيرة، والحكام إلى سجانين دهاة .
من أجل ذلك ما هادنا ـ ولن نهادن إلى آخر الدهر ـ أوضاعاً تصطبغ بهذا العوج ويستشرى فيها ذلك الفساد . ❝
❞ إن الآباء يرون أن كل شيء يدل على الحياة حرام . . فالبنت التى تقرأ وتكتب وتذهب إلى السينما وتغني وترقص ، هذه البنت ومجرمة کدهوه ؟ ! وأن البنت المثالية الكاملة هي التي تجلس في البيت ، ورأسها في الأرض ، وتخاف من التليفون ، ولا ترى من خلق الله إلا الغسالة وبائع اللبن ، وأحياناً وحتى لو نظر لها بائع الصحف نظرة كده ولا كده ، فإنها تبادر وتفتح له العين الحمراء .. هذه هي البنت * الحشمة * البنت الشريفة الفاضلة التي احتقرت مطالب حياتها وشبابها .. التي جعلت من جسدها حذاء تلبسه وتقلعه ، وتنفضه ، فإذا نامت ، ألقت به تحت السرير .. أما الذي فوق السرير ويتقلب يميناً وشمالا ويحلم وتسيل دموعه على خده ساخنة غزيرة .. فليس إلا روحاً ، إلا ملاكاً طاهراً .. ! هذا هو كلام آبائنا وأمهاتنا . ❝
❞ قَد أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَد خَابَ مَن دَسَّاهَا》
❞ أي أفلح من كبرها وكثرها ونماها بطاعة الله ، وخاب من صغرها وحقرها بمعاصي الله ، فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلآ بأعلاها وأحمدها عاقبة ، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما
يقع الذباب على الأقذار . ❝
❞ ومن الناس من يقول: الروح عبارة عن أجسام نورانية سماوية لطيفة، والجوهر على طبيعة ضوء الشمس، وهي لا تقبل التحلل والتبدل ولا التفرق ولا التمزق فإذا تكون البدن وتم استعداده وهو المراد بقوله: ﴿فإذا سويته﴾ [الحجر: ٢٩] نفذت تلك الأجسام الشريفة السماوية الإلهية في داخل أعضاء البدن نفاذ النار في الفحم ونفاذ دهن السمسم في السمسم، ونفاذ ماء الورد في جسم الورد، ونفاذ تلك الأجسام السماوية في جوهر البدن هو المراد بقوله: ﴿ونفخت فيه من روحي﴾ (الحجر: ٢٩) ثم إن البدن ما دام يبقى سليما قابلا لنفاذ تلك الأجسام الشريفة بقي حيا، فإذا تولدت في البدن أخلاط غليظة منعت تلك الأخلاط الغليظة من سريان تلك الأجسام الشريفة فيها فانفصلت عن هذا البدن فحينئذ يعرض الموت، فهذا مذهب قوي شريف يجب التأمل فيه فإنه شديد المطابقة لما ورد في الكتب الإلهية من أحوال الحياة والموت، فهذا تفصيل مذاهب القائلين بأن الإنسان جسم موجود في داخل البدن، وأما أن الإنسان جسم موجود خارج البدن فلا أعرف أحدا ذهب إلى هذا القول . ❝