█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ غزوة الخندق ...
وانطلق حُيَّي بن أخطب إلى بني قريظة ، فدنا من حصنهم ، فأبى كعب بن أسد أن يفتح له ، فلم يَزَلْ يُكَلِّمُهُ حتى فتح له ، فلما دخل عليه ، قال : لقد جئتك بعز الدهر ، جئتُكَ بقريش وغَطَفَان وأسَدٍ على قادتها لحرب محمد ، قال كعب : جئتني والله بذل الدهرِ ، و بِجَهَام قد هراقَ مَاؤُه ، فهو يَرْعُد ويبرق ليس فيه شيء ، فلم يزل به حتّى نقض العهد الذي بينه وبين رسول الله ﷺ ، ودخل مع المشركين في محاربته ، فَسُرَّ بذلك المشركون ، وشرط كعب على حُيي أنه إن لم يظفروا بمحمد أن يجيء حتى يدخُل معه في حصنه ، فيصيبه ما أصابه ، فأجابه إلى ذلك ، ووفی له به ، وبلغ رسول الله ﷺ خبر بني قريظة ونقضهم للعهد فبعث إليهم السَّعدين ، وخوَّاتَ بن جبير ، وعبد الله بن رواحة لِيَعْرِفُوا هل هم على عهدهم ، أو قد نقضُوه ؟ فلما دَنوا منهم ، فوجدوهم على أخبث ما يكون ، وجاهروهم بالسب والعداوة ، ونالوا من رسول الله ﷺ ، فانصرفوا عنهم ، ولحنوا إلى رسول الله ﷺ لحناً يُخبرونه أنهم قد نقضوا العهد ، وغدَرُوا ، فعَظُم ذلك على المسلمين ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ عند ذلك ( اللَّهُ أَكْبَرُ ، أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ المُسْلِمين ) ، واشتدَّ البلاء ، ونَجَمَ النَّفَاقُ ، واستأذن بعض بني حارثة رسول الله ﷺ في الذهاب إلى المدينة وقَالُوا { إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعورَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فرارا } وهَمَّ بنو سلمةَ بالفَشَلِ ، ثم ثبت الله الطائفتين ، وأقام المشركون محاصِرِينَ رسول الله ﷺ شهراً ، ولم يكن بينهم قتال لأجل ما حال الله بينهم وبين المسلمين ، إلَّا أَن فَوارِسَ مِن قُريش ، منهم عمرو بن عبد ود وجماعة معه أقبلُوا نحو الخندق ، فلما وقفُوا عليه ، قالوا : إن هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفُها ، ثم تيمموا مكاناً ضيقاً من الخندق ، فاقتحموه ، وجالت بهم خيلهم في السبخة بين الخندق وسَلْعِ ، وَدَعوا إلى البراز ، فانتدب لعمرو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فبارزه ، فقتله الله على يديه ، وكان من شجعان المشركين وأبطالهم ، وانهزم الباقون إلى أصحابهم ، وكان شعار المسلمين يومئذ ˝ حم لا يُنْصَرُونَ ˝ . ❝