█ غزوة الخندق وانطلق حُيَّي بن أخطب إلى بني قريظة فدنا من حصنهم فأبى كعب أسد أن يفتح له فلم يَزَلْ يُكَلِّمُهُ حتى فتح فلما دخل عليه قال : لقد جئتك بعز الدهر جئتُكَ بقريش وغَطَفَان وأسَدٍ قادتها لحرب محمد جئتني والله بذل الدهرِ بِجَهَام قد هراقَ مَاؤُه فهو يَرْعُد ويبرق ليس فيه شيء يزل به حتّى نقض العهد الذي بينه وبين رسول الله ﷺ ودخل مع المشركين محاربته فَسُرَّ بذلك المشركون وشرط حُيي أنه إن لم يظفروا بمحمد يجيء يدخُل معه حصنه فيصيبه ما أصابه فأجابه ذلك ووفی وبلغ خبر ونقضهم للعهد فبعث إليهم السَّعدين وخوَّاتَ جبير وعبد رواحة لِيَعْرِفُوا هم عهدهم أو نقضُوه ؟ دَنوا منهم فوجدوهم أخبث يكون وجاهروهم بالسب والعداوة ونالوا فانصرفوا عنهم ولحنوا لحناً يُخبرونه أنهم نقضوا وغدَرُوا فعَظُم المسلمين فقال رسولُ اللهِ عند ( اللَّهُ أَكْبَرُ أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ المُسْلِمين ) واشتدَّ البلاء ونَجَمَ النَّفَاقُ واستأذن بعض حارثة الذهاب المدينة وقَالُوا { إِنَّ كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه العلم القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ قدوم وفد الأشعريين وأهل اليمن على رسول الله ﷺ ..
روی يزيد بن هارون عن حميد ، عن أنس ، أن النبي ﷺ قال ( يَقْدَمُ قَوْمٌ هم أَرَقُ منكم قُلُوباً ) ، فقدم الأشعريون ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ، قال : سمعتُ رسول الله ﷺ يقول ( جاءَ أَهْلُ اليَمَنِ ، هُمْ أَرَقُ أَفْئِدَةً وأَضْعَفُ قلوباً ، والإيمَانُ يَمَانِ ، وَالحِكْمَة يَمَانِيَةٌ والسَّكينة في أَهْل الغَنَم ، والفَخْرُ والخُيَلاءُ فِي الفَدَّادِين مِنْ أَهْلِ الوَبَر قِبَلَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ ) ، وفي صحيح البخاري : أن نفراً من بني تميم ، جاؤوا إلى رسول الله ﷺ فقال ( أَبْشِرُوا يا بني تميم ، فقالوا : بَشَّرْتَنَا فأعطنا ، فتغير وجه رسول الله ﷺ ، وجاء نفرّ من أهل اليمن ، فقال ﷺ ( اقْبَلُوا البُشْرى إذْ لَمْ يَقْبَلَهَا بَنُو تَمِيم ) ، قالوا : قد قَبِلْنَا ، ثم قالُوا : يا رسول الله ، جئنا لنتفقه في الدين ، ونسألك عن أول هذا الأمر ، فقال ﷺ ( كَانَ اللهُ ، ولَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْره ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيء) . ❝
❞ وكان رسول الله ﷺ إذا صلى إلى الجدار ، جعل بينه وبينه قدر ممر الشاة ، ولم يكن يتباعد منه ، بل أمر بالقرب من السترة ، وكان إذا صلى إلى عود أو عمود أو شجرة ، جعله على حاجبه الأيمن أو الأيسر ، ولم يَصمُد له صمدا ، وكان يَركز الحربة في السفر والبريَّة ، فيصلي إليها ، فتكون سترته ، وكان يُعرض راحلته ، فيصلي إليها ، وكان يأخذُ الرحل فيَعدِلُه فيصلي إلى آخرته ، وأمر المصلي أن يستتر ولو بسهم أو عصا ، فإن لم يجد فليخُط خطا على الأرض . ❝
❞ قدوم وفد عُذرَة على رسول الله ﷺ ..
قَدِمَ على رسول الله ﷺ وفد عُذرة في صفر سنة تِسع، اثنا عشر رجلاً ، فيهم جمرة بن النعمان ، فقال رسول الله ﷺ ( مَن القَوْم ؟ ) ، فقال متكلمهم : من لا تُنكِرُه ، نحن بنو عُذرة إخوة قُصَي لأُمهِ ، نحن الذين عضدوا قصياً ، وأزاحوا من بطن مكةَ خُزاعة وبني بكر ، ولنا قراباتٌ وأرحام ، قال رسول الله ﷺ ( مرحباً بكم وأهلاً ، ما أعرفني بكم ) ، فأسلموا وبشرهم رسول الله ﷺ بفتح الشام ، وهرب هرقل إلى ممتنع من بلاده ، ونهاهم رسول الله ﷺ عن سؤال الكاهنة ، وعن الذبائح التي كانوا يذبحونها ، وأخبرهم أن ليس عليهم إلَّا الأضحية ، فأقاموا أياماً بدار رملة ، ثم انصرفوا وقد أُجيزوا . ❝