📘 ❞ إخراج الأمة المسلمة وعوامل صحتها ومرضها ❝ كتاب ــ ماجد عرسان الكيلاني اصدار 1992

إسلامية متنوعة - 📖 ❞ كتاب إخراج الأمة المسلمة وعوامل صحتها ومرضها ❝ ــ ماجد عرسان الكيلاني 📖

█ _ ماجد عرسان الكيلاني 1992 حصريا كتاب إخراج الأمة المسلمة وعوامل صحتها ومرضها 2024 ومرضها: فهذا الثلاثون " للدكتور سلسلة التي يصدرها مركز البحوث والمعلومات برئاسة المحاكم الشرعية والشئون الدينية دولة قطر مساهمة بإعادة تشكيل شخصية المسلم المعاصر الفاعل واسترداد دور الشهود الحضاري وذلك بناء نسيجها الاجتماعي وإحداث التفاعل بينها وبين [ ص: 7 ] الإسلام وتخليصها من الرؤية النصفية والجزئية تستحوذ عليها والتي نأت بها عن مقاصد الدين وأهدافه وعطلت قدرتها السير الأرض والنظر سنن الله الأنفس والآفاق واكتشاف القوانين والأقدار تنتظم الحياة والأحياء وامتلاك الوسائل لا بد منها لتحقيق والقيام بأعباء الاستخلاف الإنساني ونحن ندعي بتقديمنا لهذا الكتاب الذي يعتبر مكملا للكتاب السابق مقومات الشخصية أو الفرد أننا بلغنا ما نريد المسألة التربوية سواء يتعلق بتربية يخص ذلك نعتقد أن ملف يجب يبقى مفتوحا حيث تتجدد الأساليب والأوعية بتجديد وتنوع المشكلات والقضايا يعرض لها الإنسان مع تطور المكتسبات المعرفية والعلمية تطوير مرافق لأبنية أخلاق المعرفة لمناهج إسلامية ويمكن لنا اعتبار الكتابين متقدمة إطار التأصيل المنهجي التربوي كما يمكن وجه آخر اعتبارهما خامات ومعادن تربوية تحتاج إلى الكثير التصنيع والصياغة والتجسيد العملي البناء المؤسسي المجالات المتعددة محاولة جريئة لتجاوز (الأبنية الفكرية والمؤسسية المسبقة) استمدت قداستها الإلف وقوة الاستمرار والوراثة قد يتقبلها العقل وتتسرب الثقافة بدون فحص واختبار تورث الأشياء المادية الأسلاف والآباء وكنت أتمنى تتاح فرصة للمساهمة ببعض الملاحظات والمفهومات حول وما تتمتع به الإمكان الرسالة المعيارية والتواصل الثقافي بين أجيالها الأمور تقتضيها خاصيتا الخلود وختم النبوة تعتبر لوازمهما وكيف الدورات الحضارية عرض علماء التربية والاجتماع والتاريخ لم تنطبق بشكل رياضي صارم وأن حسابات أعدائها تصدق تماما عليها؛ لأن لهذه دائما مفاجآتها تزال تستعصي تقديرات خصومها وإن تنج بعمومها الكون 8 وأقداره تحابي أحدا مواثيق لحملة الخاتمة واستقراء التاريخ يؤكدان الطائفة القائمة الحق تتوقف تغيب؛ يعني فيما إصابة مهمة البلاغ المبين وقضية التكليف نفسها إذ كيف تمتلك خطابه ومعياره بعد توقف نسخ الشرائع تتحمل مسئولية منهج النقل لتعاليم لذلك فالقيم تبقى محفوظة بحفظ أصيب والاجتهاد هـذا جانب ومن آخر؛ فإن عصمة عموم ( تجتمع أمتي خطأ وفي رواية: ضلالة ) الضمانات النصية والعملية امتلاك القدرة النهوض والحيلولة دون الإصابات الموصلة الوفاة كان يمنع عنها المرض والتوعك مظاهر والتوعك: عجز المؤسسات الحالية وضع الأوعية الصحيحة لحركة وعجز التقليدية الموروثة الآباء خاصة عصور الجمود والتقليد الجماعي تجاوز القراءة للحياة غابت فيها علوم تشكل المدخل الطبيعي والأساسي للتعامل معه وتقدير موقعه بدقة وتقويم سلوكه بمنهج دراسة السنن الاجتماعية وإدراك قوانين الحركة التاريخية نهوض وسقوط الأمم الأمر الإحاطة عملية التحويل وإعادة النسيج إن عدول فقه البشري انعكس قراءتها والسنة وحاصر تعدية والامتداد والخلود لقيم القرآن نفسه جعل العمل والعاملين الحقل الإسلامي خارج سياق والواقع وقضية أخرى كانت ولا جديرة بالبحث أيضا ونحن بصدد تأصيل وهي: غياب الأبعاد الحقيقية لمفهوم فروض الكفاية وموقعها كواجبات اجتماعية تساهم بتماسك نسيج وتشعرها بالمسئولية التضامنية وتنهي مرحلة الاكتفاء الذاتي مختلف الأصعدة لقد هـمشت حتى كادت تقتصر قضايا المصير وكل 9 بحالات ولوازمها التغسيل والتكفين وحمل الجنازة ودفنها بعيدا إبراز دورها آفاق كل له علاقة بمهة والتعمير وأهمية تقديمها الفروض الفردية حياة وتأمين حاجاتها التخصصات المطلوبة تصبح اختيارها فروضا عينية أصحابها إضافة انكماش مفهومها الذهن فالمعروف مفهوم فرض أنه إذا قام بعضهم سقط الإثم الباقين ومعنى به: أداه الوجه الأكمل درجة بحال الأحوال مباشرته فقط هـو شائع وصل وتحقيق أم ومن اللافتة طرح قضية تحرير القول أبعادها ودورها الهام والإسهام بحصانتها وعافيتها الآلية الفقهية ومسالكها عام وخاصة والعصبية المذهبية جعلت للاجتهاد القابل للخطأ قدسية النص الديني المعصوم قاد الصراعات والتمزقات انتهت تجريدات ذهنية وآلية ميكانيكية لإنتاج الأحكام الفرعية تنأى العامة أدل شيوع الحيل اعتباره مخرج وليس مقصد وصاحبه حامل وحافظ بفقيه ولذلك قرر بعض الفقهاء تطبيق القياس أحد مصادر التشريع إطلاقه يفوت مصلحة شرعية معتمدة ومقصدا العدول الاستحسان كمصدر للأحكام المصلحة ويمكن نصنف الإطار المقاصد اجتهادات الأئمة: ابن تيمية والشاطبي والشوكاني والطاهر بن عاشور وغيرهم الذين تنبهوا لأهمية البعد لمقاصد الشريعة يشكل المحور تدور حوله والتربوية نطاق تسجيلها هـنا: 10 يكون مكتبتنا تمثل القسم الأعظم المكتبة الإسلامية والثروة التراثية الكبرى إلا الكتب تتجاوز أصابع اليد وأهداف العامة! ولعل بسبب الخلل أدى نمو الفقه الفردي وانقطاع مجرى وعزلته الواقع المعاش وإغلاق بابه تدخل أبواب عنه بقيت مؤسسات والتعليم تبدي وتعيد الرغم العصر وتغير وتجدد تكون بلفت النظر اعتماد أنظمة الحكم والأشكال السياسية معيارا للنظر والحكم وتقويمها فيه التجاوز والمجازفة والبعد الحقيقة نحن هـنا نتنكر لمدلول قولة الرسول صلى عليه وسلم : تكونوا يول عليكم حد بعيد النوافذ ينظر خلالها طبيعة تركيب وإنما نرى جوانب قول تخص الجانب يلفت التغيير والتحويل لواقع يبدأ رأس السلطة تعدو ثمرة طبيعية لبذرة وشجرته العكوف الذات والبدء أغوار النفس وتغيير البذور لتنتج ثمارا فالله يغير بقوم يغيروا بأنفسهم يدل امتداد والفكري والتاريخي الأنظمة عالم المسلمين تاريخيا عاشت معزولة ضمير ولعل طلب للمسلمين ملازمة عندما ينفصل السلطان دليل أمة والدعوة ولو توقفت السياسة ننكر أثر وتأثير النظام السياسي ومؤسساتها 11 يحولها هـواه إعداد وحسن إخراجه طبقا بنفسه اللبنة الأولى والأساس وسائل ومؤسسات الصالح غير المصلح يلغي دوره وأهميته يعود بالإلغاء الوسيلة المخطئة علما بأن القيم والتطبيقات النبوية ضبطت النسب ودور تصاب آلية بالتصلب والتكلس وتنتهي نوع الحتمية إنتاج النماذج والعاجزة الخروج قوالب البيئة متنوعة مجاناً PDF اونلاين مكتبة الاسلاميه المتنوعه التى يوجد موضوعات كثيره فى شتى فروع الاسلامى وتشمل الملائكة المقدسة الرسل والأنبياء يوم القيامة القضاء والقدر شعائر وعبادات أركان الإحسان الجهاد الآداب والطعام والفقه المذاهب النبوى عصر الخلفاء الراشدين الأموي العبّاسي العثماني العبادة الأسرة رجال واليهودية والمسيحية والعقائد الشرقية رأي ) كلمة : في اللغة المقصود الاستسلام والانقياد أما معناها شرعاً فهو: والخضوع لله تعالى وأنّ المُسلم يُسِلّم أمره كُله الواحد القهار والإسلام ديانة إبراهيمية سماوية إلهية وآخر الديانات السماوية وهي ثاني عدد المعتنقين الديانة المسيحيّة ولكنها أكثر مُنتشرة جغرافيّاً الكُرة الأرضيّة وأنزل عز وجل الكريم وهو أنزله وحفظه ليكون صالحاً مكان وزمان المسلمون يؤمنون بأنّ عبادة وعدم الشرك عليهم تصديق محمد صل والإيمان بالقرآن وقراءته وتدبره واتباعه الواجبات يؤمن بالدين الإسلاميّ أركان نطق الشهادتين "أشهد اله الا وأشهد محمداً رسول الله الصلاة خمس صلوات اليوم الزكاة إعطاء مال للمساكين والفُقراء صوم رمضان صوم شهر كُل سنة حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً زيارة مكة المُكرمة وأداء مناسك الحج وقد فُرض مرة العُمر قال تعالى: (وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمرَةَ لِلّهِ ) أركان الإيمان بالله نؤمن بوحدانيّة إشراك الربوبية الإيمان بالملائكة الترتيب الثاني الله الإيمان باليوم الآخر إيمانه الإيمان بالقدر خيره وشره أساسيات بربوبية

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
إخراج الأمة المسلمة وعوامل صحتها ومرضها
كتاب

إخراج الأمة المسلمة وعوامل صحتها ومرضها

ــ ماجد عرسان الكيلاني

صدر 1992م
إخراج الأمة المسلمة وعوامل صحتها ومرضها
كتاب

إخراج الأمة المسلمة وعوامل صحتها ومرضها

ــ ماجد عرسان الكيلاني

صدر 1992م
عن كتاب إخراج الأمة المسلمة وعوامل صحتها ومرضها:


فهذا كتاب الأمة الثلاثون " إخراج الأمة المسلمة " للدكتور ماجد عرسان الكيلاني ، في سلسلة " كتاب الأمة " التي يصدرها مركز البحوث والمعلومات، برئاسة المحاكم الشرعية والشئون الدينية في دولة قطر، مساهمة بإعادة تشكيل شخصية المسلم المعاصر الفاعل، واسترداد دور الأمة المسلمة في الشهود الحضاري، وذلك بإعادة بناء نسيجها الاجتماعي، وإحداث التفاعل بينها وبين [ ص: 7 ] الإسلام، وتخليصها من الرؤية النصفية والجزئية، التي تستحوذ عليها، والتي نأت بها عن مقاصد الدين وأهدافه، وعطلت قدرتها على السير في الأرض، والنظر في سنن الله في الأنفس والآفاق، واكتشاف القوانين والأقدار التي تنتظم الحياة والأحياء، وامتلاك الوسائل التي لا بد منها لتحقيق مقاصد الدين، والقيام بأعباء الاستخلاف الإنساني.

ونحن لا ندعي بتقديمنا لهذا الكتاب " إخراج الأمة المسلمة " الذي يعتبر مكملا للكتاب السابق " مقومات الشخصية المسلمة " ، أو إخراج الفرد المسلم، أننا بلغنا ما نريد في المسألة التربوية، سواء منها ما يتعلق بتربية الفرد، أو ما يخص إخراج الأمة المسلمة، ذلك أننا نعتقد أن ملف المسألة التربوية، يجب أن يبقى مفتوحا، حيث تتجدد الأساليب والأوعية التربوية بتجديد الحياة، وتنوع المشكلات والقضايا التي يعرض لها الإنسان مع تطور المكتسبات المعرفية والعلمية، التي لا بد لها من تطوير مرافق لأبنية أخلاق المعرفة، أو لمناهج إسلامية المعرفة.

ويمكن لنا اعتبار الكتابين مساهمة متقدمة، في إطار التأصيل المنهجي التربوي، كما يمكن من وجه آخر، اعتبارهما خامات ومعادن تربوية، تحتاج إلى الكثير من التصنيع والصياغة، والتجسيد العملي في البناء المؤسسي، في المجالات المتعددة، في محاولة جريئة لتجاوز (الأبنية الفكرية والمؤسسية المسبقة) ، التي استمدت قداستها من الإلف، وقوة الاستمرار، والوراثة، التي قد يتقبلها العقل، وتتسرب إلى الثقافة، بدون فحص واختبار، كما تورث الأشياء المادية عن الأسلاف والآباء.

وكنت أتمنى أن تتاح فرصة للمساهمة ببعض الملاحظات والمفهومات حول إخراج الأمة المسلمة، وما تتمتع به من الإمكان الحضاري، وامتلاك الرسالة المعيارية، والتواصل الثقافي بين أجيالها، الأمور التي تقتضيها خاصيتا الخلود وختم النبوة، والتي تعتبر من لوازمهما، وكيف أن الدورات الحضارية التي عرض لها علماء التربية والاجتماع والتاريخ، لم تنطبق بشكل رياضي صارم على الأمة المسلمة، وأن حسابات أعدائها لم تصدق تماما عليها؛ لأن لهذه الأمة دائما مفاجآتها، التي لا تزال تستعصي على تقديرات خصومها، وإن لم تنج بعمومها منها، لأن سنن الله في الكون [ ص: 8 ] وأقداره لا تحابي أحدا. ذلك أن مواثيق الله لحملة الرسالة الخاتمة، واستقراء التاريخ، يؤكدان أن الطائفة القائمة على الحق لا يمكن أن تتوقف، أو تغيب؛ لأن ذلك يعني -فيما يعني- إصابة مهمة البلاغ المبين، وقضية التكليف نفسها، إذ كيف يمكن أن تتوقف الأمة القائمة على الحق، التي تمتلك خطابه ومعياره، بعد توقف نسخ الشرائع.. الأمة التي تتحمل مسئولية منهج النقل لتعاليم النبوة.. لذلك فالقيم تبقى محفوظة بحفظ الله، وإن أصيب منهج العقل والاجتهاد، هـذا من جانب، ومن جانب آخر؛ فإن عصمة عموم الأمة ( لا تجتمع أمتي على خطأ. وفي رواية: على ضلالة ) ، تعتبر من الضمانات النصية والعملية على امتلاك القدرة على النهوض دائما، والحيلولة دون الإصابات الموصلة إلى الوفاة، وإن كان ذلك لا يمنع عنها المرض والتوعك.. ومن مظاهر المرض والتوعك: عجز المؤسسات التربوية الحالية عن وضع الأوعية الصحيحة لحركة الأمة، وعجز المؤسسات التقليدية الموروثة عن الآباء -خاصة في عصور الجمود والتقليد الجماعي- عن تجاوز القراءة النصفية للحياة، حيث غابت فيها علوم الإنسان، التي تشكل المدخل الطبيعي والأساسي للتعامل معه، وتقدير موقعه بدقة، من البناء الاجتماعي وتقويم سلوكه بمنهج الله، كما غابت فيها دراسة السنن الاجتماعية في الأنفس والآفاق، وإدراك قوانين الحركة التاريخية في نهوض وسقوط الأمم، الأمر الذي لا بد من الإحاطة به في عملية التحويل الثقافي، وإعادة النسيج الاجتماعي.

إن عدول المؤسسات التربوية عن فقه كتاب الكون والاجتماع البشري، انعكس على قراءتها للكتاب والسنة، وحاصر قدرتها على تعدية الرؤية، والامتداد والخلود لقيم القرآن نفسه، الأمر الذي جعل العمل والعاملين في الحقل الإسلامي، خارج سياق الحياة والواقع.

وقضية أخرى كانت ولا تزال جديرة بالبحث أيضا، ونحن بصدد تأصيل منهج إخراج الأمة المسلمة، وهي: غياب الأبعاد الحقيقية لمفهوم فروض الكفاية ، وموقعها كواجبات اجتماعية، تساهم بتماسك نسيج الأمة الاجتماعي، وتشعرها بالمسئولية التضامنية، وتنهي بها إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي على مختلف الأصعدة.

لقد هـمشت فروض الكفاية، حتى كادت تقتصر على قضايا المصير، وكل [ ص: 9 ] ما يتعلق بحالات الوفاة ولوازمها من التغسيل والتكفين، وحمل الجنازة، ودفنها، بعيدا عن إبراز دورها في آفاق الحياة المتعددة، في كل ما له علاقة بمهة الاستخلاف الإنساني، والتعمير الحضاري، وأهمية تقديمها على الفروض الفردية، وإدراك دورها في حياة الأمة، وتأمين حاجاتها من مختلف التخصصات المطلوبة، والتي تصبح بعد اختيارها فروضا عينية على أصحابها. هـذا إضافة إلى انكماش مفهومها، في الذهن المسلم المعاصر، فالمعروف من مفهوم فرض الكفاية أنه إذا قام به بعضهم، سقط الإثم عن الباقين، ومعنى قام به: أداه على الوجه الأكمل إلى درجة الكفاية الاجتماعية، ولا يعني ذلك بحال من الأحوال مباشرته فقط، كما هـو شائع، سواء وصل إلى درجة الكفاية وتحقيق الاكتفاء أم لا.

ومن الأمور اللافتة أيضا، ونحن بصدد طرح قضية فروض الكفاية وأهمية تحرير القول في أبعادها، ودورها الهام في تشكيل نسيج الأمة، والإسهام بحصانتها وعافيتها - أن الآلية الفقهية التي تشكل الأوعية الشرعية لحركة الأمة، ومسالكها بشكل عام، وخاصة في عصور الجمود، والعصبية المذهبية، والتقليد الجماعي، جعلت للاجتهاد البشري القابل للخطأ قدسية النص الديني المعصوم، الأمر الذي قاد إلى الكثير من الصراعات والتمزقات المذهبية، كما انتهت إلى تجريدات ذهنية، وآلية ميكانيكية لإنتاج الأحكام الفرعية، التي قد تنأى عن مقاصد الدين العامة، ولا أدل على ذلك من شيوع فقه الحيل الشرعية الذي يمكن اعتباره فقه مخرج، وليس فقه مقصد، وصاحبه حامل فقه وحافظ، وليس بفقيه.. ولذلك قرر بعض الفقهاء أن تطبيق القياس -أحد مصادر التشريع- على إطلاقه، قد يفوت مصلحة شرعية معتمدة ومقصدا من مقاصد الدين، لذلك كان لا بد من العدول إلى الاستحسان كمصدر للأحكام لتحقيق المصلحة الشرعية.. ويمكن أن نصنف في هـذا الإطار " فقه المقاصد " - الكثير من اجتهادات الأئمة: ابن تيمية ، والشاطبي ، والشوكاني ، والطاهر بن عاشور ، وغيرهم من الذين تنبهوا لأهمية البعد الاجتماعي لمقاصد الشريعة، الذي يجب أن يشكل المحور الذي تدور حوله الأحكام الفقهية.

ومن الإصابات الفكرية والتربوية في نطاق الأمة، والتي لا بد من تسجيلها هـنا: [ ص: 10 ] أن لا يكون في مكتبتنا الفقهية التي تمثل القسم الأعظم من المكتبة الإسلامية والثروة التراثية الكبرى، إلا بعض الكتب التي لا تتجاوز أصابع اليد في مقاصد الشريعة وأهداف الدين العامة!

ولعل ذلك بسبب الخلل التربوي، الذي أدى إلى نمو الفقه الفردي، وانقطاع الفقه عن مجرى الحياة العامة، وعزلته عن الواقع المعاش، وإغلاق بابه، الأمر الذي جعل الحياة تدخل من أبواب أخرى بعيدا عنه. حيث بقيت مؤسسات التربية والتعليم، تبدي وتعيد في المشكلات التاريخية على الرغم من تطور العصر، وتغير المشكلات، وتجدد الحياة.

وقضية أخرى قد تكون جديرة بلفت النظر أيضا، وهي: أن اعتماد أنظمة الحكم والأشكال السياسية فقط، معيارا للنظر إلى الأمم، والحكم عليها، وتقويمها، فيه الكثير من التجاوز والمجازفة، والبعد عن الحقيقة والواقع، نحن هـنا لا نتنكر لمدلول ( قولة الرسول صلى الله عليه وسلم : كما تكونوا يول عليكم ) ، وأن أنظمة الحكم تشكل إلى حد بعيد بعض النوافذ التي ينظر من خلالها إلى طبيعة تركيب الأمم والحكم عليها، وإنما نرى جوانب أخرى لمدلول قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، تخص الجانب التربوي الذي يلفت النظر على أن التغيير والتحويل لواقع الأمة، لا يبدأ من رأس السلطة، التي لا تعدو أن تكون ثمرة طبيعية لبذرة الواقع وشجرته، وإنما يبدأ التحويل من العكوف على الذات، والبدء من أغوار النفس بإعادة التربية والصياغة، وتغيير البذور الفكرية، لتنتج ثمارا أخرى في رأس السلطة، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. هـذا إضافة إلى أن الواقع يدل على امتداد الأمة المسلمة الثقافي والفكري والتاريخي، على الرغم من الكثير من الإصابات والتمزقات السياسية، حيث الكثير من الأنظمة السياسية -في عالم المسلمين- تاريخيا، عاشت معزولة إلى حد بعيد عن ضمير الأمة المسلمة، ولعل في طلب الرسول - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين ملازمة القرآن، عندما ينفصل عنه السلطان، دليل من وجه آخر على امتداد أمة الرسالة والدعوة، ولو توقفت مؤسسات السياسة والحكم.

ونحن هـنا لا ننكر أثر وتأثير النظام السياسي في نسيج الأمة ومؤسساتها التربوية التي [ ص: 11 ] يحولها لتنتج على هـواه، إلا أننا نعتقد أن إعداد الفرد، وحسن إخراجه طبقا لتعاليم النبوة، وتغيير ما بنفسه يبقى اللبنة الأولى والأساس في البناء، وأن الخلل في وسائل ومؤسسات التربية في إخراج الفرد الصالح غير المصلح، لا يلغي دوره وأهميته، وإنما لا بد أن يعود بالإلغاء على الوسيلة المخطئة، علما بأن القيم الإسلامية، والتطبيقات النبوية، ضبطت النسب بين كل من دور الفرد، ودور الأمة، حتى لا تصاب آلية التغيير الاجتماعي بالتصلب والتكلس، وتنتهي إلى نوع من الحتمية في إنتاج النماذج المطلوبة والعاجزة عن الخروج على قوالب البيئة الاجتماعية.
الترتيب:

#10K

0 مشاهدة هذا اليوم

#38K

17 مشاهدة هذا الشهر

#37K

7K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 164.
المتجر أماكن الشراء
ماجد عرسان الكيلاني ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث