📘 ❞ سوناتة لكروتزر وقصص أخرى ❝ كتاب ــ ليف تولستوي اصدار 2016

روايات وقصص عالمية - 📖 كتاب ❞ سوناتة لكروتزر وقصص أخرى ❝ ــ ليف تولستوي 📖

█ _ ليف تولستوي 2016 حصريا كتاب ❞ سوناتة لكروتزر وقصص أخرى ❝ عن المدى للإعلام والثقافة والفنون 2024 أخرى: – نيكولايافيتش (9 سبتمبر 1828 20 نوفمبر 1910) من عمالقة الروائيين الروس ومصلح اجتماعي وداعية سلام ومفكر أخلاقي وعضو مؤثر أسرة يعد أعمدة الأدب الروسي القرن التاسع عشر والبعض يعده أعظم الإطلاق أشهر أعماله روايتي (الحرب والسلام) و(أنا كارنينا) وهما يتربعان قمة الواقعي فهما يعطيان صورة واقعية للحياة الروسية تلك الحقبة الزمنية كفيلسوف اعتنق أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف وتبلور ذلك (مملكة الرب داخلك) وهو العمل الذي أثر مشاهير العشرين مثل المهاتماغاندي ومارتن لوثر كينغ جهادهما اتسم بسياسة للعنف القصص العالمية المترجمة, ليو تولستوي ولد عام 1828م مقاطعة تولا والتي تقع بعد 130 ميلا جنوب مدينة موسكو وكان نبيلا ووالده هو الكونت نيكولاس وأمه الأميرة ماريا فولكونسكي وكانت والدته سلالة روريك (أول حاكم ورد أسمه التاريخ الروسي) ضمن (دوطة) زواجها إقطاعية ياسنايابوليانا الجميلة وهي التي ولد بها ولقد توفيت والدة عندما كان عمره سنتين وقامت إحدى قريباته تاتيانا بمساعدة والده تربيته واخوانه وقضيا معا حياة سعيدة ولكن توفي والد صيف 1837م فتم وضع أطفاله تحت رعاية حاضن شرعي الكونتيسة الكسندرا أوستن وأمضوا السنوات التالية إما بيتها أو زيارة ولما 1841م أنتقلت حضانة الأطفال إلى شقيقتها بالاجيايوشكوف وقد ملأ الأسى قلب حينما أخذت بالاجيا بعيدا منزلها كازان حيث أمضى تولتسوي بقية طفولته ومع فقد ظل يزور مربيته كل وفي 1844 ألتحق بجامعة ليدرس اللغات الشرقية العربية والتركية بغية أن يلتحق النهاية بالسلك الدبلوماسي رفضه للجامعة وبدئه للكتابة في أيلول 1844م قبل طالباً جامعة كلية قسم اللغتين التركيّة والعربيّة ولقد اختار هذا الاختصاص لسببين: الأول لأنّه أراد يصبح دبلوماسياً منطقة الشرق العربي والثاني مهتم بآداب شعوب وعلى الرغم شغوفا بالقراءة منذ إلا أنه لم يستطع التركيز دراسته أصبح طالبا أنغمس تماما الحياة الاجتماعية بالجامعة وبعد فشل إمتحانات السنة الأولى قرر يغير أتجاهه ويدرس القانون البداية أكثر تبشيرا بالنجاح ما حل 1847م حتى قد ترك الدراسة دون يحصل شهادته الجامعية وقد جاء عقب جاءته الأنباء بأن تقسيم أملاك الأسرة جعلته يرث كبيرة فيها 330 عائلة فلاحية رجلا ذو عليا فأحس واجبه يحتم عليه العودة إقطاعيته ياسنايا لرعاية أموره هناك ولتحسين أحوال رعيته الفلاحين وأعد مذكرات دقيقة خططه لتحقيق وعن رغبته الوصول درجة الكمال طريق أداء وقراءة يمكنه قراءته ولسوء الحظ فإن مثاليته النبيلة وشعوره الشاب بالمسؤولية تثبتا أنهما الصفتان المناسبتان للتعامل مع مرور صيفين توجه سان بطرسبورج عقد العزم نيل جامعية فمرة بدأ الاستمتاع بالحياة أهتمامه بتحصيله العلمي وانغمس لعب القمار وغرق الديون ضاربا بتحذيرات عرض الحائط كان شقيقه يخدم الجيش بالقوقاز عاد بلده ليقضي إجازته وعندما رجع مقر عمله يصاحبه تاركا اقطاعيته زوج شقيقته وعندما وصل القوقاز 1851م لبث أغرم بمشهد الجبال تسعة أشهر سفره إنضم الفرقة القوقازية القتال ضد قبائل السهول التتارية سجل جانبا كبيرا انطباعاته كونها خلال الفترة روايته وشارك بعض المعارك جيش المريدين بقيادة الإمام شامل المرحلة حياته ألف ثلاثة كتب (الطفولة) 1852م؛ (الصبا) 1854م؛ (الشباب) 1857م وأستمر كجندي 1855م أشترك حرب القرم ولكنه بترسبورج سقوط سيباستوبول أحب بلاد وأثرت فيه وكتب تجاربه موضوعات نُشرت الصحف وألَّف عنها كتابه (الكوزاك) 1863م يحتوي عدة قصص أوروبا وشهرته ككاتبوبعد تقاعده الخدمة العسكرية سافر أوروبا الغربية وأعجب بطرق التدريس لمسقط رأسه تطبيق النظريات التربوية التقدمية عرفها وذلك فتح مدرسة خاصة لأبناء المزارعين وأنشأ مجلة تربوية تدعى بوليانا شرح أفكاره ونشرها بين الناس وفي زار سويسرا ثم ذهب ألمانيا وفرنسا وبريطانيا 1860م ولغاية نهاية 1861م مهتما باقامة المدارس وأصبح معنيا بوجه خاص بمشكلة تعليم أولئك الذين فاتتهم فرصة التعلم الصغر وكذلك أختلط بالمزارعين وتعلم أساليبهم ودافع عنهم المعاملة السيئة جانب ملاك الأراضي الوقت يغادر الأطلاق وتزوج 1862م صوفيا أندريفيا برز كانت زوجة متفهمة ومحبة لخدمته كتبهويُعد 1869م أعمال ويتناول الكتاب مراحل المختلفة كما يصف الحوادث السياسية والعسكرية حدثت 1805 و1820م وتناول غزو نابليون لروسيا 1812م ومن كتبه أيضًا (أنا عالج قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية شكل مأساة غرامية بطلتها هي أنَّا كارنينا ومن (ما الفن؟) وأوضح الفن ينبغي يُوجِّه أخلاقيًا وأن يعمل تحسين أوضاعهم ولابد يكون بسيطًا يخاطب عامة معارضته للكنيسة وقد تعمق القراءات الدينية وقاوم الكنيسة الأرثوذكسية روسيا ودعا للسلام وعدم الاستغلال وعارض القوة والعنف شتى صورهما ولم تقبل آراء أنتشرت سرعة فكفرتهُ وأبعدتهُ وأعلنت حرمانهُ رعايتها وأُعجب بآرائه عدد كبير وكانوا يزورونه مقرهِ عاش البسطاء تاركًا عائلتهِ الثرية المترفة كفيلسوف أعتنق بداخلك) المهاتما غاندي أواخر نشاطاتهوفي أواخر لكتابة الخيالية فكتب (موت إيفان إيلييتش) 1886م الأعمال المسرحية (قوة الظلام) 1888م وأشهر كتبها (البعث) قصة 1899م وتليها الشهرة (الشيطان) 1889م؛ كريوتزسوناتا 1891م؛ (الحاج مراد) و" وفاة ايفان ايليتش" وقصة " الاب سيرغي"التي وفاته توضح عمق معرفته بعلم النفس ومهارته الكتابة الأدبية ومدى حبه ومعرفته بالقفقاس اتصفت بالجدية والعمق وبالطرافة والجمال الفلسفة المسيحية عند تولستوي يسأل تولستوى ويفكر مسألة الموت : لماذا نموت ؟ ولماذا نخاف الموت؟ وله باسم ثلاث موتات يقارن موت سيدة ثرية وموت فلاح بسيط شجرة يخلص منها كلما زاد وعينا انفصلنا الطبيعة والمجموعة البشرية ونحن نتألم لهذا الوعي وهذا الانفصال آمن بالوصايا العشر لكنه رفض أي تنظيم منظمة دينية وبالتأكيد طُرِد 1901م يدعو الجميع العيش عنف وقال يجب نحيا حياتنا بأقصى وأعمق نستطيع نجعل الدنيا نعيما البشر ونتحمل وحدنا المسؤولية بدلاً القائها عاتق قوى القدر والغيبقديره للثقافة العربية لقد أضمر الكاتب احتراماً خاصاً للأدب والأدب الشعبي فعرف الحكايات وعرف حكاية "علاء الدين والمصباح السحري" وقرأ "ألف ليلة وليلة" "علي بابا والأربعون حرامي" وحكاية "قمر الزمان الملك شهرمان" ذكر هاتين الحكايتين قائمة تركت نفسهِ أثراً كبيراً أربعة عاماً وهناك دليل آخر احترام للتراث فيذكر أنّه الليالي غرفة جدته وأصغى حكايات المحدث الأعمى ستيبا نفتش يعرف حكاياتٍ عربيةً كثيرةً ومنها بن كتب ف لازورسكي مذكراته:"وحدثنا نيكولايفتش حكايةً تحول الساحرة الأمير فرسٍ إنّه يحبّ كثيراً ويقدرّها تقديراً عالياً ويقول: معرفتها الطفولة ويرى إنّها نافعة مقالة "ماهي الليبرالية" نشرت "النقد الأدبي"(162 ص 460) عتب خ د التشيفسكيا لأنّها تضمّن الكتب المقترحة للقراءة الشعبية لها "لماذا تقترحي العربية؟ إنّ الشعب يرغب قراءتها! تقصير جانبك" وأستلم الأخيرة عمرهِ طبعةً فرنسيةً جديدةً "لألف وقرأها جديدٍ بكلّ سرورٍ تعود علاقة بالأدب 1882م فلقد نشر ملحق مجلته (يا سنايا بوليانا) والأربعين ويظهر تأثر بألف وليلة لحن كريستر وأيضا يذكر انه تراسل الامام محمد عبده توفى الاثنان يكملوا تحاورهم رسالتين فقط حياته الخاصةتزوج صوفي بيرز أثبتت أنها خير الزوجات وأفضل رفاق بالرغم تصغره بستة عاما خلفا 13 طفلا مات خمسة منهم زواجه ملاذه لهدوء البال والطمأنينة لأنه يعيده واقع هربا دوامة وزوجه عون له كتابته نسخت مخطوط الحرب والسلام 7 مرات النسخة تم نشرها لقد الثلاثون سنة الطويلة مليئة بالقلق المتزايد يبحث للعثور إجابة مشاكل يريد مساعدة الفقير والضعيف وأعلن الثورة العنف والحرب رياء الرجال المحيطين به وأصطدمت مثله العليا بتقاليد أسرته وأخيرا الهرب موطنه لحقت أبنته هروبه مسكنه وأسرته صحته سيئة وحتى شيخوخته متماسكا وقوي الذاكرة تضعف رؤاه توجهه لزيارة ديرٍ رئيسته 1910 الالتهاب الرئوي محطة قطار يبدو بسبب البرد الشديد وفاتهفي تشرين الثاني 1910م قرية استابو (في القطار) حين هرب بيته وحياة الترف واصيب بالالتهاب الطريق بلغ العمر 82 ودفن حديقة ضيعة يتم دفنه وفق الطقوس يُدفن حسب تعاليم يوضع صليب قبره كاشفا لزيف رجال والكنيسة وقتها بعدم مناصرتها للفقراء والوقوف القياصرة والظلم سوناته 1889 1891 النص الشهير والذي أثار المجادلات تخيّله تجاوز الستين والمؤلّف يتّخذ موقفاً تجاه المشكلة الزوجية وتجاه الموسيقي حد سواء وقبل نتصدّى للمشكلة لِنُشر إشارةً عابرة أحبّ الموسيقا شبابه زمان أزمته والأخلاقية الكبيرة حملته كره ونبذ معاصريه الرئيسية انتهى الحقد نفسها عدّها مفرطة الانفعالية «ما الفن» يسخر أوبيرات «فاغنر» ويتنكّر لبيتهوفن مؤكّداً السمفونية التاسعة «تفرّق تجمعهم» إن يخشاه بخاصة سلطان السحر ليس تأثيرها رأيه قائماً السموّ بالنفس ولا الهبوط بل هنالك تهيّجها وتوقظ شياطينها ولذلك «فيا شيء مروّع الموسيقا!» يهتف بطل سوناته روايات عالمية مجاناً PDF اونلاين قراءة وتحميل مترجمة بأنواعها رومانسية توثيقية خيالية وحكايات التراث العالمي أجمل وأحلى للكبار والصغار المتعة الجمال والذكاء والتشويق والاثارة تناسب جميع الأعمار للأطفال والبالغين

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
سوناتة لكروتزر وقصص أخرى
كتاب

سوناتة لكروتزر وقصص أخرى

ــ ليف تولستوي

صدر 2016م عن المدى للإعلام والثقافة والفنون
سوناتة لكروتزر وقصص أخرى
كتاب

سوناتة لكروتزر وقصص أخرى

ــ ليف تولستوي

صدر 2016م عن المدى للإعلام والثقافة والفنون
عن كتاب سوناتة لكروتزر وقصص أخرى:
كتاب سوناتة لكروتزر وقصص أخرى – ليف نيكولايافيتش تولستوي (9 سبتمبر 1828- 20 نوفمبر 1910) من عمالقة الروائيين الروس ومصلح اجتماعي وداعية سلام ومفكر أخلاقي وعضو مؤثر في أسرة تولستوي ، يعد من أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر والبعض يعده من أعظم الروائيين على الإطلاق.

أشهر أعماله روايتي (الحرب والسلام) و(أنا كارنينا) وهما يتربعان على قمة الأدب الواقعي، فهما يعطيان صورة واقعية للحياة الروسية في تلك الحقبة الزمنية.

كفيلسوف أخلاقي اعتنق أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف وتبلور ذلك في كتاب (مملكة الرب داخلك) وهو العمل الذي أثر على مشاهير القرن العشرين مثل المهاتماغاندي ومارتن لوثر كينغ في جهادهما الذي اتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف
في القصص العالمية المترجمة, ليو تولستوي
ولد ليو تولستوي في عام 1828م، في مقاطعة تولا والتي تقع على بعد 130 ميلا جنوب مدينة موسكو. وكان نبيلا ووالده هو الكونت نيكولاس تولستوي، وأمه الأميرة ماريا فولكونسكي، وكانت أسرة والدته من سلالة روريك (أول حاكم ورد أسمه في التاريخ الروسي)، وكان من ضمن (دوطة) زواجها إقطاعية ياسنايابوليانا الجميلة، وهي التي ولد بها.

ولقد توفيت والدة تولستوي عندما كان عمره سنتين، وقامت إحدى قريباته تاتيانا بمساعدة والده في تربيته واخوانه، وقضيا معا حياة سعيدة، ولكن توفي والد تولستوي في صيف عام 1837م، فتم وضع أطفاله تحت رعاية حاضن شرعي، وهي الكونتيسة الكسندرا أوستن، وأمضوا السنوات التالية إما في بيتها في موسكو أو في زيارة تاتيانا في ياسنايابوليانا، ولما توفيت الكونتيسة عام 1841م أنتقلت حضانة الأطفال إلى شقيقتها بالاجيايوشكوف.

وقد ملأ الأسى قلب تاتيانا حينما أخذت بالاجيا الأطفال بعيدا إلى منزلها في كازان، حيث أمضى تولتسوي بقية طفولته، ومع ذلك فقد ظل يزور مربيته تاتيانا كل صيف. وفي عام 1844 ألتحق بجامعة كازان ليدرس اللغات الشرقية العربية والتركية، بغية أن يلتحق في النهاية بالسلك الدبلوماسي.

رفضه للجامعة وبدئه للكتابة
في أيلول من عام 1844م، قبل ليو تولستوي طالباً في جامعة كازان-كلية اللغات الشرقية، قسم اللغتين التركيّة والعربيّة، ولقد اختار ليف تولستوي هذا الاختصاص لسببين: الأول لأنّه أراد أن يصبح دبلوماسياً في منطقة الشرق العربي، والثاني، لأنّه مهتم بآداب شعوب الشرق، وعلى الرغم من أن تولستوي كان شغوفا بالقراءة منذ طفولته، إلا أنه لم يستطع التركيز في دراسته عندما أصبح طالبا، ومع ذلك فقد أنغمس تماما في الحياة الاجتماعية بالجامعة، وبعد أن فشل في إمتحانات السنة الأولى، قرر أن يغير أتجاهه ويدرس القانون، وكانت البداية في ذلك أكثر تبشيرا بالنجاح، ولكن ما أن حل عام 1847م، حتى كان تولستوي قد قرر ترك الدراسة دون أن يحصل على شهادته الجامعية، وقد جاء ذلك عقب أن جاءته الأنباء بأن تقسيم أملاك الأسرة قد جعلته يرث إقطاعية ياسنايابوليانا، وهي إقطاعية كبيرة فيها أكثر من 330 عائلة فلاحية. وكان تولستوي رجلا ذو مثل عليا فأحس أن واجبه يحتم عليه العودة إلى إقطاعيته ياسنايا لرعاية أموره هناك ولتحسين أحوال رعيته من الفلاحين، وأعد مذكرات دقيقة عن خططه لتحقيق ذلك، وعن رغبته في الوصول إلى درجة الكمال، عن طريق أداء واجبه وقراءة أكثر ما يمكنه قراءته.

ولسوء الحظ فإن مثاليته النبيلة وشعوره الشاب بالمسؤولية لم تثبتا أنهما الصفتان المناسبتان للتعامل مع الفلاحين، وبعد مرور صيفين توجه إلى مدينة موسكو، وبعد ذلك إلى سان بطرسبورج حيث عقد العزم على نيل درجة جامعية. ومع ذلك فمرة أخرى بدأ تولستوي الاستمتاع بالحياة الاجتماعية أكثر من أهتمامه بتحصيله العلمي، وانغمس في لعب القمار وغرق في الديون، ضاربا بتحذيرات مربيته تاتيانا عرض الحائط.
كان شقيقه نيكولاس الذي كان يخدم في الجيش الروسي بالقوقاز قد عاد إلى بلده ليقضي إجازته، وعندما رجع إلى مقر عمله، قرر تولستوي أن يصاحبه، تاركا اقطاعيته في رعاية زوج شقيقته ماريا.

وعندما وصل مع شقيقه إلى القوقاز عام 1851م، ما لبث أن أغرم بمشهد الجبال الجميلة هناك، وبعد تسعة أشهر من سفره إنضم إلى الفرقة الروسية القوقازية في القتال ضد قبائل السهول التتارية، وقد سجل جانبا كبيرا من انطباعاته التي كونها خلال تلك الفترة في روايته (الحرب والسلام).

وشارك في بعض المعارك ضد جيش المريدين بقيادة الإمام شامل. وفي تلك المرحلة الأولى من حياته ألف ثلاثة كتب وهي (الطفولة) 1852م؛ (الصبا) 1854م؛ (الشباب) 1857م.

وأستمر في عمله كجندي حتى عام 1855م، حيث أشترك في حرب القرم. ولكنه عاد إلى سان بترسبورج عام 1855م، بعد سقوط سيباستوبول.

ولقد أحب بلاد القوقاز وأثرت فيه حياة شعوب القوقاز وكتب عن تجاربه تلك موضوعات نُشرت في الصحف، وألَّف عنها كتابه (الكوزاك) 1863م الذي يحتوي على عدة قصص.

أوروبا وشهرته ككاتبوبعد تقاعده من الخدمة العسكرية سافر إلى أوروبا الغربية وأعجب بطرق التدريس هناك. ولما عاد لمسقط رأسه بدأ في تطبيق النظريات التربوية التقدمية التي عرفها، وذلك بأن فتح مدرسة خاصة لأبناء المزارعين. وأنشأ مجلة تربوية تدعى ياسنايا بوليانا شرح فيها أفكاره التربوية ونشرها بين الناس.

وفي عام 1857م، زار سويسرا ثم ذهب إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في الفترة من عام 1860م، ولغاية نهاية عام 1861م، وكان مهتما باقامة المدارس، وأصبح معنيا بوجه خاص بمشكلة تعليم أولئك الذين فاتتهم فرصة التعلم في الصغر.

وكذلك أختلط تولستوي بالمزارعين وتعلم أساليبهم في العمل، ودافع عنهم ضد المعاملة السيئة من جانب ملاك الأراضي، وبعد ذلك الوقت لم يغادر إقطاعيته بوليانا على الأطلاق وتزوج في عام 1862م، من الكونتيسة صوفيا أندريفيا برز، التي كانت زوجة متفهمة ومحبة لخدمته.

كتبهويُعد كتاب (الحرب والسلام) 1869م من أشهر أعمال تولستوي، ويتناول هذا الكتاب مراحل الحياة المختلفة، كما يصف الحوادث السياسية والعسكرية التي حدثت في أوروبا في الفترة ما بين 1805 و1820م. وتناول فيها غزو نابليون لروسيا عام 1812م. ومن أشهر كتبه أيضًا (أنا كارنينا) الذي عالج فيه قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية في شكل مأساة غرامية كانت بطلتها هي أنَّا كارنينا.

ومن كتب تولستوي أيضًا كتاب (ما الفن؟). وأوضح فيه أن الفن ينبغي أن يُوجِّه الناس أخلاقيًا، وأن يعمل على تحسين أوضاعهم، ولابد أن يكون الفن بسيطًا يخاطب عامة الناس.

معارضته للكنيسة
وقد تعمق تولستوي في القراءات الدينية، وقاوم الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا، ودعا للسلام وعدم الاستغلال، وعارض القوة والعنف في شتى صورهما. ولم تقبل الكنيسة آراء تولستوي التي أنتشرت في سرعة كبيرة، فكفرتهُ وأبعدتهُ عنها وأعلنت حرمانهُ من رعايتها. وأُعجب بآرائه عدد كبير من الناس وكانوا يزورونه في مقرهِ بعد أن عاش حياة المزارعين البسطاء تاركًا عائلتهِ الثرية المترفة.وهو كفيلسوف أخلاقي أعتنق أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف وتبلور ذلك في كتاب (مملكة الرب بداخلك)، وهو العمل الذي أثر على مشاهير القرن العشرين مثل المهاتما غاندي ومارتن لوثر كينغ في جهادهما الذي اتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف.

أواخر نشاطاتهوفي أواخر حياته عاد تولستوي لكتابة القصص الخيالية فكتب (موت إيفان إيلييتش) 1886م، كما كتب بعض الأعمال المسرحية مثل (قوة الظلام) 1888م. وأشهر أعماله التي كتبها في أواخر حياته كانت (البعث) وهي قصة كتبها 1899م وتليها في الشهرة قصة (الشيطان) 1889م؛ كريوتزسوناتا 1891م؛ (الحاج مراد) و" وفاة ايفان ايليتش" وقصة " الاب سيرغي"التي نُشرت بعد وفاته والتي توضح عمق معرفته بعلم النفس، ومهارته في الكتابة الأدبية. ومدى حبه ومعرفته بالقفقاس وقد اتصفت كل أعماله بالجدية والعمق وبالطرافة والجمال.

الفلسفة المسيحية عند تولستوي
يسأل تولستوى ويفكر في مسألة الموت : لماذا نموت ؟ ولماذا نخاف الموت؟ وله قصة باسم " ثلاث موتات " يقارن فيها بين موت سيدة ثرية وموت فلاح بسيط وموت شجرة، يخلص منها أنه كلما زاد وعينا انفصلنا عن الطبيعة والمجموعة البشرية ونحن نتألم لهذا الوعي وهذا الانفصال عند الموت.

آمن تولستوي بالوصايا العشر، لكنه رفض أي تنظيم أو منظمة دينية وبالتأكيد رفض الكنيسة. ولقد طُرِد من الكنيسة عام 1901م. كان تولستوي يدعو الجميع إلى العيش حياة الفلاحين من دون عنف.

وقال أنه يجب أن نحيا حياتنا بأقصى وأعمق ما نستطيع وأن نجعل الدنيا نعيما لأبناء البشر ونتحمل وحدنا المسؤولية بدلاً من القائها على عاتق قوى القدر والغيبقديره للثقافة العربية
لقد أضمر الكاتب الروسي احتراماً خاصاً للأدب العربي، والثقافة العربية، والأدب الشعبي العربي، فعرف الحكايات العربية منذ طفولته، وعرف حكاية "علاء الدين والمصباح السحري"، وقرأ "ألف ليلة وليلة"، وعرف حكاية "علي بابا والأربعون حرامي"، وحكاية "قمر الزمان بين الملك شهرمان"، ولقد ذكر هاتين الحكايتين ضمن قائمة الحكايات، التي تركت في نفسهِ أثراً كبيراً، قبل أن يصبح عمره أربعة عشر عاماً. وهناك دليل آخر على احترام ليو تولستوي للتراث العربي. فيذكر الكاتب، أنّه أمضى إحدى الليالي في غرفة جدته، وأصغى إلى حكايات المحدث الأعمى ليف ستيبا نفتش، الذي كان يعرف حكاياتٍ عربيةً كثيرةً، ومنها حكاية "قمر الزمان بن الملك شهرمان".

كتب ف.ف.لازورسكي في مذكراته:"وحدثنا ليف نيكولايفتش حكايةً عربيةً، من "ألف ليلة وليلة"، حيث تحول الساحرة الأمير إلى فرسٍ، إنّه يحبّ كثيراً الحكايات العربية، ويقدرّها تقديراً عالياً. ويقول: يجب معرفتها منذ الطفولة.

ويرى تولستوي إنّها نافعة أكثر من مقالة "ماهي الليبرالية"، التي نشرت في مجلة "النقد الأدبي"(162،ص 460).

عتب تولستوي على خ.د. التشيفسكيا، لأنّها لم تضمّن قائمة الكتب المقترحة للقراءة الشعبية الحكايات العربية فكتب لها، "لماذا لم تقترحي الحكايات العربية؟ إنّ الشعب يرغب في قراءتها! هذا تقصير من جانبك"، وأستلم تولستوي، في السنة الأخيرة من عمرهِ، طبعةً فرنسيةً جديدةً "لألف ليلة وليلة"، وقرأها من جديدٍ بكلّ سرورٍ.

تعود علاقة تولستوي الأولى بالأدب الشعبي العربي إلى عام 1882م، فلقد نشر في ملحق مجلته التربوية (يا سنايا بوليانا)، بعض الحكايات العربية الشعبية، منها حكاية "علي بابا والأربعين حرامي". ويظهر تأثر ليو تولستوي بألف ليلة وليلة في روايته لحن كريستر. وأيضا يذكر انه تراسل مع الامام محمد عبده ولكن توفى الاثنان ولم يكملوا تحاورهم بعد رسالتين فقط.

حياته الخاصةتزوج تولستوي من صوفي بيرز التي أثبتت أنها خير الزوجات وأفضل رفاق الحياة بالرغم من أنها تصغره بستة عشر عاما. ولقد خلفا 13 طفلا مات خمسة منهم في الصغر. وكان زواجه ملاذه لهدوء البال والطمأنينة، لأنه كان يعيده إلى واقع الحياة هربا من دوامة أفكاره. وزوجه صوفي كانت خير عون له في كتابته، فقد نسخت مخطوط روايته الحرب والسلام 7 مرات حتى كانت النسخة الأخيرة والتي تم نشرها.

لقد كانت الثلاثون سنة الأخيرة من حياته الطويلة مليئة بالقلق المتزايد، فقد كان يبحث للعثور على إجابة عن مشاكل البشرية، وكان يريد مساعدة الفقير والضعيف، وأعلن الثورة على العنف والحرب، وعلى رياء الرجال المحيطين به، وأصطدمت مثله العليا بتقاليد أسرته، وأخيرا قرر الهرب من موطنه، وقد لحقت به أبنته بعد ذلك، ولكن هروبه من مسكنه وأسرته أثر على صحته التي كانت سيئة بعض الوقت، وحتى في شيخوخته كان متماسكا، وقوي الذاكرة دون أن تضعف رؤاه، إلا أنه وفي توجهه لزيارة شقيقته في ديرٍ كانت هي رئيسته، في 20 نوفمبر 1910 مات من الالتهاب الرئوي في محطة قطار وعلى ما يبدو بسبب البرد الشديد.

وفاتهفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1910م، توفي تولستوي في قرية استابو (في محطة القطار) حين هرب من بيته وحياة الترف، واصيب بالالتهاب الرئوي في الطريق، وكان قد بلغ من العمر 82 عاما. ودفن في حديقة ضيعة ياسنايا بوليانا. ولم يتم دفنه وفق الطقوس الدينية الأرثوذكسية، لأنه رفض أن يُدفن حسب تعاليم الكنيسة أو أن يوضع صليب على قبره لأنه كان كاشفا لزيف رجال الدين والكنيسة وقتها بعدم مناصرتها للفقراء والوقوف مع القياصرة والظلم.



سوناته لكروتزر 1889 – 1891. هذا النص الشهير والذي أثار كثيراً من المجادلات، تخيّله تولستوي بعد أن تجاوز الستين. والمؤلّف يتّخذ فيه موقفاً تجاه المشكلة الزوجية وتجاه الفن الموسيقي على حد سواء. وقبل أن نتصدّى للمشكلة الأولى لِنُشر إشارةً عابرة إلى أن تولستوي أحبّ الموسيقا كثيراً منذ شبابه وفي كل زمان من حياته. لكنه بعد أزمته الدينية والأخلاقية الكبيرة التي حملته على كره الفن والأدب، ونبذ أعمال معاصريه الرئيسية، انتهى إلى الحقد على الموسيقا نفسها التي عدّها مفرطة الانفعالية. وفي «ما الفن» يسخر من أوبيرات «فاغنر»، ويتنكّر لبيتهوفن مؤكّداً أن السمفونية التاسعة «تفرّق بين البشر بدلاً من أن تجمعهم». إن ما يخشاه بخاصة هو سلطان السحر في الموسيقا التي ليس تأثيرها، في رأيه، قائماً على السموّ بالنفس، ولا الهبوط بها، بل كل ما هنالك هو أنها تهيّجها وتوقظ شياطينها. ولذلك «فيا لها من شيء مروّع، تلك الموسيقا!» كما يهتف بطل سوناته لكروتزر.

الترتيب:

#2K

1 مشاهدة هذا اليوم

#32K

3 مشاهدة هذا الشهر

#39K

7K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 478.
المتجر أماكن الشراء
ليف تولستوي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
المدى للإعلام والثقافة والفنون 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية