█ _ أشرف العشماوي 2014 حصريا البارمان عن الدار المصرية اللبنانية 2024 البارمان: مجاناً PDF اونلاين
أبطال هذه الرواية مزيج غريب من شخصيات متباينة اجتماعيا وثقافيا وماديا اختارها المؤلف بعناية وغاص فى أعماق كل منها ، يجمعها كلها حى الزمالك العريق وشارع قصر النيل بوسط القاهرة ويلتقى غالبيتهم فى حانة شهيرة على النيل بذات الحى العريق حيث يحلق بنا اشرف العشماوي فى عالم غريب بتفاصيله الدقيقة المدهشة مستخدما لغة جمالية سلسة وأسلوب سردى بديع ليعرض مآسي انسانية تدمى لها القلوب وأحداث مشوقة متسارعة تتخللها جرائم غريبة مفاجئة تنتهى بنهايات أغرب ، قد تبدو عادلة لوهلة فى مظهرها ولكنها ستصدمك بشدة عندما تتعرف على جوهرها الحقيقي فالعدل المطلق فى السماء فقط ، وبداخل الحانة ستتعرف على جانب خفي من حياة السياسيين وأصحاب النفوذ ..ضباط فاسدين ووزراء سابقين وأنصاف مشهورين.. وشباب لاهي ضائع ونسوة ساقطات وآخريات تائهات وشرائح عالية من المجتمع ممن طفوا مؤخرا على السطح سلط المؤلف الضوء عليهم لترى معه حياة الخفافيش وما يحدث فى أروقة البارات وكيف يكون الساقي هو محور حياتهم جميعا ويعرف أسرارهم فيصبح نديم الخمر بالنسبة لهم ، وستقرأ بين سطور هذه الرواية كيف يسقى بعضنا البعض شراب خليط من وعود براقة ويقدم مشاعر كاذبة حتى تلعب الخمر بالرؤوس وتظهر أعراض النشوة الزائفة إلى ان تأتى اللحظة الفارقة التى يفيق فيها الجميع سقاة وشاربون فيكتشفون الحقيقة العارية من كل زيف كالسائرون نياما يمضون في طريقهم ولا يعرفون أبدًا انهم سيفيقون فى لحظة يحددها القدر وحده ، فيدركونها متأخرين دومًا .
❞ “عارف يا باشا الناس مش بتثور عليكم ليه
رغم انها متضررة منكم اوي ؟
قبل أن يستوعب الوزير السؤال أردف كمال:
لأن الوعي العام كله بقى مزيف .. مصر بتعيش حفلة تنكرية كبيرة ومش حيستقيم الحال وتنجح أي ثورة شعبية إلا بعد أن يخلع الجميع الأقنعة..” . ❝
❞ “إذ صار مؤمنا في السنوات الأخيرة بأنه لا يوجد على وجه الأرض شئ ما يجعله يثور بسبب الآخرين، فليس من المنطقي أن يدفع فاتورة سوء خلق شخص آخر من رصيد أعصابه.. لذلك قرر أن يكون باردا ليكسب عمرا أهدأ!” . ❝
❞ “الى نفسي الامارة بالحيرة التى تتمنى انجلاء الغيوم من على وجه القمر ... وأنا المنذور للعشق .. الم يكن اليأس ادعى لراحة البال ؟! ل أظن .. فأنا أكتشف يوما بعد يوم .. أن عزلتى لن تدوم طويلا , مادام قلبى يدق باستمرار .. سأصبر وأنتظر ˝.” . ❝
❞ “سأجمد قلبي مؤقتا وسأضع عقلي في لفافة من حرير وألقيها في مكان بعيد لا يعرفه أحد سواي، سأقف على الحياد، لن أحب أو أكره، لن أغلب عاطفة على حكمة بل سأتجرد من الاثنتين معا.. أنا الحاضر الذي لا يموت.. وأنا الماضي الذي سيعيش فيه الجميع معي إلى الأبد..” . ❝
❞ “جاهدت كي تبحث عن وسيلة تصبر بها،فكفرت بكل آيات الصبر حتى آمنت بأنه خرافة اخترعناها جميعا لنلطف بها أوجاعنا حين تصطدم أحلامنا بالفشل في حق الحياة مع من نحب في سلام.” . ❝
❞ “الأجراس تدق ولكن في صمت . . لا أحد ينتبه وربما لا يريد
الكل يترقب وينتظر ، لا يساعدون أنفسهم أبداً
وكأنهم إرتضوا جميعاً بـأن تكون حياتهم موتاً مؤجلاً !” . ❝
❞ “هل يموت المرء مرتين ؟ لم يتلق اجابة حاضرة ولكن ما الذى يهم ، حتى لو مات عدة مرات فما دام يعود للحياة من بعد الممات فهو قادر على ان يعيش حياة اخرى يتفادى فيها اخطاء الاولى فليحيا اذن حياته الثانية متجنبا كل خطايا الماضى” . ❝
❞ مضت الليلة بنفس الوتيرة مثل سابقتها.. الكل تحول إلى فراشات تحوم حول نيران نهايتها، هذا يسكر وهذه ترقص، ذاك يشاغل تلك وهذه تضع عينيها على آخر لترافقه، صفقات تُعقد في ثوان ومشاعر تتأجج في دقائق تحت وطأة نشوة خمر زائفة، كئوس تقرع وتفرغ في جوفِ ظمأى يئنون بالشكوى ويرسون بسفن همومهم على شاطئ ساقيهم، هو ينصت ويبتسم ويربت عليهم في حنو ثم تخرج من بين شفتيه كلمات براقة مدموغة بأمل كاذب، يبيع لهم السراب كل ليلة، فيتجرعون الوهم راضين مقبلين عليه بشغف يحتضنونه في لهفة، يخشون أن يتسرب من بين أيديهم، ولكن تتبخر كلماتهم وهمومهم من عقله وتنمحي من ذاكرته عندما يغادر الساقي حانته كل ليلة متخفيا مثلما حضر إليهم ينزع القناع الذي ارتداه أمامهم ويعود من حيث أتى، مثلما ينفضُّ السامر ويلملمون خيمة السيرك لينكشف العراء، ويبدأ المهرج في خلع القناع وإزالة المساحيق من على وجهه.. تنجلي الحقيقة وتظهر الوجوه الحزينة المرهقة البائسة، يهدأ الأسد ويكف عن الزئير ويصبح وديعًا كسولًا كقط أليف، يسدل الستار عن المسرح بأضوائه الباهرة ليختفي الجميع في ظلام الكواليس وبعدها بليلة تضاء الأنوار، يجدهم في انتظاره بلهفة، نفس جمهوره لا يتغير، يترقبون حضوره وكأنهم على موعد مسبق مع قدر تعيس مختار لا يحيدون عنه ولا يخطئهم أبدًا . ❝
❞ “جاهدت كي تبحثعن وسيلة تصبر بها،فكفرت بكل آيات الصبر حتى آمنت بأنه خرافة اخترعناها جميعا لنلطف بها أوجاعنا حين تصطدم أحلامنا بالفشل في حق الحياة مع من نحب في سلام.” . ❝