█ _ فريدريك شلاير ماخر 2017 حصريا كتاب عن الدين: خطابات لمحتقريه من المثقفين دار التنوير للطباعة والنشر 2024 المثقفين: عاش "1768 1834" عصرَ الأسئلةِ الفلسفية واللاهوتية الكبرى فقد تعرّضتْ الأدلةُ الفلسفيةُ وجودِ الله إلى نقدٍ تقويضي فلسفة ديفيد هيوم وإيمانويل كانط وغيرِهما فلاسفةِ القرنَين الثامن عشر والتاسع وكان النقدُ الذي تعرّض له الكتابُ المقدّس شديداً بعد تعارُضِ بعضِ ما جاء فيه مع الاكتشافات والنظريات العلمية الحديثة وظهرتْ آراءُ لمفكرين ترى أن منشأَ الحاجة البشرية للدين عواملُ معروفةٌ بوسع الإنسان التغلب عليها ومن ثمّ الاستغناء الدين وأعلت الرُّومانْسِيَّةُ مكانةِ المشاعر والعواطف والخيال الأدب والفن ولم تعبأْ بالعقل تكترثْ بالتقنيات والمعايير الكلاسيكية ودعتْ للعودةِ الطبيعة والانغمارِ فيها واتخاذِها موضوعاً للكتابة وشدّدتْ الانهمامِ بالذات والبوح بما يختبئ أعماقها ألم وأمل وحزن وفرح وكآبة ومسرة تجدْ حاجةً لالتزام الأديب بالمعايير الأخلاقية فليس بالضرورة يكون الأديبُ أخلاقياً وكانتْ حياةُ الأوروبي ذلك الزمان قلقةً كئيبةً حزينة إثر شدّة النزاعات وما تركته الثورةُ الفرنسية آثار وتداعيات لم يكن أمامَ هذه الموجاتِ الحادّةِ النقد وضراوةِ الألم يجتاحُ حياة الفرد والجماعة يتمسكَ بمحاججاته الموروثة ويكرّرَ اللاهوتُ دفاعاتِه المعروفةَ بل كانت هناك ضروراتٌ تفرض أنْ يتحدثَ لغةً جديدة يتخطى منطقَ جداليات عقله اللاهوتي تجاوزه العقلُ الفلسفي ويعيدَ النظرَ تفسير مسلّمات كتابه التي زلزل شيئاً منها العلمُ الحديث في هذا الفضاء الروحي والفكري قدّم فَهمَه وهو الخبيرُ بالفَهم كان أولَ فتحَ الطريقَ لتدشين مسارٍ جديدٍ للهرمنيوطيقا بوصفها "فهماً للفهم" يتمسكْ فهم لنقض أدلّة العقل بالعلم نظريات العلم وإنما اجترح طريقاً يتحدّث تحاكي لغةَ الشعراء وتستوحي مخيّلةَ الفنانين لاكتشافِ جوهر وتفسيرِ وظيفتِه يهمُّه التوغلُ مديات عميقة الذات وتحليلُ طبيعة الحزن والألم واللامعنى يُشقيها يمكن يقدّمه الدينُ لها يبحث يشفي الروحَ أمراضها وليس يُمرِض الروح العقلي والروحي تبلبلَ تفكيرُ النخبة بشكوك مختلفة واستفهامات حائرة ألّفَ ماخر: "عن المثقفين" وأصدره عام 1799 كما يشي عنوانُه كتابٌ موجّه للمثقفين عصره ممن يراهم يحتقرون وترسَّمَ نهجاً خاصاً تتناغم رؤيا شاعريةٌ ببيانات مكثّفة صاغها بأسلوبه المتدفق الغزير وصنّفها خمسة تتناول خمسةَ موضوعات تكلّم بلغة تجمع بين الذوق والكَشْف والحدْس والتأمّل لغة تحضر صورةُ وتتجلى بصيرتُها الروحية أكثر أيّ شيء آخر كتاب إيماني والكتب النوع عادة يحضر البيانُ ويشحُّ البرهان إنه يستمع اليه القلبُ قبل تصغي إليه الأذن يخاطب المشاعرَ يحاججَ يطغى مساحات واسعة منه أسلوبٌ وجدانيٌّ وكأنّه قصائد منثورة تلوّنها روحانيةٌ متوهّجة كأنّه نصوصٌ مقدّسة مشبوبةٌ بالعاطفةِ وتأجيجِ إذ يتحسَّسُ مَنْ يستمعُ إليها صوتَ يتردّد ألحان عباراتها كأوتار قيثارة تعزفُ أناملُ عازفٍ محترف ومثلُ اللون الكتابة لا ينشغل بالأدلة ينشد إيقاظَ الضمير وإثارةَ العواطف هذا تعبيرٌ خبرة روح خبرةَ الأرواح الحرة المشبعة بمكاشفات صوفية كلوحة يرتسم سحرُ كلمات المُضمَرُ أعمقُ دلالةً الظاهر والخفيُّ غوايةً الجليّ والجذوةُ حرارةً اللّهب إيقاعُها يتناغم يبوحُ به قلبُ مؤمن يرسمه ضميرُ عاشق ينشده إنسانٌ متيّمٌ بالحبّ والخير والجمال إنه ليس لأولئك القرّاء الذين يقرؤون إلّا يقولُه المحْض والعلم هو لنمطٍ خاصّ تطربهم مثلُ النصوص إنهم الجائعةُ أرواحُهم يشبعها والظامئةُ قلوبُهم يرويها والتوّاقةُ مشاعرُهم يشحذها الكتاب الحقيقي يبرَعُ كتابةِ تاريخِه الخاص يخترق قيودَ ويتخطى حدودَ البيئة ويتغلب مضايق المكان فيمسي كتابًا عالميًا يخاطبنا اليومَ مثلما خاطب مواطنيه وبيئته الدينية والثقافية أمس وحسب أنّ كاتبَه رائياً يروي روايةَ الفلسفة واللاهوت لزمانه سيرةَ القلب رؤيةَ البصيرة وأشواقَ وحسبه أنه تجلياً للحياة لراءٍ يتبصّر خبراتِ فيصهرها يتذوقه ويلوّنها يُلهب ويسكب كل الورق إن وإنْ كتب كتابَه بمشاعر الشاعر لكنّه يعترف بموازاة تلك بشيء للعقل فهو الوقت يشدّد استغناء والمنطق إلا يشير الدينَ يضادّ نستمع يقول: "فالدين بحاجة للاستدلالات المنطقية ولكنه ذاته يدعو لإقصاء المضامين العقلية"[2] يتلخص جوهرُ وتتجلّى حقيقةُ التدين عند بالتجربة وكأن بمثابة المحار يكتنز لؤلؤ داخلَ أصدافه أو الجوز يحتوي لبّ داخل قشوره فكلُّ "الأسرار المقدسة" مودعةٌ اللبّ والجوهر وكلٌّ الشعائر والطقوس توقظ "البذرةَ النائمةَ" وتستنهض وكلُّ خلا الجوهر شيءٌ مطلوباً لكونه وسيلةً لتلك الحقيقة الباطنية تنغمس الأعماق يشرح بقوله: "إنني كإنسان عادي أحدّثكم الأسرار المقدَّسة والشيَع الغامضة للبشرية وجهة نظري منطوق يكشف المتواري أغراني للبحث عنه عندما كنت عنفوان الشباب التجربة والقوة الكامنة أعماقي تشعرني بوجودي منذ بدأت بتحسّس مفاصل الحياة وقيمة الفكر عمَّا سيبقى مقامه الأعلى داخلي الأبد اختلاف طرائق تبدّل الزمن وعوامل حراك الإنسانية إنَّ حديثي المقام لم ينبعث قرارات عقلانية ولا ينبع شعور بالأمل الخوف أنَّه غالباً يحيط بالظواهر ويمنح الأشياء نسَقاً نسبياً متوخياً قد يؤول غرَض عقليٍّ نهائيّ حديث يتخذ المكاشفة المعتبرة لكيان منهجاً بِناءً سبب اعتباطي عرضي إنَّه ضرورة داخلية تفرضها عليّ طبيعتي بشكل يقاوَم تسخيرٌ إلهيٌّ يمكنني عبره أُحدّد مكاني الكون ويجعلني المخلوق أنا" لا أريد أسرقَ متعةَ اكتشاف القارئ فأتحدّث عمّا يكتنزه الكتاب وأسهب عرض مضامينه لكن أودّ أشيرَ قرّاءَ العربية عرفوا بوصفه المؤسسَ بمعنى: فن الفهم تقنية العصر يدرسْ الباحثون رأيَه وغيرِه أعماله اللاحقة يغوص تحليل ويكشف أنها يدعو فهمِ لأنه "في وحده سواه؛ ينظر المعلم المحترف والتلميذ المبتدئ أفق واحد لأن يقع خارجه" ويعلن تفسيره "بوصفه حاجة وجودية" والذي الخيط الناظم لكتابه هذا؛ "إن يهمني تكريس وجودية تحمل الدعوة للنظر الأبدية وكل للأبدية توجد مستقلة ومعتمدة ذاتها وهي ليست لسواها لإكمالها لأنها جزء سواها وكله آن" يرتقي لدى مرتبة سامية يصير مصدراً أساسياً للطاقة العظمى تجربةً تجعله قادراً التعبير كلّ لذلك يتحدث الكثير الخصائص والصفات يتميز بها يَعِدُ المهام يصفه "لقد ثبت لديّ أهمية تتجلى مستوى التفاعل العملي معترك وإنّما مضمار الفكري لأنّه تجربة منوطة بالوجود ينفرد برؤى ونواميس قادرة والإخبار طاقة أبدية غير قابلة للنضوب دينامية وحراك تتخلل الحميمية طبيعتها أقوى يضمر تحت تأثير يجابه عنف تسطيح لصيق فطرة يعني احتجابها أي ظرف انعدامها يمنحنا قدرة نرى الآخر كرؤيتنا لذواتنا وأن نتعاطى شرعية وجودنا عبر نضفيه للوجود" يهتم باكتشاف الصلة العضوية الفن والدين فكلّ منهما يشبع توقَ للمعنى ويؤمّن حاجتَها للجمال أنَّ يخاف المحبة فغايةُ تعني: "أن نحب العالَم ونبتهج لمشاهدة صنيعها خوف فالدين يختلف جماله وحُسن وجوده سواه قيم الجمال تنبثّ ثنايا العالم كيف الفيض يغمر كرامة ومحبة نعومة أظفاره" وكما يعتقد محبةَ تنبع كذلك تخلو الجزم تتحقق "الدين اللبنة الأساسية لتشييد محبة ثمَّ إدراك القيمة العليا المحبّة كرابط جماعي غنى للفرد عنه؛ لأنَّه الوحيد يفتقر بذاته إمكانية تحديد مصير والاقتراب مفهوم مادة للدين" مهمةَ هي مناهضةُ الاستبداد يفرض فهمَه للحقيقة ويرسم طريقَه للوصول ويحظر أيَّ شكل للفهم يتطابق معها يذهب أخطرَ يهدّد احتكارُ وانحصارُه "أهم تعدديته وكراهيته للاستبداد يجمّد يتفق معه يحجّره ظناً بأنه سيحافظ التعدّد وكنهه وعبره تتحقّق فكرة الخلاص المسيحية ويصبح يجثم صدرها بؤس قابلاً للزوال يوجد مناقضة المقوّض لقابليته لتعدد أشكال فهمه" وعلى الرغم كشف لتعدّدية تعني تعدّدَ تعبيراته وتمثّلاته فقرات دون نقد لبعض أنواع فهمه دقيق لتعريفه يعنيه كلٌّ الإيمان والتديّن لديه والفلسفة مجاناً PDF اونلاين ترتيب أمور معلومة للتأدي مجهول ويُستخدم الدراسات المتعلقة البشري ويشير تصحيح الاستنتاجات بشأن حقيقي واقعي وبشأن كيفية حل المشكلات ويمكن تقسيم النقاش المتعلق بالفكر مجالين واسعي النطاق وفي هذين المجالين استمر استخدام المصطلحين "الفكر" و"الذكاء" كمصطلحين مرتبطين ببعضهما البعض الفلسفة (لغويا اليونانية φιλοσοφία philosophia والتي حرفيًا "حب الحكمة") دراسة الأسئلة العامة والأساسية الوجود والمعرفة والقيم والعقل والاستدلال واللغة غالبًا تطرح مثل كمسائل لدراستها حلها ربما صاغ مصطلح "فيلسوف (محب الحكمة)" الفيلسوف وعالم الرياضيات فيثاغورس (570 495 الميلاد) تشمل الأساليب الاستجواب والمناقشة النقدية والحجة والعرض المنهجي وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
❞ أما أنتم أيها الكارهون للدين: فثمَّ عفنٌ فكريٌ راكدٌ عميقٌ متجذرٌ لدى بعضكم؛ لدرجة أن فهم الدين حق الفهم أصبح أمراً مستعصياً و غير قابل للتحقق ، بالرغم من سريان النفحة الدينية و تجذرها في مظاهر الوجود الطبيعي!
إني لا أفهم هذا الإصرار الوقح على إنكار الدين و موقعه؛ و هو إصرار في أكثر أحواله مبنيٌّ على الجهل بموقع الدين من الحياة!
لمصلحة من تستمرئون هذا التعتيم الأعمى على حقيقة الدين ودوره في صوغ الحاضر؛ و صقل المستقبل ؟! . ❝