█ _ محمد الغزالى السقا 2005 حصريا كتاب ❞ الجانب العاطفي من الإسلام ❝ عن دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع 2024 الإسلام: يبحث الكتاب موضوع التصوف الإسلامى ويسميه وهو يريد أن يخرج بالتصوف إلى النور بعيدا الفكرة الغربية الفلسفية التى يرفضها ومقصده ذلك كيف يجعل المسلمين قلوبهم متعلقة بالله وفي ذات الوقت يملكون الدنيا بأيديهم فيخدمون بها دينهم وكيف يتحول الذكر طاقة إيجابية فعالة ويرى جوانب شعب الإيمان قد قتلت بحثا كفقه العبادات والمعاملات وأخري لم تلق الاهتمام الكافي وهى الجوانب المتعلقة بالأخلاق والنفس وهو هذا يسعي لرأب الصدع كثير مما كتب ينقصه المنهج العلمى ويغلب عليه الطابع الأدبي الشخصي الناس أصناف أصحاب العواطف الحارة وأصحاب العقول القوية والمؤسف والمحزن العاطفة يميلون للجهل والخرافات ثم يغلب عليهم الجفاء والقسوة والإسلام لا ولا ذاك ولكنه يؤسس ركائز عقلية عبادة قائمة سلامة القلب والمحبة والأدب يعرض بمثالين صدق يبرر تجاوز العلمي وكيف اطلاقها يرث الضلالة والبعد التفسير والتعاليم القويمة المثال الآخر جفاف العقل والأخذ بظاهر التعاليم والنصوص يحقق الفائدة المرجوة ولذا فمنهج المنزلة بين الاثنين إنصافا للحق والدين التربية والسلوك مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
❞ إن المعصية شىء خطير، واتجاه الإرادة إليها زلزال يصيب الإيمان، أو ضباب يغطى معرفة المسلم لربه.
يصحب هذا العمى انفلات من قيد الخضوع ومن مبدأ السمع والطاعة.
من أجل ذلك قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ˝ لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن . ❝
❞ ليس فى الإسلام تغليب للجسد على الروح، ولا للروح على الجسد، إنما فيه تنظيم دقيق يجعل معنويات الإنسان هى التى تتولى قياده وتمسك بزمامه، فلا هو براهب يقتل نداء الطبيعة، ويميت هواتف الفطرة، ولا هو مادى يتجاهل سناء الروح وأشواقها إلى الرفعة والخلود . ❝
❞ وقد أسفت ـ كما أسف غيرى ـ لصنفين من الناس
* صنف تلمس فى قلبه عاطفة حارة، ورغبة فى الله عميقة، وحبا لرسوله باديا، ومع ذلك تجده ضعيف البصر بأحكام الكتاب والسنة، يعلم منها قليلا ويجهل منها كثيرا، ويغريه بالتعصب للقليل الذى يعلمه أنه يأنس من نفسه صدق الوجهة، وقوة محبة لله ورسوله ربما افتقدها فى غيره فلم يشعر بها.
* وصنف تلمس فى عقله ذكاء، وفى علمه سعة، وفى قوله بلاغة، يعرف الصواب فى أغلب الأحكام الشرعية، ويؤدى العبادات المطلوبة منه أداء لا بأس به، ولكنه بارد الأنفاس، بادى الجفوة، غليظ القلب، يكاد يتمنى العثار لغيره، كى يندد بأغلاطه، ويستعلى هو بما أوتى من إدراك للحق، وبصر بمواضعه من كتاب وسنة.
عرفت الصنفين معا فى تجاربى مع الناس.
فكان يغيظنى من أصحاب العاطفة، ما يغلب عليهم من جهل وما يشين غيرتهم من عكوف على الخرافات، وعجز عن استيعاب الأحكام التى استعلنت فى دين الله أدلتها، واكتفاؤهم بحب سلبى طائش.
وكان يغيظنى من الآخرين استكبارهم لما هدوا إليه من صواب فى بعض الأحكام العقيدية والفقهية، واستهانتهم بآفات القلوب وفراغهم من حرارة الإقبال على الله، والحنو على عباده . ❝
❞ إن الحرية ليست حق الإنسان أن يَتَحَول حيوان إذا شاء ، أو يَجحَد نسبة الروحي الى رب العالمين ، أو يقتَرف من الأعمال ما يوهي صلتة بالله ويُقَوي صِلَتة بالتُراب ،فإن الحريَّة بهذا المعنى لا تعدو قَلب للحَقائِق و إبعاد الأمور عن مَجراها العَتيد ،فالحريه المطلقة لا تَنبِع إلا من العُبودية الصحيحة لله وحده . ❝
❞ إذا وجدت امرأ راضيا عن نفسه فافقد فيه الأمل، لأنه ينطوى على ركام من العيوب والنقائص وهو لا يلتمس الخلاص منها بل إنه فاقد الشعور بوضاعتها.
وهيهات لمثل هذا اكتمال أو نجاة . ❝
❞ إن الله يقترب برحمته ممن يقفون عند منازلهم الإنسانية ويوقرون ربهم سرا وعلانية.
اعترف فى ساحته بعجزك يمنحك القوة .
اعترف فى ساحته بذلك ينضر وجهك بالكرامة.
إبرأ من حولك وطولك إلى حوله وطوله يهبك سلطانا فى الأرض ويكفل لك التوفيق والنصر والنجاح (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم).
والناس ـ فى العصر المغتر ـ زاهدون فى السماء عاكفون على الأرض، واثقون من عالم الشهادة ساخرون من عالم الغيب، مؤمنون بأنفسهم قليلو الاكتراث بربهم الذى خلقهم لغاية أشرف مما يألفون.
وهم محرمون حقا من أمداد الفضل الإلهى ما بقوا على هذا الزيغ، بل هم معرضون حتما لنكال فى أعقاب نكال، وحرب فى أعقاب حرب.
(ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد) . ❝
❞ إن عبادة الجسد، وعبادة المادة، والتمرد على الأساس الإلهى فى الحياة الإنسانية عوج لا يتمخض إلا عن الشر والبلاء.
وآفة الحضارة المادية أنها سخرت العقول للشهوات، وأخرست نداء الروح وأطلقت نداء الطين، وجحدت أن الإنسان نفخة من روح الله، ورأت أنه ـ كلا وجزءا ـ نشأ من الأرض فلا يجوز أن يرفع رأسه إلى أعلى يذكر الله ولى نعمته، وسر عظمته . ❝
❞ والمؤسف والمحزن أن أصحاب العاطفة يميلون للجهل والخرافات، ثم أصحاب العقول يغلب عليهم الجفاء والقسوة. والإسلام لا يريد هذا ولا ذاك ولكنه يؤسس الإيمان على ركائز عقلية، وهو في ذات الوقت عبادة قائمة على سلامة القلب، والمحبة والأدب . ❝
❞ إن حياة الدعة والطراوة تقتل المواهب، وتطمر الملكات...
والإنسان يتحرك، ويتكشف معدنه، ويغزر إنتاجه كلما أحس خطر المعارضين، أو صدمات الشدائد، كأن أسرار الحياة الكامنة فيه يستثيرها التهديد فتتحفز للدفاع عن نفسها، فتندفع إلى الأمام ناشطة آملة. !
و معادن العظماء إنما تبرق وسط الأنواء التى تكتنفها، فكأن هذه الأنواء رياح تنفخ فى ضرامها، فيتوهج، ولو ترك وحده لكان وشيك الانطفاء . ❝
❞ أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس، وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا عنها، لأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه
فأى علم لعالم يرضى عن نفسه وأى جهل لجاهل لا يرضى عن نفسه . ❝
❞ والخطأ فى حق الله لا يداويه إلا اعتذار المخطئ نفسه.
فلو اعتذر عنه أهل الأرض جميعا، وفى مقدمتهم النبيون، وبقى هو على عوج نفسه فلن يقبل عنه اعتذار، ولن ينفعه استغفار.
لابد أن يجثو المذنب فى ساحة الرحمن ثم يهتف من أعماق قلبه (رب اغفر وارحم، وأنت خير الراحمين)
ليؤمل ـ بعد ـ فى مغفرة الله ورحمته . ❝
❞ العبارة الواردة فى الحديث الشريف وهى ˝ أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ˝ ليست وصفا لشخص يصف قدميه للصلاة، أو يلهج لسانه بالذكر فحسب.
إنما هى وصف لإنسان يقيم أوامر الله كلها، فى شئون الحياة كافة.
ومجال الإحسان رحب الدائرة، حدوده وظيفة الإنسان فى الحياة من المهد إلى اللحد . ❝