█ الفتح الأعظم فلما نزل رسول الله ﷺ مر الظهران نزله عشاء فأمر الجيش فأوقدوا النيران فأُوقدت عشرة آلاف نار وجعل الحَرَسَ عُمَرَ بنَ الخطاب رضي عنه وركب العباس بغلة البيضاء وخرج يلتمس لعله يجد بعض الحطّابة أو أحداً يخبر قريشاً ليخرجوا يستأمنون قبل أن يدخلها عَنْوَةً قال : والله إني لأسير عليها إذ سمعت كلام أبي سفيان وبدیل بن ورقاء وهُما يتراجعان وأبو يقول ما رأيتُ كالليلة نيراناً قط ولا عسكراً بديل هذه واللَّهِ خزاعة حَمَشَتْهَا الحَرْبُ فيقول أبو خُزاعة أقل وأذلُّ تكون نيرانها وعسكرها فعرفتُ صوته فقلت أبا حنظلة ! فعرف صوتي فقال الفضل ؟ قلت نعم مالك فداك وأمي قلتُ هذا الناس واصباحَ قُريش واللهِ فما الحيلةُ لئن ظَفِرَ بكَ لَيَضْرِبَنَّ عُنقَكَ فاركب عجز البغلة حتى آتي بك فاستأمنه لك فركب خَلْفي ورجع صَاحِبَاه فجئتُ به فكلما مررت من نيران المسلمين قالوا مَنْ هَذَا فإذا رأَوْا بغلةَ وأنا عم بغلته مررتُ بنارِ عمر كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ وكان مِنبَر الرسول ﷺ ثلاث درجات ، وكان قبل اتخاذه يخطب إلى جذع يستند إليه ، فلما تحوّل إلى المنبر ، حنَّ الجِذْعُ حنيناً سمعه أهل المسجد ، فنزل إليه وضمَّه ، قال أنس : حنَّ لما فقد ما كان يسمع من الوحي ، وفقده التصاق النبي ﷺ ، ولم يُوضع المنبر في وسط المسجد ، وإنما وضع في جانبه الغربي قريباً من الحائط ، وكان بينه وبين الحائط قدر ممر الشاة ، وكان إذا جلس عليه النبي ﷺ في غير الجمعة ، أو خطب قائماً في الجمعة ، استدار أصحابه إليه بوجوههم ، وكان وجهه ﷺ قِبَلِهم في وقت الخطبة ، وكان يقوم فيخطب ، ثم يجلس جلسة خفيفة ، ثم يقوم ، فيخطب الثانية ، فإذا فرغ منها ، أخذ بلال في الإقامة ، وكان يأمر الناس بالدنو منه ويأمرهم بالإنصات ، ويُخبرهم أن الرجل إذا قَالَ لِصاحبه : أَنْصِتْ فَقَدْ لَغَا . ويقول : مَنْ لَغَا فَلاَ جُمُعَة لَهُ . وكان يقول : مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الجُمُعَة والإمامُ يَخْطُبُ ، فَهُوَ كَمَثَلُ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ، والَّذِي يَقُول لَه : انْصِتُ لَيْسَتْ لَهُ جُمُعَة . وكان ﷺ إذا صلى الجمعة دخل إلى منزله فصلى ركعتين سُنتها ، وأمر مَنْ صلاها أن يُصلي بعدها أربعاً . قال شيخنا أبو العباس ابن تيمية : إن صلى في المسجد صلى أربعاً ، وإن صلى في بيته ، صلى ركعتين . قلتُ : وعلى هذا تدل الأحاديث ، وقد ذكر أبو داود عن ابن عمر أنه كان إذا صلَّى في المسجد ، صلى أربعاً ، وإذا صلى في بيته ، صلى ركعتين
وفي الصحيحين عن ابن عمر أن النبي ، كان يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته ، وفي صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ ، ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الجُمُعَةِ ، فَلْيُصَلُ بَعْدَهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ) . والله أعلم . ❝
❞ قدوم وفد غامد على رسول الله ﷺ ..
قَدِمَ على رسول الله ﷺ وفد غامد سنة عشر ، وهم عشرة ، فنزلوا ببقيع الغَرقَدِ ، وهو يومئذ أثل وطرفاء ، ثم انطلقوا إلى رسول الله ﷺ ، وخلفوا عند رحلهم أحدثهم سِناً ، فنام عنه ، وأتى سارق ، فسرق عَيبة لأحدهم فيها أثواب له ، وانتهى القوم إلى رسول الله ﷺ ، فسلموا عليه ، وأقروا له بالإسلام ، وكتب لهم كتاباً فيه شرائع من شرائع الإسلام ، وقال ﷺ لهم ( مَنْ خَلَّفْتُم فِي رِحَالِكم ؟ ) فقالوا : أحدثنا يا رسول الله ، قال ﷺ ( فإِنَّه قَد نَامَ عَنْ مَتَاعِكُم حَتَّى أتى آتٍ فَأَخَذَ عَيْبَةَ أَحَدِكُم ) ، فقال أحدُ القوم : يا رسول الله ! ما لأحد من القوم عيبة غيري ، فقال رسول الله ﷺ ( فَقَدْ أُخِذَتْ ورُدَّتْ إلى مَوْضِعِها ) ، فخرج القومُ سراعاً حتى أتوا رحلهم ، فوجدوا صاحبهم ، فسألوه عما أخبرهم رسول الله ﷺ فقال : فزعْتُ مِن نومي ، ففقدتُ العيبة ، فقمتُ في طلبها ، فإذا رجل قد كان قاعداً ، فلما رآني فثار يعدو مني فانتهيت إلى حيث انتهى فإذا أثر حفر وإذا هو قد غيب العيبة فاستخرجتها ، فقالوا نشهد أنه رسول الله ، فإنه قد أخبرنا بأخذها وأنها قد رُدَّت ، فرجعوا إلى النبي ﷺ فأخبروه ، وجاء الغلام الذي خلفوه فأسلم ، وأمر النبي ﷺ أبي بن كعب ، فعلمهم قرآناً ، وأجازهم كما كان يجيز الوفود وانصرفوا . ❝
❞ تأمل كيف وصف ـ سبحانه ـ النصر بأنه عزيزا في هذا الموطن ثم ذكر إنزال السكينة في قلوب المؤمنين في هذا الموطن الذي اضطربت فيه القلوب ، وقَلِقَتْ أشدَّ القلق ، فهي أحوج ما كانت إلى السكينة ، فازدادوا بها إيماناً إلى إيمانهم ، ثم ذكر سبحانه بيعتهم لرسوله وأكدها بكونها بيعةً له سبحانه ، وأن يده تعالى كانت فوق أيديهم إذ كانت يد رسول الله ﷺ كذلك ، وهو رسوله ونبيه ، فالعقد معه عقد مع مُرْسِلهِ ، وبيعته بيعته ، فمن بايعه ، فكأنما بايع الله ، ويد الله فوق يده ، وإذا كان الحجر الأسود يمين الله في الأرض ، فمن صافحه وقبله ، فكأنما صافح الله ، وقبل يمينه ، فيد رسول الله ﷺ أولى بهذا من الحجر الأسود ، ثم أخبر أن ناكث هذه البيعة إنما يعود نكثه على نفسه ، وأن للمُوَفِّي بها أجراً عظيماً فَكُلُّ مؤمن فقد بايع الله على لسان رسوله بيعة على الإسلام وحقوقه ، فناكِث ومُوفٍ . ❝