الفتح الأعظم ...  فلما نزل رسول الله ﷺ مر الظهران ، نزله... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)

- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖

█ الفتح الأعظم  فلما نزل رسول الله ﷺ مر الظهران نزله عشاء فأمر الجيش فأوقدوا النيران فأُوقدت عشرة آلاف نار وجعل الحَرَسَ عُمَرَ بنَ الخطاب رضي عنه وركب العباس بغلة البيضاء وخرج يلتمس لعله يجد بعض الحطّابة أو أحداً يخبر قريشاً ليخرجوا يستأمنون قبل أن يدخلها عَنْوَةً قال : والله إني لأسير عليها إذ سمعت كلام أبي سفيان وبدیل بن ورقاء وهُما يتراجعان وأبو يقول ما رأيتُ كالليلة نيراناً قط ولا عسكراً بديل هذه واللَّهِ خزاعة حَمَشَتْهَا الحَرْبُ فيقول أبو خُزاعة أقل وأذلُّ تكون نيرانها وعسكرها فعرفتُ صوته فقلت أبا حنظلة ! فعرف صوتي فقال الفضل ؟ قلت نعم مالك فداك وأمي قلتُ هذا الناس واصباحَ قُريش واللهِ فما الحيلةُ لئن ظَفِرَ بكَ لَيَضْرِبَنَّ عُنقَكَ فاركب عجز البغلة حتى آتي بك فاستأمنه لك فركب خَلْفي ورجع صَاحِبَاه فجئتُ به فكلما مررت من نيران المسلمين قالوا مَنْ هَذَا فإذا رأَوْا بغلةَ وأنا عم بغلته مررتُ بنارِ عمر كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ الفتح الأعظم ...

 فلما نزل رسول الله ﷺ مر الظهران , نزله عشاء , فأمر الجيش فأوقدوا النيران , فأُوقدت عشرة آلاف نار , وجعل رسول الله ﷺ على الحَرَسَ عُمَرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه , وركب العباس بغلة رسول الله ﷺ البيضاء , وخرج يلتمس لعله يجد بعض الحطّابة , أو أحداً يخبر قريشاً ليخرجوا يستأمنون رسول الله ﷺ قبل أن يدخلها عَنْوَةً , قال : والله إني لأسير عليها إذ سمعت كلام أبي سفيان , وبدیل بن ورقاء وهُما يتراجعان , وأبو سفيان يقول : ما رأيتُ كالليلة نيراناً قط ولا عسكراً , قال : يقول بديل : هذه واللَّهِ خزاعة حَمَشَتْهَا الحَرْبُ , فيقول أبو سفيان : خُزاعة أقل وأذلُّ أن تكون هذه نيرانها وعسكرها قال فعرفتُ صوته , فقلت : أبا حنظلة ! فعرف صوتي , فقال : أبا الفضل ؟ قلت : نعم , قال : مالك فداك أبي وأمي ؟ قال : قلتُ : هذا رسول الله ﷺ في الناس واصباحَ قُريش واللهِ , قال : فما الحيلةُ فداك أبي وأمي ؟ قلت : والله لئن ظَفِرَ بكَ لَيَضْرِبَنَّ عُنقَكَ , فاركب في عجز هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله , فاستأمنه لك , فركب خَلْفي ورجع صَاحِبَاه قال فجئتُ به فكلما مررت به على نار من نيران المسلمين قالوا مَنْ هَذَا ؟ فإذا رأَوْا بغلةَ رسول الله ﷺ وأنا عليها , قالوا : عم رسول الله ﷺ على بغلته حتى مررتُ بنارِ : عمر بن الخطاب فقال : من هذا ؟ وقام إليَّ , فلما رأى أبا سفيان علي عَجزِ الدابة , قال : أبو سفيان عَدُوٌّ الله , الحمد لله الذي امْكَنَ مِنْكَ بغير عقد ولا عهد , ثم خرج يشتد نحو رسول الله ﷺ , وركضت البغلة , فَسَبَقَتْ , فاقتحمت عن البغلة , فدخلت على رسول الله ﷺ , ودخل عليه عُمَرُ , فقال : يا رسول الله ! هذا أبو سفيان فدعني أضرب عنقه , قال: قلتُ : يا رسول الله ﷺ إني قد أجرته , ثم جلستُ إلى رسول الله ﷺ , فأخذتُ برأسه , فقلتُ : والله لا يُناجيه الليلة أحد دوني , فلما أكثر عُمَرُ في شأنه , قلتُ : مهلاً يا عمر , فوالله لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قُلْتَ مِثْلَ هذا , قال : مهلاً يا عباس , فوالله لإسْلامُكَ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلامِ الخَطَّابِ لَوْ أَسْلَمَ , وما بي إلَّا أَنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ إِسْلَامَكَ كَانَ أَحبَّ إلى رسول الله ﷺ من إسلام الخطاب , فقال رسول الله ﷺ ( اذْهَبْ بِهِ يا عبَّاسُ إِلى رَحْلِكَ , فإذا أَصْبَحْتَ فَالتِني به ) , فذهبت فلما أصبحتُ غدوتُ به إلى رسول الله ﷺ , فلما راه رسول الله ﷺ قال ( وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ , أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنْ لَا إِله إِلَّا الله ؟ ) قال : بأبي أنتَ وأمي , ما أحلمك , وأكرمك , وأوصلك , لقد ظننتُ أن لو كان مع الله إله غيره , لقد أغني شيئاً بعد , قال ﷺ ( ويحك يا أبا سفيان , أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنِّي رَسُولُ الله ؟ ) قال : بأبي أنت وأمي , ما أحلمك وأكرمَكَ وأوصلك , أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيئاً , فقال له العباس : ويحك أسلم , واشهد أن لا إله إلَّا الله , وأن محمداً رسول الله قبل أن تُضْرَبَ عنقُك , فأسلم وشَهِدَ شهادة الحق , فقال العباس : يا رسول الله ! إن أبا سفيان رَجُلٌ يُحِبُّ الفخر , فاجعل له شيئاً , قال ﷺ ( نَعَمْ مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبي سفيان , فَهُوَ آمِنٌ , ومَنْ أَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهِ فَهُوَ آمِنٌ , وَمَنْ دَخَلَ المَسْجِدَ الحَرام فَهُوَ آمن )  وأمر ﷺ العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تَمُرَّ به جنود الله , فيراها , ففعل , فمرَّتِ القبائل على راياتها , كلما مرت به قبيلةٌ قال: يا عباس , مَنْ هذه؟ فأقول : سليم , قال : فيقول : ما لي ولسليم , ثم تمرُّ به القبيلة , فيقول: يا عباس ! مَنْ هولاء ؟ فأقول : مُزَيْنَة , فيقول : ما لي ومُزينة , حتى نَفَدَتِ القبائل , ما تَمُرُّ به قبيلة إِلَّا سألني عنها , فإذا أخبرته بهم : قال : ما لي ولبني فلان حتى مر به رسول الله ﷺ في كتيبته الخضراء , فيها المهاجرون والأنصار لا يُرى منهم الا الحدق من الحديد قال : سبحان الله يا عباس , من هؤلاء ؟ قال : قلت : هذا رسول الله ﷺ في المهاجرين والأنصار , قال : ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة , ثم قال : والله يا أبا الفضل ! لَقَدْ أَصْبَحَ مُلْكُ ابن أخيك اليَوْمَ عظيماً , قال : قلت يا أبا سفيان : إنها النبوة , قال : فنعم إذاً , قال : قلتُ : النَّجاء إلى قومك. ❝
10
1 تعليقاً 0 مشاركة