█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وكان مِنبَر الرسول ﷺ ثلاث درجات ، وكان قبل اتخاذه يخطب إلى جذع يستند إليه ، فلما تحوّل إلى المنبر ، حنَّ الجِذْعُ حنيناً سمعه أهل المسجد ، فنزل إليه وضمَّه ، قال أنس : حنَّ لما فقد ما كان يسمع من الوحي ، وفقده التصاق النبي ﷺ ، ولم يُوضع المنبر في وسط المسجد ، وإنما وضع في جانبه الغربي قريباً من الحائط ، وكان بينه وبين الحائط قدر ممر الشاة ، وكان إذا جلس عليه النبي ﷺ في غير الجمعة ، أو خطب قائماً في الجمعة ، استدار أصحابه إليه بوجوههم ، وكان وجهه ﷺ قِبَلِهم في وقت الخطبة ، وكان يقوم فيخطب ، ثم يجلس جلسة خفيفة ، ثم يقوم ، فيخطب الثانية ، فإذا فرغ منها ، أخذ بلال في الإقامة ، وكان يأمر الناس بالدنو منه ويأمرهم بالإنصات ، ويُخبرهم أن الرجل إذا قَالَ لِصاحبه : أَنْصِتْ فَقَدْ لَغَا . ويقول : مَنْ لَغَا فَلاَ جُمُعَة لَهُ . وكان يقول : مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الجُمُعَة والإمامُ يَخْطُبُ ، فَهُوَ كَمَثَلُ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ، والَّذِي يَقُول لَه : انْصِتُ لَيْسَتْ لَهُ جُمُعَة . وكان ﷺ إذا صلى الجمعة دخل إلى منزله فصلى ركعتين سُنتها ، وأمر مَنْ صلاها أن يُصلي بعدها أربعاً . قال شيخنا أبو العباس ابن تيمية : إن صلى في المسجد صلى أربعاً ، وإن صلى في بيته ، صلى ركعتين . قلتُ : وعلى هذا تدل الأحاديث ، وقد ذكر أبو داود عن ابن عمر أنه كان إذا صلَّى في المسجد ، صلى أربعاً ، وإذا صلى في بيته ، صلى ركعتين
وفي الصحيحين عن ابن عمر أن النبي ، كان يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته ، وفي صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ ، ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الجُمُعَةِ ، فَلْيُصَلُ بَعْدَهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ) . والله أعلم . ❝